#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين
وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بيشرف على أمور البيع والشراء فجم إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا ،
فلما شافهم عرفهم وهم معرفهوش ، متخيلين الموقف 😳
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"
☆أنا شخصيا جربت الإحساس ده🙈
لما كنت صغيرة وكان في ناس بتعاملني بأسلوب مش ظريف، وبعدين لما لبست النقاب بقوا يعاملوني باحترام وأدب لأنهم مش عارفيني وأنا عارفاهم وكان ببقى نفسي أقولهم بس كنت بمسك نفسي😅 إحساس فظيع بصراحة😄
أكيد حصل معاكم موقف زي كده 😚
فيوسف عليه السلام شريط اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...قلبه بيدق🙊
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر..افتكر بيعه..بلاؤه مع امرأة العزيز ومع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...والسبب في كل إللي حصله ده قصاد عينه دلوقتي يقدر في لحظة ينتقم منهم👌
لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس وكان يوسف يبيع لكل واحد حمل جمل واحد عشان التجار ميشتروش كميات كبيرة ويعلوا الأسعار على الناس،
وطلبوا منه نصيل لأبوهم وأخوهم فبدأ يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار وبلهجة أهل مصر عشان ميعرفهوش وسألهم عن بلدهم وأحوالهم ، فقالهم السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين، وقالهم :
إنتم مش شايفيني بزود في المكيال إزاي...مش شايفين الكرم ،
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"
وفي نفس الوقت خوّفهم وقال:
لو مجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هديكم حاجة خالص😤
فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"
☆إزاي هو عرفهم وهم معرفهوش😳
لأن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار، وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت،
وكمان هم لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة الملك فهيبة الملك مخلتهمش ويبصوا له اوي ويتمعنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان 😶
وكمان يوسف كان مترقب ومستني ...هو عارف إنهم هييجوا لأن القحط كان في كل البلاد فتوقع إنهم هييجوا ، وكمان كانوا عشرة فلو معرفش واحد هيعرف التاني😅
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي😉
رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له :إحنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية، لكن هم شرطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا، فابعت معانا أخونا السنة الجاية عشان يرضوا يعطونا الكيل بتاعنا واحنا هناخد بالنا منه😔
"فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
طبعا يعقوب عليه السلام قالهم: عايزيني استأمنكم عليه زي ماستأمنتكم على أخوه يوسف قبل كده😳
فطبعا مقدروش يردوا.. هيقولوا إيه😶
ماهو هم كانوا قالوا نفس الكلام لما أخذوا يوسف عليه السلام.
"قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
راحوا ينزلوا الغلة إللي اشتروها من على الجمال لقوا الحاجات إللي دفعوها مقابل الأكل زي فلوس كده موجودة عندهم 😮
وكان يوسف عليه السلام أمر العمال إنه يحطوا البضاعة دي معاهم من غير ما يعرفوا عشان ميحرجهمش قصاد الناس إنه بيتصدق عليهم مثلا ولا حاجة ، وكمان شاف إن من العيب وسوء الخلق إنه ياخد فلوس من أبوه وإخوته،
فرجعها لهم وكمان خاف أحسن ميكنش عندهم غيرها فميجوش السنة إللي بعدها،
وكمان هو أراد إنه يرد الإساءة بالإحسان عشان كده بالغ في إكرامهم👌
"وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
إخوة يوسف شافوا الفلوس رجعوا ليعقوب عليه السلام وقالوا له يا أبانا إحنا مش ناويين شر والدليل أهه ..الناس رجعوا لنا البضاعة بتاعتنا هناخد أخونا معانا نجيب المؤنة ونزيدها واحد ونرجع... الموضوع بسيط🤷♂️
"وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"
فيعقوب عليه السلام حس المرة دي إنهم صادقين، وخصوصا إنه خلال السنين إللي فاتت مشفش منهم حاجة وحشة وانصلح حالهم وكانوا بارين بيه فقرر إنه يستأمنهم بش
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين
وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بيشرف على أمور البيع والشراء فجم إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا ،
فلما شافهم عرفهم وهم معرفهوش ، متخيلين الموقف 😳
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"
☆أنا شخصيا جربت الإحساس ده🙈
لما كنت صغيرة وكان في ناس بتعاملني بأسلوب مش ظريف، وبعدين لما لبست النقاب بقوا يعاملوني باحترام وأدب لأنهم مش عارفيني وأنا عارفاهم وكان ببقى نفسي أقولهم بس كنت بمسك نفسي😅 إحساس فظيع بصراحة😄
أكيد حصل معاكم موقف زي كده 😚
فيوسف عليه السلام شريط اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...قلبه بيدق🙊
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر..افتكر بيعه..بلاؤه مع امرأة العزيز ومع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...والسبب في كل إللي حصله ده قصاد عينه دلوقتي يقدر في لحظة ينتقم منهم👌
لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس وكان يوسف يبيع لكل واحد حمل جمل واحد عشان التجار ميشتروش كميات كبيرة ويعلوا الأسعار على الناس،
وطلبوا منه نصيل لأبوهم وأخوهم فبدأ يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار وبلهجة أهل مصر عشان ميعرفهوش وسألهم عن بلدهم وأحوالهم ، فقالهم السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين، وقالهم :
إنتم مش شايفيني بزود في المكيال إزاي...مش شايفين الكرم ،
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"
وفي نفس الوقت خوّفهم وقال:
لو مجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هديكم حاجة خالص😤
فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"
☆إزاي هو عرفهم وهم معرفهوش😳
لأن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار، وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت،
وكمان هم لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة الملك فهيبة الملك مخلتهمش ويبصوا له اوي ويتمعنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان 😶
وكمان يوسف كان مترقب ومستني ...هو عارف إنهم هييجوا لأن القحط كان في كل البلاد فتوقع إنهم هييجوا ، وكمان كانوا عشرة فلو معرفش واحد هيعرف التاني😅
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي😉
رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له :إحنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية، لكن هم شرطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا، فابعت معانا أخونا السنة الجاية عشان يرضوا يعطونا الكيل بتاعنا واحنا هناخد بالنا منه😔
"فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
طبعا يعقوب عليه السلام قالهم: عايزيني استأمنكم عليه زي ماستأمنتكم على أخوه يوسف قبل كده😳
فطبعا مقدروش يردوا.. هيقولوا إيه😶
ماهو هم كانوا قالوا نفس الكلام لما أخذوا يوسف عليه السلام.
"قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
راحوا ينزلوا الغلة إللي اشتروها من على الجمال لقوا الحاجات إللي دفعوها مقابل الأكل زي فلوس كده موجودة عندهم 😮
وكان يوسف عليه السلام أمر العمال إنه يحطوا البضاعة دي معاهم من غير ما يعرفوا عشان ميحرجهمش قصاد الناس إنه بيتصدق عليهم مثلا ولا حاجة ، وكمان شاف إن من العيب وسوء الخلق إنه ياخد فلوس من أبوه وإخوته،
فرجعها لهم وكمان خاف أحسن ميكنش عندهم غيرها فميجوش السنة إللي بعدها،
وكمان هو أراد إنه يرد الإساءة بالإحسان عشان كده بالغ في إكرامهم👌
"وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
إخوة يوسف شافوا الفلوس رجعوا ليعقوب عليه السلام وقالوا له يا أبانا إحنا مش ناويين شر والدليل أهه ..الناس رجعوا لنا البضاعة بتاعتنا هناخد أخونا معانا نجيب المؤنة ونزيدها واحد ونرجع... الموضوع بسيط🤷♂️
"وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"
فيعقوب عليه السلام حس المرة دي إنهم صادقين، وخصوصا إنه خلال السنين إللي فاتت مشفش منهم حاجة وحشة وانصلح حالهم وكانوا بارين بيه فقرر إنه يستأمنهم بش
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين
وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بُيشرِف على أمور البيع والشراء، فَجاء إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا،
فلما شافهم، هو عرفهم وهم ماعرفوهوش، متخيلين الموقف 🙊
هنا يوسف عليه السلام اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...
وأكيد بقى قلبه بيدق وبقى فيه فوران مشاعر مختلطة،
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر وتركه بلا أمان ولا أنيس..
افتكر بيعه بتمن رخيص.. وبلاؤه مع امرأة العزيز ثم مع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...
وفجأة يلاقي السبب في كل إللي حصله ده واقف بشحمه ولحمه قصاد عينه دلوقتي، ويفصل بينه وبين الثأر منهم لنفسه لحظات👌
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"
لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، متخيلين الثبات الانفعالي والحِلم إللي عند يوسف عليه السلام 😮
يوسف عليه السلام مسك نفسه من إنه يقول لهم انتم مش عارفيني،؟!
أنا يوسف، أنا إللي عملتم فيه كذا وكذا ودلوقتي أقدر أنتقم منكم، لكن يوسف عليه السلام معملش كده ومسك نفسه،
إحساس كبح زمام النفس ده عن إحراج الناس بالمثل، إحساس صعب فعلا وشديد وفظيع الصراحة😅
عشان كده الصفتين دول من الصفات إللي ربنا عز وجل بيحبها،
والصفتين دول لما بيكونوا في شخص بيكون فعلا رزق طيب ومهم وبتبقى من البُشْريات للعبد👌
حتى رسول الله ﷺ قال لواحد من الصحابة اسمه الأَشَج العصري:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلمُ والأَنَاةُ"
ربنا يجعلنا منهم ويوفقنا لكل خير يرضيه عز وجل 🤲
يوسف عليه السلام بقى عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس بالخلق الكريم والإحسان👌
وكان من عادة يوسف في الإشراف على البيع والشراء، إنه يبيع لكل مُشتري حمولة جمل واحد فقط،
عشان يقطع الطريق على التجار إنهم ميشتروش كميات كبيرة بغرض احتكار البضاعة في السوق عشان يعلوا الأسعار على الناس بعد كده،
فإخوة يوسف كمشترين زي باقي المشترين، طلبوا منه نصيب لأبوهم وأخوهم إللي مش معاهم دلوقتي في القافلة،
فبدأ يوسف يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار بلهجة أهل مصر عشان مايعرفوهوش من لهجة بلده الأصلية إللي هي بلدهم عند يعقوب،
وسألهم عن بلدهم وأحوالهم من باب تلطيف الجو وتبادل الحوار بحيث إنهم يطمنوا له وكده😅
وقبل ما يسيبهم يمشوا قال لهم:
السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين ومش واخدين نصيب نفر زيادة من غير حق😤
وقال لهم عشان يحمسهم أكتر إنهم مينسوش يجيبوه معاهم المرة الجاية:
مش إنتوا شايفين بنفسكم إزاي أنا بملا المكيال لحد آخره من غير ما بنقّص منه أو بطفّف في المكيال زي التجار الغشاشين؟
مش شفتوا بنفسكم إزاي بنحب نكرم زبايننا💁♂️
فاحنا في انتظاركم بقى السنة الجاية بالنفر الزيادة ده تيجوا كلكم و تاخدوا البضاعة إللي تعجبكم إن شاء الله..
وده الحوار إللي ربنا اختصره في القرآن بكل بلاغة وفصاحة ودقة وقال:
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"
لكن يوسف في نفس الوقت خوّفهم وقال لهم:
بس لو ماجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هَدِّيكم حاجة خالص😤
"فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ"
فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"
☆ثواني كده🤨
هو إزاي يوسف عليه السلام عِرفهم وهم ماعرفهوش😳
لإن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار،
وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف
《من ساعة مافترق عنهم》، فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت من ملامح الطفولة لملامح الشباب،
وكمان همّ لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة المُلك فهيبة المُلك ولبسه وهيئته ماخلتهمش يتعرفوا عليه بسهولة ويمكن مخلتهمش كمان يبصوا له بتأمل دقيق أو يتمعّنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا عن إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان بكل خير بسبب عبقريته الاقتصادية وحسن إدارته لخزائن مصر في زمن القحط 😶
وكمان يوسف كان مترقّب ومستني وصول إخواته من بلد أبيه يعقوب في أي وقت زيهم زي أي ناس رايحة جاية على مصر الفترة دي؛
لإن هو عارف إن القحط إللي كان في كل البلاد ده هيخليهم ييجوا عندهم لإنهم البلد الوحيد إللي عرف يوفر أكل،
فكان متوقع إنهم هييجوا، وكمان إخواته كانوا عشرة فلو ماعرفش واحد هيعرف التاني ويتأكد إنهم همّ إخوته،
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي كلهم مرة واحدة😅
رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له:
احنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية لإنهم اشترطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا عشان يتأكدوا
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين
وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بُيشرِف على أمور البيع والشراء، فَجاء إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا،
فلما شافهم، هو عرفهم وهم ماعرفوهوش، متخيلين الموقف 🙊
هنا يوسف عليه السلام اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...
وأكيد بقى قلبه بيدق وبقى فيه فوران مشاعر مختلطة،
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر وتركه بلا أمان ولا أنيس..
افتكر بيعه بتمن رخيص.. وبلاؤه مع امرأة العزيز ثم مع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...
وفجأة يلاقي السبب في كل إللي حصله ده واقف بشحمه ولحمه قصاد عينه دلوقتي، ويفصل بينه وبين الثأر منهم لنفسه لحظات👌
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"
لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، متخيلين الثبات الانفعالي والحِلم إللي عند يوسف عليه السلام 😮
يوسف عليه السلام مسك نفسه من إنه يقول لهم انتم مش عارفيني،؟!
أنا يوسف، أنا إللي عملتم فيه كذا وكذا ودلوقتي أقدر أنتقم منكم، لكن يوسف عليه السلام معملش كده ومسك نفسه،
إحساس كبح زمام النفس ده عن إحراج الناس بالمثل، إحساس صعب فعلا وشديد وفظيع الصراحة😅
عشان كده الصفتين دول من الصفات إللي ربنا عز وجل بيحبها،
والصفتين دول لما بيكونوا في شخص بيكون فعلا رزق طيب ومهم وبتبقى من البُشْريات للعبد👌
حتى رسول الله ﷺ قال لواحد من الصحابة اسمه الأَشَج العصري:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلمُ والأَنَاةُ"
ربنا يجعلنا منهم ويوفقنا لكل خير يرضيه عز وجل 🤲
يوسف عليه السلام بقى عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس بالخلق الكريم والإحسان👌
وكان من عادة يوسف في الإشراف على البيع والشراء، إنه يبيع لكل مُشتري حمولة جمل واحد فقط،
عشان يقطع الطريق على التجار إنهم ميشتروش كميات كبيرة بغرض احتكار البضاعة في السوق عشان يعلوا الأسعار على الناس بعد كده،
فإخوة يوسف كمشترين زي باقي المشترين، طلبوا منه نصيب لأبوهم وأخوهم إللي مش معاهم دلوقتي في القافلة،
فبدأ يوسف يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار بلهجة أهل مصر عشان مايعرفوهوش من لهجة بلده الأصلية إللي هي بلدهم عند يعقوب،
وسألهم عن بلدهم وأحوالهم من باب تلطيف الجو وتبادل الحوار بحيث إنهم يطمنوا له وكده😅
وقبل ما يسيبهم يمشوا قال لهم:
السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين ومش واخدين نصيب نفر زيادة من غير حق😤
وقال لهم عشان يحمسهم أكتر إنهم مينسوش يجيبوه معاهم المرة الجاية:
مش إنتوا شايفين بنفسكم إزاي أنا بملا المكيال لحد آخره من غير ما بنقّص منه أو بطفّف في المكيال زي التجار الغشاشين؟
مش شفتوا بنفسكم إزاي بنحب نكرم زبايننا💁♂️
فاحنا في انتظاركم بقى السنة الجاية بالنفر الزيادة ده تيجوا كلكم و تاخدوا البضاعة إللي تعجبكم إن شاء الله..
وده الحوار إللي ربنا اختصره في القرآن بكل بلاغة وفصاحة ودقة وقال:
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"
لكن يوسف في نفس الوقت خوّفهم وقال لهم:
بس لو ماجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هَدِّيكم حاجة خالص😤
"فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ"
فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"
☆ثواني كده🤨
هو إزاي يوسف عليه السلام عِرفهم وهم ماعرفهوش😳
لإن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار،
وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف
《من ساعة مافترق عنهم》، فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت من ملامح الطفولة لملامح الشباب،
وكمان همّ لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة المُلك فهيبة المُلك ولبسه وهيئته ماخلتهمش يتعرفوا عليه بسهولة ويمكن مخلتهمش كمان يبصوا له بتأمل دقيق أو يتمعّنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا عن إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان بكل خير بسبب عبقريته الاقتصادية وحسن إدارته لخزائن مصر في زمن القحط 😶
وكمان يوسف كان مترقّب ومستني وصول إخواته من بلد أبيه يعقوب في أي وقت زيهم زي أي ناس رايحة جاية على مصر الفترة دي؛
لإن هو عارف إن القحط إللي كان في كل البلاد ده هيخليهم ييجوا عندهم لإنهم البلد الوحيد إللي عرف يوفر أكل،
فكان متوقع إنهم هييجوا، وكمان إخواته كانوا عشرة فلو ماعرفش واحد هيعرف التاني ويتأكد إنهم همّ إخوته،
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي كلهم مرة واحدة😅
رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له:
احنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية لإنهم اشترطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا عشان يتأكدوا