قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
29.4K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وواحد_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
َعْث_أسامة_ومرض_رسول_الله

هنبدأ النهاردة الكلام عن أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة في عهد رسول الله ﷺ،
استمرت الحياة في المدينة عادي جدا، رسول الله ﷺ يصلي الصلوات مع الصحابة، واستمرت نزول آخر آيات القرآن،
وكانت الأوضاع في المدينة مستقرة،
وعرفنا إن رسول الله ﷺ كان عارف من خلال الأحداث إن أجله خلاص قرب،
فكان رسول الله ﷺ بيفكر فيما بعد موته، فجهز جيش بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة وأمره إنه يتوجه إلى الشام لقتال الروم،
والكلام ده كان في شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة.

☆طيب ليه رسول الله ﷺ جهّز الجيش ده لقتال الروم في الوقت ده🤔
العلماء بيقولوا إنه بسبب إن الرومان قتلوا واحد اسمه فَرْوَة بن عمرو الجُذامي، وهو كان والياً على مدينة مَعَان في الشام من قِبَلِ الروم،
فلما أسلم؛ الرومان قتلوه حقدا وغيظا، يعني إزاي واحد هم معينينه يروح يتبع الدين الجديد ده🙄
فلما وصل الخبر لرسول الله ﷺ كان لازم يكون في رد حاسم على إللي عملوه ده،
وخصوصا إن دولة الإسلام دلوقتي دولة قوية، يعني تقدر ترد على أي حد يعتدي عليها،
واحنا عارفين إن الاعتداء على فرد واحد من المسلمين ساعتها كان يُعتبر اعتداء على دولة الإسلام كلها،
فرسول الله ﷺ جهز جيش لقتال الروم👌

وطبعا هنا لينا وقفة مع القائد إللي رسول الله ﷺ عينه عشان يقود المعركة المهمة دي💁‍♂️
قائد الجيش هو أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه، وساعتها كان عمره سبعة عشرة سنة، يعني في ثانوية عامة عندنا😅
لأ، وإيه الجيش ده كان فيه كل كبار الصحابة، أبو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم،
فالمنافقين بدأوا يتكلموا عشان يوقعوا بين المسلمين، قعدوا يقولوا إزاي رسول الله ﷺ يجعل شاب لم يبلغ مبلع الرجال قائد لجيش فيه كبار الرجال؟!!
فانتشر القيل والقال في موضوع أسامة و تأميره وتوليته أمر قيادة الجيش الإسلامي وإن رسول الله ﷺ خلاه هو القائد قال عشان بيحبه😬

☆طيب إيه وجهة نظر رسول الله ﷺ في إنه يجعل شاب صغير زي أسامة هو إللي يقود جيش مهم زي ده🤔

رسول الله ﷺ بيعرّفنا وبيعلمنا إن مش مهم مين يكون هو القائد، ولا نسبه إيه، ولا حتى عمره كم،
المهم هو كفاءة القائد، وإنه بيحتكم في كل أموره إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة نبيه ﷺ، وبيعلمنا نستغل طاقات الشباب الهائلة،
يعني مش عشان ده شاب وسنه صغير يبقى نلغيه من حسابتنا حتى لو كان عنده الكفاءة لمجرد إنه صغير في السن💁‍♂️

المهم، الكلام انتشر بين الناس ووصل لرسول الله ﷺ وساعتها كان رسول الله ﷺ كان مريض فخرج للناس وهو رابط رأسه من شدة الصداع، فخطب فيهم وقال:
"قدْ بَلَغَنِي أنَّكُمْ قُلتُمْ في أُسَامَةَ وإنَّه أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ،
أنْ تَطْعُنُوا في إمارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ في إمارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلُ،
وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمارَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ،
أَنْفِذُوا بَعَثَ أُسَامَةَ"
يعني رسول الله ﷺ بيقولهم إنه وصل له كلام إنهم بيطعنوا في أسامة وإنه لايستحق الإمارة وأنه بقى القائد عشان رسول الله ﷺ بيحبه،
زي ما كانوا اتكلموا قبل كده في زيد بن حارثة رضي الله عنه لما رسول الله ﷺ خلّاه قائد على على سرية مؤتة وهو كان مَوْلى،
فأقسم لهم بالله إن أسامة يستحق الإمارة وجدير بها زي بالضبط ما كان أبوه زيد مُستحق للقيادة👌

¤ماهو بالعقل كده يا جماعة رسول الله ﷺ مش هيضيّع جيشه، ولا يُخاطر بمصير أمته عشان واحد بيحبه بس وميكونش هو نفسه كُفء ويستحق القيادة دي🤷‍♂️
وخصوصا إن القتال هيكون مع أقوى قوة في الأرض في زمانهم،
ورسول الله ﷺ لو مكنش موقن تمام اليقين إن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أهل للمهمة دي مكنش ولّاه،
وخصوصا إن كان تحت قيادة أسامة مجموعة فذة من القادة العسكريين، ومن السابقين للإسلام وكفاية إن كان من جنود أسامة رضي الله عنه واحد زي عمر بن الخطاب💁‍♂️

وبرده رسول الله ﷺ لم يُنكر حبه لأسامة ولا حبه لأبيه زيد وإنهم من أحب الناس له، لكن مش ده المقياس للقيادة،
المقياس هو الكفاءة، هل يقدر على الأمر ده ولّا لأ👌

في الأول كان في تباطُؤ في الالتحاق بجيش أسامة، لكن بعد كلام رسول الله ﷺ الناس بدأت تتجمع وتجهزت وخرج الجيش من المدينة وخيم في منطفة اسمها 《الجُرْف》 على بُعد خمسة كيلو مترات ونصف من المدينة،
لكن الجيش لم يخرج للشام بسبب الأخبار المُقلِقة عن اشتداد مرض رسول الله ﷺ،
فكانوا مستنيين يطمنوا على رسول الله ﷺ قبل ما يخرجوا للمعركة وخصوصا إن دي أول مرة يمرض فيها رسول الله ﷺ المرض الشديد ده😥

☆إيه موضوع مرض رسول الله ﷺ 🤔
في آخر شهر صفر خرج رسول الله ﷺ وتوجّه إلى البَقِيع، فصلى صلاة الجنازة على شهداء أحد ودعا لهم،
وبعدها توجه للمنبر فخطب في الناس وقال:
إنِّي فَرَطُكُمْ، وأَنَا شَهِ
يدٌ علَيْكُم، وإنِّي واللَّهِ لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ،
وإنِّي قدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ - أوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ - وإنِّي واللَّهِ ما أخَافُ علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنِّي أخَافُ علَيْكُم أنْ تَنَافَسُوا فِيهَا"

فَرَطُكُمْ معناها سَابِقُكُم، يعني هو بيقول للصحابة إنه ﷺ هيسبقهم على الحوض وهيكون أول واحد يوصل ويقف عند الحوض يوم القيامة،
وهو شاهد عليهم وبيحذرهم من إنهم يعملوا أي عمل يكون سبب في إن الملائكة تبعدهم عن حوضه،
وكلمة: 《إنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرضِ》
ده إشارة إلى اتساع الدولة الإسلامية وكثرة الفتوحات وطبعا ده هيؤدي إلى كثرة الأموال في أيدي المسلمين بسبب الغنائم إللي هيحصلوا عليها،
فهنا عبّر رسول الله ﷺ عن خوفه عليهم من إن كثرة الأموال ممكن تخليهم يتافسوا فيما بينهم فيؤدي التنافس ده إلى العداوة والبغضاء والتقاتل على الدنيا وخيراتها👌

بعد الخطبة دخل رسول الله ﷺ دخل بيت عائشة رضي الله عنها وهو عنده صداع شديد فلقاها هي كمان بتشتكي من الصداع وبتقول: وارَأْسَاه!
يعني زي ما بنقول كده: أه يا راسي😣
فقال لها رسول الله ﷺ:
بل أنا يا عائشةُ وارَأْسَاه.
يعني أنا إللي فعلا راسي بتوجعني، وكان من عادة رسول الله ﷺ إنه يداعب السيدة عائشة لما تكون مريضة فقال لها وهو يداعبها في الكلام:
"وما ضرَّكِ لو مِتِّ قبْلي فغسَلْتُكِ وكفَّنْتُكِ وصلَّيْتُ عليكِ ثمَّ دفَنْتُكِ"
يعني متقلقيش، لو مُتّي قبلي هغسلك وأكفنك وهصلي عليكِ وأدفنك، فالسيدة عائشة قالت له:
"وا ثُكْلِيَاهْ،
واللَّهِ إنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، ولو كانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّسًا ببَعْضِ أزْوَاجِكَ"
يعني كأنها بتقول بلغتنا دلوقتي:
يا نهار أبيض😱
والله انت شكلك كده عايزني أموت، ولو حصل ومُت هترجع بعد ما تدفني تروح تقعد مع بعض أزواجك عادي ولا هتتأثر بموتي وهتنساني😤
فتبسم رسول الله ﷺ من كلام السيدة عائشة 😅
وبعدين قال للسيدة عائشة:
"لقَدْ هَمَمْتُ - أوْ أرَدْتُ - أنْ أُرْسِلَ إلى أبِي بَكْرٍ وابْنِهِ وأَعْهَدَ: أنْ يَقُولَ القَائِلُونَ - أوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ"
يعني رسول الله ﷺ بيقول إنه كان عايز يُرسل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ويوصي له بالخلافة عشان مفيش واحد يطلع ويقول أنا أحق بالخلافة، أو عشان محدش يتمنى الخلافة،
فرسول الله ﷺ كان عايز يعمل كده عشان ينهي أي نزاع أو خلاف يحصل بعد موته ﷺ،
لكنه توقف لأن الله أراد إن المسلمين ياخدوا أجر اجتهادهم ويكون القرار نابع منهم هم👌

بعد الحوار ده اشتد الوجع برسول الله ﷺ، وكان مرضه صداع وحُمّى شديدة، سخونية يعني،
وكان بيطوف على نسائه بالرغم من شدة وجعه وكان بيسأل كل يوم:
أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟
فكانت كل واحدة من زوجاته تقول له عند فلانة، لحد ما وصل بيت ميمونة رضي الله عنها واشتد به الوجع، فسأل:
أين أنا غداً؟
فقالوا له عند عائشة فسَكَن رسول الله ﷺ واستأذن نساءه إنه يُطَبّب في بيت عائشة، فأذنت له زوجاته،
رسول الله ﷺ وصل بيه شدة الوجع إنه مش قادر يمشي،
فخرج رسول الله ﷺ من بيت ميمونة وهو متسنّد على رجلين، عمه العباس وعلي بن أبي طالب،
وكانت قدمه ﷺ تخُط في الأرض، يعني هو في النص وساند عليهم وماشيين بيه ورجله بتجرجر في الأرض مش قادر حتى يسند عليها وهو ماشي،
لحد ما وصلوه لبيت عائشة، كانوا بيعملوا له كمادات عشان الحرارة تنزل،
فكان في قماشة على رأسه ﷺ لو حد وضع إيده عليها كان يحس بالحرارة العالية من فوقها،
وكان رسول الله ﷺ رابط راسه من شدة الصداع،
السيدة عائشة بتوصف وجع رسول الله ﷺ وبتقول:
"ما رَأَيْتُ أحَدًا أشَدَّ عليه الوَجَعُ مِن رَسولِ اللَّهِ ﷺ"
يعني عمرها ما شافت حد اشتد عليه المرض أكثر من رسول الله ﷺ ،
وعبد الله بن مسعود بيقول إنه دخل على رسول الله ﷺ وهو عنده حمى شديدة فمسّه بيده، بيشوف حرارته يعني،
فقال له ابن مسعود:
يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا؟
يعني انت الحمى بتاعتك بتكون شديدة؟
فقالَ له رَسولُ اللَّهِ ﷺ:
أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنكُم.
يعني الحُمّى بتاعتي بتبقى مضاعفة، بتجيلي زي ما بتيجي لرجلين منكم،
فقال له ابن مسعود:
ذلكَ أنَّ لكَ أجْرَيْنِ؟
يعني انت كده لك أجر رَجُليْن يا رسول الله؟
فقال له رسول الله ﷺ:
أجَلْ، ثُمَّ قالَ رسول الله ﷺ:
"ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِواهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ له سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها"
يعني مفيش مسلم ربنا يبتليه بأي أذى سواء مرض أو غيره إلا أسقط الله عنه من سيئاته، زي ما ورق الشجر بيقع كده بسبب هبوب الريح👌

كان زوجات رسول الله ﷺ بيزوروه في بيت عائشة، فالسيدة صفية لما شافت رسول الله ﷺ وهو مريض أوي كده قعدت تبكي وتقول له:
أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي.
يعني بتقول بلهجتنا كده ياريتني كنت مكانك،
فَغَ
مَزْنَهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ ﷺ وَأَبْصَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، فَقَالَ: مَضْمِضْنَ.
يعني زوجات رسول الله ﷺ غمزوا لبعض بعد ما سمعوا كلمة صفية، قال يعني شوفوا بتقول إيه، يقصدوا يعني إنها بتمثل😅
لكن رسول الله ﷺ شافهم فقال لهم يتمضمضوا،
فقالت زوجات رسول الله ﷺ:
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟
يعني نتمضمض من إيه، فقال رسول الله ﷺ:
مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ ، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ👌
يعني رسول الله ﷺ هنا شهد للسيدة صفية بالصدق وإنها فعلا تتمنى إن رسول الله ﷺ يكون سليم مُعافى وتكون هي مريضة بداله،
وبيّن خطأ زوجاته إللي كان طبعا بسبب الغيرة😬
وده من ضمن المواقف إللي تعامل فيها رسول الله ﷺ مع أخطاء زوجاته بسبب غيرتهن، مع إنه كان مريض مرض شديد زي ما شفنا👌

هنكمل المرة الجاية إن شاء الله باقي الأحداث في آخر أيام رسول الله ﷺ في الدنيا😞

مصادر جزء النهاردة في التعليقات👇

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_واثنين_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأحداث_الأخيرة_في_حياة_رسول_الله

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن بداية مرض رسول الله ﷺ وقلنا مرضه كان عبارة عن صداع وحُمّى شديدة، والمرض كان كل شوية بيشتد على رسول الله ﷺ،
في يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول رسول الله ﷺ ارتفعت حرارة رسول الله ﷺ جدا لدرجة إنه بقى يفقد الوعي من شدة الحرارة،
فلما أفاق في مرة من المرات قال:
"هَرِيقُوا عَلَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ، أوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أعْهَدُ إلى النَّاسِ"
القِرْبة حاجة كده زي زجاجة الماء، وبتبقى من الجلد ولها رباط يقفلها،
فرسول الله ﷺ بيقولهم هاتوا سبع قِرب من الماء مقفولين محدش لسه فتحهم ولا استعمل المية إللي فيهم،
وفي رواية تانية بتقول إنه طلب منهم إن قِرَب الماء دي تكون من آبار مختلفة،
وقالهم لما يجيبوها يصبوا عليه المية إللي في القِرب دي،
وكان طلب رسول الله ﷺ صب الماء ده من باب التداوي عشان يخفض الحرارة،
فجاءوا بقرب الماء وزوجات رسول الله ﷺ أجلسوه في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زوجة رسول الله ﷺ،
والمِخْضَبٍ عبارة عن وعاء من نحاس،
حاجة زي الطشت كده لو تعرفوه، أو مجازا يعني نقدر نقول بانيو،
المهم، أجلسوه فيه وقعدوا يصبوا عليه الماء من القِرَب السبعة،
وبعدين أشار رسول الله ﷺ لزوجاته وقال حَسْبُكم حَسْبُكم،
يعني خلاص كفاية كده انتم صبيتم عليّ من السبع قِرَب،
بعدها حس رسول الله ﷺ بنشاط فربط رأسه وخرج وصلى بالناس،
وخلال الأيام إللي فاتت دي كان رسول الله ﷺ مع شدة مرضه كان بيتحامل على نفسه وبيصلي بالناس جماعة وهو جالس،
بعد الصلاة قعد رسول الله ﷺ على المنبر وخطب في الصحابة آخر خطبة قبل موته،
والخطبة دي اسمها 《خطبة مرض الموت》،
قال رسول الله ﷺ بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
"إنه ليس من الناسِ أحدٌ أمَنَّ عليَّ في نفسِه ومالِه من أبي بكرِ ابنِ أبي قحافةَ،
ولو كنتُ مُتخذًا من الناسِ خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خَوخَةٍ في هذا المسجدِ ، غيرَ خَوخَةِ أبي بكرٍ..."
يعني إن أكثر الناس جُودًا وسَمَاحةً لنا بنفسِه ومالِه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
ولو كان رسول الله ﷺ مُتخذ خليل من أصحابه لاتخذ أبا بكر خليلا، ولكن رسول الله ﷺ خليل الله،
ومعنى خليل الله: المُنقطِع إليه،
يعني درجة شديدة جدا من القرب والحب، ولكن علاقة رسول الله ﷺ بأبي بكر هي أخوة الإسلام واختصاصه بمحبة زيادة عن غيره،
وكان بعض الصحابة فتحوا أبواب من بيوتهم يخرجوا منها على المسجد مباشرة ومنهم أبو بكر،
فإكراما لأبي أبكر، أمر رسول الله ﷺ إن كل خَوخَةِ يعني الباب الصغير إللي بيطل على المسجد ده وبيخرج منه الناس للمسجد يتسد ما عدا باب أبي بكر.

أكمل رسول الله ﷺ كلامه وقال:
"إنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاء وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ..."
هنا رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا أعطى له اختيارين:
إنه يقعد في الدنيا ويعيش فيها زي ما هو عايز أو إنه يموت ويدخل الجنة،
فالصحابة فكروا إن دي من ضمن القصص إللي رسول الله ﷺ كان بيحكيها لهم قبل كده فاستقبلوا الكلام عادي،
وفجأة لقوا أبا بكر بيبكي بشدة وبيقول:
"فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا"
فالصحابة استغربوا منه، إيه في إيه، رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا بيخيره، تقوم انت تقول لرسول الله ﷺ فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
الكلام مش راكب وملوش دعوة ببعضه خالص!
لكن أبو بكر رضي الله عنه كان هو أعلم الناس برسول الله ﷺ فعرف إنه هو العبد المُخيّر، وإن خلاص كده الرحلة انتهت وإن صاحبه رسول الله ﷺ هيموت.

☆رسول الله ﷺ لحد آخر أيامه في الدنيا بيفكرنا إن الدنيا مهما كانت شكلها جميل ومُغرية وفيها من المُتع الكتيرة فهي زي الزهرة عمرها قليل،
الزهرة ممكن نستمتع بيها يوم أو اثنين وبعدها هتموت ومش هيكون لها قيمة، فكذلك الدنيا، مهما عاش الإنسان فيها مُنعّم فالنعيم ده هينتهي لا محالة👌

◇ممكن حد كان يتمنى ولو كفكرة بس، إن رسول الله ﷺ يفضل عايش ويختار الدنيا وأهه نشوفه وكمان طول ما هو موجود هيقيم شرع ربنا،
لكن يا جماعة لو فكرنا كده بعقلنا هنلاقي الأمنية دي فيها أنانية شوية،
تخيلوا كده إن واحد يعيش يتعرف على ناس ويشيل همهم وهم تعليمهم وهدايتهم ويحبهم ويحبوه وحياتهم ترتبط ببعض،
وبعد كده يشوفهم بيموتوا واحد ورا التاني، وده مش هيتكرر مرة أو اتنين ده هيفضل كده آلاف السنين،
رسول الله ﷺ مات من ألف وأربعمائة سنة، والله أعلم باقي كم سنة لحد نهاية الدنيا،
متخيلين كمية الألم والحزن إللي كان هيعيشها بسبب فقده لأصحابه وأحبابه على مدار السنين دي كلها،
ومتنسوش إنه في الأول وفي الآخر بشر، يعني بيشعر بالحزن والألم، فمين يستحمل كل ده😞
وطبعا لأن رسول الله ﷺ أحب إلينا حتى من نفسنا، فاحنا منتمناش لرسول الله ﷺ إنه يتعرض
لألم زي ده،
فالحمد لله إن رسول الله ﷺ مخترش الخلود في الدنيا، تكفيه الآلام إللي مرت بيه ﷺ،
بس مش معنى كلامي ياجماعة إننا منتمناش رؤية رسول الله ﷺ، دي حاجة ودي حاجة،
حتى رسول الله ﷺ كان يقول:
"مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ"
يعني رسول الله ﷺ بيقول إن في ناس من شدة حبهم له يتمنوا لو إنهم شافوا رسول الله ﷺ ولو كان في مقابل ده إنهم هيفقدوا أهلهم وأموالهم،
مش ساعات بتسمعوا واحد يقول أنا أدفع عمري وأعمل كذا أو أعرف كذا،
أهه برده الناس دي عندها استعداد إنها تفقد أهلها وأموالها في مقابل إنها تشوف رسول الله ﷺ من شدة حبها له،
وده علامة على قوة الإيمان👌
يعني الواحد فينا لما يقرأ سيرة رسول الله ﷺ ويشوف حياته كانت عاملة إزاي؛ يتمنى إنه كان يبقى معاه عشان ينصره في الحرب ويواسيه في الشدة وهكذا زي ما الصحابة عملوا كده مع رسول الله ﷺ.

☆ملحوظة:
تخيير الأنبياء بين الموت والخلود في الدنيا دي حاجة خاصة بيهم هم، ومفيش تعارض بين التخيير ده وبين قول ربنا:
"وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ"
لأن ربنا عالم من البداية أصلا إن الأنبياء لما يُخيّروا هيختاروا الموت وما عند الله،
وبالتالي ربنا حدد الآجال والأعمار، بدون زيادة فيها ولا نُقصان👌

أكمل رسول الله ﷺ خطبته وقال:
"إنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ ويَقِلُّ الأنْصَارُ، حتَّى يَكونُوا في النَّاسِ بمَنْزِلَةِ المِلْحِ في الطَّعَامِ،
فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ..."
يعني الناس إللي بيدخلوا الإسلام بصفة عامة بيكثروا،
أما الأنصار فعددهم بيقل، وهيفضل عددهم يقل لحد ما يكونوا عددهم زي كمية الملح إللي بتتحط في الطعام،
يعني شوفوا حلة الأكل الكبيرة بنحط عليها كمية ملح صغيرة أد إيه،
فرسول الله ﷺ بيشبه حجم عدد الأنصار بالنسبة لباقي الناس إللي هيدخلوا في الإسلام،
ورسول الله ﷺ بينبه أي واحد هيكون في موضع حكم وله سلطة على الناس وإنه يقدر بسبب سلطانه ده يضر وينفع الناس؛
إنه يقبل من المُحسن من الأنصار ويتجاوز عن المسيء منهم،
طبعا ده في غير الحدود،
فالشاهد من الكلام إن رسول الله ﷺ وصّى الناس بالأنصار،
واحنا شوفنا قبل كده مكانة الأنصار عند رسول الله ﷺ ودعوته لهم ولأبنائهم ولأبناء أبنائهم.

أكمل رسول الله ﷺ وصاياه الأخيرة وقال:
" أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ"
يعني رسول الله ﷺ بيذم اليهود والنصارى إللي كانوا بيصلوا عند قبور أنبيائهم وكبار الصالحين أو حول قبورهم،
وبيأمر المسلمين إنهم ميعملوش زيهم، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على القبور قبة ولا مسجد،
ولا يصلوا عند القبر، لا فرض ولا نفل إلا صلاة الجنازة،
يعني إذا مات وحضروا في القبر وصلى عليه بعض الناس فمفيش مشكلة، أو صلوا عليه عند القبر فده جائز👌
وطبعا كلام رسول الله ﷺ هنا فيه إشارة إنه هيموت قريب.

بعد ما انتهى رسول الله ﷺ من الخطبة نزل من على المنبر ودخل بيت عائشة رضي الله عنها،
في اليوم التالي، يوم الخميس الثامن من ربيع الأول حصل حدث مهم،
اشتد الوجع على رسول الله ﷺ وكان في مجموعة من الصحابة موجودين معاه وكانوا جايين يزوروه وكان من الموجودين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لهم رسول الله ﷺ:
"ائْتُونِي اَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدِي"
يعني بيأمرهم إنه يأتوه بورقة وقلم عشان يخلي حد يكتب إللي هيقول له عليه وفيه هداية للأمة من بعده،
فبعض الموجودين ومنهم عمر رضي الله عنه شافوا إنه في تعب وإعياء شديد، فتأخروا في في إحضار الكتاب،
وشافوا إن إللي في القرآن العظيم من الهداية يكفيهم عن إجهاد رسول الله ﷺ بالكتابة،
فقال عمر:
" إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا"
وده كان من فقه عمر رضي الله عنه؛ لأنه خاف إن رسول الله ﷺ يكتب أمور ممكن يعجزوا إنهم يعملوها وبكده يستحقوا العقوبة؛
لأن كلام رسول الله ﷺ منصوص فمفيش فيه مجال للاجتهاد، فقال عمر حَسْبنَا كِتَاب اللَّه؛ لأن ربنا قال:
"مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَاب مِنْ شَيْء "
وقَال:
"الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ "
فكان معروف إن ربنا أكمل دينه والأمة لن تضل مادامت متبعة لكتاب الله،
وزي ما قلنا هو كان عايز يخفف عن رسول الله ﷺ ومش عايز يجهده،
لكن مجموعة تانية كانوا عايزين ينفذوا أمر رسول الله ﷺ بإنهم يأتوه بكتاب عشان يكتبوا إللي هو عايزه،
فحصل خلاف بين الصحابة عند رسول الله ﷺ وهو مريض على فراشه،
فريق عايز يجيب الكتاب لرسول الله ﷺ وفريق بيقول لأ مش لازم،
فلما حصل الخلاف منهم رجع رسول الله ﷺ في كلامه وقال خلاص إنه مش عا
يز حاجة ووصاهم بلسانه وقال:
"أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"
يعني أكرموا الوفود زي ما أنا كنت بكرمهم، وأخرجوا المشركين من جزيرة العرب واحنا اتكلمنا عن النقطة دي بالتفصيل واحنا بنتكلم عن آية القتال فمش هنعيد الكلام.

☆ملحوظة:
أَمْر رسول الله ﷺ للصحابة إنهم يأتوه بكتاب مكنش أمر إلزامي واجب التنفيذ،
والدليل على كده إنه لم يغضب منهم ﷺ بسبب إللي حصل،
ولم يُنكر على المجموعة إللي تباطأت عن إحضار الكتاب،
ولم يُنزّل الله تعالى فيهم آيات تُتلى كما هي عادة القرآن
بل سكت وأقرّهم،
ولم يُكرر رسول الله ﷺ طلبه بإحضار الكتاب، سواء في اللحظة دي أو خلال الأيام إللي عاشها بعد كده،
ومفيش حد يقدر يمنع رسول الله ﷺ يعمل أي حاجة هو عايزها أصلا،
فموضوع كتابة الكتاب ده كان حاجة اختيارية رسول الله ﷺ عايز يعملها ورجع فيها بسبب الخلاف إللي حصل بينهم،
فالخلاف إللي حصل بينهم ده كان زي الخلاف إللي حصل يوم الحديبية لما أمرهم رسول الله ﷺ بالتحلل فتأخروا رجاء نزول الوحي بإنهم يكملوا في العمرة لو تفتكروا،
وزي الخلاف إللي حصل في أسرى بدر يعملوا فيهم إيه وغيرها من الأمور إللي رسول الله ﷺ كان حاضرها وسكت عنها،
فالشاهد من الكلام إن الصحابة لم يعصوا أمر رسول الله ﷺ ولكن اجتهدوا في مسألة الأمر فيها اختياري👌

استمر وجع رسول الله ﷺ الشديد، فزوجات رسول الله ﷺ وبعض الصحابة ظنوا إن رسول الله ﷺ عنده مرض ذات الجَنَب،
وهو مرض يصيب الرئة، ومن أعراضه الحمى وضيق في التنفس،
فقرروا إنه يَلُدُّوه، و اللَّدود هو الدواء الذي يُصَب في أحد جانبي فم المريض ويُسْقاه،
شوفوا كده لما نكون عايزين نسقى طفل صغير دواء وهو تعبان وهمدان مش بنسقيه الدواء في جانب الفم عشان يعرف يبلعه من غير ما يشرق،
أهه زوجات رسول الله ﷺ كان عايزين يعملوا كده، والدواء إللي كانوا هيسقوه لرسول الله ﷺ كان مُر،
فلما رسول الله ﷺ عرف إنهم عايزين يسقوه الدواء بالطريقة دي وهو كان تعبان ومش قادر يتكلم أشار إليهم بإيده:
أن لا تَلُدُّوني.
ففكروا إن رسول الله ﷺ مش عايز ياخد الدواء زي المريض كده إللي بيرفض الدواء المر،
وكان رسول الله ﷺ بيغمى عليه كل شوية، فلما أفاق من الإغماء عرف إنهم سقوه الدواء بالطريقة دي،
فقال لهم رسول الله ﷺ:
"لا يبقى أحدٌّ إلا لُدَّ غيرُ العباس؛ فإنه لم يَشهَدكم"
《الحديث موجود في البخاري ومسلم》
يعني رسول الله ﷺ أمر كل الموجودين في الغرفة إنهم يشربوا من نفس الدواء إللي شرّبوه لرسول الله ﷺ بدون إذنه ما عدا العباس لأن العباس مكنش معاهم في الموضوع من البداية ولكنه موجود دلوقتي في الغرفة،
ففعلا كل إللي كان في الغرفة شربوا الدواء، رجال ونساء، حتى ميمونة زوجة رسول الله ﷺ، مع إنها كانت صائمة اليوم ده، لكنها شربته امتثال لأمر رسول الله ﷺ👌
ورسول الله ﷺ عمل كده عشان كل واحد منهم يذوق عاقبةَ تسرُّعه في شيء يؤذي المريض الذي لا يستطيع دفاعًا ولا منعًا،
فكان الهدف من فعل رسول الله ﷺ هو عقوبة لهم بغرض التأديب عشان ميعملوش كده تاني وخصوصا إنهم مسمعوش كلامهم وهو أمرهم إنهم ميعملوش كده،
والعقوبة كانت على إللي سقى رسول الله ﷺ الدواء وكمان إللي مسقاهوش ولكنه كان موافق على إللي بيحصل،
وده بيؤكد على شيء مهم،
وهي إن إللي بيشوف خطأ ولم ينكره فهو شريك في الإثم وبالتالي هو شريك في العقوبة،
فالموافق على الجِناية وإن لم يُباشِرها هو شريك الجاني، زي ما المُستمع للغِيبة شريك المُغتاب في الإثم،
واحنا اتكلمنا كتير عن النقطة دي في قصص الأنبياء وفي السيرة فمش هعيد عشان مطولش عليكم.

هنكمل إن شاء الله المرة الجاية الأحداث الأخيرة في حياة رسول الله ﷺ.

مصادر جزء النهاردة في التعليقات👇

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي.


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثلاثة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#وفاة_رسول_الله_ﷺ

قبل القراءة:
حلقة النهاردة والحلقة الجاية أصعب حلقات السيرة، فاللي مش مستعد نفسيا ميقرأش، أنا شخصيا لولا إني مضطرة أكتب الجزء ده والله ولا كنت اتكلمت فيه أصلا من صعوبته وألمه على النفس.

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الكتاب إللي رسول الله ﷺ كان عايز يكتبه وبعدين رجع في كلامه بعد ما حصل الحوار إللي حكينا عنه،
وقلنا إن الكلام ده كان يوم الخميس الثامن من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة،
وكان رسول الله ﷺ بيصلي بالناس خلال الفترة دي كلها لحد صلاة مغرب يوم الخميس ده،
صلى رسول الله ﷺ بالناس المغرب وقرأ سورة المرسلات في الصلاة،
ودي كانت آخر صلاة صلاها رسول الله ﷺ بالناس وآخر آيات سمعوها منه ﷺ؛ لأن الوجع اشتد عليه بعدها ومبقاش يعرف يخرج للصلاة، ولما جاءت صلاة عشاء يوم الخميس كان أغمي عليه، فلما أفاق سأل:
"أصَلَّى النَّاسُ؟"
فقالوا:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
يعني الناس مستنيينك تصلي بيهم، فقال:
"ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ"
يعني طلب منهم إنهم يضعوا له ماء في طبق كده كبير كانوا بيستعملوه في غسل الملابس،
فبعد ما وضعوا الماء قام رسول الله ﷺ واغتسل عشان يخفف شوية من الحرارة عشان يعرف يصلي،
فلما أراد إنه يقوم أغمي عليه مرة تانية، فلما أفاق سأل:
أصَلَّى النَّاسُ؟
قالوا له:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
فطلب منهم تاني إنهم يضعوا الماء في المِخْضَبِ، فاغتسل رسول الله ﷺ ولما جه يقوم أغمي عليه مرة تانية، واتكرر الموضوع تلات مرات، والناس قاعدين مجتمعين في المسجد مستنيين رسول الله ﷺ،
بعد كل المحاولات دي من رسول الله ﷺ إنه يصلي صلاة الجماعة ومش عارف، عرف إنه مش هيقدر يخرج لصلاة الجماعة لأول مرة في حياته ﷺ،
ولكنه في نفس الوقت كان حريص على صلاة أصحابه وإنهم ميضيعوش الصلاة فكان كل شوية يسأل إذا كانوا صلوا أو لأ،
في الوقت ده قرر رسول الله ﷺ إنه يخلي واحد من الصحابة ينوب عنه لإمامة المسلمين في الصلاة، فقال لهم:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ"
يعني قولوا لأبي بكر يصلي بالناس، فالسيدة عائشة خافت إن المسلمين يتشاءموا بأبي بكر لو وقف مكان رسول الله ﷺ،
فقالت السيدة عائشة:
"إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ"
يعني أبو بكر رضي الله عنه بيتأثر بالقرآن لدرجة إنه أول ما بيقرأ بيبكي، فالناس كده مش هتسمع هو بيقول إيه أصلا،
فقالت لرسول الله ﷺ:
"فلوْ أمَرْتَ عُمَرَ"
يعني خلي عمر هو إللي يصلي بيهم أحسن، فقال رسول الله ﷺ: " قَالَ: مُرُوهُ فليُصَلِّي"
فقالت السيدة عائشة للسيدة حفصة إنها تقول لرسول الله ﷺ إن أبا رجل رقيق وإنه يخلي عمر هو إللي يصلي بيهم،
فلما قالت حفصة لرسول الله ﷺ نفس كلام عائشة، فقال رسول الله ﷺ:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ"
فأعادت عليه السيدة عائشة نفس كلامها، فغضب رسول الله ﷺ وقال:
"مُرُوهُ فليُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"
المقصود بصواحب يوسف إنهن بيظهرن خلاف ما يبطن، يعني بيقولوا كلام ظاهره صحيح لكن مش هو ده إللي المقصود من كلامهم وإللي عايزينه فعلا،
يعني أيوة فعلا أبو بكر رجل رقيق والناس ممكن متسمعش منه لكن مش هو ده السبب الحقيقي إللي خلاهم يعترضوا، في سبب تاني انتم مخبيينه وهو انكم مش عايزين الناس تتشائم من أبي بكر،
وانتم عمالين تلحوا وأنا أعرضت عن الكلام أكثر من مرة فخلاص بقى نفذوا كلامي من غير ما نعيد ونزيد،
وطبعا هنا في إشارة إن أبا بكر هو أفضل الناس عشان كده رسول الله ﷺ اختاره، وفيه إشارة كمان إنه أوْلَى الناس بالخلافة بعد رسول الله ﷺ،
فلما وصل الموضوع لأبي بكر إن رسول الله ﷺ طلب إنه يصلي بالناس قال لعمر:
"يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ"
فَقَالَ له عُمَرُ: "أنْتَ أحَقُّ بذلكَ"
فصلى أبو بكر بالناس العشاء، فلما كان في الصلاة رسول الله ﷺ حس بخِفة فخرج للمسجد وهو مستند على العباس وعلي بن أبي طالب وكانت ورجله بتخط في الأرض،
فلما رآه أبو بكر أراد أن يتأخَّرَ،
يعني يرجع للوراء عشان رسول الله ﷺ يتقدم ويصلي هو بالناس،
فأشار له النَّبيُّ ﷺ ألَّا يتأخَّرَ، وجلَس رسول الله ﷺ بجانبِه، فاقتدى أبو بكرٍ رضي الله عنه بصلاةِ النَّبيِّ ﷺ، واقتدَى النَّاسُ بصلاة أبي بكرٍ رضي الله عنه؛
يعني رسول الله ﷺ كان إمام لأبي بكر، وأبو بكر كان إمام للناس، لأنهم مكنوش شايفين رسول الله ﷺ ولا سامعين صوته،
جاء يوم الجمعة وصلى أبو بكر بالناس كل الصلوات وخطب فيهم خطبة الجمعة، وكل ده ورسول الله ﷺ مريض،
واستمر أبو بكر يصلي بالناس طول فترة مرض رسول الله ﷺ في آخر أيامه لحد ما مات،
في يوم الجمعة ده قال رسول الله ﷺ:
"لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ"

☆شوفوا يا جماعة،
الإنسان لما بيتعرض لابتلاء شديد أو مرض شديد وكل شوية يشتد عليه المرض مع إن هو كويس وعلى طاعة، ساع
ات يصيبه الشك ويبدأ يتساءل هل ربنا مش راضي عني، طيب فين الغلط طيب فين المشكلة، وممكن يوصل معاه الموضوع إنه يُسيء الظن بالله،
وأخطر وقت ممكن الإنسان يتعرض فيه لحاجة زي كده هو قبل ما يموت،
فرسول الله ﷺ قبل ما يموت بثلاثة أيام وفي شدة مرضه
بيقولنا مش معنى إن الواحد بيتعرض لبلاء شديد إنه يسيء الظن بالله،
لأ، أحسنوا الظن بالله إن ربنا هيرحم عبده، ولازم العبد يتذكر في اللحظة دي الآيات والأحاديث إللي جاءت عن كَرمِ اللهِ تَعالى وعَفوِه وما وَعَدَ به أَهلَ التَّوحيدِ،
وإن مش معنى شدة المرض قبل موت العبد المؤمن إن ربنا غضبان عليه، بالعكس بقى، والدليل على كده شدة مرض رسول الله ﷺ قبل موته،
فإذا كان رسول الله ﷺ وهو رسول الله تعرض للمرض الشديد ده، فمفيش مشكلة خالص لو تعرّض غيره للمرض والابتلاء الشديد👌
فرسول الله ﷺ بيحذرنا من القنوط من رحمة الله عند اقتراب الموت وبيشجعنا على الرجاء في رحمة الله.

جاء أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه عشان يطمئِن على رسول الله ﷺ، واحنا قلنا قبل كده إنه كان برة المدينة مخيم مع الجيش إللي هيخرج لقتال الروم في الشام،
ولكنه توقف لما عرف بمرض رسول الله ﷺ،
فجاء ودخل على رسول الله ﷺ يزوره، فكان رسول الله ﷺ ينظر إلى أسامة ويشير إليه بإصبعه ويرفعها للسماء،
فعرف أسامة إن رسول الله ﷺ بيدعي له، وكان عند رسول الله ﷺ العباس وعلي،
طبعا مشاعر الصحابة لا تُوصف في الأيام دي، ناس مكنوش يطيقوا إن رسول الله ﷺ تصيبه شوكة بس، ومستعدين يفدوه بأرواحهم، وكان بيغتموا لحزنه،
فجأة كده شايفين رسول الله ﷺ مريض مش قادر يتحرك وهم مش قادرين يعملوا له أي حاجة،
مبقاش يصلي بيهم، ولا يخطب فيهم كالعادة، شايفين حد تاني هو إللي بيصلي وبيخطب،
المدينة كلها في قلق وحزن على رسول الله ﷺ،
بعد ما خرج أسامة والعباس وعلي من عند رسول الله ﷺ الناس سألوا علي رضي الله عنه:
يا أبَا حَسَنٍ، كيفَ أصْبَحَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ؟
يعني رسول الله ﷺ عامل إيه دلوقتي، فقال لهم:
" أصْبَحَ بحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا"
يعني هو أفاق من الإغماء إللي كان فيه، وبعدها العباس أخذ علي رضي الله عنه على جنب عشان يكلمه،
قال العباس لعلي:
"وإنِّي واللَّهِ لَأَرَى رَسولَ اللَّهِ ﷺ سَوْفَ يُتَوَفَّى مِن وجَعِهِ هذا، إنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ عِنْدَ المَوْتِ، اذْهَبْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَن هذا الأمْرُ،
إنْ كانَ فِينَا عَلِمْنَا ذلكَ، وإنْ كانَ في غيرِنَا عَلِمْنَاهُ، فأوْصَى بنَا"
يعني العباس بيقول لعلي إنه بيعرف علامات الموت في وجوه بني عبد المطلب، وهو شاف العلامات دي في وجه رسول الله ﷺ وهو خلاص هيموت،
ومفيش خليفة للمسلمين، فكان عايز يروح لرسول الله ﷺ ويسأله مين هو الخليفة بعده،
فلو كان من بني عبد المطلب يبقى خلاص عرفنا، ولو كان حد تاني نطلب من رسول الله ﷺ إنه يوصيه بالخلافة لنا من بعده، فَقَالَ عَلِيٌّ:
"إنَّا واللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسولَ اللَّهِ ﷺ فَمَنَعَنَاهَا لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وإنِّي واللَّهِ لا أسْأَلُهَا رَسولَ اللَّهِ ﷺ"
يعني لو هو سأل رسول الله ﷺ إنه يوصى له بالخلافة ورفض، الناس هيرفضوا خلافة علي لو حصل وجه الوقت إللي يستحق يكون فيه خليفة بسبب رفض رسول الله ﷺ له،
وهو على كلِّ حَال لن يَسألَ النبيَّ ﷺ الإمارَةَ؛ لِأَنَّه أصلا مش عايزها وزاهد فيها.

كان رسول الله ﷺ مش بس بيتألم من الحمى والصداع، ولكن كمان كان بيتألم من أثر السم إللي كان في الشاة المسمومة إللي المرأة اليهودية أهدتها له و أكل منها في فتح خيبر، واتكلمنا عنها في الجزء المائة وتسعة وثلاثين،
قال للسيدة عائشة:
"يا عائشة، ما أزال أجدُ أَلَمَ الطعام الذي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهُرِي من ذلك السُّم"
يعني السم إللي كان في الأكلة البسيطة إللي أكلها رسول الله ﷺ من الشاة المسمومة استمر موجود في جسمه الفترة دي كلها،
لحد ما جاء أجل رسول الله ﷺ فحصلت الحمى بسبب السم ده،
يعني يا جماعة السم كان موجود في الجسم وجهاز المناعة كان بيقاومه،
لحد ما ربنا أراد إنه يقبض روح رسول الله ﷺ فأذِن إن السم يكون هو السبب في مرض رسول الله ﷺ إللي مات فيه عشان ينال درجة الشهادة زيادة في تكريمه ورفع درجته عند الله.

في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة، صلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالصحابة صلاة الفجر،
وهم واقفين صفوف بيصلوا، رسول الله ﷺ رفع ستار باب الغرفة إللي بتطل على المسجد عشان يبص عليهم،
كان بقاله ثلاثة أيام مشفهمش،
فلما شافهم وهم واقفين صفوف ورا بعض منظمين كده تبسم رسول الله ﷺ من سعادته بيهم،
رسول الله ﷺ شايف ثمرة عمله، ونتيجة جهده،
تعبه خلال ثلاثة وعشرين عام لم يذهب هباء منثورا،
رحلته كانت من البداية كانت مؤلمة، سواء من تكذيب أهل مكة له ووصفه بالكذب والسحر،
وأذى عمه والمشركين ومجالس المحاورة مع أهل مكة عشان يقنعهم ب
الإسلام،
أوتعذيب أصحابه وقتلهم، ووفاة أبناءه وزوجته، والهجرة وآلامها، وغزوة أحد ومقتل أصحابه، ورحلته للطائف،
وغيرها وغيرها من الآلام،
ولكن العبرة بالنهاية، بعد الرحلة الطويييلة دي شايف الصحابة آمنين مطمئنين في صلاتهم بيصلوا زي ما علمهم،
كده خلاص مبقاش في حاجة تانية يقدر يعلمها لهم،
الدور الجاي عليهم عشان يستلموا القيادة ويوصّلوا إللي اتعلموه لأهل الأرض كلهم،
لما رسول الله ﷺ رفع الستار وتبسم، الصحابة من شدة فرحتهم لما شافوا رسول الله ﷺ كانوا هيخرجوا من الصلاة،
وحتى أبو بكر رضي الله عنه بدأ يرجع للوراء لأنه فكر إن رسول الله ﷺ جاي يصلي بيهم،
لكن رسول الله ﷺ أشار إليهم إنهم يتموا الصلاة، وأنزل رسول الله ﷺ الستارة ودخل للبيت وقال:
أيها الناسُ، أيُّما أحَدٍ من الناسِ، أو من المؤمنينَ، أُصيبَ بمصيبَةٍ فليَتَعَزَّ بمصيبتِهِ بي عن المصيبةِ التي تُصيبُهُ بغيرِي، فإن أحَداً من أُمَّتي لَن يُصابَ بمُصيبَةٍ بعدي أشَدَّ عليهِ من مُصيبتي"
يعني أي حد هتصيبه مصيبة فليخفف ويهون على نفسه المصيبة بإنه يتذكر مصيبته بي، لأن المصائب الصغيرة بتهون لو وضعت جنب مصائب كبيرة، ومفيش مصيبة هتصيب أي حد بعده هتبقى أعظم ولا أكبر من مصيبة موت رسول الله ﷺ،
وزي ما قال الشاعر《أبو العتاهية》:
اِصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ

وَإِذَا أَتَتْكَ مُصِيبَةٌ تَشْجَى بِهَا

《فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ》

ودي كانت آخر مرة رسول الله ﷺ يشوف الصحابة ويشوفوه،
لما جاء وقت الضحى جاءت السيدة فاطمة تزور رسول الله ﷺ، وكان من عادته إنه لما يشوفها يقوم لها ويقبلها بين عينيها ويقعدها مكانه،
وهي كمان كانت بتعمل كده، كان لما يأتيها كانت تقوم وتقبله بين عينيه وتقعده مكانها،
فلما جاءته مقدرش يقوم لها ﷺ، لكنه رحّب بها وأجلسها بجانبه وقالها سر في ودنها فبكت بكاء شديد، وبعدين راح قايلها سر تاني فضحكت،
فلما سألتها السيدة عائشة عن إللي رسول الله ﷺ قاله لها قالت لها:
"ما كنت أفُشِي على رسول الله ﷺ سرَّه"
ولما شافت إن المرض اشتد على رسول الله ﷺ تألمت لمرض رسول الله ﷺ وقالت:
وَاكَربَ أَبَتَاهُ! يعني بتتألم وتتأوه لمرض رسول الله ﷺ
فقال لها رسول الله ﷺ:
"لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ"
يعني خلاص بعد النهاردة مفيش ألم ولا وجع لأن رسول الله ﷺ لما يموت هيدخل الجنة.

☆السيدة عائشة بعد موت رسول الله ﷺ سألت السيدة فاطمة مرة تانية عن السر إللي قاله لها رسول الله ﷺ فقالت لها إن رسول الله ﷺ قالها إنه هيموت وإنه قالها تصبر، فحزنت وقعدت تبكي،
وبعد كده قالها:
أمَا ترضِي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟
وقال لها إنها أول واحدة هتلحق بيه من أهله،
فكان ده سبب ضحكها.
وفعلا ماتت بعد رسول الله ﷺ بستة أشهر.

اشتد المرض على رسول الله ﷺ واقتربت النهاية ومع ذلك كان يوصي أمته ويقول:
" الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم"
يعني الزموا الصلاة وأقيموها بالمحافظة عليها والمداومة على حقوقها، وأكد على وجوب مراعاة حقوق المملوك سواء كان إنسان أو حيوان.
كان رسول الله ﷺ نايم وهو ساند رأسه على صدر عائشة رضي الله عنها وكان يتعرق بشدة وكان جنبه زي طبق كده فيه ماء،
فكان يضع يده في الإناء ويمسح وجهه بالماء وهو يقول:
"لا إله إلا الله، إن للموت سكرات"
ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أخو عائشة وكان معاه سواك، فنظر رسول الله ﷺ للسواك في يده،
فعرفت السيدة عائشة إنه عايز السواك، فأخذت السواك من أخيها فمضغته وهيأته للاستعمال وأعطته لرسول الله ﷺ،
فتسوّك به، وطهَّر أسنانَه بأحسَن صُورةٍ مُمكنَة،
وبعدين رفع إيده عشان يرجّع السواك لعائشة فسقطت يده من شدة الضعف إللي كان فيه،
فقعدت السيدة عائشة ترقيه بالرقية الشرعية، وهي بترقيه شافت بصره ينظر ناحية السماء وسمعته بيتمتم بكلمات فأصغت للكلام فسمعته يقول:
مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى،
اللَّهم الرفيق الأعلى، اللَّهم الرفيق الأعلى، اللَّهم الرفيق الأعلى"
وكان رسول الله ﷺ بيقول لهم قبل كده:
"إنه لم يُقْبَضْ نَبِىٌّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُخَيَّر"
يعني مفيش نبي إلا وربنا يُريه مقعده من الجنة ثم يخيره ملك الموت بين الموت ودخول الجنة وبين إنه يعيش في الدنيا،
فلما سمعته بيقول الكلام ده عرفت إنه تم تخييره واختار الموت ودخول الجنة،
بعد ما قال رسول الله ﷺ:
"اللَّهم الرفيق الأعلى، اللَّهم الرفيق الأعلى، اللَّهم الرفيق الأعلى"
مالت يده ﷺ ومات رسول الله ﷺ.

أعظم مصيبة ممكن تمر على الصحابة هي موت رسول الله ﷺ، إن شاء الله المرة الجاية هنشوف رد فعل الصحابة على المصيبة دي.

مصادر جزء ال
نهاردة في التعليقات👇

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي.


#Eman_Shalapy