#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وأربعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#رد_فعل_الصحابة_بعد_موت_رسول_الله
وقفنا المرة إللي فاتت عند موت رسول الله ﷺ، تقول السيدة عائشة:
"مات رسولُ الله ﷺ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا،
فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ وهو في حِجْرِي، ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي"
يعني بتقول إن رسول الله ﷺ مات وهو على صدرها وفي يومها وفي بيتها الذي لم تظلم فيه أحد،
وبعدين وضعت رأس رسول الله ﷺ على مخدة وقامت تندب وتبكي وتلطم وجهها مع بعض النساء كانوا عندها،
وطبعا الفعل ده محرم ولكن هي مكنتش تعرف إنه حرام ولا بعض الصحابيات إللي كانوا معاها يعرفوا بحرمانية إللي عملوه،
والدليل على كده إنها نَسبت فعلها للسّفه إللي هو الجهل، وكمان صغر السن،
لأن السيدة عائشة كان عمرها ثمانية عشرة عام لما مات رسول الله ﷺ، وكان عمر رسول الله ﷺ لما مات ثلاثة وستين عام،
وواضح من كلامها إنها تابت عن الفعل ده،
السيدة فاطمة لما مات رسول الله ﷺ قالت:
يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْرِيلَ نَنْعَاهُ!
☆ملحوظة:
الكلام إللي السيدة فاطمة قالته ده مش من النياحة؛ لأن النياحة هي رفع الصوت بالبكاء، والسيدة فاطمة معملتش كده،
ويجوز مخاطبة الميت إذا كان الكلام فيه، يعني مثلا نقول للميت:
نرجو لك الخير عند الله، نرجو أن تكون من عباد الله الصالحين، أو لطالما كنت واصلاً للرحم، عاطفاً على الفقراء، متقرباً إلى الله، قواماً لليل، صواماً للنهار، وهكذا،
أما إن الواحد يعرض مشاكله على الميت أو مشاكل الأمة مثلا فده غير جائز،
يعني يقول:
يا فلان نزلت بنا شدائد، ونزلت بنا كروب بعدك، ونزلت بنا مصائب، ونزلت بنا أمراض، ومات فلان، وتفرقت الأسرة و....و....كل ده لا يجوز.
بدأ انتشار الخبر إن رسول الله ﷺ مات، فحصل اضطراب شديد في المدينة،
وانقسم الصحابة بين مذهول وقف تفكيره، وبين إللي قعد في الأرض ومش قادر يقوم من شدة هَوْل الخبر،
وبين إللي أنكر الخبر أصلا ولم يصدقه،
فتنة وابتلاء عظيم، رسول الله ﷺ مات؟!
إزاي يعني هنقدر نعيش من غيره؟
هنصلي ورا مين؟
مين إللي هينصحنا؟
مين إللي هيعلمنا ويربينا؟
مين إللي هيتبسم في وجوهنا ويرفق بنا ويأخذ بأيدينا؟
الواحد فيهم مكنش بيصبر على فراقه، كان مجرد ما يروح بيته إلا ويُسرع بالرجوع للمسجد عشان يشوفه،
طيب دلوقتي هيشوفوه تاني إزاي؟
الجذع حن لرسول الله ﷺ لما فارقه عشان يخطب من فوق المنبر لدرجة إن الصحابة سمعوا أنين الجذع،
فإذا كان الجذع عمل كده ورسول الله ﷺ فارقه إلى منبر بعيد عنه خطوات معدودة فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة؟
الموضوع كان مؤلم جدا على الصحابة، مهما حاولنا نوصف ألمهم مش هنقدر نعبر عنه،
يعني احنا مجرد ما نسمع وفاة رسول الله ﷺ من غير ما نشوفه ونعيش معاه بنتأثر وبنتألم، فما بالكم بألمهم وهم إللي كانوا معاه على طول ولا يفارقوه😞
الناس اجتمعوا في المسجد بيتكلموا وفي اضطراب حاصل، فوقف عمر بن الخطاب وفي إيده السيف وهو بيقول:
"إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ،
لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات،
ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ،
يزعمون أنه مات،
لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيقول الكلام ده وهو معتقده يقينا ومعندوش أدنى شك في كده،
يعني بيقول إن رسول الله ﷺ لم يمت فعلا،
وإنه ذهب للقاء الله زي موسى عليه السلام لما ذهب للقاء الله وغاب عن بني إسرائيل أربعين ليلة،
فأي حد هيقول إنه مات يبقى كده بيعمل فتنة بين المسلمين، وإنه مش هيسكت لأي حد يعمل الفتنة دي وهيضربه بسيفه،
ورسول الله ﷺ لما يرجع هيقطع أيدي وأرجل الناس إللي ادعت إنه مات وحاولت تعمل فتنة،
فالناس سكتوا لأنهم مكنوش عارفين يعملوا إيه لأن مكنش في نبي قبل رسول الله ﷺ،
رسول الله ﷺ لما كان بيوصف الصحابة كان بيقول عن عمر رضي الله عنه:
"وأشدهم في أمر الله عمر"
يعني كان هو أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، فتخيلوا إن ده أثر المصيبة على أشد الصحابة، فما بالكم باللي أقل منه،
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ بيلخّص لنا حال المدينة لما مات رسول الله ﷺ في كلمتين بيقول:
"لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ"
وقال:
"شَهِدْتُهُ يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ ولا أضوَأَ من يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ،
وشَهِدْتُهُ يومَ موتِهِ ، فما كانَ أقبحَ ، ول
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وأربعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#رد_فعل_الصحابة_بعد_موت_رسول_الله
وقفنا المرة إللي فاتت عند موت رسول الله ﷺ، تقول السيدة عائشة:
"مات رسولُ الله ﷺ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا،
فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ وهو في حِجْرِي، ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي"
يعني بتقول إن رسول الله ﷺ مات وهو على صدرها وفي يومها وفي بيتها الذي لم تظلم فيه أحد،
وبعدين وضعت رأس رسول الله ﷺ على مخدة وقامت تندب وتبكي وتلطم وجهها مع بعض النساء كانوا عندها،
وطبعا الفعل ده محرم ولكن هي مكنتش تعرف إنه حرام ولا بعض الصحابيات إللي كانوا معاها يعرفوا بحرمانية إللي عملوه،
والدليل على كده إنها نَسبت فعلها للسّفه إللي هو الجهل، وكمان صغر السن،
لأن السيدة عائشة كان عمرها ثمانية عشرة عام لما مات رسول الله ﷺ، وكان عمر رسول الله ﷺ لما مات ثلاثة وستين عام،
وواضح من كلامها إنها تابت عن الفعل ده،
السيدة فاطمة لما مات رسول الله ﷺ قالت:
يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْرِيلَ نَنْعَاهُ!
☆ملحوظة:
الكلام إللي السيدة فاطمة قالته ده مش من النياحة؛ لأن النياحة هي رفع الصوت بالبكاء، والسيدة فاطمة معملتش كده،
ويجوز مخاطبة الميت إذا كان الكلام فيه، يعني مثلا نقول للميت:
نرجو لك الخير عند الله، نرجو أن تكون من عباد الله الصالحين، أو لطالما كنت واصلاً للرحم، عاطفاً على الفقراء، متقرباً إلى الله، قواماً لليل، صواماً للنهار، وهكذا،
أما إن الواحد يعرض مشاكله على الميت أو مشاكل الأمة مثلا فده غير جائز،
يعني يقول:
يا فلان نزلت بنا شدائد، ونزلت بنا كروب بعدك، ونزلت بنا مصائب، ونزلت بنا أمراض، ومات فلان، وتفرقت الأسرة و....و....كل ده لا يجوز.
بدأ انتشار الخبر إن رسول الله ﷺ مات، فحصل اضطراب شديد في المدينة،
وانقسم الصحابة بين مذهول وقف تفكيره، وبين إللي قعد في الأرض ومش قادر يقوم من شدة هَوْل الخبر،
وبين إللي أنكر الخبر أصلا ولم يصدقه،
فتنة وابتلاء عظيم، رسول الله ﷺ مات؟!
إزاي يعني هنقدر نعيش من غيره؟
هنصلي ورا مين؟
مين إللي هينصحنا؟
مين إللي هيعلمنا ويربينا؟
مين إللي هيتبسم في وجوهنا ويرفق بنا ويأخذ بأيدينا؟
الواحد فيهم مكنش بيصبر على فراقه، كان مجرد ما يروح بيته إلا ويُسرع بالرجوع للمسجد عشان يشوفه،
طيب دلوقتي هيشوفوه تاني إزاي؟
الجذع حن لرسول الله ﷺ لما فارقه عشان يخطب من فوق المنبر لدرجة إن الصحابة سمعوا أنين الجذع،
فإذا كان الجذع عمل كده ورسول الله ﷺ فارقه إلى منبر بعيد عنه خطوات معدودة فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة؟
الموضوع كان مؤلم جدا على الصحابة، مهما حاولنا نوصف ألمهم مش هنقدر نعبر عنه،
يعني احنا مجرد ما نسمع وفاة رسول الله ﷺ من غير ما نشوفه ونعيش معاه بنتأثر وبنتألم، فما بالكم بألمهم وهم إللي كانوا معاه على طول ولا يفارقوه😞
الناس اجتمعوا في المسجد بيتكلموا وفي اضطراب حاصل، فوقف عمر بن الخطاب وفي إيده السيف وهو بيقول:
"إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ،
لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات،
ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ،
يزعمون أنه مات،
لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيقول الكلام ده وهو معتقده يقينا ومعندوش أدنى شك في كده،
يعني بيقول إن رسول الله ﷺ لم يمت فعلا،
وإنه ذهب للقاء الله زي موسى عليه السلام لما ذهب للقاء الله وغاب عن بني إسرائيل أربعين ليلة،
فأي حد هيقول إنه مات يبقى كده بيعمل فتنة بين المسلمين، وإنه مش هيسكت لأي حد يعمل الفتنة دي وهيضربه بسيفه،
ورسول الله ﷺ لما يرجع هيقطع أيدي وأرجل الناس إللي ادعت إنه مات وحاولت تعمل فتنة،
فالناس سكتوا لأنهم مكنوش عارفين يعملوا إيه لأن مكنش في نبي قبل رسول الله ﷺ،
رسول الله ﷺ لما كان بيوصف الصحابة كان بيقول عن عمر رضي الله عنه:
"وأشدهم في أمر الله عمر"
يعني كان هو أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، فتخيلوا إن ده أثر المصيبة على أشد الصحابة، فما بالكم باللي أقل منه،
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ بيلخّص لنا حال المدينة لما مات رسول الله ﷺ في كلمتين بيقول:
"لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ"
وقال:
"شَهِدْتُهُ يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ ولا أضوَأَ من يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ،
وشَهِدْتُهُ يومَ موتِهِ ، فما كانَ أقبحَ ، ول