#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.
وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌
◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷♂️
☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀
المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌
◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌
طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁♂️
☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.
وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌
◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷♂️
☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀
المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌
◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌
طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁♂️
☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_العاشرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
وقفنا المرة إللي فاتت عند وصول أبي بكر وعمر وأبو عبيدة لسقيفة بني ساعدة بعد ما اجتمع الأنصار في الرأي على اختيار سعد بن عبادة خليفة للمسلمين ولكن لسه محصلتش البيعة،
بعد ما دخل الثلاثة وجلسوا، مفيش وقت بسيط إلا وقام خطيب الأنصار وبدأ يتكلم،
اسم الخطيب إللي تكلم ده غير معروف، لم يذكره المؤرخون، وممكن يكون الخطيب ده هو ثابت بن قيس رضي الله عنه؛ لأن هو إللي كان يُطلق عليه خطيب الأنصار، فالله أعلم🤷♂️
فقام الخطيب وتكلم، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:
" أَمَّا بَعْدُ ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ..."《صحيح البخاري》
يعني بيقول إن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله بينما المهاجرون رهط، يعني عدد قليل.
وفي رواية: رهط منا، يعني عدد قليل بالنسبة لنا،
وكأنه توقع إن المهاجرين هيكونوا عايزين الخلافة، فسبّق بالكلام عشان يُبطل أي حجة للمهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار،
وطبعا الأنصاري يقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا إلى المدينة وإللي عايشين حاليا في المدينة،
وإلا فلو اعتبرنا أعداد القرشيين في مكة مع إللي أسلموا بعد الفتح فهيكونوا أضعاف أضعاف الأنصار💁♂️
المهم هو قال الكلام ده كتلميح إلى أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر الذي نصر الإسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائماً ما تكون أكبر من المهاجرين.
☆فالكلام ده كده فيه بوادر أزمة ومشكلة😬
كلامه في البداية كان مجرد تلميح، لكنه بعدها قالها صريحة كده:
"وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْر"《صحيح البخاري》
يعني بيقول إنهم بعد ما خلاص استقروا على رجل يكون هو الخليفة جاءت مجموعة قليلة من المهاجرين《 إللي هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة 》عايزين يستثنونا من الخلافة في بلادنا،
يعني الخلافة حق الأنصار وانتم جايين عشان تاخدوها مننا، وبعدين سكت الخطيب.
☆الموقف ده كده ممكن ياخدنا لدعوى القَبلية والجاهلية والفُرقة وده يقول احنا المهاجرين والتاني يقول احنا الأنصار وتحصل أزمة بين الطرفين زي ما حصل قبل كده وكان رسول الله ﷺ نهى عنها،
فلازم هنا الحكمة الشديدة والحرص البالغ في معالجة الموقف والموضوع لسه في الأول👌
عمر كان قاعد بيسمع كلام الخطيب، فكان بيجهز في نفسه كلام عشان يرد بيه على خطيب الأنصار،
فلما سكت الخطيب؛ لسه عمر هيقوم عشان يتكلم راح أبو بكر موقفه وقال له:
عَلَى رِسْلِكَ🤚
يعني استنى استنى متقومش، أنا إللي هتكلم👌
لأن أبو بكر رضي الله عنه عارف عمر وشدته، فخاف أحسن يقول كلام شديد يعقّد الموقف😅
فعمر رضي الله عنه بيقول:
"فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، واللهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي، إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ"《صحيح البخاري》
يعني عمر بيقول إنه محبش يزعل أبا بكر فسمع كلامه وقعد وخلّاه هو إللي يتكلم،
وكل الكلام إللي كان في نَفْس عمر وكان عايز يقوله؛ أبو بكر رضي الله عنه قاله كله وأحسن منه كمان،
وقال الكلام بهدوء ووقار ومن غير أي شدة، وكان رضي الله عنه إذا تكلم الصحابة رضي الله عنهم بينصتوا له👌
☆أبو بكر رضي الله عنه قال إيه بقى 🤔
نقدر نقول إن أبا بكر رضي الله عنه قسّم كلامه إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث مراحل في غاية الحكمة:
◇أولا: ذَكَر فضل الأنصار.
قال عمر:
"فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا أُنْزِلَ فِي الْأَنْصَارِ وَلَا ذَكَرَهُ رَسُولُ الله مِنْ شَأْنِهِمْ إِلَّا ذَكَرَهُ"《السلسلة الصحيحية》
يعني ذكر كل المديح الذي جاء في الأنصار سواء في القرآن أو في السنة، زي مثلا قول رسول الله ﷺ:
"الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ"《صحيح البخاري》
وقوله:
"لولا الهجرة لكنتُ امرأً من الأنصار"
وذكّرهم بقول رسول الله ﷺ:
"لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار وادياً لسلكتُ وادي الأنصار"
《صحيح البخاري》
وغيرها وغيرها من فضائلهم رضي الله عنهم، فبعد ما ذَكَر فضائلهم كلها قال:
"وما ذكرتُ فيكم من خيرٍ فأنتم أهله، وإنا والله يا معشر الأنصار ما ننكر فضلكم ولا بلاءكم في الإسلام ولا حقكم الواجب علينا"
يعني كل الحاجات إللي أنا قلتها انتم فعلا تستحقوها ودي حقيقة مش محتاجة مجاملة،
واحنا لا ننكر فضلكم ولا تضحياتكم إللي انتم قدمتوها لخدمة الإسلام ولا نُنكر حقكم الواجب علينا👌
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_العاشرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
وقفنا المرة إللي فاتت عند وصول أبي بكر وعمر وأبو عبيدة لسقيفة بني ساعدة بعد ما اجتمع الأنصار في الرأي على اختيار سعد بن عبادة خليفة للمسلمين ولكن لسه محصلتش البيعة،
بعد ما دخل الثلاثة وجلسوا، مفيش وقت بسيط إلا وقام خطيب الأنصار وبدأ يتكلم،
اسم الخطيب إللي تكلم ده غير معروف، لم يذكره المؤرخون، وممكن يكون الخطيب ده هو ثابت بن قيس رضي الله عنه؛ لأن هو إللي كان يُطلق عليه خطيب الأنصار، فالله أعلم🤷♂️
فقام الخطيب وتكلم، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:
" أَمَّا بَعْدُ ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ..."《صحيح البخاري》
يعني بيقول إن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله بينما المهاجرون رهط، يعني عدد قليل.
وفي رواية: رهط منا، يعني عدد قليل بالنسبة لنا،
وكأنه توقع إن المهاجرين هيكونوا عايزين الخلافة، فسبّق بالكلام عشان يُبطل أي حجة للمهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار،
وطبعا الأنصاري يقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا إلى المدينة وإللي عايشين حاليا في المدينة،
وإلا فلو اعتبرنا أعداد القرشيين في مكة مع إللي أسلموا بعد الفتح فهيكونوا أضعاف أضعاف الأنصار💁♂️
المهم هو قال الكلام ده كتلميح إلى أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر الذي نصر الإسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائماً ما تكون أكبر من المهاجرين.
☆فالكلام ده كده فيه بوادر أزمة ومشكلة😬
كلامه في البداية كان مجرد تلميح، لكنه بعدها قالها صريحة كده:
"وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْر"《صحيح البخاري》
يعني بيقول إنهم بعد ما خلاص استقروا على رجل يكون هو الخليفة جاءت مجموعة قليلة من المهاجرين《 إللي هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة 》عايزين يستثنونا من الخلافة في بلادنا،
يعني الخلافة حق الأنصار وانتم جايين عشان تاخدوها مننا، وبعدين سكت الخطيب.
☆الموقف ده كده ممكن ياخدنا لدعوى القَبلية والجاهلية والفُرقة وده يقول احنا المهاجرين والتاني يقول احنا الأنصار وتحصل أزمة بين الطرفين زي ما حصل قبل كده وكان رسول الله ﷺ نهى عنها،
فلازم هنا الحكمة الشديدة والحرص البالغ في معالجة الموقف والموضوع لسه في الأول👌
عمر كان قاعد بيسمع كلام الخطيب، فكان بيجهز في نفسه كلام عشان يرد بيه على خطيب الأنصار،
فلما سكت الخطيب؛ لسه عمر هيقوم عشان يتكلم راح أبو بكر موقفه وقال له:
عَلَى رِسْلِكَ🤚
يعني استنى استنى متقومش، أنا إللي هتكلم👌
لأن أبو بكر رضي الله عنه عارف عمر وشدته، فخاف أحسن يقول كلام شديد يعقّد الموقف😅
فعمر رضي الله عنه بيقول:
"فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، واللهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي، إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ"《صحيح البخاري》
يعني عمر بيقول إنه محبش يزعل أبا بكر فسمع كلامه وقعد وخلّاه هو إللي يتكلم،
وكل الكلام إللي كان في نَفْس عمر وكان عايز يقوله؛ أبو بكر رضي الله عنه قاله كله وأحسن منه كمان،
وقال الكلام بهدوء ووقار ومن غير أي شدة، وكان رضي الله عنه إذا تكلم الصحابة رضي الله عنهم بينصتوا له👌
☆أبو بكر رضي الله عنه قال إيه بقى 🤔
نقدر نقول إن أبا بكر رضي الله عنه قسّم كلامه إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث مراحل في غاية الحكمة:
◇أولا: ذَكَر فضل الأنصار.
قال عمر:
"فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا أُنْزِلَ فِي الْأَنْصَارِ وَلَا ذَكَرَهُ رَسُولُ الله مِنْ شَأْنِهِمْ إِلَّا ذَكَرَهُ"《السلسلة الصحيحية》
يعني ذكر كل المديح الذي جاء في الأنصار سواء في القرآن أو في السنة، زي مثلا قول رسول الله ﷺ:
"الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ"《صحيح البخاري》
وقوله:
"لولا الهجرة لكنتُ امرأً من الأنصار"
وذكّرهم بقول رسول الله ﷺ:
"لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار وادياً لسلكتُ وادي الأنصار"
《صحيح البخاري》
وغيرها وغيرها من فضائلهم رضي الله عنهم، فبعد ما ذَكَر فضائلهم كلها قال:
"وما ذكرتُ فيكم من خيرٍ فأنتم أهله، وإنا والله يا معشر الأنصار ما ننكر فضلكم ولا بلاءكم في الإسلام ولا حقكم الواجب علينا"
يعني كل الحاجات إللي أنا قلتها انتم فعلا تستحقوها ودي حقيقة مش محتاجة مجاملة،
واحنا لا ننكر فضلكم ولا تضحياتكم إللي انتم قدمتوها لخدمة الإسلام ولا نُنكر حقكم الواجب علينا👌