{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ:
الله وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

اللهم نج المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات
وانصر عبادك وعذّب عدوك بأيدي المؤمنين

ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع!
.
في صحيح البخاري في كتاب الجِهاد ذكر البخاري هذا الحديث الرائع، عن سيدنا أنس -رضي الله عنه- قال: غابَ عمِّي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله! غِبتُ عن أوَّلِ قتالٍ قاتلتَ المُشركين، لئن اللهُ أشهدَني قتالَ المشركين ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنعُ!، فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ، وانكَشَفَ المسلمون قال: اللهم إنِّي أعتذرُ إليكَ مما صنعَ هؤلاء -يعني أصحابَه- وأبرَأُ إليك مما صنعَ هؤلاء -يعني المشركين- ثمَّ تقدَّمَ فاستقبله سعدُ بن معاذ، فقال: يا سعدَ بن معاذ! الجنَّةَ وربِّ النضر، إنِّي أجِدُ ريحَها من دون أُحُدٍ. قال سعد: فما استطعتُ يا رسولَ اللهِ ما صنعَ. قال أنس: فوجَدْنا به بِضعًا وثمانين ضربةً بالسيف أو طعنةً برُمح أو رميةً بسهم، ووجدناهُ قد قُتِلَ وقد مُثِّلَ به فما عَرَفَهُ إلا أختُهُ بِبَنانِه. قالَ أنَس: كُنَّا نُرَى أو نظُنُّ أنَّ هذه الآية نَزَلَتْ فيه وفي أشباهِه: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عليه﴾ إلى آخر الآية.
.
انظُر إلى هذه الهمة والصدق لدى سيدنا أنس بن النضر -رضي الله عنه وأرضاه، فلمَّا وَجَدَ مِن نفسه التأخر والتقصير (غيابه عن عزوة بدر) لم يرضَ لنفسه غيرَ السبق واستدراكِ ما فاتَه مِن التقصير، فرفَع شِعار "ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع!".

فما كانَ مِن اللهِ إلا أن ثبَّتَه يوم تخاذل الجميع في أُحُد، فقتَل وقُتِل!
.
يا ترى هل أنا وأنت نستطيعُ أن نرفع شِعار "ليرين الله ما أصنع"، ونأخذ عهدًا على أنفسنا بالاجتهاد في التعلم، والعمل، والاستعداد البدني والعلمي والمالي، والعمل على مشاريعنا العُمْرية التي نخدِم بها هذا الدين وتكونُ لنا ذُخرًا يوم نلقَى الله؟!

أم يا تُرى قد غلبَ علينا الكسل والفتور واهتممنا بالسفاسِف، ورضينا بأن نكونُ مِن الخاذِلينَ المَخذولين!
.
انهض مِن ثُباتِك هذا، فالمعالي لا تعرِف الراحة، واجعل شعارك -كسيِّدنا أنس بن النضر- "ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع!"

المصائبُ التي تُصيبُ العبدَ نوعان:
#مُصيبةٌ اضطراريَّةٌ دون اختيارٍ
كالمَرضِ، أو مَرضِ عزيزٍ عليه، أوموتِ شخصٍ عزيزٍ عليه، وكأنْ يُسرَقَ مالُه ونحو ذلك
فهذه المصائبُ إنّما يُثابُ إذا صبرَ عليها ، ويُكفَّرُ عنه من خطاياه، لكنّه لا يُثابُ على نفس المُصيبة =لأنّه لا يُثابُ إلا على أمرٍ اختياريّ، وتلك المصائبَ ليست باختياره .
من ذلك حديث أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: (ما يصيبُ المسلمَ من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
وفي الصبر عليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ))
#مُصيبةٌ اختياريّة :
لا أنه اختارها وأرادها
ولكنه ابتُلي بها بسبب أمرٍ فعلَه اختيارًا..
كأنْ يُصاب بسبب دِينه أو طاعته لله تعالى، وكأي ضررٍ ينالُه في سبيل الله من ضربٍ أو حبسٍ أو تعذيبٍ أو سبٍّ أو أخْذِ ماله أو طَردِه من منزله أو بلده، وما ينتُجُ ويتولَّدُ عنها من ألمٍ وهَمٍّ وغَمٍّ وخوفٍ وجُوعٍ وعطَشٍ نحوذلك
مِن أمثلة ذلك: المشقة التي تحصل للعبد من صلاته وصيامه وحَجّه أو صدَقتِه و نحو ذلك، وكأن يُحبَسَ بسبب جهرِه بالحقِّ، أو بسبب نهيه عن مُنكَرٍ أو أمرِه بمعروفٍ، و كأن يُفصَل من عمله مثلا بسبب حرصه على الصلاة، أو تُفصَل من عملها بسبب حِجابها، أو تُهانُ وتُشتَمُ بسبب حجابها، أو يُسخَّرُ منه بسبب استقامته، أو ما يُصيبُ المسلمَ من مشقةٍ حينما يتركُ مكانا كان يعيشُ فيه راحةً و عنده بيتٌ ومالٌ وعملٌ لكنه يخشى فيه على دينه ودينِ أهله فيتركُه لمكان يراه أصلح لدينه لكنه سيفقدُ ما كان فيه من رَغدِ العيش ونحو ذلك من الأمور التي حصلت للعبد في سبيل الله ودينه =
#فتلك المصائبُ يُثابُ فيها على:
نفس المصيبة وما يتولَّدُ عنها
ويُكفَّرُ عنه الخطايا بها
ويُثابُ كذلك على الصبر عليها
ومن ذلك قولُه ((ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))

إنما ذكرتُ ذلك ليستحضر العبدُ تلك المعاني كلمّا امتُحِن على شيء من دِينه، وليعلمَ أنّ نفس توفيقه لاختيار ما يُرضي الله تعالى =هو أولُ الفرَج وأولُ الخير، وربُّك الأكرمُ لن يُضيَّعك
وإنما يُؤثرُ العبد رضا الله بقدرِ إيمان قلبه ومحبتِه لله، ويقينه بقدرته وأنه وحده يملك الضر والنفع وبقدْر إيمانه باليوم الأخر ونحو ذلك من معان.
ما عليك في ذلك: إلا أن تكون قد تحرَّيتَ الحق علما وعملا ، وأن تكون صادقَ النية لله في عملك..
ولن يُضيِّعك ربُّك..

#إنه الإيمانُ حينما تُخالِطُ بشاشتُه القلوبَ فيُّهوِّنُ على صاحِبِه ما يبذلُ في سبيل الله
لا يستعظِمُ شيئا للهِ ..

تابع لما قبله:
عدّادُ الحسنات للمُجا hد في سبيل الله
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ:
ظَمَأٌ
وَلا نَصَبٌ
وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ الله
وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ
وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا
إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً
وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ
لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

كُلُّ أحواله حسنات وأجر، وكفّارةٌ لسيئاته
حتى يقظتُه، نومُه، مشيُه، يصعد جبلا، #ينزل نفقًا
طعامُه، شرابه، عطشه، جوعُه، قلقُه، تفكيره، كل فعل أو قول يرفع به معنويات المؤمنين ويُغيظ به عدو الله
كل تفصيلة في حياته يؤجر عليها وتُكفَّر بها خطاياه

[رسالة في أثر تعدد الدول الإسلامية في أحكام الدفع والموالاة والنُصرة]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فقد سألني في الأيام السابقة غيرُ واحد من الأفاضل عن كلام علمائنا رضي الله عنهم في بعض أحكام دفع العدو الصائل على بعض بلاد المسلمين، وما يتعلق بذلك من نُصرة المسلمين لهذه البلاد في كفاحها، وأثر تعدد الدول والحُكّام في هذا الباب، وقد أُطْلِعْتُ مع ذلك على خلط عجيب وجهل شديد وغفلة عظيمة في هذا الباب الجليل، فضلًا عن الكذب على الله ورسوله وعلماء المسلمين، فعكفت على صناعة هذه الرسالة الموجزة في زمن يسير، وما سكتُّ عنه أكثر مما ذكرت، إذ إنّ فيه لذوي البصائر مَقْنَعًا، والله المستعان!

https://drive.google.com/file/d/1yOdE-UPf-eptR21G5bRTZlYdc0E3s6Lf/view?usp=sharing

تسجيل القراءة في كتاب القدس قضية كل مسلم من الصفحة ٣٠ إلى منتصف الصفحة ٦٤:

عَبَرَ رجال السابع من أكتوبر باب مدينتهم المحتلة، مزقوا السياج وأسقطوا صنم الوهن والضعف، بينما عبرنا نحن بطوفانهم حصون أفكارنا وتحررنا من زيف كثير وكبير؛ فأي أثر تركه الطوفان فينا؟ وأين نحن اليوم منه؟ وكيف نكون فيه؟

ندوة مع أحمد وجيه على متراس🔻

‏ https://youtu.be/eyDxGR39Los?si=ChcVOdhTBLPNe3ET

في ظلّ عاطفتنا الجيّاشة تجاه فلسطين وقضيّتها، لا ينبغي لهذه العاطفة أن تقرض وعيَنا تجاه هذه القضية.
لا ينبغي لها أن تعيد اجترار الرموز والشعارات المشوبة التي استهلكناها منذ عقود طويلة دون أن ندرك دلالتها الشائنة.
نعم، فلسطين في قلب عالمنا العربي والإسلامي، وهي قلب قضاياه وأزماته.
لكن علينا أن نتذكّر دومًا أن هذه الخارطة التي تشبه النَّصْل لم تُرسم لنا، بل رُسمت لمن أريد لهم وراثة الحضارة الغربية في هذه البقعة المباركة الحرجة من العالم الإسلامي.
وعلينا أن نتذكّر أنّ هذا العَلَم قد دخلت في رسمه أيادٍ آثمة تعاونت مع الإنجليز ورسمته على عينهم.
لا يمكن أن تصبح محدّدات أعدائنا وتقسيماتهم الإدارية والشعارات التي ساهموا في رسمها "رموزًا" لنا، وليست هذه مسألة هامشية، بل هي مسألة ترتبط بوعينا التاريخي، ومؤشّر على يقظتنا أو غفلتنا.

تسجيل القراءة في كتاب القدس قضية كل مسلم من الصفحة ٦٣ إلى الصفحة ٨٢:

تسجيل القراءة في كتاب القدس قضية كل مسلم من الصفحة ٨٣ إلى ١٠٣:

اليوم مساءً إن شاء الله هنا على قناة التلجرام؛ اللقاء الثاني من مجالس تدبر السيرة بعنوان: من الميلاد للبعثة: بشائر النبوة..
وما زال الكلام في سياق سُنن الهداية والضلال وحتمياتها، في ضوء السيرة النبوية..
كما اتفقنا كل مرحلة في السيرة أو أكثر؛ ستحمل عنوانًا كبيرًا للسُّنن الإلهية وحتميات الدين التي نحاول تدبرها من خلال السيرة..

سأُخصص هذا المنشور للتعليقات في اللقاء وما يتعلق به إن شاء الله..
رابط اللقاء الأول لمن فاته..
دعواتكم بالتيسير والقبول.

فوائد من اللقاء الأول:
• العلم بالسيرة والعناية بها ليس ترفا علميا،
كلما اقتربنا من النهج النبوي اقتربنا من غاية وجودنا في الأرض وهذا لن يتأتى إلا بالوعي بالسيرة.
• لماذا ندرس السيرة وكيف ندرسها؟
يجب ألا نفصل اثناء الدراسة بين السيرة والقرآن بل دراسة السيرة نابعة من القرآن ومنبثقة منه وكلاهما يعمل على ترسيخ مركزية مفهوم التوحيد.
القرآن يصل الماضي بالحاضر بالمستقبل ويجب ان يكون حاضرا في دراسة كل العلوم الشرعية والغوص في معانيه المتعلقة بكل العلوم المدروسة.
• بالنسبة لعبادة الكفار للأصنام: القرآن ينبهنا لموضوع التبعية والآبائية الذي تبرر به نفوس المشركين عبادتهم لتلك الأصنام والذي انتشرت نتيجة تغير طفيف تطغى فيه المادية وتغيب فيه الفطرة.

• يجب أن نفكر في ماذا تمثل أفكار السيرة المركزية في واقعنا المعاصر وماذا يناقضها في الواقع؟
• يجب ألا نقرأ السيرة بنفسية مشبعة باحكام مسبقة نابعة عن الهوى وتداعيات الحاضر نحاكم ونصادر الأحداث من خلالها ونميل لأوهام لا تصح لمجرد هوانا.
• لا يمكن أن نفهم البعثة المحمدية والتمكين للمسلمين إلا بمعرفة كيف كانت الجاهلية لنعلم عظم تأثير الإسلام في الاعتقاد والسلوك، وكيف ان الشرك والفواحش تضعف العقل وتغيب الفطرة بينما يوقظ الاسلام العقل ويحيي الفطرة.
• الجاهلية عصفت عصفا بالضعفاء، لا يوجد فيها ذكر لغير السادة بينما يكاد ينعدم ذكر الضعفاء. فعندما دخل كثير منهم في الإسلام استكبر الذين كفروا وقالوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه. {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم : 73]
• أكثر الفتن هي الفتنة بالنعم
• مشقة معرفة الحق والثبات على الحق في الرخاء أصعب من الشدة وخطر الإعراض عنه في الرخاء أكبر. في وقت الشدة يعرف الإنسان ربه أكثر ويعرف ضعفه وفقره اكثر من وقت الرخاء
• جاهليتهم قبل الإسلام كانت في إنهيارهم الإخلاقي وسيطرة المادية على الأخلاق والمشاعر وهذا لم يكن فجأة بل كان تدريجيا عبر الزمن متبعين آباءهم
• الجاهلية ترتكز على أربع أركان هم الاعتقاد والسلوك والحكم والأخلاق (أصدق ما يعبر عنها الحمية التي تناقض السكينة والتريث)
• اختيار العرب للرسالة ابلغ ما يكون في التقدير والحكمة والإعجاز. مع جاهليتهم وانتفاء تحضرهم فننظر كيف غيرهم الإسلام وأثر فيهم.
• الهوى منع المشركين من ملاحظة أوضح الحقائق البينات
إذا كانت تلك الأصنام لا تضرهم ولا تنفعهم في الدنيا فكيف تنفعهم في الآخرة؟!
• الإسلام حدد النذور فيما يطيقه الإنسان. النذر لا يؤثر بالأقدار ولا يغيرها.
• الإسلام سعى إلى تغيير تلك العقلية المادية في التعامل مع الله عز وجل. القرآن غير من طبيعة تفكيرهم وعقليتهم المادية. الإسلام حول طبيعتهم من مادية إلى روحانية متصلة بالوحي ومفهوم العبادة.
• النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع له النسب الشريف من جهة أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم.

عنوان المحاضرة القادمة: بشائر النبوة والمنة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم

معركة فلسطين هي معركة أمة كاملة، معركة عالمية، بين الإسلام والكفر.
بين المسلمين كافة وتحالفات الصهيوصليبية كافة.
كل معسكر صفوف تشد بعضها البعض، لا يمكن التفرقة بينها!

بهذا الفهم فقط يمكننا تحرير فلسطين. ودون ذلك تيه وعبث وهزيمة!

"روح الروح"
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن كالقبض على الجمر، أجر العامل فيهن أجر خمسين رجلًا"
قال الصحابة: منهم يا رسول الله؟
فقال: "بل منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون على الخير أعوانًا"!

قال العزُّ بن عبد السلام: في هذا الحديث:
أن الأعمال تَشرُف بثمراتها.
وأن الغريبَ في أول الإسلام هو كالغريب في آخره.

الحمد لله .. وبعد،

جاء زمان يعلم فيه أطفال هذه الأمة وشبابها ورجالها ونساؤها أن النجوم الحقيقيين هم أولاء الذين يكتبون أحد فصول تاريخ هذه الأمة في بقعة من الأرض يتكالب عليها العالم؛ ينتزعون حرية أسارى المسلمين من مخالب لا تعرف شفقة ولا مرحمة .. ويدفعون عن الأمة خزي تغييب كرامة المسلمات في سجون الكفار.

أما أولئك الذين ليس لهم صنعة إلا لعب الكرة والتمثيل والغناء؛ فهم ظلمات هذه الأمة لا نجومها، ومضيعو شبابها وأطفالها.

ستكتب صفحات التاريخ هذا جيدًا؛ تقرؤه أجيال بعد مئة عام أو مئتين أو أكثر؛ فيبقى النجوم الحقيقيون بينما التافهة تذهب بأصحابها إلى حيث الخزي والعار ومزابل التاريخ.

قد يكون هذا كلامًا مكرورًا لا بريق له؛ لكنه أحد أعظم القيم التي تتشكل بها وجدان الأمم ومستقبلها

‏"من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

- فراشك الوثير، تنوع أصناف الأطعمة واختلافها، المنزل الآمن الثابت الذي يقيك البرد والحر، أجهزة التدفئة والتبريد، الإتصالات وشبكات الإنترنت، كلها كانت -منذ عقود قصيرة- رفاهية مطلقة وأحلام الأغنياء، حتى أن بعضها لم تحظ به الملوك ..
ومن تأمل سرعة زوال النعم إثر نائبات الدهر الكثيرة، علِم ضرورة شكر الله على النعم المحيطة به، فاللهم ارزقنا شكر النعمة ولا تشهدنا زوالها.