"جذوة من نور"
1.32K subscribers
936 photos
248 videos
8 files
68 links
ولكن الله قد أتاحَ لكُلّ ذي عينَين وأُذنين وقلبٍ حَي، أن يسلُك إلىٰ ربّه عبرَ ما يسّر الله لَهُ من التدبر والتفكر .. ولرُبما سبقَ القُنفذُ الفرسَ؛ وإنّما ذَلكَ عَلىٰ حسبِ صفاءِ القَلبِ وإخلاصِ السَّير.

https://t.me/optimistic_smile
Download Telegram
بسم الله والحمد لله؛

بمناسبة ما يُقال في أمر "الشبكة الفضة"
فأردت توضيح بعض النقاط المُهمة والتي يجب أن ننتبه إليها جيدًا
- جاءك خاطب يريدك للزواج وليس معه ما يتزوجك به ويشتري لك خاتم ذهب أو خاتمين، فرفضتيه لذلك، فأنت حُرة، ولو طلبت مهر بمليون جُنية، افعلي ما شئت فعندما تتألمين لن يتألم أحد نيابةً عنكِ، وعندما تضحكين، لن يشعر بسعادتك إلا أنت

أما أن تقنعي بقية النساء بأن يفعلن مثلك، فهذا الذي لا نرضاه، فليس كل النساء مثلك، وليس كل الرجال يستطيعون دفع المهر الذي تريده الفتاة

فإن تقدم خاطب لفتاة وقال سأشتري شبكة فضة بدلًا من الذهب وهي رضيت وأهلها رضوا بذلك، فمن العيب ومن التدخل فيما لا يعني أن نقول هنا رأينا الساذج: مادام لا يستطيع شراء شبكة بقيمة عشرة آلاف فكيف سينفق على البيت وكيف سيتحمل نفاقات المعيشة وكيف وكيف وكيف؟

لم يشترط الشرع أن يكون الرجل غنيًا ليتزوج، بل لما أراد واحد من الصحابة أن يتزوج وليس معه ما يتزوج به قال له النبي صلى الله عليه وسلم التمس خاتمًا ولو من حديد، وهناك من لم يكن يملك شيء وزوجه بالقرءان، بحفظه سورة البقرة!

ولم يقل له: اذهب ولا تتزوج حتى يكون عندك ما تُنفق به على بيتك وزوجك، لكن مادام لا تستطيع حتى توفير خاتم حديد فكيف ستتزوج وتنفق على أهل بيتك؟ لا تتزوج!

- مبادرة الشبكة الفضة الأن ليس لفقر الخاطب وأنه لا يجد ما يسد به جوعه حتى نقول له: كيف ستبني بيت بعد ذلك وتنفق على أهلك وعيالك؟
إنما كان هذا من التيسير على الخاطب، فبدلًا من أن يشتري ب ٥٠ ألف جنية ذهب فهو يشتري ب ١٠ آلاف فضة أو خمسة آلاف شبكة فضة، ويضع ماله المتبقي في بيته أو شقته التي يجهزها للزواج

- تستطيعي بكل سهولة أن تقولي للخاطب: لا أريد شبكة فضة، انظر بكم ثمن الشبكة الفضة واشتري لي خاتم واحدًا ذهبًا!

هذا إن كنت تدعي بحق أنك ترفضين فكرة الفضة لا غير، وأنك تقولين: يشتري خاتم ودبلة
الأمر سهل، وأعتقد أن صور الشبكة الفضة المنتشرة الأن من طقم فضة كامل، فثمنه عشرة آلاف جنية، يعني المسألة مُتساوية

لن أناقش هنا هذه المبادرة وأقول افعلوا أو لا تفعلوا، بل أقول: كل واحد يعمل اللي يريحه وشايفه مناسب له، أنت تريدين ذهب غيرك ترضى بالفضة وصدرها رحب، بل غيرك بتساعد خطيبها من ورا أهلها والخاطب بعد الزواج بيفضل فاكر اللي عملته وبيردلها اللي عملته الضعف!

لكن عزيزتي، لا تحاولي إقناع غيرك بأن من ترضى بشبكة فضة إنما هي تضيع نفسها وتفرِّط في حقها!

الأمر الثاني: كيف نقول لشاب يريد أن يتزوج أو يخطب بشبكة فضة: لا تتزوج، فالنبي قال من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومادام أنك لا تستطيع فلا تتزوج!

كيف فسرّت الإستطاعة هنا بأن يحضر لها شبكة من ذهب وأن من يشتري خاتمًا من حديد ولن أقول فضة، فهو لا يستطيع الباءة وخارج من نص الحديث وإذًا لا يتزوج؟

كيف أُفسِّر كلام النبي بما يناسب هواي وما أقول؟ أليس هذا تعدٍ على جناب النبي صلى الله عليه وسلم بأن ننسب له مالا يقول؟ وإلا فكيف قال للرجل الذي لا يستطيع: التمس خاتمًا ولو من حديد؟

تفسير الإستطاعة في الحديث إنما هي إرادة الزواج نفسه، ومعنى الباءة أي النكاح وفي اللغة (الجِماع) ولهذا قال: فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج

والفقير المعدوم تمامًا ولا يستطيع الزواج فعليه بالصوم فإنه له وِجاء
وهذا الذي لا يملك لا بيت يتزوج فيه ولا مهر يدفعه ولا أي شيء من مؤن النكاح
أما نقول لشاب الأن يتزوج بشبكة فضة من الصور التي رأيتها على وسائل التواصل فإنها لا تقل عن ٥ آلاف جنية، ومعه شقة مستقلة به: لا تتزوج مادام ليس معك خمسة آلاف جنية أخرى وتشتري لي دهب بعشرة آلاف!

#أم_تيمية
بسم الله والحمد لله؛

اسمعي، لن يتوقف الدين عليكِ، سمعتُ مقولة منذ زمن تقول: كل الطُرق إلى الله مزدحمة
عندما تخلعين النقاب، لن يتضرر أحد إلاكِ، أنت خلعتيه، هناك في العالم مائة فتاة ارتدته
وهذه سنة الإستبدال، تروحي ويجي مكانك عشرة، الله لا يحتاج لعبادتك، بل أنت من تحتاجين ذلك، كلُّ الناسِ يغدو فبائعٌ نفسها فمعتِقُها أو مُوبِقُها.

#أم تيمية