مُدونة أُمتي
489 subscribers
2 photos
1 video
32 files
539 links
تهتم بقضايا الفكر الإسلامي، وقضايا الأمة المصيرية، وتضم العديد من الأبحاث والكتب، إضافة إلى الرؤية الرسالية، والرؤية الواقعية، كما تضم مكتبة سياسية إسلامية متخصصة؛ تهدف إلى رفع وعي المسلم، تجاه دينه وأمته.
Download Telegram
’’والمواجهة لا بد أن تكون على مستوى مكافئ قريب من مستوى العدو، ونحاول فيها التسديد والتقريب، والتصحيح والتقويم المستمر، وقبل كل ذلك: الإخلاص الدائم المستمر لله جل جلاله، وتجديد هذا الإخلاص بشكل لحظي مستمر؛ لأنها معركة غير متكافئة نحتاج فيها إلى عون الله، وركن الله، وولاء الله، ونصر الله، ولا يتأتى هذا النصر أبداً بدون الإخلاص له سبحانه، والتجرد من كل حظ مادي أو معنوي..

وقبل البدء في المواجهة:

فهناك قيادات: تتنافس فيما بينها عند عدوها، من أجل الحصول على الشرعية والدعم والقبول! فيضربها ببعضها، ويُفقدها شرفها وأمانتها، ويُضيع على المسلمين فرصتهم، من أجل مصالح ذاتية وحزبية.

وهناك قيادات: خانت دينها وأمانتها عن قصد أو غير قصد، وهناك قيادات فسدت بفكرها وأفعالها التي شابهت أفعال الخائنين، وكانت بنفس الدرجة من الضرر!

وهناك قيادات: لا تثق في نصر الله، ولا في إمكانيات وقدرات الجماهير المسلمة، ولا تؤمن إلا بقوة الغرب، فترغب في التساوم والمناورة معه، ثم تنهزم في النهاية.

وهناك قيادات: دجنت نفسها بنفسها فكرياً وحركياً، وقدمت نفسها رافعة راية الاستسلام! ومؤكدة أنها لا تمثل خطراً على الداخل والخارج، وإنها بريئة براءة تامة من أي محاولة لامتلاك القوة، أو المواجهة بقوة! لسان حالها يقول: خذونا فقط معكم، ونحن تلاميذ غير مشاغبة!!

وهناك قيادات: تُدمن التنازلات، وعلمنة الإسلام، وتَعبد الديمقراطية المتوهمة المزيفة، وتُصدق أكذوبة الدستور ومؤسسات الدولة التي لا يحترمها أحد إلا الضعفاء، حيث لا دولة ولا قانون أمام مواجهة الظلم والفساد والطغيان.

وهناك قيادات: ترفع راية الإسلام، وتجمع الناس باسم الإسلام، وتكون أول من يتخلى عن خطة الإسلام، وتدبر دعوة القرآن.

وهناك قيادات: تدمن تكرار الأخطاء، وتصم أذانها، وتغلق عقولها عن الاستماع لأي نصح، وتُصر ـ بعناد منقطع النظير ـ على السقوط في الهاوية بكل شجاعة!

وهناك قيادات: تكون لديها جميع المعطيات والمعلومات أمامها.. ولا تستفد منها شيئا، وتتعامل معها برعونة لأسباب نفسية أو فكرية أو غير ذلك.

وهناك قيادات: تنتظر معجزة من السماء تنزل عليهم وأن الله سيحابيهم لأن الله وعدهم بالنصر، بينما هم لم يُقدموا شروطه وأسبابه.

وهناك قيادات: تُأذن في الناس بالصلاة.. فتولي بهم شطر الغرب والعلمانية والتوافق مع العملاء والخونة.

وهناك قيادات:
تدفع الشعوب المغلوبة على أمرها لتقوم بمسيرات في الشوارع ـ بصورة توحي أن الإنسان يمشي في جنازته! ـ اعتقاداً منها أن ذلك سوف يحقق الإصلاح، والتغيير، والتمكين!

وهناك قيادات: تتصور أن الحوار الوطني العلماني، والتنازل عن القوة والسلطة سوف يُجنبهم استحقاقات المواجهة، وحتمية التدافع.

وهناك قيادات:
تعيش أكبر أكذوبة مضحكة في التاريخ السياسي مذ بدأ، وهي الاعتماد على غيرهم ـ مثل قوى في الجيش ـ لتخليصهم من النظم الفاسدة المستبدة، ثم تُسلّم مقاليد الحكم لهم، أو إقامة انتخابات حرة نزيهة الجميع على يقين من فوزهم فيها!!

وهناك قيادات: تعيش على انتظار المجهول، والبحث عن لا شيء، والجري وراء أخيلة، وأوهام.

كل هذه النوعيات من القيادات لا تصلح أبداً للمواجهة، بل هي ـ بسلوكها وأفعالها ـ تُعتبر خط الدفاع الأول عن الأنظمة الحاكمة المنافقة والخائنة لدينها وأوطانها!! وهذه القيادات ـ بهذه الصفات ـ محرقة للشباب، والطاقات، والأعمار، والأموال، والفرص.

ومن وراء هذه القيادات أتباع سلّمت نفسها، وعقولها، وعاشت تُبرر لكل خطأ، وتدافع عن كل باطل، وتتعصب لكل موقف، وهذه الأتباع بحاجة أولاً إلى "ثورة تحريرية" من داخلها، تُحررها من هذا الأسر المقيت؛ حتى تستطيع تحرير أوطانها، والانتصار لدينها. ‘‘ (من بحث: القاعدة الجماهيرية الإسلامية.. والقيادة الجديدة)
1