مُدونة أُمتي
488 subscribers
2 photos
1 video
32 files
537 links
تهتم بقضايا الفكر الإسلامي، وقضايا الأمة المصيرية، وتضم العديد من الأبحاث والكتب، إضافة إلى الرؤية الرسالية، والرؤية الواقعية، كما تضم مكتبة سياسية إسلامية متخصصة؛ تهدف إلى رفع وعي المسلم، تجاه دينه وأمته.
Download Telegram
مقدمة بحث توحيد الربوبية.pdf
880.8 KB
هذه مقدمة بحث "توحيد الربوبية" يُنشر قريباً على المدونة إن شاء الله.
3
’’وبذلك تكون (أعظم) إنجازات ومميزات الثورة السورية: القضاء على النظام الطائفي المجرم اللعين؛ الذي أذاق السوريين صنوف وألوان العذاب، وتحرير الأسرى والأسيرات من المسالخ البشرية التي صنعتها العصابة المجرمة التي حوّلت الدولة إلى "عصابة مافيا"؛ فردّت الثورة ـ برحمة الله ـ كثيراً من كرامة السورين المهدرة؛ فكان فضل الله عليهم عظيماً.

وتكون (أكبر) إشكاليات الثورة السورية: هي قضية (الشريعة والهوية)؛ حيث لا نجد نموذجاً سياسياً ينبثق من الاحتكام إلى الشريعة والاجتماع عليها، بل نجد صورة مطابقة ـ في كثير من الأحيان ـ لبقية الدول العربية من حيث: شكل الحكم، والقضاء، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، وإنْ تباينت درجات الفساد ومستويات الشر هنا أو هناك، فإن جوهر الفلسفة السياسية واحد! لا سيما والقيادة السورية الحالية تُصرّح بطموحها إلى محاكاة التجربتين السعودية والإماراتية.

وهذه الإشكالية ستُضفي "الشرعية الإسلامية" على بقية الأنظمة العربية! فلو قلنا مثلاً: إنَّ النظام المصري نظام ساقط الشرعية والولاية من وجهة النظر الإسلامية.

فيمكن أن يقول قائل: وهل النظام السوري الحالي ساقط الشرعية ـ هو الآخر ـ من وجهة النظر الإسلامية؟!

إن قلنا: لا، فقد ناقضنا أنفسنا، وسيعود علينا السؤال بالتبع: وما هو جوهر الاختلاف بين كلا النظامين (بغض النظر عن شخوص الحكام)؟

وإن قلنا: نعم.. إن للنظام المصري شرعية وولاية إسلامية، فقد وقعنا في إشكالية؛ فبأي شرعية تكون مقاومة هذا النظام المصري المجرم!!

فجوهر النظام السياسي الحالي في الأنظمة العربية: هو الاستبداد والفساد السياسي بدرجات، والهوية القومية العلمانية المختلطة بالمكون الثقافي والشعائري الإسلامي، والنظام الاقتصادي الليبرالي القائم على الربا والاقتراض وسيطرة رؤوس الأموال الغربية، والنظام القضائي القائم على مدونات قانونية مختلطة بين القانون الوضعي، والفقه الإسلامي في أحكام (الأسرة والمواريث)، والنظام الدولي القائم على القبول بهيمنة القوى الغربية، وتسلط القوى الصهيونية على فلسطين.. وإقامة التحالفات والولاءات مع القوى الغربية على أساس قومي براجماتي لا إسلامي راشدي.

وإذا كانت "السلفية الجهادية" ـ وهي النموذج الإسلامي الأكثر تشدداً ـ انتهى بها الحال إلى هذا النموذج، فما هي الرؤية المستقبلية لإقامة نظام إسلامي يتمتع بالقوة والسيادة والاستقلالية وإعلاء كلمة الله والتحرر من الهيمنة الغربية؟!

ومن ثم يتقلص الطموح الإسلامي إلى مجرد القضاء على رؤوس المفسدين والمجرمين، دون وجود الرؤية والنموذج الواقعي الذي يتمثل فيه الحكم الإسلامي الرشيد، والخلافة على منهاج النبوة؛ وسنفقد رؤيتنا السياسية حول: من نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نحققه؟ طالما في النهاية جوهر الأنظمة السياسية ـ في النهاية ـ واحد! وقد تسري حالة من العجز والوهن والاستضعاف حول التمكين لدين الله في الأرض، وتصبح مجرد رؤى حالمة لا يمكن تحقيقها! أو غير قابلة للتحقيق متذرعين بأعذار شتى يتذرع بها مَن يشاء متى شاء.

وبخصوص الحالة الفكرية الإسلامية السورية: أظن أنها ستنتهي إلى مثل الحالة السعودية؛ الغالبية: تؤيد الوضع الحالي تأييدا مطلقاً؛ ولديها المهارة في تبرير وشرعنة أي وضع. وشريحة: سيزعجها الغلو في طاعة الحكام، وتحاول أن تكون أكثر اعتدالاً أو حياداً في بعض المواقف. وقلة من السلفية الجهادية: ستُكفر النظام الحالي باعتبار أنه لا يختلف شيئاً عن الأنظمة العربية الأخرى في شيء!

نقول ذلك لاستدراك ما يمكن استدراكه، والتمكين لدين الله قدر الوسع والطاقة، وعسى الله أن يُخيب ظني، ونجد ما يعز الإسلام والمسلمين برحمة الله وكرمه وتوفيقه وفضله.‘‘ [من مقال: الثورة السورية بين التتريك والسعودة]
👏1
يظن البعض أن المهارة والمسارعة في تقديم التنازلات للقوى الغربية والنظام الدولي يُمثل حنكة سياسية يجب على الإسلاميين تعلمها والاستفادة منها، والتخلص من عقدة اضطهاد الغرب لهم، ومن فرضية عداء الغرب للإسلام، والبحث عن المصالح المشتركة؛ هكذا تُنّظر "مراكز أبحاث" تزعم الإسلامية والانتساب للحركة الإسلامية!!

وما يغيب عن هذه "الأبحاث" أن الغرب ينظر إلى رصيدك من الثوابت والمثل العليا والقيم الإسلامية؛ فيُساوم عليها حتى ينفد رصيدك، ويخفف عنهم ويعطيهم الشرعية والمساعدات إلى حين، وعندما ينفد رصيدهم سيتخلص منهم، ويستبدلهم بأهل العلمانية الخالصة أو يتحولوا هم للعلمانية الخالصة.
5
تقوم "السياسة الشرعية" على التمكين للإسلام، وحماية مصالح المسلمين، ودفع شر العدوان بكل أنواعه (ضمن الأصول والضوابط المقررة في شريعة الله)..

وإذا أردنا النظر في واقع الصراع بين إسرائيل وإيران؛ فنجد: إن انهزام إيران أمام إسرائيل يُمثل خطورة بالغة على ثلاث دول: (سوريا، وتركيا، ومصر)، ومعلوم في الرؤية الاستراتيجية لإسرائيل تحقيق حلمها في "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، وأن تكون هي سيدة الشرق الأوسط كله، ويلحس الجميع غبار رِجل صهيون كما ينص التلمود! وكما يُصرّح قادة إسرائيل في كافة المناسبات..

هذا وقد صرّح وزير خارجية تركيا بأن إسرائيل تخطط لغزو سوريا! وسقوط قطاع غزة قد يؤدي إلى سقوط سيناء خاصة وهي ظهير صحراوي مكشوف، ومصر تحت حكم الجاسوس. وإن نجحت إسرائيل ـ لا قدر الله ـ في تقسيم سوريا وغزوها، سيكون الدور على تفكيك قوة تركيا واحتلال أجزاء من حدودها الجنوبية بمساعدة الأكراد أو غيرهم.. وتركيا تناقش حالياً مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى القضاء على النموذج التركي برمته والعودة بها إلى حالة التبعية العلمانية المطلقة للغرب.

كما ستصبح منطقة الخليج مجرد تابع ذليل وممول حقير لهم.. وستصبح السعودية هي الأخرى مهددة بعودة خيبر واحتلال أجزاء منها، وهم يُمهدون لذلك.

انتصار إسرائيل في أي من حروبها يهدد المنطقة كلها، خاصة وهي تتمتع بالتفوق الجوي الساحق، والتفوق الاستخباري الهائل، والدعم الأمريكي المطلق لها على كل الأصعدة، والعقيدة القتالية الصلبة، والرؤية الاستراتيجية القوية، وخنوع جميع الأنظمة العربية أمامها، بل تواطؤهم معها وخدمتهم لها. وحينها لن تكون أي دولة من عالمنا الإسلامي في مأمن من غدر يهود وعدوانها!

ومن ثم.. فنحن نرجو ـ أمام هذه الحالة ـ انهزام إسرائيل هزيمة ساحقة أمام إيران، ونرجو أن ينصر الله إيران على إسرائيل؛ حيث إسرائيل "سرطان قاتل" في جسم الأمة المسلمة يجب استئصاله مرة واحدة وللأبد.

أما "المشروع الإيراني" الذي فتك بأهلنا في سوريا والعراق، فهذا حساب آخر، ورؤية أخرى، وموازين أخرى لا نبخسها حقها، ولا نُهملها، ولا نُقلل من خطرها.. ويمكن الاستفادة من هذا التدافع في دفع شر يهود. وبعد دفعه يمكن التدافع مرة ثانية لدفع شر المشروع الإيراني.. بل يمكن أن يحصل كل منهما في الوقت ذاته!

ومثال ذلك: رغم الحرب الطاحنة بين أوكرانيا وروسيا.. لم يلغِ كل منهما "اتفاقية الغاز" التي كانت تحقق مصلحة الطرفين، حيث يمر الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، وتحصل أوكرانيا على رسوم عبور.

وعلى كل حال: يجب أن لا نستغرق أنفسنا في المشاهدة فحسب، فالخطر يتهددنا من الداخل والخارج..

خطر الداخل: في حكم أئمة النفاق التي تُسلّمنا لأعدى أعدائنا، وخطر الخارج: من عداء اليهود والصليبيين.

ويجب أن ينصرف كل تفكيرنا في كيفية التحرر من حكم أئمة النفاق والبغي والعدوان التي تَستعبدنا وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، قبل أن نجد يهود فوق رؤوسنا.

للمزيد: (انظر: درس "التشيع السياسي"، و"العداء السياسي" من كتاب: "العقيدة السياسية في التصور الإسلامي" على المدونة)
1
يقول العلاّمة الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]

«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَهَى الْمُؤْمِنِينَ جَمِيعًا أَنْ يَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَنْصَارًا وَحُلَفَاءَ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَنِ اتَّخَذَهُمْ نَصِيرًا وَحَلِيفًا وَوَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ مِنْهُمْ فِي التَّحَزُّبِ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْهُ بَرِيئَانِ... وَمَنْ يَتَوَلَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى دُونَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، يَقُولُ: فَإِنَّ مَنْ تَوَلَّاهُمْ وَنَصَرَهُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ دِينِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ، فَإِنَّهُ لَا يَتَوَلَّى مُتَوَلٍّ أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ بِهِ وَبِدِينِهِ وَمَا هُوَ عَلَيْهِ رَاضٍ، وَإِذَا رَضِيَهُ وَرَضِيَ دِينَهُ فَقَدْ عَادَى مَا خَالَفَهُ وَسَخِطَهُ، وَصَارَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ... {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ، أَنَّ اللَّهَ لَا يُوَفِّقُ مَنْ وَضَعَ الْوَلَايَةَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا فَوَالَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مَعَ عَدَاوَتِهِمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ لَهُمْ ظَهِيرًا وَنَصِيرًا، لِأَنَّ مَنْ تَوَلَّاهُمْ فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ حَرْبٌ»
1
في التعقيب على قول المستشار الألماني (وقادة مجموعة السبع): "إن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عنا"، وفي سياق القلق التركي البالغ الظاهر في تصريحات القادة من وصول إسرائيل إلى أجزاء من الأناضول كما توضح خريطة إسرائيل الكبرى، وكما صرّح بعض الصحفيين الإسرائيليين إن تركيا هي الهدف النهائي، وقلق تركيا أن تجد مصيراً كمصير أوكرانيا؛ يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في كتابه (السلام العالمي والإسلام، المنشور في 1951م)، في فصله المحذوف "والآن":

’’إنني أعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف، الذي قد لا يقاس إليه الصلف البريطاني ذاته في أرض المستعمرات.. إن عداوة الأمريكي للملونين عداوة كريهة بغيضة، وإن احتقاره للملونين لتهون إلى جانبه تعاليم النازية؛ وإن صلف الرجل الأبيض في أمريكا ليفوق كل ما كانت تتصوره الهتلرية!! وويل للبشرية يوم يوقِعها سوء الطالع في ربقة هذا الصلف الأمريكاني، بلا قوة في الأرض تخشى، ويعمل لها حساب!

إنَّ طريق الخلاص للبشرية المنكودة الطالع لن يكون هو الانضمام إلى هذا المعسكر أو ذاك، ليسحق أحدهما الآخر سحقًا، ويخلو له وجه العالم، يسيطر عليه وحده، ويسيِّره كما يريد!

إنَّ المعركة في صميمها ستدور في أرض غير أرض الكتلتين.. ستدور في تركيا وإيران.. والعراق وسورية، ومصر والشمال الأفريقي.. وفي باكستان وأفغانستان.. وفي منابع البترول الإيرانية والعربية في عبادان والظهرات.

إنها ستدمر مواردنا نحن، وتحطم حياتنا نحن، وتدع أرضنا بقعًا خراباً.. وسواء علينا انتصرت هذه، أم انتصرت تلك، فسنخرج نحن من المعركة فتاتًا و حطامًا!! لا كما خرجت أوروبا من الحروب الماضية، ولكن كما لم تخرج أمة من حرب قط!...

إنَّ طريق الخلاص هو أن تبرز إلى الوجود في أرض المعركة المنتظرة كتلة ثالثة، تقول لهؤلاء ولهؤلاء: لا !
إننا لن نسمح لكم بأن تديروا المعركة على أشلائنا وحطامنا، إننا لن ندع مواردنا تخدم مطامعكم، ولن ندع أجسادنا تطهر حقول ألغامكم، ولن نسلمكم رقابنا كالخراف والجِداء!‘‘
https://ommaty1401.blogspot.com/2012/01/blog-post_20.html
👏21👌1
#جديد_المدونة | يناقش هذا الكتاب تبيان معنى ومقتضى توحيد الربوبية، وعلاقته بحاكمية الله العليا، وتفسير قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله}، ومعنى حاكمية كتاب الله وسيادة شريعته على شؤون الحياة كلها، بمختلف مجالاتها، والقيام بواجب إنكار المنكر السياسي والاجتماعي.. من خلال النقل عن السادة العلماء بداية من القرن الأول حتى الرابع عشر الهجري.

إنَّ توحيد الله والشهادة له بالألوهية، يقتضي بداهة الخضوع لربوبيته وحاكميته.. وهذا الخضوع والتسليم والتجرد لله ـ جل جلاله ـ سيصطدم حتماً بواقع ربوبية البشر، وأهواءهم، ومصالحهم، ومناصبهم، ومن ثم فالإسلام يشتبك معهم في معركة التوحيد هذه، ويريد تحطيم ربوبية البشر، وسلطانهم الباطل على الناس وتعبيد الناس لرب العالمين، (لا للملوك ولا للعلمانيين)؛ فلا يتخذ المسلم البشر "أرباباً" من دون الله.

وستدور محاور هذا الكتاب حول المعالم التالية:

ـ بيان معنى توحيد الربوبية، ومفهوم الحاكمية.

ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في الأمور (الاجتماعية السياسية).

ـ التحاكم إلى الكتاب والسنة.

ـ الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراء من الشرك والكفر والكافرين والمنافقين.

***

ومن أهداف هذا الكتاب:

ـ بيان دين الله الحق، وبيان حقيقة توحيد الربوبية لله رب العالمين، والذي يعني أنه لا حاكم إلا الله، ولا مُشرّع إلا إياه، ولا طاعة إلا له جل جلاله، وأن الولاء لله ورسوله، وذلك تحقيقاً لصحة إسلام المسلم، ونجاته يوم القيامة. وتجريد عقيدة التوحيد عن أي مؤثرات شخصية أو ظروف أخرى.

ـ إنَّ إقامة الشريعة الإلهية ليس نافلة، ولا تطوعاً بل هو معنى الدين والإسلام لله رب العالمين.

ـ إنَّ هذا الدين جاء ليحكم الحياة الإنسانية ـ بكل نشاطها ـ الفردي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي والقيمي... إلخ، وقد جعل الإسلام من كل نشاط وحركة عبادة وثواب إذا فعلها العبد ابتغاء مرضاة الله.

ـ إنَّ أعداء هذا الدين من المنافقين والمشركين وأهل الكتاب يُبغضون هذا الدين الذي يواجه إفسادهم وطغيانهم وعلوهم في الأرض بغير الحق، وهم لا يريدون لهذا الدين أن يحكم أو أن يسود، ومن ثم فحالة التدافع واقعة حتماً لا محالة من أعداء هذا الدين.

ـ ومن ثم فالإسلام يدخل هذه المعركة مع أعدائه بكل مجالاتها، ولا صلاح للأمة المسلمة إلا بأن تخوض هذه المعركة باسم الله تحت راية الله من أجل إعلاء كلمة الله، ونصرة دين الله، وتحكيم شريعته، وتحقيق دينه.. لا صلاح للأمة على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو العالمي دون أن تخوض هذه المعركة باسم الله، ودون أن تعرف دينها حق المعرفة، وإذا عرفته حق المعرفة ستعرف "خريطة الأعداء" أعداء الدين.. أعداء الأمة.

***

وتناول الكتاب ـ بفضل الله ـ الموضوعات التالية:

1ـ مقدمة حول توحيد الربوبية.

2ـ الآيات البيّنات من كتاب الله حول أصول الدين كلها.

3ـ أقوال العلماء من القرن الأول حتى الرابع عشر الهجري في توحيد الربوبية ومفهوم الحاكمية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4ـ مبحث حول معنى "كفر دون كفر".
https://ommaty1401.blogspot.com/2025/06/blog-post_19.html
4
’’لقد استطاعنا ـ بفضل الله ـ من خلال الحركة الإسلامية الانتقال من (اللا فعَّالية السياسية) إلى ( الفعَّالية السياسية)، ولم يكن يُعيقنا فكرة "الإمام المنتظر"، ولكننا فشلنا في حماية فعاليتنا السياسية، والقيام بثورتنا الإسلامية وفق منظورنا.. فصارت كثيراً من "فعاليتنا السياسية" جزءاً من الوضع الفاسد القائم، تحاول التماهي معه، والتموضع فيه، والمداهنة له! أو الاصطدام الأهوج معه.

وهذا نتيجة طبيعية للضعف، وفقدان الحماية الأمنية العسكرية.. مثلما يفقد الجسم مناعته، فيُصاب بالأمراض! فالحماية الأمنية العسكرية هي "الجهاز المناعي" لجسمنا السياسي، وبدونه فالجسم معرض لجميع أنواع الأمراض التي تملأ واقعنا في كل مكان! لتُصيبنا بالهوان، والذلة، والاستكانة، والتسول السياسي والدولي؛ ومن ثم ضَعُف "القلب السُني، وأطرافه"!

كما اختلفت "مرجعيتنا" وفقدنا قدرتنا عن "إدارة الاختلافات"؛ فصار البأس بيننا، وهذا لا يليق بنا إطلاقاً، ويجب إعادة النظر في تجربتنا كلها، والتوبة إلى الله من كل خطأ وعمد وتقصير، عسى الله أن يرزقنا القيادة الراشدة التي تقود ثورتنا ومشروعنا نحو النصر والتمكين."
ommaty1401.blogspot.com/2021/10/blog-post.html
’’لما جمدت قيادات العمل الإسلامي عند "المرحلة التربوية"، وعند مرحلة "اللعبة السياسية الديمقراطية" وجدت القاعدة الجماهيرية الإسلامية نفسها صفر اليدين من كل قوة، ووجدت نفسها أمام وحوش مفترسة، وقياداتها ـ التي قامت بالتربية ورفع الوعي! ـ لا تجد حيلة، ولا تستطيع سبيلا؛ فوقع الافتراس الوحشي المدمر ـ كما حصل في مجزرة رابعة وغيرها على سبيل المثال ـ وسبب ذلك: هو الجمود عند مرحلة معينة، وتوقف النمو الطبيعي، ومحاولة الاستشهاد بالعلماء والمفكرين الذي دعوا إلى الإعداد التربوي والجماهيري، دون النظر في سياق وظروف وملابسات هذه الدعوة.

وبينما القاعدة الجماهيرية تملك الكثير.. الكثير جداً لتفعله، ولتضحي من أجله، ولكنها لم تجد من يُفجر طاقاتها، ويوظف أعدادها، ويضعها على الطريق الصحيح، ويجعل منها قوة لا يمكن تجاوزها، أو الاعتداء عليها..

ولكن للأسف ارتبط "مفهوم القوة" بالتكفير والغلو فيه وتكفير المجتمعات المسلمة، فهربت منه كثير من قيادات الحركة الإسلامية إلى التدجين والاستئناس والتأكيد على ضعفها، وسلميتها، وتحللها من كل مظاهر القوة!!

كما ارتبط "مفهوم القوة" كذلك بالمزاج الفكري لدى القيادات، فهناك قيادات ترى ضرورة القوة، وهناك قيادات ترى ضرورة الدعوة فحسب ـ إلى ما لا نهاية ـ أو حتى ينصلح المجتمع من تلقاء نفسه! ومن ثم يحصل انقسام داخلي، وتستقطب كل قيادة مجموعة من المؤيدين، مما يفتت الوحدة الضرورية لمثل هذه الظروف التي لا بد فيها من: "التجانس الفكري" و"الائتلاف القلبي" و"الوحدة الشعورية" و"الهدف الواحد" و"التضحية الواعية" و"اجتماع الكلمة" و"الخطة الواحدة" و"الحركة والجهاد على قلب رجل واحد".‘‘ (من بحث: القاعدة الجماهيرية الإسلامية.. والقيادة الجديدة)