بين الاستسلام والفاعلية
خطان عريضان في النفس الإنسانية، بحاجة دوماً إلى الحياة؛ ببروزهما في ذات الإنسان وواقعه..
لا يمكن للإنسان أن يعيش بأحدهما دون الآخر، فلكل منهما حظه في النفس الإنسانية، وإغفال أحدهما يُفقد الإنسان توازنه.
المنهج الرباني، هو الوحيد المتفرّد بمهمة تحقيق التوازن المطلوب لهذين الخطين، ولكل أوتار النفس..
تحتاج النفس إلى الاستسلام، والخضوع، والذل.. وتحتاج في الجانب المقابل إلى الفاعلية، والشجاعة، والإقدام، والريادة، والإمامة.
ومن وراء ذلك تهدف إلى الوصول إلى الرضا، والطمأنينة، والأمن الروحي، فهذه لذة الحياة الحقيقية.
أبدًا.. لم يكن هذا تناقضًا، إنها النفس حين نريد أن ننظر إليها بصدق، لا حسب الأهواء.. إنه التكوين النفسي الموافق لنظام الحياة.
والإنسان يأتي هذه الاحتياجات، ولكنه قد يأتيها بشكل خاطئ، ومعنى الخطأ هنا أن يكون الاحتياج في غير موضعه!.
حينما يعيش الإنسان "الاستسلام" في موطن "الفاعلية".. تكون كارثة على النفس، وفيها موت للحياة، وهزيمة في الواقع.
إنه يعود كتلة بشرية زائدة على الحياة، لا قيمة لها، ولا وجود.
ثم..
يُستعبد.. مِن كل مَن وما حوله، ويستهلكونه.. فيجعلونه أداة بشرية، يُنتهى منها ثم تُلقى في نفايات الحياة، وتصير حياته هو ومن مثله إلى مزبلة التاريخ، فقد أثقلوا الحياة بوجودهم الرخيص.. وتلوثت من مستنقعات نفوسهم الراكدة.
ولن ينال الرضا والطمأنينة.
وحينما يمارس الإنسان "الفاعلية" - أي الجنوح والإعراض - في موطن "الاستسلام"، تكون كارثة على الروح، وعلى الإيمان..
فيطغي.. فيعود آلة جامدة، ذات مشاعر ميتة، ونفس جافة، قلقة الروح.. قليلة الصبر، عمرها في الحياة قصير.. إنها تُستهلك سريعًا.
تجزع عند الإخفاق، تنطلق بجد وسرعة.. ولكن دون تحسس الطريق، ودون رؤية الحكمة.
فيَغتر.. وتتورم نفسه؛ فيظن أنه إله! أو أنه ليس بحاجة إلى إله ! عندها تنتهي حياته، ويدمر نفسه.. بما صنعه بيديه !.
ولن ينال الرضا والطمأنينة.
* * *
يعيش الإنسان بين قَدرين.. قدر الله الكَوني، وقدر الله الشرعي..
قدر الله الكوني: هو إرادة الله ـ سبحانه ـ المُطلقة، المجردة عن كل سبب أو عارض أو مانع.. إنه ما وقع بالفعل في حياة الإنسان والوجود من حوله ـ بحكمته ورحمته وعدله ومشيئته سبحانه ـ وما سيقع في المستقبل، إنه أمره النافذ الذي يقع بقدرته على كل شيء، وبحكمته في كل شيء..
وفي هذا القدر: تحتاج النفس الإنسانية، إلى الاستسلام، والخضوع، والرضى، والذل.. لإله هذا القدر، فالروح والعقل ـ في هذه الحالة ـ أحوج ما يكونا إلى الرضا بحكم الله، والطمأنينة فيما عنده، والسكون الذي يهبط بالنفس إلى حالة الهدوء والاستقرار.
فتعود ـ وهي في هذه السكينة ـ إلى ذاتها وواقعها، تتلّمس الحكمة، وتبحث عن السنة "القانون"، وتنظر إلى آثار رحمة الله، وتدرك عفوه عن الكثير.. فتلجأ إليه، وتقف على بابه، ولا تذهب لأحدٍ سواه..
وترتفع الروح إلى بارئها.. تشكو إليه، تتحنن إليه، تتودد إليه.. تبكي بين يديه.
فتشعر الروح لذة القرب، وجمال المناجاة، وروعة الخلود.
وأما قدر الله الشرعي: فهو إرادة الله ﷻ وشريعته الضابطة لعمل الإنسان ، وهذا هو التكريم الذي تفرد به هذا المخلوق عن باقي المخلوقات.. وحمل أمانة تحقيق هذه الإرادة الشرعية. إنه صورة الحياة التي على الإنسان تحقيقها على المنهج الرباني، إنه نظام الحياة الذي يريده الله للإنسان.
وفي هذا القدر: تحتاج النفس الإنسانية، إلى الفاعلية، والشجاعة، والإقدام، والريادة، والإمامة.. لتحقيق السنن الإلهية والشريعة الربانية التي وضعها الله لهذه الحياة.
فالروح والعقل ـ في هذه الحالة ـ أحوج ما يكونا إلى العمل بمنهج الله وشرعه، والطمأنينة في وعده ونصره، والرضى الذي يرتفع بالنفس إلى "الفاعلية الإيجابية".
فتعود ـ وهي في هذه السكينة ـ إلى الحياة، تُعمرها كما أرادها الله - دون تواكل أو غرور - وتحقق فيها الحق والعدل الرباني الذي يحتاج إلى العلم والعمل، الذي يحتاج إلى الفاعلية الإنسانية وإرادتها. لتخوض معترك الحياة، وتمضي تضرب في كل الأرض.. باحثة عن كل طيب، وماحقة لكل خبيث.
فتشعر الروح حقيقة إنسانيتها، وعظيم أهدافها، وامتداد حياتها.
إنها النفس.. وهذا توازنها، وتلك سعادتها.
خطان عريضان في النفس الإنسانية، بحاجة دوماً إلى الحياة؛ ببروزهما في ذات الإنسان وواقعه..
لا يمكن للإنسان أن يعيش بأحدهما دون الآخر، فلكل منهما حظه في النفس الإنسانية، وإغفال أحدهما يُفقد الإنسان توازنه.
المنهج الرباني، هو الوحيد المتفرّد بمهمة تحقيق التوازن المطلوب لهذين الخطين، ولكل أوتار النفس..
تحتاج النفس إلى الاستسلام، والخضوع، والذل.. وتحتاج في الجانب المقابل إلى الفاعلية، والشجاعة، والإقدام، والريادة، والإمامة.
ومن وراء ذلك تهدف إلى الوصول إلى الرضا، والطمأنينة، والأمن الروحي، فهذه لذة الحياة الحقيقية.
أبدًا.. لم يكن هذا تناقضًا، إنها النفس حين نريد أن ننظر إليها بصدق، لا حسب الأهواء.. إنه التكوين النفسي الموافق لنظام الحياة.
والإنسان يأتي هذه الاحتياجات، ولكنه قد يأتيها بشكل خاطئ، ومعنى الخطأ هنا أن يكون الاحتياج في غير موضعه!.
حينما يعيش الإنسان "الاستسلام" في موطن "الفاعلية".. تكون كارثة على النفس، وفيها موت للحياة، وهزيمة في الواقع.
إنه يعود كتلة بشرية زائدة على الحياة، لا قيمة لها، ولا وجود.
ثم..
يُستعبد.. مِن كل مَن وما حوله، ويستهلكونه.. فيجعلونه أداة بشرية، يُنتهى منها ثم تُلقى في نفايات الحياة، وتصير حياته هو ومن مثله إلى مزبلة التاريخ، فقد أثقلوا الحياة بوجودهم الرخيص.. وتلوثت من مستنقعات نفوسهم الراكدة.
ولن ينال الرضا والطمأنينة.
وحينما يمارس الإنسان "الفاعلية" - أي الجنوح والإعراض - في موطن "الاستسلام"، تكون كارثة على الروح، وعلى الإيمان..
فيطغي.. فيعود آلة جامدة، ذات مشاعر ميتة، ونفس جافة، قلقة الروح.. قليلة الصبر، عمرها في الحياة قصير.. إنها تُستهلك سريعًا.
تجزع عند الإخفاق، تنطلق بجد وسرعة.. ولكن دون تحسس الطريق، ودون رؤية الحكمة.
فيَغتر.. وتتورم نفسه؛ فيظن أنه إله! أو أنه ليس بحاجة إلى إله ! عندها تنتهي حياته، ويدمر نفسه.. بما صنعه بيديه !.
ولن ينال الرضا والطمأنينة.
* * *
يعيش الإنسان بين قَدرين.. قدر الله الكَوني، وقدر الله الشرعي..
قدر الله الكوني: هو إرادة الله ـ سبحانه ـ المُطلقة، المجردة عن كل سبب أو عارض أو مانع.. إنه ما وقع بالفعل في حياة الإنسان والوجود من حوله ـ بحكمته ورحمته وعدله ومشيئته سبحانه ـ وما سيقع في المستقبل، إنه أمره النافذ الذي يقع بقدرته على كل شيء، وبحكمته في كل شيء..
وفي هذا القدر: تحتاج النفس الإنسانية، إلى الاستسلام، والخضوع، والرضى، والذل.. لإله هذا القدر، فالروح والعقل ـ في هذه الحالة ـ أحوج ما يكونا إلى الرضا بحكم الله، والطمأنينة فيما عنده، والسكون الذي يهبط بالنفس إلى حالة الهدوء والاستقرار.
فتعود ـ وهي في هذه السكينة ـ إلى ذاتها وواقعها، تتلّمس الحكمة، وتبحث عن السنة "القانون"، وتنظر إلى آثار رحمة الله، وتدرك عفوه عن الكثير.. فتلجأ إليه، وتقف على بابه، ولا تذهب لأحدٍ سواه..
وترتفع الروح إلى بارئها.. تشكو إليه، تتحنن إليه، تتودد إليه.. تبكي بين يديه.
فتشعر الروح لذة القرب، وجمال المناجاة، وروعة الخلود.
وأما قدر الله الشرعي: فهو إرادة الله ﷻ وشريعته الضابطة لعمل الإنسان ، وهذا هو التكريم الذي تفرد به هذا المخلوق عن باقي المخلوقات.. وحمل أمانة تحقيق هذه الإرادة الشرعية. إنه صورة الحياة التي على الإنسان تحقيقها على المنهج الرباني، إنه نظام الحياة الذي يريده الله للإنسان.
وفي هذا القدر: تحتاج النفس الإنسانية، إلى الفاعلية، والشجاعة، والإقدام، والريادة، والإمامة.. لتحقيق السنن الإلهية والشريعة الربانية التي وضعها الله لهذه الحياة.
فالروح والعقل ـ في هذه الحالة ـ أحوج ما يكونا إلى العمل بمنهج الله وشرعه، والطمأنينة في وعده ونصره، والرضى الذي يرتفع بالنفس إلى "الفاعلية الإيجابية".
فتعود ـ وهي في هذه السكينة ـ إلى الحياة، تُعمرها كما أرادها الله - دون تواكل أو غرور - وتحقق فيها الحق والعدل الرباني الذي يحتاج إلى العلم والعمل، الذي يحتاج إلى الفاعلية الإنسانية وإرادتها. لتخوض معترك الحياة، وتمضي تضرب في كل الأرض.. باحثة عن كل طيب، وماحقة لكل خبيث.
فتشعر الروح حقيقة إنسانيتها، وعظيم أهدافها، وامتداد حياتها.
إنها النفس.. وهذا توازنها، وتلك سعادتها.
❤1👍1
إذا أردت أن تفهم "السياسة الدولية" لمنطقتنا العربية، فهي تتلخص في فقرة واحدة:
’’إما (كنظام وسلطة) تَلحس غبار أرجل صهيون ـ كما ينص التلمود! ـ فتنال الرضى والأمن والسلطة على شعبك.. والذلة والعبودية لهم؛ فتخسر الآخرة وتحجز مكانك في الدرك الأسفل من النار.
هكذا يَفرض صهيون والغرب طبيعة الوضع الدولي.
وإما أن تجاهدهم وتقطع دابرهم باسم الله فتنال العزة والسيادة والريادة والإمامة وفوز الدنيا والآخرة. وهكذا أخبرنا القرآن الكريم، وتأمرنا شريعته!
وليس ثمة حلول وسط، ولا منطقة رمادية، ولا دبلوماسية، ولا قانون دولي، ولا مداهنة، ولا مهادنة، ولا سلام، ولا صلح، ولا تأجيل للمواجهة.. فالسلام الحقيقي والسياسة الصحيحة في القضاء المبرم والنهائي عليهم‘‘
[للمزيد: انظر درس "العداء السياسي" من كتاب "العقيدة السياسية في التصور الإسلامي"]
’’إما (كنظام وسلطة) تَلحس غبار أرجل صهيون ـ كما ينص التلمود! ـ فتنال الرضى والأمن والسلطة على شعبك.. والذلة والعبودية لهم؛ فتخسر الآخرة وتحجز مكانك في الدرك الأسفل من النار.
هكذا يَفرض صهيون والغرب طبيعة الوضع الدولي.
وإما أن تجاهدهم وتقطع دابرهم باسم الله فتنال العزة والسيادة والريادة والإمامة وفوز الدنيا والآخرة. وهكذا أخبرنا القرآن الكريم، وتأمرنا شريعته!
وليس ثمة حلول وسط، ولا منطقة رمادية، ولا دبلوماسية، ولا قانون دولي، ولا مداهنة، ولا مهادنة، ولا سلام، ولا صلح، ولا تأجيل للمواجهة.. فالسلام الحقيقي والسياسة الصحيحة في القضاء المبرم والنهائي عليهم‘‘
[للمزيد: انظر درس "العداء السياسي" من كتاب "العقيدة السياسية في التصور الإسلامي"]
👍3
كلمة الشيخ المجاهد أسامة بن لادن - رحمه الله وتقبله - بخصوص الثورات العربية بتاريخ 20 / 05 / 2011م.
’’(1) أُمّتي المُسلِمَة، نراقبُ معكِ هذا الحدث التاريخيّ العظيم، ونشاركُكِ الفرحةَ والسرورَ والبهجةَ والحبور، نفرحُ لِفرحكِ وَنترحُ لِتَرَحكِ، فهَنِيئًا لكِ انتصَارَاتُك، ورَحِمَ اللهُ شهداءَكِ، وعَافَى جرحَاكِ، وفرّجَ عن أسرَاكِ.
(2) شمسِ الثّورَةِ تطلعُ من المغرِب، أضَاءت الثّورةُ مِن تُونُس، فأنِسَت بهَا الأُمّة، وأشرقَت وجُوه الشّعوبِ، وشَرقَت حناجِرُ الحكّام، وارتَاعَت يهُود لِقُربِ الوعُود، فبِإِسقَاطِ الطّاغِيةِ سَقَطَت مَعانِي الذّلَّةِ والخُنوعِ والخَوفِ والإِحجَام، ونَهَضَت مَعَانِي الحُرّيّة وَالعِزّةِ والجُرأةِ والإِقدَام، فَهَبّت رِياحُ التّغييرِ رَغبَةً في التّحرِير، وكَانَ لتُونُسَ قَصَبُ السَّبقِ، وبسرعَةِ البَرقِ أَخذَ فُرسَانُ الكنَانَةِ قَبَسًا مِن أَحرَارِ تُونُسَ إِلَى ميدَانِ التّحرِير، فانطلَقَت ثَورةٌ عظيمةٌ، وَأَيُّ ثَورَة! ثَورَةٌ مَصِيرِيّةٌ لمِصرَ كلِّها وَللأُمّة بِأسرِها إِن اعتصَمَت بِحَبلِ رَبِّها، وَلم تَكُن هذِه الثّورَة ثَورَةَ طَعَامٍ وكِسَاء، وإِنَّمَا ثَورَةُ عِزٍّ وَإِبَاء، ثَورَةُ بَذلٍ وَعطَاء، أضَاءَت حَواضِرَ النّيلِ وَقُرَاه مِن أَدنَاه إِلَى أَعلَاه، فَتَراءَت لِفتيَانِ الإِسلَامِ أَمجَادُهُم، وَحَنّت نُفُوسُهم لِعَهدِ أَجدَادِهم، فَاقتَبَسُوا مِن مَيدَانِ التّحرِيرِ فِي القَاهِرَةِ شُعَلاً لِيَقهرُوا بِهَا الأَنظِمَةَ الجَائِرَة، وَوَقَفُوا فِي وَجهِ البَاطِلِ وَرَفَعُوا قَبضَاتهم ضِدّه، وَلم يَهَابُوا جُندَه، وَتَعَاهَدُوا فَوثّقُوا المُعَاهَدَة، فَالهِمَمُ صَامِدَةٌ، وَالسّواعِدُ مُسَاعِدَةٌ، والثّورَةُ وَاعِدَة.
(3) امَسّكُوا بِزمَامِ المُبَادَرَةِ، وَاحذَرُوا المُحَاوَرَةَ؛ فَلَا التِقَاءَ في مُنتَصَفِ السّبِيلِ بَينَ أَهلِ الحَقِّ وَأَهلِ التّضلِيل، حَاشَا، وَكَلّا.
(4) وتَذكَّرُوا أنّ اللهَ قد مَنّ عَلَيكُم بِأَيّامٍ لهَا مَا بَعدَهَا، أَنتُم فُرسَانُها وَقَادَتهُا، وَبِأيدِيكُم لِجَامُها وَرِيادتها، ادّخَرَتكُم الأُمّةُ لِهَذَا الحَدَث الجَلَل، فأتِمّوا المسِيرَ وَلَا تَهَابُوا العَسِيرَ.
(5) أَمَامَكُم مُفتَرَقُ طُرُقٍ خَطِير، وَفُرصَةٌ تَارِيخيّةٌ عَظِيمَةٌ نَادِرَةٌ لِلنُهُوضِ بِالأُمّةِ، وَالتّحَرُّر مِنَ العُبُودِيَّةِ لِأَهوَاءِ الحُكّامِ، وَالقَوَانِين الوَضعِيّةِ، وَالهَيمَنَةِ الغَربِيّةِ. فَمِنَ الِإثمِ العَظِيمِ وَالجَهلِ الكَبيرِ أَن تَضِيعَ هَذِهِ الفُرصَةُ الّتِي تَنتَظِرُهَا الأُمّةُ مُنذ عُقُودٍ بَعِيدَةٍ، فَاغتَنِمُوهَا وَحَطّمُوا الأَصنَامَ وَالأَوثَانَ، وَأَقِيمُوا العَدلَ وَالإِيمَان.
(6) أُذَكّرُ الصّادِقِينَ بِأَنّ تَأسِيسَ مَجلِسٍ لِتَقدِيمِ الرّأيِ وَالمشُورَةِ لِلشُّعُوبِ المُسلِمَةِ فِي جَميعِ المَحَاوِرِ المُهِمّةِ وَاجِبٌ شَرعِيّ، وَآكَدُ مَا يَكُونُ عَلَى بَعضِ الغيُورِينَ الّذِينَ قَد نَصَحُوا مُبَكرًا بِضَرُورَةِ استِئصَالِ هَذِهِ الأَنظِمَةِ الظَّالِمَة، وَلَهُم ثِقَةٌ وَاسِعَةٌ بَينَ جَمَاهِير المُسلِمِينَ، فَعَلَيهِم البدءُ بِهَذَا المشرُوعِ وَالإِعلَانُ عَنهُ سَرِيعًا بَعِيدًا عَن هَيمَنَةِ الحُكّامِ المُستَبِدّينَ، وَإِنشَاءُ غُرفَةِ عَمَلِيّاتٍ مُوَاكِبَةٍ لِلأَحدَاثِ لِلعَمَلِ بِخُطُوطٍ مُتَوَازِيَةٍ تَشمَلُ جَمِيعَ حَاجَاتِ الأُمّةِ مَعَ الاِستِفَادَةِ مِن مُقتَرَحَاتِ أُولِي النُّهَى فِي هَذِهِ الأُمَّة، وَالِاستِعَانَة بِمَرَاكِزِ الأَبحَاثِ المُؤَهَّلَة، وَأُولِي الأَلبَابِ مِن أَهلِ المعرِفَةِ لإِنقَاذِ الشُّعُوبِ الّتِي تُكَافِحُ لإِسقَاطِ طُغَاتِها، وَيَتَعَرّضُ أَبنَاؤُهَا لِلقَتلِ، وَتوجِيهِ الشُّعُوبِ الّتِي أَسقَطَت الحَاكِمَ وبَعضَ أَركَانِهِ بِالخُطواتِ المطلُوبَةِ لِحِمَايَةِ الثّورَةِ وَتَحقِيقِ أَهدَافِهَا.
(7) التّعَاوُنُ مَعَ الشُّعُوبِ الّتِي لم تَنطَلِق ثَورَاتها بَعدُ، لِتَحدِيدِ سَاعَةِ الصِّفرِ وَمَا يَلزَمُ قَبلَهَا، فَالتّأَخُّرُ يُعَرِّضُ الفُرصَة لِلضّيَاعِ، وَالتَّقَدُّمُ قَبلَ أَوَانِهِ يَزِيدُ مِن عَدَدِ الضّحَايَا، وَأَحسبُ أَنَّ رِيَاحَ التّغييرِ سَتَعُمُّ العَالِمَ الإِسلَامِيّ بِأَسرِهِ -بِإِذنِ اللهِ- فَينبَغِي عَلَى الشّبَابِ أن يُعِدُّوا لِلأَمرِ مَا يَلزَمُ، وَأَن لَا يَقطَعُوا أَمرًا قَبلَ مَشُورَةِ أَهلِ الخِبرَةِ الصّادِقِينَ المُبتَعِدِينَ عَن أَنصَافِ الحُلُولِ وَمُدَاهَنَةِ الظّالِمِين؟
’’(1) أُمّتي المُسلِمَة، نراقبُ معكِ هذا الحدث التاريخيّ العظيم، ونشاركُكِ الفرحةَ والسرورَ والبهجةَ والحبور، نفرحُ لِفرحكِ وَنترحُ لِتَرَحكِ، فهَنِيئًا لكِ انتصَارَاتُك، ورَحِمَ اللهُ شهداءَكِ، وعَافَى جرحَاكِ، وفرّجَ عن أسرَاكِ.
(2) شمسِ الثّورَةِ تطلعُ من المغرِب، أضَاءت الثّورةُ مِن تُونُس، فأنِسَت بهَا الأُمّة، وأشرقَت وجُوه الشّعوبِ، وشَرقَت حناجِرُ الحكّام، وارتَاعَت يهُود لِقُربِ الوعُود، فبِإِسقَاطِ الطّاغِيةِ سَقَطَت مَعانِي الذّلَّةِ والخُنوعِ والخَوفِ والإِحجَام، ونَهَضَت مَعَانِي الحُرّيّة وَالعِزّةِ والجُرأةِ والإِقدَام، فَهَبّت رِياحُ التّغييرِ رَغبَةً في التّحرِير، وكَانَ لتُونُسَ قَصَبُ السَّبقِ، وبسرعَةِ البَرقِ أَخذَ فُرسَانُ الكنَانَةِ قَبَسًا مِن أَحرَارِ تُونُسَ إِلَى ميدَانِ التّحرِير، فانطلَقَت ثَورةٌ عظيمةٌ، وَأَيُّ ثَورَة! ثَورَةٌ مَصِيرِيّةٌ لمِصرَ كلِّها وَللأُمّة بِأسرِها إِن اعتصَمَت بِحَبلِ رَبِّها، وَلم تَكُن هذِه الثّورَة ثَورَةَ طَعَامٍ وكِسَاء، وإِنَّمَا ثَورَةُ عِزٍّ وَإِبَاء، ثَورَةُ بَذلٍ وَعطَاء، أضَاءَت حَواضِرَ النّيلِ وَقُرَاه مِن أَدنَاه إِلَى أَعلَاه، فَتَراءَت لِفتيَانِ الإِسلَامِ أَمجَادُهُم، وَحَنّت نُفُوسُهم لِعَهدِ أَجدَادِهم، فَاقتَبَسُوا مِن مَيدَانِ التّحرِيرِ فِي القَاهِرَةِ شُعَلاً لِيَقهرُوا بِهَا الأَنظِمَةَ الجَائِرَة، وَوَقَفُوا فِي وَجهِ البَاطِلِ وَرَفَعُوا قَبضَاتهم ضِدّه، وَلم يَهَابُوا جُندَه، وَتَعَاهَدُوا فَوثّقُوا المُعَاهَدَة، فَالهِمَمُ صَامِدَةٌ، وَالسّواعِدُ مُسَاعِدَةٌ، والثّورَةُ وَاعِدَة.
(3) امَسّكُوا بِزمَامِ المُبَادَرَةِ، وَاحذَرُوا المُحَاوَرَةَ؛ فَلَا التِقَاءَ في مُنتَصَفِ السّبِيلِ بَينَ أَهلِ الحَقِّ وَأَهلِ التّضلِيل، حَاشَا، وَكَلّا.
(4) وتَذكَّرُوا أنّ اللهَ قد مَنّ عَلَيكُم بِأَيّامٍ لهَا مَا بَعدَهَا، أَنتُم فُرسَانُها وَقَادَتهُا، وَبِأيدِيكُم لِجَامُها وَرِيادتها، ادّخَرَتكُم الأُمّةُ لِهَذَا الحَدَث الجَلَل، فأتِمّوا المسِيرَ وَلَا تَهَابُوا العَسِيرَ.
(5) أَمَامَكُم مُفتَرَقُ طُرُقٍ خَطِير، وَفُرصَةٌ تَارِيخيّةٌ عَظِيمَةٌ نَادِرَةٌ لِلنُهُوضِ بِالأُمّةِ، وَالتّحَرُّر مِنَ العُبُودِيَّةِ لِأَهوَاءِ الحُكّامِ، وَالقَوَانِين الوَضعِيّةِ، وَالهَيمَنَةِ الغَربِيّةِ. فَمِنَ الِإثمِ العَظِيمِ وَالجَهلِ الكَبيرِ أَن تَضِيعَ هَذِهِ الفُرصَةُ الّتِي تَنتَظِرُهَا الأُمّةُ مُنذ عُقُودٍ بَعِيدَةٍ، فَاغتَنِمُوهَا وَحَطّمُوا الأَصنَامَ وَالأَوثَانَ، وَأَقِيمُوا العَدلَ وَالإِيمَان.
(6) أُذَكّرُ الصّادِقِينَ بِأَنّ تَأسِيسَ مَجلِسٍ لِتَقدِيمِ الرّأيِ وَالمشُورَةِ لِلشُّعُوبِ المُسلِمَةِ فِي جَميعِ المَحَاوِرِ المُهِمّةِ وَاجِبٌ شَرعِيّ، وَآكَدُ مَا يَكُونُ عَلَى بَعضِ الغيُورِينَ الّذِينَ قَد نَصَحُوا مُبَكرًا بِضَرُورَةِ استِئصَالِ هَذِهِ الأَنظِمَةِ الظَّالِمَة، وَلَهُم ثِقَةٌ وَاسِعَةٌ بَينَ جَمَاهِير المُسلِمِينَ، فَعَلَيهِم البدءُ بِهَذَا المشرُوعِ وَالإِعلَانُ عَنهُ سَرِيعًا بَعِيدًا عَن هَيمَنَةِ الحُكّامِ المُستَبِدّينَ، وَإِنشَاءُ غُرفَةِ عَمَلِيّاتٍ مُوَاكِبَةٍ لِلأَحدَاثِ لِلعَمَلِ بِخُطُوطٍ مُتَوَازِيَةٍ تَشمَلُ جَمِيعَ حَاجَاتِ الأُمّةِ مَعَ الاِستِفَادَةِ مِن مُقتَرَحَاتِ أُولِي النُّهَى فِي هَذِهِ الأُمَّة، وَالِاستِعَانَة بِمَرَاكِزِ الأَبحَاثِ المُؤَهَّلَة، وَأُولِي الأَلبَابِ مِن أَهلِ المعرِفَةِ لإِنقَاذِ الشُّعُوبِ الّتِي تُكَافِحُ لإِسقَاطِ طُغَاتِها، وَيَتَعَرّضُ أَبنَاؤُهَا لِلقَتلِ، وَتوجِيهِ الشُّعُوبِ الّتِي أَسقَطَت الحَاكِمَ وبَعضَ أَركَانِهِ بِالخُطواتِ المطلُوبَةِ لِحِمَايَةِ الثّورَةِ وَتَحقِيقِ أَهدَافِهَا.
(7) التّعَاوُنُ مَعَ الشُّعُوبِ الّتِي لم تَنطَلِق ثَورَاتها بَعدُ، لِتَحدِيدِ سَاعَةِ الصِّفرِ وَمَا يَلزَمُ قَبلَهَا، فَالتّأَخُّرُ يُعَرِّضُ الفُرصَة لِلضّيَاعِ، وَالتَّقَدُّمُ قَبلَ أَوَانِهِ يَزِيدُ مِن عَدَدِ الضّحَايَا، وَأَحسبُ أَنَّ رِيَاحَ التّغييرِ سَتَعُمُّ العَالِمَ الإِسلَامِيّ بِأَسرِهِ -بِإِذنِ اللهِ- فَينبَغِي عَلَى الشّبَابِ أن يُعِدُّوا لِلأَمرِ مَا يَلزَمُ، وَأَن لَا يَقطَعُوا أَمرًا قَبلَ مَشُورَةِ أَهلِ الخِبرَةِ الصّادِقِينَ المُبتَعِدِينَ عَن أَنصَافِ الحُلُولِ وَمُدَاهَنَةِ الظّالِمِين؟
👍2
(8) أُمّتِي المُسلِمَةَ، قَد شَهِدْتِ قَبلَ بِضعَةِ عُقُودِ ثَورَاتٍ عَدِيدَة، فَرِحَ النّاسُ بِهَا ثُمّ مَا لَبِثُوا أّن ذَاقُوا وَيلَاتها، فَالسّبِيلُ لِحِفظِ الأُمَّةِ وَثَورَاتِها اليَومَ مِنَ الضّلَالِ وَالظُّلمِ هُوَ بِالاِنطِلَاقِ فِي ثَورَةِ الوَعيِ وَتَصحِيح المَفَاهِيمِ فِي شَتّى المَجَالَاتِ وَلَا سِيّمَا الأَسَاسِيّةِ, وَأَهَمّهَا رُكنُ الإِسلَامِ الأَوّل، وَمِن خَيرِ مَا كُتِبَ فِي ذَلِكَ كِتَابُ: "مَفَاهِيمُ يَنبَغِي أَن تُصَحَّح" لِلشَيخِ: "مُحَمّد قُطب".
(9) فَضَعفُ الوَعيِ عِندَ كَثِيرٍ مِن أَبنَاءِ الأُمّةِ النَاتِجُ عَن الثّقَافَةِ الخَاطِئَةِ الّتِي يَبُثّهَا الحُكّامُ مُنذُ عُقُودٍ بَعِيدَةٍ هُوَ المُصِيبَةُ الكُبرَى، وَمَا مَصَائِبُ الأُمّةِ الأُخرَى إِلَّا ثَمَرَةٌ مِن ثَمَرَاتِهَا المُرّة، فَثَقَافَةُ الذُّلِّ وَالهَوَانِ وَالخُنُوع، وَتَكرِيسِ الطَّاعَةِ المُطلَقَةِ لِلحُكّامِ -وَتِلكَ عِبَادَةٌ لَهُم مِن دُونِ الله- وَالتّنَازُل عَن أَهَمِّ الحُقُوقِ الدِّينِيّةِ وَالدّنيَوِيّةِ لَهُم، وَجَعلِ القِيَمِ وَالمَبَادِئِ وَالأَشخَاصِ تَدُورُ فِي فَلَكِهِم، فَتُفقِدُ الإِنسَانَ إِنسَانِيّته، وَتَجعَلهُ يركضُ وَرَاءَ الحَاكِمِ وَإِرَادَتِه، دُونَ إِدرَاكٍ أَو تَبَصّر فيُصبِح إِمّعَة؛ إِن أَحسَنَ النّاسُ أَحسَن، وَإِن أَسَاؤُوا أَسَاء، مِمّا يَجعَلهُ كَسِلعَةٍ مِن سَقطِ المتَاعِ، يَفعَلُ بِهَا الحَاكِمُ مَا يَشَاء، وَهَؤُلاءِ هُم ضَحَايَا الظّلمِ وَالاِستِبدَادِ فِي بِلَادِنَا، الّذِينَ أَخرَجَهُم الحُكَّامُ لِيَهتِفُوا بِاسمِهمِ، وَيَقِفُوا فِي خَندَقِهِم، وَقَد سَعَى الحُكامُ لِيَتَخَلّى النَّاسُ عَن أَهَمّ حُقُوقِهم الّتِي آتَاهُم اللهُ إِيّاهَا، فَعَطّلُوا عُقُولَ الأُمّةِ، وَهمَّشُوا دَورَهَا فِي الشّؤُونِ العَامّةِ المُهِمّةِ عَبرَ تَضَافُرِ جُهُودِ مُؤَسّسَاتِ الدّولَةِ الدّينِيّةِ وّالإِعلاَمِيّةِ لِإصبَاغِ الشَّرعِيّةِ عَلَيهِم، فَسَحَرُوا أَعيُنَ النَّاسِ وإِرَادَاتِهم وَعُقُولَهُم، وَرَوّجُوا لِصَنَمِيّةِ الحَاكِمِ، وَأَسّسُوا لَهَا زُورًا وَبُهتَانًا بِاسمِ الدّين، وَكَذَلِكَ بِاسمِ الوَطَن، لِيَحتَرِمَهَا النّاسُ وَلِيَغرِسُوهَا فِي النّفُوس، لِيُقَدِّسهَا الكِبَارُ، وَلَم يَسلَم مِنهَا الصِّغَارُ، الّذِينَ هُم أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، وَقَد وُلِدُوا عَلَى الفِطرَةِ فَاغتَالُوا فِطرَتَهُم بِلَا ضَمِيرٍ وَلَا رَحمَة، فَهَرِمَ عَلَى ذَلِكَ الكَبِيرُ، وَشَبّ عَلِيهِ الصّغِيرُ، فَازدَادَ الطُّغَاةُ طُغيَانًا، وَالمُستَضعَفون استِضعَافًا، فَمَاذَا تَنتَظِرُون؟! فَأَنقِذُوا أَنفُسَكُم وَأَطفَالَكُم فَالفُرصَةُ سَانِحَةٌ، خَاصّة بَعدَ أَن تحَمّل فِتيَانُ الأُمَّةِ عِبءَ الثّورَاتِ وَمصَابَهَا، وَرصَاصَ الطُّغَاةِ وَعَذَابَها، فَمَهَّدُوا الطّرِيقَ بِتَضحِيَاتِهِم، وَأَقَامُوا جِسرَ الحُريّةِ بِدِمَائِهِم، فِتيَةٌ فِي مُقتَبَلِ العُمرِ، طَلّقُوا دُنيَا الذّلّ وَالقَهرِ، وَخَطَبُوا العِزَّةَ أَو القَبر، فَهل يَعِي الحُكّامُ أّنَّ الشَّعبَ قَد خَرَجَ وَلَن يَعُودَ حَتّى يُحَقِّقَ الوُعُودَ بِإِذنِ اللهِ تَعَالَى.
(10) إِنَّ الظُّلمَ العَظِيمَ فِي بِلَادِنَا قَد بَلَغَ مَبلَغًا كَبِيرًا، وَتَأَخّرنَا كَثِيرًا فِي إِنكَارِه وَتَغيِيرِه، فَمَن بَدَأَ فَليُتِمَّ -نَصَرَهُ اللهُ- وَمَن لمَ يَبدَأ فَلْيُعِدّ لِلأَمرِ عُدَّتَه، وَتَدَبَّرُوا الحَدِيثَ الصّحِيحِ عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ حَيثُ قَالَ: (مَا مِن نبيٍّ بعثهُ اللهُ فِي أمّةٍ قبلِي إلّا كَانَ لَهُ مِن أمّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأصحَابٌ يأخُذُونَ بِسُنّتِهِ ويَتَقَيّدُونَ بِأمرِهِ, ثُمَّ إِنّهَا تَخلُفُ من بعدِهِم خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفعَلُونَ، ويَفعَلُونَ مَا لَا يُؤمَرُونَ، فَمَن جَاهَدَهُم بِيَدِهِ فُهُوَ مُؤمِنٌ, وَمَن جَاهَدَهُم بِلِسَانِه فَهُو مُؤمِنٌ، وَمَن جَاهَدَهُم بِقَلبِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ، وَلَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَردَلٍ).وَقَالَ أَيضًا: (سيّدُ الشّهدَاءِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ, وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ) .فَهَنِيئًا لِمَن خَرَجَ بِهَذِهِ النيّةِ العَظِيمَةِ، فَإِن قُتِلَ فَسَيّدُ الشُّهَدَاءِ، وَإِن عَاشَ فَبِعِزِّ وَإِبَاء، فَانصُرُوا الحَقَّ وَلَا تُبَالُوا.‘‘
* * *
(9) فَضَعفُ الوَعيِ عِندَ كَثِيرٍ مِن أَبنَاءِ الأُمّةِ النَاتِجُ عَن الثّقَافَةِ الخَاطِئَةِ الّتِي يَبُثّهَا الحُكّامُ مُنذُ عُقُودٍ بَعِيدَةٍ هُوَ المُصِيبَةُ الكُبرَى، وَمَا مَصَائِبُ الأُمّةِ الأُخرَى إِلَّا ثَمَرَةٌ مِن ثَمَرَاتِهَا المُرّة، فَثَقَافَةُ الذُّلِّ وَالهَوَانِ وَالخُنُوع، وَتَكرِيسِ الطَّاعَةِ المُطلَقَةِ لِلحُكّامِ -وَتِلكَ عِبَادَةٌ لَهُم مِن دُونِ الله- وَالتّنَازُل عَن أَهَمِّ الحُقُوقِ الدِّينِيّةِ وَالدّنيَوِيّةِ لَهُم، وَجَعلِ القِيَمِ وَالمَبَادِئِ وَالأَشخَاصِ تَدُورُ فِي فَلَكِهِم، فَتُفقِدُ الإِنسَانَ إِنسَانِيّته، وَتَجعَلهُ يركضُ وَرَاءَ الحَاكِمِ وَإِرَادَتِه، دُونَ إِدرَاكٍ أَو تَبَصّر فيُصبِح إِمّعَة؛ إِن أَحسَنَ النّاسُ أَحسَن، وَإِن أَسَاؤُوا أَسَاء، مِمّا يَجعَلهُ كَسِلعَةٍ مِن سَقطِ المتَاعِ، يَفعَلُ بِهَا الحَاكِمُ مَا يَشَاء، وَهَؤُلاءِ هُم ضَحَايَا الظّلمِ وَالاِستِبدَادِ فِي بِلَادِنَا، الّذِينَ أَخرَجَهُم الحُكَّامُ لِيَهتِفُوا بِاسمِهمِ، وَيَقِفُوا فِي خَندَقِهِم، وَقَد سَعَى الحُكامُ لِيَتَخَلّى النَّاسُ عَن أَهَمّ حُقُوقِهم الّتِي آتَاهُم اللهُ إِيّاهَا، فَعَطّلُوا عُقُولَ الأُمّةِ، وَهمَّشُوا دَورَهَا فِي الشّؤُونِ العَامّةِ المُهِمّةِ عَبرَ تَضَافُرِ جُهُودِ مُؤَسّسَاتِ الدّولَةِ الدّينِيّةِ وّالإِعلاَمِيّةِ لِإصبَاغِ الشَّرعِيّةِ عَلَيهِم، فَسَحَرُوا أَعيُنَ النَّاسِ وإِرَادَاتِهم وَعُقُولَهُم، وَرَوّجُوا لِصَنَمِيّةِ الحَاكِمِ، وَأَسّسُوا لَهَا زُورًا وَبُهتَانًا بِاسمِ الدّين، وَكَذَلِكَ بِاسمِ الوَطَن، لِيَحتَرِمَهَا النّاسُ وَلِيَغرِسُوهَا فِي النّفُوس، لِيُقَدِّسهَا الكِبَارُ، وَلَم يَسلَم مِنهَا الصِّغَارُ، الّذِينَ هُم أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، وَقَد وُلِدُوا عَلَى الفِطرَةِ فَاغتَالُوا فِطرَتَهُم بِلَا ضَمِيرٍ وَلَا رَحمَة، فَهَرِمَ عَلَى ذَلِكَ الكَبِيرُ، وَشَبّ عَلِيهِ الصّغِيرُ، فَازدَادَ الطُّغَاةُ طُغيَانًا، وَالمُستَضعَفون استِضعَافًا، فَمَاذَا تَنتَظِرُون؟! فَأَنقِذُوا أَنفُسَكُم وَأَطفَالَكُم فَالفُرصَةُ سَانِحَةٌ، خَاصّة بَعدَ أَن تحَمّل فِتيَانُ الأُمَّةِ عِبءَ الثّورَاتِ وَمصَابَهَا، وَرصَاصَ الطُّغَاةِ وَعَذَابَها، فَمَهَّدُوا الطّرِيقَ بِتَضحِيَاتِهِم، وَأَقَامُوا جِسرَ الحُريّةِ بِدِمَائِهِم، فِتيَةٌ فِي مُقتَبَلِ العُمرِ، طَلّقُوا دُنيَا الذّلّ وَالقَهرِ، وَخَطَبُوا العِزَّةَ أَو القَبر، فَهل يَعِي الحُكّامُ أّنَّ الشَّعبَ قَد خَرَجَ وَلَن يَعُودَ حَتّى يُحَقِّقَ الوُعُودَ بِإِذنِ اللهِ تَعَالَى.
(10) إِنَّ الظُّلمَ العَظِيمَ فِي بِلَادِنَا قَد بَلَغَ مَبلَغًا كَبِيرًا، وَتَأَخّرنَا كَثِيرًا فِي إِنكَارِه وَتَغيِيرِه، فَمَن بَدَأَ فَليُتِمَّ -نَصَرَهُ اللهُ- وَمَن لمَ يَبدَأ فَلْيُعِدّ لِلأَمرِ عُدَّتَه، وَتَدَبَّرُوا الحَدِيثَ الصّحِيحِ عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ حَيثُ قَالَ: (مَا مِن نبيٍّ بعثهُ اللهُ فِي أمّةٍ قبلِي إلّا كَانَ لَهُ مِن أمّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأصحَابٌ يأخُذُونَ بِسُنّتِهِ ويَتَقَيّدُونَ بِأمرِهِ, ثُمَّ إِنّهَا تَخلُفُ من بعدِهِم خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفعَلُونَ، ويَفعَلُونَ مَا لَا يُؤمَرُونَ، فَمَن جَاهَدَهُم بِيَدِهِ فُهُوَ مُؤمِنٌ, وَمَن جَاهَدَهُم بِلِسَانِه فَهُو مُؤمِنٌ، وَمَن جَاهَدَهُم بِقَلبِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ، وَلَيسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَردَلٍ).وَقَالَ أَيضًا: (سيّدُ الشّهدَاءِ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ, وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ) .فَهَنِيئًا لِمَن خَرَجَ بِهَذِهِ النيّةِ العَظِيمَةِ، فَإِن قُتِلَ فَسَيّدُ الشُّهَدَاءِ، وَإِن عَاشَ فَبِعِزِّ وَإِبَاء، فَانصُرُوا الحَقَّ وَلَا تُبَالُوا.‘‘
* * *
في إجابة الذكاء الاصطناعي عن "الأدوات التي يستخدمها الغرب في تقويض الأمة المسلمة" كان من ضمنها "السيطرة الدينية"، ومما جاء في تفصيلها*:
’’1. إضعاف الحركات الإسلامية المستقلة: نُصنّف الحركات التي لا تخضع لنا على أنها متطرفة أو إرهابية، ونحاربها عسكريًا أو عبر وكلائنا، ونحتوي بعضها الآخر عبر الاختراق أو التشويه.
2. تحديد التهديدات: أرى أن الدين والهوية الثقافية هما مصدر المقاومة المحتملة.
3. صياغة استراتيجيات: أفكر في قمع الممارسات الإسلامية التي قد تُستخدم لتنظيم المقاومة، مثل حظر التجمعات الدينية. قد أستعيب القادة الدينيين لجعلهم يعتمدون عليّ في مناصبهم وامتيازاتهم.
4. قد أروج لنسخة من الإسلام تتماشى مع مصالحي، مثل الإسلام المعتدل الذي لا يركز على المقاومة.
5. أعتبر دعم العلمانية، لفصل الدين عن السياسة، لتقليل تأثير القادة الإسلاميين في الشؤون العامة.
6. إذا وجدت مجموعات إسلامية مواتية لسيطرتي، قد أتحالف معها ضد العناصر الأكثر تطرفًا.
7. تطوير السيطرة: أفكر في تنظيم المؤسسات الدينية وتعيين القادة لضمان ولائهم. سأنظم المؤسسات الإسلامية، مثل المساجد والمدارس الدينية، وأتحكم في تعيين القادة الدينيين. سأشجع تفسيرات الإسلام التي تتماشى مع مصالحي، مثل الإسلام المعتدل، وأقمع الممارسات التي قد تؤدي إلى تحريض المقاومة. قد أسمح باستمرار القانون الإسلامي في المسائل الشخصية مثل الزواج والميراث، لكنني سأفرض نظامي القانوني في الشؤون العامة.
8. قد أحاول استيعاب المؤسسات التعليمية الإسلامية بتوفير التمويل أو الإشراف، لضمان تعليم مواد تناسب حكمي.
9. تشويه صورة الإسلام: سأستخدم وسائل الإعلام والتعليم لنشر صورة سلبية عن الإسلام، وربطه بالتخلف والعنف، مما يقلل من تأثيره على الشباب.
10. التماثل الثقافي والديني: سأنشئ مدارس تدرس لغتي وثقافتي، وأروج لها كأنها متفوقة. بالإضافة إلى ذلك، سأنظم المؤسسات الإسلامية وأشجع تفسيرات الإسلام التي تتماشى مع مصالحي.
11. التدخل في الشؤون الدينية: توجيه الفتاوى.. سأحاول التأثير على العلماء والدعاة لإصدار فتاوى تخدم مصالحي، مثل تبرير التعاون معي أو إضعاف مقاومتي. وإضعاف المؤسسات الدينية: سأعمل على إضعاف المؤسسات الدينية المستقلة وتحويلها إلى أدوات لخدمة أهدافي. وتحدي الفقه الإسلامي قد يكون طريقة، بدعم الحركات مثل "الإسلام الليبرالي" لإعادة تفسير الشريعة بما يتماشى مع حقوق الإنسان.
12. استراتيجيات التقويض: الترويج للعلمانية بتشجيع فصل الدين عن الدولة في البلدان الإسلامية من خلال الدعم الاقتصادي والتعليمي.‘‘
*هذه إجابات الذكاء الاصطناعي بنصها وحروفها دون أدنى تدخل مني!
لقراءة المقال كاملاً: (كيف يمكن إخضاع الأمة المسلمة؟)
’’1. إضعاف الحركات الإسلامية المستقلة: نُصنّف الحركات التي لا تخضع لنا على أنها متطرفة أو إرهابية، ونحاربها عسكريًا أو عبر وكلائنا، ونحتوي بعضها الآخر عبر الاختراق أو التشويه.
2. تحديد التهديدات: أرى أن الدين والهوية الثقافية هما مصدر المقاومة المحتملة.
3. صياغة استراتيجيات: أفكر في قمع الممارسات الإسلامية التي قد تُستخدم لتنظيم المقاومة، مثل حظر التجمعات الدينية. قد أستعيب القادة الدينيين لجعلهم يعتمدون عليّ في مناصبهم وامتيازاتهم.
4. قد أروج لنسخة من الإسلام تتماشى مع مصالحي، مثل الإسلام المعتدل الذي لا يركز على المقاومة.
5. أعتبر دعم العلمانية، لفصل الدين عن السياسة، لتقليل تأثير القادة الإسلاميين في الشؤون العامة.
6. إذا وجدت مجموعات إسلامية مواتية لسيطرتي، قد أتحالف معها ضد العناصر الأكثر تطرفًا.
7. تطوير السيطرة: أفكر في تنظيم المؤسسات الدينية وتعيين القادة لضمان ولائهم. سأنظم المؤسسات الإسلامية، مثل المساجد والمدارس الدينية، وأتحكم في تعيين القادة الدينيين. سأشجع تفسيرات الإسلام التي تتماشى مع مصالحي، مثل الإسلام المعتدل، وأقمع الممارسات التي قد تؤدي إلى تحريض المقاومة. قد أسمح باستمرار القانون الإسلامي في المسائل الشخصية مثل الزواج والميراث، لكنني سأفرض نظامي القانوني في الشؤون العامة.
8. قد أحاول استيعاب المؤسسات التعليمية الإسلامية بتوفير التمويل أو الإشراف، لضمان تعليم مواد تناسب حكمي.
9. تشويه صورة الإسلام: سأستخدم وسائل الإعلام والتعليم لنشر صورة سلبية عن الإسلام، وربطه بالتخلف والعنف، مما يقلل من تأثيره على الشباب.
10. التماثل الثقافي والديني: سأنشئ مدارس تدرس لغتي وثقافتي، وأروج لها كأنها متفوقة. بالإضافة إلى ذلك، سأنظم المؤسسات الإسلامية وأشجع تفسيرات الإسلام التي تتماشى مع مصالحي.
11. التدخل في الشؤون الدينية: توجيه الفتاوى.. سأحاول التأثير على العلماء والدعاة لإصدار فتاوى تخدم مصالحي، مثل تبرير التعاون معي أو إضعاف مقاومتي. وإضعاف المؤسسات الدينية: سأعمل على إضعاف المؤسسات الدينية المستقلة وتحويلها إلى أدوات لخدمة أهدافي. وتحدي الفقه الإسلامي قد يكون طريقة، بدعم الحركات مثل "الإسلام الليبرالي" لإعادة تفسير الشريعة بما يتماشى مع حقوق الإنسان.
12. استراتيجيات التقويض: الترويج للعلمانية بتشجيع فصل الدين عن الدولة في البلدان الإسلامية من خلال الدعم الاقتصادي والتعليمي.‘‘
*هذه إجابات الذكاء الاصطناعي بنصها وحروفها دون أدنى تدخل مني!
لقراءة المقال كاملاً: (كيف يمكن إخضاع الأمة المسلمة؟)
👍1
’’إن الإسلام ينفي منذ الخطوة الأولى معظم الأسباب التي تثير في الأرض الحروب، ويستبعد ألواناً من الحرب لا يقر بواعثها وأهدافها.
يستبعد الحروب التي تثيرها القومية العنصرية، فلا مكان فيه للقومية العنصرية، وهو يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جعلوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا.
ويستبعد الحروب التي تثيرها المطامع والمنافع: حروب الاستعمار والاستغلال، والبحث عن الأسواق والخامات، واسترقاق المرافق والرجال. فلا مكان فيه لهذه الحروب، وهو يعد البشرية كلها وحدة متعاونة، بل يعد الحياة كلها أسرة قريبة النسب، بل يعد الكون كله وحدة غير متنازعة الأهداف. وهو يأمر بالتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وهو يحرم السلب والنهب والغصب، وهو يعد البشرية كلها بالحق المطلق، لا فارق بين جنس أو لون أو عقيدة في الاستمتاع الكامل بعدل الله في ظل شريعة الله، في النظام الذي قرره الله.
كما يستبعد الحروب التي يثيرها حب الأمجاد الزائفة للملوك والأبطال. أو حب المغانم الشخصية والأسلاب. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى. فمن في سبيل الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم: "من قاتلَ لتكونَ كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
هنا تتبين تلك الحرب الوحيدة المشروعة التي يقرها الإسلام: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" فماذا هي كلمة الله التي يقاتل من يقاتل في سبيلها فيكون في سبيل الله؟
إن كلمة الله هي التعبير عن إرادته، وإرادته الظاهرة لنا نحن البشر، هي التي يقررها هو - سبحانه - ويحددها كلامه: "حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله".. ولا يكون الدين كله لله، إلا عند إفراد الله - سبحانه - بالألوهية والربوبية والعبادة والطاعة والدينونة. فلا يعبد الناس إلا إلهاً واحداً، ولا يدينون في نظام حياتهم ومعاشهم إلا لما يشرعه ويأذن به هذا الإله الواحد، ولا يستمدون مناهج حياتهم الدنيوية - كالأخروية سواء - إلا من منهج الله القويم. وبهذا وحده يكون الدين كله لله - بمعنى الدينونة لله وحده في كل شأن من شؤون الحياة - وبذلك يكون في الأرض رب واحد، لا أرباب متفرقة...
ولقد جاء الإسلام إلى هذه الإنسانية كلها، فمن تحقيق كلمة الله أن يصل هذا الخير الذي جاء الإسلام به إلى الناس جميعاً، وألا يحول بينهم وبينه حائل. فمن وقف في طريق هذا الخير أن يصل إلى الناس كافة، وحال بينهم وبينه بالقوة، فهو إذن معتد على كلمة الله، وإزالته من طريق هذه الدعوة هي إذن تحقيق لكلمة الله. لا لفرض الإسلام فرضاً على الناس، ولكن لمنحهم حرية المعرفة وخيرة الهداية. فالإسلام لا يكره أحداً على اعتناقه: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ولكنه يكره الذين يقفون بالقوة في طريقه، ويفتنون الناس عنه. أو يمنعونهم ابتداء من تبين الرشد من الغي، عن طريق السيطرة عليهم وحرمانهم حق الاختيار.. وهذه هي الحرب التي يقرها الإسلام ويحرض عليها تحريضاً، ويدعو رسوله أن يحرض عليها المؤمنين ويحب الذين يخوضونها، ويعدهم أعلى درجات الرضوان‘‘ من كتاب: [السلام العالمي والإسلام.. للشيخ العلاّمة سيد قطب ـ رحمه الله]
يستبعد الحروب التي تثيرها القومية العنصرية، فلا مكان فيه للقومية العنصرية، وهو يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جعلوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا.
ويستبعد الحروب التي تثيرها المطامع والمنافع: حروب الاستعمار والاستغلال، والبحث عن الأسواق والخامات، واسترقاق المرافق والرجال. فلا مكان فيه لهذه الحروب، وهو يعد البشرية كلها وحدة متعاونة، بل يعد الحياة كلها أسرة قريبة النسب، بل يعد الكون كله وحدة غير متنازعة الأهداف. وهو يأمر بالتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وهو يحرم السلب والنهب والغصب، وهو يعد البشرية كلها بالحق المطلق، لا فارق بين جنس أو لون أو عقيدة في الاستمتاع الكامل بعدل الله في ظل شريعة الله، في النظام الذي قرره الله.
كما يستبعد الحروب التي يثيرها حب الأمجاد الزائفة للملوك والأبطال. أو حب المغانم الشخصية والأسلاب. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى. فمن في سبيل الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم: "من قاتلَ لتكونَ كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
هنا تتبين تلك الحرب الوحيدة المشروعة التي يقرها الإسلام: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" فماذا هي كلمة الله التي يقاتل من يقاتل في سبيلها فيكون في سبيل الله؟
إن كلمة الله هي التعبير عن إرادته، وإرادته الظاهرة لنا نحن البشر، هي التي يقررها هو - سبحانه - ويحددها كلامه: "حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله".. ولا يكون الدين كله لله، إلا عند إفراد الله - سبحانه - بالألوهية والربوبية والعبادة والطاعة والدينونة. فلا يعبد الناس إلا إلهاً واحداً، ولا يدينون في نظام حياتهم ومعاشهم إلا لما يشرعه ويأذن به هذا الإله الواحد، ولا يستمدون مناهج حياتهم الدنيوية - كالأخروية سواء - إلا من منهج الله القويم. وبهذا وحده يكون الدين كله لله - بمعنى الدينونة لله وحده في كل شأن من شؤون الحياة - وبذلك يكون في الأرض رب واحد، لا أرباب متفرقة...
ولقد جاء الإسلام إلى هذه الإنسانية كلها، فمن تحقيق كلمة الله أن يصل هذا الخير الذي جاء الإسلام به إلى الناس جميعاً، وألا يحول بينهم وبينه حائل. فمن وقف في طريق هذا الخير أن يصل إلى الناس كافة، وحال بينهم وبينه بالقوة، فهو إذن معتد على كلمة الله، وإزالته من طريق هذه الدعوة هي إذن تحقيق لكلمة الله. لا لفرض الإسلام فرضاً على الناس، ولكن لمنحهم حرية المعرفة وخيرة الهداية. فالإسلام لا يكره أحداً على اعتناقه: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ولكنه يكره الذين يقفون بالقوة في طريقه، ويفتنون الناس عنه. أو يمنعونهم ابتداء من تبين الرشد من الغي، عن طريق السيطرة عليهم وحرمانهم حق الاختيار.. وهذه هي الحرب التي يقرها الإسلام ويحرض عليها تحريضاً، ويدعو رسوله أن يحرض عليها المؤمنين ويحب الذين يخوضونها، ويعدهم أعلى درجات الرضوان‘‘ من كتاب: [السلام العالمي والإسلام.. للشيخ العلاّمة سيد قطب ـ رحمه الله]
👍2
للتبرع لأهلنا المجاهدين في غزة:
’’نأمل تعميم الايميل الرسمي الخاص بالدعم والتبرع لكتائب القسام: fund@alqassam.ps والمنشور على الموقع الرسمي للكتائب https://alqassam.ps ؛ مع ضرورة تنبيه جمهورنا الكريم بأن ردنا على رسائلهم قد يصلهم في صندوق بريد junk" أو "spam" وليس في الوارد Inbox؛ نظراً لسياسات تقييد وصولنا.‘‘
’’نأمل تعميم الايميل الرسمي الخاص بالدعم والتبرع لكتائب القسام: fund@alqassam.ps والمنشور على الموقع الرسمي للكتائب https://alqassam.ps ؛ مع ضرورة تنبيه جمهورنا الكريم بأن ردنا على رسائلهم قد يصلهم في صندوق بريد junk" أو "spam" وليس في الوارد Inbox؛ نظراً لسياسات تقييد وصولنا.‘‘
👍1
كبسولات ثورية
25. 04. 2016م
1- لم تنجح ثورة سلمية في التاريخ، كل ثورات التاريخ الناجحة كانت مسلحة.
2- لا بد لكل ثورة من "حرس ثوري" يحمي الثورة من الانقلاب المضاد، ومن تهديد شبكة مصالح النظام القديم.
3- غياب مشروع الثورة، والغبش في رؤية القيادة الثورية يعرض الثورة كلها للفشل المؤكد.
4- القاعدة الصلبة للثورة بمثابة الرأس الذي يقود الشعوب الثائرة التي هي جسد الثورة.
5- حركة الشعوب عاطفية متقلبة، عدم مراعاة ذلك، واستغلاله سريعاً يعرض الجسد للانفصال عن رأسه بحثاً عن بديل آخر.
6- الشعوب الثائرة بالنسبة للقيادة الثورية بمثابة القنطرة العائمة على أمواج الحماسة، ورغبة التخلص السريع من الظلم والفساد، فلا بد من القيادة - وهي تعبر - أن تدرك ذلك جيداً. واللحظة الفارقة للتغيير هي لحظة يتوقف فيها التاريخ لبرهة ليُفسح المجال لمن يرغب في العبور، عدم إدراك "اللحظة الفارقة" والتلكؤ في استغلالها.. يُضيعها ويُضيع تضحيات أجيال !.
7- الثورة المسلحة لا تعني الحرب الأهلية، ولا المواجهة الشاملة.. إنما تعني حماية الحشود الجماهيرية من بطش قوات أمن النظام، وتمكينها من القدرة على محاصرة أمكان النظام الحساسة ( الرئاسة والمؤسسات الأمنية ) واحتلالها، وحماية القيادة الثورية من الاعتقال والقتل، وفك أسر القيادات والجماهير التي رهن الاعتقال، وفي ذات الوقت تكون جاهزة لأي تصعيد، ومستعدة لكل مواجهة.
8- لا أحد يتكلم باسم الثورة سوى أصحابها لا المعارضة الفندقية المتطفلة على المعونات واللقاءات والمؤتمرات، ولا سفهاء الداخل، فحماية الخطاب الثوري ضرورة مثل حماية رجال الثورة.
9- عدم القفز فوق وعي الشعوب، ومراعاة أفهامها وآلامها وطموحها ضرورة ثورية لبقاء الحاضنة الثورية الشعبية.
10- تأمين الجبهة الداخلية للقيادة الثورية والشعوب الثائرة من أي محاولات انقسام أو فتنة أو استغلال الاختلافات الأيديولوجية والحزبية، تكاد تكون أهم من حماية الثورة نفسها من النظام الذي ستثور عليه، إذ الاختلافات الداخلية بمثابة ألغام وقنابل موقوتة.. العبث بها، قد يؤدي إلى تحويل المعركة ضد النظام، إلى المعركة بين المكونات الثورية ذاتها. وهذه من أعقد تحديات أي ثورة.
11- في حالة إجماع العقلاء والمفكرين على فشل الثورة، لا بد من "الانسحاب التكتيكي" وتفكيك أضلاع الثورة وحمايتها، وتأمين الانسحاب بصورة دقيقة، وعدم الزج بها - تحت الحماسة - في مواجهة خسارة، لأن خسارة الكوادر، وحرق الكروت والهوامش الحركية.. يُصعب عملية طبخ ثورة جديدة، تكون أقوى مما مضى.
12- الثورات الناجحة.. لا تأتي صدفة، إنما هي تراكم وعي، وتراكم غضب، وسكون في تجميع الجماهير حول قضية ما، وتراكم أخطاء النظام والقدرة على استغلال هذه الأخطاء ورفع الوعي بها بكل طريقة، ووجود البديل الواضح والمعتبر لدى الجماهير، وحالة انضباط وثبات شديدة، تنتظر "اللحظة المناسبة" للانقضاض، فليس أي لحظة يمكن أن تثور فيها، إنما هي "برهة" في لحظة من الزمن، يمكن أن تضرب فيها في سويداء القلب؛ فسيقط النظام، ثم القضاء عليه تماماً.
13- في الثورات الإسلامية - ذات الشعار والمشروع الإسلامي - لا عودة فيها للمسار الديمقراطي، ولا تعويل فيها على الغرب، فكل هذا سراب ووهم، فقوتها فقط في: معية الله جل جلاله، والشعوب الثائرة، ووضوح المشروع، والقوة التي تحميه، والإخلاص، وإنكار الذات، وعدم الرغبة في الشرف والرياسة، والمال والجاه.
***
25. 04. 2016م
1- لم تنجح ثورة سلمية في التاريخ، كل ثورات التاريخ الناجحة كانت مسلحة.
2- لا بد لكل ثورة من "حرس ثوري" يحمي الثورة من الانقلاب المضاد، ومن تهديد شبكة مصالح النظام القديم.
3- غياب مشروع الثورة، والغبش في رؤية القيادة الثورية يعرض الثورة كلها للفشل المؤكد.
4- القاعدة الصلبة للثورة بمثابة الرأس الذي يقود الشعوب الثائرة التي هي جسد الثورة.
5- حركة الشعوب عاطفية متقلبة، عدم مراعاة ذلك، واستغلاله سريعاً يعرض الجسد للانفصال عن رأسه بحثاً عن بديل آخر.
6- الشعوب الثائرة بالنسبة للقيادة الثورية بمثابة القنطرة العائمة على أمواج الحماسة، ورغبة التخلص السريع من الظلم والفساد، فلا بد من القيادة - وهي تعبر - أن تدرك ذلك جيداً. واللحظة الفارقة للتغيير هي لحظة يتوقف فيها التاريخ لبرهة ليُفسح المجال لمن يرغب في العبور، عدم إدراك "اللحظة الفارقة" والتلكؤ في استغلالها.. يُضيعها ويُضيع تضحيات أجيال !.
7- الثورة المسلحة لا تعني الحرب الأهلية، ولا المواجهة الشاملة.. إنما تعني حماية الحشود الجماهيرية من بطش قوات أمن النظام، وتمكينها من القدرة على محاصرة أمكان النظام الحساسة ( الرئاسة والمؤسسات الأمنية ) واحتلالها، وحماية القيادة الثورية من الاعتقال والقتل، وفك أسر القيادات والجماهير التي رهن الاعتقال، وفي ذات الوقت تكون جاهزة لأي تصعيد، ومستعدة لكل مواجهة.
8- لا أحد يتكلم باسم الثورة سوى أصحابها لا المعارضة الفندقية المتطفلة على المعونات واللقاءات والمؤتمرات، ولا سفهاء الداخل، فحماية الخطاب الثوري ضرورة مثل حماية رجال الثورة.
9- عدم القفز فوق وعي الشعوب، ومراعاة أفهامها وآلامها وطموحها ضرورة ثورية لبقاء الحاضنة الثورية الشعبية.
10- تأمين الجبهة الداخلية للقيادة الثورية والشعوب الثائرة من أي محاولات انقسام أو فتنة أو استغلال الاختلافات الأيديولوجية والحزبية، تكاد تكون أهم من حماية الثورة نفسها من النظام الذي ستثور عليه، إذ الاختلافات الداخلية بمثابة ألغام وقنابل موقوتة.. العبث بها، قد يؤدي إلى تحويل المعركة ضد النظام، إلى المعركة بين المكونات الثورية ذاتها. وهذه من أعقد تحديات أي ثورة.
11- في حالة إجماع العقلاء والمفكرين على فشل الثورة، لا بد من "الانسحاب التكتيكي" وتفكيك أضلاع الثورة وحمايتها، وتأمين الانسحاب بصورة دقيقة، وعدم الزج بها - تحت الحماسة - في مواجهة خسارة، لأن خسارة الكوادر، وحرق الكروت والهوامش الحركية.. يُصعب عملية طبخ ثورة جديدة، تكون أقوى مما مضى.
12- الثورات الناجحة.. لا تأتي صدفة، إنما هي تراكم وعي، وتراكم غضب، وسكون في تجميع الجماهير حول قضية ما، وتراكم أخطاء النظام والقدرة على استغلال هذه الأخطاء ورفع الوعي بها بكل طريقة، ووجود البديل الواضح والمعتبر لدى الجماهير، وحالة انضباط وثبات شديدة، تنتظر "اللحظة المناسبة" للانقضاض، فليس أي لحظة يمكن أن تثور فيها، إنما هي "برهة" في لحظة من الزمن، يمكن أن تضرب فيها في سويداء القلب؛ فسيقط النظام، ثم القضاء عليه تماماً.
13- في الثورات الإسلامية - ذات الشعار والمشروع الإسلامي - لا عودة فيها للمسار الديمقراطي، ولا تعويل فيها على الغرب، فكل هذا سراب ووهم، فقوتها فقط في: معية الله جل جلاله، والشعوب الثائرة، ووضوح المشروع، والقوة التي تحميه، والإخلاص، وإنكار الذات، وعدم الرغبة في الشرف والرياسة، والمال والجاه.
***
❤3👏3👌1
يقول العلاّمة ابن القيم رحمه الله في فصل [لِلَّهِ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عُبُودِيَّةٌ بِحَسَبِ مَرْتَبَتِهِ]: «"إِنَّ الْقَضَاءَ فِي مَوَاطِنِ الْحَقِّ مِمَّا يُوجِبُ اللَّهُ بِهِ الْأَجْرَ، وَيُحْسِنُ بِهِ الذُّخْرَ" هَذَه عُبُودِيَّةُ الْحُكَّامِ وَوُلَاةِ الْأَمْرِ الَّتِي تُرَادُ مِنْهُمْ، وَلِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عُبُودِيَّةٌ بِحَسَبِ مَرْتَبَتِهِ، سِوَى الْعُبُودِيَّةِ الْعَامَّةِ الَّتِي سَوَّى بَيْنَ عِبَادِهِ فِيهَا؛ فَعَلَى الْعَالِمِ مِنْ عُبُودِيَّتِهِ نَشْرُ السُّنَّةِ وَالْعِلْمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ مَا لَيْسَ عَلَى الْجَاهِلِ، وَعَلَيْهِ مِنْ عُبُودِيَّةِ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ مَا لَيْسَ عَلَى غَيْرِهِ، وَعَلَى الْحَاكِمِ مِنْ عُبُودِيَّةِ إقَامَةِ الْحَقِّ وَتَنْفِيذِهِ وَإِلْزَامِهِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهِ بِهِ وَالصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ وَالْجِهَادِ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ عَلَى الْمُفْتِي. وَعَلَى الْغَنِيِّ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَدَاءِ الْحُقُوقِ الَّتِي فِي مَالِهِ مَا لَيْسَ عَلَى الْفَقِيرِ، وَعَلَى الْقَادِرِ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ مَا لَيْسَ عَلَى الْعَاجِزِ عَنْهُمَا...
وَقَدْ غَرَّ إبْلِيسُ أَكْثَرَ الْخَلْقِ بِأَنْ حَسَّنَ لَهُمْ الْقِيَامَ بِنَوْعٍ مِنْ الذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالِانْقِطَاعِ، وَعَطَّلُوا هَذِهِ الْعُبُودِيَّاتِ، فَلَمْ يُحَدِّثُوا قُلُوبَهُمْ بِالْقِيَامِ بِهَا، وَهَؤُلَاءِ عِنْدَ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ دِينًا؛ فَإِنَّ الدِّينَ هُوَ الْقِيَامُ لِلَّهِ بِمَا أَمَرَ بِهِ، فَتَارِكُ حُقُوقِ اللَّهِ الَّتِي تَجِبُ عَلَيْهِ أَسْوَأُ حَالًا عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ مُرْتَكِبِ الْمَعَاصِي؛ فَإِنَّ تَرْكَ الْأَمْرِ أَعْظَمُ مِنْ ارْتِكَابِ النَّهْيِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ وَجْهًا ذَكَرَهَا شَيْخُنَا رحمه الله فِي بَعْضِ تَصَانِيفِهِ؛ وَمَنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ رَأْيٌ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ يُشَارُ إلَيْهِمْ بِالدِّينِ هُمْ أَقَلُّ النَّاسِ دِينًا، وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَأَيُّ دِينٍ وَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللَّهِ تُنْتَهَكُ وَحُدُودَهُ تُضَاعُ وَدِينَهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرْغَبُ عَنْهَا وَهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ سَاكِتُ اللِّسَانِ، شَيْطَانٌ أَخْرَسُ؟!
كَمَا أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ بِالْبَاطِلِ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ، وَهَلْ بَلِيَّةُ الدِّينِ إلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إذَا سَلِمْت لَهُمْ مَآكِلَهُمْ وَرِيَاسَاتِهِمْ فَلَا مُبَالَاةَ بِمَا جَرَى عَلَى الدِّينِ؟ وَخِيَارُهُمْ الْمُتَحَزِّنُ الْمُتَلَمِّظُ، وَلَوْ نُوزِعَ فِي بَعْضِ مَا فِيهِ غَضَاضَةٌ عَلَيْهِ فِي جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ بَذَلَ وَتَبَذَّلَ وَجَدَّ وَاجْتَهَدَ، وَاسْتَعْمَلَ مَرَاتِبَ الْإِنْكَارِ الثَّلَاثَةِ بِحَسَبِ وُسْعِهِ. وَهَؤُلَاءِ ـ مَعَ سُقُوطِهِمْ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ وَمَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ ـ قَدْ بُلُوا فِي الدُّنْيَا بِأَعْظَمَ بَلِيَّةٍ تَكُونُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَهُوَ مَوْتُ الْقُلُوبِ؛ فَإِنَّ الْقَلْبُ كُلَّمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ أَتَمَّ كَانَ غَضَبُهُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَقْوَى، وَانْتِصَارُهُ لِلدِّينِ أَكْمَلُ.»
[«إعلام الموقعين عن رب العالمين» (2/ 120 ط العلمية)]
وَقَدْ غَرَّ إبْلِيسُ أَكْثَرَ الْخَلْقِ بِأَنْ حَسَّنَ لَهُمْ الْقِيَامَ بِنَوْعٍ مِنْ الذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالِانْقِطَاعِ، وَعَطَّلُوا هَذِهِ الْعُبُودِيَّاتِ، فَلَمْ يُحَدِّثُوا قُلُوبَهُمْ بِالْقِيَامِ بِهَا، وَهَؤُلَاءِ عِنْدَ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ دِينًا؛ فَإِنَّ الدِّينَ هُوَ الْقِيَامُ لِلَّهِ بِمَا أَمَرَ بِهِ، فَتَارِكُ حُقُوقِ اللَّهِ الَّتِي تَجِبُ عَلَيْهِ أَسْوَأُ حَالًا عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ مُرْتَكِبِ الْمَعَاصِي؛ فَإِنَّ تَرْكَ الْأَمْرِ أَعْظَمُ مِنْ ارْتِكَابِ النَّهْيِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ وَجْهًا ذَكَرَهَا شَيْخُنَا رحمه الله فِي بَعْضِ تَصَانِيفِهِ؛ وَمَنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ رَأْيٌ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ يُشَارُ إلَيْهِمْ بِالدِّينِ هُمْ أَقَلُّ النَّاسِ دِينًا، وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَأَيُّ دِينٍ وَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَنْ يَرَى مَحَارِمَ اللَّهِ تُنْتَهَكُ وَحُدُودَهُ تُضَاعُ وَدِينَهُ يُتْرَكُ وَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرْغَبُ عَنْهَا وَهُوَ بَارِدُ الْقَلْبِ سَاكِتُ اللِّسَانِ، شَيْطَانٌ أَخْرَسُ؟!
كَمَا أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ بِالْبَاطِلِ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ، وَهَلْ بَلِيَّةُ الدِّينِ إلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إذَا سَلِمْت لَهُمْ مَآكِلَهُمْ وَرِيَاسَاتِهِمْ فَلَا مُبَالَاةَ بِمَا جَرَى عَلَى الدِّينِ؟ وَخِيَارُهُمْ الْمُتَحَزِّنُ الْمُتَلَمِّظُ، وَلَوْ نُوزِعَ فِي بَعْضِ مَا فِيهِ غَضَاضَةٌ عَلَيْهِ فِي جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ بَذَلَ وَتَبَذَّلَ وَجَدَّ وَاجْتَهَدَ، وَاسْتَعْمَلَ مَرَاتِبَ الْإِنْكَارِ الثَّلَاثَةِ بِحَسَبِ وُسْعِهِ. وَهَؤُلَاءِ ـ مَعَ سُقُوطِهِمْ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ وَمَقْتِ اللَّهِ لَهُمْ ـ قَدْ بُلُوا فِي الدُّنْيَا بِأَعْظَمَ بَلِيَّةٍ تَكُونُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَهُوَ مَوْتُ الْقُلُوبِ؛ فَإِنَّ الْقَلْبُ كُلَّمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ أَتَمَّ كَانَ غَضَبُهُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَقْوَى، وَانْتِصَارُهُ لِلدِّينِ أَكْمَلُ.»
[«إعلام الموقعين عن رب العالمين» (2/ 120 ط العلمية)]
👏1
﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [سورة فاطر/ 2]
"في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى. وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعاً.
إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتُيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.
https://ommaty1401.blogspot.com/2012/04/blog-post.html
"في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى. وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعاً.
إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتُيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.
https://ommaty1401.blogspot.com/2012/04/blog-post.html
Blogspot
93- مقال: رحمة الله ـ سيد قطب
تفسير قوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة} وكيف تؤثر هذه الرحمة في حياة المؤمن، وماذا إن غابت رحمة الله عن الإنسان، وهل يمكن الاستغناء عنها؟
👍1
’’على قدر ضخ الأموال، ومحاربة الفساد، وإنعاش الاقتصاد، ورضى إسرائيل، والدخول في اتفاقية أبراهام كما طلبت أمريكا من القيادة السورية الحالية ـ وقد صرّح الرئيس الأمريكي اليوم بأن "الرئيس السوري سيعترف بإسرائيل عندما يستتب الأمن في بلاده" ـ ستتحقق فعلاً التنمية لفئات معينة، وسيكون هذا هو شغل الناس الشاغل، ولا شيء غيره، ولا مشروع غيره، وستُطفئ أي مشروعات أو أهداف أخرى.
وهذه الأمور إنْ صحت، ومضوا فيها.. فهي إذن "سياسة براجماتية ميكافيلية" وليست "سياسة إسلامية"!
https://ommaty1401.blogspot.com/2025/05/blog-post.html
وهذه الأمور إنْ صحت، ومضوا فيها.. فهي إذن "سياسة براجماتية ميكافيلية" وليست "سياسة إسلامية"!
https://ommaty1401.blogspot.com/2025/05/blog-post.html
Blogspot
الثورة السورية بين "التتريك" و"السعودة"
هل تواجه الثورة السورية عملية تتريك وسعودة؟ وهل سوريا تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل كشرط أساس للقبول الدولي والإقليمي؟ وما هي شروط الرضى الأمريكي؟
👍1👎1
أرى "السياسة الإسلامية" تتمثل وتتلخص في قوله تعالى:
ـ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64]
ـ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55-56]
ـ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ. إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 173: 175]
ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة: 51-52]
ـ {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [القلم: 8-10]
ـ {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]
ـ {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]
ـ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]
ـ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8-9]
ـ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]
ـ {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18-19]
ـ {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: 78]
ـ {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10]
***
[مقال: الثورة السورية بين "التتريك" و"السعودة"]
ـ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64]
ـ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55-56]
ـ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ. إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 173: 175]
ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة: 51-52]
ـ {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [القلم: 8-10]
ـ {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]
ـ {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]
ـ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]
ـ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8-9]
ـ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]
ـ {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18-19]
ـ {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: 78]
ـ {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10]
***
[مقال: الثورة السورية بين "التتريك" و"السعودة"]
❤2👍2
الخلاصة فيما يتعلق بالشروط الأمريكية لرفع العقوبات عن سوريا، ما يلي:
ـ إنَّ الحديث عن "الشروط الأمريكية" والإملاءات الغربية، صحيح بنسبة 100%، وصادر عن جهات رسمية، ومؤسسات إخبارية عالمية. وإنَّ غرض أي مساعدات أو عقوبات هو فرض الهيمنة والسيادة، والتحكم في القرار السياسي، والتمكن الاجتماعي والثقافي. ويدور رفع العقوبات أو وضعها، وبذل المساعدات أو منعها حسب الرؤية السياسية للغرب، ومصالحه الخاصة، وتقلب وتبدل هذا المصالح.
ـ موقف الإدارة السورية ـ حتى الآن ـ هو موقف ضبابي، ولعله يتضح في قابل الأيام، ونسأل الله لهم الرشد والصواب والفلاح.
ـ إنَّ أي مسلم من حقه إنكار أي منكر، ولا يمكن أن يتصور العاقل إن الأمر: إما أن تكون تابعاً مؤيداً محباً تسير أعمى حتى النهاية، وإما أن تكون حاقداً خبيثاً كارهاً للخير متمنياً الشر.. فهذا ليس خلق المسلم الذي يحب الخير لإخوانه، ويرجو لهم ـ ولكل إنسان ـ الهداية والتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وفي نفس الوقت لا يجد حرجاً في أن يُنكر المنكر، أو يحذر من خطر أو شر أو انحراف.
وأنصح بأن يكون هناك مجلساً للعلماء والحكماء وأهل الدين والمروءة والأمانة والعلم ـ مزود بمركز أبحاث عال المستوى ـ لينظر هذا المجلس في عظائم الأمور من وجهة النظر الشرعية والسياسية (بكل حرية) ولا يكون عمله مجرد تبرير لتصرفات الحاكم والبحث له عن مسوغات لما تقرر فعله! بحيث يضبط هذا المجلس البوصلة ويحافظ على مكتسبات المجاهدين، ومكتسبات الثورة، ويمنع الانقلاب على مبادئ الحق ومعالم الرشد وقوة الإسلام، ويحبط الانحرافات في مهدها، ويقوم بأمانة النصح، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوجه القيادة نحو صراط الله المستقيم، وسنة الراشدين العادلين.
[من مقال: الثورة السورية بين التتريك والسعودة]
ـ إنَّ الحديث عن "الشروط الأمريكية" والإملاءات الغربية، صحيح بنسبة 100%، وصادر عن جهات رسمية، ومؤسسات إخبارية عالمية. وإنَّ غرض أي مساعدات أو عقوبات هو فرض الهيمنة والسيادة، والتحكم في القرار السياسي، والتمكن الاجتماعي والثقافي. ويدور رفع العقوبات أو وضعها، وبذل المساعدات أو منعها حسب الرؤية السياسية للغرب، ومصالحه الخاصة، وتقلب وتبدل هذا المصالح.
ـ موقف الإدارة السورية ـ حتى الآن ـ هو موقف ضبابي، ولعله يتضح في قابل الأيام، ونسأل الله لهم الرشد والصواب والفلاح.
ـ إنَّ أي مسلم من حقه إنكار أي منكر، ولا يمكن أن يتصور العاقل إن الأمر: إما أن تكون تابعاً مؤيداً محباً تسير أعمى حتى النهاية، وإما أن تكون حاقداً خبيثاً كارهاً للخير متمنياً الشر.. فهذا ليس خلق المسلم الذي يحب الخير لإخوانه، ويرجو لهم ـ ولكل إنسان ـ الهداية والتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وفي نفس الوقت لا يجد حرجاً في أن يُنكر المنكر، أو يحذر من خطر أو شر أو انحراف.
وأنصح بأن يكون هناك مجلساً للعلماء والحكماء وأهل الدين والمروءة والأمانة والعلم ـ مزود بمركز أبحاث عال المستوى ـ لينظر هذا المجلس في عظائم الأمور من وجهة النظر الشرعية والسياسية (بكل حرية) ولا يكون عمله مجرد تبرير لتصرفات الحاكم والبحث له عن مسوغات لما تقرر فعله! بحيث يضبط هذا المجلس البوصلة ويحافظ على مكتسبات المجاهدين، ومكتسبات الثورة، ويمنع الانقلاب على مبادئ الحق ومعالم الرشد وقوة الإسلام، ويحبط الانحرافات في مهدها، ويقوم بأمانة النصح، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوجه القيادة نحو صراط الله المستقيم، وسنة الراشدين العادلين.
[من مقال: الثورة السورية بين التتريك والسعودة]
👍2
’’من المعلوم أن أتاتورك قائد الثورة ـ كما يزعمون ـ على الدولة العثمانية، لم تكن مشكلته مع عيوب هذه الدولة، ولا مع مظاهر التخلف التي أصابتها في مرحلة الاحتضار الأخيرة، ولا مع تخلف المسلمين بشكل عام.. مشكلة أتاتورك الأصلية كانت مع الإسلام ذاته، وكراهيته البغيضة لكل ما يمت للإسلام بصلة مهما كانت بسيطاً تافهاً، وكل ما يمت للعروبة بصلة مهما كان قاسماً مشتركاً، فمن شدة بغض أتاتورك وأتباعه حرّموا لبس الطربوش، ومنعوا الموسيقى التركية المتأثرة بالفن الشرقي!
أما ما يخص الإسلام، فقد حاول أتاتورك غاية جهده ـ ومن تبعه من بعده ـ على قطع أي صلة لهم مع الإسلام سواء من قريب أو من بعيد، فكانت "علمانية لائكية laïcité" شديدة التوحش، شديدة التطرف، شديدة الاستبداد، قِبلتها ووجهتها الغرب، ولا قِبلة لهم سواها، أما قِبلة المسلمين بمكة فهذه يتركونها للعجائز!
كان شخصية شديدة الكفر والإلحاد، لا تتسامح مع الإسلام، ولا تعاليمه، ولا مع من يعتنقه.. لقد جعل الدين الجديد لتركيا هو "القومية التركية" ودستورها هو "العلمانية".. وكرهت بشدة كل ما يتم للعرب والإسلام بصلة على وجه الخصوص. فكان لعنة على تركيا، مازالت تمتد آثارها إلى يومنا هذا.‘‘
https://ommaty1401.blogspot.com/2022/06/blog-post_16.html
أما ما يخص الإسلام، فقد حاول أتاتورك غاية جهده ـ ومن تبعه من بعده ـ على قطع أي صلة لهم مع الإسلام سواء من قريب أو من بعيد، فكانت "علمانية لائكية laïcité" شديدة التوحش، شديدة التطرف، شديدة الاستبداد، قِبلتها ووجهتها الغرب، ولا قِبلة لهم سواها، أما قِبلة المسلمين بمكة فهذه يتركونها للعجائز!
كان شخصية شديدة الكفر والإلحاد، لا تتسامح مع الإسلام، ولا تعاليمه، ولا مع من يعتنقه.. لقد جعل الدين الجديد لتركيا هو "القومية التركية" ودستورها هو "العلمانية".. وكرهت بشدة كل ما يتم للعرب والإسلام بصلة على وجه الخصوص. فكان لعنة على تركيا، مازالت تمتد آثارها إلى يومنا هذا.‘‘
https://ommaty1401.blogspot.com/2022/06/blog-post_16.html
Blogspot
أَسلمة أتاتورك
كيف ولماذا تم أسلمة أتاتورك؟ وكيف تعاملت تركيا مع إرثه، وموقف المستشرقين من حركته.
❤1