أصفادٌ من ريح
455 subscribers
4.2K photos
128 videos
9 files
19 links
هذا العالَم، نُشيّدُهُ، فينهار
ثم نُشيّدُهُ ثانيةً، فننهارُ نحن.

ريلكه
Download Telegram
توفّي في نيويورك يوم أمس واحدٌ من كتّابي المفضّلين؛ بول أوستر عن عمر ناهز الـ 77 عاماً.
تعرّفت على أدب بول أوستر في التسعينيات، بالمصادفة، حين وقعت في يدي روايته "بلاد الأشياء الأخيرة"، وكانت واحدة من أكثر تجارب القراءة إثارة، لأسباب منها؛ أن الرواية ذات خيالٍ جامح، بخلطة من السرد الواقعي المتقشّف لهمنغواي، مع غرائبية أدغار آلان بو وفانتازية بورخس. وما هو أكثر إثارة: وكأن الرواية تتحدّث عن العراق المحاصر، ورتابة التكرار في حياةٍ تأكل نفسها.
قرأت بعدها عمله الأشهر "ثلاثية نيويورك"، وغدا من يومها واحداً من كتّابي المفضّلين الذين أتتبع أعمالهم دائماً. وكم كان مثيراً عندي، مع فرح طفولي، أن يختار القراء في 2018 في أميركا روايتي بجوار رواية أوستر (4321) من بين أفضل الكتب في وقتها.
منذ أشهر وأنا أتتبع أخبار أوستر، بعد اعلان مرضه، حتى أني سألت تطبيقات الذكاء الصناعي أكثر من مرّة، بهاجس من يسأل عرّافاً أو ساحراً عن الوضع الصحي لأوستر، حتى فاجأني خبر موته اليوم.
.
نقرأ من الفصل الأول في رواية "بلاد الأشياء الأخيرة" :
(هذه هي الأشياء الأخيرة. ترى منزلاً في اليوم الأول، وفي اليوم التالي يضمحل. شارعُ كنت اجتزته البارحة ما عاد موجوداً اليوم. حتى الطقس في تحوّل متواصل. نهارٌ مشمسٌ يليه نهارٌ ماطر. نهارٌ مثلجٌ يتبعه نهار ضبابيّ، حرّ ثم برودة، ريحُ ثم سكون، فترة صقيع مرير، وبعدها اليوم، وسط الشتاء، بعد ظهيرة عطرة الضوء، وحارّة الى درجة أنك تستطيع الاكتفاء بارتداء كنزة... لا شيء يدوم، هل تفهمني؟!..ولا حتّى الأفكار في داخلك.)
.
لا شيء يدوم.. وداعاً بول أوستر.
.
#أحمد_سعداوي