: عن مكحول، قال:
كان أبو هريرة يقول: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه -يعني: من العلم- (2) .
قلت: هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع، أو المدح والذم، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه، فإنه من البينات والهدى.
وفي (صحيح البخاري) : قول الإمام علي -رضي الله عنه-:
حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله (3) .
وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء، لأوذي، بل لقتل، ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة، فله ما نوى، وله أجر، وإن غلط في اجتهاده.

الذهبي في السير

حماد بن زيد: حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري، حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان:
أن مروان أرسل إلى أبي هريرة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأس الحول، دعا به، فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدم ولا أخر .
قال الذهبي: قلت: هكذا فليكن الحفظ.

السير

فائدة عزيزة!

حديث : الدين النصيحة.. وفيه : " ولأئمة المسلمين وعامتهم ".

قال الحافظ بن حجر رحمه الله : (ومن جملة أئمة المسلمين أئمة الاجتهاد وتقع النصيحة لهم ببث علومهم ونشر مناقبهم وتحسين الظن بهم .

والنصيحة "لعامة المسلمين" الشفقة عليهم والسعي فيما يعود نفعه عليهم وتعليمهم ما ينفعهم وكف وجوه الأذى عنهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه) . اهـ [فتح الباري]

أخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفا قال : " ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول : {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ونسيان القرآن من أعظم المصائب ".

فتح الباري

بلغوا المتجندين للفتنة والتحريش بين العلماء والصالحين والسعي في الشقاق للدعوة المجيدة؛ أنهم قد عصوا الرحمان وأطاعوا الشيطان، وأن إبليس قد ظفر منهم بما نجح فيه في جزيرة العرب، ذكروهم بالله وبمحاسبة الله، ولن ينفعهم ما تمادوا فيه، ولا يلبس أحدهم - تصديقا لوحي إبليس - بأنه يريد الصلح والنصح، كذب والله من زعم الصلح والنصح وهو متجرد عن الصدق والإنصاف، ومتجلد للكذب والإجحاف .

قال الحسن بن حي: إنما المسلمون على الإسلام بمنزلة الحصن، فإذا أحدث المسلم حدثا ثغر في الإسلام من قبله، فإن أحدث المسلمون كلهم فاثبت أنت على الأمر الذي لو اجتمعوا عليه لقام الدين لله بالأمر الذي أراده من خلقه لا يؤتى الإسلام من قبلك.

السنة للمروزي

زار بعض أشراف الناس يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله فقال له يحيى: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورا .

اللطائف والظرائف للثعالبي

{ولا تصعّر خدك للناس} آية فيها أدب عظيم لم يعمل به الكثير منا، لا سيما في برامج التواصل فإن التصعير كالتصعير، لا يظن أحد الفرق، لا سيما وفيها الإشعار بكل شيء ينوب عن المقابلة، كالعلم بوصول الرسالة إليه ثم العلم من المرسل بمشاهدتها! ثم التجاهل بعد ذلك؟ فهذا يؤذي المخاطب كما يتأذى من التصعير عند المقابلة! .

روى البيهقي في المدخل ص٤٣٤ وابن عساكر في تاريخه ج ٣٨ ص ٤١١ وابن بطة في إبطال الحيل ص٦٢ ،
عن أبي حصين الأسدي رحمه الله أنه قال : «إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر» .

وهو في شرح السنة للبغوي وأدب المفتي والمستفتي والمجموع شرح المهذب والسير وتاريخ الإسلام وبدائع الفوائد وتهذيب الكمال.

في بعض المسائل: تحكمنا آية [ ٨٣ ] من سورة النساء .

من أسباب راحة النفس؛ نظافة البدن والثوب .

حقٌّ علينا أن نبرَّ شيوخَنا ... فالبرّ بالعلماء كالآباء

قال محمد بن المنكدر : [بتّ] أغمز رجل أمى ، وبات أخي عمر يصلى ليلته ، وما تسوى ليلتى بليلته .

تاريخ ابن معين

الإنسان إذا فعل شيئا أصله على الإباحة وقصد به وجه الله تعالى يثاب عليه وذلك كالأكل بنية التقوي على طاعة الله تعالى والنوم للاستراحة ليقوم إلى العبادة نشيطا والاستمتاع بزوجته وجاريته ليكف نفسه وبصره ونحوهما عن الحرام وليقضي حقها وليحصل ولدا صالحا وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة والله أعلم.

شرح النووي

وقال ابن الجوزي: ولا ينبغي أن يملي ما لا يحتمله عقول العوام.

الآداب الشرعية

وروى الحاكم في تاريخه بإسناده عن أبي قدامة عن النضر بن شميل قال: سئل الخليل عن مسألة فأبطأ بالجواب فيها قال: فقلت ما في هذه المسألة كل هذا النظر قال: فرغت من المسألة وجوابها ولكني أريد أن أجيبك جوابا يكون أسرع إلى فهمك قال أبو قدامة: فحدثت به أبا عبيد فسر به.

الآداب الشرعية

رأس الدواء بحِمْيةٍ تحظى بها ...والمعدة الغرّاءُ بيت الداءِ

هذا كلام بُنيّ كلدة حارثٍ ... أعني الطبيب المعتني بدواءِ

لم يثبت القول الجميلُ عن النبي ... قد قال ذلك جُلة العلماء

عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: «ليس هدية أفضل من كلمة حكمة تهديها لأخيك».

رواه الدارمي في مقدمة السنن

قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة كتابه التمييز في الكنى :

" فلا يهولنّك استنكار الجهال وكثرة الرعاع لما خص به قوم وحرموه، فإن اعتداد العلم دائر الى معدنه، والجهل واقف على أهله ".