قيل اجتمع ثلاث نسوة وكل منهن تمدح أباها وتفخر به، فقالت إحداهن: (أبي يشكع ويرقع)، قالت أخرى: أبي أفضل من أبيك؛ (يرد السيل مطلع)، وقالت الثالثة: بل أبي أفضل من أبويكن؛ (يستدركها قبل أن تقع)! فغلبتهن .

حدثني بها الوالد حفظه الله من تداولات الأجداد .
ويُذكر هذا في باب تدارك الأمور ، وتلافي المشكلات قبل وقوعها .

وعن أبي عبيدة قال: قامت امرأة إلى الحجاج فقالت: اصلحك الله، ان لي ابنا جهز في ثغر كذا وكذا منذ كذا وكذا، فأنا كما قال الشاعر:

مثل عَجُول فقدت بَوّها ... قد فاتها الوارد والصادر
ارعى نجوم الليل مكروبة ... والقلب مني واله طائر
فامنن على من لبها ذاهل ... وليلها من همها ساهرُ

فأمر بقفوله، ثم قال: عليك لعنة الله ان عققتها او هممتها.
اهـ من أمالي ابن دريد

البَوّ : جلد يُحشى تبنا أو ثماما أو حشيشا ثم يقرب إلى أم الفصيل لترأمه فتدر عليه والبو أيضا ولد الناقة قال:
(فما أم بو هالك بتنوفة ... إذا ذكرته آخر الليل حنت)

المحكم لابن سيدة

اعتاد الناس في التقديم للدخول أو الخروج أو المرور في مضيق أن يقدموا اليمين،
فمن الذي يقدم ؟ الذي على اليمين أو الكبير ؟

https://t.me/m_fuaed/74

روى ابن حبان في الثقات قال: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت حجاج بن الشاعر يقول: كان محمد بن إدريس - هو بن عبد الله بن إدريس الأودي- كتب رقعة وعلقها في عنقه : عاهد الله محمد أن لا يرى منكرا إلا غيّره .

قال الأعمش:
خرجت أنا وإبراهيم النخعي -وكان أعور- ونحن نريد الجامع، فلما صرنا في خلال طرقات الكوفة قال لي: يا سليمان، قلت: لبيك، قال: هل لك أن تأخذ في خلال طرقات الكوفة كي لا نمر بسفهائها فينظرون إلى أعور وأعمش فيغتابونا ويأثمون؟ قلت: يا أبا عمران، وما عليك في أن نؤجر ويأثمون؟ قال: يا سبحان الله، بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون. (المنتظم)

والعصبة من الرجال: عشرة، لا يقال لأقل منه. وإخوة يوسف عليه السلام عشرة، قالوا: (ونحن عصبة) العين للخليل

الصلت: الأملس. ورجل صلت الوجه والخد والجبين اي أملس. وسيف صلت. وقيل: لا يقال للسيف: صلت الا لما كان فيه طول. وأصلت السيف أي جرده. وسيف إصليت أي مصلت ماض في الضريبة. (العين للخليل)

قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لن يغلب عسر يسرين" فإنه أشارة إلى قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا }
فالعسر وإن تكرر مرتين فتكرر بلفظ المعرفة فهو واحد، واليسر تكرر بلفظ النكرة فهو يسران، فالعسر محفوف بيسرين، يسر قبله ويسر بعده، فلن يغلب عسر يسرين. / ابن القيم في البدائع.

قال سفيان بن عيينة :
نعم العون للرجل الشريف؛ المال، يستغني به عن اللئام، ويتجمل به عند الكرام.

المروءة لابن المرزبان

وحال الإمّعة كما قيل:

إني يمانٍ إذا لاقيت ذا يمن ... ومن معدٍّ إذا لاقيت عدناني

أنشدني الفقيه الأستاذ الفاضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن بقي لنفسه :
لم يشتر الشهد شخص صنوه الكسل ... فلست أول صب خانه الأمل
لا عتب إن خلفوني في الحضيض لقد ... أشدو به عم صباحا أيها الطلل
ورافقوا العير دوني في مسيرهم ... فربما قصرت من دونهم علل
كم أنجدوا كلما أتهمت وانتهضوا ... نحو البقاع وبالعلياء قد نزلوا
حدوا قرائح منهم غيرهم، وأنا ... لا ناقة لي أحدوها ولا جمل
من لي بإدراك آثار لإلفهم ... وكيف ذاك وطرفي ظالع هزل

الافادات والانشادات للغرناطي

لبشار بن برد :

قرب دار الحبيب قرة عين ... وكأن البعاد في القلب ثكلُ

وأوصيك بالخمس التي هن يا أخي ... عماد لدين الله واسطة الأمر
وحافظ عليها بالجماعة دائما ... وواظب عليها في العشاء وفي الفجر

شاعر

في ظهور الحق على الباطل وسقوط الشيء عند ظهور ما هو أفضل منه - قال النابغة -يمدح النعمان- :

فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

وقال غيره:

إذا ما حامت العقبان ظهرا ... تسترت الجوارح بالغياض

وقول الآخر:

إذا جاء موسى وألقى العصا ... فقد بطل السحر والساحر

ومن أمثال العامة: "إذا جاء نهر الله بطل نهر عيسى". اهـ [خاص الخاص] للثعالبي.

والمشهور : نهر معقل.

الحمد لله وبعد،
فقد تناقل الكثير كلاما طيبا للعثيمين رحمه الله تعالى هذا نصه:

"أما إن نزلت بالكفار نازلة فذلك مما يشكر الله عليه، وليس مما يدعى برفعه " .

وأحالوه إلى الشرح الممتع مع العزو للمجلد والصفحة ونشرته فنبهني أخ أنه لم يجدها في المرجع المذكور، وبحثت في الشرح الممتع ولم أجدها فيه ولا في كتب الشيخ، ثم رأيت في تويتر بعض من نشره وأحاله برابط لدرس الشيخ صوتا ونصا في شبكة انترنت، ووجدتها مثبتة فيه صوتا ونصا، ولكن الكلام حذف من الشرح المطبوع والمتداول،
وقد ذكر بعضهم أن المشرفين على كتب الشيخ لهم تصرفات أحيانا، والله المستعان وهو الموفق.

وقيل كان يجلس إلى أبي يوسف رجل يطيل الصمت، فقال أبو يوسف ألا تتكلم؟ فقال بلى، متى يفطر الصائم؟ قال: اذا غابت الشمس، فقال: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ فضحك أبو يوسف، وقال أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك، ثم تمثل وأنشد:
عجبت لإرزاء الغبي بنفسه ... وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للغبي وانما ... صحيفة لب الأمر أن يتكلما

مرآة الجنان

قال عبد الله بن أحمد رحمه الله في «السنة» (ج1ص190):
حدثني عبدة بن عبد الرحيم سمعت معرفا يقول: دخل أبو حنيفة على الأعمش يعوده فقال: يا أبا محمد لولا أن يثقل عليك مجيئي لعدتك في كل يوم، فقال الأعمش: من هذا؟ قالوا: أبو حنيفة، فقال: يا ابن النعمان أنت والله ثقيل في منزلك فيكف إذا جئتني؟!.
(نشر الصحيفة للإمام مقبل ٣٤٨/١)

اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك، فأحضر بين يديه كيسا فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتا في مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس، فبدر الفرزدق فقال:
أنا القطران والشعراء جربى ... وفي القطران للجربى شفاء

فقال الأخطل:
فإن تك زق زاملة فإني ... أنا الطاعون ليس له دواء
فقال جرير:
أنا الموت الذي آتى عليكم ... فليس لهارب مني نجاء

فقال عبد الملك: خذ الكيس، فلعمري إن الموت أتى على كل شئ.

بدائع البدائه

أنا كالخيزور صعب كسره ... وهو لدْنٌ كيف ما شئت انفتل

ابن الوردي

قال ابن سعد: كان أبو مسهر راوية سعيد بن عبد العزيز، وكان أشخص من دمشق إلى المأمون بالرقة، فسأله عن القرآن، فقال: هو كلام الله.
وأبى أن يقول: مخلوق.
فدعا له بالنطع والسيف ليضرب عنقه، فلما رأى ذلك، قال: مخلوق.
فتركه من القتل، وقال: أما إنك لو قلت ذاك قبل السيف، لقبلت منك، ولكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذاك فرقا من القتل.
فأمر بحبسه ببغداد، في ربيع الآخر، سنة ثمان عشرة، ومات بعد قليل في الحبس، في غرة رجب، من السنة، فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

السير ٢٣٢/١٠