كان بهلول يوما جالسا والصبيان يؤذونه، وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، يعيدها مرارا، فلما طال أذاهم له أخذ عصاه وقال:

حمي الوطيس وطابت الحرب، وأنا على بينة من ربي تعالى، ثم حمل عليهم وهو يقول:

أشد على الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها

فتساقط الصبيان بعضهم على بعض وتهاربوا، فقال:
هزم القوم وولوا الدبر، أمرنا أمير المؤمنين ألا نتْبَع موَلِّيا ولا نذفّف على جريح، ثم رجع وجلس وطرح عصاه وقال:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر

📚 التذكرة الحمدونية

قال بعض السلف:
تأخير جزاء المحسن لؤم، وتعجيل عقوبة المسىء دناءة، والتثبت فى العقوبة ربما أدى إلى سلامة منها، وتأخير الإحسان ربما أدى إلى ندم لم يمكن صاحبه أن يتلافاه .

[المقتطف من أزاهر الطرف]

يقول الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله:

" أفضل ما يقدر الله لعبده وأجَلّ ما يقسِمه له: الهدى، وأعظم ما يبتليه به ويقدّره عليه: الضلال، وكل نعمة دون نعمة الهدى، وكل مصيبة دون مصيبة الضلال " .

[شفاء العليل (217/1)] ط. عطاءات العلم

قال ابن القيم:
فأما مراتب الهدى فأربعة:

•إحداها: الهدى العام، وهو هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها، وهذا أعم مراتبه.

•المرتبة الثانية: الهدى بمعنى البيان والدلالة والتعليم والدعوة إلى مصالح العبد في معاده، وهذا خاص بالمكلفين، وهذه المرتبة أخص من المرتبة الأولى، وأعم من الثالثة.

•المرتبة الثالثة: الهداية المستلزمة للاهتداء، وهي هداية التوفيق ومشيئة الله لعبده الهداية، وخلقه دواعي الهدى وإرادته والقدرة عليه للعبد، وهذه الهداية التي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل.

•المرتبة الرابعة: الهداية يوم المعاد إلى طريق الجنة والنار. اهـ

ثم شرع رحمه الله في تفصيل الأربع وشرحها.

تراجع من [شفاء العليل ٢١٨/١ ط. عطاءات العلم]

السائل لربه لا يخسر بأي حال، سواء تحقق ما يريده عيانا أم لا، وهو بين ثلاث، كل واحدة أفضل من التي بعدها:

▪️أما أن يحصل على المطلوب،
▪️وإما أنه يدفع عنه شرٌّ ولو لم يعاينه، فهو قد أجيب، وخير من ذين الأمرين:
▪️أن تُدّخر له استغاثته ليومٍ يحتاج فيه إلى حسنة واحدة فيجد دعاءه بأوفر شيء، وفي أحوج ما يكون، فعندها يتمنى أنه لم تجب له دعوة وأنها خُبّئت له كلها، فادع الله واصدق وأخلص وأبشر بالخير، ويكفي أنك في عبادة من أجل العبادات.

والله الموفق

لا يصح مشروعية الدعاء عند النظر فى المرآة بقول: (الحمد لله الذى حسن خَلْقى و خُلُقى)
وقد صح هذا الدعاء عنه صلى الله عليه وسلم مطلقا دون تقيد بالنظر فى المرآة .

#الألباني / الإرواء 114/1

تخصيص سجود التلاوة بهذا الدعاء : " سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره " لا يثبت، وقد ورد في حديث أنه من دعاء السجود مطلقا، فعلى هذا يقول ما يقوله في السجود.

الشيخ مقبل رحمه الله - صوتية -

عن سفيان الثوري : {وإذا رأيت ثَم رأيت نعيما وملكا كبيرا}
قال: «بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم»

[الحلية والزهد لابن المبارك]

لا تتركنّ من الفوائد دُرّةً *** من غير إرسالٍ لمن يرضاها

ولك الثواب على إفادتك الأُلى *** يوم القيام ثوابها تلقاها

وإذا وجدت من الفوائد مُشكِلاً *** فاستفسرنّ مِن الذي ألقاها

لا تكسلنّ عن التفهُّمِ أُنفةً *** كم في التفهُّمِ حكمةً تلفاها

حتى يعمّ النفع في كلّ الورى *** شكر الإله لكل من يقراها

أثمان ما يُلقى ويُنشَر هاهنا *** نشرُ العلوم لكل من يهواها

من غير إذنٍ أو ترقّبِ رخصةٍ *** هذا ولسنا مرتجين سواها

صلى الإله على النبي وآله *** عدد الورى في أرضها وسماها

#عبد_الكريم_بن_حسن - 8 جمادى الأولى 1444

قال بشر الشامي: كان يقال: " المطيع مهاب، والعاصي مرحوم، .. ولكل العباد همة، فهموم خير وهموم شر " .

الحلية

عن ثور بن يزيد قال: مكتوب في الإنجيل:
" الحَجَر في البنيان من غير حِلٍّ؛ عربون خرابه " .

الحلية

قال بعض السلف: " إذا رُكِب الذَكَر؛ عجّت الأرض إلى الله، وهربت الملائكة إلى ربها، وشكت إليه عظيم ما رأت ".

الجواب الكافي لابن القيم

" كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل.

فاللوطية: ميراث عن قوم لوط.

وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص، ميراث عن قوم شعيب.

والعلو في الأرض بالفساد، ميراث عن قوم فرعون.
والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود.

فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم، وهم أعداء الله ".

ابن القيم - الداء والدواء

قد يغضب الله من التصويتات الفاجرة فيسلط عليهم ما به ينزجرون، والله تعالى أخذه أليم شديد وبطشه شديد.

وقد روى عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن مالك بن دينار قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك: لا يدخلوا مداخل أعدائي، ولا يلبسوا ملابس أعدائي ولا يركبوا مراكب أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي.

الجواب الكافي لابن القيم

قال ابن القيم:
المعصية سبب لهوان العبد على ربه، وسقوطه من عينه.
وإذا هان العبد على الله  لم يكرمه أحد، كما قال تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم}.
وإن عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.

[الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي]

والله ما أحوج الكل إلى قراءة الكتاب النفيس القيّم للإمام ابن القيم : [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي] وهو اسم على مسمى، ويسمى: (الداء والدواء) وحقا أنه دواء، ذلك لأنه حوى علما من كتاب الله وتفسيره، ومن كلام رسول الله وتوضيحه، وجملة من الآثار عن الأنبياء والصالحين والسلف الأخيار، وعددا من المواعظ القارعة للقلوب، وما أحوج هذا الكتاب والله إلى ترجمتة لعدد من اللغات، كالإنجليزية والفرنسية ونظائرهما، وإن اختصر وترجم فلا غبار على ذلك، فهذا الجيل بحاجة إلى أمثاله يقرؤوه ويتمعنوه، لعل الله ينفع به جما غفيرا، وشبابا كثيرا ، والله المستعان.

عن مجاهد، في قول الله: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
قال: " البهائم، الإبل والبقر والغنم، تلعن عصاة بني آدم إذا أجدبت الأرض " .

تفسير ابن أبي حاتم

قول الله تعالي: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}
قال الحسن البصري: هو الذنب على الذنب، حتى يعمى القلب فيموت .

تفسير ابن كثير