❁ نُتف واضحية

نجتمع على مجلس الختم، إن شاء الله، بعد العصر عندنا

❁ نُتف واضحية

❁ نُتف واضحية

•|  عيد الفطر  |•

الحمد لله الّذي وفَّقنا للصّيام، وأعاننا على القيامِ، وجعَلنا مِن أهل الاغتنام، حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه. ربّنا تقبَّل منّا إنّك أنت السّميع العليم، وتب علينا إنّك أنت التّوّابُ الرّحيم.

اللهمّ كما وفَّقتَ، فزِدْ مِن فضلِك، وثَبِّت الأقدامَ، وارزُقْنا الصّدقَ في القولِ والعملِ والنّيّةِ، وأَقِمْ أبدانَنا علىٰ عتَباتِك، وعَلِّقْ هِمَمنا برضاك، وأَلزِمْ جوارحَنا طاعتَك، وقَوِّ علىٰ عبادَتِك أركانَنا، وسُقْنا إلىٰ ما تحبُّ لنا، وبارِكْ لنا في كتابِك العظيمِ، واغسلْ به حُوبَنا، ونَوِّرْ به دروبَنا، وخُذْ بنفوسِنا إلى البِرِّ والتّقوىٰ، إنّك مالكُ النّفوسِ، وربُّ النّفوس، والآخذُ بالنّواصي ...

يأتينا العِيدُ وفي القلبِ مثلُ ما قال الإبراهيميُّ:

للنّاسِ عيدٌ ولي هَمّانِ في العِيدِ
فلا يَغُرَّنْك تصويبي وتصعيدي

همُّ الّتي لَبِثتْ في القَيدِ راسفةً
قَرْنًا وعشرين في عَسْفٍ وتعبيدِ

وهمُّ أُختٍ لها بالأمسِ قد فَنِيتْ
حُماتُها بين تقتيلٍ وتشريدِ

كان القياضُ لها في صفقةٍ عَقَدتْ
مِن ساسةِ الشَّرِّ تعريبًا بتهويدِ

جُرْحان ما بَرِحا في القلبِ، جَسُّهما
مُودٍ وتركُهما يا شقوتي مُودي

ذكَرتُ بيتًا له في المُبتَدا خَبَرٌ
في كلِّ حفلٍ مِن الماضين مشهودِ

إن دام هٰذا ولم تَحدُثْ له غِيَرٌ
لم يُبكَ مَيتٌ ولم يُفرَحْ بمولودِ

ثمّ نثَر كلامًا يَذهَبُ بقارئه ذاتَ اليمين وذاتَ الشّمال، يطالعُه مَن شاء في «الآثار» (4: 215)، ولا حولَ ولا قوّةَ باللهِ العظيم.

الجُرْحُ غائرٌ، والحيلةُ عاجزةٌ، وإلى اللهِ المشتكىٰ.

يأتينا العيدُ، ملتبسةً أفراحُه بأحزانِه، فليس لنا أن تُطغِيَنا الأفراح، ولا أن تغلبَ علينا الأتراح ...

نصَر اللهُ أمّةَ محمّد بن عبد الله، وأدامَها معتصمةً بالكتاب، عزيزةَ الجَنابِ، مصونةَ الحِمىٰ، ظاهرةً على العِدا.

كلَّ عامٍ أنتم أحبَّتَنا بخيرٍ وسلامةٍ، تقبَّل اللهُ منّا ومنكم أجمعين.

وأنشدكم بعضَ ما كنت قلتُ في العيدِ:

يا مَن لِقلبي بهجةٌ وعِيدُ
عِيدٌ عليكم طيِّبٌ سعيدُ
يُعِيدُه المُبدِئُ والمُعِيدُ
فيَحتظي القريبُ والبعيدُ
ويَغتِني بشَكلِه القَعِيدُ
ويزدهي مِن فضلِه الصَّعيدُ
والوعدُ موهوبٌ له الوعيدُ
والمُنتَدىٰ مبارَكٌ حميدُ
والأُنسُ في أكنافِه يميدُ
يحلو به القديمُ والجديدُ
والمُؤمنون أمرُهم رشيدُ
وحِصنُ دينِهم لهم مشيدُ
والكافرون بأسُهم شديدُ
بينهمُ وجمعُهم حصيدُ
وإِخوتي سُعُودُهم تَزِيدُ
وما لها عن ربعِهم مَحِيدُ
سابقةٌ لِبابِهم جدودُ
مَوْشيّةٌ منها لهم بُرُودُ
وربُّنا ذو الرّحمةِ المَجيدُ
منه لنا القَبولُ والمَزيدُ

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

❁ نُتف واضحية

•|  هديّة عيد الفطر (1445)  |•

❁ نُتف واضحية

مِن عمل شقيقي الأصغر، ومحلِّ ولدي وعنايتي: همّام، (الشّمّام 😊)، صانه الله ووقاه ... 👇

غلاف كتاب

ذات البيان لغريب القرآن.

•|  تهنئة بالعيد  |•

ورَد عليَّ في بعضِ أيّامِ العيدِ خاطرٌ أن أرتجزَ، وأهنّئَ بعضَ شيوخِي ومَن يستحقُّ عليَّ الكلمةَ الطّيّبةَ المحبوكةَ مِن الأحبّة، فقلتُ:

عيدكمُ سعدٌ هنيءٌ طيِّبُ
مبارَكٌ تُعمَرُ فيه الأرحُبُ
منشورةٌ لذّاتُه مستعذَبُ
بشيخِنا ومَن بشيخِنا حُبُوا
نجيءُ في أفيائِه ونذهبُ
قد قُضِي الحاجُ ونِيلَ الأرَبُ
وزال عنكم الأذى والنَّصَبُ
وزُيِّنت بالمكرماتِ الأثوُبُ
وامتُطِيتْ في الصّالحاتِ الصُّهُبُ
وشُدَّ بالجزاءِ الَاوفَى الطُّنُبُ

⁨فكتَب لي شيخي الأديبُ محمّد فال بن عبد⁩ ⁨اللطيف⁩ الدَّيمانيُّ، أسعدنا اللهُ به:

شكرٌ جزيلٌ طيّبٌ مستعذَبُ
وإنّما للطّيّبين الطّيِّبُ
وهْو بغيرِ الرَّفعِ ليس يُعرَبُ
يحدوه ودٌّ في القلوبِ تُرْتُبُ
خبيبُ أنت الفارسُ المجرَّبُ
نشرُك للعلمِ مفيدٌ عجَبُ
فأنت في العلومِ بازٍ أشهبُ
يَفِرُّ منك الجهلُ حين تَكتُبُ
فأَنكرَتْ أظلافُه والغَبَبُ

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

❁ نُتف واضحية

•|  عِذْرة  |•

قد يرى بعضُ إخواني، أنّي منذ ستّة أشهرٍ، لا أكادُ أكتب شيئًا مِن فروعِ العلم، وفنونِه، ولطائفِه، ونُكَتِه، ولا أكاد آتي بشيءٍ إلّا ما لا بدَّ منه مِن واجبِ الوقتِ، وأنّي أكتفي ببعضِ المنشوراتِ والأدعية والقراءة الّتي لم تُنشَإ "النُّتَفُ" مِن أجلِها.

وإنّه لَتَعِنُّ لي الصّيودُ فأُرسِلُها دونَ القيود!

وذلك ــ واللهُ يعلمُ ــ مِن أجلِ مُصابِنا بإخوانِنا ... وإنّي لأستحيي مِن اللهِ ومِن النّاسِ أن يكونَ أخي في القهرِ وألوان العذابِ والخوفِ، وأكونَ عنه لاهيًا، وفي دقائقِ الأمورِ ساهيًا. بل إنّي في حسرةٍ وحُرقةٍ ومهانةٍ وعجزٍ وغمٍّ لا أجدُ معه الهمّةَ أن أتكلّم بذلك في العَلَن، أو أتفسَّحَ فيه بين النّاس، ولا أريدُ أن أُكثِرَ مِن شهودِ اللهِ عليَّ يومَ القيامة، أو تتضاعفَ عليَّ الحسرة والنّدامة.

وأسأل اللهَ سؤالَ العبدِ الفقيرِ إلى مولاه، المستعصِم بحِماه، أن يفرِّجَ كربَنا في إخوانِنا المسلمين، وأن يرزقنا وإيّاهم الحيلة، والوسيلة، ويبلّغنا الغايةَ النّبيلة، ويجعلنا مِن أهلِ الصّدقِ والنّصيحة والسَّدَد، ويؤتيَنا العزيمةَ على الرَّشَد.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

❁ نُتف واضحية

النّسخة المراجَعة، بفضل الله، هديّة عيديّة.

❁ نُتف واضحية

خاطرة..
.
.
قال الله تعالى: (وكنتم أزواجا ثلاثة . فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة . وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة . والسابقون السابقون . أولئك المقربون).

السير سيران: سيرٌ يُنظَرُ فيه من يصل ممن لا يصل، وقانونه صحة الجهة. وسيرٌ يُنظر فيه من يصل أولا ممن يصل آخرا، وقانونه قوة السعي. وقانون صحة الجهة مبناه العلم، وقانون قوة السعي مبناه الإرادة. فإذا حصلت قوة السعي مع فساد الجهة كان السائر في كل خطوة من غايته أبعد، وإذا حصلت صحة الجهة مع ضعف السعي كان السائر بين بلوغٍ بعد أن يحط السائرون رحالهم ويتخيّروا منازلهم، وبين بلوغٍ وقد أوصدت الأبواب واستوفيت المنازل. فكان ممن (لم يدخلوها وهم يطمعون). وأما إن حصل علمٌ من غير سعي؛ فصحة الجهة وفسادها حينئذ سواء، لأن من لم يراوح موضعه فشرقه وغربه واحد..! نسأل الله علما يعرّفنا وجهه، وسعيا يبلّغنا بابه، وتوفيقا يقترن به العلم والسعي، ورحمة نستفتح بها جنته..

اللهم، ربَّنا ... كن لأهلنا في رفح.

اللهم لا نُرزَأ بهم ... وأنت مولانا ومولاهم.

اللهمّ آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، واحفظهم من كلّ سوء.

اللهم أنت خير حفظا، وأنت أرحم الراحمين.

حسبنا الله، لا إله إلا هو، ولا ملجا ولا منجى لنا إلا إليه، عليه توكلنا، وهو أرحم الراحمين.

‏- في مسألة ضابط خروج المرأة من بيتها لحاجتها؛ اختصر القُرطبي القول، حيثُ قال:

"لا خلاف في أن للمرأة أن تخرج لِما تحتاج إليه من أمورها الجائزة، لكنها تخرج على حال بذاذةٍ، وتستّرٍ، وخشونة ملبس؛ بحيث يستر حجم أعضائها، غير متطيّبة، ولا متبرجة بزينة، ولا رافعة صوتها.

وعلى الجملة فالحال التي يجوز لها الخروج عليها: أن تكون بحيث لا تمتد لها عين، ولا تميل إليها نفس، *وما أعدمَ هذه الحالة في هذه الأزمان* ! لِما يُظهرنَ من الزينة والطيب، والتبختر في الملابس الحسان فمسامحتهن في الخروج على تلك الحال فسوقٌ وعصيان".

- من كتاب المفهم

•|  ضَراعة  |•

تَصَرَّمُ ساعاتي وهمّيَ شاسِعُ
وإنّيَ حافٍ تبتغيهِ اللَّواسِعُ

ولا أحسنُ التّدبيرَ، إنّيَ عاجزٌ
عَدُوِّيَ ذو شَدٍّ وخَطْويَ ظالِعُ

فلا العلمُ أسعىٰ فيه سعيَ موفَّقٍ
ولا العملُ المَرضيُّ فيه المَطامِعُ

ولستُ لغيرِ اللهِ أركعُ ضارعًا
وإنّي علىٰ ذنبي لربّيَ خاضِعُ

فيا مالكَ النّفسِ الّتي أنت حسْبُها
حَنانَك ذا التَّحنانِ إنّك واسعُ

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

❁ نُتف واضحية

•|  مِن شغل الصّلاة  |•

مَن تدبَّر أمرَ الصّلاةِ، وتكرُّرَها في اليومِ واللّيلةِ، وكان موقنًا بفضلِها عند الله، ومؤمنًا بضرورةِ إقامتِه لها، ثمّ راعه أن يَعرِضَ له الخللُ فيها، والنَّقصُ منها، والتّقصيرُ في أدائِها على ما فرَض الله، ورأى أنّه قد يلازمُ الإنسانُ عمَلًا مدّةً مِن الدّهرِ ثمّ لا يمنعُه ذلك أن يزولَ عنه شيئًا فشيئًا ... ثمّ اهتمَّ لصلاتِه، وطلَب الحيلةَ في حفظِها، وصيانتِها، وتكميلِها، وتجميلِها، ثمّ كان له بالقرآنِ شُغلٌ، وجَد فيه علاجَه، وهدايتَه، في كثرةِ ذكر اللهِ للصّلاةِ، ووصيّتِه بها، وتنويهِه بشأنِها، ووصفِ المتّقين بإقامتِها، وتحذيرِه مِن تركِها أو تضييعِها، وفي ذلك العلاجُ كلُّ العِلاج.

ثمّ إنّه يفهم شيئًا مِن أسرارِ التَّكرارِ في كتابِ اللهِ، أنّ الأمرَ الّذي شُرِع في اليومِ واللّيلة، فكان يُعاد أبدًا، ومِن شأنِه أن يَعرِضَ فيه التّراخي، فيحتاجُ إلى دوامِ تعهُّدٍ وتذكيرٍ، أنّ المؤمنَ يجدُ في القرآنِ ما يذكّره به، ويعالجُ خلَلَه، وينفي عنه الرِّيَبَ، ويُصلِحُ له الغايةَ والسَّبَب ... فتبارك اللهُ ربُّنا.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

❁ نُتف واضحية

مِن أعظمِ ما أشكوه في الطّلبةِ اليومَ: استعجالُهم النّهاياتِ، وقلّةُ صبرِهم على أعباءِ التّحصيلِ، وضعفُ رغبتِهم في فروعِ العلم، وظنُّهم برَشَفاتٍ يَرشُفونها أن قد حازوا وبلَغوا.
ولا أرى أنّه يقنعهم وعظٌ، ولا ينفُذُ في قلوبِهم إرشادٌ، ولا يكفيهم أن أقولَ لهم: إنّ شأنَ طالبِ العالم أن يكونَ: "طالبَ علمٍ"، تملأُ حالُه معنى هذه العبارة، وتبلغُ آفاقُه مراميَها، شأنُه في طلبه، وهمُّه في تحصيلِه، إذا التفتَ فإنّما يلتفتُ إلى العلم، وإذا صعَّد أو صوَّب فإنّما ذلك في العلم، وإذا تسلَّى فإنّما يتسلَّى بالعلم، وإذا وجَد فسحةً عمَرها بالعلم، وإذا اغتَبَط فبزيادةٍ مِن العلم، ومذاكرةٍ لحاذقٍ فيه، وإذا فَرِح فبنادرةٍ منه، وحكمةٍ فيه بالغةٍ .. هكذا أسوقُ لهم مرشدًا تارةً، ومُرعِدًا أخرى، ولا يزيدُ أكثرُهم على أن يكافئَني بسوءٍ، فيقول: إنّه يحملُنا على همّةِ نفسِه! أو يقول: إنّ الزّمانَ غيرُ الزّمان! فيعتذرُ بما هو أقبحُ مِن ذنبِ التّقصير!
وقد بلَوتُ ما وصَفتُ في مَن أدرّس كثيرًا، حتّى إنّي ربّما فكّرتُ في قطعِ التّدريسِ والتّفرّغ لما يصلح المرءَ في دنياه وآخرته.
وفي هذا المقطع ما ينبّه على ذلك ويثير أشجانَه.
❁ نُتف واضحية