ربَّ الضِّعافِ كن لخانِ يُونُسا
منجِّيًا وكافيًا ومُونِسا
يا ربِّ فيهم الشّيوخُ والنِّسا
وذو الصَّباءِ وجهُه ما أُعنِسا
والعجزُ أَسلَمهمُ فأَخنِسا
إنّك أنجيتَ النّبيَّ يونُسا
إنّ اليهوديَّ غدا مدنِّسا
فأْذَن بأن نَمنَعَه ونَكنُسا
وأن نزيلَ بالطَّهورِ الدَّنِسا
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
منجِّيًا وكافيًا ومُونِسا
يا ربِّ فيهم الشّيوخُ والنِّسا
وذو الصَّباءِ وجهُه ما أُعنِسا
والعجزُ أَسلَمهمُ فأَخنِسا
إنّك أنجيتَ النّبيَّ يونُسا
إنّ اليهوديَّ غدا مدنِّسا
فأْذَن بأن نَمنَعَه ونَكنُسا
وأن نزيلَ بالطَّهورِ الدَّنِسا
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Forwarded from قناة الأحمدي-أمين قادري
"إن مما ينظر إليه الخلق من كل صاحب صنعة أثر صنعته في نفسه أولا، لأن كل صاحب صنعة أولى بثمرة صنعته، فإن لم يروا فيه ثمرة صنعته، أو رأوا ضدها وخلاف مقصودها كانوا منه في ريب وعنه في نفرة. ولما كان من ثمار العلم تحسين الأخلاق وتقويم النفوس وتزكيتها، كما قال تعالى: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم)، كان أولُ ما ينظر إليه الخَلقُ من شان العالم خُلُقَه، فإن استحسنوه استحسنوا موجبه واستأمنوا حامله، وإن استرذلوه احتقروا موجبه وتخوّنوا حامله، فعاد العالِم عندها على صنعته بالنقص دون الزيادة، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
من دروس التعليق على #تذكرة_السامع_والمتكلم
.
من دروس التعليق على #تذكرة_السامع_والمتكلم
.
Forwarded from مسدد بن مسرهَد
«وذكَر الفخر الرازي في المطالب العالية أنَّ قول من قال: إنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلا وعقلا، وأطال في تقرير ذلك.
والمحفوظ عن جمهور السلف: ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك».
«وقد تَوسَّع مَن تأخَّر عن القرون الثلاثة الفاضِلة في غالب الأمور التي أنكَرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولَمْ يَقتَنعوا بذلك حتى مَزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلا يَرُدُّون إليه ما خالَفَه مِن الآثار بالتأويل ولو كان مُستَكرهًا، ثُمَّ لمْ يَكتَفوا بذلك حتى زعموا أنَّ الذي رتَّبوه هو أشرف العلوم وأَولاها بالتحصيل، وأنَّ مَن لمْ يَستَعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامِّيٌّ جاهل.
فالسعيد مَن تَمَسَّك بما كان عليه السلف، واجتنَبَ ما أحدَثه الخَلَف، وإن لم يكن له مِنه بُد فليَكتَفِ مِنه بقدر الحاجة، ويَجعل الأولَ المَقصود بالأصالة، والله المُوفِّق».
الحافظ ابن حجر
والمحفوظ عن جمهور السلف: ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك».
«وقد تَوسَّع مَن تأخَّر عن القرون الثلاثة الفاضِلة في غالب الأمور التي أنكَرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولَمْ يَقتَنعوا بذلك حتى مَزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلا يَرُدُّون إليه ما خالَفَه مِن الآثار بالتأويل ولو كان مُستَكرهًا، ثُمَّ لمْ يَكتَفوا بذلك حتى زعموا أنَّ الذي رتَّبوه هو أشرف العلوم وأَولاها بالتحصيل، وأنَّ مَن لمْ يَستَعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامِّيٌّ جاهل.
فالسعيد مَن تَمَسَّك بما كان عليه السلف، واجتنَبَ ما أحدَثه الخَلَف، وإن لم يكن له مِنه بُد فليَكتَفِ مِنه بقدر الحاجة، ويَجعل الأولَ المَقصود بالأصالة، والله المُوفِّق».
الحافظ ابن حجر
•| «التّلقين» (1/ 2) |•
كتاب «التّلقين» للقاضي أبي محمّدٍ عبد الوهّاب بن عليّ بن نصرٍ البغداديّ، كتابٌ في فقهِ المالكيّةِ أغَرُّ، طبَّقتْ شهرتُه الآفاقَ، وبُورِك منه الإنفاق، أَخلَصه للتّحصيلِ، وصنَّفه تصنيفَ التّأصيلِ، فجرَّده مِن الأدلّةِ، والعِلَل، وفنونِ الاختلافِ، والرّواياتِ، والفروعِ النّادرةِ ... وفيه مِن الضّبطِ للمذهبِ، والعنايةِ بالتّصويرِ، والحصرِ للمسائلِ، وكثرةِ التّقسيمِ، والتّفصيلِ، والتّحديدِ، والشَّرحِ، والتّمثيلِ، علىٰ جمالِ العبارةِ، ووفورِ المسائل، ما يغتبطُ به كلُّ طالبٍ مالكيٍّ، وقد يذهبُ في البابِ حتّىٰ لا يكادَ يُخلِّفُ وراءَه منه مسألةً، وقد يُلِمّ بالبابِ فلا يذكرُ منه إلّا أطرافًا ... سنَّةَ التّواليفِ الجِيادِ أن تُرخِي إذا أَرقَلت، وتُخِفَّ إذا ما حمَلت، حتّىٰ يتنفَّسَ الدّارسُ مِن بينِ الإمتاعِ والانتفاع، ويستريحَ بعد الكدِّ والارتفاع.
ومِن طريقتِه أنّه يجتهدُ في سَوقِ الأحكامِ في صُوَرٍ ضابطةٍ، ويعتني بالإجمالِ فالتّفصيلِ، أساسَ التّعليمِ النّافعِ، وقد يعود فيُجمِل بعد التّفصيل، ويربطُ بين المسائلِ، ويَعِد فيوفّي، ويقدِّمُ فيُذكِّر.
فوضعُه وضعُ كتابِ الدَّرسِ الّذي يعلِّمُ الطّالبَ، ويفيدُه، قد أقامه علىٰ معنى التّلقينِ حقًّا، وجرىٰ مسمّاه على اسمِه صدقًا، لا جرَم أن كان مِن أمّاتِ النّصوصِ المالكيّةِ الّتي طال اعتناءُ النّاسِ بها، وتتابَع الدَّرسُ لها أحقابًا كثيرةً، وعظُم النّقلُ منها، والتّعويلُ عليها، ولم يزلْ في بلادِ المغربِ مستعملًا في مجالسِ الدَّرسِ، معتنًى بحفظِه، مقيَّدَةً عليه الشُّروحُ الكثيرةُ، كما تَشهَدُ به الآثارُ الباقيةُ، وتصدِّقُه تَراجِمُ الفقهاءِ، حتّىٰ غلَبت الكُتُب المعروفةُ اليوم، بعد القرنِ العاشرِ الهِجريّ، فتناقصَ أمرُ النّاسِ في كلِّ شيءٍ.
و«التّلقينُ» بنيانٌ قائمٌ، ذو أعمدةٍ رواسخ، ضوَت إليه أعمالٌ جليلةٌ، وقد سبَق ابنُ الصّوّافِ العبديُّ إليه فوضَع عليه بَرْنامجًا سمّاه: «الخصال الصّغير»، التقَط منه مهمّاتٍ، وزادها شِياتٍ، وهو كتابٌ قريبُ الجِرمِ، نافعٌ للمبتدئِ، يتعرَّفُ به رءوسَ الأبوابِ، ويتّلجُ منه بيسرٍ. ثمّ أَشبَع أبو العبّاسِ التِّلِمسانيُّ «الخصالَ الصّغيرَ»، وأَلحَقه أمورًا، وسمّىٰ ذٰلك «اللُّمَع». والمِنّةُ في جُلِّ ذٰلك «للتّلقين».
وكان بعضُ أساتذتِنا في الجامعةِ يرغّبنا في تحصيلِ المذهبِ من «التّلقين»، ويريدنا أن يطول نَظَرُنا فيه، ومذاكرتُنا مسائلَه، وبعضُ أصحابِنا المعتنين بالمذهبِ، المبسوطةِ أيديهم في معرفةِ كتبِه ورجالِه ومذاهبِه ومخطوطاتِه ونُسَخِها النّادرة ... لا يرىٰ في الدّرسِ به بديلًا، ولا يفتأُ يتغنَّىٰ بمحاسنِه، ويتحسَّرُ علىٰ نسيانِ الطَّلبةِ له، ويتلهَّف أن لا تكونَ له نسخةٌ مطبوعةٌ تليقُ بمَنزلتِه، وهو يحفظُه ويسردُه، مع أنّه حَفِظ «مختصرَ خليلٍ»، وما شاء اللهُ له مِن نظمٍ ونثرٍ، وناغيتُه مرّةً أرجو رضاه فقلتُ معترفًا:
كتابُ ابنِ نصرٍ قد أنار ضياؤُه
ودون الثُّريّا في السّماءِ نُجُومُ
يُجلِّي عن الآفاقِ آثارَ ظُلْمةٍ
وللجهلِ قد بُثَّتْ هناك رُجومُ
وكم شُرِعتْ للمالكيِّين شِرعةٌ
فما طاوَل «التّلقينَ» قطُّ أَرِيمُ
فلا تَلهَيَنَّ الدَّهرَ عن نَفَحاتِه
فتَحرِمَكَ الضَّوءَ المُنيرَ غُيُومُ
ويتّصلُ بهٰذا أنّ شيخَنا الفقيهَ محمَّدًا سُكحالًا يرى التّمذهبَ لمالكٍ وأصحابِه ينبغي أن يُرَدَّ إلىٰ ذٰلك الضَّربِ مِن الكُتُبِ، فيُبدأَ بمثلِ «الخصالِ الصّغير» لابن الصّوّافِ العبديّ، أو «اللُّمَع» للتِّلمسانِيّ، أو «تدريب السّالك» للأحسائيّ، ثمّ يؤخَذ «الإرشادُ» لابنِ عسكرٍ، فـ«العُمدة» له، ثمّ «التّلقين».
ويتّصل به أيضًا أنّ أستاذنا المحقِّقَ الرّحّالةَ البحّاثةَ الشّيخَ توفيقًا الكِيفانِيَّ اعتنىٰ بـ«التّلقين» تحقيقًا وخدمةً، وبذَل فيه جهدَ حِقبةٍ متطاولةٍ، وجمَع له النُّسَخ العواليَ، وأعدَّ له الهمّةَ، وفرَّق فيه نفسَه، وقد فرَغ مِن عملِه والحمدُ لله، وكنتُ حضَرتُ له تدريسَ نُتفةٍ مِن أوَّلِه قبل أكثر مِن عَقْدٍ مِن الزّمانِ، ونسألُ اللهَ أن يُتِمَّ له المرادَ، وينفعَ بما عَمِل، ويدنيَه مِن المستفيدين.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
كتاب «التّلقين» للقاضي أبي محمّدٍ عبد الوهّاب بن عليّ بن نصرٍ البغداديّ، كتابٌ في فقهِ المالكيّةِ أغَرُّ، طبَّقتْ شهرتُه الآفاقَ، وبُورِك منه الإنفاق، أَخلَصه للتّحصيلِ، وصنَّفه تصنيفَ التّأصيلِ، فجرَّده مِن الأدلّةِ، والعِلَل، وفنونِ الاختلافِ، والرّواياتِ، والفروعِ النّادرةِ ... وفيه مِن الضّبطِ للمذهبِ، والعنايةِ بالتّصويرِ، والحصرِ للمسائلِ، وكثرةِ التّقسيمِ، والتّفصيلِ، والتّحديدِ، والشَّرحِ، والتّمثيلِ، علىٰ جمالِ العبارةِ، ووفورِ المسائل، ما يغتبطُ به كلُّ طالبٍ مالكيٍّ، وقد يذهبُ في البابِ حتّىٰ لا يكادَ يُخلِّفُ وراءَه منه مسألةً، وقد يُلِمّ بالبابِ فلا يذكرُ منه إلّا أطرافًا ... سنَّةَ التّواليفِ الجِيادِ أن تُرخِي إذا أَرقَلت، وتُخِفَّ إذا ما حمَلت، حتّىٰ يتنفَّسَ الدّارسُ مِن بينِ الإمتاعِ والانتفاع، ويستريحَ بعد الكدِّ والارتفاع.
ومِن طريقتِه أنّه يجتهدُ في سَوقِ الأحكامِ في صُوَرٍ ضابطةٍ، ويعتني بالإجمالِ فالتّفصيلِ، أساسَ التّعليمِ النّافعِ، وقد يعود فيُجمِل بعد التّفصيل، ويربطُ بين المسائلِ، ويَعِد فيوفّي، ويقدِّمُ فيُذكِّر.
فوضعُه وضعُ كتابِ الدَّرسِ الّذي يعلِّمُ الطّالبَ، ويفيدُه، قد أقامه علىٰ معنى التّلقينِ حقًّا، وجرىٰ مسمّاه على اسمِه صدقًا، لا جرَم أن كان مِن أمّاتِ النّصوصِ المالكيّةِ الّتي طال اعتناءُ النّاسِ بها، وتتابَع الدَّرسُ لها أحقابًا كثيرةً، وعظُم النّقلُ منها، والتّعويلُ عليها، ولم يزلْ في بلادِ المغربِ مستعملًا في مجالسِ الدَّرسِ، معتنًى بحفظِه، مقيَّدَةً عليه الشُّروحُ الكثيرةُ، كما تَشهَدُ به الآثارُ الباقيةُ، وتصدِّقُه تَراجِمُ الفقهاءِ، حتّىٰ غلَبت الكُتُب المعروفةُ اليوم، بعد القرنِ العاشرِ الهِجريّ، فتناقصَ أمرُ النّاسِ في كلِّ شيءٍ.
و«التّلقينُ» بنيانٌ قائمٌ، ذو أعمدةٍ رواسخ، ضوَت إليه أعمالٌ جليلةٌ، وقد سبَق ابنُ الصّوّافِ العبديُّ إليه فوضَع عليه بَرْنامجًا سمّاه: «الخصال الصّغير»، التقَط منه مهمّاتٍ، وزادها شِياتٍ، وهو كتابٌ قريبُ الجِرمِ، نافعٌ للمبتدئِ، يتعرَّفُ به رءوسَ الأبوابِ، ويتّلجُ منه بيسرٍ. ثمّ أَشبَع أبو العبّاسِ التِّلِمسانيُّ «الخصالَ الصّغيرَ»، وأَلحَقه أمورًا، وسمّىٰ ذٰلك «اللُّمَع». والمِنّةُ في جُلِّ ذٰلك «للتّلقين».
وكان بعضُ أساتذتِنا في الجامعةِ يرغّبنا في تحصيلِ المذهبِ من «التّلقين»، ويريدنا أن يطول نَظَرُنا فيه، ومذاكرتُنا مسائلَه، وبعضُ أصحابِنا المعتنين بالمذهبِ، المبسوطةِ أيديهم في معرفةِ كتبِه ورجالِه ومذاهبِه ومخطوطاتِه ونُسَخِها النّادرة ... لا يرىٰ في الدّرسِ به بديلًا، ولا يفتأُ يتغنَّىٰ بمحاسنِه، ويتحسَّرُ علىٰ نسيانِ الطَّلبةِ له، ويتلهَّف أن لا تكونَ له نسخةٌ مطبوعةٌ تليقُ بمَنزلتِه، وهو يحفظُه ويسردُه، مع أنّه حَفِظ «مختصرَ خليلٍ»، وما شاء اللهُ له مِن نظمٍ ونثرٍ، وناغيتُه مرّةً أرجو رضاه فقلتُ معترفًا:
كتابُ ابنِ نصرٍ قد أنار ضياؤُه
ودون الثُّريّا في السّماءِ نُجُومُ
يُجلِّي عن الآفاقِ آثارَ ظُلْمةٍ
وللجهلِ قد بُثَّتْ هناك رُجومُ
وكم شُرِعتْ للمالكيِّين شِرعةٌ
فما طاوَل «التّلقينَ» قطُّ أَرِيمُ
فلا تَلهَيَنَّ الدَّهرَ عن نَفَحاتِه
فتَحرِمَكَ الضَّوءَ المُنيرَ غُيُومُ
ويتّصلُ بهٰذا أنّ شيخَنا الفقيهَ محمَّدًا سُكحالًا يرى التّمذهبَ لمالكٍ وأصحابِه ينبغي أن يُرَدَّ إلىٰ ذٰلك الضَّربِ مِن الكُتُبِ، فيُبدأَ بمثلِ «الخصالِ الصّغير» لابن الصّوّافِ العبديّ، أو «اللُّمَع» للتِّلمسانِيّ، أو «تدريب السّالك» للأحسائيّ، ثمّ يؤخَذ «الإرشادُ» لابنِ عسكرٍ، فـ«العُمدة» له، ثمّ «التّلقين».
ويتّصل به أيضًا أنّ أستاذنا المحقِّقَ الرّحّالةَ البحّاثةَ الشّيخَ توفيقًا الكِيفانِيَّ اعتنىٰ بـ«التّلقين» تحقيقًا وخدمةً، وبذَل فيه جهدَ حِقبةٍ متطاولةٍ، وجمَع له النُّسَخ العواليَ، وأعدَّ له الهمّةَ، وفرَّق فيه نفسَه، وقد فرَغ مِن عملِه والحمدُ لله، وكنتُ حضَرتُ له تدريسَ نُتفةٍ مِن أوَّلِه قبل أكثر مِن عَقْدٍ مِن الزّمانِ، ونسألُ اللهَ أن يُتِمَّ له المرادَ، وينفعَ بما عَمِل، ويدنيَه مِن المستفيدين.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
•| «التّلقين» (2/ 2) |•
مهَّدتُّ بهٰذا أذكِّرُ بالكتابِ، وأحثّ عليه ذوي الهِمَم مِن الطُّلّاب، لأرميَ إلىٰ كلمةٍ يجدُها الدّارسُ له، سنَحتْ لي سانحتُها، تفتحُ بابًا مِن أبوابِ البحثِ فيه، قد يكونُ لها أخوات ... وهي أنّه ذكَر تحريمَ النّساءِ دونَ تأبيدٍ، فسمَّىٰ ستَّ عشْرةَ صفةً في العقدِ تمنعُ التّزويجَ، ثمّ قال وختَم البابَ: «وربّما أغفلْنا شيئًا يردُ في التّفصيلِ» انتهىٰ.
وقال في الفصل الثّاني مِن «كتاب البيوع» وذكَر السَّلَم: «وهو جائزٌ في كلِّ ما تحصُرُه الصِّفةُ، علىٰ ما نذكُرُه» انتهىٰ، ثمّ لم يعدْ إليه ببيانٍ، في ما بين أيدينا مِن النُّسَخ، ولم يقفْ عليه مَن تقدَّم، حتّىٰ كان مِن صُنعِ ابنِ المناصفِ أن أنشأ فصلًا في «السَّلَم» ألحقه بـ«التّلقين»، وهو محفوظٌ معروفٌ، وقال في آخره: «كان مِن قولِ القاضي رحمه الله في كتابِ البيوعِ مِن «التّلقين» إحالةٌ علىٰ تبيُّن فصلِ السَّلَم في ما يُورِده، ثمّ لم يقعْ إلينا في شيءٍ مِن نسخِ «التّلقين»، فلعلّه ذهَل عنه، أو نسي، وذٰلك مِن لوازمِ البشَر» انتهىٰ.
ويلوحُ مِن هٰذا وذاك أنّ القاضيَ كأنّه كتَب «التّلقينَ» علىٰ عجَلٍ، فخرَج مِن يدِه قبل أن يُتِمَّ نظَرَه فيه وتنقيحَه، فأبقاه كذٰلك، أو أملاه إملاءً مِن الذّاكرةِ، فجرَىٰ علىٰ أن يفوتَه الشّيءُ فلا يتعهَّدُه، ولا يرجعُ إلىٰ موضعِه.
ويُشعِرُ بالأوّلِ قولُه في خاتمةِ المقدِّمة الأصوليّة: «كنتُ أردتُّ أن أجعلَ هٰذه مقدّمةً لأوّل «التّلقين»، ولكن كان قد خرَجتْ منه نُسَخٌ، فكرهتُ إفسادَها، فتركتُها وقلتُ: الحمدُ لله» انتهىٰ، فأعطىٰ أنّه استُعجِل فيه، فلم يُنجِزْ بعضَ ما كان في نيّتِه أن يضمِّنَه إيّاه، وإذا صحّ هٰذا فجائزٌ أن يفوتَه بعضُ ما في ظنِّه أنّه لم يفُتْه، ولا ينتبهُ له، وما زال النّاسُ يعلمون أنّ عِراضَ الكتبِ تلوَ العِراضِ، ودوامَ تدريسِها، ومعاودةَ النّظر فيها، قبلَ نشرِها، هو الّذي يُطلِع علىٰ خفيِّ الأوهام، ويذكّر بما ذهَبت به غائلةُ النِّسيان.
ويشعرُ بالآخِر أنّه قال في خاتمةِ الكتابِ: «كان الفراغُ مِن إملائِه بمدينةِ السّلامِ يومَ الأحدِ التّاسعَ عشَرَ مِن ذي الحجّةِ مِن سنةِ خمسَ عشْرةَ وأربع مئةٍ» انتهىٰ. وإن كان اسمُ الإملاءِ يجري عندهم كثيرًا علىٰ قراءةِ المصنَّفاتِ على الطّلّابِ، مِن دونِ أن يكونَ ذٰلك إملاءً مِن الحافظةِ.
وقد يكونُ في الكتابِ مواضعُ أخرىٰ، لعلّ اللهَ يُطلِع عليها بإذنِه.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
مهَّدتُّ بهٰذا أذكِّرُ بالكتابِ، وأحثّ عليه ذوي الهِمَم مِن الطُّلّاب، لأرميَ إلىٰ كلمةٍ يجدُها الدّارسُ له، سنَحتْ لي سانحتُها، تفتحُ بابًا مِن أبوابِ البحثِ فيه، قد يكونُ لها أخوات ... وهي أنّه ذكَر تحريمَ النّساءِ دونَ تأبيدٍ، فسمَّىٰ ستَّ عشْرةَ صفةً في العقدِ تمنعُ التّزويجَ، ثمّ قال وختَم البابَ: «وربّما أغفلْنا شيئًا يردُ في التّفصيلِ» انتهىٰ.
وقال في الفصل الثّاني مِن «كتاب البيوع» وذكَر السَّلَم: «وهو جائزٌ في كلِّ ما تحصُرُه الصِّفةُ، علىٰ ما نذكُرُه» انتهىٰ، ثمّ لم يعدْ إليه ببيانٍ، في ما بين أيدينا مِن النُّسَخ، ولم يقفْ عليه مَن تقدَّم، حتّىٰ كان مِن صُنعِ ابنِ المناصفِ أن أنشأ فصلًا في «السَّلَم» ألحقه بـ«التّلقين»، وهو محفوظٌ معروفٌ، وقال في آخره: «كان مِن قولِ القاضي رحمه الله في كتابِ البيوعِ مِن «التّلقين» إحالةٌ علىٰ تبيُّن فصلِ السَّلَم في ما يُورِده، ثمّ لم يقعْ إلينا في شيءٍ مِن نسخِ «التّلقين»، فلعلّه ذهَل عنه، أو نسي، وذٰلك مِن لوازمِ البشَر» انتهىٰ.
ويلوحُ مِن هٰذا وذاك أنّ القاضيَ كأنّه كتَب «التّلقينَ» علىٰ عجَلٍ، فخرَج مِن يدِه قبل أن يُتِمَّ نظَرَه فيه وتنقيحَه، فأبقاه كذٰلك، أو أملاه إملاءً مِن الذّاكرةِ، فجرَىٰ علىٰ أن يفوتَه الشّيءُ فلا يتعهَّدُه، ولا يرجعُ إلىٰ موضعِه.
ويُشعِرُ بالأوّلِ قولُه في خاتمةِ المقدِّمة الأصوليّة: «كنتُ أردتُّ أن أجعلَ هٰذه مقدّمةً لأوّل «التّلقين»، ولكن كان قد خرَجتْ منه نُسَخٌ، فكرهتُ إفسادَها، فتركتُها وقلتُ: الحمدُ لله» انتهىٰ، فأعطىٰ أنّه استُعجِل فيه، فلم يُنجِزْ بعضَ ما كان في نيّتِه أن يضمِّنَه إيّاه، وإذا صحّ هٰذا فجائزٌ أن يفوتَه بعضُ ما في ظنِّه أنّه لم يفُتْه، ولا ينتبهُ له، وما زال النّاسُ يعلمون أنّ عِراضَ الكتبِ تلوَ العِراضِ، ودوامَ تدريسِها، ومعاودةَ النّظر فيها، قبلَ نشرِها، هو الّذي يُطلِع علىٰ خفيِّ الأوهام، ويذكّر بما ذهَبت به غائلةُ النِّسيان.
ويشعرُ بالآخِر أنّه قال في خاتمةِ الكتابِ: «كان الفراغُ مِن إملائِه بمدينةِ السّلامِ يومَ الأحدِ التّاسعَ عشَرَ مِن ذي الحجّةِ مِن سنةِ خمسَ عشْرةَ وأربع مئةٍ» انتهىٰ. وإن كان اسمُ الإملاءِ يجري عندهم كثيرًا علىٰ قراءةِ المصنَّفاتِ على الطّلّابِ، مِن دونِ أن يكونَ ذٰلك إملاءً مِن الحافظةِ.
وقد يكونُ في الكتابِ مواضعُ أخرىٰ، لعلّ اللهَ يُطلِع عليها بإذنِه.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Forwarded from الدُّرّ النَّثِير
مَن يسيطر على مداركه تصنيف الناس أو الخوف من تصنيفهم فسوف يظلّ دائما متخبّطًا لا يستطيع أن يتخذ موقفا شريفا تجاه أعدل القضايا وأوضحها وأبينها، وسوف يظلُّ هذا الشبَح حائلا نفسيا بينه وبين أن يكون شخصا محترما على الأقل.
نُتف واضحية
المنقهة من المنبهة.pdf
•| تصحيح خطإ |•
أنبّه على غلطٍ انكشَف لي اللّيلةَ وأنا أدارسُ الأرجوزةَ بعضَ أصحابِنا، وذلك عند البيت 338 وهو يذكر الوقوف على تاء التّأنيث:
وامتنع الإبدال عند كلّ
لكونها غيرَ الّتي في الوصلِ
الكلمة الأولى: وامتنع، هكذا طُبِعت عليها الأرجوزة في النّسخة الّتي منها اختصرتُ، وهو تحريفٌ ينسدُّ دونَه المعنى، وكنت درّستُ الأرجوزةَ من قبلُ مرّاتٍ، ولم أنتبه له، ولا أستحضرُ الآنَ كيف كنت أوجّهه؟!!
وإنّما الصّوابُ: (والتُزِم الإبدالُ ...) أي التُزِم إبدالُ التّاءِ هاءً عند الوقوف، أو: (وأُلزِم)، غيرَ أنّ تحريف: (امتنع) إلى (التزم) أقرب، ويشعرُ بهذا التّصحيحِ أمران:
الأوّل أنّ فيه التّنصيصَ على حكمِ إبدالِ تاءِ التأنيثِ اللّاحقة الأسماءِ هاءً عند الوقوفٍ.
والآخر: قولُه بعد أبياتٍ: (وإنّما أُلزِمت الإبدالا ...)، فأخَذ يعلِّلُ ما تقرَّر حكمُه.
فمَن سبَقتْ إليه نسخةٌ مِن "المنقّهة" فليصحّح هذا الموضع، ومَن استطاع أن يتفقَّد النّسخ المخطوطاتِ مِن "الأرجوزة المنبّهة" فليفدْنا، فلا يمكنني الآنَ ذلك.
وبالله التّوفيق.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
أنبّه على غلطٍ انكشَف لي اللّيلةَ وأنا أدارسُ الأرجوزةَ بعضَ أصحابِنا، وذلك عند البيت 338 وهو يذكر الوقوف على تاء التّأنيث:
لكونها غيرَ الّتي في الوصلِ
الكلمة الأولى: وامتنع، هكذا طُبِعت عليها الأرجوزة في النّسخة الّتي منها اختصرتُ، وهو تحريفٌ ينسدُّ دونَه المعنى، وكنت درّستُ الأرجوزةَ من قبلُ مرّاتٍ، ولم أنتبه له، ولا أستحضرُ الآنَ كيف كنت أوجّهه؟!!
وإنّما الصّوابُ: (والتُزِم الإبدالُ ...) أي التُزِم إبدالُ التّاءِ هاءً عند الوقوف، أو: (وأُلزِم)، غيرَ أنّ تحريف: (امتنع) إلى (التزم) أقرب، ويشعرُ بهذا التّصحيحِ أمران:
الأوّل أنّ فيه التّنصيصَ على حكمِ إبدالِ تاءِ التأنيثِ اللّاحقة الأسماءِ هاءً عند الوقوفٍ.
والآخر: قولُه بعد أبياتٍ: (وإنّما أُلزِمت الإبدالا ...)، فأخَذ يعلِّلُ ما تقرَّر حكمُه.
فمَن سبَقتْ إليه نسخةٌ مِن "المنقّهة" فليصحّح هذا الموضع، ومَن استطاع أن يتفقَّد النّسخ المخطوطاتِ مِن "الأرجوزة المنبّهة" فليفدْنا، فلا يمكنني الآنَ ذلك.
وبالله التّوفيق.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Forwarded from عبدالله الوهيبي
«كلُّ صاحب نِحلة أو صناعة أو عِلم إذا كان متقيًا لله تعالى، عاملًا بما علِم يُفتح له من ملكوت ما هو فيه ما شاء الله أن يَفتَح له، فالصانع يَرَى ملكوت صناعته، والنحويُّ يَرَى ملكوت نحوه، والفقيه يَرَى ملكوت فقهه، وسائر الحِرَف والنِّحَل يَرَى أصحابُها ملكوتها، ويكون هو الباب إلى رؤية ملكوت السماوات والأرض على حسب ما هي له من ذلك من قليل أو كثير».
أبو إسحاق الشاطبي (ت٧٩٠هـ)
أبو إسحاق الشاطبي (ت٧٩٠هـ)
Forwarded from قناة الأحمدي-أمين قادري
عين على التاريخ..
.
.
حين حضرت أبا بكر رضي الله الوفاة، واستخلف على المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توجس بعض الصحابة من هذا الاختيار، لما كانوا يرونه من شدة عمر عليهم، فكأنهم خشوا أن يحطم الناس ويحملهم على ما يطيق لا على ما يطيقون. وكانوا لا يفتؤون يقيسون بينه وبين أبي بكر، وكان أبو بكر رضي الله عنه بالقدر الذي لا يُبلغ: حلمًا ولينًا ورقة فؤاد على المسلمين. وكانوا مع ذلك كله يعرفون له مكانه وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم بعدُ مجمعون على أنه خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحملهم ذلك كله على خشية ألا تأتلف القلوب على عمر ائتلافها على أبي بكر. ولكن لا بد للناس من أمير يسوس أمرهم ويحكم جماعتهم.
.
فلما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة أراهم من نفسه أخلاقا حسانا، وخلالا عظاما، وأصلح الله به أمورا يُصلحها الحزم والحسم، ولو تولاها قبله أبو بكر لحزم فيها وحسم، وكان من أعظم ما بادر به عمر رضي الله عنه أمر الخلافة أن جعل أبا بكر له إماما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى عامة سنة صاحبه، فاطمأن الناس حينئذ، وعرفوا له فضل ما اخترع من السياسات الحكيمة ووضع من الرسوم الرشيدة، وعلموا أن سيرته وسنته في أعماله زيادة في عمل دولة وليست بنسخ.
.
وتعلم الناس من تلك الواقعة أن يثمّنوا فيمن يتولى أمرهم من أهل الصلاح والدين ما يميّزهم من الطباع التي تفضي مع تقويم الشريعة وتشذيب التجربة إلى سياسات مختلفة تصلح لمراحل مختلفة من تاريخ الأمة. وفهموا أن المطابقة التامة بين أخلاق الرجال وطباعهم وسياساتهم لا تكون، فإن كانت فعلى قدر من التكلف السمج الذي لا يأتي بخير، فإن السياسة إذا خرجت من السائس تكلفا في أولها اعتاص عليه آخرها. وأفضل السياسات الفردية ما وافق الطبيعة، فجرى العقل معها جريا واحدا من المقدمات إلى النتائج، وإنما نقول هذا في السياسات الفردية لأن الله كفانا بشرعه أمر السياسة الكلية الجماعية.
.
.
حين حضرت أبا بكر رضي الله الوفاة، واستخلف على المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توجس بعض الصحابة من هذا الاختيار، لما كانوا يرونه من شدة عمر عليهم، فكأنهم خشوا أن يحطم الناس ويحملهم على ما يطيق لا على ما يطيقون. وكانوا لا يفتؤون يقيسون بينه وبين أبي بكر، وكان أبو بكر رضي الله عنه بالقدر الذي لا يُبلغ: حلمًا ولينًا ورقة فؤاد على المسلمين. وكانوا مع ذلك كله يعرفون له مكانه وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم بعدُ مجمعون على أنه خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحملهم ذلك كله على خشية ألا تأتلف القلوب على عمر ائتلافها على أبي بكر. ولكن لا بد للناس من أمير يسوس أمرهم ويحكم جماعتهم.
.
فلما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة أراهم من نفسه أخلاقا حسانا، وخلالا عظاما، وأصلح الله به أمورا يُصلحها الحزم والحسم، ولو تولاها قبله أبو بكر لحزم فيها وحسم، وكان من أعظم ما بادر به عمر رضي الله عنه أمر الخلافة أن جعل أبا بكر له إماما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى عامة سنة صاحبه، فاطمأن الناس حينئذ، وعرفوا له فضل ما اخترع من السياسات الحكيمة ووضع من الرسوم الرشيدة، وعلموا أن سيرته وسنته في أعماله زيادة في عمل دولة وليست بنسخ.
.
وتعلم الناس من تلك الواقعة أن يثمّنوا فيمن يتولى أمرهم من أهل الصلاح والدين ما يميّزهم من الطباع التي تفضي مع تقويم الشريعة وتشذيب التجربة إلى سياسات مختلفة تصلح لمراحل مختلفة من تاريخ الأمة. وفهموا أن المطابقة التامة بين أخلاق الرجال وطباعهم وسياساتهم لا تكون، فإن كانت فعلى قدر من التكلف السمج الذي لا يأتي بخير، فإن السياسة إذا خرجت من السائس تكلفا في أولها اعتاص عليه آخرها. وأفضل السياسات الفردية ما وافق الطبيعة، فجرى العقل معها جريا واحدا من المقدمات إلى النتائج، وإنما نقول هذا في السياسات الفردية لأن الله كفانا بشرعه أمر السياسة الكلية الجماعية.
•| آفة الانقطاع عن التّحصيل |•
جواب مرتجَل يعالج الشّكوى من كثرة الانقطاع عن تحصيل العلم، والعجز عن تنفيذ البرامج والمضيّ فيها.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
جواب مرتجَل يعالج الشّكوى من كثرة الانقطاع عن تحصيل العلم، والعجز عن تنفيذ البرامج والمضيّ فيها.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Forwarded from إسلام نصر الأزهري
اللهم اجعل دمائهم وأشلائهم لعنة وعذابا أليما - في الدنيا والآخرة - على عدوّهم، ومن عاونه سرا أو جهرا، ومن رضي بما يصنع، وعلى من تخاذل وهو قادر على نصرتهم!
اللهم اجبر كسرهم، وارحم ضعفهم، وقوّ شوكتهم..
اللهم أبرد قلوبنا بنصر عبادك المستضعفين، وبخزي وخذلان اليهود الغاصبين، ومن عاونهم ورضي بإجرامهم..
اللهم اشف صدورنا، وأذهب غيظ قلوبنا، بنصر عبادك الموحدين المجاهدين، وإغاثة إخواننا المستضعفين!
اللهم واغوثااااه
اللهم واغوثااااه
اللهم واغوثااااه
اللهم أغثهم.. اللهم أغثهم.. اللهم أغثهم..
اللهم اجبر كسرهم، وارحم ضعفهم، وقوّ شوكتهم..
اللهم أبرد قلوبنا بنصر عبادك المستضعفين، وبخزي وخذلان اليهود الغاصبين، ومن عاونهم ورضي بإجرامهم..
اللهم اشف صدورنا، وأذهب غيظ قلوبنا، بنصر عبادك الموحدين المجاهدين، وإغاثة إخواننا المستضعفين!
اللهم واغوثااااه
اللهم واغوثااااه
اللهم واغوثااااه
اللهم أغثهم.. اللهم أغثهم.. اللهم أغثهم..
Forwarded from قناة الأحمدي-أمين قادري
نقطة أمل..!
.
.
حديث "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" من أعظم أحاديث فتن آخر الزمان، لأنه يُثبت لنا أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإخبار عن هذه الطائفة، وعن أنه لا يخلو منها زمان حتى يأتي أمر الله، حرص له أسباب. وقد رأينا في هذه الأيام أحد أسبابه، وهو أنها لا تقتصر على صفة الثبات في مقابل زيغ الناس، وإنما تحمل بشارة عظيمة هي صفة (الحياة) في مقابل (موت) الناس.
.
إن الانطباع الذي يغزو عقولنا وقلوبنا هذه الأيام ليس زيغ الأمة، بقدر ما هو موت الأمة..! لأن الأمة التي تُقرّض بمقاريض المهانة، وتُطعن برماح العدوان ثم لا تتحرك متألمة(ولا أقول: متأبّية) هي أمة ميّتة، ولا يستطيع أي طبيب في الدنيا أن يقول غير ذلك. فالجسد الذي لا يحرّكه حرّ الحرق ولا برد العري ولا ألم الجوع، ولا وجع الضرب لا يمكن أن يكون حيا..
.
لولا هذا الحديث.. لولا هذا الحديث، فأقول معتقدا موقنا مصدّقا بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذّبتُ حسّي وظنّي، وآمنت بالله وبما جاء عن الله على لسان رسول الله: إن في هذه الأمة جزءا حيا، لا ينطفئ نوره، ولا يذهب خيره، ولا ينقطع ج//ها**ده، ولا تبطل حجة الله به حتى يُنفذ الله في الخليقة أمره وقدره بنصرة الحق.
فاصبري أيتها القلوب الكسيرة، وأبشري أيتها النفوس اليائسة، واثبتي على الحق حتى يأتي أمر الله وأنت على ذلك، فإما أن تأخذي ماجدة، وإما أن تؤخذي ساجدة..
.
.
حديث "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" من أعظم أحاديث فتن آخر الزمان، لأنه يُثبت لنا أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإخبار عن هذه الطائفة، وعن أنه لا يخلو منها زمان حتى يأتي أمر الله، حرص له أسباب. وقد رأينا في هذه الأيام أحد أسبابه، وهو أنها لا تقتصر على صفة الثبات في مقابل زيغ الناس، وإنما تحمل بشارة عظيمة هي صفة (الحياة) في مقابل (موت) الناس.
.
إن الانطباع الذي يغزو عقولنا وقلوبنا هذه الأيام ليس زيغ الأمة، بقدر ما هو موت الأمة..! لأن الأمة التي تُقرّض بمقاريض المهانة، وتُطعن برماح العدوان ثم لا تتحرك متألمة(ولا أقول: متأبّية) هي أمة ميّتة، ولا يستطيع أي طبيب في الدنيا أن يقول غير ذلك. فالجسد الذي لا يحرّكه حرّ الحرق ولا برد العري ولا ألم الجوع، ولا وجع الضرب لا يمكن أن يكون حيا..
.
لولا هذا الحديث.. لولا هذا الحديث، فأقول معتقدا موقنا مصدّقا بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذّبتُ حسّي وظنّي، وآمنت بالله وبما جاء عن الله على لسان رسول الله: إن في هذه الأمة جزءا حيا، لا ينطفئ نوره، ولا يذهب خيره، ولا ينقطع ج//ها**ده، ولا تبطل حجة الله به حتى يُنفذ الله في الخليقة أمره وقدره بنصرة الحق.
فاصبري أيتها القلوب الكسيرة، وأبشري أيتها النفوس اليائسة، واثبتي على الحق حتى يأتي أمر الله وأنت على ذلك، فإما أن تأخذي ماجدة، وإما أن تؤخذي ساجدة..
•| البراءة من مطالبة الخلق |•
لا يخفِّف الوطأةَ يومَ المعاد، مثلُ السّلامةِ مِن تَبِعاتِ العباد، ولا يوفَّق إليها إلّا أهلُ الرّشاد.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
لا يخفِّف الوطأةَ يومَ المعاد، مثلُ السّلامةِ مِن تَبِعاتِ العباد، ولا يوفَّق إليها إلّا أهلُ الرّشاد.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
•| خِيَرةٌ مِن نُظُم الأصول الجوامع |•
❏ سألتَني:
أترشّحُ للطّالب في علمِ الأصول حفظَ «مراقي السُّعود»، والانتقاءَ مِن «مرتقى الوصول» و«الكوكب»؟
❏ فقلتُ لك:
قواعدُ «علمِ أصولِ الفقهِ»، وأمّاتُ مسائلِه، وجمهورُ أبوابِه وفصولِه، ليستْ بشيءٍ كثيرٍ، ولا تبلُغُ أن تكونَ مثلَ مسائلِ العربيّة، فضلًا عن الفقهِ، بل الّذي أقدّره أنّها في نصفِ مسائلِ العربيّة، وحسبُك أن تقايسَ بين «اللُّمع» في الأصول للشّيرازيّ، و«اللّمع» في العربيّة لابن جنّي، مضمومًا إليها «التّصريفُ الملوكيّ» له، وكلُّ هٰذه لإقامة المسائلِ والتّأصيل.
فإذا رمتَ كتابًا متوسِّطًا في العربيّةِ مع حسنِ البيانِ والإلمامِ، فإنّه لا بدَّ أن يتجاوَز ألفَ بيتٍ مزدوِجٍ، وإذا رمتَه في الفقهِ فلا بدَّ أن يكونَ في ضعفِ ذٰلك، لابتناءِ الفقهِ على التّفريع، فأمّا إذا رمتَه في أصولِ الفقهِ فإنّه لا يبلُغُ الألفَ، بل ينزلُ عنها بدرَجاتٍ، وكيف يبلُغُها والمرادُ به: أصولُ الفقهِ؟! وإذا كانت الأصولُ في ألفٍ أو أكثرَ فكيف يُطمَعُ أن تُبلَغَ منها الفروع! وكذٰلك علوم الحديث، أو: أصول الحديث، لا تبلُغُ ذٰلك، بل هي دونَ مسائلِ أصول الفقه، وفنونُ البلاغةِ دونَ ذٰلك.
وأمّا ما بلَغ بهٰذه الفنونِ الألفَ، عند المتأخّرين، فبإدخالِ كثيرٍ ممّا ليس منها، وبكثرة الحكايةِ للخلافِ، وحكايةُ الخلافِ ضربٌ مِن العلمِ لا يحتاجُ إليه الطّالبُ المحصِّلُ، ولا يحتاجُ كذٰلك إلى المسائلِ العواريِّ.
ولا يغرَّنَّك ما في «جمع الجوامع» مثلًا، فتستدركَ به عليَّ، والتفتْ إلى اسمِه، فهو لي شهيدٌ، فاجعلْ منه آيةً علىٰ مكانتِه، تجدْ أنّ المرادَ به ليس تأصيلَ العلمِ، والتّبلُّغَ به، بل جمعُ جوامعِه، وما جمعُ جوامعِه! ولكلٍّ مقامٌ معلومٌ.
فليعتَبِر الدّارسُ ما الّذي يريدُ مِن الاشتغالِ بالمنظومِ في علمِ الأصولِ؟ فإنّ الاختيارَ يختلفُ باختلافِ المقاصدِ، بل يختلفُ باختلافِها الدَّرسُ، والمنهجُ، ثمّ تختلفُ الثَّمَراتُ ألوانُها وطعومُها ...
- فأمّا مَن أراد أن يتناوَلَ أصولَ الفقهِ تناوُلَ الوسيلةِ، ورام منه قيامَ الملَكةِ، ليستثمرَها في الغايةِ الّتي هي التّطبيقُ والاستخراجُ وحسنُ التّرجيحِ والنَّظر، ومِن أجلِ ذٰلك يُدرَسُ علمُ الأصولِ، فاحتاج أن يأخُذَ منظومًا يَتصوَّرُ به أمّاتِ المسائلِ، ويتعرَّفُ به الأبوابَ، ويرتِّبُ به المباحثَ، ويفهرسُ الفصولَ، ثمّ يوسِّعُه بالكُتُب الّذي هي الأصولُ في العلمِ، ويشغلُ نفسَه بكثرةِ التّطبيقِ، وهو مقتنعٌ أنّ النُّظُمَ العلميّةَ موالجُ، وليستْ نهاياتٍ، وأنّ العلمَ في سعةِ أبحاثِه، وتلوُّن مناهجِه، لا يقوىٰ علىٰ حملِه نظمٌ وشرحٌ، ولا يفي بعُشُرِ معشارِه عقدٌ وفتحٌ، ولم يردْ أن يفوِّتَ فضلَ النُّظُمِ في التّرتيبِ والاستحضارِ، ففي «المرتقىٰ» له كفايةٌ ونافلةٌ، وهو أعتقُ المذكوراتِ، وأقلُّها مَئونةً، وأقربُها فائدةً، وأجملُها نَظْمًا، وأتمُّها خَراجًا، وفيه مادّةٌ مِن التّحريرِ جيّدةٌ، وعلوُّ عبارةٍ، وإرخاءُ حَبلٍ، وقُرْبُ مأخذٍ، فهو يعينُه على التّحريرِ، ويستحثُّه علىٰ أن يخوضَ مجالَ التّحقيقِ والبصيرةِ، وهو للمالكيِّ أَوْلىٰ، وبالمغربيِّ أجدرُ.
- وأمّا مَن أراد أن يتوسَّلَ بالنّظمِ إلى الإحاطةِ بالعلمِ، ليصيرَ أستاذًا يدرّسُ أصولَ الفقهِ، وينفُذُ إليه مِن كُوّةِ النَّظمِ الضّيّقةِ، ويحفظُ به الأقوالَ، ويُعنىٰ بالمسائلِ العواريِّ، والّتي هي رياضةُ أذهانٍ، ولم يُبالِ أن يحملَ ما لا ينتفعُ به، وأن يعسُرَ عليه تحقيقُ ما أودع ذاكرتَه، وما شغَل به ذهنَه، بل يعسُرُ عليه الفِطامُ عنه، وجعَل الفضلَ عنده في الاستحضار، لا في تنقيح الأنظار، فـ«الكوكبُ السّاطعُ» أجمعُ، وقد يقتصرُ ــ إن كان مالكيًّا ــ على «المراقي»، أو يزيدُ عليه مِن غيرِه كما ذكَرت.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
❏ سألتَني:
أترشّحُ للطّالب في علمِ الأصول حفظَ «مراقي السُّعود»، والانتقاءَ مِن «مرتقى الوصول» و«الكوكب»؟
❏ فقلتُ لك:
قواعدُ «علمِ أصولِ الفقهِ»، وأمّاتُ مسائلِه، وجمهورُ أبوابِه وفصولِه، ليستْ بشيءٍ كثيرٍ، ولا تبلُغُ أن تكونَ مثلَ مسائلِ العربيّة، فضلًا عن الفقهِ، بل الّذي أقدّره أنّها في نصفِ مسائلِ العربيّة، وحسبُك أن تقايسَ بين «اللُّمع» في الأصول للشّيرازيّ، و«اللّمع» في العربيّة لابن جنّي، مضمومًا إليها «التّصريفُ الملوكيّ» له، وكلُّ هٰذه لإقامة المسائلِ والتّأصيل.
فإذا رمتَ كتابًا متوسِّطًا في العربيّةِ مع حسنِ البيانِ والإلمامِ، فإنّه لا بدَّ أن يتجاوَز ألفَ بيتٍ مزدوِجٍ، وإذا رمتَه في الفقهِ فلا بدَّ أن يكونَ في ضعفِ ذٰلك، لابتناءِ الفقهِ على التّفريع، فأمّا إذا رمتَه في أصولِ الفقهِ فإنّه لا يبلُغُ الألفَ، بل ينزلُ عنها بدرَجاتٍ، وكيف يبلُغُها والمرادُ به: أصولُ الفقهِ؟! وإذا كانت الأصولُ في ألفٍ أو أكثرَ فكيف يُطمَعُ أن تُبلَغَ منها الفروع! وكذٰلك علوم الحديث، أو: أصول الحديث، لا تبلُغُ ذٰلك، بل هي دونَ مسائلِ أصول الفقه، وفنونُ البلاغةِ دونَ ذٰلك.
وأمّا ما بلَغ بهٰذه الفنونِ الألفَ، عند المتأخّرين، فبإدخالِ كثيرٍ ممّا ليس منها، وبكثرة الحكايةِ للخلافِ، وحكايةُ الخلافِ ضربٌ مِن العلمِ لا يحتاجُ إليه الطّالبُ المحصِّلُ، ولا يحتاجُ كذٰلك إلى المسائلِ العواريِّ.
ولا يغرَّنَّك ما في «جمع الجوامع» مثلًا، فتستدركَ به عليَّ، والتفتْ إلى اسمِه، فهو لي شهيدٌ، فاجعلْ منه آيةً علىٰ مكانتِه، تجدْ أنّ المرادَ به ليس تأصيلَ العلمِ، والتّبلُّغَ به، بل جمعُ جوامعِه، وما جمعُ جوامعِه! ولكلٍّ مقامٌ معلومٌ.
فليعتَبِر الدّارسُ ما الّذي يريدُ مِن الاشتغالِ بالمنظومِ في علمِ الأصولِ؟ فإنّ الاختيارَ يختلفُ باختلافِ المقاصدِ، بل يختلفُ باختلافِها الدَّرسُ، والمنهجُ، ثمّ تختلفُ الثَّمَراتُ ألوانُها وطعومُها ...
- فأمّا مَن أراد أن يتناوَلَ أصولَ الفقهِ تناوُلَ الوسيلةِ، ورام منه قيامَ الملَكةِ، ليستثمرَها في الغايةِ الّتي هي التّطبيقُ والاستخراجُ وحسنُ التّرجيحِ والنَّظر، ومِن أجلِ ذٰلك يُدرَسُ علمُ الأصولِ، فاحتاج أن يأخُذَ منظومًا يَتصوَّرُ به أمّاتِ المسائلِ، ويتعرَّفُ به الأبوابَ، ويرتِّبُ به المباحثَ، ويفهرسُ الفصولَ، ثمّ يوسِّعُه بالكُتُب الّذي هي الأصولُ في العلمِ، ويشغلُ نفسَه بكثرةِ التّطبيقِ، وهو مقتنعٌ أنّ النُّظُمَ العلميّةَ موالجُ، وليستْ نهاياتٍ، وأنّ العلمَ في سعةِ أبحاثِه، وتلوُّن مناهجِه، لا يقوىٰ علىٰ حملِه نظمٌ وشرحٌ، ولا يفي بعُشُرِ معشارِه عقدٌ وفتحٌ، ولم يردْ أن يفوِّتَ فضلَ النُّظُمِ في التّرتيبِ والاستحضارِ، ففي «المرتقىٰ» له كفايةٌ ونافلةٌ، وهو أعتقُ المذكوراتِ، وأقلُّها مَئونةً، وأقربُها فائدةً، وأجملُها نَظْمًا، وأتمُّها خَراجًا، وفيه مادّةٌ مِن التّحريرِ جيّدةٌ، وعلوُّ عبارةٍ، وإرخاءُ حَبلٍ، وقُرْبُ مأخذٍ، فهو يعينُه على التّحريرِ، ويستحثُّه علىٰ أن يخوضَ مجالَ التّحقيقِ والبصيرةِ، وهو للمالكيِّ أَوْلىٰ، وبالمغربيِّ أجدرُ.
- وأمّا مَن أراد أن يتوسَّلَ بالنّظمِ إلى الإحاطةِ بالعلمِ، ليصيرَ أستاذًا يدرّسُ أصولَ الفقهِ، وينفُذُ إليه مِن كُوّةِ النَّظمِ الضّيّقةِ، ويحفظُ به الأقوالَ، ويُعنىٰ بالمسائلِ العواريِّ، والّتي هي رياضةُ أذهانٍ، ولم يُبالِ أن يحملَ ما لا ينتفعُ به، وأن يعسُرَ عليه تحقيقُ ما أودع ذاكرتَه، وما شغَل به ذهنَه، بل يعسُرُ عليه الفِطامُ عنه، وجعَل الفضلَ عنده في الاستحضار، لا في تنقيح الأنظار، فـ«الكوكبُ السّاطعُ» أجمعُ، وقد يقتصرُ ــ إن كان مالكيًّا ــ على «المراقي»، أو يزيدُ عليه مِن غيرِه كما ذكَرت.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
•| ختم «الغافقيّة» |•
ختمنا زوالَ اليوم، بفضلِ الله وكرَمِه، درسَ «الأرجوزة الغافقيّة في فقهِ المالكيّة»، تقبّلها الله، ونفَع بها، ومِن غلَبةِ السّرورِ علىٰ قلبي، أن دخَلتُ نافذةَ صاحبٍ أتفقَّده، فإذا الشِّعرُ له لُبانةٌ يقضّيها غيرَ مستأذنٍ، فكانتْ هٰذه القِطعة شاهدًا مبرورًا:
بادِرْ بدرسِك أعباءَ الحياةِ فما
أَزْكى البِدارَ لأهلِ العزمِ والهِمَمِ
أَضحَوا وقد فرَغوا مِن درسِهم لهمُ
علمٌ وفهمٌ لدينِ اللهِ ذو شَمَمِ
قد ذُلِّلت لهمُ سُبْلٌ مُوعَّرةٌ
للفقهِ صاروا بها يَمْشون في أَمَمِ
و«الغافقيّةُ» وفَّتْ بالّذي وعَدتْ
والحُرُّ أَوفىٰ غَداةَ الرَّوعِ بالذِّمَمِ
أرجوزةٌ عذبةُ الإنشادِ بيِّنةٌ
للمالِكيِّين تَنمِيهم إلى القِمَمِ
فيها الشّرائعُ أنواعًا منوَّعةً
تنجو بها مِن كبيرِ الإثمِ واللَّمَمِ
يا ربِّ فاشكُرْ لمَن أسدىٰ فرائدَها
ومَن دعَتْه فما أَلفَتْه في صَمَمِ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
ختمنا زوالَ اليوم، بفضلِ الله وكرَمِه، درسَ «الأرجوزة الغافقيّة في فقهِ المالكيّة»، تقبّلها الله، ونفَع بها، ومِن غلَبةِ السّرورِ علىٰ قلبي، أن دخَلتُ نافذةَ صاحبٍ أتفقَّده، فإذا الشِّعرُ له لُبانةٌ يقضّيها غيرَ مستأذنٍ، فكانتْ هٰذه القِطعة شاهدًا مبرورًا:
بادِرْ بدرسِك أعباءَ الحياةِ فما
أَزْكى البِدارَ لأهلِ العزمِ والهِمَمِ
أَضحَوا وقد فرَغوا مِن درسِهم لهمُ
علمٌ وفهمٌ لدينِ اللهِ ذو شَمَمِ
قد ذُلِّلت لهمُ سُبْلٌ مُوعَّرةٌ
للفقهِ صاروا بها يَمْشون في أَمَمِ
و«الغافقيّةُ» وفَّتْ بالّذي وعَدتْ
والحُرُّ أَوفىٰ غَداةَ الرَّوعِ بالذِّمَمِ
أرجوزةٌ عذبةُ الإنشادِ بيِّنةٌ
للمالِكيِّين تَنمِيهم إلى القِمَمِ
فيها الشّرائعُ أنواعًا منوَّعةً
تنجو بها مِن كبيرِ الإثمِ واللَّمَمِ
يا ربِّ فاشكُرْ لمَن أسدىٰ فرائدَها
ومَن دعَتْه فما أَلفَتْه في صَمَمِ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
إعزاز الإيمان بإعجاز القرآن.pdf
636 KB
•| «إعزاز الإيمان بإعجاز القرآن» |•
أرجوزةٌ لشيخِنا محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي اليعقوبيّ، العلّامة المتفنّن النَّظّامة، لخَّص فيها وجوهَ إعجازِ القرآنِ الّتي ذكَرها العلماءُ السّالفون، مع اختيارٍ وترتيبٍ، وتهذيبٍ وتقريبٍ، وتمهيدٍ وشمولٍ، وشرحٍ وتعليلٍ، جهَد في تقويمِ نَظمِها نفسَه، وأَولىٰ في تهذيبِ عبارتِها خاطرَه، وعُني باختيارِ مسائلِها، وتنقيحِ فصولِها، وتعهَّدَ لها أُمّاتِ الكتبِ الّتي في هٰذا الشّأن، ثمّ دفَعها إليَّ، فنسَختُها، وفاوَضتُه فيها زمانًا طويلًا، مرّاتٍ عديدةً، وغيَّرْنا منها أبوابًا، وأبياتًا، وأحدثْنا لها أمرًا، واختيارًا، وراجعْناها تِلوَ ذٰلك مراجعاتٍ، حتّى استقرَّ أمرُها في رُبُعِ ألفٍ مِن المزدوِجاتِ، مرتّبةً ترتيبًا متسلسلًا، صافيةً مِن الكُدورِ، مأمونةً منها الثّغورُ، نفَع الله بها، وبارَك فيها.
وأنا أهديها إلىٰ كلِّ مشتغلٍ بكتابِ اللهِ، معتنٍ منه بفنِّ الإعجاز، داعٍ أن يرزُقَنا اللهُ والمسلمين اليقينَ بكتابِه، والفقهَ في خطابِه، والتّعلُّقَ بجنابِه، والتّبلُّغَ بأسبابِه، وأن يديمَ برَكاتِه علينا، ونفَحاتِه لدينا، إنّه الكريمُ الوهّاب.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
أرجوزةٌ لشيخِنا محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي اليعقوبيّ، العلّامة المتفنّن النَّظّامة، لخَّص فيها وجوهَ إعجازِ القرآنِ الّتي ذكَرها العلماءُ السّالفون، مع اختيارٍ وترتيبٍ، وتهذيبٍ وتقريبٍ، وتمهيدٍ وشمولٍ، وشرحٍ وتعليلٍ، جهَد في تقويمِ نَظمِها نفسَه، وأَولىٰ في تهذيبِ عبارتِها خاطرَه، وعُني باختيارِ مسائلِها، وتنقيحِ فصولِها، وتعهَّدَ لها أُمّاتِ الكتبِ الّتي في هٰذا الشّأن، ثمّ دفَعها إليَّ، فنسَختُها، وفاوَضتُه فيها زمانًا طويلًا، مرّاتٍ عديدةً، وغيَّرْنا منها أبوابًا، وأبياتًا، وأحدثْنا لها أمرًا، واختيارًا، وراجعْناها تِلوَ ذٰلك مراجعاتٍ، حتّى استقرَّ أمرُها في رُبُعِ ألفٍ مِن المزدوِجاتِ، مرتّبةً ترتيبًا متسلسلًا، صافيةً مِن الكُدورِ، مأمونةً منها الثّغورُ، نفَع الله بها، وبارَك فيها.
وأنا أهديها إلىٰ كلِّ مشتغلٍ بكتابِ اللهِ، معتنٍ منه بفنِّ الإعجاز، داعٍ أن يرزُقَنا اللهُ والمسلمين اليقينَ بكتابِه، والفقهَ في خطابِه، والتّعلُّقَ بجنابِه، والتّبلُّغَ بأسبابِه، وأن يديمَ برَكاتِه علينا، ونفَحاتِه لدينا، إنّه الكريمُ الوهّاب.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Forwarded from نبع العلوم
• روى أبو حيان التوحيدي رحمه الله حديث "فحجّ آدم موسى" عليهما وعلى نبينا السلام، ثم قال:
«وهذا الحديث الذي رويتُه لك هو الذي استفاض بين رواة الأثر وحملة الخبر، والمتكلمون يعتريهم عنده وعند أمثاله قُشَعريرة وتنكّر، ولو حُمل الأمر على رأيهم في جميع أركان الشريعة سقط ثلثا الشريعة وحصل الثلث.
وما أحوج الناظر في الدين إلى حُسن الظن واليقين، وإلى مَتنٍ مَتِين فيه، فإنه متى حاول معرفةَ كل شيء بالرأي والقياس كَلَّ ومَلَّ، ومتى استرسل مع كل شيء زَلَّ وضَلَّ، والاعتدالُ بينهما: الجمعُ بين الرأي والأثر، والقياسِ والخبر، مع التخفّف إلى ما بان وأَشرق، والتوقّف عما أَبهم وأغلق».
[البصائر والذخائر]
❁ نبع العلوم
«وهذا الحديث الذي رويتُه لك هو الذي استفاض بين رواة الأثر وحملة الخبر، والمتكلمون يعتريهم عنده وعند أمثاله قُشَعريرة وتنكّر، ولو حُمل الأمر على رأيهم في جميع أركان الشريعة سقط ثلثا الشريعة وحصل الثلث.
وما أحوج الناظر في الدين إلى حُسن الظن واليقين، وإلى مَتنٍ مَتِين فيه، فإنه متى حاول معرفةَ كل شيء بالرأي والقياس كَلَّ ومَلَّ، ومتى استرسل مع كل شيء زَلَّ وضَلَّ، والاعتدالُ بينهما: الجمعُ بين الرأي والأثر، والقياسِ والخبر، مع التخفّف إلى ما بان وأَشرق، والتوقّف عما أَبهم وأغلق».
[البصائر والذخائر]
❁ نبع العلوم
Forwarded from إبراهيم المنوفي
قال الإمام سفيان الثوري: «يا معشر الشباب، تعجَّلوا بركة هذا العلم، فإنكم لا تدرون، لعلكم لا تبلغون ما تؤمِّلون منه، ليُفِد بعضكم بعضا».
قال أبو حاتم البستي: «أول بركة العلم الإفادة».
قال أبو حاتم البستي: «أول بركة العلم الإفادة».
Forwarded from الكناشة العوضية
من أدب الجدل
جاء رجل إلى بعض الأئمة الحكماء، فقال: أريد أن أناظرك، فقال : بعد أن تشترط على نفسك عشر خصال:
أحدها: لا تغضب.
والثانية: لا تتعب.
والثالثة: لا تعجب.
والرابعة: لا تتحكم.
والخامسة: لا تضحك.
والسادسة: لا تجعل الدعوى دليلك.
والسابعة: إذا أخذنا في الأخبار كان غرضنا التصادق.
والثامنة: إذا أخذنا بما في العقول انْقَدْنا للتعارف.
والتاسعة: أن يجعل كل واحد منَا الحق ضالته. لا الغلبة غايته.
والعاشرة: أن لا تقبل على غيري وأنا أكلمك، والسلام
===
الظاهرية 2473 طرة مخطوط "الانتصار في المسائل الكبار" لمحفوظ بن أحمد الكلوذاني
جاء رجل إلى بعض الأئمة الحكماء، فقال: أريد أن أناظرك، فقال : بعد أن تشترط على نفسك عشر خصال:
أحدها: لا تغضب.
والثانية: لا تتعب.
والثالثة: لا تعجب.
والرابعة: لا تتحكم.
والخامسة: لا تضحك.
والسادسة: لا تجعل الدعوى دليلك.
والسابعة: إذا أخذنا في الأخبار كان غرضنا التصادق.
والثامنة: إذا أخذنا بما في العقول انْقَدْنا للتعارف.
والتاسعة: أن يجعل كل واحد منَا الحق ضالته. لا الغلبة غايته.
والعاشرة: أن لا تقبل على غيري وأنا أكلمك، والسلام
===
الظاهرية 2473 طرة مخطوط "الانتصار في المسائل الكبار" لمحفوظ بن أحمد الكلوذاني