نُتف واضحية
3.23K subscribers
40 photos
16 videos
23 files
414 links
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Download Telegram
•|  آلعبرةُ في صيام يوم عرَفة بالرّؤية أم بموقفِ الحجّاج؟  |•


أنشدني شيخي محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي لنفسِه:

أَرى التَّعريفَ مَوقِفَ يومِ تسعٍ
تَعلَّقَ بالزَّمانِ وبالمَكانِ

ومَن يَغضُضْ عن الحُجّاجِ طَرْفًا
ولم يَربِطْه إلّا بالزَّمانِ

وراعىٰ فيه رؤيةَ كلِّ قومٍ
وقاس على الصّلاةِ أو الأذانِ

أذكِّرُْهُ بفرقٍ واقعيٍّ
عليه أتىٰ لجَحْدَرَ شاهدانِ

(أليس اللّيلُ يَجمَعُ أمَّ عمرٍو
وإيّانا، فذاك لنا تَدانِي

نعمْ، وتَرى الهِلالَ كما أراهُ
ويعلوها النّهارُ كما عَلاني
)

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Forwarded from قناة / عبدالله القرني (عبدالله القرني)
الذين يكثرون من مطالعة الشبهات دون أن تكون عندهم بصيرة بما هو الحق في المسائل التي طرأت فيها تلك الشبهات يخشى عليهم أن تدخل عليهم إشكالات لا يجدون لها جوابا ، فيكون أقل ما يقعون فيه في بادئ أمرهم الحيرة والتباس الحق بالباطل ، هذا إذا لم تتخطفهم الشبهات فيصبحون من أصحابها والداعين إليها .

والواجب على المؤمن الحرص على ترسيخ اليقين في قلبه ومعرفة البراهين على أصول اعتقاده والسعي في تحقيق ما ينجيه عند لقاء ربه ، ثم إذا تحقق له ذلك وأمكنه أن يدفع الصائلين على دين الله فليشارك في جهادهم وإظهار بطلان شبهاتم حسب استطاعته ، وهو بذلك في أعلى الدرجات وأرفع المقامات ، وإن لم يمكنه كشف شبهاتهم والرد عليها فما كلفه الله فوق طاقته ، وليس له أن يسعى لتحصيل ربح قد يضيع معه رأس ماله .
نُتف واضحية
•|  آلعبرةُ في صيام يوم عرَفة بالرّؤية أم بموقفِ الحجّاج؟  |• أنشدني شيخي محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي لنفسِه: أَرى التَّعريفَ مَوقِفَ يومِ تسعٍ تَعلَّقَ بالزَّمانِ وبالمَكانِ ومَن يَغضُضْ عن الحُجّاجِ طَرْفًا ولم يَربِطْه إلّا بالزَّمانِ وراعىٰ…
•|  شرح مختَصر  |•

طلب منّي بعضُ الإخوةِ شرحَ القطعةِ الّتي أنشدْنا آنفًا، فهذا هو مختَصَرًا:

يقولُ الشّيخ:

- أعتقد أنّ التّعريفَ ـ نزولَ عرفةَ ـ في الموقفِ العظيم الّذي يكونُ في اليومِ التّاسعِ مِن ذي الحجّةِ، يتعلَّقُ بالزّمانِ، الّذي هو التّاسعُ، والمكانِ الّذي هو عرفةُ، فالمعوَّلُ عليه ما رآه أهلُ الموقفِ، فما عدّوه تاسعًا فهو التّاسع، وهو الّذي ينبغي صيامُه، والنّاسُ تَبَعٌ لهم فيه.

- ومَن ترَك مِن الفقهاءِ شأنَ أهلِ الموقفِ، فلم يبالِ بما رأَوه، ولم يراعِ في تعيينِ اليومِ التّاسعِ إلّا الزّمانَ.

- ثمّ ذهَب إلى أنّ لكلِّ قومٍ رؤيةً، وأنّه يجوزُ أن تختلفَ المطالعُ، وأن يكونَ بعضُ النّاسِ في اليومِ التّاسع، وبعضُهم في غيره. وقاسَ ذلك على اختلافِ الصّلواتِ والأذان باختلافِ البلادِ، وقال: إنّه كما يؤذِّن أهلُ كلُّ محلّةٍ، ويصلّون، بحسَبِ ما عندهم، ولا يصلّون بصلاةِ غيرِهم، ولا يؤذّنون بأذانِ غيرِهم، فكما لا يقتدون بأهلِ الموقفِ في في دخولِ الوقتِ، وفي الصّلاة، وفي الأذان، لا يقتدون بهم في تعيينِ اليومِ التّاسع.

- فمَن قال ذلك فإنّي أقولُ له: قد قِستَ مع الفارق، فإنّ الصّومَ ليس كالصّلاةِ. وأنصبُ له دليلًا واقعيًّا على أنّ اليومَ في الصّيامِ واحدٌ، لا يختلفُ باختلافِ المحالِّ، ولا يقاسُ على الصّلاة.

وهذا الفرقُ قد صيغ في بيتين مِن الشّعر ينشدهما المعلّمون شاهدين على بعضِ المسائلِ، وهما مِن كلمةٍ لجَحْدَرِ بنِ مالكٍ الحنفيِّ اللّصِّ، إذ حبَسه الحجّاجُ، وجعَل نجاتَه أن يسلم مِن الأسدِ الضّاري الجائع:

أليس اللّيلُ يجمعُ أمَّ عمرٍو ... البيتين.

وموضعُ الاستشهاد به أنّ جَحْدَرًا اكتفى مِن وصلِ حبيبتِه أمّ عمرٍو، ورضي منها، مع اختلافِ ما بينهما مِن البلادِ، بأنّه يشاركُها في ثلاثٍ: أنّه يجمعُ بينهما ليلٌ واحدٌ، ونهارٌ واحدٌ، ويطلُعُ عليهما هلالٌ واحدٌ ...، وجعَل ذلك غايةَ ما يلقاها فيه.

فنأخُذ مِن هذا دليلًا عن العربِ على أنْ لا اختلافَ في المطالع، وعلى أنّ ما قضى به الحَجِيجُ مِن أهلِ الموقفِ يلزمُ النّاسَ، لأنّ النّاسَ تبعٌ لهم في تلك الثّلاثِ: في دخولِ هلالِ الشّهر، وفي نهارِ عرَفة، وفي ليلِه، فلم يبقَ بعد ذلك مِن متمسَّكٍ يتمسّك به المخالفُ يخرُجُ به مِن حكمِ الاقتداءِ بأهل الموقفِ.

هذا المراد، والله أعلم.


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
•|  حصَل حُصُولًا  |•

ممّا يجري في اللّهجةِ الجزائريّة، قولُ أحدِهم: «حصَل الشَّوكُ في ثوبي»، يريدون أنّه عَلِق به الشَّوكُ، وبَقِي فيه، وثبَت، فلم يَنزِعْه ولم يتخلَّصْ منه. ومثلُه: «حصَلتْ يدي في الفَتحةِ، وأنا حاصلٌ في العملِ، وحصَلتْ فيَّ التُّهمةُ»، كلُّها علىٰ ذٰلك السَّنن، ويستعملون وزنَ المرّةِ يقولون: «حصَلتِ السّيّارةُ في الرَّملِ حَصْلةً شَيْنةً ...»، ومثلَ ذٰلك. وإذا أردوا التّعديةَ ضعَّفوا فقالوا: «حصَّلها فيَّ فلانٌ»، إذا جعَلها تحصُلُ فيك، وتثبُتُ عندك، وتَلصَق بك. وهي هٰكذا مِن الألفاظِ الدَّوّارةِ في لسانهم الشّائعةِ.

وهٰذا مِن فصيحِ العربيّة، وفي «العين»: «حَصَلَ الشّيءُ يحصُلُ حُصُولًا، أي: بَقِيَ وثَبَتَ وذَهَبَ ما سِواهُ، مِن حِسابٍ أو عَمَلٍ ونحوِه، فهو حاصلٌ، والتّحصيلُ: تمييزُ ما يَحصُلُ، والاسمُ: الحصيلةُ» انتهىٰ. وفي «مجمل اللّغة» لابن فارس: «وأصلُ التّحصيلِ: استخراجُ الذّهبِ مِن حجرِ المَعدِنِ، وفاعلُه محصِّلٌ».

وقد توارد الأيمّةُ علىٰ أنّ «التّحصيلَ» بمعنى التّمييزِ والكشفِ، وممّن ذكَر ذٰلك أيضًا الفرّاءُ، وأبو عبيدةَ، والباهليُّ، وذكَره المفسّرون. وجعَله ابنُ فارسٍ في «المقاييس» مِن معنى الجمعِ، وجعَل منه «حوصلةَ الطّائرِ»، ثمّ تردَّد فيه، وتبعه في معنى الجمعِ صاحبُ «الكشّاف».

والجزائريّون جرَوا في «التّحصيلِ» علىٰ قانونِ التّعديةِ، كما أعلمتُك، فسَلَكوا وجهًا، و«التّحصيلُ» الّذي هو تمييزُ ما يحصُلُ ليس منه ببعيدٍ.

ومِن صروفِ هٰذا اللّفظِ عند العرَبِ: «حاصلُ الشّيءِ ومحصولُه: بقيّتُه»، كما في «الصّحاح» عن «الدّيوان»، وهو الّذي يتكلَّم النّاسُ به اليومَ إذ يقولون: «محصولُ الزّراعة»، و«حاصلُ المالِ»، وهو الباقي بعد الحساب.

وتكلّمت العربُ بـ«المَحاصِلِ» أيضًا، فإمّا أنّه جمعُ «محصولٍ» حُذِف منه تخفيفًا، كما قالوا: مِعْراجٌ ومَعارِجُ، والقياسُ: محاصيلُ ومَعاريجُ، وإمّا أنّه جمعُ «مِحصَلٍ»، للآلةِ، فهو قياسٌ.

❏ ومِن شواهدِ العربيّةِ علىٰ «حصَل»:

- قولُ عثمان بن عفّان رضي الله عنه: «هٰذا شهرُ زكاتِكم، فمَن كان عليه دَينٌ فليُؤَدِّ دَينَه، حتّىٰ تَحصُلَ أموالُكم فتُؤدُّون منها الزّكاةَ»، أخرجه مالكٌ في «الموطّإ».

- وقولُ بَشامة بن الغدير، يذمُّ أخوّةَ أهلِ زمانِه، وكلمتُه في «المفضَّليّات»:
أم هل تَرَون اليومَ مِن أحدٍ
حصَلتْ حَصاةُ أخٍ له يُرعي


الحَصاةُ: العقلُ والرّزانة، والإرعاءُ: الإبقاءُ والمحافظةُ، يعني أنّ الإخوانَ ذٰلك اليومَ لم تبقَ لهم رزانةٌ ولا عقلٌ يحافظون بها علىٰ مَن يؤاخون، قد ذهَبت حصاتُهم مع ما ذهَب عنهم مِن خصالِ المروءةِ.

- وقال الحُطَيئةُ:
حتّىٰ إذا حصَل الأمو
رُ وصار للحَسَبِ المَصايِرْ

أنشأتَ تطلُبُ ما تَغَيْـ
ـيَرَ بعدما نَشِبَ الأظافِرْ


كأنّ المعنىٰ: ثبَتت الأمورُ، ووجَبت أحكامُها.

❏ ومِن «حَصَّل» المضعَّفِ:

- قولُ اللهِ: ﴿وحُصِّل ما في الصُّدور﴾، أي مُيِّز وبيِّن، هٰكذا فسَّروه، وعن ابنِ عبّاسٍ: «أُبرِز»، وهو أثرٌ عن التّمييز. وقد يفسَّر بجُمِع، وهو لازمٌ أيضًا.

- وما في حديثِ أبي سعيدٍ الخدريّ المتَّفقِ عليه: «بعَث عليُّ بنُ أبي طالبٍ إلىٰ رسولِ الله ﷺ مِن اليمنِ بذُهَيبةٍ في أديمٍ مقروظٍ لم تُحَصَّل مِن تُرابِها، فقسَمها بين أربعةِ نفرٍ» [البخاريّ (4351) ومسلم (1064)].

- وقال أبو طالبٍ في قصيدتِه المشهورة في السِّيَر:
فإن حُصِّلت أشرافُ عبدِ منافِها
ففي هاشمٍ أشرافُها وقديمُها

- وقال ذو الرُّمّة يخاطب صَيدَحَ ناقتَه يمدحُ بلالَ بنَ أبي بُردة:
تُناخي عند خيرِ فتًى يَمانٍ
إذا النَّكْباءُ ناوحت الشَّمالا

ندًى وتكرُّمًا ولُبابَ لُبٍّ
إذا الأشياءُ حَصَّلت الرِّجالا


قال الباهليُّ: «حصّلت: ميّزت الشّريفَ مِن الوضيع».

❏ ومِن: «المحاصل»:

- قول المخبَّل، في «الاختيارين»:
ويومُ أبي يكسومَ والنّاسُ حُضَّرٌ
علىٰ حَلَبانٍ إذ تَقَضَّىٰ مَحاصِلُه


قال الأخفش الأصغر: «تقضّىٰ مَحاصلُه: ما يُجمَعُ منه» انتهىٰ.

- وقال لبيدٌ:
وكلُّ امرئٍ يومًا سيعلمُ سعيَه
إذا حُصِّلت عند الإلٰهِ الحصائلُ


هٰكذا أنشده في «العين»، وتبعه أهلُ اللّغة، و«الحصائلُ» علىٰ هٰذا: جمعُ حَصِيلةٍ، وفي الدّيوان: «إذا كُشِّفت»، وهو تفسيرٌ، وفيه: «المَحاصِلُ».

- وقال الفرزدق:
ولا شيءَ شرٌّ مِن شريرةِ خائنٍ
يجيءُ بها يومَ ابتلاءِ المَحاصِلِ


* * *

وإذا ميَّزتَ هٰذا، نظَرتَ في استعمالِنا له، نعبِّرُ به عن معنىٰ وجودِ الشّيءِ، ووقوعِه، وإصابتِه، ونقولُ: «حصَل علىٰ كذا، وحصَّله، وهو الحاصلُ»، أي: ظَفِر به، وجمَعه، وهو الجامعُ، و«حصَل بينهم كذا» أي وقَع. وكأنّ هٰذا أثرٌ عمّا تقدَّم، لأنّ الشّيءَ إذا بقي عندك فقد ظَفِرتَ به وأحرزتَه، ولأنّك لا تميِّزُه عن غيرِه حتّىٰ تجمعَه إليك، والوقوعُ كأنّه الثّبوتُ، وهو يكونُ بمعنى البقاء.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Live stream started
Live stream finished (1 hour)
أم الناس
نُتف واضحية
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
أدعية مقترحة

غدًا يوم عرفة، أفضل موسم للدعاء على مدار العام بالنص النبوي، وأدعية عرفة مرفوعة مسموعة، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة من بعد الظهر حتى غروب الشمس، فيمكن أن تدعو بما يتيسر لك خاصة بين العصر والمغرب.

وفي هذا الملف المرفق عددٌ جيدٌ من الأدعية اجتهدت أن تكون شاملةً لأغلب حوائج الإنسان من أمر دينه ودنياه، ويمكنك أن تستعين بها، وكنت قد نشرتها غير مرةٍ من قبل وأعيد نشرها الآن لمناسبة حلول يوم عرفة.

فأحسن سؤال الله والافتقار بين يديه وأسأل الله أن يفتح لك ما انغلق وييسر لك ما تعسر ويفتح لك من خزائن فضله فتحًا لا إغلاق بعده.
قال تعالى:"أمن يجيب المضطر إذا دعاه"
فهذان وصفان يقتضيان الإجابة إذا اجتمعا: الاضطرار، والدعاء.

فكم من مسلم مضطر يتأخر كشف ضره بغفلته عن الدعاء أصلاً، أو عن تصحيحه إخلاصاً لله وتأدباً معه فيه بما يحب.

ومن أهم آدابه: التضرع والخشوع، ومن أكبر ما يبعث عليه: الرغبة أو الطمع فيه أو الرهبة والخوف منه، ولذا أمر الله تعالى الداعي أن يستصحب ذلك فقال سبحانه: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"، قال تعالى:"وادعوه خوفاً وطمعاً"، ووصف بذلك خير الداعين الذين استجاب لهم فقال: "إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين".

والخشوع والتضرع والخوف والرهبة من آثار شهود عظمة الرب تعالى وكماله وجلاله، والرغبة والطمع والرجاء من آثار شهود جلاله، ويتضمن ذلك أنه تعالى مالك النفع والضر وبيده العطاء والمنع، وإليه مرجع الأمور، ولذا كان تقديم الثناء على الله تعالى بين يدي الدعاء من أهم آدابه المفضية لاستجابته، لإعانته على هذا الاستحضار، وكذا الدعاء في الصلاة ولاسيما حال السجود، وبعد قراءة القرآن العظيم والذكر.
فالدعاء يحتاج إلى استعداد قلبي بهذه الأمور التي تجعل العبد في حال تستنزل الإجابة وربما قوي الاستعداد حتى تسبق الإجابة النطق بالسؤال.


وهذا الاستعداد من أهم العمل الصالح الذي يرفع الدعاء
قال تعالى: "إليه يصعد الكلمُ الطيب، والعملُ الصالح يرفعه"
من الكلم الطيب: الدعاء.
قال وهب بن منبه:"مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتَر"
ومن أهم مقتضيات إجابة الدعاء: السلامة من موانعها.
ومجمع موانع الدعاء: الاعتداء فيه، وصوره كثيرة.
أغلظها ما يتعلق بالمدعو: كعدم إخلاص الدعاء له؛ بالشرك كبيره وصغيره، جليه وخفيه.
ومنها ما يتعلق بحال الداعي: كالغفلة، وعدم الحضور والخشوع والتضرع.
ومنها ما يتعلق بمضمون الدعاء نفسه: كالدعاء بما لا يليق، وهذا يقتضي فقهاً في الدين وتعلماً، فإن الداعي قد يأثم بدل أن يؤجر.
بعض الأدعية تكون إجابتها شراً على صاحبها، فإن الدعاء سلاح قوي فليحذر الداعي أن يستعمله فيما يضر به نفسه ومن يحب، ومن لا يجوز إلحاق الضرر به
***
قال الإمام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: "كم من عبد دعا دعاءً غيرَ مباح، فقُضيت حاجتُه في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة"
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (2: 214)
وقال: "قد يغلب على أحدهم ما يجده من حب أو بغض لأشخاص؛ فيدعو لأقوام وعلى أقوام بما لا يصلح، فيستجاب له، ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء"
الاقتضاء (2: 220)
https://t.me/arrewayahalthkafh
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك.

اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وأكرمنا، وبارك لنا، وسدّدنا، وعافنا، وأرشدنا، وارزقنا، وانفعنا، واجبرنا، وارفعنا.

يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم صلّ على محمّد، وعلى آل محمّد، وسلّم تسليما، وزده تشريفا وتكريما.

نُتف واضحية
نُتف واضحية
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك. اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وأكرمنا، وبارك لنا، وسدّدنا، وعافنا، وأرشدنا، وارزقنا، وانفعنا، واجبرنا،…
•|  تهانئ  |•

كلَّ عامٍ أنتم بخير، أحبَّتَنا في الله، عيدكم مباركٌ سعيدٌ، تقبّل الله منّا ومنكم الدّعوات، والصّالحات، وحقّق لنا ولكم الأمنيّات، ولا لقيتم إلّا مسرّاتٍ ومبرّات.

بالبَسَماتِ البادِيَهْ
وبالتّحايا الشّادِيَهْ

وبرَكاتِ ربِّنا
رائحةً وغادِيَهْ

أَشهَدُ عيدي ناضِرًا
مبتهجًا فؤادِيَهْ

ورحمةٍ عميمةٍ
لذي هَواي فادِيَهْ

قد نصَرتْ وليَّهُ
ودمَّرتْ أعاديَهْ

وكان عيدُه ندًى
يسقي له صوادِيَهْ

بنَفَحاتٍ وجدًى
يَملأُ منها واديَهْ

قد شَمِلتْه ريحُها
في حضَرٍ وبادِيَهْ

وذُلِّلتْ قُطوفُها
تخُصُّه منادِيَهْ

عيدٌ سعيدٌ طيِّبٌ
يرُدُّ عنّا العادِيَه


- جوابًا لقولِ الفاضل محمّد بن طوق المرّيّ:

رسالتي أبعثها
لِساكِنِي فُؤادِيَهْ

إليكمُ تهنئتي
يسبقها وِدادِيَهْ

لا زالت النُّعْمى عليـ (م)
ـكمْ حلوةً مُواتِيَهْ

ودمتمُ في رَغَدٍ
يَكسُوه ثوبُ العافِيَهْ


- وأجابها الفاضل أحمد بن مجدي قطب فقال:

يا حبّذا تهنئةٌ
بالبرَكات هامِيَهْ

وافتْ بعيدٍ فوفَتْ
ونِعمَت البُشرى هِيَهْ

تُثبِتُ في قلبِ الفتى
من الودادِ صافِيَهْ

مُنعِشةً لرُوحِهِ
ولِلعناءِ نافِيَهْ

يا ربِّ حقِّق الرَّجا
وزِدْ نعيمًا راجِيَهْ


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Forwarded from بوارق من الكتاب (خبيب الواضحي)
قول الله سبحانه: ﴿ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضُهم بتابعٍ قبلةَ بعضٍ ...﴾

❏ فيه: أنّ مِن شأنِ النّفوسِ التّشبُّثَ بما تعتقدُ، والتّحيُّزَ لما سَبَق إليها، ولا تتركَه لما عليه غيرُها، ولو بُيِّنت معالمُه، وانبسطت حُجَجُه، وسَلِمتْ مآخذُه، وذلك لأنّ في النّفوسِ حبَّ العلوِّ، وكراهةَ التّواضع.

❏ وفيه أنّ العلمَ قد يكونُ غيرَ نافعٍ صاحبَه، فيُؤتَى المرءُ الكتابَ، ثمّ يتّخذه وراءَه ظهريًّا، وإنّ في الكتابِ للحكمَ السَّديد، والرّأيَ الرّشيد.

❏ وفيه أنّ الثّباتَ على الرّأيِ إنّما يوجبُ المذمّةَ إذا كان في معارَضةِ الآياتِ، وجحْد الحجج البيّنات، وتقليدِ الآباء والأجداد، والأخذ بالكبرياء والعناد، فأمّا إذا كان قائمًا على أساسِ الدّليلِ، جاريًا بمقتضى التّحرّي والنَّظر، أو كان بقاءً على أصل السّلامة، وتوقّيًا لشَيمِ كلّ بارق، وتصديق كلّ شارق، واتّباع كلّ ناعق، دهَشًا بالجديد، وملالًا مِن التّليد، فإنّه يكونُ ممدوحًا، فمِن أجلِ ذلك وجَب على صاحبِ الحقِّ الّذي حقَّق براهينَه، وكان منه على بيِّنةٍ مِن ربِّه، أن يكونَ ثابتًا عليه، مستيقنًا به قلبُه، ساكنةً له نفسُه، ولا ينقلبَ ولا يرتاب، وموضعُ ذلك مِن الآيةِ أن جعَل ربُّنا مِن خبَر نبيِّه أنّه لا يأتي منه أن يتبعَ قبلةَ أهل الكتاب، وقال له في مواضع: ﴿قل إنّي على بيّنة مِن ربّي وكذّبتم به﴾، ﴿اعملوا على مكانتكم إنّا عاملون وانتظروا إنّا منتظرون﴾.

❏ ويخلصُ منه أيضًا أنّ الرّجلَ إذْ يجزمُ بما عنده، ويستيقنُه، ويوسعُ له قلبَه، ويصونه، ولا يسامحُ فيه، يمكنه أن يخاطِبَ مَن يخالفُه، ويعاملَه بمقتضى المساكنة والمعايشة، وأنّه لا يلزمُ مِن اعتقادِ الحقِّ أن يُبغى به على الخلقِ، ويُجعَل الحقُّ غرَضًا للخصوماتِ، بل هو أنفسُ مِن ذلك، يُصانُ، وتعرفُ له كرامتُه. ويؤخذ هذا مِن الآيةِ مِن موضعين:

- مِن قولِه: ﴿ولئن أتيتَ الّذين أوتوا الكتاب بكلِّ آيةٍ﴾، وهو يقضي بمداخلتهم ومناقشتهم وحوارهم ومجادلتهم، أشدَّ المجادلة.

- ومِن قولِه: ﴿وما أنت بتابعٍ قبلتهم﴾، فإنّ تركَ اتّباعها لا يكونُ مدحًا للتّارِكِ إلّا إذا كان يجدُ السّبيلَ إلى اتّباعِها، ولا سبيلَ إلى اتّباعِها إلّا بدعوةِ أهلِها إليها، وقيامهم بها، وذلك إذا داناهم، فإذا وجَد أسبابَها ثمّ ترك اتّباعَها فهو الجازمُ بما عنده الممدوح، وأمّا مَن تركها لأنّه انفرد بنفسِه، ولم يخالطْ، فهذا لا يمدحُ بتركها، والله أعلم.

❏ وفيه أيضًا أنّ أهلَ الباطلِ لا يتّفقون، بل لا يزالون مختلفين، يغلِّطُ بعضُهم بعضًا، ويتولَّى بعضُهم عن بعضٍ، وذلك دأبهم الّذي وصفهم الله به: ﴿ولا يزالون مختلفين إلّا مَن رحم ربُّك﴾.

والله أعلم.

= من القديم.
•|  عظةُ والدٍ مشفق  |•

أبياتٌ وقعتْ لي، ينشدها كلُّ والدٍ مشفقٍ على ولدِه، حَدِبٍ عليه، نقلتُها مِن مخطوطةٍ، يقولُ فيها عبد الحميد بن أحمد بن عبد الصّمد عظةً لابنه العميد أبي القاسم:

بنيِّ، كنتُ ابنَ خمسٍ حين مات أبي
مضَيَّعًا غيرَ ذي جاهٍ وذي نَشَبِ

فاللهُ علَّمني واللهُ أدَّبني
ونلتُ ما نلتُه بالفضلِ والأدَبِ

أتعبتُ نفسيَ في الآدابِ أطلُبُها
فراحتي هٰذه مِن ذٰلك التَّعَبِ

وأنت فِلْذةُ كَبْدي، ليس غيرُك لي
فاجهَد كما جَهَدت نفسي لتَلحَقَ بي

لك الفراغُ وأسبابٌ مهيَّأةٌ
فحَصِّل العلمَ، لا تَركَن إلىٰ لَعِبِ

فإنّما الفضلُ جاهٌ غيرُ منتقِصٍ
للمرءِ والعلمُ مالٌ غيرُ مُستَلَبِ

ماذا تقولُ إذا قصَّرتَ عن عُصَبٍ
ليسوا ذوي حسَبٍ فينا ولا نَسَبِ

ألستَ تأنَفُ إن سادوك في شرفٍ
ولستَ تَسخَطُ إن فاقوك في الرُّتَبِ

فاغضَبْ لنفسِك عن ذلٍّ ومنقصةٍ
واصرفْ إلى العلمِ كلَّ الحرصِ والطَّلَبِ

فبلَّغ اللهُ نفسي فيك مُنيَتَها
وكنتَ بعدي كما قد كنتُ بعد أبي


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
قضية متعلقة بمراتب الكتب..
.
.
يُسأل شيوخ العلم في العادة عن مراتب الكتب الدرسية والمتون العلمية، فيجيبون بما يتهيأ في المعرفة أحيانا وبما يحضر في الخاطر أحيانا، ولما كانت العادة ترتيب الكتب في ثلاث مراتب: مختصرات ومتوسطات ومطولات، فإن كثيرا ممن يجيب في هذه المسألة ينظر إلى أحجام الكتب فيجعل ذلك معيارا. ويثعجِله السائل عن النظر في أسباب الترتيب الأخرى مما هو أهم في التقدير وأولى بالتقديم.
.
والكتب لا ترتب بأحجامها، وإنما بضروبها، فرب كتاب مختصر الحجم، مقتضب العبارة، هو الغاية في بابه، ورب كتاب آخر كثير الأجزاء، أوجب طولَه بسطُ العبارة لا كثرة المسائل، وإسهاب الشرح والتمثيل لا تنوع الصور والقضايا. فإن الكلام كما قال الخليل رحمه الله: يبسط ليفهم، ويوجز ليحفظ. ثم إن لأهل كل زمان عوائد في العبارة والشرح والتفهيم يختلف معها الكتاب طولا واختصارا، فيوصل بالكتاب الطويل المعاصر إلى الكتاب المختصر المتقدم.
.
والقصد أنه لا ينبغي للمسؤول أن يستعجل الإجابة مع العلم، ولا أن يجيب-أصلا!-مع الجهل، فإن ترتيب التحصيل للطالبين محجة أو مزلة، ودلالتهم على الأوفق لهم والأبلغ بهم نصيحة أو خيانة. نسأل الله العظيم أن يجعلنا منارات هدى لا محارات هوى. والله الموفق.
.
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما.

اللهم لا يخز أهلنا وأنت ربهم.

اللهم لا يخزوا بتخلينا عنهم، إنك أنت الولي النصير.

اللهم أنج المستضعين من أهل غزة وأكناف بيت المقدس، وأفرغ على المجاهدين صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم.
•|  الغوص على الحقائق  |•

العالمُ الحاذقُ: «مَن لم يَرضَ مِن المعرفةِ بظاهرِ السِّمةِ دون البحثِ عن باطنِ العِلّةِ، ولم يَقنَعْ في الأمرِ بأوائلِ البرهانِ، حتّىٰ يَستشهِدَ لها دلائلَ الامتحان».

الخطّابيُّ في «بيان إعجاز القرآن» (ص: 25، ط المعارف).

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية