شيخنا العلامة المؤرخ المسند المعمّر محمد مطيع الحافظ الدمشقي حفظه الله تعالى وسلمه وعافاه وشفاه ومتّع به في مجالس صحيح مسلم المنعقدة هذه الأيام في اصطنبول وقد ناهز التسعين، يجلس للطلاب مجلسين في اليوم، مجموعهما أكثر من سبع ساعات، هذا وقد صادف أن مرض هذه الأيام وما حجزه ذلك عن حضور مجلسٍ وَعَد بحضوره وهو على هذه الحال، ولو حضره مستلقيًا.
اللهم فانفعنا بشيوخنا، وارزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا، وهمة ترفعنا وتصلحنا بها، وثباتًا على ذلك كله، في صحة وعافية في الدين والدنيا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا يا كريم يا معلم آدم وإبراهيم"..
اللهم فانفعنا بشيوخنا، وارزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا، وهمة ترفعنا وتصلحنا بها، وثباتًا على ذلك كله، في صحة وعافية في الدين والدنيا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا يا كريم يا معلم آدم وإبراهيم"..
نبع العلوم
Photo
• سيُختم صحيحُ مسلم الساعة الساعة الثانية بعد الظهر إن شاء الله على الشيخ العلامة مُلحِق الأحفاد بالأجداد: محمد مطيع الحافظ حفظه الله، وثلة من كبار المشايخ المسندين، فاحضروا مجلس الختم وأسمِعوه مباشرًا أبناءكم ولو كانوا صغارًا؛ يصلوا إن شاء الله آخرَ هذه الأمة بأوّلها.
• رابط البث الماشر في اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/EXs1qHMAxV4?si=iQEIrIMS7X9N6bkP
• رابط البث الماشر في اليوتيوب:
https://www.youtube.com/live/EXs1qHMAxV4?si=iQEIrIMS7X9N6bkP
Forwarded from همع| الأسماء الحسنى
﷽
الحمد لله الحي القيوم الذي له المثل الأعلى في السمٰواتِ والأرض، وله الأسماء الحُسنى ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾.
إن أعظم الناس حظًّا من اصطفاه الله تعالى لمعرفته، والناس يتفاضلون في هذه المعرفة بحسب ما بين الله تعالى في كتابه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖفَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ فهذه الأصناف بينها قدر مشترك من المعرفة، وقدر زائد بحسب ما فضّل الله به بعضهم على بعض من العلم والنور والهدى ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ﴾ و ﴿اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾
ومن اجتهد متطلِّبًا معرفة الله تعالى
بالاعتبار في آياته الكونيّة، وتدبر آياته الشرعيّة بما فيها الفقه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ فإن قلبه سيمتلئ محبّة وتعظيمًا للخالق سبحانه والمحبة والتعظيم هما حقيقة (الألوهيّة) التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له؛ وبحسب ما في قلب العبد من التعظيم لله يكون انزجاره عن المعاصي، وبحسب ما يكون في قلبه من المحبّة لله يكون إقباله على الطاعات والقربات، وأنسه بها، واستعذابه المشقّة فيها..
ولابن القيم عارف العلماء، وعلامة العارفين، كلمة قيّمة في كتابه طريق الهجرتين يقول فيها:
"السَّير إلى الله تعالى من طريق الأسماء والصفات شأنه عجب، وفتحه عجب، صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مُسْتَلقٍ على فراشه من غير تعب، ولا مكدود، ولا مُشتَّتٌ عن وطنه، ولا مُشرَّد عن سكنه".
هذا وينبغي أن يكون للطالب مزيد اختصاص وعناية بهذا الباب العظيم من العلم؛ ولذا استعنت بالله في إنشاء هذه القناة، لمذاكرة بعض مسائله، والتنويه بأبرز ما صنف فيه، تبعًا أو استقلالًا، وقرنتها بهذه العناوين ليسهل ضمّ النظير إلى نظيره، والله الموفق:
#الاسم_الأعظم
#تفسير_الأسماء_الحسنى
#فقه_الأسماء_الحسنى
#من_أحصاها
#دلالة_الاقتران
#آثار_وسلوك
#مصنفات
#منظومات
#مواضيع
#شذرات
#دروس
#خطب
الحمد لله الحي القيوم الذي له المثل الأعلى في السمٰواتِ والأرض، وله الأسماء الحُسنى ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾.
إن أعظم الناس حظًّا من اصطفاه الله تعالى لمعرفته، والناس يتفاضلون في هذه المعرفة بحسب ما بين الله تعالى في كتابه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖفَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ فهذه الأصناف بينها قدر مشترك من المعرفة، وقدر زائد بحسب ما فضّل الله به بعضهم على بعض من العلم والنور والهدى ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ﴾ و ﴿اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾
ومن اجتهد متطلِّبًا معرفة الله تعالى
بالاعتبار في آياته الكونيّة، وتدبر آياته الشرعيّة بما فيها الفقه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ فإن قلبه سيمتلئ محبّة وتعظيمًا للخالق سبحانه والمحبة والتعظيم هما حقيقة (الألوهيّة) التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له؛ وبحسب ما في قلب العبد من التعظيم لله يكون انزجاره عن المعاصي، وبحسب ما يكون في قلبه من المحبّة لله يكون إقباله على الطاعات والقربات، وأنسه بها، واستعذابه المشقّة فيها..
ولابن القيم عارف العلماء، وعلامة العارفين، كلمة قيّمة في كتابه طريق الهجرتين يقول فيها:
"السَّير إلى الله تعالى من طريق الأسماء والصفات شأنه عجب، وفتحه عجب، صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مُسْتَلقٍ على فراشه من غير تعب، ولا مكدود، ولا مُشتَّتٌ عن وطنه، ولا مُشرَّد عن سكنه".
هذا وينبغي أن يكون للطالب مزيد اختصاص وعناية بهذا الباب العظيم من العلم؛ ولذا استعنت بالله في إنشاء هذه القناة، لمذاكرة بعض مسائله، والتنويه بأبرز ما صنف فيه، تبعًا أو استقلالًا، وقرنتها بهذه العناوين ليسهل ضمّ النظير إلى نظيره، والله الموفق:
#الاسم_الأعظم
#تفسير_الأسماء_الحسنى
#فقه_الأسماء_الحسنى
#من_أحصاها
#دلالة_الاقتران
#آثار_وسلوك
#مصنفات
#منظومات
#مواضيع
#شذرات
#دروس
#خطب
Forwarded from إحياء البيان
❁ مقدمات أجزاء كتاب البصائر والذخائر | قراءة: علي العامري
• مقدمة الجزء الأول:
https://youtu.be/MjsIwO2Z2z4?si=1L_a0lczvcmRfwFT
❁ إحياء البيان
• مقدمة الجزء الأول:
https://youtu.be/MjsIwO2Z2z4?si=1L_a0lczvcmRfwFT
❁ إحياء البيان
YouTube
مقدمة الجزء الأول من كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي | علي العامري
• هذه سلسلة لقراءة مقدمات أجزاء كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي | قراءة: علي العامري.
وهو الكتاب السابع والثلاثون من كتب برنامج إحياء البيان لقراءة كتب الأدب.
• وهذا رابط الإعلان عن قراءة كتب أبي حيان التوحيدي الأدبية:
https://t.me/ehyaa7/2810…
وهو الكتاب السابع والثلاثون من كتب برنامج إحياء البيان لقراءة كتب الأدب.
• وهذا رابط الإعلان عن قراءة كتب أبي حيان التوحيدي الأدبية:
https://t.me/ehyaa7/2810…
• روى أبو حيان التوحيدي رحمه الله حديث "فحجّ آدم موسى" عليهما وعلى نبينا السلام، ثم قال:
«وهذا الحديث الذي رويتُه لك هو الذي استفاض بين رواة الأثر وحملة الخبر، والمتكلمون يعتريهم عنده وعند أمثاله قُشَعريرة وتنكّر، ولو حُمل الأمر على رأيهم في جميع أركان الشريعة سقط ثلثا الشريعة وحصل الثلث.
وما أحوج الناظر في الدين إلى حُسن الظن واليقين، وإلى مَتنٍ مَتِين فيه، فإنه متى حاول معرفةَ كل شيء بالرأي والقياس كَلَّ ومَلَّ، ومتى استرسل مع كل شيء زَلَّ وضَلَّ، والاعتدالُ بينهما: الجمعُ بين الرأي والأثر، والقياسِ والخبر، مع التخفّف إلى ما بان وأَشرق، والتوقّف عما أَبهم وأغلق».
[البصائر والذخائر]
❁ نبع العلوم
«وهذا الحديث الذي رويتُه لك هو الذي استفاض بين رواة الأثر وحملة الخبر، والمتكلمون يعتريهم عنده وعند أمثاله قُشَعريرة وتنكّر، ولو حُمل الأمر على رأيهم في جميع أركان الشريعة سقط ثلثا الشريعة وحصل الثلث.
وما أحوج الناظر في الدين إلى حُسن الظن واليقين، وإلى مَتنٍ مَتِين فيه، فإنه متى حاول معرفةَ كل شيء بالرأي والقياس كَلَّ ومَلَّ، ومتى استرسل مع كل شيء زَلَّ وضَلَّ، والاعتدالُ بينهما: الجمعُ بين الرأي والأثر، والقياسِ والخبر، مع التخفّف إلى ما بان وأَشرق، والتوقّف عما أَبهم وأغلق».
[البصائر والذخائر]
❁ نبع العلوم
Forwarded from هَمْعُ السِّيرَة
#سلسة_نظم_السيرة
الحلقة التاسعة: (من أردفهم النبي ﷺ معه).
➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖ ➖
للعلامة محمد علي بن محمد بن عَلّان البكريّ الصدِّيقيّ الشافعيّ المكيّ (ت ١٠٥٧) المحدّث المفسّر شيخ أبي المواهب علامة الشام ومفتي #الحنابلة في عصره (ت١١٢٦).
نظم لطيف فيمن أردفهم نبيّنا وحبيبنا ﷺ على دابّته فشرفوا بهذه الخصيصة، وحفظت أسماؤهم في ثنايا السيرة المطهّرة الشريفة..
🌹 ▫️ قال -رحمه الله- في شرحه على رياض الصالحين المسمّى بدليل الفالحين لطرق رياض الصالحين:
"وقد تتبعت الذين أردفهم النبي ﷺ معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين وجمعتهم في جزء سميته (تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف) وقد نظمت اسم جماعة منهم وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
▫️ لقد أردف المختار طه جماعةً
فسنّ لنا الإرداف إن طاق مركبُ
▫️ أبو بكر عثمان عليّ أسامة
سهيل سويد جبرئيل المقربُ
▫️ صفيّة والسِّبطان ثم ابن جعفر
معاذ وقيس والشّريد المهذبُ
▫️ وآمنة مع خولة وابن أكوع
وزيد أبو ذرّ سما ذاك جندبُ
▫️ معاوية زيد وخَوّات ثابت
كذاك أبو الدرداء في العدّ يُكتبُ
▫️ وأبناء عباس وابن أسامة
صُدَيّ بن عجلان حذيفة صاحبُ
▫️ كذلك جا فيهم أبو هرّ من روى
ألوفًا من الأخبار تُروى وتكتبُ
▫️ وعدّ من الإرداف ياذا أسامة
هو ابن عُمير ثم عقبة يحسبُ
▫️ وأردف غلمانًا ثلاثًا كذا أبو
إياس وأنثى من غِفار تقرّبُ
▫️ وأردف شخصًا ثم أردف ثانيًا
وما سُمِّيا فيما روى يا مهذبُ
▫️ أولئك أقوامٌ بقرب نبيّهم
لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرّبُ".
جعلني الله وإياكم من عبّاده المقرّبين، وشرّفنا بوِرد حوض نبيّنا وحبيبنا ﷺ غير مُبدّلين ولا مصروفين..
🪶 هَمْعُ السِّيرة
الحلقة التاسعة: (من أردفهم النبي ﷺ معه).
للعلامة محمد علي بن محمد بن عَلّان البكريّ الصدِّيقيّ الشافعيّ المكيّ (ت ١٠٥٧) المحدّث المفسّر شيخ أبي المواهب علامة الشام ومفتي #الحنابلة في عصره (ت١١٢٦).
نظم لطيف فيمن أردفهم نبيّنا وحبيبنا ﷺ على دابّته فشرفوا بهذه الخصيصة، وحفظت أسماؤهم في ثنايا السيرة المطهّرة الشريفة..
"وقد تتبعت الذين أردفهم النبي ﷺ معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين وجمعتهم في جزء سميته (تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف) وقد نظمت اسم جماعة منهم وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
فسنّ لنا الإرداف إن طاق مركبُ
سهيل سويد جبرئيل المقربُ
معاذ وقيس والشّريد المهذبُ
وزيد أبو ذرّ سما ذاك جندبُ
كذاك أبو الدرداء في العدّ يُكتبُ
صُدَيّ بن عجلان حذيفة صاحبُ
ألوفًا من الأخبار تُروى وتكتبُ
هو ابن عُمير ثم عقبة يحسبُ
إياس وأنثى من غِفار تقرّبُ
وما سُمِّيا فيما روى يا مهذبُ
لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرّبُ".
جعلني الله وإياكم من عبّاده المقرّبين، وشرّفنا بوِرد حوض نبيّنا وحبيبنا ﷺ غير مُبدّلين ولا مصروفين..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
ذكر #الإمام_الشافعي رحمه الله ورضي عنه -في كتاب الأقضية من #كتاب_الأم في باب شهادة أهل الأهواء- كلامًا شريفًا عاليًا مستنيرًا، مفتقَرًا إلى مثله يوم أن كان للعصبية مستند صحيح؛ إذ كانت بالعلم للعلماء، وبالإسلام لأهل الإسلام، وللمذاهب الصحيحة، وللآباء صَلِيبة، وافتقارنا إليه وإلى مثله اليوم -بعد الوحيين- أشد، إذ تعصّب الناسُ بالجَهل للجُهّال، وبالكفر للكفار، وللمذاهب المرذولة، وللآباء المدّعاة؛ فقال في شهادة أهل العصبية:
«مَن أظهر العصبيّةَ بالكلام؛ فدَعا إليها، وتألف عليها، وإن لم يكن يُشهِر نفسَه بقتالٍ فيها؛ فهو مردودُ الشهادة؛ لأنّه أتى محرَّمًا لا اختلاف بين علماء المسلمين عَلِمتُه فيه.
الناسُ كلُّهم عبادُ الله تعالى، لا يخرج أحدٌ منهم مِن عبوديته، وأَحقُّهم بالمحبة أَطوَعُهم له، وأَحقُّهم مِن أهل طاعته بالفضيلة أَنفعُهم لجماعة المسلمين؛ مِن إمامٍ عَدلٍ، أو عالِمٍ مجتهدٍ، أو مُعينٍ لعامّتهم وخاصّتهم، وذلك أنّ طاعةَ هؤلاء طاعةٌ عامّةٌ كثيرةٌ؛ فكثيرُ الطاعة خيرٌ مِن قليلها، وقد جمع الله تعالى الناسَ بالإسلام ونَسَبهم إليه؛ فهو أشرف أنسابهم.
فإن أحبَّ امرؤٌ فليُحِبّ عليه، وإن خَصَّ امرؤٌ قومَه بالمحبة -ما لم يَحمِل على غيرهم ما ليس يَحِلُّ له- فهذا صِلَةٌ، ليست بعصبية، وقَلّ امرؤٌ إلا وفيه مَحبوبٌ ومكروه، فالمكروهُ في محبةِ الرجلِ مَن هو مِنه: أن يَحمِل على غيره ما حَرّم اللهُ تعالى عليه مِن البغيِ، والطعنِ في النسب، والعصبيةِ، والبغضةِ على النسب لا على معصية الله، ولا على جنايةٍ مِن المبغِض على المبغَض، ولكن بقوله: "أُبغِضه؛ لأنّه مِن بني فلان"، فهذه العصبيةُ المَحضةُ التي تُردُّ بها الشهادة.
فإن قال قائل: ما الحجة في هذا؟ قيل له: قال الله تبارك وتعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾، وقال رسول الله ﷺ «وكونوا عباد الله إخوانا»؛ فإذا صار رجلٌ إلى خلاف أمر الله تبارك وتعالى اسمُه وأمرِ رسول الله ﷺ -بلا سببٍ يُعذَر به يَخرُجُ به مِن العصبية- كان مُقيمًا على معصيةٍ لا تأويل فيها، ولا اختلاف بين المسلمين فيها، ومَن أقام على مثل هذا كان حقيقًا أن يكون مردودَ الشهادة».
ولقد أفادني بهذا النصّ شيخنا وحبيبنا الشيخ عمرو الشرقاوي، جزاه الله خيرًا ونفع به وبارك فيه.
❁ نبع العلوم
«مَن أظهر العصبيّةَ بالكلام؛ فدَعا إليها، وتألف عليها، وإن لم يكن يُشهِر نفسَه بقتالٍ فيها؛ فهو مردودُ الشهادة؛ لأنّه أتى محرَّمًا لا اختلاف بين علماء المسلمين عَلِمتُه فيه.
الناسُ كلُّهم عبادُ الله تعالى، لا يخرج أحدٌ منهم مِن عبوديته، وأَحقُّهم بالمحبة أَطوَعُهم له، وأَحقُّهم مِن أهل طاعته بالفضيلة أَنفعُهم لجماعة المسلمين؛ مِن إمامٍ عَدلٍ، أو عالِمٍ مجتهدٍ، أو مُعينٍ لعامّتهم وخاصّتهم، وذلك أنّ طاعةَ هؤلاء طاعةٌ عامّةٌ كثيرةٌ؛ فكثيرُ الطاعة خيرٌ مِن قليلها، وقد جمع الله تعالى الناسَ بالإسلام ونَسَبهم إليه؛ فهو أشرف أنسابهم.
فإن أحبَّ امرؤٌ فليُحِبّ عليه، وإن خَصَّ امرؤٌ قومَه بالمحبة -ما لم يَحمِل على غيرهم ما ليس يَحِلُّ له- فهذا صِلَةٌ، ليست بعصبية، وقَلّ امرؤٌ إلا وفيه مَحبوبٌ ومكروه، فالمكروهُ في محبةِ الرجلِ مَن هو مِنه: أن يَحمِل على غيره ما حَرّم اللهُ تعالى عليه مِن البغيِ، والطعنِ في النسب، والعصبيةِ، والبغضةِ على النسب لا على معصية الله، ولا على جنايةٍ مِن المبغِض على المبغَض، ولكن بقوله: "أُبغِضه؛ لأنّه مِن بني فلان"، فهذه العصبيةُ المَحضةُ التي تُردُّ بها الشهادة.
فإن قال قائل: ما الحجة في هذا؟ قيل له: قال الله تبارك وتعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾، وقال رسول الله ﷺ «وكونوا عباد الله إخوانا»؛ فإذا صار رجلٌ إلى خلاف أمر الله تبارك وتعالى اسمُه وأمرِ رسول الله ﷺ -بلا سببٍ يُعذَر به يَخرُجُ به مِن العصبية- كان مُقيمًا على معصيةٍ لا تأويل فيها، ولا اختلاف بين المسلمين فيها، ومَن أقام على مثل هذا كان حقيقًا أن يكون مردودَ الشهادة».
ولقد أفادني بهذا النصّ شيخنا وحبيبنا الشيخ عمرو الشرقاوي، جزاه الله خيرًا ونفع به وبارك فيه.
❁ نبع العلوم
❁ زَينُ الحديث: الإسنادُ.
• روى أبو حيان التوحيدي رحمه الله عن عطاء بن أبي رباح أنّه قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول:
يا أيها الناس اتقوا الله عزّ وجلّ، ولا يحملكم العُسرُ أن تطلبوا الرزق من غير حِلّه، فإني سمعت رسولَ الله ﷺ يقول:
"اللهم احشرني في زمرة المساكين، ولا تحشرني في زمرة الأغنياء، فإنّ [أشقى]* الأشقياء مَن جُمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة".
ثم قال التوحيدي:
«هذا الحديث رواه لنا أبو بكر الشافعي ببغداد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وإنّما أحذف الإسنادَ لأنّ الغرضَ يقرُب، والمرادَ يسهل، والإسنادُ يطيل، ويُمِلّ المستفيد.
على أن الإسناد: زَينُ الحديث، وعلامةُ السنة، وسببُ الرواية».
[البصائر والذخائر]
* ما بين المعقوفتين سقطٌ في المطبوع مستدرَكٌ من مخطوطة للكتاب.
❁ نبع العلوم
• روى أبو حيان التوحيدي رحمه الله عن عطاء بن أبي رباح أنّه قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول:
يا أيها الناس اتقوا الله عزّ وجلّ، ولا يحملكم العُسرُ أن تطلبوا الرزق من غير حِلّه، فإني سمعت رسولَ الله ﷺ يقول:
"اللهم احشرني في زمرة المساكين، ولا تحشرني في زمرة الأغنياء، فإنّ [أشقى]* الأشقياء مَن جُمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة".
ثم قال التوحيدي:
«هذا الحديث رواه لنا أبو بكر الشافعي ببغداد سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وإنّما أحذف الإسنادَ لأنّ الغرضَ يقرُب، والمرادَ يسهل، والإسنادُ يطيل، ويُمِلّ المستفيد.
على أن الإسناد: زَينُ الحديث، وعلامةُ السنة، وسببُ الرواية».
[البصائر والذخائر]
* ما بين المعقوفتين سقطٌ في المطبوع مستدرَكٌ من مخطوطة للكتاب.
❁ نبع العلوم
تلاوة من سورة آل عمران
القارئ إلياس حجري
❁ ليس في الدنيا كلام يبلُغ أن يقرأه الإنسان أو يستمع إليه بكُلِّ قلبه وروحه وجوارحه غير القرآن، تعرف ذرّات خلاياه أنّه كلام بارئها، فسبحان مَن هذا كلامه، وزاد الله القارئ من فضله.
❁ نبع العلوم
❁ نبع العلوم
Forwarded from همع| الأسماء الحسنى
رائية_الصرصري_في_الثناء_على_الله_ونبيه.pdf
344.5 KB
من بديع شعر #الصرصري -رحمه الله- رائيته في الثَّناء على الله تعالى بنظم أسمائه الحسنى، ثم بذكر آلائه التي أعظمها اتباع رسول ﷺ والاهتداء بسنته، متخلصًا بذلك إلى مدح النبيّ ﷺ.
فقرن فيها بين الثناء على الله تعالى وعلى نبيه ﷺ؛ لذا انتخبتها للنشر في قناتَيْ:
همع| الأسماء الحسنى.
و
هَمْعُ السِّيرة.
هذا.. وإن لشيخنا الشيخ: عامر بهجت -حفظه الله- السبق في التنويه بشعر الصرصري، ونشر منتخبات منه، فنحن به مقتدون.
فقرن فيها بين الثناء على الله تعالى وعلى نبيه ﷺ؛ لذا انتخبتها للنشر في قناتَيْ:
همع| الأسماء الحسنى.
و
هَمْعُ السِّيرة.
هذا.. وإن لشيخنا الشيخ: عامر بهجت -حفظه الله- السبق في التنويه بشعر الصرصري، ونشر منتخبات منه، فنحن به مقتدون.
Forwarded from محمد مصطفى عبد المجيد
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
والله ما كان أحد من خلق الله خليقًا بخلافة رسول الله ﷺ غير الصديق عليه رضوان الله وسلامه، وإنّ قراءة الخبر الواحد من أخباره ليزيد القلب إيمانًا، وإني لأشهد الله على محبته، ومحبة من يحبه، وأني لا أقدّم عليه أحدًا من الناس بعد رسول الله ﷺ، جمعني الله وإياكم به في زمرة حبيبنا الأعظم نبينا ﷺ، في جنات النعيم، ممتّعين بلذة النظر إلى وجه ربنا الكريم، اللهم آمين آمين.
Forwarded from نُتف واضحية (خبيب الواضحي)
•| خِيَرةٌ مِن نُظُم الأصول الجوامع |•
❏ سألتَني:
أترشّحُ للطّالب في علمِ الأصول حفظَ «مراقي السُّعود»، والانتقاءَ مِن «مرتقى الوصول» و«الكوكب»؟
❏ فقلتُ لك:
قواعدُ «علمِ أصولِ الفقهِ»، وأمّاتُ مسائلِه، وجمهورُ أبوابِه وفصولِه، ليستْ بشيءٍ كثيرٍ، ولا تبلُغُ أن تكونَ مثلَ مسائلِ العربيّة، فضلًا عن الفقهِ، بل الّذي أقدّره أنّها في نصفِ مسائلِ العربيّة، وحسبُك أن تقايسَ بين «اللُّمع» في الأصول للشّيرازيّ، و«اللّمع» في العربيّة لابن جنّي، مضمومًا إليها «التّصريفُ الملوكيّ» له، وكلُّ هٰذه لإقامة المسائلِ والتّأصيل.
فإذا رمتَ كتابًا متوسِّطًا في العربيّةِ مع حسنِ البيانِ والإلمامِ، فإنّه لا بدَّ أن يتجاوَز ألفَ بيتٍ مزدوِجٍ، وإذا رمتَه في الفقهِ فلا بدَّ أن يكونَ في ضعفِ ذٰلك، لابتناءِ الفقهِ على التّفريع، فأمّا إذا رمتَه في أصولِ الفقهِ فإنّه لا يبلُغُ الألفَ، بل ينزلُ عنها بدرَجاتٍ، وكيف يبلُغُها والمرادُ به: أصولُ الفقهِ؟! وإذا كانت الأصولُ في ألفٍ أو أكثرَ فكيف يُطمَعُ أن تُبلَغَ منها الفروع! وكذٰلك علوم الحديث، أو: أصول الحديث، لا تبلُغُ ذٰلك، بل هي دونَ مسائلِ أصول الفقه، وفنونُ البلاغةِ دونَ ذٰلك.
وأمّا ما بلَغ بهٰذه الفنونِ الألفَ، عند المتأخّرين، فبإدخالِ كثيرٍ ممّا ليس منها، وبكثرة الحكايةِ للخلافِ، وحكايةُ الخلافِ ضربٌ مِن العلمِ لا يحتاجُ إليه الطّالبُ المحصِّلُ، ولا يحتاجُ كذٰلك إلى المسائلِ العواريِّ.
ولا يغرَّنَّك ما في «جمع الجوامع» مثلًا، فتستدركَ به عليَّ، والتفتْ إلى اسمِه، فهو لي شهيدٌ، فاجعلْ منه آيةً علىٰ مكانتِه، تجدْ أنّ المرادَ به ليس تأصيلَ العلمِ، والتّبلُّغَ به، بل جمعُ جوامعِه، وما جمعُ جوامعِه! ولكلٍّ مقامٌ معلومٌ.
فليعتَبِر الدّارسُ ما الّذي يريدُ مِن الاشتغالِ بالمنظومِ في علمِ الأصولِ؟ فإنّ الاختيارَ يختلفُ باختلافِ المقاصدِ، بل يختلفُ باختلافِها الدَّرسُ، والمنهجُ، ثمّ تختلفُ الثَّمَراتُ ألوانُها وطعومُها ...
- فأمّا مَن أراد أن يتناوَلَ أصولَ الفقهِ تناوُلَ الوسيلةِ، ورام منه قيامَ الملَكةِ، ليستثمرَها في الغايةِ الّتي هي التّطبيقُ والاستخراجُ وحسنُ التّرجيحِ والنَّظر، ومِن أجلِ ذٰلك يُدرَسُ علمُ الأصولِ، فاحتاج أن يأخُذَ منظومًا يَتصوَّرُ به أمّاتِ المسائلِ، ويتعرَّفُ به الأبوابَ، ويرتِّبُ به المباحثَ، ويفهرسُ الفصولَ، ثمّ يوسِّعُه بالكُتُب الّذي هي الأصولُ في العلمِ، ويشغلُ نفسَه بكثرةِ التّطبيقِ، وهو مقتنعٌ أنّ النُّظُمَ العلميّةَ موالجُ، وليستْ نهاياتٍ، وأنّ العلمَ في سعةِ أبحاثِه، وتلوُّن مناهجِه، لا يقوىٰ علىٰ حملِه نظمٌ وشرحٌ، ولا يفي بعُشُرِ معشارِه عقدٌ وفتحٌ، ولم يردْ أن يفوِّتَ فضلَ النُّظُمِ في التّرتيبِ والاستحضارِ، ففي «المرتقىٰ» له كفايةٌ ونافلةٌ، وهو أعتقُ المذكوراتِ، وأقلُّها مَئونةً، وأقربُها فائدةً، وأجملُها نَظْمًا، وأتمُّها خَراجًا، وفيه مادّةٌ مِن التّحريرِ جيّدةٌ، وعلوُّ عبارةٍ، وإرخاءُ حَبلٍ، وقُرْبُ مأخذٍ، فهو يعينُه على التّحريرِ، ويستحثُّه علىٰ أن يخوضَ مجالَ التّحقيقِ والبصيرةِ، وهو للمالكيِّ أَوْلىٰ، وبالمغربيِّ أجدرُ.
- وأمّا مَن أراد أن يتوسَّلَ بالنّظمِ إلى الإحاطةِ بالعلمِ، ليصيرَ أستاذًا يدرّسُ أصولَ الفقهِ، وينفُذُ إليه مِن كُوّةِ النَّظمِ الضّيّقةِ، ويحفظُ به الأقوالَ، ويُعنىٰ بالمسائلِ العواريِّ، والّتي هي رياضةُ أذهانٍ، ولم يُبالِ أن يحملَ ما لا ينتفعُ به، وأن يعسُرَ عليه تحقيقُ ما أودع ذاكرتَه، وما شغَل به ذهنَه، بل يعسُرُ عليه الفِطامُ عنه، وجعَل الفضلَ عنده في الاستحضار، لا في تنقيح الأنظار، فـ«الكوكبُ السّاطعُ» أجمعُ، وقد يقتصرُ ــ إن كان مالكيًّا ــ على «المراقي»، أو يزيدُ عليه مِن غيرِه كما ذكَرت.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
❏ سألتَني:
أترشّحُ للطّالب في علمِ الأصول حفظَ «مراقي السُّعود»، والانتقاءَ مِن «مرتقى الوصول» و«الكوكب»؟
❏ فقلتُ لك:
قواعدُ «علمِ أصولِ الفقهِ»، وأمّاتُ مسائلِه، وجمهورُ أبوابِه وفصولِه، ليستْ بشيءٍ كثيرٍ، ولا تبلُغُ أن تكونَ مثلَ مسائلِ العربيّة، فضلًا عن الفقهِ، بل الّذي أقدّره أنّها في نصفِ مسائلِ العربيّة، وحسبُك أن تقايسَ بين «اللُّمع» في الأصول للشّيرازيّ، و«اللّمع» في العربيّة لابن جنّي، مضمومًا إليها «التّصريفُ الملوكيّ» له، وكلُّ هٰذه لإقامة المسائلِ والتّأصيل.
فإذا رمتَ كتابًا متوسِّطًا في العربيّةِ مع حسنِ البيانِ والإلمامِ، فإنّه لا بدَّ أن يتجاوَز ألفَ بيتٍ مزدوِجٍ، وإذا رمتَه في الفقهِ فلا بدَّ أن يكونَ في ضعفِ ذٰلك، لابتناءِ الفقهِ على التّفريع، فأمّا إذا رمتَه في أصولِ الفقهِ فإنّه لا يبلُغُ الألفَ، بل ينزلُ عنها بدرَجاتٍ، وكيف يبلُغُها والمرادُ به: أصولُ الفقهِ؟! وإذا كانت الأصولُ في ألفٍ أو أكثرَ فكيف يُطمَعُ أن تُبلَغَ منها الفروع! وكذٰلك علوم الحديث، أو: أصول الحديث، لا تبلُغُ ذٰلك، بل هي دونَ مسائلِ أصول الفقه، وفنونُ البلاغةِ دونَ ذٰلك.
وأمّا ما بلَغ بهٰذه الفنونِ الألفَ، عند المتأخّرين، فبإدخالِ كثيرٍ ممّا ليس منها، وبكثرة الحكايةِ للخلافِ، وحكايةُ الخلافِ ضربٌ مِن العلمِ لا يحتاجُ إليه الطّالبُ المحصِّلُ، ولا يحتاجُ كذٰلك إلى المسائلِ العواريِّ.
ولا يغرَّنَّك ما في «جمع الجوامع» مثلًا، فتستدركَ به عليَّ، والتفتْ إلى اسمِه، فهو لي شهيدٌ، فاجعلْ منه آيةً علىٰ مكانتِه، تجدْ أنّ المرادَ به ليس تأصيلَ العلمِ، والتّبلُّغَ به، بل جمعُ جوامعِه، وما جمعُ جوامعِه! ولكلٍّ مقامٌ معلومٌ.
فليعتَبِر الدّارسُ ما الّذي يريدُ مِن الاشتغالِ بالمنظومِ في علمِ الأصولِ؟ فإنّ الاختيارَ يختلفُ باختلافِ المقاصدِ، بل يختلفُ باختلافِها الدَّرسُ، والمنهجُ، ثمّ تختلفُ الثَّمَراتُ ألوانُها وطعومُها ...
- فأمّا مَن أراد أن يتناوَلَ أصولَ الفقهِ تناوُلَ الوسيلةِ، ورام منه قيامَ الملَكةِ، ليستثمرَها في الغايةِ الّتي هي التّطبيقُ والاستخراجُ وحسنُ التّرجيحِ والنَّظر، ومِن أجلِ ذٰلك يُدرَسُ علمُ الأصولِ، فاحتاج أن يأخُذَ منظومًا يَتصوَّرُ به أمّاتِ المسائلِ، ويتعرَّفُ به الأبوابَ، ويرتِّبُ به المباحثَ، ويفهرسُ الفصولَ، ثمّ يوسِّعُه بالكُتُب الّذي هي الأصولُ في العلمِ، ويشغلُ نفسَه بكثرةِ التّطبيقِ، وهو مقتنعٌ أنّ النُّظُمَ العلميّةَ موالجُ، وليستْ نهاياتٍ، وأنّ العلمَ في سعةِ أبحاثِه، وتلوُّن مناهجِه، لا يقوىٰ علىٰ حملِه نظمٌ وشرحٌ، ولا يفي بعُشُرِ معشارِه عقدٌ وفتحٌ، ولم يردْ أن يفوِّتَ فضلَ النُّظُمِ في التّرتيبِ والاستحضارِ، ففي «المرتقىٰ» له كفايةٌ ونافلةٌ، وهو أعتقُ المذكوراتِ، وأقلُّها مَئونةً، وأقربُها فائدةً، وأجملُها نَظْمًا، وأتمُّها خَراجًا، وفيه مادّةٌ مِن التّحريرِ جيّدةٌ، وعلوُّ عبارةٍ، وإرخاءُ حَبلٍ، وقُرْبُ مأخذٍ، فهو يعينُه على التّحريرِ، ويستحثُّه علىٰ أن يخوضَ مجالَ التّحقيقِ والبصيرةِ، وهو للمالكيِّ أَوْلىٰ، وبالمغربيِّ أجدرُ.
- وأمّا مَن أراد أن يتوسَّلَ بالنّظمِ إلى الإحاطةِ بالعلمِ، ليصيرَ أستاذًا يدرّسُ أصولَ الفقهِ، وينفُذُ إليه مِن كُوّةِ النَّظمِ الضّيّقةِ، ويحفظُ به الأقوالَ، ويُعنىٰ بالمسائلِ العواريِّ، والّتي هي رياضةُ أذهانٍ، ولم يُبالِ أن يحملَ ما لا ينتفعُ به، وأن يعسُرَ عليه تحقيقُ ما أودع ذاكرتَه، وما شغَل به ذهنَه، بل يعسُرُ عليه الفِطامُ عنه، وجعَل الفضلَ عنده في الاستحضار، لا في تنقيح الأنظار، فـ«الكوكبُ السّاطعُ» أجمعُ، وقد يقتصرُ ــ إن كان مالكيًّا ــ على «المراقي»، أو يزيدُ عليه مِن غيرِه كما ذكَرت.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ نُتف واضحية
Telegram
نُتف واضحية
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.