🗯 خاطرة
يمر طيفك بعض الاوقات ويروح
وتروح آهاتـــي وتبقى جراحي
💫💫💫
كيف اوصلك ياساكن القلب والروح
وبالتلاقي كيف احقق نجاحي
💫💫💫
مجروح من ليل المعاناه مجروح
وامسيت لا نايم ولا انا بصاحي
💫💫💫
ياليت وآنا طيــــر والـــجــو مفتوح
وآمـــد فـــي دنيا المـحبه جناحي
💫💫💫
أطوي دروب البُعد والقلب مشروح
في رؤيتك يا بهجتي وارتياحي
✍أبو راكان المصري..
يمر طيفك بعض الاوقات ويروح
وتروح آهاتـــي وتبقى جراحي
💫💫💫
كيف اوصلك ياساكن القلب والروح
وبالتلاقي كيف احقق نجاحي
💫💫💫
مجروح من ليل المعاناه مجروح
وامسيت لا نايم ولا انا بصاحي
💫💫💫
ياليت وآنا طيــــر والـــجــو مفتوح
وآمـــد فـــي دنيا المـحبه جناحي
💫💫💫
أطوي دروب البُعد والقلب مشروح
في رؤيتك يا بهجتي وارتياحي
✍أبو راكان المصري..
نفحات من الشعر الشعبي 13
موهبة الشعر واتساع الثقافة وعمق الاطلاع وقوة التجربة في حياة الأديب يكون لكل ذلك تأثير كبير على اداءه ونتاجه الفكري وجودة نصوصه وغزارة معانيها وهذا ما وجدته في شخصية هذا العدد التي اكتملت مواصفاتها من جميع الجوانب الأدبية والثقافية والتاريخية والاجتماعية والحضارية والانسانية
التعريف بالشاعر
هو الشاعر مطهر علي يحيى الارياني (1933م_9فبراير2016م)
مواليد منطقة إريان مديرية القفر محافظة إب وتلقى تعليمة في قريته ومن ثم انتقل الى عدن تحديداً في عام 1953م والتحق بعد ذلك بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة عام 1955م
أديب وشاعر ومؤرخ كتب الشعر العمودي والشعر الحميني وصدر له ديوان فوق الجبل وله دراسات في الأدب والتاريخ اليمني القديم ومن اعماله المعجم اليمني في اللغة والتراث تغنى الكثير من رموز الفن باليمن بكلماته اعاد لموروث البالة الشعبية مكانته واستطاع تجديدة وله الفضل في ازدهارة وكثير من الفنون الشعبية وسيرتة الذاتية مشهورة ومعروفة اختصرنا منها ما اشرنا اليه
الدودحية وخطر غصن القنا
للحكايات والأساطير مكانة في ذاكرة المجتمع ويتم الاحتفاظ بها ويتناقلها الناس جيلاً بعد جيل وغالبا ما يرافق بعض الحكايات ابيات من الشعر العامي يطلق عليها الأغاني الشعبية التي تكون سبباً في لذة الحديث عنها ورغبة تدوالها شفاهيتاً والدودحية من تلك الاساطير التي حدثت في زمن بعيد في احدى قرى المناطق الوسطى من اليمن وتناقلتها الناس في كل مكان لإقتحام هذه الحكاية حواجز وحدود بناها المجتمع واسسها في التمييز بين طبقاته.
إن الحب كما يقال سلطان لايعرف هوية الشخص ولا مكانته ولا موقعه في طبقات التمييز وعنصرية الانتماء وهذا ماحدث وتسبب في انتشار قضية الدودحية ورافق انتشارها اغاني متعددة وقد تناول هذه الحكاية مجموعة من الادباء ابرزهم الأديب اليمني عبدالله البردوني.
كانت الدودحية كمايقال من اسرة عريقة وعالية الثراء وكان البسطاء من الناس لايحلمون ولا يفكرون في الاقتراب او المصاهرة من تلك البيوت لكنهم كانت جل امانيهم ان تحصل اي نكسة او هفوة لتلك الأسر ليريح ذلك عناء نفوسهم.
وكما تقول الحكاية ان الدودحية اشارة الى لقبها حبت شاب من ابناء قريتها الا ان هذا الشاب من طبقه فقيرة وانتشر خبر هذه العلاقة فتصورة الناس عيباً كبير وشاع الموضوع وكونها علاقة غير شرعية اعتبرت فضيحة وتم تداول اغاني بإسم الدودحية نفسها وبإسم المجتمع وهذه الكلمات بلسانها تقول
من خبر الناس ياغصن القنا
قل ما تحاكيت، انا خبرت أنا
ما كان غيري وغيرك عندنا
ومن ابرز معالم هذه الحكاية انها وصلت للحاكم فأمر بتعزيرهم ودارت الجموع بهم من قرية لأخرى فتسبب ذلك في اشتهار القصة واصبحت معلماً لأي حدث مشابه في أي مكان آخر وتقول الأغنية حول ماحدث
يادودحية وياغصن القنا
قد دردحوا بش على وادي بنا
أمان يانازل الوادي أمان
ولتعبير عن مآساة القصة وما آلت اليه الامور وبعد التنديد بما حدث والتعبير عنه كما سبق توضيحه تقول الأغنية في الفصل الأخير من الحكاية
يادودحية توصي لا عدن
يدوا لبوش عطر ويجيبوا لش كفن
أمان يا نازل الوادي أمان
وهنا اشارة واضحة الى نهاية قصة الحب التي حدثت بموت الحبيبة على يد أهلها كما يقال وتوحي اليه الكلمات ومن البديهي ان يحصل زيادات واضافات لبعض الاقاصيص والاخبار وكذلك كلمات الاغاني تختلف من كاتب لآخر وهذا يدل على اثراء الموضوع كلاً بطريقته
والكتابة عن هذا الموضوع ليس لتكرار مأساة ماحدث او تناول شخصية الدودحية كأسم وانما لدور الاغاني في حياة العشاق والتعبير عن آلامهم ومعاناتهم بشكل عام وكيف استطاعت تلك الكلمات ان تؤرخ لذلك الزمن وغيره
وتعتبر الدودحية رمزاً فنياً وموروث مشتهر ولم تختفي من الاذهان ولكن خف بريقها حتى اتى عام 1969م حين تغنى الفنان على الآنسي بأغنية خطر غصن القنا من كلمات الشاعر مطهر الأرياني
خطر غصن القنا
نمط مستوحى من اغنية الدودحية لكن بإسلوب راقي واندفاع ملحوظ للقضية التي سمعها الشاعر كغيره من الناس وسعى لتغيير مفهومها واستطاع الشاعر الارياني ان يثير المشاعر ويجدد الفن الغنائي بطريقتة الراقية وهو يتحدث عن ابطال القصة ولوعة العشق وسهام النظرة وعدم القدرة على مقاومتها في اطار الحب الطاهر النقي من الخطيئة وهو بذلك ازال الملامح السلبية عن حكاية الدودحية بإجادة الأغنيةالتي الغت فكرتها (اي الدودحية) واستبدلتها وحلت محلها رغم انها مستوحاه منها واصبحت اغنية خطر غصن القنا هي الطاغية على الاسماع ونصها يقول
خطر غصن القنا وارد على الماء نزل وادي بناء
ومر جنبي وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى
وصاب قلبي أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
أخذ قلبي وراح وشق صدري بالاعيان الصحاح
يا طول همي ويا طول النواح
من حب من حل هجري واستباح
قتلي وظلمي أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
لمه تقسى لمه وتهجر ابصر حبيبك ما أرحمه
هاي
موهبة الشعر واتساع الثقافة وعمق الاطلاع وقوة التجربة في حياة الأديب يكون لكل ذلك تأثير كبير على اداءه ونتاجه الفكري وجودة نصوصه وغزارة معانيها وهذا ما وجدته في شخصية هذا العدد التي اكتملت مواصفاتها من جميع الجوانب الأدبية والثقافية والتاريخية والاجتماعية والحضارية والانسانية
التعريف بالشاعر
هو الشاعر مطهر علي يحيى الارياني (1933م_9فبراير2016م)
مواليد منطقة إريان مديرية القفر محافظة إب وتلقى تعليمة في قريته ومن ثم انتقل الى عدن تحديداً في عام 1953م والتحق بعد ذلك بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة عام 1955م
أديب وشاعر ومؤرخ كتب الشعر العمودي والشعر الحميني وصدر له ديوان فوق الجبل وله دراسات في الأدب والتاريخ اليمني القديم ومن اعماله المعجم اليمني في اللغة والتراث تغنى الكثير من رموز الفن باليمن بكلماته اعاد لموروث البالة الشعبية مكانته واستطاع تجديدة وله الفضل في ازدهارة وكثير من الفنون الشعبية وسيرتة الذاتية مشهورة ومعروفة اختصرنا منها ما اشرنا اليه
الدودحية وخطر غصن القنا
للحكايات والأساطير مكانة في ذاكرة المجتمع ويتم الاحتفاظ بها ويتناقلها الناس جيلاً بعد جيل وغالبا ما يرافق بعض الحكايات ابيات من الشعر العامي يطلق عليها الأغاني الشعبية التي تكون سبباً في لذة الحديث عنها ورغبة تدوالها شفاهيتاً والدودحية من تلك الاساطير التي حدثت في زمن بعيد في احدى قرى المناطق الوسطى من اليمن وتناقلتها الناس في كل مكان لإقتحام هذه الحكاية حواجز وحدود بناها المجتمع واسسها في التمييز بين طبقاته.
إن الحب كما يقال سلطان لايعرف هوية الشخص ولا مكانته ولا موقعه في طبقات التمييز وعنصرية الانتماء وهذا ماحدث وتسبب في انتشار قضية الدودحية ورافق انتشارها اغاني متعددة وقد تناول هذه الحكاية مجموعة من الادباء ابرزهم الأديب اليمني عبدالله البردوني.
كانت الدودحية كمايقال من اسرة عريقة وعالية الثراء وكان البسطاء من الناس لايحلمون ولا يفكرون في الاقتراب او المصاهرة من تلك البيوت لكنهم كانت جل امانيهم ان تحصل اي نكسة او هفوة لتلك الأسر ليريح ذلك عناء نفوسهم.
وكما تقول الحكاية ان الدودحية اشارة الى لقبها حبت شاب من ابناء قريتها الا ان هذا الشاب من طبقه فقيرة وانتشر خبر هذه العلاقة فتصورة الناس عيباً كبير وشاع الموضوع وكونها علاقة غير شرعية اعتبرت فضيحة وتم تداول اغاني بإسم الدودحية نفسها وبإسم المجتمع وهذه الكلمات بلسانها تقول
من خبر الناس ياغصن القنا
قل ما تحاكيت، انا خبرت أنا
ما كان غيري وغيرك عندنا
ومن ابرز معالم هذه الحكاية انها وصلت للحاكم فأمر بتعزيرهم ودارت الجموع بهم من قرية لأخرى فتسبب ذلك في اشتهار القصة واصبحت معلماً لأي حدث مشابه في أي مكان آخر وتقول الأغنية حول ماحدث
يادودحية وياغصن القنا
قد دردحوا بش على وادي بنا
أمان يانازل الوادي أمان
ولتعبير عن مآساة القصة وما آلت اليه الامور وبعد التنديد بما حدث والتعبير عنه كما سبق توضيحه تقول الأغنية في الفصل الأخير من الحكاية
يادودحية توصي لا عدن
يدوا لبوش عطر ويجيبوا لش كفن
أمان يا نازل الوادي أمان
وهنا اشارة واضحة الى نهاية قصة الحب التي حدثت بموت الحبيبة على يد أهلها كما يقال وتوحي اليه الكلمات ومن البديهي ان يحصل زيادات واضافات لبعض الاقاصيص والاخبار وكذلك كلمات الاغاني تختلف من كاتب لآخر وهذا يدل على اثراء الموضوع كلاً بطريقته
والكتابة عن هذا الموضوع ليس لتكرار مأساة ماحدث او تناول شخصية الدودحية كأسم وانما لدور الاغاني في حياة العشاق والتعبير عن آلامهم ومعاناتهم بشكل عام وكيف استطاعت تلك الكلمات ان تؤرخ لذلك الزمن وغيره
وتعتبر الدودحية رمزاً فنياً وموروث مشتهر ولم تختفي من الاذهان ولكن خف بريقها حتى اتى عام 1969م حين تغنى الفنان على الآنسي بأغنية خطر غصن القنا من كلمات الشاعر مطهر الأرياني
خطر غصن القنا
نمط مستوحى من اغنية الدودحية لكن بإسلوب راقي واندفاع ملحوظ للقضية التي سمعها الشاعر كغيره من الناس وسعى لتغيير مفهومها واستطاع الشاعر الارياني ان يثير المشاعر ويجدد الفن الغنائي بطريقتة الراقية وهو يتحدث عن ابطال القصة ولوعة العشق وسهام النظرة وعدم القدرة على مقاومتها في اطار الحب الطاهر النقي من الخطيئة وهو بذلك ازال الملامح السلبية عن حكاية الدودحية بإجادة الأغنيةالتي الغت فكرتها (اي الدودحية) واستبدلتها وحلت محلها رغم انها مستوحاه منها واصبحت اغنية خطر غصن القنا هي الطاغية على الاسماع ونصها يقول
خطر غصن القنا وارد على الماء نزل وادي بناء
ومر جنبي وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى
وصاب قلبي أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
أخذ قلبي وراح وشق صدري بالاعيان الصحاح
يا طول همي ويا طول النواح
من حب من حل هجري واستباح
قتلي وظلمي أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
لمه تقسى لمه وتهجر ابصر حبيبك ما أرحمه
هاي
م بحبك جمالك تيمه وطول صدك وبعدك سمسمه
ما اشد قلبك أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
وذكرك في فمه غنوه وحبك جرى مجرى دمه
يحلم بقربك ترفق وارحمه لا تعدمه بالجفا شا تعدمه
والذنب ذنبك أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
ديوان فوق الجبل
يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح إن ديوان فوق الجبل، ظاهرة ادبية من حيث المحتوى فهو ديوان الشعب بمختلف طوائفه العاملة. الفلاح والجندي والعامل مضيفاً فوق الجبل شعر نبتت قصائده على الورق كما نبتت المزارع في المدرجات الجبلية وأزهر على الأفواه كما تزهر أشجار البن في القمم والسفوح.
والديوان يحتوي على اشهر القصائد الحمينية التي تناولها المهتمين بكتاباتهم وراقت معانيها لكل فئات المجتمع لما تحمله من مضامين هادفه وكلمات راقية وهذه القصائد هي (المهاجر، الباله، الحب والبن، ياعذيب اللمى، خطر غصن القنا، الوداع، طاب السمر، هيا نغني للمواسم، اوبريت، علي بن زايد والحميد بن منصور، علان، موسم الخير، فوق الجبل، حان وقت العمل، ملحمة الريف اليمني، ياقافلة عاد المراحل طوال، يادايم الخير، منبع النور، فجر ايلول)
ويقول الاديب عبدالله البردوني عن الشاعر الارياني.
لقدكان لمطهر فضل السبق للتأسيس الفني عن أصالة شعبية، وعن حس بتاريخ الارض ومستقبل إنسانها، على ان شاعرنا متعدد الابداع في الشعر الفصيح والبحوث التاريخية والدراسات الأدبية، ولا تبعد أغنياته الشعبية عن فن التاريخ، لأنها سجلت يوميات القوى المنتجة، وأرخت تتابع المواسم كسياق تاريخي، كما سجلت دبات القلوب من خلال تصور الأحاديث الريفية وتصوير جوها العام.
ويقول الدكتور ابراهيم ابوطالب في دراسة عن الشاعر
إن الوقوف اليوم في هذا المقام الشعري الإبداعي وقوف إجلال في حضرة الشعر، وجمال الكلمة، وصدق المعنى، وأصالة الهدف ونبله يتحقق جميعه في نتاج شاعر كبير- بكل معنى الكلمة- ومبدع صادق الإحساس انطلقت روحه من روح شعبه الأصيل والعريق، وغرّدت أنغامه على معزوفة الأرض الخصبة، فتفتحت موهبته مع نسائم علان، وبراعم مواسم الخصب والحصاد، وانسابت كلماته مع هبّات الصَّبا والصِّبا، وأغاريد العمل وأهازيجه، فكان وإياها وكأنهما على موعد في اللقاء، إننا أمام قامة شعرية وتاريخية ولغوية سامقة إننا في حضرة الشاعر والمؤرخ واللغوي الكبير الأستاذ/ مطهر بن علي الإرياني.
ونختار احدى قصائد ديوان فوق الجبل
الحب والبن
طاب اللقا والسمر على قران الثريّا
قران تشرين ثاني ألف مرحب وحيّا
يلّا بنا يا شباب الجوّ الاروع تهيّا
هيا نغني سوى للحب واحلى الأغاني (الأماني)
اليوم طاب السمر على طلوع القمر
طاب الجنى في الشجر وافتر ثغر الزمانِ
يا حارس البن بشرى موسم البن داني
ما للعاصفير سكرى بين خضر الجنان
هل ذاقت الكاس الاول من رحيق المجاني
واسترسلت تطرب الأكوان بأحلى الأغاني
قال ابشروا بالخبر بشاير أول ثمر
ظهر بلون الخفر على خدود الغواني
طاب الجنى يا حقول البن يا احلى المغاني
يا سندس اخضر مطرّز بالعقيق اليماني
يا سحر ماله حدود في الكون قاصي وداني
ماحلى العقود القواني في الغصون الدواني
بن اليمن يا درر يا كنز فوق الشجر
من يزرعك ما افتقر ولا ابتلى بالهوانِ
يلّاه بنا يا شباب الريف من كل بندر
نحيي ليالي الهنا والحب والخير الاوفر
بالوان من فن هذا الشعب من عهد حمير
باله ومهيد ومغنى دان وا ليل داني
يا رب ماحلى السهر في ريفنا والحضر
ماحلى الصبايا زُمر تردد احلى الأغاني
وانا المعنى بحب اهيف حميد الخصال
عذب اللما ساحر العينين فتّان حالي
طلبت انا القرب منّه قالوا القرب غالي
قلت اعملوا لي أجل مضروب لا خير ثاني
قالوا قران القمر على الثريا سحر
في يوم خامس شهر من شهر تشرين ثاني
ميعادنا وا حبيبي كان لا خير قادم
كم قلت ليت الزمن يا خل كله مواسم
واليوم عيد الجنى بانت له اول علايم
بشاير اول ثمر في لون ياقوت قاني
كنت ارسم احلى الصور لموعد اسمى وطر
يوم القران الأغر يوم انتصار الأماني
صبرت صبر الحجر في مدرب السيل واعظم
محّد تعذب عذابي أو سهر أو تألّم
قضيت انا العام في شوق المحب المتيم
اعد الايام والساعات واحسب ثواني
بانلتقي وا حبيب القلب لا وادي افيح
نجني ونحلم بساعات التلاقي ونمرح
والطير تسجع وتتغنى لنا حين تصدح
ومن رفاق العمل يا خلِّ نسمع تهاني
مبروك على من صبر للموعد المنتظر
الخير نجمه ظهر ونال كل الأماني
وبهذه الاشارات عن الشاعر مطهرالارياني والاطلالة على ديوانه الموسوم بـ فوق الجبل نختتم هذه النفحة التي يتخللها القصور امام هذه الهامة السامقة والعلامة الفارقه في عالم الأدب بشقيه الفصيح والشعبي
استسقينا معلومات المقال من
1-ديوان فوق الجبل للشاعر مطهر الارياني طـ2 مؤسسة العفيف الثقافية 1991م
2-فنون الادب الشعبي الاديب عبدالله البردوني طـ5 دار البارودي-لبنان 1998م
ما اشد قلبك أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
وذكرك في فمه غنوه وحبك جرى مجرى دمه
يحلم بقربك ترفق وارحمه لا تعدمه بالجفا شا تعدمه
والذنب ذنبك أنا يا بوي أنا
أمان يا نازل الوادي أمان
ديوان فوق الجبل
يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح إن ديوان فوق الجبل، ظاهرة ادبية من حيث المحتوى فهو ديوان الشعب بمختلف طوائفه العاملة. الفلاح والجندي والعامل مضيفاً فوق الجبل شعر نبتت قصائده على الورق كما نبتت المزارع في المدرجات الجبلية وأزهر على الأفواه كما تزهر أشجار البن في القمم والسفوح.
والديوان يحتوي على اشهر القصائد الحمينية التي تناولها المهتمين بكتاباتهم وراقت معانيها لكل فئات المجتمع لما تحمله من مضامين هادفه وكلمات راقية وهذه القصائد هي (المهاجر، الباله، الحب والبن، ياعذيب اللمى، خطر غصن القنا، الوداع، طاب السمر، هيا نغني للمواسم، اوبريت، علي بن زايد والحميد بن منصور، علان، موسم الخير، فوق الجبل، حان وقت العمل، ملحمة الريف اليمني، ياقافلة عاد المراحل طوال، يادايم الخير، منبع النور، فجر ايلول)
ويقول الاديب عبدالله البردوني عن الشاعر الارياني.
لقدكان لمطهر فضل السبق للتأسيس الفني عن أصالة شعبية، وعن حس بتاريخ الارض ومستقبل إنسانها، على ان شاعرنا متعدد الابداع في الشعر الفصيح والبحوث التاريخية والدراسات الأدبية، ولا تبعد أغنياته الشعبية عن فن التاريخ، لأنها سجلت يوميات القوى المنتجة، وأرخت تتابع المواسم كسياق تاريخي، كما سجلت دبات القلوب من خلال تصور الأحاديث الريفية وتصوير جوها العام.
ويقول الدكتور ابراهيم ابوطالب في دراسة عن الشاعر
إن الوقوف اليوم في هذا المقام الشعري الإبداعي وقوف إجلال في حضرة الشعر، وجمال الكلمة، وصدق المعنى، وأصالة الهدف ونبله يتحقق جميعه في نتاج شاعر كبير- بكل معنى الكلمة- ومبدع صادق الإحساس انطلقت روحه من روح شعبه الأصيل والعريق، وغرّدت أنغامه على معزوفة الأرض الخصبة، فتفتحت موهبته مع نسائم علان، وبراعم مواسم الخصب والحصاد، وانسابت كلماته مع هبّات الصَّبا والصِّبا، وأغاريد العمل وأهازيجه، فكان وإياها وكأنهما على موعد في اللقاء، إننا أمام قامة شعرية وتاريخية ولغوية سامقة إننا في حضرة الشاعر والمؤرخ واللغوي الكبير الأستاذ/ مطهر بن علي الإرياني.
ونختار احدى قصائد ديوان فوق الجبل
الحب والبن
طاب اللقا والسمر على قران الثريّا
قران تشرين ثاني ألف مرحب وحيّا
يلّا بنا يا شباب الجوّ الاروع تهيّا
هيا نغني سوى للحب واحلى الأغاني (الأماني)
اليوم طاب السمر على طلوع القمر
طاب الجنى في الشجر وافتر ثغر الزمانِ
يا حارس البن بشرى موسم البن داني
ما للعاصفير سكرى بين خضر الجنان
هل ذاقت الكاس الاول من رحيق المجاني
واسترسلت تطرب الأكوان بأحلى الأغاني
قال ابشروا بالخبر بشاير أول ثمر
ظهر بلون الخفر على خدود الغواني
طاب الجنى يا حقول البن يا احلى المغاني
يا سندس اخضر مطرّز بالعقيق اليماني
يا سحر ماله حدود في الكون قاصي وداني
ماحلى العقود القواني في الغصون الدواني
بن اليمن يا درر يا كنز فوق الشجر
من يزرعك ما افتقر ولا ابتلى بالهوانِ
يلّاه بنا يا شباب الريف من كل بندر
نحيي ليالي الهنا والحب والخير الاوفر
بالوان من فن هذا الشعب من عهد حمير
باله ومهيد ومغنى دان وا ليل داني
يا رب ماحلى السهر في ريفنا والحضر
ماحلى الصبايا زُمر تردد احلى الأغاني
وانا المعنى بحب اهيف حميد الخصال
عذب اللما ساحر العينين فتّان حالي
طلبت انا القرب منّه قالوا القرب غالي
قلت اعملوا لي أجل مضروب لا خير ثاني
قالوا قران القمر على الثريا سحر
في يوم خامس شهر من شهر تشرين ثاني
ميعادنا وا حبيبي كان لا خير قادم
كم قلت ليت الزمن يا خل كله مواسم
واليوم عيد الجنى بانت له اول علايم
بشاير اول ثمر في لون ياقوت قاني
كنت ارسم احلى الصور لموعد اسمى وطر
يوم القران الأغر يوم انتصار الأماني
صبرت صبر الحجر في مدرب السيل واعظم
محّد تعذب عذابي أو سهر أو تألّم
قضيت انا العام في شوق المحب المتيم
اعد الايام والساعات واحسب ثواني
بانلتقي وا حبيب القلب لا وادي افيح
نجني ونحلم بساعات التلاقي ونمرح
والطير تسجع وتتغنى لنا حين تصدح
ومن رفاق العمل يا خلِّ نسمع تهاني
مبروك على من صبر للموعد المنتظر
الخير نجمه ظهر ونال كل الأماني
وبهذه الاشارات عن الشاعر مطهرالارياني والاطلالة على ديوانه الموسوم بـ فوق الجبل نختتم هذه النفحة التي يتخللها القصور امام هذه الهامة السامقة والعلامة الفارقه في عالم الأدب بشقيه الفصيح والشعبي
استسقينا معلومات المقال من
1-ديوان فوق الجبل للشاعر مطهر الارياني طـ2 مؤسسة العفيف الثقافية 1991م
2-فنون الادب الشعبي الاديب عبدالله البردوني طـ5 دار البارودي-لبنان 1998م
نفحات من الشعر الشعبي 14
مجلة اقلام عربية
العدد 40
فبراير2020م
علاقة الشعراء بالوطن علاقة وطيدة ومتينة يحتويها الحب والإنتماء والصدق والولاء لأن الوطن هو نبض القلوب وملهم الافكار ومتصدر الاهتمامات لدى كل شاعر وخصوصاً المهاجرين والتي تعيدهم اليه عصارة الحنين ومرارة البُعد
الوطن والشاعر
الوطن كلمة لاتقارن في معناها ومفهومها ومدلولها اختلفت وتفردت عن كل كلمة تحيط بالانسان وتعيش معه ويعيش معها لان الوطن جزء كبير من كيان الإنسان كونه لا يتمثل فقط بكل ما تفتحت عليه اعيانه من ارض وجبال ومساحة وتضاريس ولكنه اضافة الى ذلك هو اللغة والدين و الأهل والقبيلة والعشيرة والحضارة والتاريخ وهو ايضاً كتلة من المشاعر الجياشة التي تنتاب كل ذي حس من البشر ويفوقهم جميعاً الشاعر الذي تربطه بالوطن علاقة وجدانية وإحساس يتدفق بما يحمله من مشاعر يتم ترجتمها في كلمات مقفاه تطرب القارىء وتستهويه وتصدح بها حناجر المبدعين من ارباب الفن الغنائي الوطني.
ولأن الشعر سلاح معنوي مسلط على النفوس ومنبراّ اعلامياً فالشاعر يعيش بوجدانه مع الوطن يفرح لفرحه ويتغنى بامجاده ويدافع عنه ويقف في وجه اعدائه بكلماته ومشاعرة وتستحضر الذاكرة ابيات الاديب عبدالله البردوني وهو فيها يعبر عن الوطن بكل جوارحه
وطني أنت ملهمي هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري والغنا الحلو في فمي
و معانيك ، شعلة في عروقي و في دمي
أنت في صدر مزهري موجة من ترنّم
و صدى مسكر إلى عالم الخلد ينتمي
و نشيد … معطّر كالربيع … المرنّم
و هتاف مسلسل كالرحيق … المختّم
وللشاعر الشعبي صولة وجولة في هذا المجال وكثير هم رموز هذا اللون من الشعر من رواد ومؤسسين ومبدعين جيلاً بعد جيل ومن الشعراء المعاصرين سنختار من فئة الشباب ممن هاجروا بأجسادهم عن الوطن وبقيت مشاعرهم تحوم في سماءه.
كل اليمن في قصيدة
استطاع الشاعر محمد عبدالله صالح النصيري المولود عام 1978م محافظة ذمار مديرية الحدا أن يجمع كل محافظات الوطن الموحد في قصيدة من روائع الشعر الشعبي بإسلوبه الجميل وامكانياته المتميزه وهو احد الشعراء المهاجرين ويعتبر من الشعراء المشهورين في مساجلات الشعر الشعبي مع مجموعة من رموز الشعر والتي انتشرت مساجلاتهم في ربوع الوطن بصوت الفنان المبدع علي صالح اليافعي
يقول ابوثابت جنيت الضيق كله والشجن
من بعدما فارقت بلقيس اليمن واحضانها
القلب متكدر وروحي ماتعافت والبدن
والنفس ملت تشتكي بالضيق من حرمانها
مسامعي لامن طرا طاري بذكرك يا يمن
تصغي لمن قال اليمن للعُرب ساس اوطانها
اعشق هواها والنسيم العذب والوجه الحسن
مفتون في شُمخ منيعه عامده وديانها
مشتاق اشم اطياب تنفح من عبيرك ياوطن
مشتاق اشوف الطير يشدو في ميول اغصانها
احب صنعاء جم واهوا لول بحرك ياعدن
وانعم بلقيا حضرموت الشامخه بنيانها
وفي تعز اعتز والقى القلب في إب ارتهن
وابين وصعده ياشذا الفردوس ياريحانها
وفي ربى لحج الخضيره انشد البلبل وغن
اما عروس البحر يسحرني رموش اعيانها
ذمار ياحضناً تدثرني عفافه واحتضن
ياتاج ل اصحاب الشهامه والكرم عنوانها
والجوف ياقلعة براقش تحفة المجد الاغن
تشهد لماضيها الحضاري والرقي حيطانها
سحر الطبيعه موطنه في حوف والمهره سكن
وواحة المحويت ربي باللطافة زانها
لو همت في حجة فما بالوم من فيها افتتن
جمالها خلاب والطيبه تعم انسانها
مأرب شموخ المجد يا أم انجبت بن ذويزن
وابنت سبأ بلقيس من خاف البشر سلطانها
والمسك من ريمه نفح حين الشذا فيها قطن
والخير من شبوه يضخ الخير من شريانها
والحليه البيضاء الجميله مايساويها ثمن
لو جابو اموال العرب ماهي ثمن فستانها
نجلاء اليمن عمران ماذا اقول ياروح التفن
يالوحه ابدع في معالم رسمها فنانها
فالحسن آيه ياسقطرة جل من صاغ الوجن
والجسم مكسي سندس اخضر والحوَر باعيانها
والضالع الوجه الذي يروي شموخي للزمن
بـ إني يماني لي شموخي في جميع اركانها
من غير أرضك ياالسعيده يستحق العشق من
اموت من اجل اليمن واحيا برفعة شآنها
مسقط الراس
قصيدة للشاعر محمد علي عمران المولود عام 1982م محافظة إب مديرية النادرة وفيها ترجم كل ما سبق الاشارة اليه في مقدمة المقال وهو من الشعراء المهاجرين عن الوطن وأحد المبدعين في كل الوان الشعر الشعبي
قمة الشــوق وأبعـاد الـزمـن والأمـاني
تلـوي العمر في جـيد الأمـل والسكينه
ينقضي عــام والثــاني وانا فـي مكـاني
يا تسـابيح فـي جــوف المهـاجر دفينه
رحلة الصيــف طـالت ياسهيل اليمـاني
لا شـتـاك أرتقـب عــاد الأسـد لا عرينه
ابسط الحرف وأسترسل جزيل المعاني
لاذكـرت اليمن! ضـاقت رحاب المـدينه
جنح الشوق وأشعل مُهجتي في ثـواني
مسقط ألراس فيــها ضُعف قلبي ولينه
ينتشـي روح وجـدانـي وهيــج كيـاني
ترتسم بهجــة العــاشق تعــانـق جبينه
فـاتنه سحـرها بـين الغـوانـي سبــاني
نسمـتك بالحشـاء يا زهـرة
مجلة اقلام عربية
العدد 40
فبراير2020م
علاقة الشعراء بالوطن علاقة وطيدة ومتينة يحتويها الحب والإنتماء والصدق والولاء لأن الوطن هو نبض القلوب وملهم الافكار ومتصدر الاهتمامات لدى كل شاعر وخصوصاً المهاجرين والتي تعيدهم اليه عصارة الحنين ومرارة البُعد
الوطن والشاعر
الوطن كلمة لاتقارن في معناها ومفهومها ومدلولها اختلفت وتفردت عن كل كلمة تحيط بالانسان وتعيش معه ويعيش معها لان الوطن جزء كبير من كيان الإنسان كونه لا يتمثل فقط بكل ما تفتحت عليه اعيانه من ارض وجبال ومساحة وتضاريس ولكنه اضافة الى ذلك هو اللغة والدين و الأهل والقبيلة والعشيرة والحضارة والتاريخ وهو ايضاً كتلة من المشاعر الجياشة التي تنتاب كل ذي حس من البشر ويفوقهم جميعاً الشاعر الذي تربطه بالوطن علاقة وجدانية وإحساس يتدفق بما يحمله من مشاعر يتم ترجتمها في كلمات مقفاه تطرب القارىء وتستهويه وتصدح بها حناجر المبدعين من ارباب الفن الغنائي الوطني.
ولأن الشعر سلاح معنوي مسلط على النفوس ومنبراّ اعلامياً فالشاعر يعيش بوجدانه مع الوطن يفرح لفرحه ويتغنى بامجاده ويدافع عنه ويقف في وجه اعدائه بكلماته ومشاعرة وتستحضر الذاكرة ابيات الاديب عبدالله البردوني وهو فيها يعبر عن الوطن بكل جوارحه
وطني أنت ملهمي هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري والغنا الحلو في فمي
و معانيك ، شعلة في عروقي و في دمي
أنت في صدر مزهري موجة من ترنّم
و صدى مسكر إلى عالم الخلد ينتمي
و نشيد … معطّر كالربيع … المرنّم
و هتاف مسلسل كالرحيق … المختّم
وللشاعر الشعبي صولة وجولة في هذا المجال وكثير هم رموز هذا اللون من الشعر من رواد ومؤسسين ومبدعين جيلاً بعد جيل ومن الشعراء المعاصرين سنختار من فئة الشباب ممن هاجروا بأجسادهم عن الوطن وبقيت مشاعرهم تحوم في سماءه.
كل اليمن في قصيدة
استطاع الشاعر محمد عبدالله صالح النصيري المولود عام 1978م محافظة ذمار مديرية الحدا أن يجمع كل محافظات الوطن الموحد في قصيدة من روائع الشعر الشعبي بإسلوبه الجميل وامكانياته المتميزه وهو احد الشعراء المهاجرين ويعتبر من الشعراء المشهورين في مساجلات الشعر الشعبي مع مجموعة من رموز الشعر والتي انتشرت مساجلاتهم في ربوع الوطن بصوت الفنان المبدع علي صالح اليافعي
يقول ابوثابت جنيت الضيق كله والشجن
من بعدما فارقت بلقيس اليمن واحضانها
القلب متكدر وروحي ماتعافت والبدن
والنفس ملت تشتكي بالضيق من حرمانها
مسامعي لامن طرا طاري بذكرك يا يمن
تصغي لمن قال اليمن للعُرب ساس اوطانها
اعشق هواها والنسيم العذب والوجه الحسن
مفتون في شُمخ منيعه عامده وديانها
مشتاق اشم اطياب تنفح من عبيرك ياوطن
مشتاق اشوف الطير يشدو في ميول اغصانها
احب صنعاء جم واهوا لول بحرك ياعدن
وانعم بلقيا حضرموت الشامخه بنيانها
وفي تعز اعتز والقى القلب في إب ارتهن
وابين وصعده ياشذا الفردوس ياريحانها
وفي ربى لحج الخضيره انشد البلبل وغن
اما عروس البحر يسحرني رموش اعيانها
ذمار ياحضناً تدثرني عفافه واحتضن
ياتاج ل اصحاب الشهامه والكرم عنوانها
والجوف ياقلعة براقش تحفة المجد الاغن
تشهد لماضيها الحضاري والرقي حيطانها
سحر الطبيعه موطنه في حوف والمهره سكن
وواحة المحويت ربي باللطافة زانها
لو همت في حجة فما بالوم من فيها افتتن
جمالها خلاب والطيبه تعم انسانها
مأرب شموخ المجد يا أم انجبت بن ذويزن
وابنت سبأ بلقيس من خاف البشر سلطانها
والمسك من ريمه نفح حين الشذا فيها قطن
والخير من شبوه يضخ الخير من شريانها
والحليه البيضاء الجميله مايساويها ثمن
لو جابو اموال العرب ماهي ثمن فستانها
نجلاء اليمن عمران ماذا اقول ياروح التفن
يالوحه ابدع في معالم رسمها فنانها
فالحسن آيه ياسقطرة جل من صاغ الوجن
والجسم مكسي سندس اخضر والحوَر باعيانها
والضالع الوجه الذي يروي شموخي للزمن
بـ إني يماني لي شموخي في جميع اركانها
من غير أرضك ياالسعيده يستحق العشق من
اموت من اجل اليمن واحيا برفعة شآنها
مسقط الراس
قصيدة للشاعر محمد علي عمران المولود عام 1982م محافظة إب مديرية النادرة وفيها ترجم كل ما سبق الاشارة اليه في مقدمة المقال وهو من الشعراء المهاجرين عن الوطن وأحد المبدعين في كل الوان الشعر الشعبي
قمة الشــوق وأبعـاد الـزمـن والأمـاني
تلـوي العمر في جـيد الأمـل والسكينه
ينقضي عــام والثــاني وانا فـي مكـاني
يا تسـابيح فـي جــوف المهـاجر دفينه
رحلة الصيــف طـالت ياسهيل اليمـاني
لا شـتـاك أرتقـب عــاد الأسـد لا عرينه
ابسط الحرف وأسترسل جزيل المعاني
لاذكـرت اليمن! ضـاقت رحاب المـدينه
جنح الشوق وأشعل مُهجتي في ثـواني
مسقط ألراس فيــها ضُعف قلبي ولينه
ينتشـي روح وجـدانـي وهيــج كيـاني
ترتسم بهجــة العــاشق تعــانـق جبينه
فـاتنه سحـرها بـين الغـوانـي سبــاني
نسمـتك بالحشـاء يا زهـرة
الـياسمينه
يمضي الشهر والخوف العميق أعتراني
من لـضى البين قلبي يــا حنينه حنينه
أعــذرينـي فـ مثـلي لا يصنـف أنـاني
انما الــوقت ذي هد الحصون الحصينه
صفـد القـلب حاصــرني وحـجـر لساني
والمشاعـر على كـــف الليـالي سجينه
احوي البين والصمت العميق احتواني
والتجــاعيـد فـي وجه السعــادة هجينه
بين الامواج حظي مثـل غيــري رماني
عـاشـق القـرب والبُعـد المحيـر قرينه
ذه علــومي وهـــذا يارفـــاقي بيـاني
في محيــط الـغـرق هـائـم بظهر السفينه
لان قــلبي ورأس الشاعر الهنــدواني
لا ذكــــرت اليمـن نـاسـه وتــله وطيـنه
السعيـدة الهـي في هـــواهــا بـــلاني
مـوطـن اليُمن والأيمـان عصمت يمينه
ربت الحسن ذا الداعي اليها دعاني
يُرخص الروح يا أم الحسن لو تطـلبينه
في ربيعك وغصن الود والبن جاني
مكتسي بـالحـــلل زينـه حــوت كــل زينه
أفتخـر كُلمــا نــــادو عليــا يمـــاني
وأرتشف من كؤوس الفخر بل من معينه
لجل عينك سهرت الليل والليل داني
وأنتـزعـت الجُمـل والفجر نـاصب كمينه
رغم الاسفار يفضل في رحابك كناني
جــــود الأيـــام تتمـــدد وترخـى سنينه
الزراعه , وصيد البحر ! دخل المواني
غـــاز , بنزين ! ثـروة عــائـده للخـزينه
لي أمل فيك من بعد الشداد السماني
وابنــك البار في الصدر الرحب تحضنينه
عــزتي فيــك بعد الله فـي كــل آنـي
أسهـر الليـل لــو بــاتت عيــونـك حــزينه
مهد تبع سلف جُرهم صدى القيرواني
منبـع العُـرب وانصــار المشفـــــع ودينه
في شموخي وفي عزي وفي عنفواني
العـــــــلاقــــات مــا بينـي وبينــك متينه
ختمها بالنبي ذكره يعطر لساني
احمـد المصـطفى تملي رحـــاب المــدينه
يمضي الشهر والخوف العميق أعتراني
من لـضى البين قلبي يــا حنينه حنينه
أعــذرينـي فـ مثـلي لا يصنـف أنـاني
انما الــوقت ذي هد الحصون الحصينه
صفـد القـلب حاصــرني وحـجـر لساني
والمشاعـر على كـــف الليـالي سجينه
احوي البين والصمت العميق احتواني
والتجــاعيـد فـي وجه السعــادة هجينه
بين الامواج حظي مثـل غيــري رماني
عـاشـق القـرب والبُعـد المحيـر قرينه
ذه علــومي وهـــذا يارفـــاقي بيـاني
في محيــط الـغـرق هـائـم بظهر السفينه
لان قــلبي ورأس الشاعر الهنــدواني
لا ذكــــرت اليمـن نـاسـه وتــله وطيـنه
السعيـدة الهـي في هـــواهــا بـــلاني
مـوطـن اليُمن والأيمـان عصمت يمينه
ربت الحسن ذا الداعي اليها دعاني
يُرخص الروح يا أم الحسن لو تطـلبينه
في ربيعك وغصن الود والبن جاني
مكتسي بـالحـــلل زينـه حــوت كــل زينه
أفتخـر كُلمــا نــــادو عليــا يمـــاني
وأرتشف من كؤوس الفخر بل من معينه
لجل عينك سهرت الليل والليل داني
وأنتـزعـت الجُمـل والفجر نـاصب كمينه
رغم الاسفار يفضل في رحابك كناني
جــــود الأيـــام تتمـــدد وترخـى سنينه
الزراعه , وصيد البحر ! دخل المواني
غـــاز , بنزين ! ثـروة عــائـده للخـزينه
لي أمل فيك من بعد الشداد السماني
وابنــك البار في الصدر الرحب تحضنينه
عــزتي فيــك بعد الله فـي كــل آنـي
أسهـر الليـل لــو بــاتت عيــونـك حــزينه
مهد تبع سلف جُرهم صدى القيرواني
منبـع العُـرب وانصــار المشفـــــع ودينه
في شموخي وفي عزي وفي عنفواني
العـــــــلاقــــات مــا بينـي وبينــك متينه
ختمها بالنبي ذكره يعطر لساني
احمـد المصـطفى تملي رحـــاب المــدينه
Forwarded from مكتبة العلم والمعرفة
*ويلااااه*
ــــــــــــــــــ
*الباهوت هلال المرادي*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(عذاب) سمّى نفسه - المجرم*
*وانا اشهد انه صاب مرماها*
*القلب منه صار متورّم*
*كُلْما جروحه لمّت.. ادماها*
*جيته هوى.. جاني غوى مهْرِم*
*جيته سحايب تهمي.. اهماها*
*جيته وفاء.. جاني جفا مصْرِم*
*جيته يكحّل عيني.. اعماها*
*ان قلت هات.. القاه متْبَرّم*
*ويساوي اصغرها بعُظْماها*
*وان قلت خذ مِن جِيْد متكرّم*
*ينسى من الجودة مُسمَّاها*
*والله لولا القلب متغرّم*
*والنفس فيه ازداد غُرْماها*
*لَـ اقطع وريد القلب وااحَرّم*
*دنيا غرامي به ورُحْماها*
*له شوق ناره في الحشا تضرِم*
*والكبد يا ويلاه مَـ اضماها*
*ألغيت لجْله عُمْرَتي محرِم*
*واقفيت من زمزم ومن ماها*
.
.
ــــــــــــــــــ
*الباهوت هلال المرادي*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(عذاب) سمّى نفسه - المجرم*
*وانا اشهد انه صاب مرماها*
*القلب منه صار متورّم*
*كُلْما جروحه لمّت.. ادماها*
*جيته هوى.. جاني غوى مهْرِم*
*جيته سحايب تهمي.. اهماها*
*جيته وفاء.. جاني جفا مصْرِم*
*جيته يكحّل عيني.. اعماها*
*ان قلت هات.. القاه متْبَرّم*
*ويساوي اصغرها بعُظْماها*
*وان قلت خذ مِن جِيْد متكرّم*
*ينسى من الجودة مُسمَّاها*
*والله لولا القلب متغرّم*
*والنفس فيه ازداد غُرْماها*
*لَـ اقطع وريد القلب وااحَرّم*
*دنيا غرامي به ورُحْماها*
*له شوق ناره في الحشا تضرِم*
*والكبد يا ويلاه مَـ اضماها*
*ألغيت لجْله عُمْرَتي محرِم*
*واقفيت من زمزم ومن ماها*
.
.
نفحات من الشعر الشعبي 15
الثقافة الشعبية يمتلكها عامة الناس، ولم تسلط عليهم الأضواء، بل قاموا بعملهم بشكل عفوي ومتقن، متفانين وباذلين من دمهم ومن ذواتهم وأحاسيسهم ضمن ذوقهم الفني في مختلف المجالات. فكانوا المثال الذي يحتذى به، مجسدين بإنتاجهم لوحات مميزة أبدعتها أياد ماهرة، او أفكاراً نسجت لوحات مزركشة فريدة من نوعها(١)
في هذه النفحة اخترنا أحد رموز الشعر الغنائي اليمني والذي يطلق على هذا اللون من الشعر (الحميني) او الملحون أوالمغنى، وشعر الغناء اليمني جذوره ممتدة وتاريخه أصيل منذ ظهوره في القرن السابع الهجري كما تشير اغلب المصادر، وشاعرنا لهذا العدد تنتمي قصائده لهذا اللون العريق ، وقد اشتهر بها ومن خلالها اتصل بجمهور هذا الفن، ووصلت كلماته الى اعماق المتذوقين عبر حنجرة ذهبية لفنان كان يملك نفس الحس المرهف والشعور الراقي وقد شكلا ثنائي ابداع يطيب الاستماع له والتحدث عنه، ورغم ان الشاعر واجه الاهمال ومحاولة طمس مآثر إبداعه وتألقه وعدم الاهتمام بموهبته عدى الاهتمام الشخصي المحدود ولعلاقته القريبة جداً بالفنان الذي تغنى بروائعه وفرضت تلك الاغاني نفسها لجمال وذوق وروعة ذلك الفنان الذي هو بدوره كان له نفس النصيب من الإهمال لأسباب سياسية رغم ان الابداع والفن تتوحد الهويات والانتماءات والاعتبارات تحت رايتيهما. ولأن الشاعر موضوع هذا العدد كان حقيقياً في عواطفه، ومبدعاً في صياغته لمفرداته بكل سلاسة دون تكلف او تصنع. استطاع ان يترك بصمة لا تمحيها الايام في صفحات الادب الشعبي اليمني مثله مثل اقرانه رموز هذ اللون من الشعر وقد اشار أ. د عبدالعزيز المقالح في كتابه الموسوم (شعراء من اليمن) قائلاً عن الشاعر الشعبي الحقيقي على انه قد طرق الباب في بلادنا اكثر من مرة في القرون الأربعة الماضية ثم غاب، وها هو يأتي من جديد، ويخشى ما يخشى عليه وعلى الشعر ان نصد عنه أسماعنا فيعود من حيث أتى ! مع العلم ان اشعار الخفنجي والعنسي والقارة والآنسي هي –بلا مبالغة-أعظم ما احتفل به وجداننا الشعري المعاصر من تراث القرون الثلاثة الماضية رغم ما حظت به هذه القرون وبخاصة الثامن والتاسع عشر من تراث المنظومات(2).
"التعريف بالشاعر"
يحيى حسين بن أحمد قاسم حميد الدين هو شاعر يمني. ولد عام 1940 في مدينة رداع في محافظة البيضاء. درس علوم الدين الإسلامي على يد والده، وفي 1955 انتقل إلى صنعاء القديمة وسكن هناك والتحق بالمدرسة التحضيرية. وفي عام 1960 اضطر للانتقال إلى تعز فتزوج وعاش هناك، حتى قيام ثورة 26 سبتمبر فعاد إلى صنعاء. ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية إبان الحرب الأهلية بين التيارين الجمهوري والملكي في شمال اليمن. وبعد مؤتمر السلام عاد إلى الوطن واستقر في صنعاء القديمة، وفي هذه الفترة تفرغ لكتابة الشعر وتوظف في محافظة صنعاء. بعد الوحدة ظل يعمل في المحافظة حتى وفاته في الأردن عام 1995. بدأ كتابة الشعر في منتصف الستينيات، وكتب مجموعة كبيرة من القصائد الغنائية تغنى بها عدد من الفنانين أبرزهم أخوه محمد حسين أبو نصار(3)
"قريحة يحيى حسين وحنجرة ابو نصار"
إنّ ما يميّز الغناءَ اليمنيَّ هو ارتكازُه على حلاوة الكلمة، وأداء الفنّان، وبساطة الآلة. وهذا يعزِّز الشعرَ في الفؤاد ويملأه بمعنًى جليلٍ، يسطع فيه اليمنُ الذي نحبُّ. وهذا ما جعله، ككلِّ شيء مرتبطٍ بهذه الأرض، باقيًا على أصالةٍ دافئةٍ قد لا تتأتّى في أفخم الأجواء(4) .وهذا ما اجده والمسه فيما قدمه الفنان محمد حسين ابو نصار من اعمال فنية راقية خلال مسيرته الابداعية حيث نقل للمستمع والمتذوق الصورة المشرقة لفن الغناء اليمني، واستطاع ان يؤسس فن عريق خالد بالتعاون مع الشاعر يحيى حسين ومجموعة من الشعراء حيث ان الغناء والشعر ثنائي يستمد كلاً منهما قوته وجودته من الآخر، ومن جهة أخرى . فإن -الغناء يقرب الشعر من الجمهور وإن كان يضيّع الشاعر ويبرز المغني، لأن المسألة في الغناء، حسن الصوت ولا يهم جودة الشعر، لأن التلحين يعيد خلق الشعر، ويخلق له جواً آخر، فنحس جو الأغنية، ولا نحس جو القصيدة(5) -ورغم ذلك فشعر يحيى حسين معانيه تطرب النفوس وتثير الاحاسيس وتحلو للمطالعة والتلحين معاً ورغم كثرة من غنوا له من الفنانين الا ان صوت واداء ابو نصار كان المتفرد وهو من استحقت تلك الكلمات شدوها بصوته العذب، وابو نصار هو شقيق الشاعر وهو من رموز الفن اليمني وقد سبق التعريف به في العدد(31) من مجلة اقلام عربية
نماذج مختصرة من قصائد الشاعر(6)
"سرب الحمام وطي وكلميني"
من قرب لاجل اسمع وتسمعيني
بُعد المسافه بينكن وبيني
ادت لي الوحشه ويشهد الله
سرب الحمام شاموت من شجوني
والكل عادوني وخاصموني
من اجل من ياطير يحسدوني
حرام عليهم ما يجوز من الله
"الدهر كله متاعب"
قال يحيى حسين الدهر كله متاعب
والسعيد الذي قلبه من الحب خالي
يا فؤادي تصبر واحتمل للغلائب
الحياه هكذا ما احد عليها بسالي
الحياة ورد والاشواك من كل جانب
لا صفت يوم
الثقافة الشعبية يمتلكها عامة الناس، ولم تسلط عليهم الأضواء، بل قاموا بعملهم بشكل عفوي ومتقن، متفانين وباذلين من دمهم ومن ذواتهم وأحاسيسهم ضمن ذوقهم الفني في مختلف المجالات. فكانوا المثال الذي يحتذى به، مجسدين بإنتاجهم لوحات مميزة أبدعتها أياد ماهرة، او أفكاراً نسجت لوحات مزركشة فريدة من نوعها(١)
في هذه النفحة اخترنا أحد رموز الشعر الغنائي اليمني والذي يطلق على هذا اللون من الشعر (الحميني) او الملحون أوالمغنى، وشعر الغناء اليمني جذوره ممتدة وتاريخه أصيل منذ ظهوره في القرن السابع الهجري كما تشير اغلب المصادر، وشاعرنا لهذا العدد تنتمي قصائده لهذا اللون العريق ، وقد اشتهر بها ومن خلالها اتصل بجمهور هذا الفن، ووصلت كلماته الى اعماق المتذوقين عبر حنجرة ذهبية لفنان كان يملك نفس الحس المرهف والشعور الراقي وقد شكلا ثنائي ابداع يطيب الاستماع له والتحدث عنه، ورغم ان الشاعر واجه الاهمال ومحاولة طمس مآثر إبداعه وتألقه وعدم الاهتمام بموهبته عدى الاهتمام الشخصي المحدود ولعلاقته القريبة جداً بالفنان الذي تغنى بروائعه وفرضت تلك الاغاني نفسها لجمال وذوق وروعة ذلك الفنان الذي هو بدوره كان له نفس النصيب من الإهمال لأسباب سياسية رغم ان الابداع والفن تتوحد الهويات والانتماءات والاعتبارات تحت رايتيهما. ولأن الشاعر موضوع هذا العدد كان حقيقياً في عواطفه، ومبدعاً في صياغته لمفرداته بكل سلاسة دون تكلف او تصنع. استطاع ان يترك بصمة لا تمحيها الايام في صفحات الادب الشعبي اليمني مثله مثل اقرانه رموز هذ اللون من الشعر وقد اشار أ. د عبدالعزيز المقالح في كتابه الموسوم (شعراء من اليمن) قائلاً عن الشاعر الشعبي الحقيقي على انه قد طرق الباب في بلادنا اكثر من مرة في القرون الأربعة الماضية ثم غاب، وها هو يأتي من جديد، ويخشى ما يخشى عليه وعلى الشعر ان نصد عنه أسماعنا فيعود من حيث أتى ! مع العلم ان اشعار الخفنجي والعنسي والقارة والآنسي هي –بلا مبالغة-أعظم ما احتفل به وجداننا الشعري المعاصر من تراث القرون الثلاثة الماضية رغم ما حظت به هذه القرون وبخاصة الثامن والتاسع عشر من تراث المنظومات(2).
"التعريف بالشاعر"
يحيى حسين بن أحمد قاسم حميد الدين هو شاعر يمني. ولد عام 1940 في مدينة رداع في محافظة البيضاء. درس علوم الدين الإسلامي على يد والده، وفي 1955 انتقل إلى صنعاء القديمة وسكن هناك والتحق بالمدرسة التحضيرية. وفي عام 1960 اضطر للانتقال إلى تعز فتزوج وعاش هناك، حتى قيام ثورة 26 سبتمبر فعاد إلى صنعاء. ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية إبان الحرب الأهلية بين التيارين الجمهوري والملكي في شمال اليمن. وبعد مؤتمر السلام عاد إلى الوطن واستقر في صنعاء القديمة، وفي هذه الفترة تفرغ لكتابة الشعر وتوظف في محافظة صنعاء. بعد الوحدة ظل يعمل في المحافظة حتى وفاته في الأردن عام 1995. بدأ كتابة الشعر في منتصف الستينيات، وكتب مجموعة كبيرة من القصائد الغنائية تغنى بها عدد من الفنانين أبرزهم أخوه محمد حسين أبو نصار(3)
"قريحة يحيى حسين وحنجرة ابو نصار"
إنّ ما يميّز الغناءَ اليمنيَّ هو ارتكازُه على حلاوة الكلمة، وأداء الفنّان، وبساطة الآلة. وهذا يعزِّز الشعرَ في الفؤاد ويملأه بمعنًى جليلٍ، يسطع فيه اليمنُ الذي نحبُّ. وهذا ما جعله، ككلِّ شيء مرتبطٍ بهذه الأرض، باقيًا على أصالةٍ دافئةٍ قد لا تتأتّى في أفخم الأجواء(4) .وهذا ما اجده والمسه فيما قدمه الفنان محمد حسين ابو نصار من اعمال فنية راقية خلال مسيرته الابداعية حيث نقل للمستمع والمتذوق الصورة المشرقة لفن الغناء اليمني، واستطاع ان يؤسس فن عريق خالد بالتعاون مع الشاعر يحيى حسين ومجموعة من الشعراء حيث ان الغناء والشعر ثنائي يستمد كلاً منهما قوته وجودته من الآخر، ومن جهة أخرى . فإن -الغناء يقرب الشعر من الجمهور وإن كان يضيّع الشاعر ويبرز المغني، لأن المسألة في الغناء، حسن الصوت ولا يهم جودة الشعر، لأن التلحين يعيد خلق الشعر، ويخلق له جواً آخر، فنحس جو الأغنية، ولا نحس جو القصيدة(5) -ورغم ذلك فشعر يحيى حسين معانيه تطرب النفوس وتثير الاحاسيس وتحلو للمطالعة والتلحين معاً ورغم كثرة من غنوا له من الفنانين الا ان صوت واداء ابو نصار كان المتفرد وهو من استحقت تلك الكلمات شدوها بصوته العذب، وابو نصار هو شقيق الشاعر وهو من رموز الفن اليمني وقد سبق التعريف به في العدد(31) من مجلة اقلام عربية
نماذج مختصرة من قصائد الشاعر(6)
"سرب الحمام وطي وكلميني"
من قرب لاجل اسمع وتسمعيني
بُعد المسافه بينكن وبيني
ادت لي الوحشه ويشهد الله
سرب الحمام شاموت من شجوني
والكل عادوني وخاصموني
من اجل من ياطير يحسدوني
حرام عليهم ما يجوز من الله
"الدهر كله متاعب"
قال يحيى حسين الدهر كله متاعب
والسعيد الذي قلبه من الحب خالي
يا فؤادي تصبر واحتمل للغلائب
الحياه هكذا ما احد عليها بسالي
الحياة ورد والاشواك من كل جانب
لا صفت يوم
خلت كل محزون سالي
قالوا الناس مالك قلت لاهي وناشب
بين افكر وارجو تتركوني لحالي
"أهل الهوى عذبوني"
قال يحيى حسين أهل الهوى عذبوني
من لذيذ المنام والزاد قد أحرموني
كلما قلت شا أنسى حبهم ذكــــــروني
لا تِبَلَّوا بلا حبي ولا تَرَّكـــــــــوني
يا رعاة الغنم نادوا رجال القبيــلة
وافعلوا خير في مهجــه رقيـــقه عليـــله
بلغوهم وصولي بعد سفره طويلة
جيت شاكي بمن أجرى دمي من عيوني
يا رعاة الغنم لا مت لا تقـــــبروني
ربما يبحثوا عني ولا يوجـــــدوني
إنما لي رجا تحت الأراك أطرحوني
وعلى جثتي سَوَّوا عزا واندبوني
"ياسنترال"
يا سنترال الخط فيه اشتباك
بين اتصل ويرد مشغول
فكيف اسلم قيمة الاشتراك
وخط من اهواه مفصول
قالوا تكلم من تحبه معاك
وخطكم في الحب موصول
ومن تحبه قد شكا من شكاك
فقلت هذا غير معقول
"من ودف صبر"
يحيى حسين قال من ودف صبر
يستاهل البرد من ضيع دفاه
الناس بالناس والدنيا عبر
ولا احداً قد عرف معنى الحياة
وكل انسان له وجهة نظر
والعلم لله وحده لاسواه
امانة الله ياريح السحر
مري على من سلب عقلي حلاه
وفهميه كيف يحيى في خطر
من كان مثلي ومخلص في هواه
قلي لمن طلعته مثل القمر
للمه تعذر على مثلي لقاه
"يا حمامي"
ياحمامي بشكواك الاليم
قد اثرت الوساوس والشجن
صوتك اشجى المسافر والمقيم
وبكا كل عاشق في الوطن
قلنا ياحمام في من تهيم
وحبيبك معك ظاهر علن
ما مرادك بنوحك والزحيم
والشكا والبكا هذا لمن
الهوامش
ــــــــــ
1-أ. د علي بزي- الذاكرة الشعبية والعولمة- مجلة الثقافة الشعبية- البحرين العدد(32) شتاء2016م
2- دار العودة – بيروت – طبعة عام 1983م
3- موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين – دائرة التوجيه المعنوي – صنعاء 2005م الجزءالسابع
4- مقال بعنوان (رافد الغناء في اليمن وتواشج أبنائه) لمنال الشريفي موقع مجلة الآداب اللبنانية
5-رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه – عبدالله البردوني – دار العودة- بيروت طـ2 عام 1978م
6- موسوعة شعر الغناء اليمن مرجع سابق
قالوا الناس مالك قلت لاهي وناشب
بين افكر وارجو تتركوني لحالي
"أهل الهوى عذبوني"
قال يحيى حسين أهل الهوى عذبوني
من لذيذ المنام والزاد قد أحرموني
كلما قلت شا أنسى حبهم ذكــــــروني
لا تِبَلَّوا بلا حبي ولا تَرَّكـــــــــوني
يا رعاة الغنم نادوا رجال القبيــلة
وافعلوا خير في مهجــه رقيـــقه عليـــله
بلغوهم وصولي بعد سفره طويلة
جيت شاكي بمن أجرى دمي من عيوني
يا رعاة الغنم لا مت لا تقـــــبروني
ربما يبحثوا عني ولا يوجـــــدوني
إنما لي رجا تحت الأراك أطرحوني
وعلى جثتي سَوَّوا عزا واندبوني
"ياسنترال"
يا سنترال الخط فيه اشتباك
بين اتصل ويرد مشغول
فكيف اسلم قيمة الاشتراك
وخط من اهواه مفصول
قالوا تكلم من تحبه معاك
وخطكم في الحب موصول
ومن تحبه قد شكا من شكاك
فقلت هذا غير معقول
"من ودف صبر"
يحيى حسين قال من ودف صبر
يستاهل البرد من ضيع دفاه
الناس بالناس والدنيا عبر
ولا احداً قد عرف معنى الحياة
وكل انسان له وجهة نظر
والعلم لله وحده لاسواه
امانة الله ياريح السحر
مري على من سلب عقلي حلاه
وفهميه كيف يحيى في خطر
من كان مثلي ومخلص في هواه
قلي لمن طلعته مثل القمر
للمه تعذر على مثلي لقاه
"يا حمامي"
ياحمامي بشكواك الاليم
قد اثرت الوساوس والشجن
صوتك اشجى المسافر والمقيم
وبكا كل عاشق في الوطن
قلنا ياحمام في من تهيم
وحبيبك معك ظاهر علن
ما مرادك بنوحك والزحيم
والشكا والبكا هذا لمن
الهوامش
ــــــــــ
1-أ. د علي بزي- الذاكرة الشعبية والعولمة- مجلة الثقافة الشعبية- البحرين العدد(32) شتاء2016م
2- دار العودة – بيروت – طبعة عام 1983م
3- موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين – دائرة التوجيه المعنوي – صنعاء 2005م الجزءالسابع
4- مقال بعنوان (رافد الغناء في اليمن وتواشج أبنائه) لمنال الشريفي موقع مجلة الآداب اللبنانية
5-رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه – عبدالله البردوني – دار العودة- بيروت طـ2 عام 1978م
6- موسوعة شعر الغناء اليمن مرجع سابق