يوم عرفة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاة والسَّلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
يومُ عرفةَ يومُ مغفرةِ الذُّنوب وجمعِ القلوب على علَّام الغيوب (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).
ويومُ عرفةَ لهُ فضائلُ متعددةٌ، منها:
ـ أنهُ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامِ النِّعمةِ.
ـ وأنَّهُ عيدٌ لأهلِ الإسلامِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ يومُ الشَّفْعِ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأنَّ الوَترَ يومُ النَّحرِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ الشَّاهدُ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
ـ أنَّهُ أفضلُ الأيَّامِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ النَّحْرِ أفضلُ الأيَّامِ.. رُوِيَ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: كانَ يقالُ: يومُ عرفةَ بِعَشَرَةِ آلافِ يومٍ، يعني في الفضلِ.
ـ أنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ عندَ جماعةٍ من السَّلفِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحْرِ.
ـ أنَّ صيامَهُ كفارةُ سنتينِ.
ـ وأنَّهُ يومُ مغفرةِ الذُّنوبِ والتَّجاوزِ عنها، والعِتق منَ النَّار، والمباهاةِ بأهلِ الموقفِ.. ففي صحيحِ الإمام مسلم رحمه الله تعالى، عنِ السَّيدةِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
فَمَنْ طَمِعَ في العِتقِ مِنَ النَّارِ ومغفرةِ ذنوبهِ في يومِ عرفةَ، فليحافظْ على الأسبابِ الَّتِي يُرْجَى بها العِتقُ والمغفرةُ.. ومنها:
ـ صيامُ ذلكَ اليومِ، فقد ندبنا الشرعُ الشريفُ إلى صيامه: فعن أبي قتادةَ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليهِ وسلَّم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ) رواهُ الإمامُ مسلمُ رحمهُ اللهُ تعالى.
أما الحاجُّ فلا يستحبُّ له صيامه، بل يُكرَه عند المالكية والحنابلة، وهو خلاف الأولى عند الشافعية، وقيل: مكروه.. فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ).
وذهب الحنفية إلى أنَّ صيامه مندوب للحاجِّ إذا كان لا يُضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يُخِلُّ بالدعوات، فلو أضعفه كُرِه له الصوم.
ـ حفظُ جوارحهِ عن المحرَّماتِ في ذلك اليومِ: ففي مسندِ الإمامِ أحمدَ رحمهُ اللهُ تعالى عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قالَ يَوْمَ عَرَفَةَ: (هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ).
ـ الإكثارُ منْ شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ، فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الَّذِي أكملهُ اللهُ تعالى في ذلكَ اليومِ: ففي المسندِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ عرفةَ: (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، بيدهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير).
ـ ومن الأعمال كثرةُ الدُّعاءِ بالمغفرةِ والعِتقِ، فإنَّهُ يُرْجَى إجابةُ الدُّعاءِ فيهِ.
ـ والمشروعُ فيه بالنسبة للحاجِّ هو الإكثارُ من التلبية، أما غيرُ الحاجِّ فيسنُّ له الإكثارُ من التكبيرِ من صبيحةِ يوم عرفةَ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريق.
ـ ولْيَحْذَرْ منَ الذُّنوبِ الَّتِي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعِتْقَ، فمنها: الاختيالُ، والإصرارُ على الكبائرِ، وغيرُ ذلك.
من كتابِ «لطائف المعارف» للإمامِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ رحمهُ اللهُ تعالى، وغيرِهِ.
وصلّى اللهُ تعالى على سيّدنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّمَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاة والسَّلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
يومُ عرفةَ يومُ مغفرةِ الذُّنوب وجمعِ القلوب على علَّام الغيوب (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).
ويومُ عرفةَ لهُ فضائلُ متعددةٌ، منها:
ـ أنهُ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامِ النِّعمةِ.
ـ وأنَّهُ عيدٌ لأهلِ الإسلامِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ يومُ الشَّفْعِ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأنَّ الوَترَ يومُ النَّحرِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ الشَّاهدُ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
ـ أنَّهُ أفضلُ الأيَّامِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ النَّحْرِ أفضلُ الأيَّامِ.. رُوِيَ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: كانَ يقالُ: يومُ عرفةَ بِعَشَرَةِ آلافِ يومٍ، يعني في الفضلِ.
ـ أنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ عندَ جماعةٍ من السَّلفِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحْرِ.
ـ أنَّ صيامَهُ كفارةُ سنتينِ.
ـ وأنَّهُ يومُ مغفرةِ الذُّنوبِ والتَّجاوزِ عنها، والعِتق منَ النَّار، والمباهاةِ بأهلِ الموقفِ.. ففي صحيحِ الإمام مسلم رحمه الله تعالى، عنِ السَّيدةِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
فَمَنْ طَمِعَ في العِتقِ مِنَ النَّارِ ومغفرةِ ذنوبهِ في يومِ عرفةَ، فليحافظْ على الأسبابِ الَّتِي يُرْجَى بها العِتقُ والمغفرةُ.. ومنها:
ـ صيامُ ذلكَ اليومِ، فقد ندبنا الشرعُ الشريفُ إلى صيامه: فعن أبي قتادةَ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليهِ وسلَّم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ) رواهُ الإمامُ مسلمُ رحمهُ اللهُ تعالى.
أما الحاجُّ فلا يستحبُّ له صيامه، بل يُكرَه عند المالكية والحنابلة، وهو خلاف الأولى عند الشافعية، وقيل: مكروه.. فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ).
وذهب الحنفية إلى أنَّ صيامه مندوب للحاجِّ إذا كان لا يُضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يُخِلُّ بالدعوات، فلو أضعفه كُرِه له الصوم.
ـ حفظُ جوارحهِ عن المحرَّماتِ في ذلك اليومِ: ففي مسندِ الإمامِ أحمدَ رحمهُ اللهُ تعالى عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قالَ يَوْمَ عَرَفَةَ: (هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ).
ـ الإكثارُ منْ شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ، فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الَّذِي أكملهُ اللهُ تعالى في ذلكَ اليومِ: ففي المسندِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ عرفةَ: (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، بيدهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير).
ـ ومن الأعمال كثرةُ الدُّعاءِ بالمغفرةِ والعِتقِ، فإنَّهُ يُرْجَى إجابةُ الدُّعاءِ فيهِ.
ـ والمشروعُ فيه بالنسبة للحاجِّ هو الإكثارُ من التلبية، أما غيرُ الحاجِّ فيسنُّ له الإكثارُ من التكبيرِ من صبيحةِ يوم عرفةَ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريق.
ـ ولْيَحْذَرْ منَ الذُّنوبِ الَّتِي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعِتْقَ، فمنها: الاختيالُ، والإصرارُ على الكبائرِ، وغيرُ ذلك.
من كتابِ «لطائف المعارف» للإمامِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ رحمهُ اللهُ تعالى، وغيرِهِ.
وصلّى اللهُ تعالى على سيّدنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّمَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
آدَابُ العِيدِ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرِّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
روى الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والنَّسائِيُّ رحِمَهُمُ اللهُ تعالَى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ تعالَى عنهُ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى).
مِنْ آدابِ العيدِ:
1ـ التَّكْبِيرُ: يُستحبُّ التَّكبيرُ ليلتيِ العيدينِ، ويُستحبُّ في عيدِ الفطرِ منْ غروبِ الشَّمسِ إلى أنْ يُحرِمَ الإِمامُ بصلاةِ العيدِ، ويُستحبُّ ذلكَ خلفَ الصَّلواتِ وغيرِها منَ الأحوالِ.. ويُكثرُ منهُ عندَ ازدحامِ النَّاسِ، ويُكَبِّرُ ماشيًا وجالسًا ومضطجِعًا، وفي طريقهِ، وفي المسجدِ، وعلى فراشهِ.
وأما عيدُ الأضحى فيُكَبِّر فيهِ مِنْ بعدِ صلاةِ الصُّبحِ مِنْ يومِ عَرَفةَ إلى أنْ يصلِّيَ العصرَ مِنْ آخرِ أيَّامِ التَّشريقِ، وَيُكَبِّرُ خلفَ هذهِ العَصْرِ ثمَّ يَقْطَعُ، هذا هو الأصحُّ الَّذِي عليهِ العملُ.
والتَّكبيرُ مشروعٌ بعدَ كلِّ صلاةٍ تُصلَّى في أيَّامِ التَّكبيرِ، سواءٌ كانتْ فريضةً أو نافلةً أو صلاةَ جنازةٍ، وسواءٌ كانتْ الفريضةُ مؤدَّاةً أو مقضِيَّةً أو منذروةً.. ولوْ نَسِيَ التَّكبيرَ تداركهُ عندَ تذكُّرهِ وإنْ طالَ الوقتُ.
أمَّا الحاجُّ فلا يُكَبِّرُ ليلةَ عيدِ الأضحى، بلْ شِعَارُهُ التَّلبيةُ، فيبدأُ التَّكبيرُ لهُ عَقِبَ الصَّلواتِ مِنْ ظُهْرِ يومِ النَّحْرِ، لأنَّها أوَّلُ صلاتهِ بمِنَى، ووقتُ انتهاءِ التَّلبيةِ.
ويستمرُّ في التَّكبيرِ حتَّى الصُّبحِ آخرَ أيَّامِ التَّشريقِ، لأنَّها آخرُ صلاةٍ يصلِّيها بمِنَى.
لفظُ التَّكبيرِ أنْ يقولَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ) هكذا ثلاثاً متوالياتٍ، ويُكرِّرُ هذا على حسْبِ إرادتهِ. قال الإمامُ الشَّافعيُّ والأصحابُ رحمهمُ اللهُ تعالَى: فإن زادَ فقال: (اللهُ أكْبَرُ كَبيرًا، والحَمْدُ لِلهِ كَثيرًا، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وأصِيلًا، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أكْبَرُ) كانَ حَسَنًا.
ولا بأسَ أنْ يقولَ ما اعتادَهُ الناسُ، وهوَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ).
2ـ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ: يسنُّ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ (الفطرِ والأضحَى) بالعبادةِ مِنْ صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وتسبيحٍ ودعاءٍ واستغفارٍ ونحوهِ باتِّفاقِ الفقهاءِ، لما رُوِيَ في ذلك:
(مَنْ أَحْيا لَيْلَتيِ العِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ القُلُوبُ) رواهُ ابنُ ماجَه رحمه اللهُ تعالى.
ورُوي: (مَنْ قَامَ لَيْلَتيِ الْعِيدَيْنِ لِلهِ مُحْتَسِبًا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حينَ تَمُوتُ القُلُوبُ). رواه الإمامِ الشَّافعيُّ وابْنُ ماجَه رحمهما اللهُ تعالى.
واختلفَ العلماءُ في القدْرِ الَّذِي يَحصلُ بهِ الإِحياءُ، فالْأظهرُ أنَّهُ لا يحصلُ إلَّا بمعظمِ الليلِ، وقيلَ: يَحصلُ بساعةٍ.
قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: (بلغَنا أنَّهُ كانَ يقالُ: إنَّ الدُّعاءَ يُستجابُ في خمسِ ليالٍ: في ليلةِ الجمعةِ، وليلةِ الأضحى، وليلةِ الفطرِ، وأولِ ليلةٍ منْ رجبَ، وليلةِ النَّصفِ منْ شعبانَ).
3ـ الاغتسالُ والتَّنظُّفُ: يستحبُّ غُسْلُ العيدينِ، ويجوزُ الاغتسالُ قبلَ الفجرِ وبعدهُ، ويستحبُّ الغسلُ لِمَنْ يحضرُ الصَّلاةَ ولمنْ لا يحضرُها.
ويُستحبُّ التَّنظُّفُ بحلقِ الشَّعْرِ، وتقليمِ الأظافرِ، وإزالةِ الرائحةِ الكريهةِ من بدنهِ وثوبهِ.
كما يستحبُّ التَّطيُّبُ للرِّجالِ بأحسنِ ما يجدُ من الطِّيبِ.
4ـ لُبْسُ أحسنِ الثيابِ: وأفضلُ ألوانها البياضُ، ويستوِي في تحسينِ الثِّيابِ والتَّنظُّفِ والتَّطيُّبِ وإزالةِ الشَّعرِ والرَّائحةِ الخارجُ إلى الصَّلاةِ والقاعدُ في بيتهِ، لأنَّهُ يومُ زينةٍ فاستَوَوْا فيهِ.
5ـ التَّبْكِيرُ: يستحبُّ التَّبكيرُ إلى صلاةِ العيدِ، ويكونُ التَّبكيرُ بعدَ الفجرِ، وهذا بالنِّسبةِ للمأمومينَ، أمَّا الإمامُ فيستحبُّ لهُ أن يتأخَّرَ في الخروجِ إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم، للاقتداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرِّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
روى الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والنَّسائِيُّ رحِمَهُمُ اللهُ تعالَى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ تعالَى عنهُ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى).
مِنْ آدابِ العيدِ:
1ـ التَّكْبِيرُ: يُستحبُّ التَّكبيرُ ليلتيِ العيدينِ، ويُستحبُّ في عيدِ الفطرِ منْ غروبِ الشَّمسِ إلى أنْ يُحرِمَ الإِمامُ بصلاةِ العيدِ، ويُستحبُّ ذلكَ خلفَ الصَّلواتِ وغيرِها منَ الأحوالِ.. ويُكثرُ منهُ عندَ ازدحامِ النَّاسِ، ويُكَبِّرُ ماشيًا وجالسًا ومضطجِعًا، وفي طريقهِ، وفي المسجدِ، وعلى فراشهِ.
وأما عيدُ الأضحى فيُكَبِّر فيهِ مِنْ بعدِ صلاةِ الصُّبحِ مِنْ يومِ عَرَفةَ إلى أنْ يصلِّيَ العصرَ مِنْ آخرِ أيَّامِ التَّشريقِ، وَيُكَبِّرُ خلفَ هذهِ العَصْرِ ثمَّ يَقْطَعُ، هذا هو الأصحُّ الَّذِي عليهِ العملُ.
والتَّكبيرُ مشروعٌ بعدَ كلِّ صلاةٍ تُصلَّى في أيَّامِ التَّكبيرِ، سواءٌ كانتْ فريضةً أو نافلةً أو صلاةَ جنازةٍ، وسواءٌ كانتْ الفريضةُ مؤدَّاةً أو مقضِيَّةً أو منذروةً.. ولوْ نَسِيَ التَّكبيرَ تداركهُ عندَ تذكُّرهِ وإنْ طالَ الوقتُ.
أمَّا الحاجُّ فلا يُكَبِّرُ ليلةَ عيدِ الأضحى، بلْ شِعَارُهُ التَّلبيةُ، فيبدأُ التَّكبيرُ لهُ عَقِبَ الصَّلواتِ مِنْ ظُهْرِ يومِ النَّحْرِ، لأنَّها أوَّلُ صلاتهِ بمِنَى، ووقتُ انتهاءِ التَّلبيةِ.
ويستمرُّ في التَّكبيرِ حتَّى الصُّبحِ آخرَ أيَّامِ التَّشريقِ، لأنَّها آخرُ صلاةٍ يصلِّيها بمِنَى.
لفظُ التَّكبيرِ أنْ يقولَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ) هكذا ثلاثاً متوالياتٍ، ويُكرِّرُ هذا على حسْبِ إرادتهِ. قال الإمامُ الشَّافعيُّ والأصحابُ رحمهمُ اللهُ تعالَى: فإن زادَ فقال: (اللهُ أكْبَرُ كَبيرًا، والحَمْدُ لِلهِ كَثيرًا، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وأصِيلًا، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أكْبَرُ) كانَ حَسَنًا.
ولا بأسَ أنْ يقولَ ما اعتادَهُ الناسُ، وهوَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ).
2ـ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ: يسنُّ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ (الفطرِ والأضحَى) بالعبادةِ مِنْ صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وتسبيحٍ ودعاءٍ واستغفارٍ ونحوهِ باتِّفاقِ الفقهاءِ، لما رُوِيَ في ذلك:
(مَنْ أَحْيا لَيْلَتيِ العِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ القُلُوبُ) رواهُ ابنُ ماجَه رحمه اللهُ تعالى.
ورُوي: (مَنْ قَامَ لَيْلَتيِ الْعِيدَيْنِ لِلهِ مُحْتَسِبًا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حينَ تَمُوتُ القُلُوبُ). رواه الإمامِ الشَّافعيُّ وابْنُ ماجَه رحمهما اللهُ تعالى.
واختلفَ العلماءُ في القدْرِ الَّذِي يَحصلُ بهِ الإِحياءُ، فالْأظهرُ أنَّهُ لا يحصلُ إلَّا بمعظمِ الليلِ، وقيلَ: يَحصلُ بساعةٍ.
قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: (بلغَنا أنَّهُ كانَ يقالُ: إنَّ الدُّعاءَ يُستجابُ في خمسِ ليالٍ: في ليلةِ الجمعةِ، وليلةِ الأضحى، وليلةِ الفطرِ، وأولِ ليلةٍ منْ رجبَ، وليلةِ النَّصفِ منْ شعبانَ).
3ـ الاغتسالُ والتَّنظُّفُ: يستحبُّ غُسْلُ العيدينِ، ويجوزُ الاغتسالُ قبلَ الفجرِ وبعدهُ، ويستحبُّ الغسلُ لِمَنْ يحضرُ الصَّلاةَ ولمنْ لا يحضرُها.
ويُستحبُّ التَّنظُّفُ بحلقِ الشَّعْرِ، وتقليمِ الأظافرِ، وإزالةِ الرائحةِ الكريهةِ من بدنهِ وثوبهِ.
كما يستحبُّ التَّطيُّبُ للرِّجالِ بأحسنِ ما يجدُ من الطِّيبِ.
4ـ لُبْسُ أحسنِ الثيابِ: وأفضلُ ألوانها البياضُ، ويستوِي في تحسينِ الثِّيابِ والتَّنظُّفِ والتَّطيُّبِ وإزالةِ الشَّعرِ والرَّائحةِ الخارجُ إلى الصَّلاةِ والقاعدُ في بيتهِ، لأنَّهُ يومُ زينةٍ فاستَوَوْا فيهِ.
5ـ التَّبْكِيرُ: يستحبُّ التَّبكيرُ إلى صلاةِ العيدِ، ويكونُ التَّبكيرُ بعدَ الفجرِ، وهذا بالنِّسبةِ للمأمومينَ، أمَّا الإمامُ فيستحبُّ لهُ أن يتأخَّرَ في الخروجِ إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم، للاقتداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
6- الأكلُ قبلَ العيدِ وبعدَه: يُسنُّ في عيدِ الفطرِ أنْ يأكلَ شيئاً قبلَ خروجهِ إلى الصَّلاةِ. والأفضلُ أنْ يكونَ المأكولُ تمراً ووِتراً، فإنْ لمْ يأكلْ في بيتهِ ففي الطَّريقِ أو المُصلَّى، ليَتَمَيَّزَ عيدُ الفِطرِ عمَّا قبلهُ منَ الصِّيامِ.
أمَّا في عيدِ الأضحى فيُسنُّ لهُ أنْ يُمسكَ عنِ الطَّعامِ حتَّى يعودَ منَ الصَّلاةِ.
7ـ المشيُ ومخالفةُ الطَّريقِ: يسنُّ للمصلِّي أنْ يذهبَ ماشياً إلى المصلَّى أو المسجدِ، ولا يركبَ إلَّا لعذرٍ كمرضٍ وضعفٍ وبُعْدٍ.
ويسنُّ أنْ يذهبَ في طريقٍ، وأنْ يعودَ في طريقٍ أخرى، ويستحبُّ أنْ يذهبَ في الطَّريقِ الأطولِ، لأنَّ الذَّهابَ أفضلُ منَ الرُّجوعِ، ويشهدُ لهُ الطريقان، وتكثيراً للأجرِ، ويسنُّ ذلك في سائرِ العباداتِ كالجمعةِ والحجِّ وعيادةِ المريضِ.
8ـ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها: ليسَ لصلاةِ العيدِ سنَّةٌ قبلَها ولا بعدَها، لكنْ يجوزُ عند السادة الشافعية لغيرِ الإمامِ التَّنفُّلُ يومَ العيدِ نفلاً مطلقاً بعدَ ارتفاعِ الشَّمسِ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، سواء في بيتهِ أو في المسجدِ قبلَ حضورِ الإمامِ، لا بقصدِ التَّنفُّلِ لصلاةِ العيدِ، ولا كراهةَ في شيءٍ منْ ذلكَ، وكذلكَ بعدَها وبعدَ استماعِ الخُطبةِ.. أمَّا الإمامُ فيُكرهُ لهُ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، فقد ورد أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم خرج فصلى بهم العيد، ولم يصلِّ قبلها ولا بعدها. [متفق عليه].
أما عند السادة الحنفية: فيكره التنفُّلُ قبل صلاة العيد في المصلَّى وفي البيت، كما يكره التنفُّل بعد صلاة العيد في المصلَّى فقط، ولا يُكرَه في البيت، للحديث المتقدِّم.
9ـ حضورُ النِّساءِ والصِّبيانِ المُمَيِّزينَ: يستحبُّ للصِّبيانِ المُمَيِّزينَ وللنِّساءِ غيرِ ذواتِ الهيئاتِ حضورُ صلاةِ العيدِ، وأمَّا ذواتُ الهيئاتِ فيُكرهُ حضورهُنَّ، ويَخرجْنَ تَفِلاتٍ غيرَ عطراتٍ، في ثيابٍ عاديَّةٍ، لئلَّا يدعُو ذلك إلى الفسادِ؛ لما جاءَ عنِ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالتْ: (لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ أَوَمُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ) رواهُ ابنُ خُزيمةَ رحمه الله تعالى في صحيحهِ.
10ـ كمَا يُنْدَبُ أنْ يزورَ الأمواتَ بعدَ الصَّلاةِ، كما يزورُ الأحياءَ منَ الأرحامِ والأصحابِ، إظهاراً للفرحِ والسُّرورِ، وتوثيقاً لِعُرَى المحبَّةِ والأُخَّوةِ، ويُظْهِرُ الفرحَ بطاعةِ اللهِ تعالى وشكرِ نعمتهِ، ويَتَخَتَّمُ، ويُظهِرُ البشاشةَ في وجهِ منْ يلقاهُ منَ المؤمنينَ، ويُكثرُ الصَّدقةَ حَسْبَ طاقتهِ.
منْ كتابِ: «الأذكارِ» للإمامِ النَّوويِّ رحمهُ الله تعالى.
وكتابِ: «المُعتمدِ في الفقهِ الشَّافعيِّ» للدِّكتورِ محمَّد الزُّحيليِّ حفظهُ اللهُ تعالى.
والموسوعةِ الفقهيَّةِ الكويتيَّة.
و«الفقهِ الإسلاميِّ» للدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله تعالى.
وصلَّى اللهُ تعالى على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
أمَّا في عيدِ الأضحى فيُسنُّ لهُ أنْ يُمسكَ عنِ الطَّعامِ حتَّى يعودَ منَ الصَّلاةِ.
7ـ المشيُ ومخالفةُ الطَّريقِ: يسنُّ للمصلِّي أنْ يذهبَ ماشياً إلى المصلَّى أو المسجدِ، ولا يركبَ إلَّا لعذرٍ كمرضٍ وضعفٍ وبُعْدٍ.
ويسنُّ أنْ يذهبَ في طريقٍ، وأنْ يعودَ في طريقٍ أخرى، ويستحبُّ أنْ يذهبَ في الطَّريقِ الأطولِ، لأنَّ الذَّهابَ أفضلُ منَ الرُّجوعِ، ويشهدُ لهُ الطريقان، وتكثيراً للأجرِ، ويسنُّ ذلك في سائرِ العباداتِ كالجمعةِ والحجِّ وعيادةِ المريضِ.
8ـ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها: ليسَ لصلاةِ العيدِ سنَّةٌ قبلَها ولا بعدَها، لكنْ يجوزُ عند السادة الشافعية لغيرِ الإمامِ التَّنفُّلُ يومَ العيدِ نفلاً مطلقاً بعدَ ارتفاعِ الشَّمسِ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، سواء في بيتهِ أو في المسجدِ قبلَ حضورِ الإمامِ، لا بقصدِ التَّنفُّلِ لصلاةِ العيدِ، ولا كراهةَ في شيءٍ منْ ذلكَ، وكذلكَ بعدَها وبعدَ استماعِ الخُطبةِ.. أمَّا الإمامُ فيُكرهُ لهُ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، فقد ورد أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم خرج فصلى بهم العيد، ولم يصلِّ قبلها ولا بعدها. [متفق عليه].
أما عند السادة الحنفية: فيكره التنفُّلُ قبل صلاة العيد في المصلَّى وفي البيت، كما يكره التنفُّل بعد صلاة العيد في المصلَّى فقط، ولا يُكرَه في البيت، للحديث المتقدِّم.
9ـ حضورُ النِّساءِ والصِّبيانِ المُمَيِّزينَ: يستحبُّ للصِّبيانِ المُمَيِّزينَ وللنِّساءِ غيرِ ذواتِ الهيئاتِ حضورُ صلاةِ العيدِ، وأمَّا ذواتُ الهيئاتِ فيُكرهُ حضورهُنَّ، ويَخرجْنَ تَفِلاتٍ غيرَ عطراتٍ، في ثيابٍ عاديَّةٍ، لئلَّا يدعُو ذلك إلى الفسادِ؛ لما جاءَ عنِ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالتْ: (لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ أَوَمُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ) رواهُ ابنُ خُزيمةَ رحمه الله تعالى في صحيحهِ.
10ـ كمَا يُنْدَبُ أنْ يزورَ الأمواتَ بعدَ الصَّلاةِ، كما يزورُ الأحياءَ منَ الأرحامِ والأصحابِ، إظهاراً للفرحِ والسُّرورِ، وتوثيقاً لِعُرَى المحبَّةِ والأُخَّوةِ، ويُظْهِرُ الفرحَ بطاعةِ اللهِ تعالى وشكرِ نعمتهِ، ويَتَخَتَّمُ، ويُظهِرُ البشاشةَ في وجهِ منْ يلقاهُ منَ المؤمنينَ، ويُكثرُ الصَّدقةَ حَسْبَ طاقتهِ.
منْ كتابِ: «الأذكارِ» للإمامِ النَّوويِّ رحمهُ الله تعالى.
وكتابِ: «المُعتمدِ في الفقهِ الشَّافعيِّ» للدِّكتورِ محمَّد الزُّحيليِّ حفظهُ اللهُ تعالى.
والموسوعةِ الفقهيَّةِ الكويتيَّة.
و«الفقهِ الإسلاميِّ» للدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله تعالى.
وصلَّى اللهُ تعالى على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون في كلِّ مكان:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبَّل الله تعالى منا ومنكم، عيدكم مبارك وأحياكم الله تبارك وتعالى لأمثاله، ونسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم على الاستقامة حتى نلقاه وهو راض عنا..
ونسأله جل وعلا فرجاً قريباً عاجلاً لهذه الأمة.
اللهم أصلح أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج عن أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ورُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك ردّاً جميلاً ..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون في كلِّ مكان:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبَّل الله تعالى منا ومنكم، عيدكم مبارك وأحياكم الله تبارك وتعالى لأمثاله، ونسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم على الاستقامة حتى نلقاه وهو راض عنا..
ونسأله جل وعلا فرجاً قريباً عاجلاً لهذه الأمة.
اللهم أصلح أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج عن أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ورُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك ردّاً جميلاً ..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
خاطرة في العيد
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد للّٰه ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد: فإنَّ أعيادَ المسلمين لم تُشرَعْ لمجرَّد الفرحِ واللهوِ واللعب، ولكنَّها من شعائرِ الدين، فالسنَّةُ فيها أنْ يُظهرَها المسلمونَ ويُعلنوها.
قال الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: إظهارُ السرورِ في الأعيادِ من شعائرِ الدين.
فالعيدُ هو مناسبةٌ لإظهار الفرحِ بطاعةِ الله تعالى ورحمتِهِ ومغفرتِهِ، قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
وإنما سُمِّيَ العيدُ عيداً لأنَّ للّٰهِ تعالى فيه عوائدَ الإحسانِ إلى عبادِهِ، وهو بمثابةِ مأدُبةٍ ربَّانيةٍ تأتي بعد القيامِ بعبادةٍ عظيمةٍ، فعيدُ الفطرِ يأتي بعد الفراغِ من صيامِ شهرِ رمضانَ الذي أوجبَ اللّٰهُ تعالى فيه على عبادِهِ تركَ الطعامِ والشرابِ وسائرِ المفطرات، ثم دعاهم جلَّ وعلا ــ بعد أن أدَّوا تلكَ العبادةَ ــ إلى مأدبةِ عيدِ الفطرِ ليفرحوا بفضلِ اللّٰه تعالى ومغفرته وإعانتِهِ لهم على عبادته؛ إذ كلُّ ذلك من فضلِهِ جلَّ وعلا.
فعيدُ الفطر عيدٌ يستشعرُ فيه المسلمونَ السرورَ بما أدَّوا لله تعالى من عبادة، والإسلامُ حريصٌ على أن يُشيعَ هذه الفرحةَ في الناس جميعاً..
وكذا عيدُ الأضحى وأيَّامُ التشريق تأتي في موسمِ الحجِّ بعد يوم عرفة، وفي آخر العشرِ التي ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله تعالى منها.
قال عليه وآله الصلاةُ والسلام: (أيامُ التشريقِ أيَّامُ أكلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
وفي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنَّها (أيَّامُ أكلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ الله عزَّ وجلَّ) إشارةٌ إلى أنَّ الأكلَ والشربَ في أيامِ الأعيادِ إنَّما يُستعانُ به على ذكرِ الله تعالى وطاعتِهِ، وذلك من تمامِ شكرِ النعمةِ أن يُستعانَ بها على الطاعات، وقد نُهيَ عن صيامِ أيام التشريق لأنها أعيادٌ للمسلمين.
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار: وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ مِنًى (إنها أيام أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عزَّ وجل) فَإِنَّ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ أَنَّهَا أَيَّامٌ لَا صِيَامَ فِيهَا، وأما الذكرُ فهو بمنى التكبيرُ عند رمي الجمار، وفي سائر الأمصار بإثر الصلاة. انتهى. يعني التكبير المسنون بعد الصلوات.. وهذا طبعاً في عيد الأضحى.
وقال الإمام المناويُّ رحمه الله تعالى في فيض القدير عند قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنها أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عزَّ وجل): أي: أيامٌ يأكل الناسُ فيها ويشربون ويذكرون، فإضافةُ الأيامِ إلى الأكلِ والشربِ والذكرِ إضافةُ تخصيصٍ. قال الأشرف رحمه الله تعالى: وعقَّب الأكلَ والشربَ بذكر اللهِ تعالى لئلا يستغرقَ العبدُ في حظوظِ نفسِهِ، وينسى في هذه الأيام حقوقَ اللهِ تعالى.
وقال الطِّيبِيُّ رحمه الله تعالى: هذا من باب التتميم؛ فإنَّه لمَّا أضافَ الأكلَ والشربَ إلى الأيامِ أوهمَ أنها لا تصلُحُ إلا للدَّعَةِ والأكلِ والشربِ؛ لأنَّ الناسَ في هذه الأيامِ ينبسطونَ، فتدارك بقوله: (وذكرِ الله) لئلا يستغرقوا أوقاتَهم باللذاتِ النفسانية، فينسَوا نصيبَهم من الروحانية. انتهى.
فصارتْ هذه الأيامُ ضيافةً منَ الله تعالى لعبادِهِ من الحجيجِ وغيرِهم من أهل الأمصار الذين شاركوهم في الاجتهاد في العبادة في عشرِ ذي الحجة، فشاركوهم أيضاً في أعيادهم، وصار المسلمون كلُّهم في ضيافةِ الله عزَّ وجلَّ.
فالمسلمون إذاً في عيد الفطر وأيام عيد الأضحى هم في ضيافة الرحمن جلَّ وعلا، يستشعرون فيها السرور بما أدَّوا لله تعالى من عبادة، راجين من الله تعالى القبولَ والرضا، ويأخذون حظَّهم من الطعام والشراب والتهاني، ويتقوَّون بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى، من الذكر والعبادات وصلة الأرحام وزيارة الإخوان والخلان، وما شاكل ذلك من الطاعات، فبابُ الطاعاتِ واسع.
وهنا قد يعترضُ المسلمَ تساؤلٌ من نفسه أو من غيره: كيف يطيب لنا عيشٌ؟ وكيف نُظهِر سروراً في أيام العيد مع ما تلقَّينا من المصائب في النفس والأهل والمال، وما تجرَّعناه من ألمِ فقد الأحبَّة؟! وأخصُّ بالذكر في هذا اليوم - لا سيما وأنَّ هذه الخاطرة كُتبت ونُشرت منذ سنوات ولكنَّ المِحَن والمِنَحَ تتجدَّد - ولذا فإني أخصُّ بالذكر في هذا اليوم الأغرِّ المُبارك يومِ عيدِ الفطر، ويوم الجمعة الأغر الأزهر.. مَنْ أُصيبوا بمُصابِ هذا الزلزال العظيم، فأصابهم ما أصابهم، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ [البقرة: 155]، ثم أخصُّ الأحباب بل وعمومَ المسلمين حيث أُصيبوا بعد هذا بمُصاب جَلَل، ألا وهو انتقالُ شيخِنا وقرةِ عيونِنا
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد للّٰه ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد: فإنَّ أعيادَ المسلمين لم تُشرَعْ لمجرَّد الفرحِ واللهوِ واللعب، ولكنَّها من شعائرِ الدين، فالسنَّةُ فيها أنْ يُظهرَها المسلمونَ ويُعلنوها.
قال الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: إظهارُ السرورِ في الأعيادِ من شعائرِ الدين.
فالعيدُ هو مناسبةٌ لإظهار الفرحِ بطاعةِ الله تعالى ورحمتِهِ ومغفرتِهِ، قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
وإنما سُمِّيَ العيدُ عيداً لأنَّ للّٰهِ تعالى فيه عوائدَ الإحسانِ إلى عبادِهِ، وهو بمثابةِ مأدُبةٍ ربَّانيةٍ تأتي بعد القيامِ بعبادةٍ عظيمةٍ، فعيدُ الفطرِ يأتي بعد الفراغِ من صيامِ شهرِ رمضانَ الذي أوجبَ اللّٰهُ تعالى فيه على عبادِهِ تركَ الطعامِ والشرابِ وسائرِ المفطرات، ثم دعاهم جلَّ وعلا ــ بعد أن أدَّوا تلكَ العبادةَ ــ إلى مأدبةِ عيدِ الفطرِ ليفرحوا بفضلِ اللّٰه تعالى ومغفرته وإعانتِهِ لهم على عبادته؛ إذ كلُّ ذلك من فضلِهِ جلَّ وعلا.
فعيدُ الفطر عيدٌ يستشعرُ فيه المسلمونَ السرورَ بما أدَّوا لله تعالى من عبادة، والإسلامُ حريصٌ على أن يُشيعَ هذه الفرحةَ في الناس جميعاً..
وكذا عيدُ الأضحى وأيَّامُ التشريق تأتي في موسمِ الحجِّ بعد يوم عرفة، وفي آخر العشرِ التي ما من أيام العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله تعالى منها.
قال عليه وآله الصلاةُ والسلام: (أيامُ التشريقِ أيَّامُ أكلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
وفي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنَّها (أيَّامُ أكلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ الله عزَّ وجلَّ) إشارةٌ إلى أنَّ الأكلَ والشربَ في أيامِ الأعيادِ إنَّما يُستعانُ به على ذكرِ الله تعالى وطاعتِهِ، وذلك من تمامِ شكرِ النعمةِ أن يُستعانَ بها على الطاعات، وقد نُهيَ عن صيامِ أيام التشريق لأنها أعيادٌ للمسلمين.
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار: وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ مِنًى (إنها أيام أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عزَّ وجل) فَإِنَّ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ أَنَّهَا أَيَّامٌ لَا صِيَامَ فِيهَا، وأما الذكرُ فهو بمنى التكبيرُ عند رمي الجمار، وفي سائر الأمصار بإثر الصلاة. انتهى. يعني التكبير المسنون بعد الصلوات.. وهذا طبعاً في عيد الأضحى.
وقال الإمام المناويُّ رحمه الله تعالى في فيض القدير عند قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنها أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عزَّ وجل): أي: أيامٌ يأكل الناسُ فيها ويشربون ويذكرون، فإضافةُ الأيامِ إلى الأكلِ والشربِ والذكرِ إضافةُ تخصيصٍ. قال الأشرف رحمه الله تعالى: وعقَّب الأكلَ والشربَ بذكر اللهِ تعالى لئلا يستغرقَ العبدُ في حظوظِ نفسِهِ، وينسى في هذه الأيام حقوقَ اللهِ تعالى.
وقال الطِّيبِيُّ رحمه الله تعالى: هذا من باب التتميم؛ فإنَّه لمَّا أضافَ الأكلَ والشربَ إلى الأيامِ أوهمَ أنها لا تصلُحُ إلا للدَّعَةِ والأكلِ والشربِ؛ لأنَّ الناسَ في هذه الأيامِ ينبسطونَ، فتدارك بقوله: (وذكرِ الله) لئلا يستغرقوا أوقاتَهم باللذاتِ النفسانية، فينسَوا نصيبَهم من الروحانية. انتهى.
فصارتْ هذه الأيامُ ضيافةً منَ الله تعالى لعبادِهِ من الحجيجِ وغيرِهم من أهل الأمصار الذين شاركوهم في الاجتهاد في العبادة في عشرِ ذي الحجة، فشاركوهم أيضاً في أعيادهم، وصار المسلمون كلُّهم في ضيافةِ الله عزَّ وجلَّ.
فالمسلمون إذاً في عيد الفطر وأيام عيد الأضحى هم في ضيافة الرحمن جلَّ وعلا، يستشعرون فيها السرور بما أدَّوا لله تعالى من عبادة، راجين من الله تعالى القبولَ والرضا، ويأخذون حظَّهم من الطعام والشراب والتهاني، ويتقوَّون بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى، من الذكر والعبادات وصلة الأرحام وزيارة الإخوان والخلان، وما شاكل ذلك من الطاعات، فبابُ الطاعاتِ واسع.
وهنا قد يعترضُ المسلمَ تساؤلٌ من نفسه أو من غيره: كيف يطيب لنا عيشٌ؟ وكيف نُظهِر سروراً في أيام العيد مع ما تلقَّينا من المصائب في النفس والأهل والمال، وما تجرَّعناه من ألمِ فقد الأحبَّة؟! وأخصُّ بالذكر في هذا اليوم - لا سيما وأنَّ هذه الخاطرة كُتبت ونُشرت منذ سنوات ولكنَّ المِحَن والمِنَحَ تتجدَّد - ولذا فإني أخصُّ بالذكر في هذا اليوم الأغرِّ المُبارك يومِ عيدِ الفطر، ويوم الجمعة الأغر الأزهر.. مَنْ أُصيبوا بمُصابِ هذا الزلزال العظيم، فأصابهم ما أصابهم، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ [البقرة: 155]، ثم أخصُّ الأحباب بل وعمومَ المسلمين حيث أُصيبوا بعد هذا بمُصاب جَلَل، ألا وهو انتقالُ شيخِنا وقرةِ عيونِنا
فضيلةِ الإمام سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي رضي الله تعالى عنه ونفعنا به.. نعم قد يعترضُ المسلمَ هذا التساؤلُ من نفسه أو من غيره، كيف يطيب لنا عيش والحال هذه؟! كيف نهنأ بالعيد؟! ما معنى العيد؟!
وإنَّه لتساؤلٌ وجيهٌ ينمُّ عن شعورٍ صادق وعواطفَ جيَّاشةٍ تجاه من نحب.. ولكنَّ الشريعةَ الإسلامية ـ ولله الحمد والمِنَّة ـ لم تتركنا حيارى في أمرٍ من الأمور، وفي حال من الأحوال؛ فالمسلمُ إذْ ينظرُ إلى العيد بمنظارِ الشريعة لا بمنظار العادة، فإنه يجدُ مُتَّسعاً في قلبه وفي حياته للفرح بالعيد وبهجته، وفي الوقتِ نفسِهِ يملأُ قلبَهُ الحزنُ لمصائبِ المسلمين وما حلَّ بهم، راضياً بقضاء ربِّ العالمين، مستسلماً لقضائه جلَّ وعلا، باذلاً جهدَهُ في خدمة المسلمين؛ فكِلا الأمرين - من الحزنِ المقرونِ بالصبر والرضا، وإظهار الفرح في وقته حيث إنه من شعائر الدين.. كلُّ ذلك مع الإخلاص - قُربَةٌ يُتقرَّبُ بها إلى الله عزَّ وجلَّ.
قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: ليس أحدٌ إلا وهو يفرحُ ويحزنُ، ولكن اجعلوا للمصيبة صبراً، وللخير شكراً.. فنحن ولله الحمد بنفس الساعة نقوم بواجبنا الشرعي، من الحزن الذي ربَّما لا يُنسى، ومن الفرح الذي نحن مأمورون به، وهو من شعائر ديننا.
فالفرحُ بفضل الله تعالى وإظهارُه امتثالاً لأمر الله تعالى قربةٌ يُتَقرَّبُ بها إلى الله تعالى، وكذا الحزنُ والتأثُّرُ لحال المسلمين قربةٌ أيضاً، كيف لا! وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
هذا وقد شاع عند بعض المسلمين أنَّه لا طعمَ للعيد ولا بهجةَ فيه في ظلِّ ما يعيشه المسلمون من ظروفٍ صعبة ومصائب ونكبات وغير ذلك، وما هذا إلا بسبب النظر إلى العيد بمنظار العادة، فلما اختلفتِ العادةُ بسبب الهجرة من الأوطان، وغيرها من الأسباب، لم يَبق داعٍ ـ عندهم ـ للبهجة والسرور، ولو أنَّ أحدهم جاءتْه هديَّةٌ أو عطيَّةٌ فإنه يبتهجُ ويفرحُ بها، ولا يمنعه الحال من السرور والفرح بما أُعطي؛ لأنَّ عدم بهجته في العيد سببه نظره إلى العيد بعين النظر إلى العادة فقط، ونحن ينبغي أن نكون مصطبغين بصبغة الإسلام.. ومن أوائل ما سمعت من شيخنا رضي الله تعالى عنه ونفعنا به ينبِّه إلى أن المسلم ينبغي أن يكون متكامل الشخصية، واستدلَّ على ذلك بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: 208] «في السِّلْم» يعني في الإسلام.. «كافَّة»: يعني بكلِّ تعاليمه..
في حين أنَّ المؤمنَ الذي يتعامل مع المناسبات على أساس الشريعة، يتقرَّبُ إلى الله تعالى بإظهار البهجة والفرح بفضل الله تعالى ورحمته، وفي الوقت نفسه يحزن على حال المسلمين.. فلا حزنُه على المسلمين وما حلَّ بهم من المصائب يُنسيه بهجةَ العيد، ولا ابتهاجُه بالعيد يُلهيه عن الاهتمام بأمر المسلمين والحزن على مصابهم، والقيام بما عليه تجاههم؛ وهذا من تكامل شخصية المسلم.
اللهم إنا نسألك ونتوجَّه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، وبحرمة كتابك الكريم ومَنْ أنزلتَه على قلبه الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. أن تَرُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك وسُنَّةِ نبيِّك صلى الله عليه وآله وسلم ردّاً جميلاً، وأن تفرِّج عن المسلمين فرجاً قريباً عاجلاً، وأن تعيد المسلمين البعيدين عن أوطانهم إلى ديارهم آمنين مطمئنين، مستظلِّينَ بظلِّ كتابك، مستمسكين بهدي نبيِّك المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، متآلفينَ متحابِّينَ متعاونين برحمتك يا أرحم الراحمين.
ويرحم الله تعالى القائل: لم أدر ما غربة الأوطان وهو معي.. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا أينما كنا وحيثما حللنا نعيش مع الله..
وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
حُرِّرَ بتاريخ: ١١ / ذو الحجة / ١٤٣٧هـ ـ الموافق: ١٢ / أيلول / ٢٠١٦م
وتمَّت إعادة تحريره مع بعض الزيادات في عيد الفطر بتاريخ: ١ / شوال / ١٤٤٤هـ ـ الموافق ٢١ / نيسان / ٢٠٢٣م
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وإنَّه لتساؤلٌ وجيهٌ ينمُّ عن شعورٍ صادق وعواطفَ جيَّاشةٍ تجاه من نحب.. ولكنَّ الشريعةَ الإسلامية ـ ولله الحمد والمِنَّة ـ لم تتركنا حيارى في أمرٍ من الأمور، وفي حال من الأحوال؛ فالمسلمُ إذْ ينظرُ إلى العيد بمنظارِ الشريعة لا بمنظار العادة، فإنه يجدُ مُتَّسعاً في قلبه وفي حياته للفرح بالعيد وبهجته، وفي الوقتِ نفسِهِ يملأُ قلبَهُ الحزنُ لمصائبِ المسلمين وما حلَّ بهم، راضياً بقضاء ربِّ العالمين، مستسلماً لقضائه جلَّ وعلا، باذلاً جهدَهُ في خدمة المسلمين؛ فكِلا الأمرين - من الحزنِ المقرونِ بالصبر والرضا، وإظهار الفرح في وقته حيث إنه من شعائر الدين.. كلُّ ذلك مع الإخلاص - قُربَةٌ يُتقرَّبُ بها إلى الله عزَّ وجلَّ.
قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: ليس أحدٌ إلا وهو يفرحُ ويحزنُ، ولكن اجعلوا للمصيبة صبراً، وللخير شكراً.. فنحن ولله الحمد بنفس الساعة نقوم بواجبنا الشرعي، من الحزن الذي ربَّما لا يُنسى، ومن الفرح الذي نحن مأمورون به، وهو من شعائر ديننا.
فالفرحُ بفضل الله تعالى وإظهارُه امتثالاً لأمر الله تعالى قربةٌ يُتَقرَّبُ بها إلى الله تعالى، وكذا الحزنُ والتأثُّرُ لحال المسلمين قربةٌ أيضاً، كيف لا! وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
هذا وقد شاع عند بعض المسلمين أنَّه لا طعمَ للعيد ولا بهجةَ فيه في ظلِّ ما يعيشه المسلمون من ظروفٍ صعبة ومصائب ونكبات وغير ذلك، وما هذا إلا بسبب النظر إلى العيد بمنظار العادة، فلما اختلفتِ العادةُ بسبب الهجرة من الأوطان، وغيرها من الأسباب، لم يَبق داعٍ ـ عندهم ـ للبهجة والسرور، ولو أنَّ أحدهم جاءتْه هديَّةٌ أو عطيَّةٌ فإنه يبتهجُ ويفرحُ بها، ولا يمنعه الحال من السرور والفرح بما أُعطي؛ لأنَّ عدم بهجته في العيد سببه نظره إلى العيد بعين النظر إلى العادة فقط، ونحن ينبغي أن نكون مصطبغين بصبغة الإسلام.. ومن أوائل ما سمعت من شيخنا رضي الله تعالى عنه ونفعنا به ينبِّه إلى أن المسلم ينبغي أن يكون متكامل الشخصية، واستدلَّ على ذلك بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: 208] «في السِّلْم» يعني في الإسلام.. «كافَّة»: يعني بكلِّ تعاليمه..
في حين أنَّ المؤمنَ الذي يتعامل مع المناسبات على أساس الشريعة، يتقرَّبُ إلى الله تعالى بإظهار البهجة والفرح بفضل الله تعالى ورحمته، وفي الوقت نفسه يحزن على حال المسلمين.. فلا حزنُه على المسلمين وما حلَّ بهم من المصائب يُنسيه بهجةَ العيد، ولا ابتهاجُه بالعيد يُلهيه عن الاهتمام بأمر المسلمين والحزن على مصابهم، والقيام بما عليه تجاههم؛ وهذا من تكامل شخصية المسلم.
اللهم إنا نسألك ونتوجَّه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، وبحرمة كتابك الكريم ومَنْ أنزلتَه على قلبه الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. أن تَرُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك وسُنَّةِ نبيِّك صلى الله عليه وآله وسلم ردّاً جميلاً، وأن تفرِّج عن المسلمين فرجاً قريباً عاجلاً، وأن تعيد المسلمين البعيدين عن أوطانهم إلى ديارهم آمنين مطمئنين، مستظلِّينَ بظلِّ كتابك، مستمسكين بهدي نبيِّك المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، متآلفينَ متحابِّينَ متعاونين برحمتك يا أرحم الراحمين.
ويرحم الله تعالى القائل: لم أدر ما غربة الأوطان وهو معي.. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا أينما كنا وحيثما حللنا نعيش مع الله..
وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
حُرِّرَ بتاريخ: ١١ / ذو الحجة / ١٤٣٧هـ ـ الموافق: ١٢ / أيلول / ٢٠١٦م
وتمَّت إعادة تحريره مع بعض الزيادات في عيد الفطر بتاريخ: ١ / شوال / ١٤٤٤هـ ـ الموافق ٢١ / نيسان / ٢٠٢٣م
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
القيلُ والقال يُفسِدُ الأحوال ويضيِّعُ الرِّجال..
كلماتٌ سمعتُها من أحدِ العلماءِ الربَّانيِّين منذ ثلاثين سنةً تقريباً، حيثُ كُنَّا في مجلسٍ في حضرةِ شيخنا الإمام سيدي الشيخ أحمد فتح الله رحمه الله تعالى، وبعدَ انتهاءِ مجلسِ الذِّكرِ وتلاوةِ القارئ، أشارَ إليه شيخُنا رضيَ اللهُ تعالى عنهُ بأنْ يتكلَّمَ، فتكلَّمَ كلماتٍ موجزةً، وكان ممَّا قالَهُ هذهِ الكلماتُ.. وكان وجهُ شيخِنا رحمه اللهُ تعالى يتهلَّلُ سروراً بهذه النصيحة.
جزى اللهُ عنَّا مَنْ ربَّانا خيرَ الجزاء، ونسألُ اللهَ تعالى أن يحفظَنا منَ القيلِ والقال، وأنْ يُصلِحَ لنا الأحوال، وأن يجعلَنا من أهلِ الصدقِ في الأعمال، وأن يُلحِقَنا بكُمَّلِ الرجال، على هديِ سيِّدِنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم القائل: (لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ القَاسِي) رواه الإمامُ الترمذيُّ رحمه الله تعالى.
وبهذا الانضباطِ الشرعيِّ والأدبِ الإسلامي، يتحصَّنُ المسلمونَ، وتتحصَّنُ الأُخوَّةُ الإسلاميةُ، ويتحصَّنُ الإخوانُ في الله، كما تتحصَّنُ الأُسَرُ منَ الفتنِ، التي تصدرُ عنِ القيلِ والقالِ المُفسِدِ للأحوال، المضيِّعِ للنساءِ والرجال، وربُّنا جلَّ وعلا يقولُ: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}؛ ذلك لأنَّ الكلامَ فيهِ الحسنُ والأحسنُ، كما أنَّ فيه القبيحَ والأقبح، واللهُ عزَّ وجلَّ ندبَنا في هذه الآيةِ إلى الكلمةِ الأحسنِ، وأتبعَ الأمرَ بقولِهِ: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ}، يعني: حيثُما نزلَ كلامُنا عن هذا المستوى الرفيعِ، فذلكَ يُعطي الشيطانَ فرصةَ النَّزْغِ بينَنا..
فتأملْ هذا.. وانظرْ حالَ أكثرِ الخلق؛ إذ يبقى كلامُهم دائراً بينَ القبيحِ والأقبحِ، والفاحشِ والأفحشِ، والمباح، ومنهم من يرتقي إلى دائرةِ الحَسَن، والنادرُ مَنْ يرتقي إلى الأحسن.. والآيةُ تشيرُ إلى أنَّ الكلامَ الحسنَ يمكنُ أنْ ينزَغَ الشيطانُ بينَ أهله، ما لم يرتَقوا إلى الكلامِ الأحسن..
اللهمَّ بلِّغْنا ذلكَ المَقام، وطهِّرْ أفئدتَنا من السخائمِ والآثام، فإنَّ الأفئدةَ مصدرُ الكلام.. ويرحمُ اللهُ الإمامَ المُلْهَمَ سيدي أحمدَ بنَ عطاءِ اللهِ رضي الله تعالى عنه وأرضاهُ حيثُ يقولُ: (كُلُّ كَلامٍ يَبْرُزُ وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ القَلْبِ الَّذِي مِنْهُ بَرَزَ)، فاللسانُ ترجمانُ القلبِ، فإذا صفا القلبُ منَ الأكدار، وتزكَّى منَ الأغيار، وأشرقَتْ فيهِ الأنوار، كانت ترجمانيَّةُ لسانِهِ على حَسَبِ ذلك، فيتكلَّمُ بالكلامِ النورانيِّ الذي يَلِجُ آذانَ السامعين، فتنفتحُ بهِ أقفالُ قلوبِهم، ويستجيبونَ لنداءِ الحقِّ حبيبِهم.
نرجو الله جلَّ وعلا أن يوفِّقَنا جميعاً للعملِ بهذهِ النَّصيحة؛ لأنَّ ربَّنا جلَّ وعلا يقولُ: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾.
حفظكم الله تعالى وبارك فيكم..
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
كلماتٌ سمعتُها من أحدِ العلماءِ الربَّانيِّين منذ ثلاثين سنةً تقريباً، حيثُ كُنَّا في مجلسٍ في حضرةِ شيخنا الإمام سيدي الشيخ أحمد فتح الله رحمه الله تعالى، وبعدَ انتهاءِ مجلسِ الذِّكرِ وتلاوةِ القارئ، أشارَ إليه شيخُنا رضيَ اللهُ تعالى عنهُ بأنْ يتكلَّمَ، فتكلَّمَ كلماتٍ موجزةً، وكان ممَّا قالَهُ هذهِ الكلماتُ.. وكان وجهُ شيخِنا رحمه اللهُ تعالى يتهلَّلُ سروراً بهذه النصيحة.
جزى اللهُ عنَّا مَنْ ربَّانا خيرَ الجزاء، ونسألُ اللهَ تعالى أن يحفظَنا منَ القيلِ والقال، وأنْ يُصلِحَ لنا الأحوال، وأن يجعلَنا من أهلِ الصدقِ في الأعمال، وأن يُلحِقَنا بكُمَّلِ الرجال، على هديِ سيِّدِنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم القائل: (لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ القَاسِي) رواه الإمامُ الترمذيُّ رحمه الله تعالى.
وبهذا الانضباطِ الشرعيِّ والأدبِ الإسلامي، يتحصَّنُ المسلمونَ، وتتحصَّنُ الأُخوَّةُ الإسلاميةُ، ويتحصَّنُ الإخوانُ في الله، كما تتحصَّنُ الأُسَرُ منَ الفتنِ، التي تصدرُ عنِ القيلِ والقالِ المُفسِدِ للأحوال، المضيِّعِ للنساءِ والرجال، وربُّنا جلَّ وعلا يقولُ: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}؛ ذلك لأنَّ الكلامَ فيهِ الحسنُ والأحسنُ، كما أنَّ فيه القبيحَ والأقبح، واللهُ عزَّ وجلَّ ندبَنا في هذه الآيةِ إلى الكلمةِ الأحسنِ، وأتبعَ الأمرَ بقولِهِ: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ}، يعني: حيثُما نزلَ كلامُنا عن هذا المستوى الرفيعِ، فذلكَ يُعطي الشيطانَ فرصةَ النَّزْغِ بينَنا..
فتأملْ هذا.. وانظرْ حالَ أكثرِ الخلق؛ إذ يبقى كلامُهم دائراً بينَ القبيحِ والأقبحِ، والفاحشِ والأفحشِ، والمباح، ومنهم من يرتقي إلى دائرةِ الحَسَن، والنادرُ مَنْ يرتقي إلى الأحسن.. والآيةُ تشيرُ إلى أنَّ الكلامَ الحسنَ يمكنُ أنْ ينزَغَ الشيطانُ بينَ أهله، ما لم يرتَقوا إلى الكلامِ الأحسن..
اللهمَّ بلِّغْنا ذلكَ المَقام، وطهِّرْ أفئدتَنا من السخائمِ والآثام، فإنَّ الأفئدةَ مصدرُ الكلام.. ويرحمُ اللهُ الإمامَ المُلْهَمَ سيدي أحمدَ بنَ عطاءِ اللهِ رضي الله تعالى عنه وأرضاهُ حيثُ يقولُ: (كُلُّ كَلامٍ يَبْرُزُ وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ القَلْبِ الَّذِي مِنْهُ بَرَزَ)، فاللسانُ ترجمانُ القلبِ، فإذا صفا القلبُ منَ الأكدار، وتزكَّى منَ الأغيار، وأشرقَتْ فيهِ الأنوار، كانت ترجمانيَّةُ لسانِهِ على حَسَبِ ذلك، فيتكلَّمُ بالكلامِ النورانيِّ الذي يَلِجُ آذانَ السامعين، فتنفتحُ بهِ أقفالُ قلوبِهم، ويستجيبونَ لنداءِ الحقِّ حبيبِهم.
نرجو الله جلَّ وعلا أن يوفِّقَنا جميعاً للعملِ بهذهِ النَّصيحة؛ لأنَّ ربَّنا جلَّ وعلا يقولُ: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾.
حفظكم الله تعالى وبارك فيكم..
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b