ذكرى الإسراء والمعراج.
➖➖➖➖➖➖➖
النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعبَّد الليالي ذوات العدد في غار حراء، في الأربعين جاءه الوحي، يعني نظري، صار مؤهلاً للرسالة، صار مؤهلاً لنشر الحق، لهداية الخلق، جاءه جبريل، قال: اقرأ، قال: لست بقارئ، والقصة المعروفة، عرف النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الوقت وقت نزول الوحي، أنه مبعوث العناية الإلهية، هذه الهموم العالية، التي كان يحملها قلبه الكبير، هذه الأهداف الكبيرة أن يعم الأرض الهدى التي كان يطمح إليها، جاء الوحي مصداقاً لها، دعا قومه إلى عبادة الله عز وجل، حاربه قومه، ضايقوه، شددوا عليه، كذَّبوه، ائتمروا عليه، عذبوا أصحابه، أخرجوهم، هنا السؤال: الله سبحانه وتعالى أليس قادراً أن يخلقه في بيئة لا كافر فيها ؟ سؤال: لو أن النبي عليه الصلاة والسلام وجد في بيئة كلهم مؤمنون، كلهم آمنوا به، وأحبوه، وعظموه، وبجلوه، وأيدوه، وليس له عدو ؟
النبي عليه الصلاة والسلام انطوى قلبه على كمالٍ عظيمٍ لا يظهر إلا بهذه المضايقات، جاءه جبربل، قال له: يا محمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين. قال:
(( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله ))
ضيق عليه قومه، ائتمروا على قتله، حاولوا أن يضيقوا على أصحابه، قاطعوه، هذا كله زاده صلابة:
(( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ))
الآن، أنا أصل إلى الإسراء والمعراج، حينما اشتدت عليه المحن، وحينما توفي عمه أبو طالب، وتوفي أقرب الناس إليه، عندئذٍ أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى عُرج به إلى السماء، في السماء رأى من آيات ربه الكبرى..
﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)﴾
( سورة النجم )
فيبدو أنه في الإسراء والمعراج عرف أنه سيد الأنبياء، وأنه سيد ولد آدم، وأنه باب الله، وهذا الباب لا ينبغي إلا لواحد من خلقه وهو النبي عليه الصلاة والسلام، النبي عليه الصلاة والسلام أكرمه الله عز وجل، فنحن ربنا عز وجل قال:
﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
( سورة الإسراء )
أنا الذي أريده من هذا الحديث عن الإسراء والمعراج شيءٌ واحد، ما علاقتنا نحن كمؤمنين بالإسراء والمعراج ؟ فهذه آية للنبي عليه الصلاة والسلام:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ﴾
( سورة الإسراء: من آية " 1 " )
هو آية كبرى له، أما نحن ما علاقتنا بالإسراء والمعراج ؟ نحن كبشر لا نرقى إلا إذا عرفنا الله سبحانه وتعالى، " ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء "، الناس غارقون في شهواتهم، غارقون في تجاراتهم، غارقون في أعمالهم، غرقون في أهوائهم، غارقون في ملذاتهم، لو كشف لهم الغطاء لأراهم خسارتهم، لوجدوا أنهم في خسارة لا تعوض، لذلك ونحن أحياء وقبل أن يفوت الأوان، الإسراء والمعراج يذكِّرنا بأن أثمن شيء في الدنيا أن تعرف الله، فإذا عرفته كشف الله على بصيرتك، زادك هدىً..
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)﴾
( سورة الكهف )
إذا عرفته رفع لك ذكرك، ما من إنسان رفع الله مقامه وذكره كالنبي عليه الصلاة والسلام، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)﴾
( سورة الشرح )
@naplsy
➖➖➖➖➖➖➖
النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعبَّد الليالي ذوات العدد في غار حراء، في الأربعين جاءه الوحي، يعني نظري، صار مؤهلاً للرسالة، صار مؤهلاً لنشر الحق، لهداية الخلق، جاءه جبريل، قال: اقرأ، قال: لست بقارئ، والقصة المعروفة، عرف النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الوقت وقت نزول الوحي، أنه مبعوث العناية الإلهية، هذه الهموم العالية، التي كان يحملها قلبه الكبير، هذه الأهداف الكبيرة أن يعم الأرض الهدى التي كان يطمح إليها، جاء الوحي مصداقاً لها، دعا قومه إلى عبادة الله عز وجل، حاربه قومه، ضايقوه، شددوا عليه، كذَّبوه، ائتمروا عليه، عذبوا أصحابه، أخرجوهم، هنا السؤال: الله سبحانه وتعالى أليس قادراً أن يخلقه في بيئة لا كافر فيها ؟ سؤال: لو أن النبي عليه الصلاة والسلام وجد في بيئة كلهم مؤمنون، كلهم آمنوا به، وأحبوه، وعظموه، وبجلوه، وأيدوه، وليس له عدو ؟
النبي عليه الصلاة والسلام انطوى قلبه على كمالٍ عظيمٍ لا يظهر إلا بهذه المضايقات، جاءه جبربل، قال له: يا محمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين. قال:
(( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله ))
ضيق عليه قومه، ائتمروا على قتله، حاولوا أن يضيقوا على أصحابه، قاطعوه، هذا كله زاده صلابة:
(( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ))
الآن، أنا أصل إلى الإسراء والمعراج، حينما اشتدت عليه المحن، وحينما توفي عمه أبو طالب، وتوفي أقرب الناس إليه، عندئذٍ أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى عُرج به إلى السماء، في السماء رأى من آيات ربه الكبرى..
﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)﴾
( سورة النجم )
فيبدو أنه في الإسراء والمعراج عرف أنه سيد الأنبياء، وأنه سيد ولد آدم، وأنه باب الله، وهذا الباب لا ينبغي إلا لواحد من خلقه وهو النبي عليه الصلاة والسلام، النبي عليه الصلاة والسلام أكرمه الله عز وجل، فنحن ربنا عز وجل قال:
﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
( سورة الإسراء )
أنا الذي أريده من هذا الحديث عن الإسراء والمعراج شيءٌ واحد، ما علاقتنا نحن كمؤمنين بالإسراء والمعراج ؟ فهذه آية للنبي عليه الصلاة والسلام:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ﴾
( سورة الإسراء: من آية " 1 " )
هو آية كبرى له، أما نحن ما علاقتنا بالإسراء والمعراج ؟ نحن كبشر لا نرقى إلا إذا عرفنا الله سبحانه وتعالى، " ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء "، الناس غارقون في شهواتهم، غارقون في تجاراتهم، غارقون في أعمالهم، غرقون في أهوائهم، غارقون في ملذاتهم، لو كشف لهم الغطاء لأراهم خسارتهم، لوجدوا أنهم في خسارة لا تعوض، لذلك ونحن أحياء وقبل أن يفوت الأوان، الإسراء والمعراج يذكِّرنا بأن أثمن شيء في الدنيا أن تعرف الله، فإذا عرفته كشف الله على بصيرتك، زادك هدىً..
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)﴾
( سورة الكهف )
إذا عرفته رفع لك ذكرك، ما من إنسان رفع الله مقامه وذكره كالنبي عليه الصلاة والسلام، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)﴾
( سورة الشرح )
@naplsy
#قصص_وعبر
#القصة_53
خامس.مهندس.في.العالم.cc
👤 - مرة تكلمت عن خامس
مهندس في العالم الذي صمم
جسر اسطنبول الأول المعلق
بالحبال،
❐و الذي تقطعه في اليوم من
أربعمئة إلى خمسمئة ألف سيارة،
❐أثناء افتتاحه ألقى المهندس
المصمم بنفسه في البوسفور،
❐فذهبوا إلى غرفته في الفندق،
كتب ورقة: ذقت كل شيءٍ في
الحياة فلم أجد لها طعماً، فأردت
أن أذوق طعم الموت.
❐ علمتني هذه القصة
أن الإنسان بلا هدف إنسان تافه،
هدفه الأكل، والشرب، والمكانة،
وتجميع الأموال
❐أخطر فكرة أقولها دائماً:
أنت مصمم من قبل الخالق أن
تختار هدفاً لا نهائياً، فإذا اخترت
هدفاً نهائياً وبلغته بدأ شقاؤك،
❐الحياة مملة،الغرب لماذا انحرف
مللاً، أراد المال بلغ المال، اسأل
إنساناً معه ملايين مملينة، كيف
يعيش❓ يعيش حالة من الملل،
❐أكل حتى شبع، بيته أجمل بيت،
مركبته أحلى ركبة، وبعد ذلك؟
هناك فراغ بالنفس البشرية لايملؤه
إلا الإيمان بالله،
❐قد تكون أقوى إنسان،قد تكون
أذكى إنسان،قد تكون أغنى إنسان،
هناك فراغ لا يملؤه إلا الإيمان،
والإنسان عندما يملأ هذا الفراغ
بالإيمان ترتاح نفسه.
❐ لذلك الإنسان بلا هدف، بلا
رسالة، إنسان تافه،وإنسان عنده
إحباط عام،إنسان عنده كل أنواع
الشقاء.
•🌱 سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده
•🌱 سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـمِِ
📚قصص الشيـخ النابلسي حفظه
الله
@NABLSi100
🍃🌸ـــــــــஜ
#القصة_53
خامس.مهندس.في.العالم.cc
👤 - مرة تكلمت عن خامس
مهندس في العالم الذي صمم
جسر اسطنبول الأول المعلق
بالحبال،
❐و الذي تقطعه في اليوم من
أربعمئة إلى خمسمئة ألف سيارة،
❐أثناء افتتاحه ألقى المهندس
المصمم بنفسه في البوسفور،
❐فذهبوا إلى غرفته في الفندق،
كتب ورقة: ذقت كل شيءٍ في
الحياة فلم أجد لها طعماً، فأردت
أن أذوق طعم الموت.
❐ علمتني هذه القصة
أن الإنسان بلا هدف إنسان تافه،
هدفه الأكل، والشرب، والمكانة،
وتجميع الأموال
❐أخطر فكرة أقولها دائماً:
أنت مصمم من قبل الخالق أن
تختار هدفاً لا نهائياً، فإذا اخترت
هدفاً نهائياً وبلغته بدأ شقاؤك،
❐الحياة مملة،الغرب لماذا انحرف
مللاً، أراد المال بلغ المال، اسأل
إنساناً معه ملايين مملينة، كيف
يعيش❓ يعيش حالة من الملل،
❐أكل حتى شبع، بيته أجمل بيت،
مركبته أحلى ركبة، وبعد ذلك؟
هناك فراغ بالنفس البشرية لايملؤه
إلا الإيمان بالله،
❐قد تكون أقوى إنسان،قد تكون
أذكى إنسان،قد تكون أغنى إنسان،
هناك فراغ لا يملؤه إلا الإيمان،
والإنسان عندما يملأ هذا الفراغ
بالإيمان ترتاح نفسه.
❐ لذلك الإنسان بلا هدف، بلا
رسالة، إنسان تافه،وإنسان عنده
إحباط عام،إنسان عنده كل أنواع
الشقاء.
•🌱 سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده
•🌱 سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـمِِ
📚قصص الشيـخ النابلسي حفظه
الله
@NABLSi100
🍃🌸ـــــــــஜ
Forwarded from صفحات مشرقة للنابلسي
السعادة بذكر الله و اتباع منهجه :
لا تبحث عن سعادةٍ بعيداً عن منهج الله، لن تصل إليها، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[سورة الرعد: 28 ]
أي أنها لا تطمئن إلا بذكر الله حصراً.
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
[ سورة طه: 124 ]
فلمجرد أن ترى إنساناً معرضاً عن ذكر الله و تتوهَّم أنت أنه سعيدٌ فأنت في هذه الحالة تكذِّب هذه الآية:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
صفحات مشرقة للنابلسي
لا تبحث عن سعادةٍ بعيداً عن منهج الله، لن تصل إليها، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[سورة الرعد: 28 ]
أي أنها لا تطمئن إلا بذكر الله حصراً.
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
[ سورة طه: 124 ]
فلمجرد أن ترى إنساناً معرضاً عن ذكر الله و تتوهَّم أنت أنه سعيدٌ فأنت في هذه الحالة تكذِّب هذه الآية:
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
صفحات مشرقة للنابلسي
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:
#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان
➖➖➖➖➖➖➖
الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟
الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة .
على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
سؤال :
لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟
الجواب :
لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
لذلك :
جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
على كُلٍ :
إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :
(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))
وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
أيها الأخوة ؛ إذاً :
فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
يعني فِكرة الجبر :
أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان
➖➖➖➖➖➖➖
الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟
الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة .
على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
سؤال :
لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟
الجواب :
لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
لذلك :
جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
على كُلٍ :
إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :
(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))
وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
أيها الأخوة ؛ إذاً :
فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
يعني فِكرة الجبر :
أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
#ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ_ﻟﺮﻣﻀﺎﻥ_ﺑﺎﻹﻛﺜﺎﺭ_ﻣﻦ_ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ_ﻓﻲ_ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ؛ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ
ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،
ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ
ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺇﺫﺍً ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ
ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ،
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻔﻮﺯ ﺑﻘﺼﺐ ﺍﻟﺴﺒﻖ ،
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻄﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ،
ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ،
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻴﺔ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻭﻝ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﻊ ﺇﻗﻼﻋﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ
ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺏ ﻗﺪﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ
ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻓﺮﻍ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ،
ﻭﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ،
ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﻕ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ
ﺃﻭﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺟﻴﺪ ، ﺃﺧﺬ
ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ، ﻭﺫﻛﺮ ، ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ،
ﻭﺗﻼﻭﺓ ، ﻭﺗﺪﺑﺮ ، ﻭﻋﻤﻞ ﻃﻴﺐ ، ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ؛ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ
ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ ،
ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ
ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻣﻮﺳﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺇﺫﺍً ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ
ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ،
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻔﻮﺯ ﺑﻘﺼﺐ ﺍﻟﺴﺒﻖ ،
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻄﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ،
ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ،
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻴﺔ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻭﻝ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻻ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﻊ ﺇﻗﻼﻋﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ
ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺏ ﻗﺪﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ
ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻓﺮﻍ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ،
ﻭﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ،
ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ، ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﻕ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ
ﺃﻭﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺟﻴﺪ ، ﺃﺧﺬ
ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ، ﻭﺫﻛﺮ ، ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ،
ﻭﺗﻼﻭﺓ ، ﻭﺗﺪﺑﺮ ، ﻭﻋﻤﻞ ﻃﻴﺐ ، ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
#ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ_ﻣﻮﺿﻮﻉ_ﻟﻴﻠﺔ_ﺍﻟﻨﺼﻒ_ﻣﻦ_ﺷﻌﺒﺎﻥ
ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮﻩ
ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻣﺎ ﺻﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ :
)) ﻋﻦ ﺃُﺳَﺎﻣَﺔُ ﺑْﻦُ ﺯَﻳْﺪٍ ﻗَﺎﻝَ ﻗُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻢْ ﺃَﺭَﻙَ ﺗَﺼُﻮﻡُ ﺷَﻬْﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﻣَﺎ
ﺗَﺼُﻮﻡُ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ ، ﻗَﺎﻝَ : ﺫَﻟِﻚَ ﺷَﻬْﺮٌ ﻳَﻐْﻔُﻞُ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻋَﻨْﻪُ ﺑَﻴْﻦَ ﺭَﺟَﺐٍ ﻭَﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﻬْﺮٌ
ﺗُﺮْﻓَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻷَﻋْﻤَﺎﻝُ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﺄُﺣِﺐُّ
ﺃَﻥْ ﻳُﺮْﻓَﻊَ ﻋَﻤَﻠِﻲ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺻَﺎﺋِﻢٌ ((
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ]
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻋﻦ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺮﻣﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺗﻬﻴﺊ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ #نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@naplsy
ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮﻩ
ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻣﺎ ﺻﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ :
)) ﻋﻦ ﺃُﺳَﺎﻣَﺔُ ﺑْﻦُ ﺯَﻳْﺪٍ ﻗَﺎﻝَ ﻗُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻢْ ﺃَﺭَﻙَ ﺗَﺼُﻮﻡُ ﺷَﻬْﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﻣَﺎ
ﺗَﺼُﻮﻡُ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ ، ﻗَﺎﻝَ : ﺫَﻟِﻚَ ﺷَﻬْﺮٌ ﻳَﻐْﻔُﻞُ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻋَﻨْﻪُ ﺑَﻴْﻦَ ﺭَﺟَﺐٍ ﻭَﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ، ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﻬْﺮٌ
ﺗُﺮْﻓَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻷَﻋْﻤَﺎﻝُ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﺄُﺣِﺐُّ
ﺃَﻥْ ﻳُﺮْﻓَﻊَ ﻋَﻤَﻠِﻲ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺻَﺎﺋِﻢٌ ((
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ]
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻋﻦ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺮﻣﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺗﻬﻴﺊ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ #نصوص_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
@naplsy