فوائد وحكم د/ النابلسي
12.2K subscribers
1.65K photos
2.21K videos
192 files
1.42K links
مقتطفات من دروس
حكم ومواعظ
إعجاز القرآن
إعجاز السنة
دعوة للتفكر في آلاء الله
دعوة لتوسيع المدارك
ادارة القناة من محبي الشيخ
وليس للقناة اي ارتباط بالشيخ النابلسي
Download Telegram
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148] @naplsy 🖊
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة . @naplsy 🖊
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي:

#مدارج_ السالكين
#ليلة_ النصف_ من_ شعبان

الآن ما علاقة النصف من شعبان برمضان؟

 الحقيقة أيها الأخوة ؛ أنَّ الإنسان في رمضان يجبُ أن يصومهُ صياماً كاملاً من أولِ يومٍ حتى آخر يوم ، الانتقال المُفاجئ من مستوىً معين في العبادة إلى مستوىً متفوق , هــذا الانتقال لا بُدَّ لهُ من تمهيد , يعني نقطة هُنا ونُقطة هُناك ، لا بُدَّ من خطِ مائل يصعدُ من هذه إلى تِلك , هذا الخطُ المائل الذي يزدادُ حماس الإنسان فيه , ويُهيئ كُلَ شيء من أجلِ أن يقبلَ اللهُ صيامهُ ، نحنُ في شهرٍ تمهيدي شهر إعداد لرمضان , لهذا النبي - عليهِ الصلاةُ والسلام - كانَ يُكثر فيهِ من الدُعاء , ومن الصلاة , ومن القيام , ومن الأعمال الطيبة والأعمال الخيّرة . 
 على كُلٍ في هذا الشهر وفي ليلةِ النصف من شعبان تحوّلت القِبلة من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام .
 سؤال :
 لماذا أمرَ اللهُ من خلال السُنّةِ النبوية أن يتجهوا إلى بيت المقدس ؟ 
 الجواب :
 لأنَّ الكعبةَ المُشرّفة - وهذا اجتهادٌ في التفسير - كانت فيها الأصنام , وكانَ كُفّارُ قُريش يعتدّونَ بِها ويفتخرونَ ، فإذا توجّهَ إليها المسلمون , لعلَّ في هذا التوّجه ترسيخاً لهذه العبادةِ التي أنكرها القرآن الكريم , لذلك أُمرَ المسلمون إلى التوجّهِ إلى بيت المقدس , ريثما يستقرَ التوحيد فــي الجزيرة العربية , وريثما تتوطدُ دعائم الإيمان باللهِ عزّ وجل , فلمّا رَسَخَ التوحيد , واستقرّت النفوس , أُمِروا بالتوجهِ إلى بيت الله الحرام .
 لذلك :
 جاءت الآيات متتابعةً في دعوة المؤمنين إلى التوجّهِ إلى بيت الله الحرام ، في هذه الليلة نَزَلت الآيات التي تأمر المُسلمين بالتوجّهِ إلى بيت الله الحرام , ولِشدّةِ تعظيمِ أمرِ اللهِ عزّ وجل في مسجد في المدينة , كانَ أصحابُ النبي يُصلّونَ فيه في أثناءِ صلاتِهم , جاءَ من يُخبِرهم بِتحوّل القِبلة , فتحولوا من قِبلةٍ إلى قِبلة , وزُرتُ هذا المسجد قبلَ سنواتٍ عِدّةَ , فيه محرابانِ متعاكسان ؛ محرابٌ إلى بيت المقدس , ومحرابٌ إلى الكعبةِ المُشرّفة ، في الزيارة الثانية أُلغيَ محراب بيت المقدس , وبقيَ محراب الكعبة المُشرّفة .
 على كُلٍ : 
 إذا ذكرتم ليلةَ النصفِ من شعبان , ففي هذه الليلة المُباركة تمَّ فيها تحويلُ القِبلةِ من بيت المقدس إلى بيت اللهِ الحرام , هذه واحدة .
 النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما ترويه الأحاديث الشريفة وفيما رواهُ النسائيُ , مـن حديثِ أسامةَ بنِ زيد قال : قُلتُ يا رسولَ الله : لم أركَ تصومُ من شهرٍ من الشهور ما تصومُ من شعبان ، فقالَ عليه الصلاة والسلام :

(( ذلكَ شهرٌ يغفُلُ عنهُ الناس بينَ رجبَ ورمضان, وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيهُ الأعمالُ لربِّ العالمين, وأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم ))

 وكانَ أصحابُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ورضي اللهُ عنهم ، إذا نظروا إلى هِلالِ شعبان , أكبّوا على المصاحفِ يقرؤونها , وأخرجَ الأغنياءُ زكاةَ أموالِهم , ليتقوّى بِها الضعيف والمِسكين على شهر الصيام .
 أيها الأخوة ؛ إذاً : 
 فيما يبدو لكم من هذ الآثار القليلة : أنَّ شعبان تهيئةٌ لرمضان ، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يدعو ربهُ في شعبان ، لذلك خُصّت ليلةُ النصفِ من شعبان بالدُعاء .
 الدعاء في الحقيقة : أداةُ اتصالٍ مباشرةٍ بينَ العبدِ وبينَ ربهِ .
 لكنَّ هذا الدعاء الذي نسمعهُ أحياناً :
 اللهم إن كُنتَ كتبتني في أُمِ الكتابِ شقيّاً محروماً مُقتّراً عليَّ في الرِزق , فأمح اللهم بِفضلِكَ شقاوتي وحِرماني وتقتيرَ رِزقي .
 هذا الدُعاء لا أصلَ لهُ .
 لم يَرِد لا عن رسول الله , ولا عن أصحاب النبي عليهم رِضوان الله ، نحنُ إذا دَعونا اللهَ عزّ وجل , ينبغي أن ندعوهُ بما دعا به النبي صلى اللهُ عليه وسلم .
 يعني فِكرة الجبر : 
 أنَّ الإنسان خُلقَ كافراً , وكُتبَ عليه الكُفر من دونِ ذنبِ اقترفتهُ يداه , وسوفَ يدخُل النار شاءَ أم أبى , لأنَّ الكِتابَ سبقَ عليهِ بالكُفر ، هذه المعاني أيها الأخوة ليست من روحِ القرآن ، قال تعالى :

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 148]
@naplsy
Forwarded from فوائد وحكم د/ النابلسي (Nour Al Quraan)
#ليلة_القدر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ))

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

الأيام الفردية في العشر الأخير من رمضان ، التمسوها في العشر الأخير من رمضان ، فقد تكون ليلة القدر في الواحد والعشرين ، أو الثالث والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو السابع والعشرين ، وهو ما عليه أغلب جمهور العلماء ، أو في التاسع والعشرين ، فهذا يدل على مزيد هذا الفضل ومزيّته ، في نزول الكتب السماوية الكبرى في شهر رمضان ، ومنها اقتران هذه الليلة بنزول القرآن الكريم ، هذه الليلة العظيمة كما نزلت فيها هذه الكتب السماوية وبالذات خاتم الكتب السماوية وهو القرآن الكريم ، كذلك اقترنت بنزول الملائكة ، ملائكة السماء إلى الأرض لتدعو للصائمين والصائمات والمؤمنين والمؤمنات ، ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات :

﴿ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُِ ﴾

[ سورة غافر : 9]


كذلك اقترنت هذه الآية بوجوب أمر ثالث وهو نزول الخير والبركات والأرزاق، فشهر الصيام شهر يزاد في رزق المؤمن فيه ، وبالذات تتنزل الرحمات و الفضائل ، ففي ليلة القدر يتجلى الرب عز وجل و ينزل إلى السماء الدنيا و هذا نزول معنوي و ليس نزولاً مكانياً كما نفهم لأن الذات الإلهية ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ، إنما هذا لتقريب ذلك المعنى إلى أذهان الناس ، ينزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول في ليلة القدر وفي وقت السحر: هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مبتلى فأعافيه ؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر ، فإن نزول الخيرات و البركات و التجليات الإلهية في هذه الليلة كل ذلك اقترن بهذه الليلة المباركة ، ليرتقي مستوى المؤمنين و المؤمنات ليكونوا على مستوى الحدث ، و يعرف قدر هذه الليلة ، و يستغل هذه الليلة من أجل تحقيق منافع كثيرة له في الدنيا و في الآخرة .
@naplsy