ذكرى مقتل المتنبي ، أعظم شعراء العرب :
أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الكوفي ، أحد أعظم شعراء العصر العباسي ، بل يعتبر أعظم شعراء العرب ، وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، قال عنه ابن رشيق (مالئ الدنيا وشاغل الناس) ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ، وقد ترك وراءه عدداً كبيراً من المخزون الشعري .
يعتبر المتنبي مادح الأمراء وجليس العظماء ، قال الشعر قبل بلوغه العاشرة ، فبرزت نبوءته الشعرية وعبقريته مذ كان غرًا في مدارس الكوفة ، وانتقل إلى البادية التي صقلت موهبته ، وأجزلت لسانه ، وتربى عند القرامطة ، وتأثر بعقيدتهم الصدامية، فكان في بداياته ثوري المزاج عروبي الهوى ، علمته البادية القسوة والمنعة والأنفة، إلى أن ثار القرامطة على والي الكوفة فلجأ لأول مرة لبغداد عاصمة الدولة العباسية ، قبل أن يكتب عليه اللجوء السياسي حتى آخر أيامه.
اعتقل في حمص بعد تآلب الخصوم والحساد واتهامهم له بإدعاء النبوة، في حين أن هذا السجن لم يكن إلا لأجندات سياسية. بعد خروجه، استمر في التنقل ومدح أمراء الشام بحثًا عن رغد العيش والمجد، وطمعًا بمنصب سياسي سعى له طيلة العمر لكنه لم يظفر به، ربما لعلويته التي لصقت به كالتهمة، وربما لأنه لم يرضَ يومًا بالذل والهوان، وربما لتقلباته في آراءه ومواقفه السياسية .
ثم لازم سيف الدولة في الشام في حلّه وترحاله وسلمه وحربه ضد الروم ، وخرج لنا بأعذب الشعر ، وفروسية ، لكن لم يلبث إلا أن اختلف مع سيف الدولة وفارقه بعد قصيدته المشهورة ، ليلجأ إلى عدوه في الجانب الآخر ، ويقيم بجوار كافور حاكم مصر الذي أكرمه في البداية ، ثم عاداه بعدما ائتمر عليه الوشاة والحساد ، وبعد أنّ مدح كافور عاد وهجاه .
توجّه المتنبي من مصر إلى العراق بعد خيبة أمله عند كافور حيث كان يتنقل بين الكوفة و بغداد ، ومكث في ضيافة عضد الدولة ثلاثة أشهرٍ مدحه خلالها في ست قصائد غاية في الروعةِ ، لكن المتنبي رغب بالرحيل والعودة إلى العراق لسببٍ غير معروف .
مات المتنبي وهو في قمة عطائه ، فلم يتجاوز الخمسين من عمره ، مقتولاً على يد قاطع طريق يسمى فاتك الأسدي ، وهو خال ضبّة الأسدي و كان ضبة هذا لص عُرف عنه قطع الطريق ونهب وسلب القرى والمسافرين على حد سواء بل وصل به الأمر إلى نهب مقام الحسين بكربلاء .
وقد هجاه المتنبي بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ تحتوي على الكثير من الطعن في الشرف ، و قد حدث في طريق عودت المتنبي من شيراز إلى بغداد أن اعترض فاتك خال ضبة طريقه ومعه جماعةً من أصحابه في منطقةٍ واقعة غرب بغداد تُسمى النعمانية ، فيما لم يكن مع المتنبي عدداً مكافئاً لرجال فاتك ، فتقاتل الجمعان ، فقُتل مُحسد ابن المتنبي ، وهمّ المتنبي حينها بالهروب، إلّا أن غلامه استوقفه قائلاً: ألست القائل الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعرفني؟
فردّ عليه المتنبي قائلاً: قتلتني قتلك الله، ورجع وقاتل حتى قُتل ، بسبب هذا البيت ، وقُتل معه غلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد.
📚 المصادر:
1) تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي.
2) المتنبي، محمود شاكر.
أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الكوفي ، أحد أعظم شعراء العصر العباسي ، بل يعتبر أعظم شعراء العرب ، وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، قال عنه ابن رشيق (مالئ الدنيا وشاغل الناس) ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ، وقد ترك وراءه عدداً كبيراً من المخزون الشعري .
يعتبر المتنبي مادح الأمراء وجليس العظماء ، قال الشعر قبل بلوغه العاشرة ، فبرزت نبوءته الشعرية وعبقريته مذ كان غرًا في مدارس الكوفة ، وانتقل إلى البادية التي صقلت موهبته ، وأجزلت لسانه ، وتربى عند القرامطة ، وتأثر بعقيدتهم الصدامية، فكان في بداياته ثوري المزاج عروبي الهوى ، علمته البادية القسوة والمنعة والأنفة، إلى أن ثار القرامطة على والي الكوفة فلجأ لأول مرة لبغداد عاصمة الدولة العباسية ، قبل أن يكتب عليه اللجوء السياسي حتى آخر أيامه.
اعتقل في حمص بعد تآلب الخصوم والحساد واتهامهم له بإدعاء النبوة، في حين أن هذا السجن لم يكن إلا لأجندات سياسية. بعد خروجه، استمر في التنقل ومدح أمراء الشام بحثًا عن رغد العيش والمجد، وطمعًا بمنصب سياسي سعى له طيلة العمر لكنه لم يظفر به، ربما لعلويته التي لصقت به كالتهمة، وربما لأنه لم يرضَ يومًا بالذل والهوان، وربما لتقلباته في آراءه ومواقفه السياسية .
ثم لازم سيف الدولة في الشام في حلّه وترحاله وسلمه وحربه ضد الروم ، وخرج لنا بأعذب الشعر ، وفروسية ، لكن لم يلبث إلا أن اختلف مع سيف الدولة وفارقه بعد قصيدته المشهورة ، ليلجأ إلى عدوه في الجانب الآخر ، ويقيم بجوار كافور حاكم مصر الذي أكرمه في البداية ، ثم عاداه بعدما ائتمر عليه الوشاة والحساد ، وبعد أنّ مدح كافور عاد وهجاه .
توجّه المتنبي من مصر إلى العراق بعد خيبة أمله عند كافور حيث كان يتنقل بين الكوفة و بغداد ، ومكث في ضيافة عضد الدولة ثلاثة أشهرٍ مدحه خلالها في ست قصائد غاية في الروعةِ ، لكن المتنبي رغب بالرحيل والعودة إلى العراق لسببٍ غير معروف .
مات المتنبي وهو في قمة عطائه ، فلم يتجاوز الخمسين من عمره ، مقتولاً على يد قاطع طريق يسمى فاتك الأسدي ، وهو خال ضبّة الأسدي و كان ضبة هذا لص عُرف عنه قطع الطريق ونهب وسلب القرى والمسافرين على حد سواء بل وصل به الأمر إلى نهب مقام الحسين بكربلاء .
وقد هجاه المتنبي بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ تحتوي على الكثير من الطعن في الشرف ، و قد حدث في طريق عودت المتنبي من شيراز إلى بغداد أن اعترض فاتك خال ضبة طريقه ومعه جماعةً من أصحابه في منطقةٍ واقعة غرب بغداد تُسمى النعمانية ، فيما لم يكن مع المتنبي عدداً مكافئاً لرجال فاتك ، فتقاتل الجمعان ، فقُتل مُحسد ابن المتنبي ، وهمّ المتنبي حينها بالهروب، إلّا أن غلامه استوقفه قائلاً: ألست القائل الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعرفني؟
فردّ عليه المتنبي قائلاً: قتلتني قتلك الله، ورجع وقاتل حتى قُتل ، بسبب هذا البيت ، وقُتل معه غلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد.
📚 المصادر:
1) تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي.
2) المتنبي، محمود شاكر.
👍2👌1💯1💘1
قالت العرب :
لا تتزوجوا من النساء سبعاً وهن :
الأنَّانة ، والمنَّانة ، والحنَّانة ، والحدَّاقة ، والبرَّاقة ، والشدَّاقة ، و عشبة الدار .
1- فالأنَّانة : التي تُكثر من الأنين والشكوى ، وعصبِ رأسها تظاهراً بالمرض.
2- والمنَّانة : من تُكثر من المن على مَن فعلت فيه معروفاً.
3- الحنَّانة : هذه المرأة لا تعرف بأن الزواج يعنى الإستقرار وتجدها دوما تحن لأهلها كثيراً وتود الذهاب إليهم متناسية بأن بيتها الاساسي مع زوجها او التي تحن إلى زوجها الأول.
4- الحدَّاقة : التي تنظر إلى كل شيءٍ وتشتهيه ولا تشبع.
5- البرَّاقة : التي تقضي أغلب نهارها في صقل وجهها وتزيينه.
6- الشدَّاقة : التي تتشدَّق بالكلام دائماً.
7- عشبة الدار : هي المرأة التي ستحول بيتك الى قبر من العفن والنتانة وعدم الاهتمام بنظافة نفسها أو أولادها ومهمله.
ابتعدت عنهن واغتنم واحدة تريحك وتهتم بك وبإولادك وبنفسها.
لا تتزوجوا من النساء سبعاً وهن :
الأنَّانة ، والمنَّانة ، والحنَّانة ، والحدَّاقة ، والبرَّاقة ، والشدَّاقة ، و عشبة الدار .
1- فالأنَّانة : التي تُكثر من الأنين والشكوى ، وعصبِ رأسها تظاهراً بالمرض.
2- والمنَّانة : من تُكثر من المن على مَن فعلت فيه معروفاً.
3- الحنَّانة : هذه المرأة لا تعرف بأن الزواج يعنى الإستقرار وتجدها دوما تحن لأهلها كثيراً وتود الذهاب إليهم متناسية بأن بيتها الاساسي مع زوجها او التي تحن إلى زوجها الأول.
4- الحدَّاقة : التي تنظر إلى كل شيءٍ وتشتهيه ولا تشبع.
5- البرَّاقة : التي تقضي أغلب نهارها في صقل وجهها وتزيينه.
6- الشدَّاقة : التي تتشدَّق بالكلام دائماً.
7- عشبة الدار : هي المرأة التي ستحول بيتك الى قبر من العفن والنتانة وعدم الاهتمام بنظافة نفسها أو أولادها ومهمله.
ابتعدت عنهن واغتنم واحدة تريحك وتهتم بك وبإولادك وبنفسها.
👍2👏1💯1💘1
قناة روائع العلم
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
👍1👌1❤🔥1💯1
امرأة كانت سببًا في استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه :
قطام بنت الشجنة ، هي امراة من الخوارج ، من آل تيم الرّباب ، كانت فائقة الجمال ، وكان قد قُتل أبوها وأخوها يوم معركة النّهروان في قتال الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مع الخوارج، فحملت ثأرها داخلها وأرادت الانتقام من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
وفى هذه الأثناء كان ابن مُلجم قد أتى الى الكوفة لقتل أمير المؤمنين علي هو أيضا ، فلقيها ابن ملجم فأحبّها وسلبت عقله وهام بها ، ونسي حاجته التي جاء لها ، وخطبها إلى نفسها ، فأرسل إليها يخطبها لنفسه...
و قال : ما تريدين ؟
قالت : لا أتزوجك حتى تعطيني ثلاثة آلاف درهم وعبد وقنية وقتل علي بن أبي طالب .
فقال اللعين : فهو لك ، و و الله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي ، ولك ما سألت .
فقالت : أريد ألتمس الغرّة فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي ، وإن قُتلتَ فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وما فيها
فتزوجها ودخل بها ، ثم شرعت تحرضه على ذلك ، فقالت له : سأطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك ، فدعت رجلاً من قومها ، اسمه وردان وكلّمته بذلك ، فأجابها إلى ما طلبت ، واتّفق مع ابن ملجم ، واستمال ابن ملجم رجلا آخر يقال له : شبيب بن بجرة الأشجعي الحروري .
ثم جاءوا إلى قطام امرأة ابن ملجم ،فدعت لهم بعصب الحرير فعصبتهم بها وسارو إلى قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فكان من ابن ملجم ما كان ، وغدر بالصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتله ، ثم قُتل ابن ملجم لعنه الله .
وفي قطام يقول ابن أبي ميّاس المرادي :
ولمْ أرَ مهراً ساقهُ ذو سـفـاهةٍ ...
كمهرِ قطام بينَ عُربٍ وأعجمِ
ثلاثةُ آلافٍ وعـبـدٍ وقـنــيةٍ ...
وضربُ عليٍّ بالحسامِ المسمّـمِ
فلا مهرَ أغلى منْ عليِّ وإن غلا ...
ولا فتكَ إلاّ دونَ فتك ابنِ ملجمِ
📚 المصدر :: البداية والنهاية للعلامة الحافظ ابن كثير.
قطام بنت الشجنة ، هي امراة من الخوارج ، من آل تيم الرّباب ، كانت فائقة الجمال ، وكان قد قُتل أبوها وأخوها يوم معركة النّهروان في قتال الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مع الخوارج، فحملت ثأرها داخلها وأرادت الانتقام من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
وفى هذه الأثناء كان ابن مُلجم قد أتى الى الكوفة لقتل أمير المؤمنين علي هو أيضا ، فلقيها ابن ملجم فأحبّها وسلبت عقله وهام بها ، ونسي حاجته التي جاء لها ، وخطبها إلى نفسها ، فأرسل إليها يخطبها لنفسه...
و قال : ما تريدين ؟
قالت : لا أتزوجك حتى تعطيني ثلاثة آلاف درهم وعبد وقنية وقتل علي بن أبي طالب .
فقال اللعين : فهو لك ، و و الله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي ، ولك ما سألت .
فقالت : أريد ألتمس الغرّة فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي ، وإن قُتلتَ فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وما فيها
فتزوجها ودخل بها ، ثم شرعت تحرضه على ذلك ، فقالت له : سأطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك ، فدعت رجلاً من قومها ، اسمه وردان وكلّمته بذلك ، فأجابها إلى ما طلبت ، واتّفق مع ابن ملجم ، واستمال ابن ملجم رجلا آخر يقال له : شبيب بن بجرة الأشجعي الحروري .
ثم جاءوا إلى قطام امرأة ابن ملجم ،فدعت لهم بعصب الحرير فعصبتهم بها وسارو إلى قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فكان من ابن ملجم ما كان ، وغدر بالصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتله ، ثم قُتل ابن ملجم لعنه الله .
وفي قطام يقول ابن أبي ميّاس المرادي :
ولمْ أرَ مهراً ساقهُ ذو سـفـاهةٍ ...
كمهرِ قطام بينَ عُربٍ وأعجمِ
ثلاثةُ آلافٍ وعـبـدٍ وقـنــيةٍ ...
وضربُ عليٍّ بالحسامِ المسمّـمِ
فلا مهرَ أغلى منْ عليِّ وإن غلا ...
ولا فتكَ إلاّ دونَ فتك ابنِ ملجمِ
📚 المصدر :: البداية والنهاية للعلامة الحافظ ابن كثير.
❤2🔥1😢1💯1💔1
(١/٢)
ذكرى هزيمة بلاط الشهداء واستشهاد عبد الرحمن الغافقي ، باذن الله ، شارك بفتح الاندلس وقاد الجيش الأموي ففتح نصف فرنسا وكاد يفتح باريس، قصته من تهامة إلى فرنسا
ففي مثل هذا اليوم ، كان إستشهاد القائد عبد الرحمن الغافقي باذن الله الذي وصل لأعماق فرنسا وكاد يفتح باريس في معركة قال عنها المؤرخ العسكري الألماني هانس ديلبروك : لم يكن هناك معركة أكثر أهمية منها في تاريخ العالم .
وُلد عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي حوالي عام 670م في منطقة تهامة، حيث كانت الحياة قاسية في هذه الأرض الصحراوية. تلك الظروف الصعبة صنعت منه رجلًا شجاعًا ومقدامًا، فكان ابنًا للبيئة القاحلة، التي لا تترك مجالًا للضعف. كان الغافقي واحدًا من التابعين، فقد روى عن عبد الله بن عمر، وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، كما أورده كبار المحدثين مثل أبو داود وابن ماجه في كتبهم. وعلى الرغم من نشأته البسيطة في تهامة، إلا أن طموحه الكبير وشغفه بالجهاد دفعه لترك بلاده والتوجه إلى إفريقية في عام 703م، حيث انضم إلى جيش عبد العزيز بن موسى بن نصير.
وصل عبد الرحمن إلى إفريقية، وهناك بدأ رحلته في الجهاد تحت راية موسى بن نصير، القائد الذي فتح آفاقًا جديدة أمام الإسلام في شمال إفريقيا. سرعان ما أصبح الغافقي واحدًا من أهم رجال موسى بن نصير، فقد أثبت شجاعته وحنكته في العديد من المعارك. وعندما اتجه موسى بن نصير إلى الأندلس في عام 712م لبدء الفتح الإسلامي هناك، كان الغافقي أحد أبرز القادة الذين رافقوه. سرعان ما تميز بين أقرانه، واكتسب ثقة القادة، حتى عُين قائدًا على الساحل الشرقي للأندلس في عام 714م، في عهد عبد العزيز بن موسى بن نصير.
لم يكتفِ المسلمون بفتح الأندلس، بل كانت عيونهم متجهة نحو فرنسا، التي كانت تُعرف حينها ببلاد الغال. في عام 721م، حاول السمح بن مالك الخولاني، أمير الأندلس آنذاك، فتح فرنسا، لكن هذه الحملة انتهت بشكل مأساوي في معركة طولوز، حيث استُشهد السمح بن مالك. هنا، برز عبد الرحمن الغافقي كالقائد الذي قاد بقايا الجيش الأندلسي للعودة إلى الأندلس بسلام، وبفضل هذا التصرف الحكيم، اختاره الجنود ليكون أميرًا على الأندلس.
على الرغم من أنه لم يبق أميرًا للأندلس سوى لشهرين، إلا أن فترة حكمه القصيرة كانت مليئة بالأحداث. استطاع خلال تلك الفترة القصيرة أن يثبت سيطرة المسلمين في الولايات الشمالية ويخمد بوادر التمرد في المناطق التي كانت تُعد معاقل للفرنجة، وخاصة منطقة سبتمانيا الواقعة في فرنسا. كان يتخذ من مدينة أربونة، عاصمة سبتمانيا، مقرًا له، واستطاع أن يحافظ على استقرار هذه المناطق الحيوية للمسلمين في فرنسا.
بعد فترة حكم الغافقي الأولى، تولى حكم الأندلس عدد من الأمراء الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على وحدة الصف بين المسلمين، مما أشعل فتنة بين العرب من قيس ويمن، وأدى إلى تراجع السيطرة الإسلامية على الأراضي الفرنسية. في ظل هذا الوضع المضطرب، قرر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في عام 730م تعيين عبد الرحمن الغافقي أميرًا على الأندلس مرة أخرى. كان هذا القرار حاسمًا لإعادة الاستقرار إلى الأندلس وتقوية الجبهة الشمالية.
بدأ الغافقي فترة حكمه الثانية بإخماد تمرد البربر في الولايات الشمالية، بقيادة منوسة الذي تحالف مع الفرنجة ضد المسلمين. أرسل الغافقي حملة بقيادة ابن زيان، وتمكن من سحق التمرد وقتل منوسة. هذه الحملة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت نقطة تحول في استعادة السيطرة على تلك المناطق الحساسة.
لم يكن الغافقي مجرد قائد عسكري، بل كان أيضًا رجل دولة يفهم أهمية التنمية والبناء. خلال فترة حكمه للأندلس، قام ببناء العديد من المنشآت الهندسية التي كانت تعكس تطور الحضارة الإسلامية. من أبرز مشاريعه بناء القناطر الشهيرة في قرطبة، التي تقع مقابل القصر والجامع. هذه القناطر كانت تتألف من ثمانية عشر قوسًا، ويبلغ طولها ثمانمئة باع (ما يعادل حوالي 1570 مترًا) وعرضها عشرون باعًا، وارتفاعها ستون ذراعًا. كانت هذه القناطر واحدة من عجائب الهندسة المعمارية في تلك الفترة، وشكلت دليلًا على براعة المسلمين في العمارة.
في عام 732م، انطلق عبد الرحمن الغافقي على رأس جيش ضخم نحو فرنسا، وكان هدفه واضحًا: توسيع حدود الدولة الإسلامية إلى قلب أوروبا. تقدم الجيش الإسلامي بسرعة مذهلة، فعبر جبال البرانس ووصل إلى مدينة آرل على نهر الرون. بعد معركة قصيرة مع جيش الدوق أودو دوق أقطانيا، تمكن الغافقي من تحقيق انتصار ساحق، واجتاح أقطانيا واستولى على عاصمتها بوردو. ومنها، تقدم الجيش الإسلامي نحو برجونية، وسيطر على ليون وبيزانسون، ووصل إلى مدينة صانص.
ذكرى هزيمة بلاط الشهداء واستشهاد عبد الرحمن الغافقي ، باذن الله ، شارك بفتح الاندلس وقاد الجيش الأموي ففتح نصف فرنسا وكاد يفتح باريس، قصته من تهامة إلى فرنسا
ففي مثل هذا اليوم ، كان إستشهاد القائد عبد الرحمن الغافقي باذن الله الذي وصل لأعماق فرنسا وكاد يفتح باريس في معركة قال عنها المؤرخ العسكري الألماني هانس ديلبروك : لم يكن هناك معركة أكثر أهمية منها في تاريخ العالم .
وُلد عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي حوالي عام 670م في منطقة تهامة، حيث كانت الحياة قاسية في هذه الأرض الصحراوية. تلك الظروف الصعبة صنعت منه رجلًا شجاعًا ومقدامًا، فكان ابنًا للبيئة القاحلة، التي لا تترك مجالًا للضعف. كان الغافقي واحدًا من التابعين، فقد روى عن عبد الله بن عمر، وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، كما أورده كبار المحدثين مثل أبو داود وابن ماجه في كتبهم. وعلى الرغم من نشأته البسيطة في تهامة، إلا أن طموحه الكبير وشغفه بالجهاد دفعه لترك بلاده والتوجه إلى إفريقية في عام 703م، حيث انضم إلى جيش عبد العزيز بن موسى بن نصير.
وصل عبد الرحمن إلى إفريقية، وهناك بدأ رحلته في الجهاد تحت راية موسى بن نصير، القائد الذي فتح آفاقًا جديدة أمام الإسلام في شمال إفريقيا. سرعان ما أصبح الغافقي واحدًا من أهم رجال موسى بن نصير، فقد أثبت شجاعته وحنكته في العديد من المعارك. وعندما اتجه موسى بن نصير إلى الأندلس في عام 712م لبدء الفتح الإسلامي هناك، كان الغافقي أحد أبرز القادة الذين رافقوه. سرعان ما تميز بين أقرانه، واكتسب ثقة القادة، حتى عُين قائدًا على الساحل الشرقي للأندلس في عام 714م، في عهد عبد العزيز بن موسى بن نصير.
لم يكتفِ المسلمون بفتح الأندلس، بل كانت عيونهم متجهة نحو فرنسا، التي كانت تُعرف حينها ببلاد الغال. في عام 721م، حاول السمح بن مالك الخولاني، أمير الأندلس آنذاك، فتح فرنسا، لكن هذه الحملة انتهت بشكل مأساوي في معركة طولوز، حيث استُشهد السمح بن مالك. هنا، برز عبد الرحمن الغافقي كالقائد الذي قاد بقايا الجيش الأندلسي للعودة إلى الأندلس بسلام، وبفضل هذا التصرف الحكيم، اختاره الجنود ليكون أميرًا على الأندلس.
على الرغم من أنه لم يبق أميرًا للأندلس سوى لشهرين، إلا أن فترة حكمه القصيرة كانت مليئة بالأحداث. استطاع خلال تلك الفترة القصيرة أن يثبت سيطرة المسلمين في الولايات الشمالية ويخمد بوادر التمرد في المناطق التي كانت تُعد معاقل للفرنجة، وخاصة منطقة سبتمانيا الواقعة في فرنسا. كان يتخذ من مدينة أربونة، عاصمة سبتمانيا، مقرًا له، واستطاع أن يحافظ على استقرار هذه المناطق الحيوية للمسلمين في فرنسا.
بعد فترة حكم الغافقي الأولى، تولى حكم الأندلس عدد من الأمراء الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على وحدة الصف بين المسلمين، مما أشعل فتنة بين العرب من قيس ويمن، وأدى إلى تراجع السيطرة الإسلامية على الأراضي الفرنسية. في ظل هذا الوضع المضطرب، قرر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في عام 730م تعيين عبد الرحمن الغافقي أميرًا على الأندلس مرة أخرى. كان هذا القرار حاسمًا لإعادة الاستقرار إلى الأندلس وتقوية الجبهة الشمالية.
بدأ الغافقي فترة حكمه الثانية بإخماد تمرد البربر في الولايات الشمالية، بقيادة منوسة الذي تحالف مع الفرنجة ضد المسلمين. أرسل الغافقي حملة بقيادة ابن زيان، وتمكن من سحق التمرد وقتل منوسة. هذه الحملة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت نقطة تحول في استعادة السيطرة على تلك المناطق الحساسة.
لم يكن الغافقي مجرد قائد عسكري، بل كان أيضًا رجل دولة يفهم أهمية التنمية والبناء. خلال فترة حكمه للأندلس، قام ببناء العديد من المنشآت الهندسية التي كانت تعكس تطور الحضارة الإسلامية. من أبرز مشاريعه بناء القناطر الشهيرة في قرطبة، التي تقع مقابل القصر والجامع. هذه القناطر كانت تتألف من ثمانية عشر قوسًا، ويبلغ طولها ثمانمئة باع (ما يعادل حوالي 1570 مترًا) وعرضها عشرون باعًا، وارتفاعها ستون ذراعًا. كانت هذه القناطر واحدة من عجائب الهندسة المعمارية في تلك الفترة، وشكلت دليلًا على براعة المسلمين في العمارة.
في عام 732م، انطلق عبد الرحمن الغافقي على رأس جيش ضخم نحو فرنسا، وكان هدفه واضحًا: توسيع حدود الدولة الإسلامية إلى قلب أوروبا. تقدم الجيش الإسلامي بسرعة مذهلة، فعبر جبال البرانس ووصل إلى مدينة آرل على نهر الرون. بعد معركة قصيرة مع جيش الدوق أودو دوق أقطانيا، تمكن الغافقي من تحقيق انتصار ساحق، واجتاح أقطانيا واستولى على عاصمتها بوردو. ومنها، تقدم الجيش الإسلامي نحو برجونية، وسيطر على ليون وبيزانسون، ووصل إلى مدينة صانص.
❤1👍1👌1💘1
(٢/٢)
في غضون بضعة أشهر، نجح عبد الرحمن الغافقي في فتح نصف فرنسا الجنوبي، وسيطر على خط يمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة تزيد عن ألف ميل. لم يكن هناك أي جيش أوروبي قادر على مواجهة هذا التقدم الإسلامي السريع، حتى أُجبر شارل مارتل، حاكم الفرنجة الفعلي، على التدخل.
بعد أن هزم عبد الرحمن الغافقي الدوق أودو، لجأ الأخير إلى شارل مارتل، وطلب مساعدته في مواجهة الجيش الإسلامي. كان شارل مارتل يدرك تمامًا الخطر الذي يشكله الغافقي، فجمع جيشًا قوامه ثمانين ألف مقاتل من الغاليين والجرمان، وتقدم لمواجهة الغافقي. التقى الجيشان في وادٍ بين مدينتي تور وبواتييه، ودارت معركة استمرت لسبعة أيام.
في اليوم الأخير من المعركة، حدث خلل في صفوف الجيش الإسلامي بسبب اختراق بعض رجال شارل مارتل لمعسكر الغنائم. هذه الحادثة تسببت في ارتباك بين الجنود، الذين اندفعوا للدفاع عن غنائمهم. حاول عبد الرحمن الغافقي بكل شجاعة تنظيم صفوف جيشه من جديد، ولكنه استُشهد باذن الله بسهم أصابه ، ثم نجح بقية جيش المسلمين في الدفاع عن معسكرهم حتى نهاية اليوم، وفي الليل، اجتمع قادة الجيش ورأوا أن ينسحبوا ليلاً بعد أن فقدوا قائدهم عبد الرحمن الغافقي. وفي اليوم التالي، عندما وجد الفرنجة أن القتال لم يتجدد تخوفوا من أن يكون ذلك كمينًا، إلى أن استطلعت قواتهم مخيمات المسلمين التي تركوها وراءهم ووجدوها فارغة.
لم تتوقف غزوات المسلمين في بلاد الغال رغم الهزيمة في المعركة، بل استمرت بعدها مباشرة، فأرسل الوالي الجديد عبد الملك بن قطن الفهري حملة يقودها يوسف بن عبد الرحمن الفهري فغزت بلاد الغال واجتاحت آرل، ثم مدينة سانت ريمي وأفينيون، ثم تابع الوالي عقبة بن الحجاج السلولي تلك الغزوات فسيطر على بورغونية، حتى بلغت حملته بيدمونت بشمال إيطاليا. ثم انشغل ولاة الأندلس بمشاكلهم الداخلية وتكالبهم على السلطة و الدنيا ، ففقدوا المناطق التي سيطروا عليها في بلاد الغال، الواحدة تلو الأخرى حتى لم يبق بأيديهم في عهد يوسف بن عبد الرحمن الفهري والي الأندلس الأخير سوى أربونة فقط، والتي سقطت نهائيًا عام 759 م، عندما أمر عبد الرحمن الداخل بإجلاء المسلمين من المدينة. ومن ناحية أخرى، أنشأ شارلمان حفيد شارل مارتل بعد ذلك الثغر الإسباني في البرانس لتكون بمثابة منطقة عازلة عن مناطق المسلمين خلف البرانس.
* المصادر:
1) سير أعلام النبلاء، الذهبي
2) جمهرة أنساب العرب، ابن حزم.
3) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، المقري.
4) الأعلام، الزركلي.
5) البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك. الأندلس والمغرب، ابن عذاري.
في غضون بضعة أشهر، نجح عبد الرحمن الغافقي في فتح نصف فرنسا الجنوبي، وسيطر على خط يمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة تزيد عن ألف ميل. لم يكن هناك أي جيش أوروبي قادر على مواجهة هذا التقدم الإسلامي السريع، حتى أُجبر شارل مارتل، حاكم الفرنجة الفعلي، على التدخل.
بعد أن هزم عبد الرحمن الغافقي الدوق أودو، لجأ الأخير إلى شارل مارتل، وطلب مساعدته في مواجهة الجيش الإسلامي. كان شارل مارتل يدرك تمامًا الخطر الذي يشكله الغافقي، فجمع جيشًا قوامه ثمانين ألف مقاتل من الغاليين والجرمان، وتقدم لمواجهة الغافقي. التقى الجيشان في وادٍ بين مدينتي تور وبواتييه، ودارت معركة استمرت لسبعة أيام.
في اليوم الأخير من المعركة، حدث خلل في صفوف الجيش الإسلامي بسبب اختراق بعض رجال شارل مارتل لمعسكر الغنائم. هذه الحادثة تسببت في ارتباك بين الجنود، الذين اندفعوا للدفاع عن غنائمهم. حاول عبد الرحمن الغافقي بكل شجاعة تنظيم صفوف جيشه من جديد، ولكنه استُشهد باذن الله بسهم أصابه ، ثم نجح بقية جيش المسلمين في الدفاع عن معسكرهم حتى نهاية اليوم، وفي الليل، اجتمع قادة الجيش ورأوا أن ينسحبوا ليلاً بعد أن فقدوا قائدهم عبد الرحمن الغافقي. وفي اليوم التالي، عندما وجد الفرنجة أن القتال لم يتجدد تخوفوا من أن يكون ذلك كمينًا، إلى أن استطلعت قواتهم مخيمات المسلمين التي تركوها وراءهم ووجدوها فارغة.
لم تتوقف غزوات المسلمين في بلاد الغال رغم الهزيمة في المعركة، بل استمرت بعدها مباشرة، فأرسل الوالي الجديد عبد الملك بن قطن الفهري حملة يقودها يوسف بن عبد الرحمن الفهري فغزت بلاد الغال واجتاحت آرل، ثم مدينة سانت ريمي وأفينيون، ثم تابع الوالي عقبة بن الحجاج السلولي تلك الغزوات فسيطر على بورغونية، حتى بلغت حملته بيدمونت بشمال إيطاليا. ثم انشغل ولاة الأندلس بمشاكلهم الداخلية وتكالبهم على السلطة و الدنيا ، ففقدوا المناطق التي سيطروا عليها في بلاد الغال، الواحدة تلو الأخرى حتى لم يبق بأيديهم في عهد يوسف بن عبد الرحمن الفهري والي الأندلس الأخير سوى أربونة فقط، والتي سقطت نهائيًا عام 759 م، عندما أمر عبد الرحمن الداخل بإجلاء المسلمين من المدينة. ومن ناحية أخرى، أنشأ شارلمان حفيد شارل مارتل بعد ذلك الثغر الإسباني في البرانس لتكون بمثابة منطقة عازلة عن مناطق المسلمين خلف البرانس.
* المصادر:
1) سير أعلام النبلاء، الذهبي
2) جمهرة أنساب العرب، ابن حزم.
3) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، المقري.
4) الأعلام، الزركلي.
5) البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك. الأندلس والمغرب، ابن عذاري.
❤1👍1👌1💔1
هل تعلم من هو البطل المظفر "حسام الدين لؤلؤ"، منقذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم من اللص أرناط؟
يُعد حاكم الأردن أو ما كانت تُسمى حينها إقطاعية الكرك الصليبية، الفرنسي "رينو دي شاتيون" أو كما يسميه العرب "أرناط"، أغدر الفرنجة وأخبثهم، وأنقضهم للمواثيق، وأنكثهم وأحنثهم، حتى إنه لم يسلم من لعنة المؤرخين الأوروبيين.
كان قلب أرناط يغلي حقدًا على المسلمين، وقد دعا فرسان الصليبيين للسيطرة على مكة والمدينة، ولم يقتصر على ذلك بل أقسم، لعنه الله، أن ينبش قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بيده. فقطع أشجار غابات الكرك ومعظم نخيل العريش، وحملها إلى قلعة الكرك، حيث طلب من الرهبان صنع أسطول حربي. وقام بعدها بنقل المراكب مفككة على الجمال إلى ساحل البحر الأحمر (بحر القلزم)، ثم ركب المراكب ودهنها بالقار الأسود، وجهزها بالرجال والآلات القتالية، وعبر بها الأراضي العربية كأنها قافلة تجارية عابرة، ولم يكن للصليبيين وجود في البحر الأحمر قبل هذا.
وباغت أرناط المسلمين في ديارهم على حين غفلة، فقتل ونهب وسلب وأسر، ثم توجه إلى أرض الحجاز وسار باتجاه "المدينة المنورة".
فعند ذلك هرع "صلاح الدين"، وأمر أميره على مصر وواليه عليها "الملك العادل" بإعداد أسطول قوي في البحر الأحمر وتجهيزه بقيادة الأمير "حسام الدين لؤلؤ" فورًا وبدون أي تأخير قبل فوات الأوان.
والآن الاختبار الحقيقي لبراعة القبطان المسلم، فأي تأخير أو إبطاء ستكون عواقبه وخيمة، فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطر. وفي سرعة البرق وبدقة مذهلة، أمر قائد الأسطول الأمير "حسام الدين لؤلؤ" بتفكيك المراكب المصرية ونقلها على الجمال من الإسكندرية إلى البحر الأحمر، وأشرف على تركيبها وتعميرها بالرجال الأشداء.
ثم فرق "لؤلؤ" الأسطول إلى فرقتين، وانطلق يتعقب الأسطول الصليبي، موقعًا به الهزيمة الواحدة تلو الأخرى، وأطلق الأسرى من المسلمين، ورد عليهم ما سلب منهم.
ثم أنزل "لؤلؤ" رجاله الأشداء في شواطئ الحجاز، وما زال وأتباعه يتبعون فرسان الصليب ليلًا ونهارًا، حتى أدركهم بعد خمسة أيام. فوجدهم في "رابغ"، التي لم يكن بينها وبين المدينة إلا مسيرة ليلة واحدة، فأسلموا أنفسهم له، وعاد بهم "لؤلؤ" إلى مصر وفي أرجلهم القيود ، و دخل بهم الى القاهرة أمام حشود المسلمين الفرحين .
وأمر صلاح الدين بقتل الأسرى الصليبيين في مصر أمام الناس، حتى لا تسول لأحد نفسه غزو الحجاز مرة أخرى. وبالفعل تم تنفيذ الحكم العادل في أعداء الله، وذبحوا في القاهرة بالسكاكين كالنعاج .
أما أرناط، فقد استطاع الهرب للأسف والعودة إلى حصن الكرك. ولكنه لم ينجُ من سيف صلاح الدين، الذي قتله بيديه بعد معركة حطين الشهيرة. وتوفي حسام الدين رحمه الله في نهاية القرن السادس الهجري بعد أن أحرز النصر للمسلمين وأذاق الصليبيين مرارة الهزيمة.
فتلك نبذة مختصرة من حياة أحد رجال الإسلام المنسيين ، الذي قال فيه "الإمام أبن كثير" :
(كان البحر في البحر ، فكم من شجاع قد أسر ، وكم من مركب قد كسر ، وكم من أسطول لهم قد فرق شمله ، ومن قارب قد غرق أهله ، وقد كان مع كثرة جهاده دارّ الصدقات كثير النفقات في كل يوم ، وكان بديار مصر غلاء شديد ، فتصدق بأثني عشر ألف رغيف لأثني عشر ألف نفس ، فجزاه الله خيراً ورحمه في قبره ، وبيض وجهه يوم محشره ومنشره آمين ).
المصدر:
📚 كتاب *فضائل مصر ومزايا أهلها*، محمد موسى الشريف.
يُعد حاكم الأردن أو ما كانت تُسمى حينها إقطاعية الكرك الصليبية، الفرنسي "رينو دي شاتيون" أو كما يسميه العرب "أرناط"، أغدر الفرنجة وأخبثهم، وأنقضهم للمواثيق، وأنكثهم وأحنثهم، حتى إنه لم يسلم من لعنة المؤرخين الأوروبيين.
كان قلب أرناط يغلي حقدًا على المسلمين، وقد دعا فرسان الصليبيين للسيطرة على مكة والمدينة، ولم يقتصر على ذلك بل أقسم، لعنه الله، أن ينبش قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بيده. فقطع أشجار غابات الكرك ومعظم نخيل العريش، وحملها إلى قلعة الكرك، حيث طلب من الرهبان صنع أسطول حربي. وقام بعدها بنقل المراكب مفككة على الجمال إلى ساحل البحر الأحمر (بحر القلزم)، ثم ركب المراكب ودهنها بالقار الأسود، وجهزها بالرجال والآلات القتالية، وعبر بها الأراضي العربية كأنها قافلة تجارية عابرة، ولم يكن للصليبيين وجود في البحر الأحمر قبل هذا.
وباغت أرناط المسلمين في ديارهم على حين غفلة، فقتل ونهب وسلب وأسر، ثم توجه إلى أرض الحجاز وسار باتجاه "المدينة المنورة".
فعند ذلك هرع "صلاح الدين"، وأمر أميره على مصر وواليه عليها "الملك العادل" بإعداد أسطول قوي في البحر الأحمر وتجهيزه بقيادة الأمير "حسام الدين لؤلؤ" فورًا وبدون أي تأخير قبل فوات الأوان.
والآن الاختبار الحقيقي لبراعة القبطان المسلم، فأي تأخير أو إبطاء ستكون عواقبه وخيمة، فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطر. وفي سرعة البرق وبدقة مذهلة، أمر قائد الأسطول الأمير "حسام الدين لؤلؤ" بتفكيك المراكب المصرية ونقلها على الجمال من الإسكندرية إلى البحر الأحمر، وأشرف على تركيبها وتعميرها بالرجال الأشداء.
ثم فرق "لؤلؤ" الأسطول إلى فرقتين، وانطلق يتعقب الأسطول الصليبي، موقعًا به الهزيمة الواحدة تلو الأخرى، وأطلق الأسرى من المسلمين، ورد عليهم ما سلب منهم.
ثم أنزل "لؤلؤ" رجاله الأشداء في شواطئ الحجاز، وما زال وأتباعه يتبعون فرسان الصليب ليلًا ونهارًا، حتى أدركهم بعد خمسة أيام. فوجدهم في "رابغ"، التي لم يكن بينها وبين المدينة إلا مسيرة ليلة واحدة، فأسلموا أنفسهم له، وعاد بهم "لؤلؤ" إلى مصر وفي أرجلهم القيود ، و دخل بهم الى القاهرة أمام حشود المسلمين الفرحين .
وأمر صلاح الدين بقتل الأسرى الصليبيين في مصر أمام الناس، حتى لا تسول لأحد نفسه غزو الحجاز مرة أخرى. وبالفعل تم تنفيذ الحكم العادل في أعداء الله، وذبحوا في القاهرة بالسكاكين كالنعاج .
أما أرناط، فقد استطاع الهرب للأسف والعودة إلى حصن الكرك. ولكنه لم ينجُ من سيف صلاح الدين، الذي قتله بيديه بعد معركة حطين الشهيرة. وتوفي حسام الدين رحمه الله في نهاية القرن السادس الهجري بعد أن أحرز النصر للمسلمين وأذاق الصليبيين مرارة الهزيمة.
فتلك نبذة مختصرة من حياة أحد رجال الإسلام المنسيين ، الذي قال فيه "الإمام أبن كثير" :
(كان البحر في البحر ، فكم من شجاع قد أسر ، وكم من مركب قد كسر ، وكم من أسطول لهم قد فرق شمله ، ومن قارب قد غرق أهله ، وقد كان مع كثرة جهاده دارّ الصدقات كثير النفقات في كل يوم ، وكان بديار مصر غلاء شديد ، فتصدق بأثني عشر ألف رغيف لأثني عشر ألف نفس ، فجزاه الله خيراً ورحمه في قبره ، وبيض وجهه يوم محشره ومنشره آمين ).
المصدر:
📚 كتاب *فضائل مصر ومزايا أهلها*، محمد موسى الشريف.
👍3❤1👌1💯1
ابن تيمية الذي لا تعرفه
هو الرجل الذي لولاه لقام قازان حفيد هولاكو بتسليم بيت المقدس لحلفائه الصليبيين !
هو الرجل الذي شكّل بفكره وعزيمته سداً منيعاً أمام تسليم بيت المقدس لحلفاء قازان حفيد هولاكو من الصليبيين. في وقت كان فيه المسلمون قد فرّوا إلى مصر والكرك، وكانت المدن الإسلامية في الشام تتساقط تحت وطأة المغول ، و نساء المسلمين وأطفالهم في قبضة جنود المغول ، و جيش المماليك يعيش فوضى حقيقية . وسط هذا اليأس والضعف، ظهر شيخ الاسلام ابن تيمية ليغيّر مجرى التاريخ.
لقد استطاع رجل واحد ، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية، بجرأته وإيمانه الراسخ، أن يوقف وحده زحف المغول على العالم الإسلامي، في هذا الوقت، لم يكن الناس يملكون سوى الهرب، فحتى الخليفة العباسي المستكفي بالله وسلطان مصر ، محمد بن قلاوون، كانا مرعوبين، يراقبان السماء بقلق، متوقعين دخول المغول في أي لحظة للقاهرة . كانت النساء و الأطفال بمصر يُهربن إلى الجبال، يختبئون في الكهوف، والشيوخ يصلّون خفية، يدعون الله أن يرحم المسلمين من هذا المصير ، بينما كانت الأصوات ترتفع بضرورة تسليم البلاد عجزًا عن مواجهة الغزاة.
في هذا الوقت كان ابن تيمية، العالم الجليل، الذي لم يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه. يثبت نائب الشام وجنوده ، ووعدهم بالنصر على التتار ، وقد سأله النائب والأمراء أن يذهب إلى مصر ليستحث السلطان على المجيء. فذهب إلى مصر،
وفي مصر وجد بن تيمية السلطان الناصر بن قلاوون مرعوبًا، فوقف أمامه يقول له: "أيها السلطان، لو قُدر إنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه، واستنصركم أهله، وجب عليكم النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه، وهم رعاياكم، وأنتم مسؤولون عنهم ". بدأت كلمات ابن تيمية تدبّ في قلب السلطان حماسًا، فتخلص من الخوف الذي كان يعصف به. وظل يُحرض السلطان و الناس على الجهاد، ومقاومة التتار. فخرج الجنود من مصر إلى الشام ففرح الناس بهم.
وكان ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: والله إنكم في هذه الكرة منصورون، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
وقد أشاعت مخابرات التتار في تلك الفترة بين الناس فتوى عدم جواز قتال التتار وهم يظهرون هذه المرة الإسلام !! فكان بن تيمية يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب مع التتار وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد.
و عندما بدأ التتار بالهجوم، وكانت الجيوش الإسلامية في تراجع، كان ابن تيمية يقف وحده على فرسه، يتجه نحو جيش التتار الهائل، تماماً كما فعل النبي ﷺ في غزوة حنين. لم يكن يتردد في مواجهة جيش ضخم عدده ثلاثون ألفاً، في موقف شجاع استلهمه من إيمانه العميق. كانت معركة شقحب في بداية رمضان عام 702هـ، وكان ابن تيمية حاضراً بكل قوته النفسية والجسدية، يوجه الجند ويحثهم على الصمود، مستعداً للشهادة.
أحد رفاقه، حاجب الأمير، يحكي عن لحظة اللقاء بين الجيشين، حيث طلب منه ابن تيمية أن يوقفه في "موقف الموت". وعندما أوقفه أمام جيش التتار، رفع ابن تيمية بصره نحو السماء، حرك شفتيه طويلاً، ثم انطلق إلى المعركة. ويضيف حاجب الأمير: "خيّل إليّ أنه دعا عليهم، واستُجيب دعاؤه في تلك اللحظة، ثم التحمت الجيوش، وفتح الله علينا بالنصر".
بعد المعركة، احتفل الناس بتلاوة القرآن، وتوزيع الصدقات، وإطعام الطعام، وكان ذلك اليوم واحداً من أسعد أيام الأمة. حينها أدرك الجميع أن ابن تيمية لم يكن مجرد عالم يتحدث عن الدين . فبفضل علمه وتدبيره الذي أنقذهم من كارثة محققة. إنه الرجل الذي يجب أن نعرفه حقًا، وألا نترك سيرته مشوهة أو مضللة لأعداء الأمة .
المصادر :
ابن كثير الدمشقي . "البداية والنهاية ...
ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، الحياة المصرية، القاهرة 1968.
المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.
هو الرجل الذي لولاه لقام قازان حفيد هولاكو بتسليم بيت المقدس لحلفائه الصليبيين !
هو الرجل الذي شكّل بفكره وعزيمته سداً منيعاً أمام تسليم بيت المقدس لحلفاء قازان حفيد هولاكو من الصليبيين. في وقت كان فيه المسلمون قد فرّوا إلى مصر والكرك، وكانت المدن الإسلامية في الشام تتساقط تحت وطأة المغول ، و نساء المسلمين وأطفالهم في قبضة جنود المغول ، و جيش المماليك يعيش فوضى حقيقية . وسط هذا اليأس والضعف، ظهر شيخ الاسلام ابن تيمية ليغيّر مجرى التاريخ.
لقد استطاع رجل واحد ، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية، بجرأته وإيمانه الراسخ، أن يوقف وحده زحف المغول على العالم الإسلامي، في هذا الوقت، لم يكن الناس يملكون سوى الهرب، فحتى الخليفة العباسي المستكفي بالله وسلطان مصر ، محمد بن قلاوون، كانا مرعوبين، يراقبان السماء بقلق، متوقعين دخول المغول في أي لحظة للقاهرة . كانت النساء و الأطفال بمصر يُهربن إلى الجبال، يختبئون في الكهوف، والشيوخ يصلّون خفية، يدعون الله أن يرحم المسلمين من هذا المصير ، بينما كانت الأصوات ترتفع بضرورة تسليم البلاد عجزًا عن مواجهة الغزاة.
في هذا الوقت كان ابن تيمية، العالم الجليل، الذي لم يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه. يثبت نائب الشام وجنوده ، ووعدهم بالنصر على التتار ، وقد سأله النائب والأمراء أن يذهب إلى مصر ليستحث السلطان على المجيء. فذهب إلى مصر،
وفي مصر وجد بن تيمية السلطان الناصر بن قلاوون مرعوبًا، فوقف أمامه يقول له: "أيها السلطان، لو قُدر إنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه، واستنصركم أهله، وجب عليكم النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه، وهم رعاياكم، وأنتم مسؤولون عنهم ". بدأت كلمات ابن تيمية تدبّ في قلب السلطان حماسًا، فتخلص من الخوف الذي كان يعصف به. وظل يُحرض السلطان و الناس على الجهاد، ومقاومة التتار. فخرج الجنود من مصر إلى الشام ففرح الناس بهم.
وكان ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: والله إنكم في هذه الكرة منصورون، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
وقد أشاعت مخابرات التتار في تلك الفترة بين الناس فتوى عدم جواز قتال التتار وهم يظهرون هذه المرة الإسلام !! فكان بن تيمية يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب مع التتار وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد.
و عندما بدأ التتار بالهجوم، وكانت الجيوش الإسلامية في تراجع، كان ابن تيمية يقف وحده على فرسه، يتجه نحو جيش التتار الهائل، تماماً كما فعل النبي ﷺ في غزوة حنين. لم يكن يتردد في مواجهة جيش ضخم عدده ثلاثون ألفاً، في موقف شجاع استلهمه من إيمانه العميق. كانت معركة شقحب في بداية رمضان عام 702هـ، وكان ابن تيمية حاضراً بكل قوته النفسية والجسدية، يوجه الجند ويحثهم على الصمود، مستعداً للشهادة.
أحد رفاقه، حاجب الأمير، يحكي عن لحظة اللقاء بين الجيشين، حيث طلب منه ابن تيمية أن يوقفه في "موقف الموت". وعندما أوقفه أمام جيش التتار، رفع ابن تيمية بصره نحو السماء، حرك شفتيه طويلاً، ثم انطلق إلى المعركة. ويضيف حاجب الأمير: "خيّل إليّ أنه دعا عليهم، واستُجيب دعاؤه في تلك اللحظة، ثم التحمت الجيوش، وفتح الله علينا بالنصر".
بعد المعركة، احتفل الناس بتلاوة القرآن، وتوزيع الصدقات، وإطعام الطعام، وكان ذلك اليوم واحداً من أسعد أيام الأمة. حينها أدرك الجميع أن ابن تيمية لم يكن مجرد عالم يتحدث عن الدين . فبفضل علمه وتدبيره الذي أنقذهم من كارثة محققة. إنه الرجل الذي يجب أن نعرفه حقًا، وألا نترك سيرته مشوهة أو مضللة لأعداء الأمة .
المصادر :
ابن كثير الدمشقي . "البداية والنهاية ...
ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، الحياة المصرية، القاهرة 1968.
المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.
❤1👍1👌1💯1🫡1
كيف انهزمت الجيوش العربية في نكبة 1948 م؟
هذه فرصة لكي يطّلع شباب المسلمين على الحقيقة ويعرفوا سبب الانهزامات والنكبات التي تسبب بها القومجيون والعلمانيون والفسقة !!
.
كان أهل فلسطين يقاتلون اليـ..هود قبل إعلان دولتهم فما انتصر اليـ..هود في معركة !! لولا الجيش الإنجليزي في البر والأسطول الإنجليزي في البحر ما قدر يـ..هودي على البقاء في الأرض المقدسة.
.
ثم استدرجت الجيوش العربية - وفق خطة دولية ماكرة - بعد ما أعلن اليـ..هود دولتهم، وأعدوا للنزال عدّتهم وأقنعوا العالم أنهم قادرون على كسب الحرب!
.
ووقعت المفاجأة وأُحيط باليـ..هود !! وكادت «تل أبيب» أن تسقط .. وهنا تدخلت هيئة الأمم المتحدة لتفرض هدنة إجبارية على العالم ربما تجئ النجدات لليـ..هود من أرجاء العالم الصليبي والشيوعي.
.
واستؤنف القتال، وكان الجنود العرب قادرين على محو الدولة الوليدة، ولكن الساسة العرب - وفق خطة موضوع - توقفوا !!، فاشتغلت مصر بضرب الحركة الإسلامية، وأبى العراق إصدار أوامر لجيشه بالتحرك نحو تل أبيب وكان قريبا منها !! وأعان الجنرال «جلوب» القائد الإنجليزي في الجبهة الأردنية (وهو القائد العام للقوات العربية التي ذهبت لتحرير فلسطين !!!!) على تسليم «اللد» و «الرملة» لليـ..هود !!
.
وانطلقت الصيحات من كل مكان : انهزم العرب !!
.
كانت مهزلة سياسية وعسكرية فغرّ الناس أفواههم مبهوتيم بإزائها، ثم توجت هذه المهزلة باعتراف الأمم المتحدة «بإسـ..رائيل»!!
.
📚 هموم داعية ص 94 - الشيخ محمد الغزالي
هذه فرصة لكي يطّلع شباب المسلمين على الحقيقة ويعرفوا سبب الانهزامات والنكبات التي تسبب بها القومجيون والعلمانيون والفسقة !!
.
كان أهل فلسطين يقاتلون اليـ..هود قبل إعلان دولتهم فما انتصر اليـ..هود في معركة !! لولا الجيش الإنجليزي في البر والأسطول الإنجليزي في البحر ما قدر يـ..هودي على البقاء في الأرض المقدسة.
.
ثم استدرجت الجيوش العربية - وفق خطة دولية ماكرة - بعد ما أعلن اليـ..هود دولتهم، وأعدوا للنزال عدّتهم وأقنعوا العالم أنهم قادرون على كسب الحرب!
.
ووقعت المفاجأة وأُحيط باليـ..هود !! وكادت «تل أبيب» أن تسقط .. وهنا تدخلت هيئة الأمم المتحدة لتفرض هدنة إجبارية على العالم ربما تجئ النجدات لليـ..هود من أرجاء العالم الصليبي والشيوعي.
.
واستؤنف القتال، وكان الجنود العرب قادرين على محو الدولة الوليدة، ولكن الساسة العرب - وفق خطة موضوع - توقفوا !!، فاشتغلت مصر بضرب الحركة الإسلامية، وأبى العراق إصدار أوامر لجيشه بالتحرك نحو تل أبيب وكان قريبا منها !! وأعان الجنرال «جلوب» القائد الإنجليزي في الجبهة الأردنية (وهو القائد العام للقوات العربية التي ذهبت لتحرير فلسطين !!!!) على تسليم «اللد» و «الرملة» لليـ..هود !!
.
وانطلقت الصيحات من كل مكان : انهزم العرب !!
.
كانت مهزلة سياسية وعسكرية فغرّ الناس أفواههم مبهوتيم بإزائها، ثم توجت هذه المهزلة باعتراف الأمم المتحدة «بإسـ..رائيل»!!
.
📚 هموم داعية ص 94 - الشيخ محمد الغزالي
👍2🔥1👌1💔1
قناة روائع العلم
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
❤1👍1👌1💯1
كانت رحلة الشتاء والصيف عند قريش للتجارة ، فحولها سيدنا معاوية بن أبي سفيان لغزو الروم:
معاوية رضي الله عنه بدهائه كان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء .
فأصبحت الصوائف والشواتي غارات منتظمة أقامها امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه و خلفاء بني اميه من بعده الهدف منها هي تدمير وتخريب الأراضي البيزنطية
فقد كانت الغارات الإسلامية تقام كل صيف وكل شتاء وتتغلغل في بيزنطا، وبعد أن تنتهي مهمتها تعود إلى مقراتها.هذه السياسة كانت آخر ما أوصى بها سيدنا معاوية رضي الله عنه المسلمين ، حيث قال ، شدوا خناق الروم.. فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم .
إنّ الهدف الأساسي من الصوائف والشواتي هو استطلاع الأراضي البيزنطية والتعرف على أحوالها العسكرية والسبب هو تسهيل التوغل الحربي فيها، ولتجعل البيزنطيين الروم في موقف دفاع عن أراضيهم وليس موقع هجوم، و انهاكهم الدائم وهي من الطرق التي كانت متبعة لتشعر البيزنطيين أن مملكتهم هي سهلة المنال، وكما أن الجنود الأسلاميين اعتبروها ساحات تدريبية عل فنون القتال من خلال الغارات التي كانوا يغيرونها على الأراضي البيزنطية، الأمر الذي جعل الجند الإسلامي في أهبة الاستعداد الحربي القتالي للتحضير للفتوحات الإسلامية الكبرى.
إنّ أول من أعد الصوائف والشواتي هو معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، وذلك عندما كان ولياً على بلاد الشام، ولم يقف على ذلك فقط فقد طورها عندما أصبح رئيس الدولة الإسلامية العظيمة.
الصوائف تطلق على الإغارات التي قام بها المسلمون في فصل الربيع والصيف. والإغارات التي كانت في الشتاء تسمى بالشواتي.
وكان غزو الربيع منتصف مايو حين تكون الخيول قد سمنت وقويت من رعيها في كلا الربيع ومراعيه. ويستمر الغزو ثلاثين يوماً. أي إلى منتصف الشهر التالي.. وفي هذه الإغارات تجد الخيول غذاءً وفيراً في مراعي البيزنطيين التي تمر بها .. ثم يمنع المسلمون إلى السكينة .. ويريحون خيولهم من منتصف يونيو إلى منتصف يوليو حيث تبدأ إغارات الصيف" وكانت هذه الحملة تستغرق ستين يوماً.
أما إغارات الشتاء تقع عادة في الفترة ما بين أواخر فبراير والنصف الأول من مارس.
وأصبح ميدان الصوائف والشواتي مجالاً يبدي فيه قادة المسلمين مواهبهم .. وعلى حين كثير منهم لما أبدوه من شجاعة في هذه الإغارات حتى أغدقت عليهم ألقاب التكريم واعترافاً بجهودهم ونشاطهم. فأطلق على مالك بن عبد الله الخثعمي وهو رجل من أهل فلسطين اسم "ملك الصوائف" لعلو كعبه في الميدان الحربي بآسيا الصغرى. وقد قضى بعضهم الشتاء بآسيا الصغرى متحملا بردها القارص في سبيل تحقيق أهداف الدولة الإسلامية.
وكان المجاهدون يتخذون استعدادات وافية عندما يقومون بالصوائف والشواتي، فإذا نزلوا بأرض البيزنطيين. قسموا أنفسهم أجناداً للحراسة والدفاع والإغارة .. وكفلوا وسائل الاتصال بين الأجناد بعضها بعضاً .. كما أعدوا أماكن الخيل محصنة لدرع الإغارات المفاجئة التي قد يشنها العدو.
بعد سقوط الخلافة الاموية في المشرق اخذوا معهم هذه العادة الى الاندلس فكانوا كثيرا ما يطبقونها على افرنج الشمال ايام قوة الحلفاء الامويين .
- البداية والنهاية (١٣٥/٨) -
معاوية رضي الله عنه بدهائه كان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء .
فأصبحت الصوائف والشواتي غارات منتظمة أقامها امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه و خلفاء بني اميه من بعده الهدف منها هي تدمير وتخريب الأراضي البيزنطية
فقد كانت الغارات الإسلامية تقام كل صيف وكل شتاء وتتغلغل في بيزنطا، وبعد أن تنتهي مهمتها تعود إلى مقراتها.هذه السياسة كانت آخر ما أوصى بها سيدنا معاوية رضي الله عنه المسلمين ، حيث قال ، شدوا خناق الروم.. فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم .
إنّ الهدف الأساسي من الصوائف والشواتي هو استطلاع الأراضي البيزنطية والتعرف على أحوالها العسكرية والسبب هو تسهيل التوغل الحربي فيها، ولتجعل البيزنطيين الروم في موقف دفاع عن أراضيهم وليس موقع هجوم، و انهاكهم الدائم وهي من الطرق التي كانت متبعة لتشعر البيزنطيين أن مملكتهم هي سهلة المنال، وكما أن الجنود الأسلاميين اعتبروها ساحات تدريبية عل فنون القتال من خلال الغارات التي كانوا يغيرونها على الأراضي البيزنطية، الأمر الذي جعل الجند الإسلامي في أهبة الاستعداد الحربي القتالي للتحضير للفتوحات الإسلامية الكبرى.
إنّ أول من أعد الصوائف والشواتي هو معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، وذلك عندما كان ولياً على بلاد الشام، ولم يقف على ذلك فقط فقد طورها عندما أصبح رئيس الدولة الإسلامية العظيمة.
الصوائف تطلق على الإغارات التي قام بها المسلمون في فصل الربيع والصيف. والإغارات التي كانت في الشتاء تسمى بالشواتي.
وكان غزو الربيع منتصف مايو حين تكون الخيول قد سمنت وقويت من رعيها في كلا الربيع ومراعيه. ويستمر الغزو ثلاثين يوماً. أي إلى منتصف الشهر التالي.. وفي هذه الإغارات تجد الخيول غذاءً وفيراً في مراعي البيزنطيين التي تمر بها .. ثم يمنع المسلمون إلى السكينة .. ويريحون خيولهم من منتصف يونيو إلى منتصف يوليو حيث تبدأ إغارات الصيف" وكانت هذه الحملة تستغرق ستين يوماً.
أما إغارات الشتاء تقع عادة في الفترة ما بين أواخر فبراير والنصف الأول من مارس.
وأصبح ميدان الصوائف والشواتي مجالاً يبدي فيه قادة المسلمين مواهبهم .. وعلى حين كثير منهم لما أبدوه من شجاعة في هذه الإغارات حتى أغدقت عليهم ألقاب التكريم واعترافاً بجهودهم ونشاطهم. فأطلق على مالك بن عبد الله الخثعمي وهو رجل من أهل فلسطين اسم "ملك الصوائف" لعلو كعبه في الميدان الحربي بآسيا الصغرى. وقد قضى بعضهم الشتاء بآسيا الصغرى متحملا بردها القارص في سبيل تحقيق أهداف الدولة الإسلامية.
وكان المجاهدون يتخذون استعدادات وافية عندما يقومون بالصوائف والشواتي، فإذا نزلوا بأرض البيزنطيين. قسموا أنفسهم أجناداً للحراسة والدفاع والإغارة .. وكفلوا وسائل الاتصال بين الأجناد بعضها بعضاً .. كما أعدوا أماكن الخيل محصنة لدرع الإغارات المفاجئة التي قد يشنها العدو.
بعد سقوط الخلافة الاموية في المشرق اخذوا معهم هذه العادة الى الاندلس فكانوا كثيرا ما يطبقونها على افرنج الشمال ايام قوة الحلفاء الامويين .
- البداية والنهاية (١٣٥/٨) -
❤2👍1👌1💘1
كم كنا عظماء، ذكرى معركة القادسية.
يوم إنتصر 30000 مسلم على 200000 فارسي و 33 فيل، وتحولت الإمبراطورية الفارسية لولاية تابعة.
ففي مثل هذا اليوم.
بدأت معركة القادسية إحدى أعظم المعارك في التاريخ وذلك في 636/11/16 م وانتهت في 636/11/19 م.
وبدأت المعركة وفق التقويم الهجري في 11 شوال 15 هجري وانتهت في 14 شوال 15 هجري
وكانت بين:
- جيش الخلافة الراشدة بقيادة سعد بن أبي وقاص وعدده 30000 مقاتل.
- جيش الإمبراطورية الفارسية الساسانية بقيادة رستم فرخزاد وعدده 200000 مقاتل، ومعهم 33 فيل.
وأما الموقع فكان في جنوب العراق قرب نهر الفرات، وموقع المعركة حاليا داخل محافظة الديوانية العراقية، وكانت في زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (ر)، وقد استمرت المعركة 4 أيام.
قيادة سعد (ر) رغم إصاباته السابقة.
تجمعت جحافل المسلمين في سهل القادسية، واستقرّ بهم المقام هناك، حيث يمتد النهر كأفعى زرقاء تفصل بين جيشين على وشك أن يخوضا ملحمة لا تُنسى. وقف سعد بن أبي وقاص، القائد الذي أثخنته الجراح، فوق قصر قديس، ينظر بعين الأمل والترقّب إلى جنوده. لم يكن يستطيع القتال بنفسه؛ إذ كانت جروحه القديمة تمنعه من ذلك، لكنه لم يتوقف عن توجيه الجيش وإرسال الأوامر بحزم وإصرار.
امتد الجيش الفارسي أمامه كبحرٍ لا يُرى له نهاية، رجال يتقدمون في صفوفٍ طويلة محملين بأسلحة ثقيلة وأفيال ضخمة كانت ترهب النفوس وتبث الرعب في القلوب. لم يكن العدد في صالح المسلمين، إذ كانوا ثلاثين ألفًا فقط، في مواجهة جيش فارسي يناهز المئتي ألف مقاتل تتقدمهم ثلاثة وثلاثون فيلًا هائلًا.
ومع ذلك، لم يهن عزم المسلمين. ففي اليوم الأول، حينما علت الشمس في سماء القادسية، خرجت أول المبارزات الفردية لتعلن عن بداية معركة شرسة. تقدّم ربيعة بن عثمان من جيش المسلمين، وفي يده سيفٌ يلمع تحت أشعة الشمس، ليقابل أحد أشداء الفرس. كان القتال بينهما كرقصة موتٍ متوترة، وانتهت حينما سقط الفارسي مقتولًا على يد ربيعة. تعالت صيحات التكبير، واهتزت الأرض تحت أقدام المسلمين.
وتوالت المبارزات. خرج غالب بن عبد الله ليلتقي بهرمز، أحد ملوك فارس ، وكانت المعركة بينهما أشدّ ضراوةً حتى سقط هرمز على الأرض صريعًا، وسُلب تاجه الذي كان يزين رأسه. ارتفعت معنويات المسلمين، وألقى الله الرعب في قلوب الفرس، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من المقاومة الشرسة.
أما عمرو بن معد يكرب، الفارس الضخم ذو البأس الشديد، فكان يمشي بين الصفوف كأنّه أسد يبحث عن فريسته. وحين تقدم أحد الفرس نحوه ليرميه برمح طويل، انقضّ عليه عمرو وأطاح به أرضًا بضربة واحدة، وعاد به أسيرًا إلى صفوف المسلمين.
ومع اقتراب غروب الشمس، لم يكن الحسم قد تحقق بعد لأي من الفريقين. أُطلق على هذا اليوم اسم "يوم أرماث"، حيث كان القتال مختلطًا بين المسلمين والفرس دون غلبة واضحة.
في اليوم الثاني، سطع الصباح ليكشف عن همة جديدة في صفوف المسلمين. وبينما هم يدفنون شهداءهم، وصلت تعزيزات من الشام بقيادة القعقاع بن عمرو التميمي، الذي أتى مع ألفٍ من الفرسان يرفعون رايات النصر على أكتافهم. وعندما دخل القعقاع أرض المعركة، بدأ بمناورة ذكية، قسم فيها فرقة الفرسان إلى مجموعات صغيرة، دخلت المعركة تدريجيًا، فكانت صيحات التكبير تتعالى مع كل دخول جديد، مما زاد في حماس المسلمين وأربك صفوف الفرس.
ومن خلف السهام والغبار، نادى القعقاع على مبارزاتٍ جديدة، فخرج له بهمن جاذويه، قائد قلب الجيش الفارسي. تقاتلا بضراوة، حتى تمكن القعقاع من قتل بهمن بضربةٍ قاضية، مما زاد من اضطراب الجيش الفارسي.
وحين جاء اليوم الثالث، اجتمع القعقاع وعاصم بن عمرو حول خطّة جديدة لمواجهة الأفيال التي كانت تُثير الذعر في صفوف المسلمين. توجه القعقاع نحو الفيل الأبيض، وأصاب قائده في عينه بسهم، بينما قطع عاصم حبال التوابيت المثبتة على ظهور الأفيال، فتفككت الفيلة وانقلبت في صفوف الجيش الفارسي، مما أحدث فوضى عارمة.
طوال الليل لم يتوقف القتال، وكان يُسمى "ليلة الهدأة"، حيث أفرغ المسلمون كل ما في جعبتهم من صبرٍ وثبات. توالت الهجمات، وكان القعقاع يقود الهجوم بلا هوادة، فارضًا على الجيش الفارسي التراجع.
ومع بزوغ فجر اليوم الرابع، أصبح واضحًا أن النصر قريب. اجتمع المسلمون في هجمة واحدة أخيرة، يقودهم القعقاع وسعد بن أبي وقاص بأوامره الحكيمة من فوق القصر. شقّ المسلمون طريقهم نحو قلب الجيش الفارسي، حتى وصلوا إلى خيمة رستم نفسه. هنا كانت النهاية المحتومة، حيث سقط رستم قتيلاً، وانتشرت صيحات المسلمين تهزّ الأفق.
بهذا النصر العظيم، انتهت معركة القادسية، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ المسلمين ، حيث تحولت الإمبراطورية الفارسية العتيدة إلى ولاية تابعة تحت لواء الإسلام.
يوم إنتصر 30000 مسلم على 200000 فارسي و 33 فيل، وتحولت الإمبراطورية الفارسية لولاية تابعة.
ففي مثل هذا اليوم.
بدأت معركة القادسية إحدى أعظم المعارك في التاريخ وذلك في 636/11/16 م وانتهت في 636/11/19 م.
وبدأت المعركة وفق التقويم الهجري في 11 شوال 15 هجري وانتهت في 14 شوال 15 هجري
وكانت بين:
- جيش الخلافة الراشدة بقيادة سعد بن أبي وقاص وعدده 30000 مقاتل.
- جيش الإمبراطورية الفارسية الساسانية بقيادة رستم فرخزاد وعدده 200000 مقاتل، ومعهم 33 فيل.
وأما الموقع فكان في جنوب العراق قرب نهر الفرات، وموقع المعركة حاليا داخل محافظة الديوانية العراقية، وكانت في زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (ر)، وقد استمرت المعركة 4 أيام.
قيادة سعد (ر) رغم إصاباته السابقة.
تجمعت جحافل المسلمين في سهل القادسية، واستقرّ بهم المقام هناك، حيث يمتد النهر كأفعى زرقاء تفصل بين جيشين على وشك أن يخوضا ملحمة لا تُنسى. وقف سعد بن أبي وقاص، القائد الذي أثخنته الجراح، فوق قصر قديس، ينظر بعين الأمل والترقّب إلى جنوده. لم يكن يستطيع القتال بنفسه؛ إذ كانت جروحه القديمة تمنعه من ذلك، لكنه لم يتوقف عن توجيه الجيش وإرسال الأوامر بحزم وإصرار.
امتد الجيش الفارسي أمامه كبحرٍ لا يُرى له نهاية، رجال يتقدمون في صفوفٍ طويلة محملين بأسلحة ثقيلة وأفيال ضخمة كانت ترهب النفوس وتبث الرعب في القلوب. لم يكن العدد في صالح المسلمين، إذ كانوا ثلاثين ألفًا فقط، في مواجهة جيش فارسي يناهز المئتي ألف مقاتل تتقدمهم ثلاثة وثلاثون فيلًا هائلًا.
ومع ذلك، لم يهن عزم المسلمين. ففي اليوم الأول، حينما علت الشمس في سماء القادسية، خرجت أول المبارزات الفردية لتعلن عن بداية معركة شرسة. تقدّم ربيعة بن عثمان من جيش المسلمين، وفي يده سيفٌ يلمع تحت أشعة الشمس، ليقابل أحد أشداء الفرس. كان القتال بينهما كرقصة موتٍ متوترة، وانتهت حينما سقط الفارسي مقتولًا على يد ربيعة. تعالت صيحات التكبير، واهتزت الأرض تحت أقدام المسلمين.
وتوالت المبارزات. خرج غالب بن عبد الله ليلتقي بهرمز، أحد ملوك فارس ، وكانت المعركة بينهما أشدّ ضراوةً حتى سقط هرمز على الأرض صريعًا، وسُلب تاجه الذي كان يزين رأسه. ارتفعت معنويات المسلمين، وألقى الله الرعب في قلوب الفرس، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من المقاومة الشرسة.
أما عمرو بن معد يكرب، الفارس الضخم ذو البأس الشديد، فكان يمشي بين الصفوف كأنّه أسد يبحث عن فريسته. وحين تقدم أحد الفرس نحوه ليرميه برمح طويل، انقضّ عليه عمرو وأطاح به أرضًا بضربة واحدة، وعاد به أسيرًا إلى صفوف المسلمين.
ومع اقتراب غروب الشمس، لم يكن الحسم قد تحقق بعد لأي من الفريقين. أُطلق على هذا اليوم اسم "يوم أرماث"، حيث كان القتال مختلطًا بين المسلمين والفرس دون غلبة واضحة.
في اليوم الثاني، سطع الصباح ليكشف عن همة جديدة في صفوف المسلمين. وبينما هم يدفنون شهداءهم، وصلت تعزيزات من الشام بقيادة القعقاع بن عمرو التميمي، الذي أتى مع ألفٍ من الفرسان يرفعون رايات النصر على أكتافهم. وعندما دخل القعقاع أرض المعركة، بدأ بمناورة ذكية، قسم فيها فرقة الفرسان إلى مجموعات صغيرة، دخلت المعركة تدريجيًا، فكانت صيحات التكبير تتعالى مع كل دخول جديد، مما زاد في حماس المسلمين وأربك صفوف الفرس.
ومن خلف السهام والغبار، نادى القعقاع على مبارزاتٍ جديدة، فخرج له بهمن جاذويه، قائد قلب الجيش الفارسي. تقاتلا بضراوة، حتى تمكن القعقاع من قتل بهمن بضربةٍ قاضية، مما زاد من اضطراب الجيش الفارسي.
وحين جاء اليوم الثالث، اجتمع القعقاع وعاصم بن عمرو حول خطّة جديدة لمواجهة الأفيال التي كانت تُثير الذعر في صفوف المسلمين. توجه القعقاع نحو الفيل الأبيض، وأصاب قائده في عينه بسهم، بينما قطع عاصم حبال التوابيت المثبتة على ظهور الأفيال، فتفككت الفيلة وانقلبت في صفوف الجيش الفارسي، مما أحدث فوضى عارمة.
طوال الليل لم يتوقف القتال، وكان يُسمى "ليلة الهدأة"، حيث أفرغ المسلمون كل ما في جعبتهم من صبرٍ وثبات. توالت الهجمات، وكان القعقاع يقود الهجوم بلا هوادة، فارضًا على الجيش الفارسي التراجع.
ومع بزوغ فجر اليوم الرابع، أصبح واضحًا أن النصر قريب. اجتمع المسلمون في هجمة واحدة أخيرة، يقودهم القعقاع وسعد بن أبي وقاص بأوامره الحكيمة من فوق القصر. شقّ المسلمون طريقهم نحو قلب الجيش الفارسي، حتى وصلوا إلى خيمة رستم نفسه. هنا كانت النهاية المحتومة، حيث سقط رستم قتيلاً، وانتشرت صيحات المسلمين تهزّ الأفق.
بهذا النصر العظيم، انتهت معركة القادسية، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ المسلمين ، حيث تحولت الإمبراطورية الفارسية العتيدة إلى ولاية تابعة تحت لواء الإسلام.
❤1👍1🔥1❤🔥1
قصص من التاريخ
كم كنا عظماء، ذكرى معركة القادسية. يوم إنتصر 30000 مسلم على 200000 فارسي و 33 فيل، وتحولت الإمبراطورية الفارسية لولاية تابعة. ففي مثل هذا اليوم. بدأت معركة القادسية إحدى أعظم المعارك في التاريخ وذلك في 636/11/16 م وانتهت في 636/11/19 م. وبدأت المعركة وفق…
كانت أيام القادسية من أعظم معارك الاسلام ، وقد أظهرت قوة الإيمان والعزم الذي لا يلين، فتحولت ذكرى هذه المعركة إلى رمزٍ خالدٍ في ذاكرة الأمة، تُروى قصصها على مرّ الأزمان.
* المصادر:
1- تاريخ الرسل والملوك، الطبري.
2- The Battle of al-Qādisiyyah and the Conquest of Syria and Palestine,Yohanan Friedmann
3- الكامل في التاريخ، إبن الأثير.
4- مروج الذهب، المسعودي
* المصادر:
1- تاريخ الرسل والملوك، الطبري.
2- The Battle of al-Qādisiyyah and the Conquest of Syria and Palestine,Yohanan Friedmann
3- الكامل في التاريخ، إبن الأثير.
4- مروج الذهب، المسعودي
👍1👌1💯1💘1
قصة عالم أزهري ذكر دينه ونسي دنياه أمام الخليفة :
في عام 1863، اعتلى الخديوي إسماعيل عرش مصر، شابًّا طموحًا يطمح إلى أن يجعل من مصر منارة للحضارة ومدار الإعجاب في الشرق. كان يدرك تمام الإدراك أن قربه من السلطان العثماني عبد العزيز، خليفة المسلمين، هو مفتاح لتحقيق أهدافه السياسية. وهكذا، ارتحل إلى الآستانة، حيث قدّم فروض الولاء، متزينًا بآيات الطاعة. ولتعزيز علاقته بالخليفة، دعاه إلى زيارة مصر، ووعد السلطان بقبول الدعوة.
في السابع من أبريل عام 1863، كان المشهد مهيبًا في ميناء الإسكندرية. يخت ملكي فاخر يقف شامخًا، يرفرف عليه العلم العثماني بجوار علم مصر. على متنه، كان الخديوي إسماعيل ينتظر بلهفة استقبال السلطان عبد العزيز، ضيفًا عظيمًا في أرض الكنانة. كانت الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل رمزًا للتكريم والاعتراف بمكانة الخديوي وشأن مصر.
ضمن برنامج الزيارة، خطط لاستقبال العلماء المصريين في قصر القلعة. فقد رأى الخديوي إسماعيل في هذا اللقاء فرصة للتأكيد على انصياع مصر للخلافة، وبالأخص عبر مشاركة مشايخ الأزهر الذين يُعتبرون رموزًا دينية وشخصيات بارزة في المجتمع. وقع الاختيار على أربعة من كبار علماء الأزهر، ممن أُعدوا بعناية للتشرف بالمثول أمام السلطان، في لقاء يهدف إلى مناقشة شؤون الدين والدولة.
لكن، مع ضعف الدولة العثمانية و ابتعادها عن الدين الحنيف في آخر سنواتها ، كانت قواعد المثول صارمة و مذلة أمام السلاطين ، أشبه برقصة مهذبة من الانحناءات والتحيات المكررة، حيث كان على الضيوف أن ينحنوا أمام السلطان، ثم يتقدموا بخطوات محسوبة، يعيدون التحية، ثم يتراجعون وهم يحفظون انحناءاتهم. ومن أجل تدريب المشايخ على هذه المراسيم، أوكل الخديوي المهمة إلى قاضي القضاة، الذي اجتهد في تلقينهم قواعد التشريفات لعدة أيام.
وفي يوم اللقاء، دخل العلماء الثلاثة إلى القصر، وقد أجادوا أداء ما طُلب منهم بحذافيره، منحنين مرات عديدة، موجهين وجوههم للخليفة كما أراد رجال التشريفات. كان الخديوي إسماعيل يراقب المشهد من بعيد، يشعر بالفخر بإتقانهم لهذا "الاختبار".
لكن الشيخ حسن العدوي، العالم الرابع، كان على موعد مع التاريخ. لم يكن كسابقيه. لم ينحنِ ولم يطأطئ رأسه أمام مخلوق، بل دخل شامخًا، رافع الرأس، حاملًا في قلبه إيمانه الراسخ بأن العزة لله وحده. واجه الخليفة بتحية الإسلام قائلاً:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين".
ابتسم الخليفة عبد العزيز، و رد عليه التحية. ثم تقدم الشيخ العدوي بخطى ثابتة، وألقى نصيحته دون تردد، مخاطبًا الخليفة بقلب العالم الذي يرى الحق أسمى من أي اعتبار:
"اتقِ الله، يا أمير المؤمنين، واعلم أن العدل هو أساس المُلك، وأن الرحمة هي الحبل الذي يجمع بينك وبين رعيتك".
أنهى كلماته، ثم خرج مرفوع الرأس كما دخل. وعلى الباب، كان زملاؤه في انتظاره، لكنهم لم يشاركوه فخره، بل لاموه قائلين:
"ماذا فعلت يا شيخ؟ لقد أخطأت وتجرأت على أمير المؤمنين!"
فأجابهم بلهجة قاطعة:
"أما أنا، فقد واجهت أمير المؤمنين، وأما أنتم فكأنكم واجهتم صنمًا وعبدتم وثنًا."
في داخل القصر، كان الخديوي ورجال السرايا في حالة من الصدمة والخوف، متوجسين من غضب الخليفة على تصرف الشيخ. لكن الخليفة، بعكس توقعاتهم، كان مأخوذًا بشجاعة العدوي. فالتفت إلى الخديوي وسأله عن الشيخ، فأجابه الخديوي محاولًا التخفيف من وطأة الموقف:
"إنه من أفاضل العلماء، لكنه مجذوب قليلًا. أرجو من جلالتكم العفو عن سقطته."
ابتسم الخليفة ورد قائلاً:
"بل إن من بينكم، ليس عندكم إلا هذا العالم."
وأمر بمنح الشيخ حسن العدوي خلعة سنية وألف جنيه مكافأةً لشجاعته، ليترك بذلك درسًا خالدًا في أن العالم الحق لا يخشى في الحق لومة لائم.
---
📚المراجع:
- عبد الرحمن بدوي، *مصر من نافذة التاريخ*، دار المعارف، القاهرة.
- محمد عمارة، *الأزهر في ألف عام*، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
في عام 1863، اعتلى الخديوي إسماعيل عرش مصر، شابًّا طموحًا يطمح إلى أن يجعل من مصر منارة للحضارة ومدار الإعجاب في الشرق. كان يدرك تمام الإدراك أن قربه من السلطان العثماني عبد العزيز، خليفة المسلمين، هو مفتاح لتحقيق أهدافه السياسية. وهكذا، ارتحل إلى الآستانة، حيث قدّم فروض الولاء، متزينًا بآيات الطاعة. ولتعزيز علاقته بالخليفة، دعاه إلى زيارة مصر، ووعد السلطان بقبول الدعوة.
في السابع من أبريل عام 1863، كان المشهد مهيبًا في ميناء الإسكندرية. يخت ملكي فاخر يقف شامخًا، يرفرف عليه العلم العثماني بجوار علم مصر. على متنه، كان الخديوي إسماعيل ينتظر بلهفة استقبال السلطان عبد العزيز، ضيفًا عظيمًا في أرض الكنانة. كانت الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل رمزًا للتكريم والاعتراف بمكانة الخديوي وشأن مصر.
ضمن برنامج الزيارة، خطط لاستقبال العلماء المصريين في قصر القلعة. فقد رأى الخديوي إسماعيل في هذا اللقاء فرصة للتأكيد على انصياع مصر للخلافة، وبالأخص عبر مشاركة مشايخ الأزهر الذين يُعتبرون رموزًا دينية وشخصيات بارزة في المجتمع. وقع الاختيار على أربعة من كبار علماء الأزهر، ممن أُعدوا بعناية للتشرف بالمثول أمام السلطان، في لقاء يهدف إلى مناقشة شؤون الدين والدولة.
لكن، مع ضعف الدولة العثمانية و ابتعادها عن الدين الحنيف في آخر سنواتها ، كانت قواعد المثول صارمة و مذلة أمام السلاطين ، أشبه برقصة مهذبة من الانحناءات والتحيات المكررة، حيث كان على الضيوف أن ينحنوا أمام السلطان، ثم يتقدموا بخطوات محسوبة، يعيدون التحية، ثم يتراجعون وهم يحفظون انحناءاتهم. ومن أجل تدريب المشايخ على هذه المراسيم، أوكل الخديوي المهمة إلى قاضي القضاة، الذي اجتهد في تلقينهم قواعد التشريفات لعدة أيام.
وفي يوم اللقاء، دخل العلماء الثلاثة إلى القصر، وقد أجادوا أداء ما طُلب منهم بحذافيره، منحنين مرات عديدة، موجهين وجوههم للخليفة كما أراد رجال التشريفات. كان الخديوي إسماعيل يراقب المشهد من بعيد، يشعر بالفخر بإتقانهم لهذا "الاختبار".
لكن الشيخ حسن العدوي، العالم الرابع، كان على موعد مع التاريخ. لم يكن كسابقيه. لم ينحنِ ولم يطأطئ رأسه أمام مخلوق، بل دخل شامخًا، رافع الرأس، حاملًا في قلبه إيمانه الراسخ بأن العزة لله وحده. واجه الخليفة بتحية الإسلام قائلاً:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين".
ابتسم الخليفة عبد العزيز، و رد عليه التحية. ثم تقدم الشيخ العدوي بخطى ثابتة، وألقى نصيحته دون تردد، مخاطبًا الخليفة بقلب العالم الذي يرى الحق أسمى من أي اعتبار:
"اتقِ الله، يا أمير المؤمنين، واعلم أن العدل هو أساس المُلك، وأن الرحمة هي الحبل الذي يجمع بينك وبين رعيتك".
أنهى كلماته، ثم خرج مرفوع الرأس كما دخل. وعلى الباب، كان زملاؤه في انتظاره، لكنهم لم يشاركوه فخره، بل لاموه قائلين:
"ماذا فعلت يا شيخ؟ لقد أخطأت وتجرأت على أمير المؤمنين!"
فأجابهم بلهجة قاطعة:
"أما أنا، فقد واجهت أمير المؤمنين، وأما أنتم فكأنكم واجهتم صنمًا وعبدتم وثنًا."
في داخل القصر، كان الخديوي ورجال السرايا في حالة من الصدمة والخوف، متوجسين من غضب الخليفة على تصرف الشيخ. لكن الخليفة، بعكس توقعاتهم، كان مأخوذًا بشجاعة العدوي. فالتفت إلى الخديوي وسأله عن الشيخ، فأجابه الخديوي محاولًا التخفيف من وطأة الموقف:
"إنه من أفاضل العلماء، لكنه مجذوب قليلًا. أرجو من جلالتكم العفو عن سقطته."
ابتسم الخليفة ورد قائلاً:
"بل إن من بينكم، ليس عندكم إلا هذا العالم."
وأمر بمنح الشيخ حسن العدوي خلعة سنية وألف جنيه مكافأةً لشجاعته، ليترك بذلك درسًا خالدًا في أن العالم الحق لا يخشى في الحق لومة لائم.
---
📚المراجع:
- عبد الرحمن بدوي، *مصر من نافذة التاريخ*، دار المعارف، القاهرة.
- محمد عمارة، *الأزهر في ألف عام*، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
⚡1👍1🔥1💯1
في ظل الخلافة الراشدة و أجواء المدينة المنورة ، في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – . وبينما كان الخليفة يتجول بين الناس كعادته، يتحسس حاجاتهم ويراقب أحوالهم، أبصر قطيعًا من الإبل في المرعى، مميزًا عن غيره. بدت الإبل سمينة ومفعمة بالحيوية عن غيرها ، أثارت انتباهه، و سأل الناس :
"لمن هذه الإبل؟"
فقالوا : "هي لعبد الله بن عمر."
فقال أمير المؤمنين بتعجب يحمل في طياته الغضب: "عبدالله بن عمر؟ بخ بخ يا ابن امير المؤمنين "
لم يمهل الوقت طويلاً حتى دعا ابنه عبد الله، فلما حضر، سأله بنبرة الوالد الذي لا يجامل أحدًا في الحق:
"ما هذه الإبل يا عبد الله؟"
أجاب عبد الله بوضوح وثقة:
"إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون ."
لكن عمر، بنظرته النافذة وورعه وعدله الذي لا يلين، قال بنبرة قاطعة تحمل الحكمة والحزم:
"ويقول الناس: اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، أطعموا إبل ابن أمير المؤمنين! وهكذا تسمن إبلُك ويربح ابن أمير المؤمنين! يا عبد الله، بع هذه الإبل، وخذ رأس مالك فقط، ورد الباقي إلى بيت مال المسلمين."
لم يجد عبد الله بن عمر إلا أن ينفذ أمر أبيه، مدركًا أن هذا الموقف لم يكن قسوة، بل هو تطبيق حي لمعاني العدل والورع، فهو ابن رجل جعل ميزان الحق قائده في كل أمر.
عبد الله بن عمر لم يستغل اسم ابيه في التجارة بأن يسرق او يأخذ ما ليس بحقه او ان يتعدي علي حقوق الاخرين ويظلمهم لمصلحته ولم يستخدم نفوذه للحصول علي شئ ليس من حقه بل تاجر كأي مسلم .
ومع هذا خاف امير المؤمنين من مجاملة الناس لابنه واعطاء الفرصة لابل عبد الله بن عمر لتكون الاولي بالرعي والسقاية كنوع من انواع المجاملة لابن امير المؤمنين وقد عد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه المجامله التي لم يطلبها ابنه عبد الله نوعا من انواع استغلال السلطة والنفوذ .
ولم يكتفي امير المؤمنين بأن يلغي تجارة ابنه بل امر بأعادة الربح لبيت مال المسلمين .
أما عبد الله بن عمر رضي الله عنه سمع واطاع وامتثل لامر ابيه امير المؤمنين ولم يجادل او يناقش او يغضب بل امتثل للامر وهو يوضح ان هؤلاء الناس كان همهم ارضاء ربهم .
هكذا كانت الأمة الإسلامية تحت حكم عمر بن الخطاب، مكانًا لا يُظلم فيه أحد، ولا يتجرأ أحد على استغلال منصبه أو قربه من السلطة. وكان هذا الموقف شاهدًا خالدًا على عدل عمر وورعه، وعلى تربية غرسها في نفوس الأمة ، حيث لم يفرق بين ولده وغيره، بل كان الحاكم العادل، والوالد المربي، والمسلم الورع.
المصادر
1.الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء.
2.الطبري، تاريخ الرسل والملوك.
3.ابن سعد، الطبقات الكبرى.
"لمن هذه الإبل؟"
فقالوا : "هي لعبد الله بن عمر."
فقال أمير المؤمنين بتعجب يحمل في طياته الغضب: "عبدالله بن عمر؟ بخ بخ يا ابن امير المؤمنين "
لم يمهل الوقت طويلاً حتى دعا ابنه عبد الله، فلما حضر، سأله بنبرة الوالد الذي لا يجامل أحدًا في الحق:
"ما هذه الإبل يا عبد الله؟"
أجاب عبد الله بوضوح وثقة:
"إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون ."
لكن عمر، بنظرته النافذة وورعه وعدله الذي لا يلين، قال بنبرة قاطعة تحمل الحكمة والحزم:
"ويقول الناس: اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، أطعموا إبل ابن أمير المؤمنين! وهكذا تسمن إبلُك ويربح ابن أمير المؤمنين! يا عبد الله، بع هذه الإبل، وخذ رأس مالك فقط، ورد الباقي إلى بيت مال المسلمين."
لم يجد عبد الله بن عمر إلا أن ينفذ أمر أبيه، مدركًا أن هذا الموقف لم يكن قسوة، بل هو تطبيق حي لمعاني العدل والورع، فهو ابن رجل جعل ميزان الحق قائده في كل أمر.
عبد الله بن عمر لم يستغل اسم ابيه في التجارة بأن يسرق او يأخذ ما ليس بحقه او ان يتعدي علي حقوق الاخرين ويظلمهم لمصلحته ولم يستخدم نفوذه للحصول علي شئ ليس من حقه بل تاجر كأي مسلم .
ومع هذا خاف امير المؤمنين من مجاملة الناس لابنه واعطاء الفرصة لابل عبد الله بن عمر لتكون الاولي بالرعي والسقاية كنوع من انواع المجاملة لابن امير المؤمنين وقد عد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه المجامله التي لم يطلبها ابنه عبد الله نوعا من انواع استغلال السلطة والنفوذ .
ولم يكتفي امير المؤمنين بأن يلغي تجارة ابنه بل امر بأعادة الربح لبيت مال المسلمين .
أما عبد الله بن عمر رضي الله عنه سمع واطاع وامتثل لامر ابيه امير المؤمنين ولم يجادل او يناقش او يغضب بل امتثل للامر وهو يوضح ان هؤلاء الناس كان همهم ارضاء ربهم .
هكذا كانت الأمة الإسلامية تحت حكم عمر بن الخطاب، مكانًا لا يُظلم فيه أحد، ولا يتجرأ أحد على استغلال منصبه أو قربه من السلطة. وكان هذا الموقف شاهدًا خالدًا على عدل عمر وورعه، وعلى تربية غرسها في نفوس الأمة ، حيث لم يفرق بين ولده وغيره، بل كان الحاكم العادل، والوالد المربي، والمسلم الورع.
المصادر
1.الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء.
2.الطبري، تاريخ الرسل والملوك.
3.ابن سعد، الطبقات الكبرى.
👍1👌1❤🔥1💯1
في الفتنة بالنساء❗
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة 278هـ فقال: وفيها توفي عبده بن عبدالرحيم قبحه الله!..
ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة من بلاد الروم، إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن، فهويها..
فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك؟!
فقالت: أن تتنصر وتصعد إلي!
فأجابها إلى ذلك، فما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غما شديدا، وشق عليهم مشقة عظيمة!
فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن فقالوا: "يا فلان ما فعل قرآنك؟، ما فعل علمك؟، ما فعل صيامك؟، ما فعل جهادك؟، ما فعلت صلاتك؟"
فقال: "اعلموا أني أُنسِيت القرآن كله إلا قوله :{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}، وقد صار لي فيهم مال وولد، فمات على النصرانية".
نعوذ بالله من سوء المنقلب.
البداية والنهاية - (٦٨/١١).
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة 278هـ فقال: وفيها توفي عبده بن عبدالرحيم قبحه الله!..
ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة من بلاد الروم، إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن، فهويها..
فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك؟!
فقالت: أن تتنصر وتصعد إلي!
فأجابها إلى ذلك، فما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غما شديدا، وشق عليهم مشقة عظيمة!
فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن فقالوا: "يا فلان ما فعل قرآنك؟، ما فعل علمك؟، ما فعل صيامك؟، ما فعل جهادك؟، ما فعلت صلاتك؟"
فقال: "اعلموا أني أُنسِيت القرآن كله إلا قوله :{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}، وقد صار لي فيهم مال وولد، فمات على النصرانية".
نعوذ بالله من سوء المنقلب.
البداية والنهاية - (٦٨/١١).
💘2👍1👌1💯1
الامبراطورية الأموية العظمى
حكمت العالم القديم ...
كانت مساحتها (13 مليون كيلومتر مربع) أكبر من الامبراطورية الرومانية (حوالي 5.5 مليون)
هذه الإمبراطورية الإسلامية العربية القرشية أكثر دولة إسلامية ظلمت في التاريخ وتم تشويه صورتها
دامت الدولة الأموية 91 عامًا فقط ، و رغم قصر عمرها تمتاز عن غيرها من الدول الإسلامية بعدة أمور فريدة جعلتها متميزة في التاريخ، ومن أبرز هذه المميزات:
1. الاتساع الجغرافي غير المسبوق :
- امتدت على ثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، وأوروبا)، وكانت أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة، مما جعلها تجمع بين شعوب وثقافات متنوعة تحت راية الإسلام.
2. تعريب الإدارة والنقود :
- كانت الدولة الأموية أول من قام بتعريب الإدارة والدواوين، بالإضافة إلى تعريب العملة، مما عزز اللغة العربية كلغة حضارية وإدارية.
3. الفتوحات الكبرى :
- امتازت الدولة الأموية بالفتوحات العسكرية الضخمة، مثل فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد، وفتح بلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، وفتح السند على يد محمد بن القاسم.
كانت الدولة الأموية أول من أدخل الإسلام إلى أوروبا عبر فتح الأندلس، مما أدى إلى تأثير طويل الأمد على الثقافة الأوروبية، خصوصًا في الأندلس.
4. توحيد العالم الإسلامي :
- نجح الأمويون في توحيد رقعة جغرافية شاسعة تحت حكم مركزي واحد، مما عزز التواصل والتجارة بين المناطق المختلفة.
5. إنشاء الأسطول البحري الإسلامي :
- كانوا أول من أسس أسطولًا بحريًا قويًا لحماية السواحل الإسلامية ومواجهة القوة البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط.
6. النهضة المعمارية :
- ترك الأمويون إرثًا معماريًا مميزًا، مثل المسجد الأموي في دمشق وقبة الصخرة في القدس، التي تعكس تطور العمارة الإسلامية.
7. نشر الإسلام والثقافة الإسلامية
- ساهمت الدولة الأموية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في مناطق واسعة، وتركت أثرًا دائمًا في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
8. التسامح الديني :
- انتهجت الدولة الأموية سياسة تسامح مع الشعوب المفتوحة، حيث سمحت لهم بممارسة شعائرهم الدينية مقابل دفع الجزية.
9. الابتكار الإداري :
- طورت أنظمة الإدارة والحكم، مثل إنشاء الدواوين المنظمة ونظام البريد، الذي ساعد في تحسين الاتصال بين أجزاء الدولة.
10. بناء الهوية الإسلامية العالمية :
- ساهمت في تشكيل هوية إسلامية موحدة تجمع مختلف الأعراق والشعوب تحت مظلة الإسلام واللغة العربية.
11 . إصلاحات عمر بن عبد العزيز:
في فترة خلافة عمر بن عبد العزيز (99-101 هـ / 717-720 م)، وصلت الدولة إلى قمة العدالة الاجتماعية.
أُرسل أمراؤه إلى الولايات لتوزيع الزكاة، حتى إنه ورد في بعض الروايات أن الناس لم يجدوا من يأخذ الزكاة بسبب وفرة المال وتحسن الأحوال.
12 . تنظيم الزكاة والخراج:
نظم الأمويون جمع الزكاة والخراج ووجهوها إلى مصارفها الشرعية، مما ساهم في دعم الفقراء والمحتاجين بشكل منظم.
13. دعم العائلات الفقيرة والمحتاجين
خصصت الدولة الأموية موارد لدعم العائلات الفقيرة من خلال بيت المال، مثل دفع المهور للفتيات غير القادرات على الزواج أو تسديد ديون المدينين.
هذه المميزات جعلت الدولة الأموية مرحلة حاسمة في تاريخ الإسلام، حيث جمعت بين التوسع العسكري، التطور الإداري، والنهوض الحضاري.
حكمت العالم القديم ...
كانت مساحتها (13 مليون كيلومتر مربع) أكبر من الامبراطورية الرومانية (حوالي 5.5 مليون)
هذه الإمبراطورية الإسلامية العربية القرشية أكثر دولة إسلامية ظلمت في التاريخ وتم تشويه صورتها
دامت الدولة الأموية 91 عامًا فقط ، و رغم قصر عمرها تمتاز عن غيرها من الدول الإسلامية بعدة أمور فريدة جعلتها متميزة في التاريخ، ومن أبرز هذه المميزات:
1. الاتساع الجغرافي غير المسبوق :
- امتدت على ثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، وأوروبا)، وكانت أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة، مما جعلها تجمع بين شعوب وثقافات متنوعة تحت راية الإسلام.
2. تعريب الإدارة والنقود :
- كانت الدولة الأموية أول من قام بتعريب الإدارة والدواوين، بالإضافة إلى تعريب العملة، مما عزز اللغة العربية كلغة حضارية وإدارية.
3. الفتوحات الكبرى :
- امتازت الدولة الأموية بالفتوحات العسكرية الضخمة، مثل فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد، وفتح بلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، وفتح السند على يد محمد بن القاسم.
كانت الدولة الأموية أول من أدخل الإسلام إلى أوروبا عبر فتح الأندلس، مما أدى إلى تأثير طويل الأمد على الثقافة الأوروبية، خصوصًا في الأندلس.
4. توحيد العالم الإسلامي :
- نجح الأمويون في توحيد رقعة جغرافية شاسعة تحت حكم مركزي واحد، مما عزز التواصل والتجارة بين المناطق المختلفة.
5. إنشاء الأسطول البحري الإسلامي :
- كانوا أول من أسس أسطولًا بحريًا قويًا لحماية السواحل الإسلامية ومواجهة القوة البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط.
6. النهضة المعمارية :
- ترك الأمويون إرثًا معماريًا مميزًا، مثل المسجد الأموي في دمشق وقبة الصخرة في القدس، التي تعكس تطور العمارة الإسلامية.
7. نشر الإسلام والثقافة الإسلامية
- ساهمت الدولة الأموية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في مناطق واسعة، وتركت أثرًا دائمًا في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
8. التسامح الديني :
- انتهجت الدولة الأموية سياسة تسامح مع الشعوب المفتوحة، حيث سمحت لهم بممارسة شعائرهم الدينية مقابل دفع الجزية.
9. الابتكار الإداري :
- طورت أنظمة الإدارة والحكم، مثل إنشاء الدواوين المنظمة ونظام البريد، الذي ساعد في تحسين الاتصال بين أجزاء الدولة.
10. بناء الهوية الإسلامية العالمية :
- ساهمت في تشكيل هوية إسلامية موحدة تجمع مختلف الأعراق والشعوب تحت مظلة الإسلام واللغة العربية.
11 . إصلاحات عمر بن عبد العزيز:
في فترة خلافة عمر بن عبد العزيز (99-101 هـ / 717-720 م)، وصلت الدولة إلى قمة العدالة الاجتماعية.
أُرسل أمراؤه إلى الولايات لتوزيع الزكاة، حتى إنه ورد في بعض الروايات أن الناس لم يجدوا من يأخذ الزكاة بسبب وفرة المال وتحسن الأحوال.
12 . تنظيم الزكاة والخراج:
نظم الأمويون جمع الزكاة والخراج ووجهوها إلى مصارفها الشرعية، مما ساهم في دعم الفقراء والمحتاجين بشكل منظم.
13. دعم العائلات الفقيرة والمحتاجين
خصصت الدولة الأموية موارد لدعم العائلات الفقيرة من خلال بيت المال، مثل دفع المهور للفتيات غير القادرات على الزواج أو تسديد ديون المدينين.
هذه المميزات جعلت الدولة الأموية مرحلة حاسمة في تاريخ الإسلام، حيث جمعت بين التوسع العسكري، التطور الإداري، والنهوض الحضاري.
💯2👍1👌1💘1
خريطة الدولة الأموية في أقصى اتساع لها :
دولة بني أمية دولة الفتوحات الاسلامية ، كان العصر الأموي أحد أكثر العصور الزاخرة بالفتوحات شرقاً وغرباً، حيث بلغت فيه الدولة الإسلامية أقصى توسِّعٍ لها .
بلغت الدَّولة الأُمويَّة ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حُدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وقد حمل كل عصر من عصور خلفاء بني أمية مجموعة من الفتوحات، أهمها :
● فتوحات قتيبة بن مسلم : قاد قتيبة جيش الشرق الأموي بامر الحجاج بن يوسف ففتح بلاد ما وراء النهر و كان يريد فتح الشرق كله، ففتح المدن مثل خوارزم وسجستان و سمرقند و بخاري ، فأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها حتى وصل إلى أسوار الصين، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية، و هذا آخر ما وصلت إليه جيوش إسلامية في آسيا شرقاً ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط ، وكان يريد فتح الصين لولا عزله ثم قتله رحمه الله تعالى .
● فتوحات سلم بن زياد : أمير أموي. كنيته أبو حرب ، قام بقطع نهر جيحون و هزم الترك و اخترق بلاد التبت .
● فتوحات محمد بن القاسم و من اتى بعده : قام بفتح بلاد السند ، باكستان الحالية ، و قد واصل الفاتحون بعده التقدم نحو الهند ففتحو راجبوت غرب ووسط وشمال الهند الحالية .
● فتوحات مروان بن محمد : هي حملة عسكرية شنها مروان بن محمد الأموي (الخليفة الأخير للدولة الأموية الذي قُتل على يد العباسيون لاحقًا) عندما كانَ أميراً على إمارة أرمينية وأذربيجان الإسلامية ضد إمبراطورية الخزر وممالك جورجيا وأبخازيا، بأمر من ابن عمه والخليفة هشام بن عبد الملك ففتح عدة مدن في جورجيا وروسيا وأبخازيا وفرض الجزية على أهلها من المسيحيون والوثنيون، وأصبح للمسلمين السيادة الكاملة والحكم المطلق في القوقاز بعد اخضاع وهزيمة كل الممالك فيها .
● حملات مسلمة بن عبد الملك : هو أمير أُموي ، قاد حملات على الأمبراطورية البيزنطية و قبائل البلغار ، غزى الاناضول ومِن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية (إسطنبول اليوم) عام 717 م، و عبر للجانب الاوروبي لعزل القسطنطينية و تواجه مع البلغار .
● حملات عقبة بن نافع و فتح افريقيا : افتتح عقبة ليبيا و تونس و الجزائر حتى وصل المغرب وأمر ببناء القيروان لتكون معسكرًا لرباط المسلمين ، و رغم استشهاده نحسبه كذلك فانه فتح الباب امام الفاتحين للتوغل في شمال أفريقيا و غربها و ادغالها ، و توغَّل الامويون إلى داخل الأراضي الصومالية ونشروا الإسلام بين أهلها فاعتنقت الافارقة الإسلام بحماسة كبيرة .
● فتوحات ولات الاندلس : قامت الدولة الاموية بفتح الأندلُس ( اسبانيا و البرتغال ) ، ثم انتقلت في عصر الولات لما وراء جبال البيرينيه فتحوا جنوب فرنسا و تساقطت أمامهم الحُصُون والقلاع و رغم هزيمتهم في [بلاط الشهداء] ، فقد فتح المسلمون بعدها ليون وجرينوبل بفرنسا ، وحاصروا جنيف ولوزان بسويسرا وسيطروا مدة قرن على ممرات الألب الإستراتيجية .
دولة بني أمية دولة الفتوحات الاسلامية ، كان العصر الأموي أحد أكثر العصور الزاخرة بالفتوحات شرقاً وغرباً، حيث بلغت فيه الدولة الإسلامية أقصى توسِّعٍ لها .
بلغت الدَّولة الأُمويَّة ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حُدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وقد حمل كل عصر من عصور خلفاء بني أمية مجموعة من الفتوحات، أهمها :
● فتوحات قتيبة بن مسلم : قاد قتيبة جيش الشرق الأموي بامر الحجاج بن يوسف ففتح بلاد ما وراء النهر و كان يريد فتح الشرق كله، ففتح المدن مثل خوارزم وسجستان و سمرقند و بخاري ، فأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها حتى وصل إلى أسوار الصين، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية، و هذا آخر ما وصلت إليه جيوش إسلامية في آسيا شرقاً ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط ، وكان يريد فتح الصين لولا عزله ثم قتله رحمه الله تعالى .
● فتوحات سلم بن زياد : أمير أموي. كنيته أبو حرب ، قام بقطع نهر جيحون و هزم الترك و اخترق بلاد التبت .
● فتوحات محمد بن القاسم و من اتى بعده : قام بفتح بلاد السند ، باكستان الحالية ، و قد واصل الفاتحون بعده التقدم نحو الهند ففتحو راجبوت غرب ووسط وشمال الهند الحالية .
● فتوحات مروان بن محمد : هي حملة عسكرية شنها مروان بن محمد الأموي (الخليفة الأخير للدولة الأموية الذي قُتل على يد العباسيون لاحقًا) عندما كانَ أميراً على إمارة أرمينية وأذربيجان الإسلامية ضد إمبراطورية الخزر وممالك جورجيا وأبخازيا، بأمر من ابن عمه والخليفة هشام بن عبد الملك ففتح عدة مدن في جورجيا وروسيا وأبخازيا وفرض الجزية على أهلها من المسيحيون والوثنيون، وأصبح للمسلمين السيادة الكاملة والحكم المطلق في القوقاز بعد اخضاع وهزيمة كل الممالك فيها .
● حملات مسلمة بن عبد الملك : هو أمير أُموي ، قاد حملات على الأمبراطورية البيزنطية و قبائل البلغار ، غزى الاناضول ومِن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية (إسطنبول اليوم) عام 717 م، و عبر للجانب الاوروبي لعزل القسطنطينية و تواجه مع البلغار .
● حملات عقبة بن نافع و فتح افريقيا : افتتح عقبة ليبيا و تونس و الجزائر حتى وصل المغرب وأمر ببناء القيروان لتكون معسكرًا لرباط المسلمين ، و رغم استشهاده نحسبه كذلك فانه فتح الباب امام الفاتحين للتوغل في شمال أفريقيا و غربها و ادغالها ، و توغَّل الامويون إلى داخل الأراضي الصومالية ونشروا الإسلام بين أهلها فاعتنقت الافارقة الإسلام بحماسة كبيرة .
● فتوحات ولات الاندلس : قامت الدولة الاموية بفتح الأندلُس ( اسبانيا و البرتغال ) ، ثم انتقلت في عصر الولات لما وراء جبال البيرينيه فتحوا جنوب فرنسا و تساقطت أمامهم الحُصُون والقلاع و رغم هزيمتهم في [بلاط الشهداء] ، فقد فتح المسلمون بعدها ليون وجرينوبل بفرنسا ، وحاصروا جنيف ولوزان بسويسرا وسيطروا مدة قرن على ممرات الألب الإستراتيجية .
👍2👏1👌1💯1
قناة روائع العلم
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
@Alulama1
قناة رياضة وصحة وتغذية
@sport_Seha
قناة ترفية (وسعت صدر)
@Wasse3_Sadrak
قناة شجون الليل (شعر وخواطر واسئلة وثقافة وتطوير ذات)
@ms1959ms
قناة جبران خليل جبران ( رسائل حكم وعبر وفوائد ورومانسية< علم نفس> )
@GibranKhalilGi
قناة أجمل ما قرأت (مختصرات وفوائد من الكتب .. ثقف نفسك وطورها )
@HAYA_NAQRA
قناة كوب قهوة
( نشر فيديوهات قيمة ومفيدة وطاقة إيجابية)
@cuup_coffee
قناة تلاوات خاشعة (راحة نفسية❤️)
@Tilawat_97
قناة مدن العالم والسياحة والسفر
@MTMTM97
قناة / قصص من التاريخ
@mstmst97
قال النبي ﷺ :
"أكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة
فإن صلاتكم معروضة علي"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عدد ماذكره الذاكرون
وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون 🤍
❤1👍1👌1💯1