لا أخفي عليكم أمراً ..

أقلق جداً عندما يمدحني أحد أو أن يضعني في مقام لا أستحقه، أخاف أن أكون عند الله صفراً أو أن أكون من (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) وأن يأخذني أحدهم قدوةً له وإني لستُ أهلاً لذلك!

ولا يعني إذا دونت نصاً دينياً أو نشرت نصيحة أنني من الصالحين إنما كل مافي القناه قصدتُ به نفسي أولاً.. لعلي أوقظ قلباً بما أنشره أول أدل تائهاً

ولست من أهل التقوى ولم أبلغ منازلهم
أنا مُذنب مخطئ عاصٍ يحاول النجاه
أسعى أن أكون منهم وأتتبع أثرهم

اسأل الله ان يحشرني وإياكم معهم في جنات النعيم ويجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذهم بما يقولون ‏واغفر لي ما لا يعلمون.

‏خرج أبو الدرداء إلى جنازة، وأتى أهل الميت يبكون عليه، فقال: "مساكـين، موتى غد يبكون على ميت اليوم"

‏📚 القبور لابن أبي الدنيا 65

سنكمل هذه السلسلة 💗

تنظيم وقت الأسرة: كيف نحافظ على أوقاتنا؟♥️

تنظيم وقت الأسرة ليس مجرد التزام صارم ولا جداول وساعات،
بل هو فنّ إدارة الحياة بحُب، ووسيلة من وسائل الاستقرار،
وعبادة خفيّة تُقرّبنا من الله، وتجعل كل لحظة في بيتكِ مليئة بالإنجاز والخير والسكينة.

حين يُصبح في بيتكِ:
• لكل شيء وقته،
• ولكل فرد حقه،
• ولكل عبادة نصيبها،

فأنتِ تُحسنين البناء، وتضعين حجر الأساس لأبناءٍ منظمين، ناجحين، متّزنين.

وكم هو جميل أن نُدرك أن ترتيب يومنا ليس فقط مهارة حياتية،
بل عبادة نُثاب عليها؛ لأنها تعيننا على أداء واجباتنا في وقتها.

🌿 دينُنا الحنيف علّمنا كيف ننظّم أوقاتنا بحكمة ورحمة:

🌸 الصباح: وقت البكور والعمل
قال ﷺ: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"

وفيه تُفتح أبواب الرزق، وتنشط الأبدان، وتُبنى الإنجازات.

🌸 وسط النهار: وقت للراحة والتقاط الأنفاس

فالظهيرة وقت هدوء، والقيلولة سنة تُجدد النشاط وتُريح البدن والعقل.

🌸 باقي اليوم: تتوزع فيه المهام

مع توازن دقيق بين العمل، العبادة، التربية، وحتى المرح والترفيه،
فديننا ليس دين صرامة وجفاف، بل دين توازن ورحمة، (فساعة وساعة).
✨

خطوات عملية للتنظيم:

🔸 ابدئي يومكِ من لحظة الفجر:

صلاة، تلاوة، ذكر، تخطيط.

🔸 اغرسي في قلوب أبنائكِ:

أن بركة اليوم تبدأ من أول لحظاته.

أن للعب وقتًا، وللدراسة وقتًا، وللجلوس كأسرة وقتًا، وحتى للمرح والراحة نصيبًا.

📝 أفكار يومية لتنظيم الوقت:

✔ ضعي جدولًا يوميًا مرنًا، يوازن بين الدراسة، العبادة، الراحة، والأنشطة الترفيهية.
✔ اجعلي للأطفال وقتًا محددًا للأنشطة، وبدائل نافعة تشغل أوقاتهم.
✔ اجعلي لمائدة الطعام وقتها، وللاجتماع حولها دفئه، فهي لحظات تُعزّز الأُلفة.
✔ لا تنسي وقتكِ الخاص مع الله.. فهو زادكِ ليومكِ وأُسرتكِ.
✔ وكلّما شعرتِ بالفوضى تذكّري:

التنظيم لا يعني الصرامة، بل التوازن والحكمة.

💫 ختامًا..

حين تُنظّمين وقت أسرتكِ،
أنتِ في الحقيقة تُنظّمين القلوب،
وتُحسنين توجيه النفوس الصغيرة التي أودعها الله بين يديكِ..

« قُـمْ للّٰـهِ؛ لا تَـركن إلىٰ الدُّنيـا »

فقُم وأقنُت وأدِّ الوِتر ،
ولا تنسَ صِيامُ الإثنيَن .

‏إنكم تكثرون من الذنوب، فأكثروا من الاستغفار، فإن العبد إذا وجد يوم القيامة بين كل سطرين استغفاراً سرّه ذلك

‏التوبة لابن أبي الدنيا ١٧٢

"من عزاءاتِ الكُتب أنّك تقرأ فيها صنوفًا من المعاناة عند غيرك، فتشعر بانفراجةٍ في نفسك، حتى لو لم تنحلّ العُقَد والمشكلات في واقعك!"

••
ماذا أفعل لغزة ؟

في غُرفتك الصغيرة، وعلى سجادك البسيط، حين تُسدل جبهتك على الأرض، تبدأ حكايةٌ لا تراها الكاميرات، ولا تُدوّنها الصحف، سجدةٌ واحدة منك، لكنها لا تقف في الهامش، بل تمضي مباشرةً إلى مركز التأثير، لأن الأثر لا يُقاس بضجيجه، بل بمن توجّهتَ إليه، وبما حمل قلبك من صدق وتضرّع.

في ميزان العقل الظاهر، تبدو سجدتك فعلًا فرديًّا محدود النطاق، لا يتجاوز جسدك المنحني، لكن في منطق القرآن، تُحمل بها قضايا أمم، ويُغيّر بها الله مسار التاريخ، فإذا أقبلتَ بقلبك، وجرّدت دعاءك من عوالق العادة، أصبحتَ جزءًا من منظومة التدبير الإلهي، يُجري الله بك نصرًا، أو يهيّئ بك وعيًا في قلبٍ بعيد.

ما بين سجودك ونصرة أخيك هناك لا يُحكمه بُعد المسافة، بل يُحكمه عمق الصدق؛ فإن قوانين الأرض في عالم الأسباب، لا تعارض سُنن السماء في عالم الإجابة، ولربّ عبدٍ لم يلحظه الناس، ففزع إلى الله في السجود، فجعل الله له في الغيب أثرًا أعظم من ألف ندوة ومؤتمر.

وسجدتك، حين تُبللها بالحياء، وتغمّسها بحرارة الوجع، لا تمثّل انسحابًا من الواقع، بل تُجسّد أرقى صور الفعل، حين تُصاب حركة الجسد بالعجز ويبقى القلب وحده في مقام المبادرة.
••

‏﴿أَيَحسَبُ الإِنسانُ أَن يُترَكَ سُدًى﴾

‏تلاوة من عشاء اليوم | الشيخ ياسر الدوسري

﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا﴾.

ومُحبّ الدنيا لا ينفكّ من ثلاث : همٌ لازم، وتعبٌ دائم، وحسرةٌ لا تنقضي.

-إبن القيم رحمه الله -

إقامة صلاة الظهر لــ المؤذن #محمد_قصاص
- الثلاثاء 4 صفر 1447هـ