واحة القـلــوب
919 subscribers
2.28K photos
90 videos
5 files
26 links
المشاعر لايضبطها قانون
ولا تلتزم روتين ونظام
قد تعلوا بك
وقد تهوي بقلبك
وحدها من تحدد
مسار حياتك
دون اي مقاومه منك.
Download Telegram
لمّا دخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك خلع نعليه بحاشية بساطه، ولم يُسلّم عليه بإمرة المؤمنين ولكنه قال: السلام عليك يا هشام، ولم يُكنّه، وجلس بإزائه وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضباً شديداً حتى همَّ بقتله، فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسوله، ولا يمكن ذلك.
فقال: يا طاوس ما الذي حملك على ما صنعت؟ قال وما الذي صنعت؟ فازداد غضباً وغيظاً، قال: خلعت نعليك بحاشية بساطي، ولم تقبّل يدي، ولم تُسلم عليّ بإمرة المؤمنين، ولم تُكنّني، وجلست بإزائي بغير إذني، وقلت كيف أنت يا هشام؟ قال: أمّا ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فإنّي أخلعها بين يدي رب العزّة كل يوم خمس مرات، ولا يعاتبني ولا يغضب عليّ، وأمّا قولك لم تُقبّل يدي فإنّي سمعت علي رضي الله عنه يقول: لا يحلّ لرجلٍ أن يُقبّل يد أحدٍ إلا امرأته من شهوةٍ، أو ولده من رحمةٍ، وأمّا قولك لم تُسلّم عليّ بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب، وأما قولك لم تُكنّني فإنّ الله تعالى سمّى أنبياءه وأولياءه فقال: يا يحيى يا عيسى، وكنّى أعداءه فقال: تبّت يدا أبي لهبٍ وتب، وأمّا قولك جلست بإزائي فإنّي سمعت أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يقول: إذا أردت أن تنظر إلى رجلٍ من أهل النار فانظر إلى رجلٍ جالس وحوله قومٌ قيام.
#كتاب الإمامة، للدميجي.
#قلت انظر إلى عزّة المؤمن كيف تفعل أمام السلاطين، لو أنّ العلماء ترفّعوا عن الدنيا وحطامها، ووقفوا في وجه كلّ ظالم فدلّوه على الحقّ ونصحوه، وحذّروه مغبّة ما أقدم عليه من معصية الله، لارتدعت السلاطين الظلمة عن كثير من غيّها.