Forwarded from إرشاد الحائر إلى تاريخ و علماء الجزائر
قال الشيخ #البشير_الإبراهيمي
وقد قوَّى أمَلَنا في رجوعهم إليه وإقبالِهِم عليه ما نراه مِنِ اصطباغِ الحركة الإصلاحيَّة الحديثة بالصبغة القرآنيَّة، فهي سائرةٌ إلى غايته، داعيةٌ إليه، مُرشِدةٌ به، مُستدِلَّةٌ بآياته، به تصول وبه تحارب، وعليه تحامي ودونه تُنافِح، وما الحركةُ الإصلاحيَّةُ في يومنا هذا بضئيلةِ الأثر ولا هي بقليلةِ الأتباع، وإنَّ هذا لَمَوضعُ الرَّجاءِ في رجوع المسلمين إلى القرآن(١١).
قال الشيخ فركوس معلقا:
(11) ليس مُرادُ المصنِّفِ مجرَّدَ الرجوعِ إلى الكتاب والاكتفاءَ به عن السُّنَّة ومعارضَتَها به فيما سَكَتَ عنه ونطقَتْ به مِنَ الأخبار والأحكام ـ كما هو صنيعُ القرآنيِّين ـ إذ طردُ هذا لا يمكن، وهو مِنْ أقبحِ البِدَع؛ فكما أنه لا يكون مُمتثِلًا لأمرِ الله المُجْمَلِ بالصلاة مَنْ لم يعتبر ـ في الجملة ـ شروطَها وهيئاتِها الواردةَ في السُّنَّة، فإنه لا يكون عاملًا بالكتاب مَنْ ضَرَبَ به بيانَه مِنَ السُّنَّة أو عارَضَ السُّنَّةَ ـ فيما استقلَّتْ بحُكمِه ـ بسكوتِ القرآن عنه، وإنَّما مُرادُه هو: الرجوعُ إلى الكتاب، ومِنَ الرجوعِ إليه: الرجوعُ إلى بيانه في السُّنَّة؛ عملًا بعمومِ قولِه تعالى:
﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٧﴾ [الحشر]، وقولِه: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران]، وقولِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا ٥٩﴾ [النساء]، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا ٣٦﴾ [الأحزاب]، وقولِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ١﴾ [الحُجُرات]، وغيرها من الآيات، وبقوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: «بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ»، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ»؛ [أخرجه ابنُ ماجه في «افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم» بابُ تعظيمِ حديثِ رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، والتغليظِ على مَنْ عارضه (١٢) مِنْ حديثِ المِقدام بنِ معدي كَرِبَ الكِنديِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٨١٨٦)]؛
وما استقلَّتِ السُّنَّةُ بحُكمه عن الكتاب فهو كمِثْلِ ما وَرَد فيها مِنْ بيانه؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أُوتِيَ القرآنَ ومِثْلَه مِنَ السُّنَّة معه، وجَعَلَ ما حرَّم اللهُ كما حرَّم رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وما كان في السُّنَّة فهو في كتاب الله؛ لأنها بيانٌ لِمَا أجملَتْه آياتُ الأمر بطاعة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ومنها الآياتُ المذكورة، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَبْطَلَ مِنَ الشروط ما لم يكن في كتاب الله، وهو المخالِفُ لمدلولِ الكتاب والسُّنَّة.
#تنبيه:
قد يُظَنُّ مِنْ هذا البابِ صنيعُ بعضِ الأئمَّة رحمهم الله مِنْ معارَضةِ بعض السُّنَّة كالآحاد بعمومات الكتاب واعتذارِهم عن تخصيصه أو نسخِه بها لِظنِّيَّتها في الثبوت، وهذا الصنيعُ ـ مع مرجوحِيَّته على الصحيح ـ ليس مِنْ باب الاكتفاء بالقرآن عن السُّنَّة؛ لاعتبارهم السُّنَّةَ ـ في الجملة ـ بشروطٍ اشترطوها في أحوالٍ ـ مع اختلافهم في تلك الشروط ـ وقُصاراها في هذا الموضعِ اشتراطُهم تواتُرَها لأجلِ نسخِ المتواتر أو تخصيصِه، فلْيُتنبَّهْ
مقتطف من #الكلمة_الشهرية رقم 163 «فلسفة جمعية العلماء» - الحلقة الثانية - الجزء الأخير
https://t.me/irchad_elhair
وقد قوَّى أمَلَنا في رجوعهم إليه وإقبالِهِم عليه ما نراه مِنِ اصطباغِ الحركة الإصلاحيَّة الحديثة بالصبغة القرآنيَّة، فهي سائرةٌ إلى غايته، داعيةٌ إليه، مُرشِدةٌ به، مُستدِلَّةٌ بآياته، به تصول وبه تحارب، وعليه تحامي ودونه تُنافِح، وما الحركةُ الإصلاحيَّةُ في يومنا هذا بضئيلةِ الأثر ولا هي بقليلةِ الأتباع، وإنَّ هذا لَمَوضعُ الرَّجاءِ في رجوع المسلمين إلى القرآن(١١).
قال الشيخ فركوس معلقا:
(11) ليس مُرادُ المصنِّفِ مجرَّدَ الرجوعِ إلى الكتاب والاكتفاءَ به عن السُّنَّة ومعارضَتَها به فيما سَكَتَ عنه ونطقَتْ به مِنَ الأخبار والأحكام ـ كما هو صنيعُ القرآنيِّين ـ إذ طردُ هذا لا يمكن، وهو مِنْ أقبحِ البِدَع؛ فكما أنه لا يكون مُمتثِلًا لأمرِ الله المُجْمَلِ بالصلاة مَنْ لم يعتبر ـ في الجملة ـ شروطَها وهيئاتِها الواردةَ في السُّنَّة، فإنه لا يكون عاملًا بالكتاب مَنْ ضَرَبَ به بيانَه مِنَ السُّنَّة أو عارَضَ السُّنَّةَ ـ فيما استقلَّتْ بحُكمِه ـ بسكوتِ القرآن عنه، وإنَّما مُرادُه هو: الرجوعُ إلى الكتاب، ومِنَ الرجوعِ إليه: الرجوعُ إلى بيانه في السُّنَّة؛ عملًا بعمومِ قولِه تعالى:
﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٧﴾ [الحشر]، وقولِه: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران]، وقولِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا ٥٩﴾ [النساء]، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا ٣٦﴾ [الأحزاب]، وقولِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ١﴾ [الحُجُرات]، وغيرها من الآيات، وبقوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: «بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ»، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ»؛ [أخرجه ابنُ ماجه في «افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم» بابُ تعظيمِ حديثِ رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، والتغليظِ على مَنْ عارضه (١٢) مِنْ حديثِ المِقدام بنِ معدي كَرِبَ الكِنديِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٨١٨٦)]؛
وما استقلَّتِ السُّنَّةُ بحُكمه عن الكتاب فهو كمِثْلِ ما وَرَد فيها مِنْ بيانه؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أُوتِيَ القرآنَ ومِثْلَه مِنَ السُّنَّة معه، وجَعَلَ ما حرَّم اللهُ كما حرَّم رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وما كان في السُّنَّة فهو في كتاب الله؛ لأنها بيانٌ لِمَا أجملَتْه آياتُ الأمر بطاعة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم ومنها الآياتُ المذكورة، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَبْطَلَ مِنَ الشروط ما لم يكن في كتاب الله، وهو المخالِفُ لمدلولِ الكتاب والسُّنَّة.
#تنبيه:
قد يُظَنُّ مِنْ هذا البابِ صنيعُ بعضِ الأئمَّة رحمهم الله مِنْ معارَضةِ بعض السُّنَّة كالآحاد بعمومات الكتاب واعتذارِهم عن تخصيصه أو نسخِه بها لِظنِّيَّتها في الثبوت، وهذا الصنيعُ ـ مع مرجوحِيَّته على الصحيح ـ ليس مِنْ باب الاكتفاء بالقرآن عن السُّنَّة؛ لاعتبارهم السُّنَّةَ ـ في الجملة ـ بشروطٍ اشترطوها في أحوالٍ ـ مع اختلافهم في تلك الشروط ـ وقُصاراها في هذا الموضعِ اشتراطُهم تواتُرَها لأجلِ نسخِ المتواتر أو تخصيصِه، فلْيُتنبَّهْ
مقتطف من #الكلمة_الشهرية رقم 163 «فلسفة جمعية العلماء» - الحلقة الثانية - الجزء الأخير
https://t.me/irchad_elhair
Telegram
إرشاد الحائر إلى تاريخ و علماء الجزائر
الحق فوق كل أحد، والجزائر فبل كل شيء.
#ابن_باديس
@irchadelhair_bot 👈للتواصل
#ابن_باديس
@irchadelhair_bot 👈للتواصل