يقف الرجل، متمترسًا في الأرض ضاربًا فيها قدميه كوتدين، يثبتانه كشجرة معمرة، يحمل فوق كتفه حتفه وشرفه، إن خاب قُتل وإن أصاب قَتل، وليس في قلبه رهبة موت ولا رغبة حياة، وإنما إيمانٌ تستوي فيه كلتاهما، فلا يهمه أن ترصده دبابةٌ خارقة، ولا جنود مدججون، ولا رادار فائق، لأن الذي يقف بجوار الرامي يسلم، فما بالك لو كان هو نفسه قوس الرامي وسهمه؟
يقف الرجل، وفي خلده تتعانق الصور، وتتواصى الأرواح، ويضحك الشهداء، ويصفق الأطفال، وتتجمع الأشلاء أجسامًا جميلة من جديد، وتجفّ دموع الماجدات فرحًا، وتشتد أعواد الشيوخ بلا انحناء، وتدثره دعوات العجائز، ويتعالى صراخ الجنود العابرين إلى جهنم، بينما تنظر الجنة وأهلها بشوقٍ ورضا، إلى البهاء الكامن بالأرض..
يوسف الدموكي
#مدرسة_غزة
يقف الرجل، وفي خلده تتعانق الصور، وتتواصى الأرواح، ويضحك الشهداء، ويصفق الأطفال، وتتجمع الأشلاء أجسامًا جميلة من جديد، وتجفّ دموع الماجدات فرحًا، وتشتد أعواد الشيوخ بلا انحناء، وتدثره دعوات العجائز، ويتعالى صراخ الجنود العابرين إلى جهنم، بينما تنظر الجنة وأهلها بشوقٍ ورضا، إلى البهاء الكامن بالأرض..
يوسف الدموكي
#مدرسة_غزة