من أراد رُقيَّ درجات الجِنان، ونيل القبول والرضوان، فليستعدَّ لذلك بما استطعاع من العمل والإيمان ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ..﴾.

تلاوة فضيلة الشيخ د. #الوليد_الشمسان من صلاة الفجر 13 محرم 1447هـ.

المُراسلةُ... جِسرُ الشيطانِ إلى القلوبِ

يا نقيَّةَ القلبِ...
كلُّ رسالةٍ إلى رجلٍ أجنبيٍّ،
خطوةٌ يفتحُ بها الشيطانُ بابَه،
وزحزحةٌ لسترِ الحياء،
وهمسةٌ قد تُفضي إلى عثرة.

🔹 ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب: ٣٢]

وإن ظننتِ أن العفَّةَ حصنٌ كافٍ،
فتذكّري:
لسنا أطهرَ من أصحاب النبي ﷺ،
ولا أنتِ أطهرُ من أمهاتِ المؤمنين،
وقد قال تعالى في أطهر البيوت:
🔹 ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: ٥٣]

فكيف نأمَنُ ما حذّر اللهُ منه؟!

اللهَ اللهَ في قلبكِ،
اللهَ اللهَ في سِترِكِ،
فأوّل السقوطِ... رسالةٌ كُتِبَتْ على استحياء.

✍️ فَيْصَلُ الْحَاشِدِي

ما أقسى أن تلقى الله يوم القيامة، وقد كُتب في صحيفتك:
"قد قيل... قد قيل..."




أي نُشرت أعمالك، وأُعجب بها الناس، ثم انتهت عندهم، ولم تصعد منها ذرةٌ للسماء.

قل لنفسك دائمًا:
"يا رب، لا أطلب ثناءً، لا أبحث عن عدد...
أريد فقط أن ترضى عني، وأن تجعل كلماتي سبب هداية ولو لقلبٍ واحد."

والله، ما نفعك التفاعل إن لم يُرضِ الله،
وما أغناك الإعجاب إن نَزعت البركة من أثر كلماتك!

تذكّر: الرياء خفيّ، يتسرّب مع كل إعجاب، وكل تعليق، وكل نظرة رضا من الناس.
فكن صادقًا مع نفسك، راقب قلبك، واغسل نيتك مرارًا قبل أن تنشر.

فالذين أخلصوا لله، بارك الله في حرفهم، ونَفَذَ صوتهم للقلوب دون أن يطلبوا ذلك.
وما توفيقهم إلا لأنهم أرادوا الله فقط… فكان الله معهم...

أسأل الله أن يعافيني و اياكم من الرياء و ما شابهه!