Metras - متراس
24.8K subscribers
6.51K photos
987 videos
5 files
752 links
منصّة إعلام رقميّ، تهتمّ بصناعة المحتوى، وإنتاج مواد معرفيّة وصحافيّة عن فلسطين وحولها، وكل ما يمكن أن يتقاطع معها إقليمياً، بروح ملتزمة تُجاه قضيّة فلسطين ومقاومة شعبها؛ كما أنّها منفتحة على مواد أخرى من شأنها إفادة الفاعل السياسي والمجتمعي.
Download Telegram
في غزة، قصدوا الله بدمائهم وأموالهم وأنفسهم.. أتوه أفواجاً من الشهداء في السماوات العلى.. لبوه قولاً وفعلاً.
مع بدء تكبيرات الحجاج على جبل عرفة، ردد المقاومون تكبيراتهم في الكمائن التي يرابطون فيها، وأصابعهم على زناد بنادقهم وصواريخهم المحمولة. ففي ساعات صباح اليوم السبت نفذ مجاهدو القسام كميناً مركباً في حي تل السلطان غرب رفح، تضمن استهداف برج جرافة عسكرية بقذيفة الياسين، ثم استهداف الجنود المتحصنين في مركبة "النمر" العسكرية التي هرعت للمكان كقوة إنقاذ! وقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل ثمانية جنود، فيما تُشير تقديرات المقاومة إلى قتل وإصابة عدد أكبر من ذلك.

فيما حرص أبو عبيدة على أن يذكر المسلمين، والحجاج خصيصاً، أن المقاومة "تؤدي فريضة الجهاد ضد أعداء الله والاحتلال، نيابة عن أمة الإسلام الكبيرة"، وبنداء "لبيك اللهم لبيك"، ظهر مجاهدو القسام في مقطع فيديو وهم يعدون صواريخ رجوم ليقصفوا بها مقر قيادة جيش الاحتلال في محور نتساريم، ليكون في ضرباتهم بعض العزاء لأكثر من مليوني مكلومٍ في غزّة، يمرّ عليهم العيد الثاني تحت القصف وروعاته، لا آمنين في بيوتهم ولا مؤمّنين أقواتهم، يخشون الصاروخ القادم والمجاعة الموشكة، وأنين الجرحى والمرضى منهم يختلط مع البكاء الصامت في قلوب كلّ من فقدوا حبيباً، فصارت أيّامهم بيوت عزاء متجددة.
بالضرب والطرد والاعتقال والتفتيش المطوّل استقبلت شرطة الاحتلال صباح اليوم الأحد المصلين على أبواب المسجد الأقصى. أدّى صلاة العيد أربعون ألفاً، لكن آلافاً آخرين، من الشباب خاصّةً، مُنعوا وازدحمت بهم الأزقة حيث صلّوا على أعتاب المسجد.

ليس المنع والطرد من الأقصى جديداً، لكن الجديد هنا أنه يحصل في أول أيام العيد، وهذا تصعيد تهويدي جديد يسعى الاحتلال لفرضه مستغلاً حالة الترهيب والقمع التي فرضها منذ انطلاق الطوفان.

في الأعوام الأخيرة عمل الاحتلال على تحويل المسجد إلى معبد يهودي في أعياد اليهود، يقتحمونه بأعداد مضاعفة ويصلون وينشدون ويرقصون، فيما يُمنع دخول المسلمين إلا وقت صلاتهم وبأعداد مقيدة ووسط ملاحقات وتفتيش. لكننا اليوم أمام خطوة تصعيدية جديدة نحو المزيد من التهويد: إنه عيد للمسلمين، صحيحٌ يمنع اقتحام المستوطنين، ولكن ليس للمسلمين أن يدخلوا كما شاءوا! وليس لهم حق التصرف حتى في حصتهم الزمنية التي "مُنِحت" لهم!

جاء هذا التنكيل استكمالاً لسلسلة من التشديدات التي طالت مئات الشبان طوال الأسبوعين الأخيرين، وخاصّةً ممن يأتون لصلاة الفجر من قرى وبلدات الداخل المحتل، إذ منعوا من الدخول وأبعدوا عن الأقصى. بل إن العشرات منعوا في يوم عرفة حتى اضطروا لتناول إفطارهم على أبواب المسجد.

وفي يوم عرفة أيضاً، خطا الاحتلال خطوةً خطيرةً جديدة، إذ تجوّل عناصر من شرطة الاحتلال في سيارة كهربائية داخل الأقصى وهم يرفعون فوقها علماً إسرائيلياً ضخماً. إنّها - على الأغلب - المرة الثانية التي يرفع فيها من يُمثّلُ جهةً رسميّة إسرائيلية العلمَ الإسرائيلي في الأقصى. المرة الأولى كانت بعيد احتلاله عام 1967!

تستغل "إسرائيل" الفراغ الكبير الذي تعيشه المدينة والتنكيل الذي طال كل صغير وكبير من أهلها، لتتوحش أكثر فأكثر. هذه فرصتها لتحقيق ما تريد في الأقصى، ولذلك نرى في كل مرة تصعيداً جديداً ومشهداً خطيراً غير مسبوق، تنتهجه دون تردد أو قلق من ردّ الفعل. لكنها أيضاً فرصتنا نحن، وقد تكون فرصتنا الأخيرة، للوقوف في وجه ذلك، قبل أن يصبح واقعاً متوحشاً لا رجعة عنه.
بأجسادهم النحيلة التي تعاني سوء التغذية، ووجوههم المرهقة الشاحبة، استقبل أكثر من 50 ألف طفل في قطاع غزة تهددهم المجاعة، عيد الأضحى. أطفال تزداد أوضاعهم خطورة وسط اشتداد الحر، وتكدس العائلات في الخيام فوق الرمال، ذلك كله وهم تحت قصف جيش الاحتلال طوال الوقت. وحسب الأونروا، يعاني أهالي غزة من مستويات خطيرة من الجوع جراء منع الاحتلال دخول المساعدات بشكل كامل منذ شهر، بعدما كان يدخل الفتات في الشهور الماضية. فيما تزداد المأساة في شمال القطاع الذي يعاني من نقص حاد ومتواصل بالطعام والدواء.

يحل هذا العيد، ليس فقط دون لحم الأضاحي التي منع الاحتلال إدخالها، ودون كعك العيد وحلوياته، وإنما دون حتى الأساسيات من الغذاء مثل الحليب والحبوب واللحوم والخضار، وبلا حتى مياه شرب نظيفة. فما زال الاحتلال منذ أكثر من 8 أشهر يحارب غزة بجوع أطفالها وظمأهم، وما في العالم الذي يشاهد من رادع له أو حسيب.
للمرة العاشرة، يعتقل جيش الاحتلال دنيا داوود من مدينة قلقيلية، لاستخدامها رهينة محاولاً الضغط على نجلها المطارد طارق زياد داوود، وقد سبق أن اعتقل والده وأشقاءه ومعظم أعمامه وأخواله، دون أن ينجح بالضغط على طارق لتسليم نفسه. وفي كل اعتقال ينقل جيش الاحتلال عائلة داوود إلى معسكراته ويعرضهم لمعاناة التواجد بين الجنود، وهو ما فعله في دنيا في الاعتقال الأخير قبل أسبوعٍ تقريباً، إذ احتجزها الجند في مخزن مواد تنظيف في معسكر حوارة طوال أربعة أيام، وأُبقيت مقيدة طوال الوقت، ولم يسمح لها إلا بتناول وجبتين طوال احتجازها.

جيش الاحتلال بكل ما يملكه من قوات ومنظومة عسكرية ما زال يفشل بالوصول إلى طارق الذي لا يتجاوز عمره 17 عاماً، والذي حررته المقاومة خلال صفقة تبادل الأسرى في تشرين ثاني 2023 بعد عام على اعتقاله، وقد كان من المتوقع أن يصدر الاحتلال حكماً بسجنه مدة سبع سنوات. ورغم ذلك كله، لم يضل طارق طريقه، والتحق بكتيبة طولكرم في مخيم نور شمس، ليكمل مشواره الذي بدأه، ويرفض الانكسار لضغوط جيش الاحتلال الذي يستسهل منذ أشهر اعتقال أفراد عائلته بالتناوب، واحتجازهم كرهائن أيام عدة وبظروف صعبة. فخوف الاحتلال ليس من طارق كفتى، وإنما من طارق كشرارة قد تُشعل قلقيلية، وتُلحقها لبؤر المقاومة المشتعلة في شمال الضفة.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"الحياة في النفق ترسم لنا معالم الطريق وفي جوفه رائحة الأرض الممزوجة برائحة العزة والكرامة وحين نسير فيه فإننا نطوي المسافة بين الأقصى وفلسطين".. أحد مجاهدي الأنفاق شرّفنا بحوارٍ قصير حكى فيه لمتراس عن حياة النفق ومعاني الجهاد في الأنفاق..
استشهد الطبيب إياد الرنتيسي (53 عاماً)، مدير قسم النساء في مستشفى كمال عدوان، خلال التحقيق معه داخل سجون الاحتلال. الخبر جديدٌ لكن الشهادة ليست جديدة، فقد ارتقى الرنتيسي تحت التعذيب من قبل المخابرات في تشرين ثاني\ نوفمبر 2023، بعد أسبوع واحد على اعتقاله خلال نزوحه عبر "الممر الآمن" من شمال القطاع لجنوبه، لكنّ جيش الاحتلال لم يكشف عن هذه الجريمة، إلا اليوم عبر معلومة سربها لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية"، فقد فرض حظراً للنشر عن ملابسات استشهاده لـ6 أشهر، وحتى عائلته لم تعرف عنه شيئاً طوال هذه المدة.

الرنتيسي، هو الطبيب الثاني الذي يرتقي في سجون الاحتلال، بعد الطبيب عدنان البرش رئيس قسم العظام بمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، إضافة لعشرات الأسرى الغزيين الذين يرتقون تحت التعذيب والضرب والحرمان من الطعام والدواء، والاحتجاز في ظروف صعبة، وهو واحد من نحو 300 كادر طبي اعتقلهم الاحتلال منذ اجتياح قطاع غزة، إضافة لنحو 500 شهيد من الكوادر. هذا وجه من وجوه الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، حرب على المنظومة الصحية التي تستهدف مستشفياتها، وحرب على الخبرات والنخب الطبية بالقتل والأسر. إذ لا يسعى الاحتلال لحرمان قطاع غزة وأهلها من التشافي فقط، وإنما لجعل آثار حربه على أجسادهم عميقة وطويلة الأمد.
في المشافي، قرب ثلاجات الموتى، على السيارات وقرب أماكن احتشاد الباعة، تنتشر ملصقاتً للبحث عن مفقودين في غزة، يلقي غيابهم بثقله على أهاليهم منذ شهور، يهيمون بحثاً عنهم في كل مكان دون إجابة في الأغلب..