مشوار صنع تاريخاً 🏹🫧

تقول احداهن : تهافُت زملاء جامعتي على خطبتي ثم زملاء العمل لم يكن يبشر إلا بزيجة لم يسبق لها مثيل، فملامحي ومظهري وصفاتي جعلوا مني مطمع لكل من يتعامل او تتعامل معي، منذ حصولي على الثانوية العامة وغرفة استقبال البيت لا تخلو من خاطب أسبوعيًا، العدد يزداد والمواصفات ترتفع لكن صوت بداخلي بعيدًا جدًا كان يأمرني بعدم الموافقة، حبل التف حول رقبتي كلما هممت بفتح باب قلبي لأحدهم، يشتد حتى اوشِك على الاختناق، السنوات تمر وحالي لا يتغير وبالرغم من كوني أكبر أخواتي إلا أن الصغرة تزوجت قبلنا جميعُا بزميل لها، وفازت الوسطى بأحد المتقدمين لي فعندما علم برفضي تقدم لها فوافقت بلا تفكير، وحظت الأخيرة بالزواج من ابن عمنا وسافرت معه للخارج، وأنا ما زلت أسيرة ذلك الحبل المشتد، لن أنكر مدى حزني لكن لا حيلة لي فوربي لم أتدلل ولكني كمن أُمِر بالبقاء!! مات والدي وبقيتُ وأمي، لا أدري ماذا كانت ستفعل إن لم يبقى معها أحد فالمسكينة سقطت فريسة نزيف مخ بعد فراق والدي وخرجت من العناية المركزة على كرسي متحرك، أخواتي يأتين لزيارة أمي جالبات بعض الفاكهة أو اللحم او يتطوعن بصرف روشتة علاج لكن لم تدر واحدة منهن أن الخطب أكبر من أي مما يحضرنه وأنا لم أبح بأن أمنا قد تحولت لطفلة تحتاج رعاية كاملة في كل تفصيلة مهما كانت صغيرة، أو لعلهن فهمن لكنهن آثرن الانكار حتى لا يضطررن لمشاركة العبأ، ست سنوات سحبت آخر قطرات الشباب، يوم فراقها مرَرت كفها الحاني على رأسي باكية على سريان الشيب في رأسي، بالرغم من كثرة الوقوف إلا أنها لم تكن ترى غيري، ابتسمت لي بصفاء تخبرني برضاها التام عني وبأن الله سيعوضني عن كل ما فاتني، بعد وفاتها خلا البيت وبدات أخواتي في الهمس ووصلني بعضه، الشقة تمليك باسم امي وكل واحدة تريد ارثها، الحيرة تجتاحني، أين سأذهب وكيف سأحيا وأنا التي أوقفت حياتها من أجل أمنا!! أعلم أنه حقهن لكن أين كان واجبهن في خدمتها؟ صُدمن وأنا معهن عندما علمن أن أمي سجلت لي الشقة بيع وشراء بمساعدة خالي الوحيد الذي تنازل عن طيب خاطر، كنت أجلس في الشرفة أتمنى لو أملك ما يجعلني أراضي قلب أخواتي لكني أنفقت كل ما أملك على مرض أمي واحتياجاتها، عاقبني أخواتي بالمقاطعة وكلما اشتدت الوحدة يترامي لمسامعي آخر همسات أمي فابتسم، أغيب بعض الاحيان في خيالات الزوج والولد ثم أعود لأحمد الله، الكل حاز الزوج والبنون وأنا نلت رضا أمي، اعتدت الاعتياد وصاحبت الصمت حتى ذلك اليوم عندما تسارع الطرق على الباب وكانت جارتنا، عاد ابنها الذي سمعنا عنه ولم نره من غربته، عاد محملا بالمال يريد الزوجة والولد، اعتذرت لها فانا أكبر منه بعامين لكنها أصرت، قالت لي أن من صانت أمها ستصونها وولدها، تزوجته واهداني حجة وذهبا ومالا وشقة فتنازلت عن شقة أمي لاخواتي، تبدل غضبهن لحقد ثم عادت الهمسات ووصلتني، قلن حتى لو تزوجت من أكرمها فلن تلحق بالبنون، ثم دارت رأسي وعافت نفسي الطعام وبُشرت بالحمل، من يصدق أني رزقت بأربع اطفال في بطن واحدة ابنان وابنتان!!! علمت مع صرخاتهم أن ما كان حول رقبتي لم يكن حبلا بل خيطا حريريا ربطني برضا أمي لأحظى بالسعادة وراحة البال
عفاف سعيد

❤12😢3

366 views03:01