100 سؤال في التاريخ | 11. بم تميزت شخصية محمد ﷺ ليكون النبي المصطفى والرسول الخاتم؟ | محمد إلهامي
الأسئلة التي أجيب عنها في هذه الحلقة:
23. هل ورد ذكر النبي ﷺ في التوراة والإنجيل؟ فإذا كان نعم، فلماذا لم يؤمن اليهود والنصارى؟
24. ما المؤهلات التي كانت لدى النبي ﷺ وجعلته الشخص المناسي المصطفى لحمل الرسالة؟
https://youtu.be/5NAlRisTpWk
الأسئلة التي أجيب عنها في هذه الحلقة:
23. هل ورد ذكر النبي ﷺ في التوراة والإنجيل؟ فإذا كان نعم، فلماذا لم يؤمن اليهود والنصارى؟
24. ما المؤهلات التي كانت لدى النبي ﷺ وجعلته الشخص المناسي المصطفى لحمل الرسالة؟
https://youtu.be/5NAlRisTpWk
YouTube
بم تميزت شخصية محمد ﷺ ليكون النبي المصطفى والرسول الخاتم؟ | 100 سؤال في التاريخ | الحلقة 11
نتابع معكم الأسئلة التي طرحت في الحلقة العاشرة من المحور الثالث "السيرة النبوية" وفقا للترتيب التالي:
السؤال 23 – 2:
هل ورد ذكر النبي ﷺ في التوراة والإنجيل، وطالما ورد فلماذا لم يؤمن اليهود والنصارى به؟!
السؤال 24:
ماهي مؤهلات النبيّ ﷺ ليحمل الرسالة وهو…
السؤال 23 – 2:
هل ورد ذكر النبي ﷺ في التوراة والإنجيل، وطالما ورد فلماذا لم يؤمن اليهود والنصارى به؟!
السؤال 24:
ماهي مؤهلات النبيّ ﷺ ليحمل الرسالة وهو…
تلقيت رسالة كريمة من الإخوة القائمين على تطبيق "منطوق"، يخبرونني فيه بأن كتابي "سبيل الرشاد" قد صار من أكثر الكتب استماعا في تطبيقهم!!
فلله الحمد رب العالمين
ثم الشكر للأخوة الكرام الذين تكونوا بتسجيله صوتيا في تطبيق منطوق.
رابط الكتاب المسموع | https://app.mantooq.com/PfRa
رابط تحميل الكتاب المقروء | https://t.me/kotob_elhamy/37
وهذه حلقة عن الكتاب من بودكاست "مع منتصر" | https://youtu.be/4HyI7QaGlcM
وهذا رابط لنسخة من الكتاب مترجمة إلى الفرنسية | https://t.me/kotob_elhamy/42
فلله الحمد رب العالمين
ثم الشكر للأخوة الكرام الذين تكونوا بتسجيله صوتيا في تطبيق منطوق.
رابط الكتاب المسموع | https://app.mantooq.com/PfRa
رابط تحميل الكتاب المقروء | https://t.me/kotob_elhamy/37
وهذه حلقة عن الكتاب من بودكاست "مع منتصر" | https://youtu.be/4HyI7QaGlcM
وهذا رابط لنسخة من الكتاب مترجمة إلى الفرنسية | https://t.me/kotob_elhamy/42
التطور الطبيعي للعلاقة بين الرجل والمرأة = الزواج أو الزنا.. هذه غريزة جسدية ونفسية معًا.. لا يمكن أن تتعطل إلا عند غير الأسوياء!
ثمة رجال -ونساء- تبدو رسالة حياتهم المنبثة في كل منشوراتهم ومقاطعهم المرئية ونصائحهم على هذا النحو: ذاكرة سلبية عن الزواج والعلاقة المسمومة بين الرجل والمرأة والمظالم والمشكلات.. وبالمقابل: ذاكرة إيجابية حول الصداقة والانفتاح في العمل والنادي والجامعة ... إلخ!
في هذه الحالة: لا أستطيع أن أزيح الشك عن ذهني وعن نفسي في أخلاق هذا المتكلم، وفي طبيعة حياته العفنة التي يداريها بهذا الزخرف الفكري الذي يحاول أن يبدو فيه كمصلح اجتماعي أو صاحب رأي في مشكلات الحياة..
ما من امرأة ولا رجل إلا وهو يعرف -حتى لو كان ينكر ذلك علنا- أن الانفتاح في الدراسة أو في العمل أو في غيرها يؤدي في نهاية الطريق إلى الزنا، ما لم يمنعه مانع قهري: قانوني أو اجتماعي أو مادي.. لم يعد هذا الأمر محل شك الآن بعد كل هذه التجربة الإنسانية!
ونعم، خيرُ ما يفعله الناس أن يتجنب الرجل المرأة وأن تتجنب المرأة الرجل إلا فيما فيه ضرورة.. وحتى في هذه الضرورة يجب أن يعمل الناس على تقليلها، وأن تكثر طبيبات النساء ومعلمات النساء والحافظات من النساء.. إلخ!
وذلك أن العالم الآن يعيش موجة كاسحة من الإباحية، وهذه الموجة سمَّمَت العلاقات الطبيعية التي كانت بين الناس بعضهم وبعض، أو ما كان يسميه المسيري "تطبيع الإباحية".. بحيث إن لم يكن يخطر ببال التلميذ قديما أن يشتهي مدرسته، فقد صار هذا الآن يُلِحّ على ذهنه بشدة، لقد فعلها فيلم "مدرسة المشاغبين قديما".. ولكن الإباحية الآن صنعت لنفس الفكرة مليون فيلم في مختلف الأحوال والظروف والتصورات!!
وهكذا، سائر العلاقات الطبيعية..
فمن جاءنا اليوم ليقول بأن الانفتاح ضرورة وبأن الاختلاط ضرورة وبأن عمل المرأة في مجالات غير نسائية ضرورة.. هذا اليوم صار مشكوكا في عقله وغرضه، فضلا عن أنه مشكوك في أخلاقه وحياته المنزوية التي يخفيها تحت هذه الشعارات!
من كان فعلا ساذجا بريئا لا يتصور ما أقول، فليأخذ جولة في المواقع التي تطرح المشكلات النفسية والاجتماعية أو حتى لدى صفحات الفتوى.. لقد امتلأت ملفات المشايخ بالقصص القذرة التي انتشرت بين الناس بفعل هذا التساهل والاختلاط بين الرجال والنساء.
ثمة رجال -ونساء- تبدو رسالة حياتهم المنبثة في كل منشوراتهم ومقاطعهم المرئية ونصائحهم على هذا النحو: ذاكرة سلبية عن الزواج والعلاقة المسمومة بين الرجل والمرأة والمظالم والمشكلات.. وبالمقابل: ذاكرة إيجابية حول الصداقة والانفتاح في العمل والنادي والجامعة ... إلخ!
في هذه الحالة: لا أستطيع أن أزيح الشك عن ذهني وعن نفسي في أخلاق هذا المتكلم، وفي طبيعة حياته العفنة التي يداريها بهذا الزخرف الفكري الذي يحاول أن يبدو فيه كمصلح اجتماعي أو صاحب رأي في مشكلات الحياة..
ما من امرأة ولا رجل إلا وهو يعرف -حتى لو كان ينكر ذلك علنا- أن الانفتاح في الدراسة أو في العمل أو في غيرها يؤدي في نهاية الطريق إلى الزنا، ما لم يمنعه مانع قهري: قانوني أو اجتماعي أو مادي.. لم يعد هذا الأمر محل شك الآن بعد كل هذه التجربة الإنسانية!
ونعم، خيرُ ما يفعله الناس أن يتجنب الرجل المرأة وأن تتجنب المرأة الرجل إلا فيما فيه ضرورة.. وحتى في هذه الضرورة يجب أن يعمل الناس على تقليلها، وأن تكثر طبيبات النساء ومعلمات النساء والحافظات من النساء.. إلخ!
وذلك أن العالم الآن يعيش موجة كاسحة من الإباحية، وهذه الموجة سمَّمَت العلاقات الطبيعية التي كانت بين الناس بعضهم وبعض، أو ما كان يسميه المسيري "تطبيع الإباحية".. بحيث إن لم يكن يخطر ببال التلميذ قديما أن يشتهي مدرسته، فقد صار هذا الآن يُلِحّ على ذهنه بشدة، لقد فعلها فيلم "مدرسة المشاغبين قديما".. ولكن الإباحية الآن صنعت لنفس الفكرة مليون فيلم في مختلف الأحوال والظروف والتصورات!!
وهكذا، سائر العلاقات الطبيعية..
فمن جاءنا اليوم ليقول بأن الانفتاح ضرورة وبأن الاختلاط ضرورة وبأن عمل المرأة في مجالات غير نسائية ضرورة.. هذا اليوم صار مشكوكا في عقله وغرضه، فضلا عن أنه مشكوك في أخلاقه وحياته المنزوية التي يخفيها تحت هذه الشعارات!
من كان فعلا ساذجا بريئا لا يتصور ما أقول، فليأخذ جولة في المواقع التي تطرح المشكلات النفسية والاجتماعية أو حتى لدى صفحات الفتوى.. لقد امتلأت ملفات المشايخ بالقصص القذرة التي انتشرت بين الناس بفعل هذا التساهل والاختلاط بين الرجال والنساء.
هذا اليوم، 11 فبراير، يجب ألا يُنسَى أبدًا..
هذا يوم أنعش الله به أمل أمة العرب والمسلمين في التحرر، حين أذن برحيل الطاغية المجرم العتيد حسني مبارك، فبدأت برحيله مرحلة لم تنتهِ حتى الآن!!
لقد كان يوما مشهودا فاصلا في تاريخنا المعاصر.. ولذة لم يذق جيلنا مثلها قط، ولم تستطع كل النكبات أن تنسينا إياها حتى الآن..
ولا تزال آثارها باقية بل نامية..
أقربها هذا الطوفان المبارك، فلولا رحيل هذا الطاغية ما خرج أبو إبراهيم من سجنه، ولولا خروجه هذا ما كان الطوفان ولا كانت زلزلة الصهاينة..
وأقرب منه سقوط السفاح الطاغية بشار الأسد، فلولا رحيل هذا الطاغية العجوز في ذلك اليوم ما تتالت بعده الثورات التي عصفت بالعتاة الطغاة الذين بدا أنهم أقوى من الدهر وأبقى من الزمن!!
هذا يوم ينبغي أن نحيي ذكراه، ونطيل التأمل فيه..
وهذا اليوم، أشهد بالله، لقد فهمتُ فيه لأول مرة وآخر مرة، قولة أنس بن مالك: دخل النبي المدينة يوم الاثنين فأنار منها كل شيء!!
فلقد رأيتني، وإني لأشعر في هذه اللحظة أن حول كل شيء هالة من النور، ولقد قال لي من رآني يومها: كأنك كنت تريد أن تحتضن الهواء.. وهذا حق!!
وما زال الله يرينا من آياته ما يبعث فينا الأمل.. فسبحان الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.. بيده الخير، إنه على كل شيء قدير!
هذا يوم أنعش الله به أمل أمة العرب والمسلمين في التحرر، حين أذن برحيل الطاغية المجرم العتيد حسني مبارك، فبدأت برحيله مرحلة لم تنتهِ حتى الآن!!
لقد كان يوما مشهودا فاصلا في تاريخنا المعاصر.. ولذة لم يذق جيلنا مثلها قط، ولم تستطع كل النكبات أن تنسينا إياها حتى الآن..
ولا تزال آثارها باقية بل نامية..
أقربها هذا الطوفان المبارك، فلولا رحيل هذا الطاغية ما خرج أبو إبراهيم من سجنه، ولولا خروجه هذا ما كان الطوفان ولا كانت زلزلة الصهاينة..
وأقرب منه سقوط السفاح الطاغية بشار الأسد، فلولا رحيل هذا الطاغية العجوز في ذلك اليوم ما تتالت بعده الثورات التي عصفت بالعتاة الطغاة الذين بدا أنهم أقوى من الدهر وأبقى من الزمن!!
هذا يوم ينبغي أن نحيي ذكراه، ونطيل التأمل فيه..
وهذا اليوم، أشهد بالله، لقد فهمتُ فيه لأول مرة وآخر مرة، قولة أنس بن مالك: دخل النبي المدينة يوم الاثنين فأنار منها كل شيء!!
فلقد رأيتني، وإني لأشعر في هذه اللحظة أن حول كل شيء هالة من النور، ولقد قال لي من رآني يومها: كأنك كنت تريد أن تحتضن الهواء.. وهذا حق!!
وما زال الله يرينا من آياته ما يبعث فينا الأمل.. فسبحان الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.. بيده الخير، إنه على كل شيء قدير!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
شذرات سريعات..
1. من يصرف الناس عن مقاومة الأنظمة الحاكمة هو في أدنى أحواله مغفلٌ، لم يفهم طبيعة هذه الأنظمة، ومن ثم لا يُحسن تصور مآلات بقائها!
ينبغي أن يكون الجميع الآن أحسن تصورا لهذه المآلات بعد طوفان الأقصى وبعد الانفتاح البنسلماني.. إن مآلات بقاء هذه الأنظمة في الحكم تنتهي حقا إلى هدم الأقصى وإعادة عبادة الأوثان!
2. يعرف الجميع أن بريطانيا أوجدت دولة غريبة في منطقتنا هي إسرائيل. من فضلك، هذه معلومة خاطئة.. بريطانيا صنعت دولتين لم يكن لهما وجود، ونظاميْن لم يكن لهما جذور في هذه الأرض: إسرائيل.. والأردن!
الأردن صُنِع صناعة لحماية إسرائيل، تولاه واحد من أهم الخائنين عبر كل التاريخ الإسلامي: عبد الله بن الشريف حسين، كانت بريطانيا تعطيه راتبا سنويا، وأنشأت حوله جيشا من الإنجليز، ومنحته الأموال ليصطنع له من القبائل حرسا وجيشا!
والأردن هو واحد من أخطر وأشرس النظم الوظيفية في المنطقة، وهو نظام بريطاني مُعَتَّقٌ بالدهاء والمراوغة والمكر، فليست فيه بطشة الفراعين في مصر، ولا جلافة الأعراب وقسوتهم في الجزيرة، ولا سطوة الجبروت في العراق والشام.. لقد صنعت ظروف تأسيسه تشكيلة جديدة تقوم على المكر والدهاء بأكثر من قيامها على البطش والشدة: الأم البريطانية العريقة في الدهاء، والولد العاق الخائن العريق في المراوغة والمناورة والمداورة والتمثيل!
3. الحركة الإسلامية في الأردن، بعد هذا الوقت الطويل من معاشرة النظام، تحولت بالاختراق الأمني وبالتأثر النفسي وبظروف العجز التاريخية التي جعلت الأردن مأوى لعديد من الإسلاميين الفارين من بطش الصهاينة والقوميين والبعثيين.. تحولت إلى درع مطاط ومصَّاص للنظام الأردني.. مع الأسف الشديد، بل مع كل الأسف!
فما من حركة إسلامية استطاع نظامٌ واحدٌ أن يتلاعب بها، ثم يكرر ذات اللعبة مرات ومرات كما فعل النظام الأردني في الحركة الإسلامية.. يرفعهم فجأة إلى مرتبة الوزارة، ثم يهبط بهم فجأة إلى مرتبة المطرودين من مجلس النواب والنقابات!!.. ثم يعود فيكرر اللعبة، ثم يكررون هم ذات الاستجابة لها من جديد!! كأن الذاكرة قد مُسِحت وكأنه لا تاريخ يُستفاد منه!
فالحركة الإسلامية في الأردن، بالنسبة إلى النظام، هي كالنظام الأردني بالنسبة إلى إسرائيل.. تحميه وترفده إيمانا واحتسابا، لا تأخذ من وراء ذلك منفعة ولا تملك أن تدفع عن نفسها بذلك مضرة!!
وقد علم الجميع كيف أن رأس الحركة الإسلامية في الأردن كان عميلا للمخابرات الأردنية، وقد كان مشهورا بهذا منذ كان في رأس عمله، حتى حدثني بعض من كان يحضر لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان أنهم كانوا لا يقولون بحضرته إلا ما يحبون أن يصل إلى النظام!!
ثم لم يُكشف هذا إلا حين وقع الشقاق والنزاع بينهم فأذاعوه.. والله أعلم، كم مخترقا لا زال على رأس عمله!
يسألني سائل في آخر التعليقات: هذه الثرثرة كلها تسميها: شذرات سريعات؟!
والجواب: هي والله كذلك، وفي الصدر كلام كثير كثير كثير..
1. من يصرف الناس عن مقاومة الأنظمة الحاكمة هو في أدنى أحواله مغفلٌ، لم يفهم طبيعة هذه الأنظمة، ومن ثم لا يُحسن تصور مآلات بقائها!
ينبغي أن يكون الجميع الآن أحسن تصورا لهذه المآلات بعد طوفان الأقصى وبعد الانفتاح البنسلماني.. إن مآلات بقاء هذه الأنظمة في الحكم تنتهي حقا إلى هدم الأقصى وإعادة عبادة الأوثان!
2. يعرف الجميع أن بريطانيا أوجدت دولة غريبة في منطقتنا هي إسرائيل. من فضلك، هذه معلومة خاطئة.. بريطانيا صنعت دولتين لم يكن لهما وجود، ونظاميْن لم يكن لهما جذور في هذه الأرض: إسرائيل.. والأردن!
الأردن صُنِع صناعة لحماية إسرائيل، تولاه واحد من أهم الخائنين عبر كل التاريخ الإسلامي: عبد الله بن الشريف حسين، كانت بريطانيا تعطيه راتبا سنويا، وأنشأت حوله جيشا من الإنجليز، ومنحته الأموال ليصطنع له من القبائل حرسا وجيشا!
والأردن هو واحد من أخطر وأشرس النظم الوظيفية في المنطقة، وهو نظام بريطاني مُعَتَّقٌ بالدهاء والمراوغة والمكر، فليست فيه بطشة الفراعين في مصر، ولا جلافة الأعراب وقسوتهم في الجزيرة، ولا سطوة الجبروت في العراق والشام.. لقد صنعت ظروف تأسيسه تشكيلة جديدة تقوم على المكر والدهاء بأكثر من قيامها على البطش والشدة: الأم البريطانية العريقة في الدهاء، والولد العاق الخائن العريق في المراوغة والمناورة والمداورة والتمثيل!
3. الحركة الإسلامية في الأردن، بعد هذا الوقت الطويل من معاشرة النظام، تحولت بالاختراق الأمني وبالتأثر النفسي وبظروف العجز التاريخية التي جعلت الأردن مأوى لعديد من الإسلاميين الفارين من بطش الصهاينة والقوميين والبعثيين.. تحولت إلى درع مطاط ومصَّاص للنظام الأردني.. مع الأسف الشديد، بل مع كل الأسف!
فما من حركة إسلامية استطاع نظامٌ واحدٌ أن يتلاعب بها، ثم يكرر ذات اللعبة مرات ومرات كما فعل النظام الأردني في الحركة الإسلامية.. يرفعهم فجأة إلى مرتبة الوزارة، ثم يهبط بهم فجأة إلى مرتبة المطرودين من مجلس النواب والنقابات!!.. ثم يعود فيكرر اللعبة، ثم يكررون هم ذات الاستجابة لها من جديد!! كأن الذاكرة قد مُسِحت وكأنه لا تاريخ يُستفاد منه!
فالحركة الإسلامية في الأردن، بالنسبة إلى النظام، هي كالنظام الأردني بالنسبة إلى إسرائيل.. تحميه وترفده إيمانا واحتسابا، لا تأخذ من وراء ذلك منفعة ولا تملك أن تدفع عن نفسها بذلك مضرة!!
وقد علم الجميع كيف أن رأس الحركة الإسلامية في الأردن كان عميلا للمخابرات الأردنية، وقد كان مشهورا بهذا منذ كان في رأس عمله، حتى حدثني بعض من كان يحضر لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان أنهم كانوا لا يقولون بحضرته إلا ما يحبون أن يصل إلى النظام!!
ثم لم يُكشف هذا إلا حين وقع الشقاق والنزاع بينهم فأذاعوه.. والله أعلم، كم مخترقا لا زال على رأس عمله!
يسألني سائل في آخر التعليقات: هذه الثرثرة كلها تسميها: شذرات سريعات؟!
والجواب: هي والله كذلك، وفي الصدر كلام كثير كثير كثير..
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
قاعدة يعرفها من قرأ تاريخ العرب الحديث:
الأنظمة العربية أنظمة خائنة، أما الأردن فخيانةٌ صارت نظاما!
الأنظمة العربية أنظمة خائنة، أما الأردن فخيانةٌ صارت نظاما!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
تعال أخبرك بفضيلة منسية ومغمورة وغير متوقعة من فضائل الحركة الخضراء وأخواتها في غزة، حفظهم الله جميعا..
وسيُعرِّفك هذا بعدها لماذا تنزل بهم هذه المذابح الشنيعة، ولماذا هم محاطون بهذه الخيانات الخسيسة من أنظمة مصر والأردن والسعودية والإمارات وغيرها.
وكنت ذكرتُ سابقا أن هذه الدماء المسفوحة المسفوكة هي الثمن الذي تبذله أمتنا منعا لهدم الأقصى.. فلو هُدِم الأقصى لرأيت الملياريْن يتقطعون من الغيظ ومن الحسرة، ويود أحدهم لو قد مات دون ذلك مليون أو مليونان من الناس!!
ولكن هذا الشرف قد خصَّه الله لأهل غزة، فهم يرون عضَّته في الدنيا، ويلقون أجره يوم القيامة..
والقصد الآن: أني سأذكر لك أمورًا من التاريخ هي مصداق هذا الذي أقوله الآن.. لتعرف بعدها أن هذه الحركة الخضراء وأخواتها يقومون في التاريخ بدور عظيم عظيم عظيم.. لا يشعر به أهل هذا الزمن كما ينبغي، ولا يقدروه حق قدره.. ومن قَدَر الأدوار العظيمة أن تكون التضحيات فيها عظيمة!!
متى ضاعت فلسطين يا أخي الكريم؟!
تعال أخبرك..
ضاعت يوم أن خرج في تركيا رجل ترك الخلافة العظيمة الشاسعة الأرض والموارد، ثم قال: نحن أبناء هذه الأرض المستطيلة، لا علاقة لنا بما وراءها، ومن كان مهتما بالخلافة فليقم خلافته التي يحب في أرضه.. أما نحن فأتراك، وهذه تركيا..
ولكي يغطي على هذه الخيانة المريرة، سمى انتزاع هذه القطعة الصغيرة: حرب الاستقلال.. ثم قضى فترة حكمه كلها يرسخ في وجدان الناس بالسلاح والأمن أولا ثم بالتعليم والإعلام والأفلام والأغاني أنها حرب استقلال تركيا!!
وهكذا عزيزي القارئ الكريم انقشعت الحماية الإسلامية التي كانت تسبغها الخلافة عن أرض الشام والعراق، وصارت فلسطين من نصيب الإنجليز..
الأخطر من هذا، أن مصطفى كمال أتاتورك حين فعل ما فعل، لم يعد أحدٌ في هذا العالم يرى نفسه مسؤولا عن فلسطين ولا عن تحريرها.. وألقيت المسؤولية على أهلها الفقراء المساكين الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام الصهيونية المدعومة بالقوى العظمى!!
ما علاقة هذا بما نتكلم فيه عن الحركة الخضراء؟.. اصبر معي قليلا.. سأخبرك..
هذا ضياع فلسطين.. فمتى ضاعت بيت المقدس؟!
لقد ضاعت حقا حين قرر لحس ملك الأردن حسين ما قرره جده عبد الله من الدستور الذي يجعل الضفة الغربية كالضفة الشرقية وحدة مقدسة.. وأعلن في عام 1988م فك الارتباط وأن الأردن لم يعد مسؤولا عن الضفة الغربية!!
وبدأت عملية شاملة -بالسلاح والإعلام والتعليم، كالتي فعلها أتاتورك- لتجعل حدود الأردن واقفة عند نهر الأردن، وعند الحدود التي وقفت عندها إسرائيل.. وصارت مهمة ملك الأردن وجيش الأردن ونظام الأردن الحفاظ على حدود الأردن!!
وإلى الآن تجد منافقي النظام الأردني وذبابه الإلكتروني يفتخرون بأن الجيش الأردني حفظ الأردن وحدودها!!
وهكذا اكتمل المسلسل؛ عبد الله ملك الأردن سعى بكل طاقته وبجيشه الإنجليزي للسيطرة على الضفة الغربية لتوسيع مملكته باسم العروبة.. فلما أخذها منهم الصهاينة انسحب إلى شرق الأردن باسم الوطنية..
والخاسر هو أهل فلسطين!!
ونفس هذا المشهد.. هو هو.. هو نفسه.. هو عينه.. فعله النظام المصري مع غزة..
فنظامنا المصري كان مسيطرا على غزة، وضامنا فيها لأمن الصهاينة، ويطارد فيها أهل المقاومة ويعتقلهم ويعذبهم.. وكان هيكل يصدح بإدانة الغوغائيين والإرهابيين الذين يريدون إحراج عبد الناصر وتدمير مكتسبات الثورة بجره إلى حرب مع إسرائيل.. فكان ماذا؟!
اجتاحت إسرائيل غزة وسيناء.. ثم جاءنا السادات فقرر أن يحافظ على "وطنه" وعلى "حدود مصر".. التي ليس منها غزة.. وترك غزة لمصيرها تحت الاحتلال الإسرائيلي!!
ولا زال المنافقون في مصر والذباب الإلكتروني يمدحون السادات ومبارك بكونهما حققوا السلام لمصر، وجنبوا مصر الحروب، وحفظوا حدود مصر.. ولا أحد يتذكر هذا الغدر الشنيع بغزة.. التي صارت الآن فلسطينية تخص أهل فلسطين ولا علاقة للنظام المصري بها!!
أكبر من غزة وأخطر ما فعله المجرم الهالك عبد الناصر حين فرط في السودان العظيم الشاسع الخصيب (وهذا ملف مرير لمن تتبع فصوله).. ثم حين فرط في الوحدة مع سوريا (وهي وحدة جاءته تسعى).. فرط فيهما باسم العروبة أيضا..
كل هذه الجرائم ارتكبت باسم الوطنية، الوطنية التي تتسع وتضيق بحسب أهواء النظام الحاكم، الوطنية التي تحددها في واقع الأمر الإعلام والأفلام والأغاني بعد أن ترسخها القوة المسلحة!!
كل هؤلاء فرطوا في أوطان عظيمة وفي بقاع مهمة ومقدسة باسم الاستقلال، الوطنية، العروبة..
ولو ذهبت أحكي لك فلن أتوقف..
فعبد العزيز في السعودية لم يتوقف إلا حيث أمره الإنجليز، ولذلك فالحدود الحالية للسعودية ليس لها أي عمق تاريخي ولا أي شكل طبيعي ترسمه الجغرافيا.. إنما هي حدود رسمها الإنجليز.. سواء من جهة مشيخات الخليج أو العراق أو الأردن.. فكل هذه المناطق كانت خاضعة للإنجليز!!
وسيُعرِّفك هذا بعدها لماذا تنزل بهم هذه المذابح الشنيعة، ولماذا هم محاطون بهذه الخيانات الخسيسة من أنظمة مصر والأردن والسعودية والإمارات وغيرها.
وكنت ذكرتُ سابقا أن هذه الدماء المسفوحة المسفوكة هي الثمن الذي تبذله أمتنا منعا لهدم الأقصى.. فلو هُدِم الأقصى لرأيت الملياريْن يتقطعون من الغيظ ومن الحسرة، ويود أحدهم لو قد مات دون ذلك مليون أو مليونان من الناس!!
ولكن هذا الشرف قد خصَّه الله لأهل غزة، فهم يرون عضَّته في الدنيا، ويلقون أجره يوم القيامة..
والقصد الآن: أني سأذكر لك أمورًا من التاريخ هي مصداق هذا الذي أقوله الآن.. لتعرف بعدها أن هذه الحركة الخضراء وأخواتها يقومون في التاريخ بدور عظيم عظيم عظيم.. لا يشعر به أهل هذا الزمن كما ينبغي، ولا يقدروه حق قدره.. ومن قَدَر الأدوار العظيمة أن تكون التضحيات فيها عظيمة!!
متى ضاعت فلسطين يا أخي الكريم؟!
تعال أخبرك..
ضاعت يوم أن خرج في تركيا رجل ترك الخلافة العظيمة الشاسعة الأرض والموارد، ثم قال: نحن أبناء هذه الأرض المستطيلة، لا علاقة لنا بما وراءها، ومن كان مهتما بالخلافة فليقم خلافته التي يحب في أرضه.. أما نحن فأتراك، وهذه تركيا..
ولكي يغطي على هذه الخيانة المريرة، سمى انتزاع هذه القطعة الصغيرة: حرب الاستقلال.. ثم قضى فترة حكمه كلها يرسخ في وجدان الناس بالسلاح والأمن أولا ثم بالتعليم والإعلام والأفلام والأغاني أنها حرب استقلال تركيا!!
وهكذا عزيزي القارئ الكريم انقشعت الحماية الإسلامية التي كانت تسبغها الخلافة عن أرض الشام والعراق، وصارت فلسطين من نصيب الإنجليز..
الأخطر من هذا، أن مصطفى كمال أتاتورك حين فعل ما فعل، لم يعد أحدٌ في هذا العالم يرى نفسه مسؤولا عن فلسطين ولا عن تحريرها.. وألقيت المسؤولية على أهلها الفقراء المساكين الذين وجدوا أنفسهم فجأة أمام الصهيونية المدعومة بالقوى العظمى!!
ما علاقة هذا بما نتكلم فيه عن الحركة الخضراء؟.. اصبر معي قليلا.. سأخبرك..
هذا ضياع فلسطين.. فمتى ضاعت بيت المقدس؟!
لقد ضاعت حقا حين قرر لحس ملك الأردن حسين ما قرره جده عبد الله من الدستور الذي يجعل الضفة الغربية كالضفة الشرقية وحدة مقدسة.. وأعلن في عام 1988م فك الارتباط وأن الأردن لم يعد مسؤولا عن الضفة الغربية!!
وبدأت عملية شاملة -بالسلاح والإعلام والتعليم، كالتي فعلها أتاتورك- لتجعل حدود الأردن واقفة عند نهر الأردن، وعند الحدود التي وقفت عندها إسرائيل.. وصارت مهمة ملك الأردن وجيش الأردن ونظام الأردن الحفاظ على حدود الأردن!!
وإلى الآن تجد منافقي النظام الأردني وذبابه الإلكتروني يفتخرون بأن الجيش الأردني حفظ الأردن وحدودها!!
وهكذا اكتمل المسلسل؛ عبد الله ملك الأردن سعى بكل طاقته وبجيشه الإنجليزي للسيطرة على الضفة الغربية لتوسيع مملكته باسم العروبة.. فلما أخذها منهم الصهاينة انسحب إلى شرق الأردن باسم الوطنية..
والخاسر هو أهل فلسطين!!
ونفس هذا المشهد.. هو هو.. هو نفسه.. هو عينه.. فعله النظام المصري مع غزة..
فنظامنا المصري كان مسيطرا على غزة، وضامنا فيها لأمن الصهاينة، ويطارد فيها أهل المقاومة ويعتقلهم ويعذبهم.. وكان هيكل يصدح بإدانة الغوغائيين والإرهابيين الذين يريدون إحراج عبد الناصر وتدمير مكتسبات الثورة بجره إلى حرب مع إسرائيل.. فكان ماذا؟!
اجتاحت إسرائيل غزة وسيناء.. ثم جاءنا السادات فقرر أن يحافظ على "وطنه" وعلى "حدود مصر".. التي ليس منها غزة.. وترك غزة لمصيرها تحت الاحتلال الإسرائيلي!!
ولا زال المنافقون في مصر والذباب الإلكتروني يمدحون السادات ومبارك بكونهما حققوا السلام لمصر، وجنبوا مصر الحروب، وحفظوا حدود مصر.. ولا أحد يتذكر هذا الغدر الشنيع بغزة.. التي صارت الآن فلسطينية تخص أهل فلسطين ولا علاقة للنظام المصري بها!!
أكبر من غزة وأخطر ما فعله المجرم الهالك عبد الناصر حين فرط في السودان العظيم الشاسع الخصيب (وهذا ملف مرير لمن تتبع فصوله).. ثم حين فرط في الوحدة مع سوريا (وهي وحدة جاءته تسعى).. فرط فيهما باسم العروبة أيضا..
كل هذه الجرائم ارتكبت باسم الوطنية، الوطنية التي تتسع وتضيق بحسب أهواء النظام الحاكم، الوطنية التي تحددها في واقع الأمر الإعلام والأفلام والأغاني بعد أن ترسخها القوة المسلحة!!
كل هؤلاء فرطوا في أوطان عظيمة وفي بقاع مهمة ومقدسة باسم الاستقلال، الوطنية، العروبة..
ولو ذهبت أحكي لك فلن أتوقف..
فعبد العزيز في السعودية لم يتوقف إلا حيث أمره الإنجليز، ولذلك فالحدود الحالية للسعودية ليس لها أي عمق تاريخي ولا أي شكل طبيعي ترسمه الجغرافيا.. إنما هي حدود رسمها الإنجليز.. سواء من جهة مشيخات الخليج أو العراق أو الأردن.. فكل هذه المناطق كانت خاضعة للإنجليز!!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
الأردن نفسها، لم تكن إلا منطقة جرداء، مجرد معبر وقبائل، ولكن سياسة الإنجليز أرادت قطعة متجمدة تحفظ الأمن ولا تثير المشكلات لا في فلسطين ولا في العراق ولا في سوريا، فجعلتها دولة، وجاءت لها بأمير، ثم سموها مملكة!! (إذا أحببت التفاصيل فثمة كتاب ممتاز اسمه: عبد الله وشرق الأردن لباحثة إنجليزية اسمها: ماري ويلسون).
إذا كنت عزيزي القارئ، قد وصلت معي إلى هذا السطر.. فخذ مقصود هذا الكلام كله
لقد كانت هذه الحركة الخضراء قادرة على أن تعيد تزييف التاريخ والواقع بأن تكتفي بغزة، وتصنع فيها لنفسها دولة.. وتقول كما قال هؤلاء: نحن حررنا "وطننا" غزة، وبيت المقدس ملك لجميع العرب والمسلمين وما لنا بتحريره طاقة، فمن شاء من العرب والمسلمين أن يحرره فليتقدم!
لا تستغرب هذا.. إن غزة يمكنها أن تكون دولة.. وإذا نظرتَ في قائمة مساحة الدول، فسترى عشر دول مساحتها أصغر من غزة، وهذه دول معترف بها! مثل الفاتيكان ومالطا والمالديف وغيرها.
وأما إذا نظرت في عدد السكان فغزة ذات الثلاثة ملايين إنسان هي أكبر من أكثر من ستين دولة معترف بها.. أي أنها تستكمل مقومات الدولة سياسيا!
وفوق هذا فقد عمل الصهاينة -ومعهم الأنظمة العربية، ومعهم السلطة الفلسطينية أيضا- لزمن على تحييد غزة وفصلها عن بقية القضية، وإبقائها خارج الترتيبات النهائية وقضايا الحل النهائي.. ولكن قادة غزة قاوموا هذا بكل سبيل.. بل لقد أقدموا على استشهادهم في سبيل ألا يتم ذلك، فذهبوا إلى مسيرات العودة فلم تغنِ كثيرا، ثم بدؤوا في سيف القدس ليثبتوا معادلة أن الساحة واحدة والقضية واحدة، ثم ها هم قاموا بطوفان الأقصى!!
وهذه فائدة أن يكون الحاكمون إسلاميين مخلصين، لا هم علمانيين ولا خونة مثل بقية حكام العرب والمسلمين الذين ضيعوا البلاد وأهلكوا العباد.. واخترعوا مفاهيم جديدة للوطنية تنكمش وتتمدد حسب رغبة الأجنبي!!
أهل غزة وكل الأمة الآن يدفعون ثمن التاريخ الذي يحملونه فوق ظهورهم..
لقد كان ليتغير التاريخ كله لو أن الرجل القوي في تركيا كان حريصا على استعادة كل الأملاك العثمانية، فحتى لو عجزت قوته، فسيعتبرها ممالك محتلة ترث الأجيال قضيتها، وتعمل وسائل الإعلام ومناهج التعليم على تحريرها!!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم مصر تشبث بكل قوته -وتحت شعار العروبة نفسه- بالسودان الشاسع الخصيب، وبسوريا.. فما كان للسودان أن يصل إلى حاله الآن، ولا للشام كذلك.. وكانت قوة البلاد كلها ستتضاعف مواردها البشرية والمادية وهو ما يجعلها أقدر على الحرب وأقدر على التنمية كذلك!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم مصر وقرر أن يخوض السلام قد تشبث بغزة، على الأقل باعتبار أنها كانت تحت السيادة المصرية، ولم يتركها عزلاء تواجه مصيرها وحدها.. فلما استطاع أهلها بمعجزة خالدة أن يحرروها بعد أكثر من ربع قرن، كان النظام المصري هو الطعنة الغادرة في ظهرها والضلع الأشرس في حصارها!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم الأردن قديما لم يدخل إلى المعركة ليثبت حدود التقسيم وليسلم اللد والرملة، ثم يتولى هو الضفة الغربية ليمنع كل مقاومة منها.. ولقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم الأردن بعده ظل متشبثا وحريصا بأن الضفة الغربية هي جزء محتل من بلاده لا يستسلم لنزعها منه ولو عجز عن تحريرها!!
لقد كان سيتغير التاريخ لو شعرت الأمة أن الذين اقتسموها لم يكونوا أبناء الأمة بل أبناء الاحتلال الأجنبي، وأن الأنظمة التي سادت في مصر والسعودية والعراق والأردن والإمارات ليست إلا قواعد نفوذ أجنبي..
وذلك كله هو أحد الفوارق الأساسية والجوهرية بين عصر الخلافة الإسلامية وعصور الدول القومية الوطنية الحديثة.. إن الخليفة الذي يستقر في اسطنبول مهما بلغ ضعفه وعجزه فإنه قائم على مسؤولياته، ولقد ذكر شكيب أرسلان -وهو ممن كانت له علاقات وثيقة برجال الدولة العثمانية- أن القضية الأساسية التي دخلت الدولة العثمانية لأجلها الحرب العالمية الأولى كانت هي مصر.. لقد ظلت الخلافة العثمانية غير مستسلمة ولا مُسَلِّمة لاحتلال الإنجليز لمصر، وبذلت جهدها وما استطاعت في سبيل تحريرها..
ما كان الخليفة يستطيع أن يقول: مصر للمصريين وعلى أهلها أن يحرروا أنفسهم بأنفسهم، وإنما نحن عثمانيون أتراك نهتم لأجل وطننا التركي العريق!!
إن هذه الثلة الباسلة القائمة في غزة تدفع من دمها ثمن تجديد الوعي وإعادة الروح وإنقاذ الدين واسترجاع التاريخ.. لهذا يطعنونها، فإنها كالشريفة العفيفة في مدينة العاهرات.. يؤذيهن وجودها وعفافها فيتآمرون عليها ويطعنونها!!
هذا هو الفضل المنسي المغمور الذي أحببت أن أحدثك عنه..
حتى لو أبيدت الحركة، ولو مُسِحت غزة.. فلقد أدوا الأمانة، وكانوا رجالا من نسل الصحابة الأولين!
إذا كنت عزيزي القارئ، قد وصلت معي إلى هذا السطر.. فخذ مقصود هذا الكلام كله
لقد كانت هذه الحركة الخضراء قادرة على أن تعيد تزييف التاريخ والواقع بأن تكتفي بغزة، وتصنع فيها لنفسها دولة.. وتقول كما قال هؤلاء: نحن حررنا "وطننا" غزة، وبيت المقدس ملك لجميع العرب والمسلمين وما لنا بتحريره طاقة، فمن شاء من العرب والمسلمين أن يحرره فليتقدم!
لا تستغرب هذا.. إن غزة يمكنها أن تكون دولة.. وإذا نظرتَ في قائمة مساحة الدول، فسترى عشر دول مساحتها أصغر من غزة، وهذه دول معترف بها! مثل الفاتيكان ومالطا والمالديف وغيرها.
وأما إذا نظرت في عدد السكان فغزة ذات الثلاثة ملايين إنسان هي أكبر من أكثر من ستين دولة معترف بها.. أي أنها تستكمل مقومات الدولة سياسيا!
وفوق هذا فقد عمل الصهاينة -ومعهم الأنظمة العربية، ومعهم السلطة الفلسطينية أيضا- لزمن على تحييد غزة وفصلها عن بقية القضية، وإبقائها خارج الترتيبات النهائية وقضايا الحل النهائي.. ولكن قادة غزة قاوموا هذا بكل سبيل.. بل لقد أقدموا على استشهادهم في سبيل ألا يتم ذلك، فذهبوا إلى مسيرات العودة فلم تغنِ كثيرا، ثم بدؤوا في سيف القدس ليثبتوا معادلة أن الساحة واحدة والقضية واحدة، ثم ها هم قاموا بطوفان الأقصى!!
وهذه فائدة أن يكون الحاكمون إسلاميين مخلصين، لا هم علمانيين ولا خونة مثل بقية حكام العرب والمسلمين الذين ضيعوا البلاد وأهلكوا العباد.. واخترعوا مفاهيم جديدة للوطنية تنكمش وتتمدد حسب رغبة الأجنبي!!
أهل غزة وكل الأمة الآن يدفعون ثمن التاريخ الذي يحملونه فوق ظهورهم..
لقد كان ليتغير التاريخ كله لو أن الرجل القوي في تركيا كان حريصا على استعادة كل الأملاك العثمانية، فحتى لو عجزت قوته، فسيعتبرها ممالك محتلة ترث الأجيال قضيتها، وتعمل وسائل الإعلام ومناهج التعليم على تحريرها!!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم مصر تشبث بكل قوته -وتحت شعار العروبة نفسه- بالسودان الشاسع الخصيب، وبسوريا.. فما كان للسودان أن يصل إلى حاله الآن، ولا للشام كذلك.. وكانت قوة البلاد كلها ستتضاعف مواردها البشرية والمادية وهو ما يجعلها أقدر على الحرب وأقدر على التنمية كذلك!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم مصر وقرر أن يخوض السلام قد تشبث بغزة، على الأقل باعتبار أنها كانت تحت السيادة المصرية، ولم يتركها عزلاء تواجه مصيرها وحدها.. فلما استطاع أهلها بمعجزة خالدة أن يحرروها بعد أكثر من ربع قرن، كان النظام المصري هو الطعنة الغادرة في ظهرها والضلع الأشرس في حصارها!
لقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم الأردن قديما لم يدخل إلى المعركة ليثبت حدود التقسيم وليسلم اللد والرملة، ثم يتولى هو الضفة الغربية ليمنع كل مقاومة منها.. ولقد كان ليتغير التاريخ لو أن الذي حكم الأردن بعده ظل متشبثا وحريصا بأن الضفة الغربية هي جزء محتل من بلاده لا يستسلم لنزعها منه ولو عجز عن تحريرها!!
لقد كان سيتغير التاريخ لو شعرت الأمة أن الذين اقتسموها لم يكونوا أبناء الأمة بل أبناء الاحتلال الأجنبي، وأن الأنظمة التي سادت في مصر والسعودية والعراق والأردن والإمارات ليست إلا قواعد نفوذ أجنبي..
وذلك كله هو أحد الفوارق الأساسية والجوهرية بين عصر الخلافة الإسلامية وعصور الدول القومية الوطنية الحديثة.. إن الخليفة الذي يستقر في اسطنبول مهما بلغ ضعفه وعجزه فإنه قائم على مسؤولياته، ولقد ذكر شكيب أرسلان -وهو ممن كانت له علاقات وثيقة برجال الدولة العثمانية- أن القضية الأساسية التي دخلت الدولة العثمانية لأجلها الحرب العالمية الأولى كانت هي مصر.. لقد ظلت الخلافة العثمانية غير مستسلمة ولا مُسَلِّمة لاحتلال الإنجليز لمصر، وبذلت جهدها وما استطاعت في سبيل تحريرها..
ما كان الخليفة يستطيع أن يقول: مصر للمصريين وعلى أهلها أن يحرروا أنفسهم بأنفسهم، وإنما نحن عثمانيون أتراك نهتم لأجل وطننا التركي العريق!!
إن هذه الثلة الباسلة القائمة في غزة تدفع من دمها ثمن تجديد الوعي وإعادة الروح وإنقاذ الدين واسترجاع التاريخ.. لهذا يطعنونها، فإنها كالشريفة العفيفة في مدينة العاهرات.. يؤذيهن وجودها وعفافها فيتآمرون عليها ويطعنونها!!
هذا هو الفضل المنسي المغمور الذي أحببت أن أحدثك عنه..
حتى لو أبيدت الحركة، ولو مُسِحت غزة.. فلقد أدوا الأمانة، وكانوا رجالا من نسل الصحابة الأولين!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في مقدمة كتاب "الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة" جاء ذكر حادثة طريفة لها اتصال بالسياسة المعاصرة:
رسالة النبي ﷺ إلى هرقل، كانت عند ملك الأردن عبد الله بن الحسين (عبد الله الأول)، فتسربت إلى بعض جواريه، ثم إن هذه الجارية أخذت الوثيقة الشرقية وسافرت إلى سويسرا، وهناك باعتها لأمير "أبو ظبي"، فلما علم بهذا حفيدُه الملك حسين تشفَّع حتى استعادها، وهي محفوظة في عمّان كما يقول العلامة محمد حميد الله!
صارت أعاجيب الملوك تطاردنا في كل كتاب!! فهذا عبد الله الأول الذي باع فلسطين، وحصل بجدارة على لقب الخائن الأول لبيت المقدس، كان يضع مأثرته ومأثرة عائلته ورسالة جدِّه عند جارية له!
وهذه الجارية استطاعت أن تخرج بهذه المأثرة العظيمة من البلد، حتى ذهبت إلى سويسرا، وهناك تاجرت في الوثيقة!!
إن تسعة أعشار المسلمين اليوم -على أقل تقدير- لو حصلت بأيديهم ورقة من أثر الرسول لما باعوها بكنوز الأرض، ولكن الجارية كانت على أخلاق سيدها.. فهذا باع الأرض المقدسة، وهذه باعت الوثيقة المقدسة!!
ولا يُسْتَغَْرَب هذا على ملكٍ كان هو وإخوته ملوكا على شرقي الأردن والعراق والحجاز، في الوقت الذي كان أبوهم (الشريف حسين) منفيا في قبرص يسحبه صاحب البيت إلى القاضي ليطالبه بأجرة البيت!!
فأي وفاء؟!!
ولا تحسبن أن الملك حسين -الذي استعاد الوثيقة- كان خيرا من جدِّه؛ ولكنه عالج الفضيحة، وإلا فقد استمر هو نفسه في بيع الأرض المقدسة، وقد أخذ الصهاينة منه مسرى النبي وبقية الضفة الغربية بغير قتال (1967م)، ثم إنه تنازل عنها فيما سمّاه فك الارتباط (1988م)!
ولقد كان يُعَيَّر الملك حسين بأنه لم يصل أبدا في المسجد الأقصى طوال السنين التي كان الأقصى تحت سيادته (قبل 1967م)! وهو المسجد الذي كانت تأتي إليه وفود الحجيج من طنجة وجاكرتا ومن غانة وفرغانة!!
يكاد كل شيء في هذه الدنيا يشدنا ويجذبنا ويدفعنا دفعا إلى الحقيقة الساطعة التي تقول: هذه الأنظمة ليست أنظمة مسلمة تنتمي إلى الأمة ولكن داخَلَها الفساد والظلم والجور على نحو ما كان في الملوك الظلمة من الأمويين والعباسيين والعثمانيين عبر التاريخ..
هؤلاء نوع آخر وطبيعة أخرى، هؤلاء أبناء الاحتلال الأجنبي، وهم قومه ووكلاؤه وأولياؤه وخلصاؤه، بهم بلغ منا ومن بلادنا ما لم يستطع بلوغه بجيوشه!!
ومن فتَّش في تاريخ هؤلاء وجد عجبا من ولائهم، ومن تقديمهم مصلحة الأجانب على مصالحهم هم، ولقد كان الشريف حسين -جدّ هؤلاء- قد وصلت إليه أخبار المعاهدة السرية بين الإنجليز والفرنسيين (معاهدة سايكس بيكو) وهي التي تعني أن الإنجليز غدروا به واستعملوه في حرب العثمانيين ثم سيقذفونه إلى أقرب مزبلة!!
فماذا فعل الشريف حسين حين وصلته رسالة جمال باشا (قائد الجيش العثماني) بأنباء المعاهدة الإنجليزية الفرنسية؟
رفض التعاون مع العثمانيين، وبعث برسالة جمال باشا وما فيها إلى الإنجليز يستفسر منهم عن صحة هذا الكلام.. فأرسلوا إليه مبعوثا يطمئنه ويخدره حتى فعلوا به ما كان قد حُذِّر منه!
هل تعرف عزيزي القارئ أن أول من وافق على الدولة الصهيونية هو فيصل بن الشريف حسين (أخو عبد الله صاحب الوثيقة المسروقة) في اتفاقيته مع رئيس المنظمة الصهيونية حاييم وايزمان؟.. ابحث عن: اتفاقية فيصل وايزمان.. وستعرف أنها كانت أول أساس قانوني صادر من أمير عربي بالموافقة على دولة للصهاينة في فلسطين!
حديث التاريخ طويل.. ولكنه حديث مرّ وليس حديثا للتسلية..
إن ما نحن فيه الآن هو الثمرة المرة للخيانات الكثيرة التي ارتكبتها هذه الأنظمة، ولكن.. أتدري؟!!
ثمة خيانة أخرى، ربما تكون أكبر وأعظم، نرتكبها نحن، ويرتكبها بعضنا إما بغفلة وحسن نية، وإما تحت شعور الخوف والهزيمة النفسية.. هذه الخيانة الأكبر هي تضليل الناس وتخديرهم وتثبيطهم وإقناعهم أن هذه الأنظمة أنظمة مسلمة تنتمي إلى الأمة ولكن داخلها بعض الفساد والظلم والجور على نحو ما كان عليه أمراء المسلمين قديما!!
هذه خيانة التضليل والتخدير والتثبيط هي التي ستجعلنا ندفع الثمن من أرواحنا ودمائنا إلى أن تنتهي هذه الخدعة، وإلى أن يبطل مفعول هذا المخدر!
رسالة النبي ﷺ إلى هرقل، كانت عند ملك الأردن عبد الله بن الحسين (عبد الله الأول)، فتسربت إلى بعض جواريه، ثم إن هذه الجارية أخذت الوثيقة الشرقية وسافرت إلى سويسرا، وهناك باعتها لأمير "أبو ظبي"، فلما علم بهذا حفيدُه الملك حسين تشفَّع حتى استعادها، وهي محفوظة في عمّان كما يقول العلامة محمد حميد الله!
صارت أعاجيب الملوك تطاردنا في كل كتاب!! فهذا عبد الله الأول الذي باع فلسطين، وحصل بجدارة على لقب الخائن الأول لبيت المقدس، كان يضع مأثرته ومأثرة عائلته ورسالة جدِّه عند جارية له!
وهذه الجارية استطاعت أن تخرج بهذه المأثرة العظيمة من البلد، حتى ذهبت إلى سويسرا، وهناك تاجرت في الوثيقة!!
إن تسعة أعشار المسلمين اليوم -على أقل تقدير- لو حصلت بأيديهم ورقة من أثر الرسول لما باعوها بكنوز الأرض، ولكن الجارية كانت على أخلاق سيدها.. فهذا باع الأرض المقدسة، وهذه باعت الوثيقة المقدسة!!
ولا يُسْتَغَْرَب هذا على ملكٍ كان هو وإخوته ملوكا على شرقي الأردن والعراق والحجاز، في الوقت الذي كان أبوهم (الشريف حسين) منفيا في قبرص يسحبه صاحب البيت إلى القاضي ليطالبه بأجرة البيت!!
فأي وفاء؟!!
ولا تحسبن أن الملك حسين -الذي استعاد الوثيقة- كان خيرا من جدِّه؛ ولكنه عالج الفضيحة، وإلا فقد استمر هو نفسه في بيع الأرض المقدسة، وقد أخذ الصهاينة منه مسرى النبي وبقية الضفة الغربية بغير قتال (1967م)، ثم إنه تنازل عنها فيما سمّاه فك الارتباط (1988م)!
ولقد كان يُعَيَّر الملك حسين بأنه لم يصل أبدا في المسجد الأقصى طوال السنين التي كان الأقصى تحت سيادته (قبل 1967م)! وهو المسجد الذي كانت تأتي إليه وفود الحجيج من طنجة وجاكرتا ومن غانة وفرغانة!!
يكاد كل شيء في هذه الدنيا يشدنا ويجذبنا ويدفعنا دفعا إلى الحقيقة الساطعة التي تقول: هذه الأنظمة ليست أنظمة مسلمة تنتمي إلى الأمة ولكن داخَلَها الفساد والظلم والجور على نحو ما كان في الملوك الظلمة من الأمويين والعباسيين والعثمانيين عبر التاريخ..
هؤلاء نوع آخر وطبيعة أخرى، هؤلاء أبناء الاحتلال الأجنبي، وهم قومه ووكلاؤه وأولياؤه وخلصاؤه، بهم بلغ منا ومن بلادنا ما لم يستطع بلوغه بجيوشه!!
ومن فتَّش في تاريخ هؤلاء وجد عجبا من ولائهم، ومن تقديمهم مصلحة الأجانب على مصالحهم هم، ولقد كان الشريف حسين -جدّ هؤلاء- قد وصلت إليه أخبار المعاهدة السرية بين الإنجليز والفرنسيين (معاهدة سايكس بيكو) وهي التي تعني أن الإنجليز غدروا به واستعملوه في حرب العثمانيين ثم سيقذفونه إلى أقرب مزبلة!!
فماذا فعل الشريف حسين حين وصلته رسالة جمال باشا (قائد الجيش العثماني) بأنباء المعاهدة الإنجليزية الفرنسية؟
رفض التعاون مع العثمانيين، وبعث برسالة جمال باشا وما فيها إلى الإنجليز يستفسر منهم عن صحة هذا الكلام.. فأرسلوا إليه مبعوثا يطمئنه ويخدره حتى فعلوا به ما كان قد حُذِّر منه!
هل تعرف عزيزي القارئ أن أول من وافق على الدولة الصهيونية هو فيصل بن الشريف حسين (أخو عبد الله صاحب الوثيقة المسروقة) في اتفاقيته مع رئيس المنظمة الصهيونية حاييم وايزمان؟.. ابحث عن: اتفاقية فيصل وايزمان.. وستعرف أنها كانت أول أساس قانوني صادر من أمير عربي بالموافقة على دولة للصهاينة في فلسطين!
حديث التاريخ طويل.. ولكنه حديث مرّ وليس حديثا للتسلية..
إن ما نحن فيه الآن هو الثمرة المرة للخيانات الكثيرة التي ارتكبتها هذه الأنظمة، ولكن.. أتدري؟!!
ثمة خيانة أخرى، ربما تكون أكبر وأعظم، نرتكبها نحن، ويرتكبها بعضنا إما بغفلة وحسن نية، وإما تحت شعور الخوف والهزيمة النفسية.. هذه الخيانة الأكبر هي تضليل الناس وتخديرهم وتثبيطهم وإقناعهم أن هذه الأنظمة أنظمة مسلمة تنتمي إلى الأمة ولكن داخلها بعض الفساد والظلم والجور على نحو ما كان عليه أمراء المسلمين قديما!!
هذه خيانة التضليل والتخدير والتثبيط هي التي ستجعلنا ندفع الثمن من أرواحنا ودمائنا إلى أن تنتهي هذه الخدعة، وإلى أن يبطل مفعول هذا المخدر!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
مسابقة ثقافية سريعة..
اقرأ هذا النص، وحاول أن تستنتج من قائله من العلماء أو الدعاة المعاصرين؟
لا تهرب من المسابقة.. اقرأ النص أولا، وفكر قليلا.. فكر دقيقتين على الأقل!
سأترك لك الإجابة في التعليقات..
بل قف..
تعال.. سأتركه لك هنا..
خذ الجواب:
إني على يقين بأن الإجابة الصحيحة لم يعرفها أحد.. إن هذا النص الإسلامي المحكم ليس لأحد من العلماء ولا الدعاة، بل هو من خطاب للملك حسين بن طلال ملك الأردن السابق! وأحد أشهر الحكام العملاء في تاريخنا المعاصر، وعمالته فضحها الأمريكان بأنفسهم، وكُشِف أنه كان يتقاضى مليون دولار في كل سنة، وله اسم كودي ضمن سجل عملاء المخابرات الأمريكية!
وهذا الخطاب كان في منتصف عام 1966م، ألقي بمدينة عجلون.. وكما ترى فقد كان القائد الزعيم يعظ الناس بخطر الشيوعية والإلحاد، وبأهمية الرابطة الإسلامية، وبضرورة الحفاظ على ثوابت الدين الحنيف!
فكيف هذا؟
الجواب بسيط عزيزي القارئ، فما كان هذا التسربل بالدين إلا مناكفة ومدافعة لأنظمة الحكم في مصر وسوريا والعراق، أولئك الذين كانوا وقتها في الحضن الشيوعي!
لم يكن هذا دفاعا عن الإسلام، وإنما كان اتساقا مع عمالته هو للمعسكر الغربي.. لكن اللهجة الإسلامية كانت وسيلته في تغطية العمالة للغرب أمام الشعوب المسلمة.. تماما، مثلما فعلها حكام السعودية، وفعلها السادات بعد عبد الناصر، وفعلها ملوك المغرب أيضا.
فلما زالت الشيوعية وخطرها، ألقى هؤلاء جميعهم بهذه اللهجة الإسلامية، ونشروا التغريب والإلحاد والانحلال في بلادهم.. وهم -كما تراهم الآن- يتنافسون في خدمة الصهاينة والأمريكان، كما يتسابقون في حرب الإسلام والمسلمين.
أريد أن أقول:
إن الكلام الصحيح في نفسه إذا خرج من الحكام العرب فاعلم أنه حق يراد به باطل، وأنه خدعة تكفي تحتها فخا، وأنها وسيلة صحيحة تتخذ لغايات دنيئة.
وهؤلاء ليسوا جهلة ولا غافلين حتى يظن البعض أن السبيل معهم هو سبيل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، هؤلاء أعداء محاربون، فراعين وطغاة وجبارون، فما ينطقون بالكلمة الحسنة إلا ليزينوا أنفسهم وليزخرفوا سياستهم، لا يفعلون ذلك إلا لترويض الشعوب والتغرير بها.. وما يغتر بهم إلا مغفل أو فاسد طمس الله على قلبه وبصره.
وأنت الآن ترى غزة وحالها.. فانظر كيف تبخرت كل خطابات الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي، والتضامن العربي المشترك... إلخ! ولا تنس أن هذه الشعارات قُتِل بها فلسطينيون وغزيون جاوزوا الحدود المصرية أو نزلوا السجون والمعتقلات في السعودية أو عذبوا على يد الصهاينة في الإمارات.. إلخ!
ورحم الله ابن باديس، نُقل عنه أنه قال: لو قالت لي فرنسا "قل: لا إله إلا الله" لظننت أنها تريد بذلك خدعة!!
اقرأ هذا النص، وحاول أن تستنتج من قائله من العلماء أو الدعاة المعاصرين؟
لا تهرب من المسابقة.. اقرأ النص أولا، وفكر قليلا.. فكر دقيقتين على الأقل!
سأترك لك الإجابة في التعليقات..
بل قف..
تعال.. سأتركه لك هنا..
خذ الجواب:
إني على يقين بأن الإجابة الصحيحة لم يعرفها أحد.. إن هذا النص الإسلامي المحكم ليس لأحد من العلماء ولا الدعاة، بل هو من خطاب للملك حسين بن طلال ملك الأردن السابق! وأحد أشهر الحكام العملاء في تاريخنا المعاصر، وعمالته فضحها الأمريكان بأنفسهم، وكُشِف أنه كان يتقاضى مليون دولار في كل سنة، وله اسم كودي ضمن سجل عملاء المخابرات الأمريكية!
وهذا الخطاب كان في منتصف عام 1966م، ألقي بمدينة عجلون.. وكما ترى فقد كان القائد الزعيم يعظ الناس بخطر الشيوعية والإلحاد، وبأهمية الرابطة الإسلامية، وبضرورة الحفاظ على ثوابت الدين الحنيف!
فكيف هذا؟
الجواب بسيط عزيزي القارئ، فما كان هذا التسربل بالدين إلا مناكفة ومدافعة لأنظمة الحكم في مصر وسوريا والعراق، أولئك الذين كانوا وقتها في الحضن الشيوعي!
لم يكن هذا دفاعا عن الإسلام، وإنما كان اتساقا مع عمالته هو للمعسكر الغربي.. لكن اللهجة الإسلامية كانت وسيلته في تغطية العمالة للغرب أمام الشعوب المسلمة.. تماما، مثلما فعلها حكام السعودية، وفعلها السادات بعد عبد الناصر، وفعلها ملوك المغرب أيضا.
فلما زالت الشيوعية وخطرها، ألقى هؤلاء جميعهم بهذه اللهجة الإسلامية، ونشروا التغريب والإلحاد والانحلال في بلادهم.. وهم -كما تراهم الآن- يتنافسون في خدمة الصهاينة والأمريكان، كما يتسابقون في حرب الإسلام والمسلمين.
أريد أن أقول:
إن الكلام الصحيح في نفسه إذا خرج من الحكام العرب فاعلم أنه حق يراد به باطل، وأنه خدعة تكفي تحتها فخا، وأنها وسيلة صحيحة تتخذ لغايات دنيئة.
وهؤلاء ليسوا جهلة ولا غافلين حتى يظن البعض أن السبيل معهم هو سبيل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، هؤلاء أعداء محاربون، فراعين وطغاة وجبارون، فما ينطقون بالكلمة الحسنة إلا ليزينوا أنفسهم وليزخرفوا سياستهم، لا يفعلون ذلك إلا لترويض الشعوب والتغرير بها.. وما يغتر بهم إلا مغفل أو فاسد طمس الله على قلبه وبصره.
وأنت الآن ترى غزة وحالها.. فانظر كيف تبخرت كل خطابات الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي، والتضامن العربي المشترك... إلخ! ولا تنس أن هذه الشعارات قُتِل بها فلسطينيون وغزيون جاوزوا الحدود المصرية أو نزلوا السجون والمعتقلات في السعودية أو عذبوا على يد الصهاينة في الإمارات.. إلخ!
ورحم الله ابن باديس، نُقل عنه أنه قال: لو قالت لي فرنسا "قل: لا إله إلا الله" لظننت أنها تريد بذلك خدعة!!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
الجوع إلى البطولة..
أمسينا على صور سينمائية للأميرة سلمى بنت عبد الله (ملك الأردن)، وهي تشارك في عملية "إنزال جوي" قامت بها القوات الجوية الأردنية لإسقاط مستلزمات طبية في شمال غزة.. هكذا زعموا!
سأترك تفنيد الحقيقة من المزاعم للمراسلين والصحافيين، ذلك أني أريد الكلام عن أمر آخر..
في الأيام الماضية شُنَّت حملة شعواء على الملثم، محبوب الجماهير الإسلامية كلها، يزعم فيها أتباع الأنظمة أنه يقيم في فندق تركي أو قطري..
وبالمناسبة: لو تبين لي فعلا أنه يقيم في فندق فلست أرى في هذا أي بأس، فإن المحافظة على القادة وعلى الراية وعلى رموز المعركة هو من أولويات الحرب العظمى، فإن النكبة فيهم تكون نكبة عارمة، وتكون بمثابة قتل الشعوب وأفراد المقاومة.. بل الحقيقة أني أرى هذا نوعا من ذكاء المقاومة وإعدادها وحساباتها لكل الأحوال.
لكن السؤال هنا: لماذا يهاجمون هذا الملثم الذي تعلقت به قلوب الناس، مع أنه لم يذكر حكوماتهم بسوء؟!
والجواب: لأنه الذي يبث في هذه الجماهير حرارة البسالة، يشبع فيها الجوع إلى البطولة، يعطيها ما حُرِمَتْه من النصر على كثرة ما في بلادها من مظاهر الجيوش والعساكر والأسلحة!
رجل بلا نيشان يدفن في طلعته النياشين الخزفية المزيفة التي تغطي صدور الزعماء المهزومين!
على أني لن أتوقف هنا أيضا، أريد أن أدخل في موضوع آخر..
هل تذكرون قول الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم. أبى الله إلا أن يذل من عصاه؟
والمعنى: مهما مشى هؤلاء الكبراء في مواكب فارهة على خيول مطهمة مزينة، فإنهم في أنفسهم أذلاء صغار!
هؤلاء الذين يملؤون صدورهم بالنياشين، وتغني عليهم وسائل إعلامهم ليل نهار بأخبار بطولاتهم وحكمتهم وقوتهم وشجاعتهم.. يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ضعفاء حقراء لا يساوون شيئا!
ولذلك تراهم صامتين ساكتين وهم يسمعون تصريحات الصهاينة والأمريكان يصفونهم بالدواب، وبأنهم يحمون مؤخراتهم، وبأنهم يحسنون الخدمة... إلخ!
ومثل هؤلاء إذا ظهر في الناس أمثال الملثم فإنهم يكون عليهم كالصاعقة الحارقة الكاوية.. فمهما ضبط الملثم لسانه فإن الناس تقارن وتعرف وتحكم.
لهذا يلجأ السفاحون، الفارغون من القوة، إلى اصطناع المشاهد السينمائية لأنفسهم، يشبعون بها جوعهم إلى البطولة..
سفاح أوغندا عيدي أمين، أنتج فيلما لنفسه، مثَّل فيه دور البطل الذي يحارب التماسيح في أدغال إفريقيا.. وبعد هذا الفيلم اكتسحته القوات التنزانية، وهرب منها بحياته، ولجأ إلى السعودية حتى مات!
السادات كتب مذكراته بنفسه، ونشرها وهو رئيس للجمهورية، فجعل نفسه قطب الرحى في ثورة يوليو.. ومن فرط شهوته كان كمن نسي أنه هو الذي كتب "يا ولدي هذا عمك جمال"، حيث كان جمال عبد الناصر هو قطب الرحى! وكان بذلك أول رئيس -فيما أعلم- يصدر مذكراته لنفسه وهو في الحكم.
ولدينا عبد الفتاح السيسي، السفاح القزم، أشرف بنفسه على مسلسل يحكي قصته وهو في الحكم، فراجع نصه واختار ممثليه وشاهده مشهدا مشهدا قبل خروجه.. فعل هذا بنفسه وهو في الحكم!.. فعلها وهو الذي تآكلت منه مصر أرضا ومياها وغازا، وصار أول حاكم في تاريخ مصر يُسرق منه النيل ولا يفعل شيئا!!
والقذافي.. سفاح ليبيا، ملك النياشين وأسطورة العشق للمشاهد السينمائية الغرائبية، وهو الذي لم ينتصر مرة في معركة واحدة!
والملك عبد الله، ملك الأردن، ظهر بنفسه في فيلم أمريكي.. لا أتذكر اسمه الآن.. ثم ها هو يسمح بمقطع سينمائي لابنته!!
نعم، هذا هو الجوع إلى البطولة.. محاولة إشباع تلك الرغبة الدفينة، محاولة الخروج من ذلك الذل العميق القابع في أغوار القلوب.. فإن لم تكن حقا، كانت تمثيلا!!
وقديما ضرب العرب مثلا لهؤلاء برجل اسمه أبو حية النمري، كان يزعم لنفسه البطولة، فلما سمع حركة في بيته امتشق سيفه وألقى خطبة عصماء يهدد بها اللص المقتحم.. فلما تبين أنه فأرٌ تنهد قائلا: الحمد لله الذي أسخطك فأرا، وكفاني حربا!
ومرَّ المتنبي برجلين يفتخران بأنهما قتلا فأرا، فأنشد فيهما هذه الأبيات اللاذعة، يقول:
لقد أصبح الجرذ المستغير .. أسير المنايا صريع العطب
رماه الكناني والعامري .. وتلّاه للوجه فعل العرب
كلا الرجلين اتّلا قتله .. فأيكما غلّ حرّ السلب؟
وأيكما كان من خلفه .. فإني أرى عضّة في الذنب
أمسينا على صور سينمائية للأميرة سلمى بنت عبد الله (ملك الأردن)، وهي تشارك في عملية "إنزال جوي" قامت بها القوات الجوية الأردنية لإسقاط مستلزمات طبية في شمال غزة.. هكذا زعموا!
سأترك تفنيد الحقيقة من المزاعم للمراسلين والصحافيين، ذلك أني أريد الكلام عن أمر آخر..
في الأيام الماضية شُنَّت حملة شعواء على الملثم، محبوب الجماهير الإسلامية كلها، يزعم فيها أتباع الأنظمة أنه يقيم في فندق تركي أو قطري..
وبالمناسبة: لو تبين لي فعلا أنه يقيم في فندق فلست أرى في هذا أي بأس، فإن المحافظة على القادة وعلى الراية وعلى رموز المعركة هو من أولويات الحرب العظمى، فإن النكبة فيهم تكون نكبة عارمة، وتكون بمثابة قتل الشعوب وأفراد المقاومة.. بل الحقيقة أني أرى هذا نوعا من ذكاء المقاومة وإعدادها وحساباتها لكل الأحوال.
لكن السؤال هنا: لماذا يهاجمون هذا الملثم الذي تعلقت به قلوب الناس، مع أنه لم يذكر حكوماتهم بسوء؟!
والجواب: لأنه الذي يبث في هذه الجماهير حرارة البسالة، يشبع فيها الجوع إلى البطولة، يعطيها ما حُرِمَتْه من النصر على كثرة ما في بلادها من مظاهر الجيوش والعساكر والأسلحة!
رجل بلا نيشان يدفن في طلعته النياشين الخزفية المزيفة التي تغطي صدور الزعماء المهزومين!
على أني لن أتوقف هنا أيضا، أريد أن أدخل في موضوع آخر..
هل تذكرون قول الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم. أبى الله إلا أن يذل من عصاه؟
والمعنى: مهما مشى هؤلاء الكبراء في مواكب فارهة على خيول مطهمة مزينة، فإنهم في أنفسهم أذلاء صغار!
هؤلاء الذين يملؤون صدورهم بالنياشين، وتغني عليهم وسائل إعلامهم ليل نهار بأخبار بطولاتهم وحكمتهم وقوتهم وشجاعتهم.. يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ضعفاء حقراء لا يساوون شيئا!
ولذلك تراهم صامتين ساكتين وهم يسمعون تصريحات الصهاينة والأمريكان يصفونهم بالدواب، وبأنهم يحمون مؤخراتهم، وبأنهم يحسنون الخدمة... إلخ!
ومثل هؤلاء إذا ظهر في الناس أمثال الملثم فإنهم يكون عليهم كالصاعقة الحارقة الكاوية.. فمهما ضبط الملثم لسانه فإن الناس تقارن وتعرف وتحكم.
لهذا يلجأ السفاحون، الفارغون من القوة، إلى اصطناع المشاهد السينمائية لأنفسهم، يشبعون بها جوعهم إلى البطولة..
سفاح أوغندا عيدي أمين، أنتج فيلما لنفسه، مثَّل فيه دور البطل الذي يحارب التماسيح في أدغال إفريقيا.. وبعد هذا الفيلم اكتسحته القوات التنزانية، وهرب منها بحياته، ولجأ إلى السعودية حتى مات!
السادات كتب مذكراته بنفسه، ونشرها وهو رئيس للجمهورية، فجعل نفسه قطب الرحى في ثورة يوليو.. ومن فرط شهوته كان كمن نسي أنه هو الذي كتب "يا ولدي هذا عمك جمال"، حيث كان جمال عبد الناصر هو قطب الرحى! وكان بذلك أول رئيس -فيما أعلم- يصدر مذكراته لنفسه وهو في الحكم.
ولدينا عبد الفتاح السيسي، السفاح القزم، أشرف بنفسه على مسلسل يحكي قصته وهو في الحكم، فراجع نصه واختار ممثليه وشاهده مشهدا مشهدا قبل خروجه.. فعل هذا بنفسه وهو في الحكم!.. فعلها وهو الذي تآكلت منه مصر أرضا ومياها وغازا، وصار أول حاكم في تاريخ مصر يُسرق منه النيل ولا يفعل شيئا!!
والقذافي.. سفاح ليبيا، ملك النياشين وأسطورة العشق للمشاهد السينمائية الغرائبية، وهو الذي لم ينتصر مرة في معركة واحدة!
والملك عبد الله، ملك الأردن، ظهر بنفسه في فيلم أمريكي.. لا أتذكر اسمه الآن.. ثم ها هو يسمح بمقطع سينمائي لابنته!!
نعم، هذا هو الجوع إلى البطولة.. محاولة إشباع تلك الرغبة الدفينة، محاولة الخروج من ذلك الذل العميق القابع في أغوار القلوب.. فإن لم تكن حقا، كانت تمثيلا!!
وقديما ضرب العرب مثلا لهؤلاء برجل اسمه أبو حية النمري، كان يزعم لنفسه البطولة، فلما سمع حركة في بيته امتشق سيفه وألقى خطبة عصماء يهدد بها اللص المقتحم.. فلما تبين أنه فأرٌ تنهد قائلا: الحمد لله الذي أسخطك فأرا، وكفاني حربا!
ومرَّ المتنبي برجلين يفتخران بأنهما قتلا فأرا، فأنشد فيهما هذه الأبيات اللاذعة، يقول:
لقد أصبح الجرذ المستغير .. أسير المنايا صريع العطب
رماه الكناني والعامري .. وتلّاه للوجه فعل العرب
كلا الرجلين اتّلا قتله .. فأيكما غلّ حرّ السلب؟
وأيكما كان من خلفه .. فإني أرى عضّة في الذنب
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
واحدة من أكثر الأفكار التي تبدو لي حقيقة ناصعة كالشمس، ومع ذلك أجد صعوبة في توصيلها، ويستغربها الكثيرون إذا قلتُها هي:
هذه النظم الحاكمة في بلادنا العربية مجرد واجهات للاحتلال الأجنبي، وأنها لا تبقى مسيطرة إلا بهذا الدعم الأجنبي الكامل لها، وإذا تهددت، انهمرت إليها وسائل الدعم الأجنبي من خبراء أمنيين وعسكريين ومن مبعوثين سياسيين، وإذا أخفق هؤلاء جميعا فإن الدول الغربية تنزل بجيوشها لكي تحول دون سقوط الأنظمة التابعة لها.
حدث هذا لأول مرة في الثورة العرابية، حيث نزلت قوات الاحتلال الإنجليزي لتحول دون نجاح الثورة المصرية وإسقاط نظام أسرة محمد علي، وظلت سبعين سنة في مصر، حتى خرجت تحت ضغط الأمريكان الذين كانوا قد صنَّعوا النظام العسكري الحالي.. ولا يزال يحدث ذات الأمر حتى لحظتنا هذه، والثورة السورية خير شاهد ودليل!
فمع أن نظام بشار يزعم أنه نظام مقاومة ومعاداة لإسرائيل، فقد سمحت إسرائيل والأمريكان بكل الدعم للحيلولة دون سقوطه، سمحوا له بإدخال المقاتلين الشيعة من كل العالم، ولما عجزوا سمحوا بدخول الجيش الإيراني.
(وتأمل في هذه اللحظة الخطيرة: فرغم كل العداء الإيراني - الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن اتفاقهم على بقاء بشار كان موضع اتفاق اقتربت به القوات الإيرانية من حدود إسرائيل دون أن تُمَسّ.. فلما تحقق لهم بقاء النظام عادت إسرائيل تقصف القوات الإيرانية في سوريا، دون أي رد من إيران).
ولما عجز الجيش الإيراني سمحوا بنزول الجيش الروسي.. ولو عجز الروس لجاء الأمريكان بأنفسهم!!
لهذا، فإن العلامة الحقيقة على نجاح أي ثورة في عالمنا العربي هو نزول قوات الاحتلال!!
ورغم أن هذه الحقيقة قد عاشتها أوطاننا تاريخا وواقعا، وهو تاريخ وواقع ندفع ثمنه بالأرواح والدماء، إلا أن حجم الصدمة الكبير يجعل الكثيرين يفزعون إلى الإنكار، ربما خوفا من ضخامة المعركة، أو حفاظا على المكاسب الوقتية، فإن هذه الحقيقة لا يسمح بتردادها في وسائل الإعلام، وهي موضع اتفاق بين الأنظمة العربية وإن اختلفت في ملفات أخرى.. فلهذا يسكت عنها حتى المقتنع بها حفاظا على مكاسبه ومصالحه المباشرة.
فماذا يكون الثمن المدفوع؟
الثمن أن ينشأ جيل جديد مرة أخرى يحسب أن هذه الأنظمة، أنظمة وطنية حقيقية، وأن مشكلتها مع الشعوب هي مشكلة فساد أو مشكلة فروق في التوقيت أو مشكلة اختلاف في وسائل النهوض... إلى آخره، وليست مشكلة خيانة وعمالة وحرب على الدين والناس والأخلاق والموارد.. وتعيش هذه الخدعة زمنا طويلا حتى يذوق الجيل المخدوع نفس ما ذاقه الجيل السابق المذبوح! ولربما استفاد من الدرس، ولكن: ربما فاتته الفرصة أيضا.. ونظل في الدائرة السوداء المغلقة!!
جدَّد هذه الأحزان مرة أخرى، ما ينشره الأخ الصديق الباحث أحمد مولانا، من مذكرات نتنياهو.. فقد جاءت فيها هذه العبارة الكاشفة الفاضحة، يقول نتنياهو:
"لقد أكدت له أن بقاء المملكة الأردنية الهاشمية بمثابة مصلحة حيوية لإسرائيل، ولو اقتضى الأمر، فسننزل بجيوشنا للحيلولة دون سقوطها"
وهكذا لم يعد الأمر مجرد تاريخ نقرؤه بعد فوات الوقت، بل صار واقعا نقرؤه في مذكرات الساسة!! ليس الساسة السابقين الذين انقضت مهماتهم ويخبروننا بتجاربهم، بل الساسة الذين لا زالوا على رأس عملهم حتى اللحظة!
لقد بلغ العجز منا مبلغا يجعل العدو لا يستحيي أن يكشف لنا عملاءه دون تردد، وبالعبارات الصريحة المتجردة من كل أسلوب تلميحي أو غلاف دبلوماسي!
وبلغت الذلة والفجاجة بـ "زعمائنا" العرب أن يُنشر هذا عنهم، وهم لا اعتراض ولا استحياء ولا شعور بالمهانة.. نوع صفيق وضيع من العمالة لا يأبه فيه السيد بفضح عبده أمام من يرونه ملكا!!
فهل يا ترى سنُخْدَع من جديد؟
وما جزاء الذين يخدعوننا، وهم من أنفسنا، ويحاولون الترويج بأن هذه أنظمة وطنية تعمل لصالح الناس والبلد؟!!
هذه النظم الحاكمة في بلادنا العربية مجرد واجهات للاحتلال الأجنبي، وأنها لا تبقى مسيطرة إلا بهذا الدعم الأجنبي الكامل لها، وإذا تهددت، انهمرت إليها وسائل الدعم الأجنبي من خبراء أمنيين وعسكريين ومن مبعوثين سياسيين، وإذا أخفق هؤلاء جميعا فإن الدول الغربية تنزل بجيوشها لكي تحول دون سقوط الأنظمة التابعة لها.
حدث هذا لأول مرة في الثورة العرابية، حيث نزلت قوات الاحتلال الإنجليزي لتحول دون نجاح الثورة المصرية وإسقاط نظام أسرة محمد علي، وظلت سبعين سنة في مصر، حتى خرجت تحت ضغط الأمريكان الذين كانوا قد صنَّعوا النظام العسكري الحالي.. ولا يزال يحدث ذات الأمر حتى لحظتنا هذه، والثورة السورية خير شاهد ودليل!
فمع أن نظام بشار يزعم أنه نظام مقاومة ومعاداة لإسرائيل، فقد سمحت إسرائيل والأمريكان بكل الدعم للحيلولة دون سقوطه، سمحوا له بإدخال المقاتلين الشيعة من كل العالم، ولما عجزوا سمحوا بدخول الجيش الإيراني.
(وتأمل في هذه اللحظة الخطيرة: فرغم كل العداء الإيراني - الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن اتفاقهم على بقاء بشار كان موضع اتفاق اقتربت به القوات الإيرانية من حدود إسرائيل دون أن تُمَسّ.. فلما تحقق لهم بقاء النظام عادت إسرائيل تقصف القوات الإيرانية في سوريا، دون أي رد من إيران).
ولما عجز الجيش الإيراني سمحوا بنزول الجيش الروسي.. ولو عجز الروس لجاء الأمريكان بأنفسهم!!
لهذا، فإن العلامة الحقيقة على نجاح أي ثورة في عالمنا العربي هو نزول قوات الاحتلال!!
ورغم أن هذه الحقيقة قد عاشتها أوطاننا تاريخا وواقعا، وهو تاريخ وواقع ندفع ثمنه بالأرواح والدماء، إلا أن حجم الصدمة الكبير يجعل الكثيرين يفزعون إلى الإنكار، ربما خوفا من ضخامة المعركة، أو حفاظا على المكاسب الوقتية، فإن هذه الحقيقة لا يسمح بتردادها في وسائل الإعلام، وهي موضع اتفاق بين الأنظمة العربية وإن اختلفت في ملفات أخرى.. فلهذا يسكت عنها حتى المقتنع بها حفاظا على مكاسبه ومصالحه المباشرة.
فماذا يكون الثمن المدفوع؟
الثمن أن ينشأ جيل جديد مرة أخرى يحسب أن هذه الأنظمة، أنظمة وطنية حقيقية، وأن مشكلتها مع الشعوب هي مشكلة فساد أو مشكلة فروق في التوقيت أو مشكلة اختلاف في وسائل النهوض... إلى آخره، وليست مشكلة خيانة وعمالة وحرب على الدين والناس والأخلاق والموارد.. وتعيش هذه الخدعة زمنا طويلا حتى يذوق الجيل المخدوع نفس ما ذاقه الجيل السابق المذبوح! ولربما استفاد من الدرس، ولكن: ربما فاتته الفرصة أيضا.. ونظل في الدائرة السوداء المغلقة!!
جدَّد هذه الأحزان مرة أخرى، ما ينشره الأخ الصديق الباحث أحمد مولانا، من مذكرات نتنياهو.. فقد جاءت فيها هذه العبارة الكاشفة الفاضحة، يقول نتنياهو:
"لقد أكدت له أن بقاء المملكة الأردنية الهاشمية بمثابة مصلحة حيوية لإسرائيل، ولو اقتضى الأمر، فسننزل بجيوشنا للحيلولة دون سقوطها"
وهكذا لم يعد الأمر مجرد تاريخ نقرؤه بعد فوات الوقت، بل صار واقعا نقرؤه في مذكرات الساسة!! ليس الساسة السابقين الذين انقضت مهماتهم ويخبروننا بتجاربهم، بل الساسة الذين لا زالوا على رأس عملهم حتى اللحظة!
لقد بلغ العجز منا مبلغا يجعل العدو لا يستحيي أن يكشف لنا عملاءه دون تردد، وبالعبارات الصريحة المتجردة من كل أسلوب تلميحي أو غلاف دبلوماسي!
وبلغت الذلة والفجاجة بـ "زعمائنا" العرب أن يُنشر هذا عنهم، وهم لا اعتراض ولا استحياء ولا شعور بالمهانة.. نوع صفيق وضيع من العمالة لا يأبه فيه السيد بفضح عبده أمام من يرونه ملكا!!
فهل يا ترى سنُخْدَع من جديد؟
وما جزاء الذين يخدعوننا، وهم من أنفسنا، ويحاولون الترويج بأن هذه أنظمة وطنية تعمل لصالح الناس والبلد؟!!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
دور #الأردن في المنطقة
كتب هذه الأسطر، قبل مائة سنة، الشيخ العلامة المجدد محمد رشيد رضا في مجلة المنار!
كتب هذه الأسطر، قبل مائة سنة، الشيخ العلامة المجدد محمد رشيد رضا في مجلة المنار!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في مثل هذا اليوم (12 فبراير) جرى اغتيال واحد من أعظم الشخصيات الإسلامية في التاريخ الحديث، ذلك هو الإمام الشهيد حسن البنا.. الإمام المجدد الذي أيقظ الله به مصر والشرق في واحدة من لحظات انتكاستها الخطيرة بعد انهيار الخلافة الإسلامية.
وفي ظل هذه الذكرى، هذه بعض المواد التي كتبتها عن الإمام الشهيد، أسأل الله أن تلقي على حياته ضوءا لمن لم يعرفه، وأن تلفت النظر إلى دروس يراد طمسها وتغييبها.
ولا أشك لحظة أن الأمة إذا استعادت زمامها وحكمت نفسها، فإنها ستعيد لهؤلاء العظماء مكانتهم الكبيرة التي طمرتها الأنظمة المتغربة والمتعلمنة.
حلقة عن مذكرات حسن البنا
https://youtu.be/Y6ppOwpipFw
في ذكرى البنا، موجز تاريخ الإخوان
* كتبته في عام 2013 أي في ظل فترة الرئيس محمد مرسي رحمه الله.. وختمته بفقرات تتنبأ بما حصل بعدها من انقلاب ومحنة وتيه:
http://melhamy.blogspot.com.tr/2013/02/blog-post_13.html
حسن البنا.. كلمات لا تموت
https://melhamy.blogspot.com/2015/10/blog-post_17.html
ذكريات كثيرة ودرس مفقود
https://melhamy.blogspot.com/2018/03/blog-post_4.html
في ضرورة تأمين الكفاءات والقيادات
https://melhamy.blogspot.com/2018/05/blog-post_5.html
التصوف لدى زعماء الإصلاح في مصر - حسن البنا (دراسة)
https://bit.ly/2Sb2JIR
وفي ظل هذه الذكرى، هذه بعض المواد التي كتبتها عن الإمام الشهيد، أسأل الله أن تلقي على حياته ضوءا لمن لم يعرفه، وأن تلفت النظر إلى دروس يراد طمسها وتغييبها.
ولا أشك لحظة أن الأمة إذا استعادت زمامها وحكمت نفسها، فإنها ستعيد لهؤلاء العظماء مكانتهم الكبيرة التي طمرتها الأنظمة المتغربة والمتعلمنة.
حلقة عن مذكرات حسن البنا
https://youtu.be/Y6ppOwpipFw
في ذكرى البنا، موجز تاريخ الإخوان
* كتبته في عام 2013 أي في ظل فترة الرئيس محمد مرسي رحمه الله.. وختمته بفقرات تتنبأ بما حصل بعدها من انقلاب ومحنة وتيه:
http://melhamy.blogspot.com.tr/2013/02/blog-post_13.html
حسن البنا.. كلمات لا تموت
https://melhamy.blogspot.com/2015/10/blog-post_17.html
ذكريات كثيرة ودرس مفقود
https://melhamy.blogspot.com/2018/03/blog-post_4.html
في ضرورة تأمين الكفاءات والقيادات
https://melhamy.blogspot.com/2018/05/blog-post_5.html
التصوف لدى زعماء الإصلاح في مصر - حسن البنا (دراسة)
https://bit.ly/2Sb2JIR
الحمقى والجهلة والمغفلون موجودون في كل زمان ومكان.. بل إن من بلاء الله أنهم الغالبية الكثرة..
أولئك الذين يزعمون أن هذا وقت الاصطفاف خلف #السيسي_عدو_الله أو خلف ملك الأردن #سليل_الخيانة.. هؤلاء هم الحمقى والمغفلون في عصرنا هذا!!
وقد كان أشباههم قديما في كل محطة خيانة حاضرون أيضا.. وكانت لهم أشباه هذه الدعوات والنظريات.. ولئن كان يجوز لبعض هؤلاء الأقدمين أن يخطئوا لأنه لم تكن لهم خبرة ولا تجربة.. أما نحن، فخلفنا تجربة تزيد على المائة عام!!
الشريف حسين حين كان يقاتل مع البريطانيين ضد العثمانيين، ما كان يجول لا في خياله ولا في خيال أحدٍ ممن كان معه أن النهاية قد تنكمش من الخلافة الكبرى التي تشمل العراق والشام والجزيرة العربية لتكون المنفى في قبرص!!! ومعها حكومتان منقوصتان تحت هيمنة الاحتلال في العراق، وفي منطقة شرق الأردن، لولديْه لا له!!
وابنه عبد الله لما تحالف مع الصهاينة ورتب معهم ومع الإنجليز تثبيته للدولة الصهيونية مقابل سيطرته على الجزء المقرر للعرب في قرار التقسيم، لم يكن يتخيل لا هو ولا أحد ممن كان معه أن الجزاء الصهيوني سيكون المساحة المعروفة الآن للضفة الغربية، بينما ستلتهم إسرائيل أكثر الأرض الباقية، وستترك قطاع غزة للسيادة المصرية!!
وحفيد عبد الله: الحسين بن طلال بن عبد الله، لما كان واحدًا من أخلص رجال الصهاينة، ما كان هو ولا أحد ممن كان معه يتخيل أن إسرائيل بعدما تلتهم سيناء والجولان، ستأتي لتأخذ منه الضفة الغربية، كأن لم تكن بينه وبينهم صداقة حميمة!!
ثم لم يكن هو ولا أحد ممن كان معه، يتخيل أنه هو نفسه سيتخلى عن الضفة الغربية في قرار فك الارتباط عام 1988م، في أحرج وقت ممكن: ذروة الانتفاضة الفلسطينية!!
وهذا الحفيد الثاني، عبد الله الثاني، لعله ما كان يتخيل، بعد طول الخدمة للصهاينة، بل بعد طول الخدمة المخلصة للصهاينة، أنه سيوقف أمام العالِم كله كالعبد، يؤمر ويُحرج، فلا يحرِ جوابا ولا يستطيع بيانا.. بل يأخذ في التلجلج والتردد، كالذي أذنب وأمسك متلبسا بذنبه!!
ما كان الملك فاروق ولا حكومة النقراشي يتخيل أن جزاء ما صنعوه للصهاينة من تدمير الجيش المصري، والتخلي عن النقب، وترك نحو ثلث قطاع غزة سلما، واعتقال المجاهدين والمتطوعين، ومنع أمين الحسيني وحكومة عموم فلسطين من أن تظل في غزة.. وأمورا أخرى كثيرة.. ما كان يتخيل أحدٌ منهم أن المصير سيكون بإسلامهم إلى انقلاب عسكري قام به حفنة من الضباط الصغار، تحت أنف الاحتلال الإنجليزي الرابض بقواته قريبا من القاهرة!!
عبد الناصر الذي لم يفكر أبدا في حرب إسرائيل -بشهادة صفيه هيكل- بل أنقص ميزانية الجيش، وكتم عمل المقاومة وأخمده في قطاع غزة، وتلقى صفعة 1956 من إسرائيل ولم يرد بل فتح لها الملاحة، وأعلن أمام المجلس الوطني الفلسطيني أنه لا هو ولا غيره من حكام العرب لديهم خطة لتحرير فلسطين.. ما كان هذا ليتخيل ولا ليطوف في باله أن إسرائيل ستأكل منه قطاع غزة وفوقها سيناء، وأن الأمريكان والسوفيت سيتقبلون هذا ويتعاملون مع الأمر بلا مبالاة!!
حتى حسني مبارك، ما كان يتخيل أن يتخلى عنه الأمريكان، بعد ثلاثين سنة في خدمة إسرائيل وتمكينها، وإذلال عرفات وإجباره على التوقيع على ما يرضاه، ثم حصار مبارك للمقاومة في غزة، وتجنيد المخابرات المصرية لانتزاع المعلومات عن الحركة الخضراء!!.. ما كان يتخيل مبارك أن الأمريكان سيسمحون بخروجه على هذه الطريقة المذلة المهينة!
خطط تهجير أهل الضفة إلى الأردن، وتهجير أهل غزة إلى مصر، لم تبدأ الآن.. هذه لها تاريخ طويل.. وكلا النظاميْن في مصر وفي الأردن متعاونٌ فيها.. كلٌّ بحسب ما تسمح له به الظروف.. والظروف في مصر كانت تجعل النظام أقوى قليلا من نظيره في الأردن، مع أنهما في الخيانة بمنزلة واحدة!
لكن من ينظر في الوقائع على الأرض، سيرى أن النظام المصري يتهيأ منذ وقت طويل، من قبل اندلاع الحرب الأخيرة، في استقبال كثير من اللاجئين الفلسطينيين في منطقة ما بين رفح إلى العريش.. هل نسينا أن أول من تلفظ بكلمة "صفقة القرن" كان هو السيسي نفسه في لقائه الأول مع ترمب في فترته الأولى؟!!
فالذين يتحدثون عن الاصطفاف خلف هذه الأنظمة الآن، هم يعملون -علموا أم لم يعلموا- في تمكين مشروع التهجير وتنفيذه!!
هذه الأنظمة نحن لم نتعرف عليها الآن، لدى كل منها تاريخ يثبت بوضوح أنهم فرطوا في الأرض وفي الأصول وفي الموارد الجوهرية: المياه والغاز، وقبلها: فرطوا في السيادة.. وقد حافظ النظام المصري على سيناء فارغة، بل زاد في عزلها عن الوادي بقناة جديدة فوق القناة القديمة.. وأزال قرية رفح المصرية!!
الخلاصة: الاصطفاف خلف هذه الأنظمة يساوي تمكينها من تنفيذ التهجير.. الضمانة الوحيدة لئلا ينفذ التهجير أن تسقط هذه الأنظمة.. ساعتها سيحصل تهجير آخر، سيهاجر الإسرائيليون أنفسهم بسبب الرعب الذي سيجتاحهم، والحدود التي لم تعد آمنة محروسة تحميهم!
أولئك الذين يزعمون أن هذا وقت الاصطفاف خلف #السيسي_عدو_الله أو خلف ملك الأردن #سليل_الخيانة.. هؤلاء هم الحمقى والمغفلون في عصرنا هذا!!
وقد كان أشباههم قديما في كل محطة خيانة حاضرون أيضا.. وكانت لهم أشباه هذه الدعوات والنظريات.. ولئن كان يجوز لبعض هؤلاء الأقدمين أن يخطئوا لأنه لم تكن لهم خبرة ولا تجربة.. أما نحن، فخلفنا تجربة تزيد على المائة عام!!
الشريف حسين حين كان يقاتل مع البريطانيين ضد العثمانيين، ما كان يجول لا في خياله ولا في خيال أحدٍ ممن كان معه أن النهاية قد تنكمش من الخلافة الكبرى التي تشمل العراق والشام والجزيرة العربية لتكون المنفى في قبرص!!! ومعها حكومتان منقوصتان تحت هيمنة الاحتلال في العراق، وفي منطقة شرق الأردن، لولديْه لا له!!
وابنه عبد الله لما تحالف مع الصهاينة ورتب معهم ومع الإنجليز تثبيته للدولة الصهيونية مقابل سيطرته على الجزء المقرر للعرب في قرار التقسيم، لم يكن يتخيل لا هو ولا أحد ممن كان معه أن الجزاء الصهيوني سيكون المساحة المعروفة الآن للضفة الغربية، بينما ستلتهم إسرائيل أكثر الأرض الباقية، وستترك قطاع غزة للسيادة المصرية!!
وحفيد عبد الله: الحسين بن طلال بن عبد الله، لما كان واحدًا من أخلص رجال الصهاينة، ما كان هو ولا أحد ممن كان معه يتخيل أن إسرائيل بعدما تلتهم سيناء والجولان، ستأتي لتأخذ منه الضفة الغربية، كأن لم تكن بينه وبينهم صداقة حميمة!!
ثم لم يكن هو ولا أحد ممن كان معه، يتخيل أنه هو نفسه سيتخلى عن الضفة الغربية في قرار فك الارتباط عام 1988م، في أحرج وقت ممكن: ذروة الانتفاضة الفلسطينية!!
وهذا الحفيد الثاني، عبد الله الثاني، لعله ما كان يتخيل، بعد طول الخدمة للصهاينة، بل بعد طول الخدمة المخلصة للصهاينة، أنه سيوقف أمام العالِم كله كالعبد، يؤمر ويُحرج، فلا يحرِ جوابا ولا يستطيع بيانا.. بل يأخذ في التلجلج والتردد، كالذي أذنب وأمسك متلبسا بذنبه!!
ما كان الملك فاروق ولا حكومة النقراشي يتخيل أن جزاء ما صنعوه للصهاينة من تدمير الجيش المصري، والتخلي عن النقب، وترك نحو ثلث قطاع غزة سلما، واعتقال المجاهدين والمتطوعين، ومنع أمين الحسيني وحكومة عموم فلسطين من أن تظل في غزة.. وأمورا أخرى كثيرة.. ما كان يتخيل أحدٌ منهم أن المصير سيكون بإسلامهم إلى انقلاب عسكري قام به حفنة من الضباط الصغار، تحت أنف الاحتلال الإنجليزي الرابض بقواته قريبا من القاهرة!!
عبد الناصر الذي لم يفكر أبدا في حرب إسرائيل -بشهادة صفيه هيكل- بل أنقص ميزانية الجيش، وكتم عمل المقاومة وأخمده في قطاع غزة، وتلقى صفعة 1956 من إسرائيل ولم يرد بل فتح لها الملاحة، وأعلن أمام المجلس الوطني الفلسطيني أنه لا هو ولا غيره من حكام العرب لديهم خطة لتحرير فلسطين.. ما كان هذا ليتخيل ولا ليطوف في باله أن إسرائيل ستأكل منه قطاع غزة وفوقها سيناء، وأن الأمريكان والسوفيت سيتقبلون هذا ويتعاملون مع الأمر بلا مبالاة!!
حتى حسني مبارك، ما كان يتخيل أن يتخلى عنه الأمريكان، بعد ثلاثين سنة في خدمة إسرائيل وتمكينها، وإذلال عرفات وإجباره على التوقيع على ما يرضاه، ثم حصار مبارك للمقاومة في غزة، وتجنيد المخابرات المصرية لانتزاع المعلومات عن الحركة الخضراء!!.. ما كان يتخيل مبارك أن الأمريكان سيسمحون بخروجه على هذه الطريقة المذلة المهينة!
خطط تهجير أهل الضفة إلى الأردن، وتهجير أهل غزة إلى مصر، لم تبدأ الآن.. هذه لها تاريخ طويل.. وكلا النظاميْن في مصر وفي الأردن متعاونٌ فيها.. كلٌّ بحسب ما تسمح له به الظروف.. والظروف في مصر كانت تجعل النظام أقوى قليلا من نظيره في الأردن، مع أنهما في الخيانة بمنزلة واحدة!
لكن من ينظر في الوقائع على الأرض، سيرى أن النظام المصري يتهيأ منذ وقت طويل، من قبل اندلاع الحرب الأخيرة، في استقبال كثير من اللاجئين الفلسطينيين في منطقة ما بين رفح إلى العريش.. هل نسينا أن أول من تلفظ بكلمة "صفقة القرن" كان هو السيسي نفسه في لقائه الأول مع ترمب في فترته الأولى؟!!
فالذين يتحدثون عن الاصطفاف خلف هذه الأنظمة الآن، هم يعملون -علموا أم لم يعلموا- في تمكين مشروع التهجير وتنفيذه!!
هذه الأنظمة نحن لم نتعرف عليها الآن، لدى كل منها تاريخ يثبت بوضوح أنهم فرطوا في الأرض وفي الأصول وفي الموارد الجوهرية: المياه والغاز، وقبلها: فرطوا في السيادة.. وقد حافظ النظام المصري على سيناء فارغة، بل زاد في عزلها عن الوادي بقناة جديدة فوق القناة القديمة.. وأزال قرية رفح المصرية!!
الخلاصة: الاصطفاف خلف هذه الأنظمة يساوي تمكينها من تنفيذ التهجير.. الضمانة الوحيدة لئلا ينفذ التهجير أن تسقط هذه الأنظمة.. ساعتها سيحصل تهجير آخر، سيهاجر الإسرائيليون أنفسهم بسبب الرعب الذي سيجتاحهم، والحدود التي لم تعد آمنة محروسة تحميهم!
قناة: محمد إلهامي
الحمقى والجهلة والمغفلون موجودون في كل زمان ومكان.. بل إن من بلاء الله أنهم الغالبية الكثرة.. أولئك الذين يزعمون أن هذا وقت الاصطفاف خلف #السيسي_عدو_الله أو خلف ملك الأردن #سليل_الخيانة.. هؤلاء هم الحمقى والمغفلون في عصرنا هذا!! وقد كان أشباههم قديما في…
بعد دقائق من كتابتي لهذا المنشور، وحدت صديقا قد أرسل لي هذه الصورة على الواتس آب.. إنها نموذج ممتاز ومختصر ومعبر عن سياسة كيف تكون مع التهجير بالعمل وأنت ترفضه بالقول!!
بفضل الله تعالى وحده، صدرت اليوم الطبعة الثانية من كتابي "سبيل الرشاد: معالم طريق التحرر الإسلامي"..
وفي الطبعة الثانية زيادات قليلة عن الطبعة الأولى، أوضحت فيها عبارات بدا لي أنها موهمة، وأضفت فيها أمورا لفت بعض إخواني النظر إليها مما كان فاتني في الطبعة الأولى.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم.
وهذا رابط تحميل الطبعة الثانية من الكتاب | https://t.me/melhamy/8681
رابط بديل للتحميل | https://t.me/kotob_elhamy/44
وفي الطبعة الثانية زيادات قليلة عن الطبعة الأولى، أوضحت فيها عبارات بدا لي أنها موهمة، وأضفت فيها أمورا لفت بعض إخواني النظر إليها مما كان فاتني في الطبعة الأولى.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم.
وهذا رابط تحميل الطبعة الثانية من الكتاب | https://t.me/melhamy/8681
رابط بديل للتحميل | https://t.me/kotob_elhamy/44