Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
🖊 بقلم الأستاذ/ محمد إلهامي (عضو الأمانة العامة للهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ)، وذلك في مقال بعنوان: " انحطاط النظام العالمي "، ضمن #العدد_السابع_وعشرون من #مجلة_أنصار_النبي
⚫️ لقراءة المقال كاملاً 👇:
https://t.me/ansarmagazine/2699
#أنصار_النبي #نصرة_غزة
⚫️ لقراءة المقال كاملاً 👇:
https://t.me/ansarmagazine/2699
#أنصار_النبي #نصرة_غزة
تعال أصدمك صدمة!
إذا قرأت مذكرات العاملين للإسلام، على اختلاف أنواعهم، من إخوان وجهاديين ودعويين، وعلى امتداد هذه المائة سنة التي ظهرت فيها الحركات الإسلامية.. سيظهر لك خط واضح!
هذا الخط تراه في مذكرات رشيد رضا وحسن البنا وعبد الله عزام وعبد الحميد كشك وأحمد ياسين وأبو مصعب السوري... إلخ! ثم إني عايشته وجربته بنفسي، وسمعته صريحا من فم شيخي الحبيب: حازم أبو إسماعيل.
إن الذين تحركوا للدين وعملوا له تجنبوا أن تكون بداية جذبهم للشباب من حلقات العلم والدرس، إنما جاءوا بالشباب من المقاهي والجامعات والواقفين على ناصية الطرقات والحارات!
وقد اختلفوا في التعبير عن السبب، ما بين مصرِّح ومُلَمِّح.. وإنما السبب أن كثيرا ممن تربى في البيئة العلمية الدعوية (في زمن الاستضعاف) قد نبتت فيهم أمراض تمنعهم من الحركة والفعالية.. لقد استنفدوا واستهلكوا طاقتهم في مسائل فرعية خلافية، فجعلوها ضخمة وعقدية، وعليها تحزبوا وانقسموا، ثم حاربوا وفاصلوا.. وهذه المسائل كلها لا يشعر بها الرجل خارج المسجد، ولا يفهمها. وحتى لو تحقق المستحيل وحُسِمت هذه المسائل فإنها لن تغير شيئا في واقع الأمة والحياة!
لذلك بدأ هؤلاء العاملون عملهم الدعوي والحركي خارج هذه البيئات، فأقبل إليهم من كان صادق العاطفة للإسلام، عارفا بأصوله وكلياته متشربا لها بالفطرة، من لم تنفد طاقته في المسائل النظرية.. على أكتاف هؤلاء بنيت صروح الحركات الإسلامية: الدعوية والخيرية والجهادية والسياسية!
إن هذه الأمراض إنما هي نتيجة للبطالة الدعوية، تظهر في عصور الاستضعاف والهزيمة.. وحتى هذه الحركات تبدأ في التكلس والتجمد والتراجع إذا دخلت في حقبة الهزيمة وعانت من نقص الفعالية وأخذت تراوح في المكان، فهنا تظهر فيها نفس هذه الأمراض التي تُحَوِّلها من طاقة فعالة إلى صرح بيروقراطي وظيفي.. وهنا يصير أعضاؤها أنفسهم غير مؤهلين ليجددوا حركتهم وأنفسهم!
وعندها يكون على الجيل التالي من المصلحين أن يبحثوا عن عدة جديدة من الشباب خارج هذه الكيانات القديمة التي تيبست وتجمدت وتحول أعضاؤها إلى موظفين، وصارت لهم مسائلهم وقضاياهم التي تستهلك طاقتهم وجهودهم، وهي غير نافعة ولا مؤثرة في واقع الناس.
إذا قرأت مذكرات العاملين للإسلام، على اختلاف أنواعهم، من إخوان وجهاديين ودعويين، وعلى امتداد هذه المائة سنة التي ظهرت فيها الحركات الإسلامية.. سيظهر لك خط واضح!
هذا الخط تراه في مذكرات رشيد رضا وحسن البنا وعبد الله عزام وعبد الحميد كشك وأحمد ياسين وأبو مصعب السوري... إلخ! ثم إني عايشته وجربته بنفسي، وسمعته صريحا من فم شيخي الحبيب: حازم أبو إسماعيل.
إن الذين تحركوا للدين وعملوا له تجنبوا أن تكون بداية جذبهم للشباب من حلقات العلم والدرس، إنما جاءوا بالشباب من المقاهي والجامعات والواقفين على ناصية الطرقات والحارات!
وقد اختلفوا في التعبير عن السبب، ما بين مصرِّح ومُلَمِّح.. وإنما السبب أن كثيرا ممن تربى في البيئة العلمية الدعوية (في زمن الاستضعاف) قد نبتت فيهم أمراض تمنعهم من الحركة والفعالية.. لقد استنفدوا واستهلكوا طاقتهم في مسائل فرعية خلافية، فجعلوها ضخمة وعقدية، وعليها تحزبوا وانقسموا، ثم حاربوا وفاصلوا.. وهذه المسائل كلها لا يشعر بها الرجل خارج المسجد، ولا يفهمها. وحتى لو تحقق المستحيل وحُسِمت هذه المسائل فإنها لن تغير شيئا في واقع الأمة والحياة!
لذلك بدأ هؤلاء العاملون عملهم الدعوي والحركي خارج هذه البيئات، فأقبل إليهم من كان صادق العاطفة للإسلام، عارفا بأصوله وكلياته متشربا لها بالفطرة، من لم تنفد طاقته في المسائل النظرية.. على أكتاف هؤلاء بنيت صروح الحركات الإسلامية: الدعوية والخيرية والجهادية والسياسية!
إن هذه الأمراض إنما هي نتيجة للبطالة الدعوية، تظهر في عصور الاستضعاف والهزيمة.. وحتى هذه الحركات تبدأ في التكلس والتجمد والتراجع إذا دخلت في حقبة الهزيمة وعانت من نقص الفعالية وأخذت تراوح في المكان، فهنا تظهر فيها نفس هذه الأمراض التي تُحَوِّلها من طاقة فعالة إلى صرح بيروقراطي وظيفي.. وهنا يصير أعضاؤها أنفسهم غير مؤهلين ليجددوا حركتهم وأنفسهم!
وعندها يكون على الجيل التالي من المصلحين أن يبحثوا عن عدة جديدة من الشباب خارج هذه الكيانات القديمة التي تيبست وتجمدت وتحول أعضاؤها إلى موظفين، وصارت لهم مسائلهم وقضاياهم التي تستهلك طاقتهم وجهودهم، وهي غير نافعة ولا مؤثرة في واقع الناس.
الأغنية الإيرانية..
كان شيخنا البصير حازم أبو إسماعيل كلما جلس في قناة سألوه عن رأيه في الخمر والسياحة والغناء والمرأة، حتى صار يقول ضجرا ومزاحا: لم يبق إلا أن أسجل رأيي في أغنية وألحنها وأحملها معي إلى كل برنامج.
وعملا بنصيحة الشيخ، فها أنذا أكتب هنا أغنية مختصرة وموجزة في المسألة الإيرانية؛ أجمع وأعيد فيها ما قلتُه في مواطن كثيرة، لا لشيء إلا لأجد رابطا أحيل عليه، كلما سألني سائل.. مع أني أعلم علم اليقين أن ذلك لن ينفعني كثيرا، فإن الكذابين والمتربصين لا دواء لهم، ولكن أعذر نفسي أمام الله.
وهذه أغنية موجزة ومختصرة، ولقد هممت أن أكتب واحدة مطولة فضعفت عنها همتي وضاق عنها وقتي.
1. إيران دولة ذات عقيدة: أي أنها تتحرك بمنطق الدولة في مسار ترسمه لها العقيدة.. منطق العقيدة يجمح بها إلى التوسع والانتشار والسيادة والهيمنة، ومنطق الدولة يذكرها بالمصالح والمفاسد، وحسبة المكاسب والخسائر.. فهي ليست حركة نضال ولا جماعة استشهادية ولا تفكر بمنطق حركة التحرر الوطني أو الإسلامي.
2. الشيعة في الجملة مسلمون (على خلاف وتفصيل يُلتمس في مظانه من كتب العقيدة والفرق)، أقول هذا لنتذكر معا أنه حين ترتيب الأقرب والأبعد فهم أقرب من اليهود والنصارى والملحدين.
3. المشكلة الأخطر في الفكر الشيعي أنه انشقاق عن أهل السنة والجماعة، بمعنى أن العدو الأقرب في الذهن الشيعي هو السني (يراه ناصبيا معاديا لأهل البيت ومتسببا في مقاتل أئمة أهل البيت)..
مثال بسيط: لئن كان المسلم يعبر عن سخطه لأمريكا فيقول: أمريكا شيطان هذا العصر. فإن الشيعي إذا أراد التعبير عن نفس هذا السخط فهو يقول: أمريكا (يزيد) هذا العصر. [المقصود: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان]
تزداد خطورة هذه المشكلة وعمقها في أنها تظل تتراكم منذ 1400 سنة، ولك أن تتصور مذهبا فكريا لا يزال يبنى على الحزن والغضب والانتقام منذ هذه السنين.
4. التشيع فكر.. والفكر لا يتحرك من تلقاء نفسه بل يتحرك عبر البشر الذين يعتنقونه ويحملونه.. هؤلاء البشر يعيشون في عالم حقيقي.. هذا العالم الحقيقي حافل بالظروف والتوازنات وموازين القوى.. وكل هذا مؤثر في حركتهم.. ومؤثر كذلك في تكييف هذا الفكر أو تعديله أو تطويره.
والذي يهمنا من هذا الآن: أن ما يزيد من خطورة الشيعة الآن أننا ضعفاء، وبالتالي فنحن الطرف الأضعف الذي يمكن اجتياحه والهيمنة عليه، وهنا سيتعدل الفكر وحاملوه ويتكيف وفقا لهذا الوضع بحيث نكون نحن: الخطر الأهم والمعركة الأولى والانتقام الأكبر.
في ظروف أخرى، كان الوضع مختلفا، وإذا اختلفت الظروف سيختلف الوضع، فمثلا: حين وُجِد الشيعة في دول سنية قوية لم يمثلوا خطرا، بل ذهبت طاقة بعضهم في فتح أنحاء بعيدة في أطراف الدولة الإسلامية، ونقل أهلها من الكفر إلى الإسلام (على مذهبه).. وهذه من حسناتهم بطبيعة الحال. وظهرت لهم أحيانا دول فكان لها جهادها ضد الروم أو الصليبيين.
كَوْنُ أن الفكر يتكيف ويتعدل ويعاد ترتيب أولوياته لدى حامليه وفقا للظروف = هذه ظاهرة إنسانية عامة، ليست خاصة بالشيعة وحدهم.. إنما نذكرها هنا لقرب المثال.
5. إيران المعاصرة تشكلت عقب ثورة "إسلامية" قام بها الخميني، وهذه الثورة كانت ضد الشاه، والشاه كان قوميا علمانيا من عملاء أمريكا، وكان حليفا لإسرائيل، وهو شبيه بأتاتورك في تركيا وبعبد الناصر أو محمد علي في مصر وبورقيبة في تونس.. إلخ!
لذلك كانت الدولة المتشكلة بالانقلاب عليه مناقضة له في أمور، من أهمها: التوجه الإسلامي، العداء لأمريكا، العداء لإسرائيل.
(بالمناسبة: إذا كنت تظن أن إيران وإسرائيل أصدقاء وأشقاء، فيمكنك التوقف هنا، فهذه الأغنية لا تناسبك، ويمكنك اعتباري من المفتونين بإيران ومن عملاء الشيعة ومن المخترقين... وسائر ما أحببت! لكني حذرتك: بقية الكلام لن يعجبك :) )
وقد حاولت أمريكا الانقلاب على الثورة في البداية، ثم بدا لها أمر آخر (سآتيك به بعد قليل).. فقررت أن تدير العلاقة مع هؤلاء (الأعداء) لا أن تسعى في إزالتهم.
لكن خلاصة هذا البند: العداء بين إيران وبين أمريكا وإسرائيل عداء حقيقي، ولدينا نموذج حزب الله في لبنان وكيف أنه حارب إسرائيل في الجنوب حتى حرر الأرض منها.
6. نذهب إلى أمريكا، وتعال نفكر معا كأمريكان وبعقول أمريكية..
إذا كنتُ أمريكيا ونظرتُ إلى المسلمين الذين هم عندي العدو الأول، على الأقل منذ سقوط السوفييت، فاكتشفت أن لدى هؤلاء المسلمين انقسام كبير: سني شيعي، فإني أكون غبيا لو لم أعمل على رعاية هذا الانشقاق وتكبيره وتضخيمه.. إنه فرصة لا تقدر بثمن! فكيف أفرط فيه؟
أيهما خير: أن أنزل بثقلي لإزالة دولة إيران الشيعية فأضعف بقوتي الأمريكية وبأموالي وبجنودي هذا الانقسام، أم أنظر كيف يمكن أن أستفيد من هذا الانقسام بترك هذه الدولة تنمو وتتمكن؟!
كان شيخنا البصير حازم أبو إسماعيل كلما جلس في قناة سألوه عن رأيه في الخمر والسياحة والغناء والمرأة، حتى صار يقول ضجرا ومزاحا: لم يبق إلا أن أسجل رأيي في أغنية وألحنها وأحملها معي إلى كل برنامج.
وعملا بنصيحة الشيخ، فها أنذا أكتب هنا أغنية مختصرة وموجزة في المسألة الإيرانية؛ أجمع وأعيد فيها ما قلتُه في مواطن كثيرة، لا لشيء إلا لأجد رابطا أحيل عليه، كلما سألني سائل.. مع أني أعلم علم اليقين أن ذلك لن ينفعني كثيرا، فإن الكذابين والمتربصين لا دواء لهم، ولكن أعذر نفسي أمام الله.
وهذه أغنية موجزة ومختصرة، ولقد هممت أن أكتب واحدة مطولة فضعفت عنها همتي وضاق عنها وقتي.
1. إيران دولة ذات عقيدة: أي أنها تتحرك بمنطق الدولة في مسار ترسمه لها العقيدة.. منطق العقيدة يجمح بها إلى التوسع والانتشار والسيادة والهيمنة، ومنطق الدولة يذكرها بالمصالح والمفاسد، وحسبة المكاسب والخسائر.. فهي ليست حركة نضال ولا جماعة استشهادية ولا تفكر بمنطق حركة التحرر الوطني أو الإسلامي.
2. الشيعة في الجملة مسلمون (على خلاف وتفصيل يُلتمس في مظانه من كتب العقيدة والفرق)، أقول هذا لنتذكر معا أنه حين ترتيب الأقرب والأبعد فهم أقرب من اليهود والنصارى والملحدين.
3. المشكلة الأخطر في الفكر الشيعي أنه انشقاق عن أهل السنة والجماعة، بمعنى أن العدو الأقرب في الذهن الشيعي هو السني (يراه ناصبيا معاديا لأهل البيت ومتسببا في مقاتل أئمة أهل البيت)..
مثال بسيط: لئن كان المسلم يعبر عن سخطه لأمريكا فيقول: أمريكا شيطان هذا العصر. فإن الشيعي إذا أراد التعبير عن نفس هذا السخط فهو يقول: أمريكا (يزيد) هذا العصر. [المقصود: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان]
تزداد خطورة هذه المشكلة وعمقها في أنها تظل تتراكم منذ 1400 سنة، ولك أن تتصور مذهبا فكريا لا يزال يبنى على الحزن والغضب والانتقام منذ هذه السنين.
4. التشيع فكر.. والفكر لا يتحرك من تلقاء نفسه بل يتحرك عبر البشر الذين يعتنقونه ويحملونه.. هؤلاء البشر يعيشون في عالم حقيقي.. هذا العالم الحقيقي حافل بالظروف والتوازنات وموازين القوى.. وكل هذا مؤثر في حركتهم.. ومؤثر كذلك في تكييف هذا الفكر أو تعديله أو تطويره.
والذي يهمنا من هذا الآن: أن ما يزيد من خطورة الشيعة الآن أننا ضعفاء، وبالتالي فنحن الطرف الأضعف الذي يمكن اجتياحه والهيمنة عليه، وهنا سيتعدل الفكر وحاملوه ويتكيف وفقا لهذا الوضع بحيث نكون نحن: الخطر الأهم والمعركة الأولى والانتقام الأكبر.
في ظروف أخرى، كان الوضع مختلفا، وإذا اختلفت الظروف سيختلف الوضع، فمثلا: حين وُجِد الشيعة في دول سنية قوية لم يمثلوا خطرا، بل ذهبت طاقة بعضهم في فتح أنحاء بعيدة في أطراف الدولة الإسلامية، ونقل أهلها من الكفر إلى الإسلام (على مذهبه).. وهذه من حسناتهم بطبيعة الحال. وظهرت لهم أحيانا دول فكان لها جهادها ضد الروم أو الصليبيين.
كَوْنُ أن الفكر يتكيف ويتعدل ويعاد ترتيب أولوياته لدى حامليه وفقا للظروف = هذه ظاهرة إنسانية عامة، ليست خاصة بالشيعة وحدهم.. إنما نذكرها هنا لقرب المثال.
5. إيران المعاصرة تشكلت عقب ثورة "إسلامية" قام بها الخميني، وهذه الثورة كانت ضد الشاه، والشاه كان قوميا علمانيا من عملاء أمريكا، وكان حليفا لإسرائيل، وهو شبيه بأتاتورك في تركيا وبعبد الناصر أو محمد علي في مصر وبورقيبة في تونس.. إلخ!
لذلك كانت الدولة المتشكلة بالانقلاب عليه مناقضة له في أمور، من أهمها: التوجه الإسلامي، العداء لأمريكا، العداء لإسرائيل.
(بالمناسبة: إذا كنت تظن أن إيران وإسرائيل أصدقاء وأشقاء، فيمكنك التوقف هنا، فهذه الأغنية لا تناسبك، ويمكنك اعتباري من المفتونين بإيران ومن عملاء الشيعة ومن المخترقين... وسائر ما أحببت! لكني حذرتك: بقية الكلام لن يعجبك :) )
وقد حاولت أمريكا الانقلاب على الثورة في البداية، ثم بدا لها أمر آخر (سآتيك به بعد قليل).. فقررت أن تدير العلاقة مع هؤلاء (الأعداء) لا أن تسعى في إزالتهم.
لكن خلاصة هذا البند: العداء بين إيران وبين أمريكا وإسرائيل عداء حقيقي، ولدينا نموذج حزب الله في لبنان وكيف أنه حارب إسرائيل في الجنوب حتى حرر الأرض منها.
6. نذهب إلى أمريكا، وتعال نفكر معا كأمريكان وبعقول أمريكية..
إذا كنتُ أمريكيا ونظرتُ إلى المسلمين الذين هم عندي العدو الأول، على الأقل منذ سقوط السوفييت، فاكتشفت أن لدى هؤلاء المسلمين انقسام كبير: سني شيعي، فإني أكون غبيا لو لم أعمل على رعاية هذا الانشقاق وتكبيره وتضخيمه.. إنه فرصة لا تقدر بثمن! فكيف أفرط فيه؟
أيهما خير: أن أنزل بثقلي لإزالة دولة إيران الشيعية فأضعف بقوتي الأمريكية وبأموالي وبجنودي هذا الانقسام، أم أنظر كيف يمكن أن أستفيد من هذا الانقسام بترك هذه الدولة تنمو وتتمكن؟!
ذهب الأمريكان إلى الخيار الثاني؛ إن طبيعة الدولة الإيرانية العقدية التي ستنشر فكرتها كلما تمكنت سيزيد من الانقسام السني الشيعي، وهو هدف ممتاز للأمريكان.. فلو أن إيران استطاعت أن تزرع في كل بلد إسلامي بذرة شيعية تنمو وتؤسس لانقسام جديد، فذلك غاية المنى، ستفعل هي ذلك بأموالها وملاليها ورجالها وربما بجنودها أيضا، والثمرة في النهاية مفيدة للأمريكان.
وهذا النمو الإيراني له مكاسبه وخسائره أيضا.. فمكاسبه كالتي قلناها، وخسائره أن يزداد نمو هذا المارد حتى يهدد المصالح الأمريكية أو يهدد ابنتنا: إسرائيل. ولكن الحسبة تقول بأن المكاسب قريبة ومحققه، والخسائر بعيدة ومحتملة، فلا تزال قوة إيران ضعيفة للغاية بالنسبة إلى الأمريكان والإسرائيليين.. وما زال بالإمكان العمل على تحجيم هذه القدرات وتعويقها، بل تشذيبها وتهذيبها وقصقصتها كلما طالت إلى مدى غير مسموح.
وبهذا صارت إيران (التي تتحرك وفق عقيدتها الخاصة، وفي سياق مصالحها الذاتية، وضمن رؤيتها المستقلة) لاعبا مفيدا بالنسبة للأمريكي.. وبها جرى تخويف الخليج ليزداد التصاقا بالأمريكان، وجرى العبث في باكتسان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان.. وبأنحاء متعددة في إفريقيا وآسيا بل ولدى الأقليات المسلمة في أوروبا.
والتقت المصالح أحيانا: كما في احتلال أفغانستان والعراق ثم سوريا واليمن، وتبادل الطرفان الخدمات التي تحقق لكليهما مصالحهما.. وكانت الجثة هي جثة أهل السنة.
وهذا يفسر لك لماذا سلَّم الأمريكان العراق لإيران، ولماذا سمحوا لهم بإدخال ميليشياتهم ثم جيشهم إلى سوريا، ثم سمحوا لذراعهم اليمني بالاستيلاء على البلد.. وهي أمور لا يمكن أن يسمح بها الأمريكان لبلد سني بل لقوة سنية!
وتعد ثورة الشام هنا مثالا ممتازا لشرح ما أقول من فكرة الاستفادة من تناقضات طبيعية موجودة، دون أن يدخل فيها أمر العمالة:
حصلت ثورة شعبية على بشار، الشعوب بطبيعة الحال ليست عميلة لأحد، وانفلتت الأمور..
الأمريكان بحثوا عن بديل لبشار، لم يظهر لنا البديل العلماني المناسب بعد، فليستمر القتال.. ولتفتح الحدود لاستقبال شباب أهل السنة المقاتلين..
هؤلاء الشباب كادوا يزيحون بشار.. فلتأتِ المليشيات الشيعية..
لم يفلح الأمر.. فليدخل الجيش الإيراني..
وهذا أمرُ يوافق رغبة إيران الذاتية ومن منطلق مصالحها المستقلة، فهي قد استثمرت استثمارا عظيما في بشار وفي سوريا سياسيا وعسكريا ومذهبيا..
كيف يدخل الجيش الإيراني إلى حدود إسرائيل؟ وكيف تسكت إسرائيل؟
هذا يا صديقي هو حدود الخلاف، وهو الحد المسموح بالنمو، وهي تصارع الإرادات المستقلة، ومحاولة استثمار كل طرف لما تتيحه الظروف، ثم محاولة كل طرف قطف مكاسبه وتجنب خسائره.
فماذا كان؟
نُصبت المحرقة في الشام، هلك فيها خيرة شباب أهل السنة، وهلك فيها صفوة المقاتلين الشيعة ونخبة عسكرييهم.. ولما انحسرت الثورة بدأت إسرائيل تقصف بقية القادة الإيرانيين في سوريا.. وكانت إيران ثاني أكبر الخاسرين في هذه الثورة. الخاسر الأول: هم أهل السنة طبعا، فهم بلا دولة ولا قوة.
7. كان البند السادس طويلا.. تصبر معي، اقتربنا من النهاية..
إيران كغيرها من البلاد، وكغيرها من الثورات العقدية، تحولت بعد سنوات إلى دولة.. والدولة التي تكون ثمرة ثورة دائما ما تصاب بعد الأطياف فيها بإحباط عظيم، يقولون: ما لهذا أقمنا الثورة! ويا ليتنا لم نفعلها!
هذه أيضا ظاهرة طبيعية في التاريخ، أحيانا بعض الثوار يكونون مثاليين حالميين للغاية، وأحيانا يستطيع نفعي برجماتي ذكي أن يقطف ثمرة الثورة ويكون هو زعيم الدولة ويبدأ في التفكير بمنطق المصالح لا بمنطق المبادئ، وبمنطق الدولة لا بمنطق الثورة.. وغالبا ما يحصل الأمران معا.. وكلما سار الزمن تضخمت الدولة وتقزمت الثورة.
من كان قليل المتابعة لما يحدث في إيران، يعلم بيقين أن هذه السنوات هي الأشد في حجم الانقسامات الداخلية، وهي انقسامات تزيد مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية، محاولات اجتذاب الخبراء النوويين وإغرائهم بالهجرة إلى الغرب لم تتوقف وفيها حكايات مدهشة، محاولات اختراق الأجهزة والمؤسسات، محاولات تفجير النزاعات الداخلية... إلخ!
والثمرة واضحة: عدد هائل من الجواسيس في صفوف قيادية وفي أجهزة مكافحة التجسس، اغتيال لأهم علماء نوويين في إيران نفسها، بل تزيد الشكوك حول اغتيال الرئيس الإيراني نفسه!
الفارق المالي والتقني والعسكري بين إيران وبين الأمريكان والإسرائيليين لا يزال رهيبا.
لهذا، فمن يقول بأن إيران تورطت في اغتيال هنية هو برأيي يجازف جدا (وسأكتفي بلفظ المجازفة هذا احتراما لفضلاء كثيرين رأيتهم وقعوا في هذا الكلام)، فإن اغتيال هنية صفعة مدوية لإيران، مثلما كان اغتيال العاروري صفعة مدوية لحزب الله.. وغاية ما يُقال: عجزوا عن حمايته كما هم عاجزين عن حماية رئيسهم وعلمائهم النوويين.
8. هذا هو البند الأخير..
إيران تدعم المقاومة في فلسطين.. لماذا؟!
وهذا النمو الإيراني له مكاسبه وخسائره أيضا.. فمكاسبه كالتي قلناها، وخسائره أن يزداد نمو هذا المارد حتى يهدد المصالح الأمريكية أو يهدد ابنتنا: إسرائيل. ولكن الحسبة تقول بأن المكاسب قريبة ومحققه، والخسائر بعيدة ومحتملة، فلا تزال قوة إيران ضعيفة للغاية بالنسبة إلى الأمريكان والإسرائيليين.. وما زال بالإمكان العمل على تحجيم هذه القدرات وتعويقها، بل تشذيبها وتهذيبها وقصقصتها كلما طالت إلى مدى غير مسموح.
وبهذا صارت إيران (التي تتحرك وفق عقيدتها الخاصة، وفي سياق مصالحها الذاتية، وضمن رؤيتها المستقلة) لاعبا مفيدا بالنسبة للأمريكي.. وبها جرى تخويف الخليج ليزداد التصاقا بالأمريكان، وجرى العبث في باكتسان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان.. وبأنحاء متعددة في إفريقيا وآسيا بل ولدى الأقليات المسلمة في أوروبا.
والتقت المصالح أحيانا: كما في احتلال أفغانستان والعراق ثم سوريا واليمن، وتبادل الطرفان الخدمات التي تحقق لكليهما مصالحهما.. وكانت الجثة هي جثة أهل السنة.
وهذا يفسر لك لماذا سلَّم الأمريكان العراق لإيران، ولماذا سمحوا لهم بإدخال ميليشياتهم ثم جيشهم إلى سوريا، ثم سمحوا لذراعهم اليمني بالاستيلاء على البلد.. وهي أمور لا يمكن أن يسمح بها الأمريكان لبلد سني بل لقوة سنية!
وتعد ثورة الشام هنا مثالا ممتازا لشرح ما أقول من فكرة الاستفادة من تناقضات طبيعية موجودة، دون أن يدخل فيها أمر العمالة:
حصلت ثورة شعبية على بشار، الشعوب بطبيعة الحال ليست عميلة لأحد، وانفلتت الأمور..
الأمريكان بحثوا عن بديل لبشار، لم يظهر لنا البديل العلماني المناسب بعد، فليستمر القتال.. ولتفتح الحدود لاستقبال شباب أهل السنة المقاتلين..
هؤلاء الشباب كادوا يزيحون بشار.. فلتأتِ المليشيات الشيعية..
لم يفلح الأمر.. فليدخل الجيش الإيراني..
وهذا أمرُ يوافق رغبة إيران الذاتية ومن منطلق مصالحها المستقلة، فهي قد استثمرت استثمارا عظيما في بشار وفي سوريا سياسيا وعسكريا ومذهبيا..
كيف يدخل الجيش الإيراني إلى حدود إسرائيل؟ وكيف تسكت إسرائيل؟
هذا يا صديقي هو حدود الخلاف، وهو الحد المسموح بالنمو، وهي تصارع الإرادات المستقلة، ومحاولة استثمار كل طرف لما تتيحه الظروف، ثم محاولة كل طرف قطف مكاسبه وتجنب خسائره.
فماذا كان؟
نُصبت المحرقة في الشام، هلك فيها خيرة شباب أهل السنة، وهلك فيها صفوة المقاتلين الشيعة ونخبة عسكرييهم.. ولما انحسرت الثورة بدأت إسرائيل تقصف بقية القادة الإيرانيين في سوريا.. وكانت إيران ثاني أكبر الخاسرين في هذه الثورة. الخاسر الأول: هم أهل السنة طبعا، فهم بلا دولة ولا قوة.
7. كان البند السادس طويلا.. تصبر معي، اقتربنا من النهاية..
إيران كغيرها من البلاد، وكغيرها من الثورات العقدية، تحولت بعد سنوات إلى دولة.. والدولة التي تكون ثمرة ثورة دائما ما تصاب بعد الأطياف فيها بإحباط عظيم، يقولون: ما لهذا أقمنا الثورة! ويا ليتنا لم نفعلها!
هذه أيضا ظاهرة طبيعية في التاريخ، أحيانا بعض الثوار يكونون مثاليين حالميين للغاية، وأحيانا يستطيع نفعي برجماتي ذكي أن يقطف ثمرة الثورة ويكون هو زعيم الدولة ويبدأ في التفكير بمنطق المصالح لا بمنطق المبادئ، وبمنطق الدولة لا بمنطق الثورة.. وغالبا ما يحصل الأمران معا.. وكلما سار الزمن تضخمت الدولة وتقزمت الثورة.
من كان قليل المتابعة لما يحدث في إيران، يعلم بيقين أن هذه السنوات هي الأشد في حجم الانقسامات الداخلية، وهي انقسامات تزيد مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية، محاولات اجتذاب الخبراء النوويين وإغرائهم بالهجرة إلى الغرب لم تتوقف وفيها حكايات مدهشة، محاولات اختراق الأجهزة والمؤسسات، محاولات تفجير النزاعات الداخلية... إلخ!
والثمرة واضحة: عدد هائل من الجواسيس في صفوف قيادية وفي أجهزة مكافحة التجسس، اغتيال لأهم علماء نوويين في إيران نفسها، بل تزيد الشكوك حول اغتيال الرئيس الإيراني نفسه!
الفارق المالي والتقني والعسكري بين إيران وبين الأمريكان والإسرائيليين لا يزال رهيبا.
لهذا، فمن يقول بأن إيران تورطت في اغتيال هنية هو برأيي يجازف جدا (وسأكتفي بلفظ المجازفة هذا احتراما لفضلاء كثيرين رأيتهم وقعوا في هذا الكلام)، فإن اغتيال هنية صفعة مدوية لإيران، مثلما كان اغتيال العاروري صفعة مدوية لحزب الله.. وغاية ما يُقال: عجزوا عن حمايته كما هم عاجزين عن حماية رئيسهم وعلمائهم النوويين.
8. هذا هو البند الأخير..
إيران تدعم المقاومة في فلسطين.. لماذا؟!
الجواب: لأن هذا هو الطبيعي البديهي الذي تفكر فيه أي دولة لديها استقلال وطموح!
أم أن سياسة الأنجاس الحكام العرب قد جعلت البديهي مستحيلا؟! أليس دعم غزة وفلسطين هو حماية للدول العربية لو كان يحكمها فعلا وطنيون مخلصون لبلادهم ولمصالحها.. وهنا الحديث عن المصلحة العلمانية القومية البحتة التي يفكر فيها الكافر والمسلم والزنديق والملحد إذا حكم بلدا.
أي بلد عربي أو إسلامي أو حتى بلا ملة يعيش في هذه المنطقة، يرى في إسرائيل خطرا.. ومن ثم فإن تفكيره الطبيعي التلقائي أن يدعم من يشاغبون إسرائيل ويعرقلونها.
من قراءتي لبعض مذكرات الساسة الأمريكان أستطيع أن أقرر بأن إيران هي نقطة جوهرية خلافية بين الأمريكان والإسرائيليين؛ الأولون يرونها عدوا يمكن تهذيبه وتحجيمه والاستفادة منه، والآخرون يرون أنه لا يمكن التعايش معه بل تجب المسارعة في إنهائه. والأمريكان هم اليد العليا بلا شك.
لهذا ذهبت إيران في دعم غزة بما تسمح به طاقتها وظروفها ومنطقها كدولة.. واستفادت المقاومة من هذا بما استطاعت في ظل انعدام النصير والحليف.. وكلٌّ يعمل من منطلقاته. ولا شك أن إيران قدمت خدمات عظمى هي جزء من الأسطورة التي تشاهدها في غزة، كما لا شك أن هذا كله ما كان لينفع شيئا لولا أن في غزة رجال وأبطال:
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا .. إذا لم يكن فوق الكرام كرام
وعادة السيف أن يزهو بجوهره .. وليس يعمل إلا في يدي بطل
بل أثبتت غزة أنها أعصى على الاختراق من إيران نفسها.
انتهت..
وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان، فمني ومن الشيطان.
أم أن سياسة الأنجاس الحكام العرب قد جعلت البديهي مستحيلا؟! أليس دعم غزة وفلسطين هو حماية للدول العربية لو كان يحكمها فعلا وطنيون مخلصون لبلادهم ولمصالحها.. وهنا الحديث عن المصلحة العلمانية القومية البحتة التي يفكر فيها الكافر والمسلم والزنديق والملحد إذا حكم بلدا.
أي بلد عربي أو إسلامي أو حتى بلا ملة يعيش في هذه المنطقة، يرى في إسرائيل خطرا.. ومن ثم فإن تفكيره الطبيعي التلقائي أن يدعم من يشاغبون إسرائيل ويعرقلونها.
من قراءتي لبعض مذكرات الساسة الأمريكان أستطيع أن أقرر بأن إيران هي نقطة جوهرية خلافية بين الأمريكان والإسرائيليين؛ الأولون يرونها عدوا يمكن تهذيبه وتحجيمه والاستفادة منه، والآخرون يرون أنه لا يمكن التعايش معه بل تجب المسارعة في إنهائه. والأمريكان هم اليد العليا بلا شك.
لهذا ذهبت إيران في دعم غزة بما تسمح به طاقتها وظروفها ومنطقها كدولة.. واستفادت المقاومة من هذا بما استطاعت في ظل انعدام النصير والحليف.. وكلٌّ يعمل من منطلقاته. ولا شك أن إيران قدمت خدمات عظمى هي جزء من الأسطورة التي تشاهدها في غزة، كما لا شك أن هذا كله ما كان لينفع شيئا لولا أن في غزة رجال وأبطال:
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا .. إذا لم يكن فوق الكرام كرام
وعادة السيف أن يزهو بجوهره .. وليس يعمل إلا في يدي بطل
بل أثبتت غزة أنها أعصى على الاختراق من إيران نفسها.
انتهت..
وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان، فمني ومن الشيطان.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
جزء من محاضرتي بعنوان "مستقبل بيت المقدس في ضوء السنن التاريخية"
في ملتقى الشباب الدولي السادس الذي تنظمه هيئة علماء فلسطين بالخارج
في ملتقى الشباب الدولي السادس الذي تنظمه هيئة علماء فلسطين بالخارج
Forwarded from مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
هذه ليست أكياس طعام ولا خضار، هذه أشلاء وقطع صغيرة لم يتمكنوا من معرفة أصحابها، فوضعوا كل 70 كيلو في كيس.
ماذا بقي يا أمّة الإسلام!!
ماذا بقي يا أمّة الإسلام!!
السيرة النبوية | 31. كيف غرست بذرة الدولة الإسلامية؟ | محمد إلهامي
- كيف كان العرب يفهمون الإسلام من مجلس واحد؟!
- لماذا وصف المثنى بن حارثة الإسلام بأنه أمر تكرهه الملوك؟
- بذرة الدولة الإسلامية من ستة أشخاص لا يعرف المسلمون أسماءهم!!
- ما الفارق بين بيعة الإسلام وبيعة النصرة؟!
https://youtu.be/TAKRoUPiNOU
- كيف كان العرب يفهمون الإسلام من مجلس واحد؟!
- لماذا وصف المثنى بن حارثة الإسلام بأنه أمر تكرهه الملوك؟
- بذرة الدولة الإسلامية من ستة أشخاص لا يعرف المسلمون أسماءهم!!
- ما الفارق بين بيعة الإسلام وبيعة النصرة؟!
https://youtu.be/TAKRoUPiNOU
YouTube
السيرة النبوية | 31. كيف غرست بذرة الدولة الإسلامية؟ | محمد إلهامي
- كيف كان العرب يفهمون الإسلام من مجلس واحد؟!
- لماذا وصف المثنى بن حارثة الإسلام بأنه أمر تكرهه الملوك؟
- بذرة الدولة الإسلامية من ستة أشخاص لا يعرف المسلمون أسماءهم!!
- ما الفارق بين بيعة الإسلام وبيعة النصرة؟!
لدعم قناة الأستاذ محمد إلهامي:
باتريون: …
- لماذا وصف المثنى بن حارثة الإسلام بأنه أمر تكرهه الملوك؟
- بذرة الدولة الإسلامية من ستة أشخاص لا يعرف المسلمون أسماءهم!!
- ما الفارق بين بيعة الإسلام وبيعة النصرة؟!
لدعم قناة الأستاذ محمد إلهامي:
باتريون: …
Forwarded from بسام بن خليل الصفدي
حرب غزة.. يوميات ومشاهدات
مجزرة مدرسة التابعين
استيقظت غزة صبيحة السبت الخامس من صفر 1446 (10/8/2024) على صباح دامٍ مروِّع أَنْسى الناسَ صباحاتِ الأشهر العشرةِ الماضية. أغْفَيت عند الإشراق إغفاءة سريعة أفزعتني منها رسالةٌ من أخ حبيب مختومةٌ بالدم، فقمت فزعا مُحَوقلا مُحَسبلا.
يا الله.. أي صباح هذا!! وأي فجيعة، وأي نكبة، وأي مصيبة!!
مسجد في قلب (مدرسة التابعين الشرعية) في حي الدرج قلبِ مدينة غزة، أَوى الناس إليه وإليها فرارا من الموت والقتل والنار، نعم.. فرارا من الموت، لكن الموت في غزة يلحق الناس في مخادعهم ومشافيهم ومساجدهم وكل مكان يأوون إليه.
ومدرسة التابعين من خيرة مدارس قطاع غزة، يدرِّس فيها خيرة الأساتذة، ويلتحق بها خيرة الطلاب، أُسست يوم أسست على التقوى والإيمان والقرآن، وتخرج منها آلاف الحفاظ والحافظات لكتاب الله تعالى.
لا يجتمع الناس للصلاة في المساجد في شمال غزة من أول أشهر الحرب. وهذا المسجد يَبيت الناس فيه ويُقيمون ويصلون الصلوات الخمس، وقد سكنت قلوبهم إلى أن إخوان القردة لا يمكن أن يبلغ إجرامُهم هذا المبلغ، لكن الإجرام هنا لا سقف له ولا حد ولا قاع.
أقيمت الصلاة وشرع الإمام في تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، وخلْفه الراكعون الساجدون الأوَّابون، فأمطرتهم الطائرات بآلاف الأطنان من الحمم والنيران وهم صافُّون مسبحون بين يدي ربهم جل وعلا.
لو رأيتَ أشلاء المصلين ودماءهم وأحشاءهم لرأيت أمرا فظيعا مهولا يُنسيك أبشع ما رأته عيناك وتراه من قبلُ ومن بعدُ.
تكومت الدماء والأشلاء والحجارة والمصاحف، وركِب بعضها بعضا، ودخل بعضها في بعض في مشهد لم ير الناس مثله من قبل.
ولقد رأيتم كيف جُمعت الأشلاء في الأكياس كيفما اتَّفَق، ورُكِّبت فيها الجثث تركيبا، ولُفِّقت تلفيقا؛ رأس من هنا، ويد من هناك، ورِجل وبطن وأحشاء تُلملَم من ساحة الموت، وتُجمع من مسلخة الجحيم.
يا الله.. كنت أقول في نفسي: لا يمكن أن يمر بي أبشعُ من مجزرة المستشفى الأهلى، فجاءت مجزرة جباليا، ثم جاءت بعدها مجازر يرقِّق ويهوِّن بعضها بعضا، حتى نُكبنا في (الـمَواصي)، ثم كانت مجزرة مدرسة التابعين التي فاقت كلَّ وصف، وتجاوزت كل حد، وضاق عن التعبير عنها كلُّ لسان.
وكنت -ولا زلت- أقول في نفسي أيضا: متى يمكن أن ينتفض هذا العالم الظالم على هذه المجازر والمذابح والمسالخ التي تُرتكب على مرأى عينيه؟!!
ما هو الحد الذي ينبغي أن يصل إليه إجرام يهود لتقوم هذه الأنظمة بشيء (بأي شيء) من واجب النصرة الذي توجبه -قبل أصول الإيمان- خلائق العُروبة، وسلائق الشهامة والمروءة؟!!
لقد استرسل هنا القلم وأفلت الزمام وكتبت كلاما ثم مسحته لعلمي بأن القوم لا ينفع معهم الكلام، ولو كان شيء يوقظهم لأيقظتهم الدماء من أول يوم، لكنْ إلى الله المشتكى، لا إلى سَلمى ولا إلى أَجا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قضى في هذه المجزرة خالي الحبيب الأستاذ العابد الزاهد أبو حمزة محمد بن عبد الله أبو راس تقبله الله في الشهداء، وهو مقيم في المسجد من أول الحرب، يقضي ساعات النهار مع أهله ثم يبيت في المسجد قائما داعيا تاليا للقرآن حتى لقي الله في أحب البقاع إليه، فالله يرحمه ويتولاه.
وقضى فيها أخي الحبيب الأديب الحييُّ أبو أنس محمد أبو سِعْدة (مدير أوقاف غزة)، كان شُعلة من نشاط، يَزينه الأدب، ويجلِّله الوقار، ولا تفارق البسمة محيَّاه، فالله يتقبله في الشهداء والصالحين.
وأنتم يا أهل غزة ثبتكم الله، نصركم الله، آواكم الله، آجركم الله.
لئن هُنتم على الناس فلا والله ما هنتم على الله، ولئن خذلكم القريب والبعيد فإن لكم من الله نصرا وعونا وفرجا قريبا عاجلا.
ومن العقوبات المعجلة في الدنيا قبل الآخرة: عقوبة البغي والخِذلان، وقد بلغا منتهاهما في حرب غزة، وسنن الله لا تتخلف. وإنا لنرجو عقوبة البغاة الخاذلين كما نرجو النصر والفرج من رب العالمين، وإن ذلك لآت ولو بعد حين.
اللهم رضِّنا بقضائك، وبارك لنا في أقدارك، واملأ قلوبنا إيمانا ويقينا، وسكينة وتسليما، والحمد لله رب العالمين.
بسام بن خليل الصفدي
الأحد 6 صفر 1446
مجزرة مدرسة التابعين
استيقظت غزة صبيحة السبت الخامس من صفر 1446 (10/8/2024) على صباح دامٍ مروِّع أَنْسى الناسَ صباحاتِ الأشهر العشرةِ الماضية. أغْفَيت عند الإشراق إغفاءة سريعة أفزعتني منها رسالةٌ من أخ حبيب مختومةٌ بالدم، فقمت فزعا مُحَوقلا مُحَسبلا.
يا الله.. أي صباح هذا!! وأي فجيعة، وأي نكبة، وأي مصيبة!!
مسجد في قلب (مدرسة التابعين الشرعية) في حي الدرج قلبِ مدينة غزة، أَوى الناس إليه وإليها فرارا من الموت والقتل والنار، نعم.. فرارا من الموت، لكن الموت في غزة يلحق الناس في مخادعهم ومشافيهم ومساجدهم وكل مكان يأوون إليه.
ومدرسة التابعين من خيرة مدارس قطاع غزة، يدرِّس فيها خيرة الأساتذة، ويلتحق بها خيرة الطلاب، أُسست يوم أسست على التقوى والإيمان والقرآن، وتخرج منها آلاف الحفاظ والحافظات لكتاب الله تعالى.
لا يجتمع الناس للصلاة في المساجد في شمال غزة من أول أشهر الحرب. وهذا المسجد يَبيت الناس فيه ويُقيمون ويصلون الصلوات الخمس، وقد سكنت قلوبهم إلى أن إخوان القردة لا يمكن أن يبلغ إجرامُهم هذا المبلغ، لكن الإجرام هنا لا سقف له ولا حد ولا قاع.
أقيمت الصلاة وشرع الإمام في تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، وخلْفه الراكعون الساجدون الأوَّابون، فأمطرتهم الطائرات بآلاف الأطنان من الحمم والنيران وهم صافُّون مسبحون بين يدي ربهم جل وعلا.
لو رأيتَ أشلاء المصلين ودماءهم وأحشاءهم لرأيت أمرا فظيعا مهولا يُنسيك أبشع ما رأته عيناك وتراه من قبلُ ومن بعدُ.
تكومت الدماء والأشلاء والحجارة والمصاحف، وركِب بعضها بعضا، ودخل بعضها في بعض في مشهد لم ير الناس مثله من قبل.
ولقد رأيتم كيف جُمعت الأشلاء في الأكياس كيفما اتَّفَق، ورُكِّبت فيها الجثث تركيبا، ولُفِّقت تلفيقا؛ رأس من هنا، ويد من هناك، ورِجل وبطن وأحشاء تُلملَم من ساحة الموت، وتُجمع من مسلخة الجحيم.
يا الله.. كنت أقول في نفسي: لا يمكن أن يمر بي أبشعُ من مجزرة المستشفى الأهلى، فجاءت مجزرة جباليا، ثم جاءت بعدها مجازر يرقِّق ويهوِّن بعضها بعضا، حتى نُكبنا في (الـمَواصي)، ثم كانت مجزرة مدرسة التابعين التي فاقت كلَّ وصف، وتجاوزت كل حد، وضاق عن التعبير عنها كلُّ لسان.
وكنت -ولا زلت- أقول في نفسي أيضا: متى يمكن أن ينتفض هذا العالم الظالم على هذه المجازر والمذابح والمسالخ التي تُرتكب على مرأى عينيه؟!!
ما هو الحد الذي ينبغي أن يصل إليه إجرام يهود لتقوم هذه الأنظمة بشيء (بأي شيء) من واجب النصرة الذي توجبه -قبل أصول الإيمان- خلائق العُروبة، وسلائق الشهامة والمروءة؟!!
لقد استرسل هنا القلم وأفلت الزمام وكتبت كلاما ثم مسحته لعلمي بأن القوم لا ينفع معهم الكلام، ولو كان شيء يوقظهم لأيقظتهم الدماء من أول يوم، لكنْ إلى الله المشتكى، لا إلى سَلمى ولا إلى أَجا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قضى في هذه المجزرة خالي الحبيب الأستاذ العابد الزاهد أبو حمزة محمد بن عبد الله أبو راس تقبله الله في الشهداء، وهو مقيم في المسجد من أول الحرب، يقضي ساعات النهار مع أهله ثم يبيت في المسجد قائما داعيا تاليا للقرآن حتى لقي الله في أحب البقاع إليه، فالله يرحمه ويتولاه.
وقضى فيها أخي الحبيب الأديب الحييُّ أبو أنس محمد أبو سِعْدة (مدير أوقاف غزة)، كان شُعلة من نشاط، يَزينه الأدب، ويجلِّله الوقار، ولا تفارق البسمة محيَّاه، فالله يتقبله في الشهداء والصالحين.
وأنتم يا أهل غزة ثبتكم الله، نصركم الله، آواكم الله، آجركم الله.
لئن هُنتم على الناس فلا والله ما هنتم على الله، ولئن خذلكم القريب والبعيد فإن لكم من الله نصرا وعونا وفرجا قريبا عاجلا.
ومن العقوبات المعجلة في الدنيا قبل الآخرة: عقوبة البغي والخِذلان، وقد بلغا منتهاهما في حرب غزة، وسنن الله لا تتخلف. وإنا لنرجو عقوبة البغاة الخاذلين كما نرجو النصر والفرج من رب العالمين، وإن ذلك لآت ولو بعد حين.
اللهم رضِّنا بقضائك، وبارك لنا في أقدارك، واملأ قلوبنا إيمانا ويقينا، وسكينة وتسليما، والحمد لله رب العالمين.
بسام بن خليل الصفدي
الأحد 6 صفر 1446
فتوى دار الإفتاء الليبية، برئاسة العلامة الصداع بالحق، الصادق الغرياني، عن حكم اليهودي الحاصل على جنسية بلد مسلم ويقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في مثل هذه الساعات، قبل عشر سنوات، كانت آلة القتل من جيش #السيسي_عدو_الله تفتك بالشباب والبنات والأطفال والنساء والشيوخ، جهارًا نهارًا على الهواء!!
دروس كُتِبت بالأرواح والدماء.. الخائن وحده من ينساها أو من يريد أن يتجاوزها.. كشفت #رابعة أهل الشر لا في مصر وحدها بل في العالم كله، وما قبلها لن يكون كالذي بعدها.
وها هي آلة الشر والقتل، التي يسمونها "الدولة"، قد قبضت على كل البلد وكتمت أنفاس الجميع وتدفقت عليها أموال الطغاة المجرمين في الخليج وغيرهم، فلم يزدد أهل مصر إلا فقرا وبؤسا وقهرا ومصائب!!
ولقد مات كثيرون من مؤيدي المذبحة خلال هذه #العشرية_السوداء، وهم الآن عند ربهم يُسْأَلون، فلا بقيت لهم الدنيا، ولا سلمت لهم الآخرة!! وبعد قليل سيموت الجميع، ويبقى حساب الله العسير، ثم يبقى بعد ذلك: درس التاريخ!
دروس كُتِبت بالأرواح والدماء.. الخائن وحده من ينساها أو من يريد أن يتجاوزها.. كشفت #رابعة أهل الشر لا في مصر وحدها بل في العالم كله، وما قبلها لن يكون كالذي بعدها.
وها هي آلة الشر والقتل، التي يسمونها "الدولة"، قد قبضت على كل البلد وكتمت أنفاس الجميع وتدفقت عليها أموال الطغاة المجرمين في الخليج وغيرهم، فلم يزدد أهل مصر إلا فقرا وبؤسا وقهرا ومصائب!!
ولقد مات كثيرون من مؤيدي المذبحة خلال هذه #العشرية_السوداء، وهم الآن عند ربهم يُسْأَلون، فلا بقيت لهم الدنيا، ولا سلمت لهم الآخرة!! وبعد قليل سيموت الجميع، ويبقى حساب الله العسير، ثم يبقى بعد ذلك: درس التاريخ!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في ذكرى #رابعة.. ألمع من أتذكرهم من بين آلاف الشهداء وعشرات آلاف الأسرى ثلاثة
حازم أبو إسماعيل | https://melhamy.blogspot.com/2018/06/blog-post_6.html
حسام أبو البخاري | https://melhamy.blogspot.com/2014/08/blog-post_12.html
خالد حربي | https://melhamy.blogspot.com/2015/08/blog-post_15.html
فكَّ الله بالعز أسرهم، ونفع الأمة بهم، ومتعنا بطول بقائهم.
حازم أبو إسماعيل | https://melhamy.blogspot.com/2018/06/blog-post_6.html
حسام أبو البخاري | https://melhamy.blogspot.com/2014/08/blog-post_12.html
خالد حربي | https://melhamy.blogspot.com/2015/08/blog-post_15.html
فكَّ الله بالعز أسرهم، ونفع الأمة بهم، ومتعنا بطول بقائهم.
Blogspot
حازم أبو إسماعيل
افتتاحية العدد 11 من مجلة كلمة حق في لحظة كتابة هذه السطور تأكد عندي خبر إضراب الشيخ حازم أبو إسماعيل عن الطعام في سجنه، اعتراضا منه ...
Forwarded from قناة: محمد إلهامي
YouTube
د. عطية عدلان ود. عمرو عادل وأ. محمد إلهامي | عن الثورة | 5. هذه هي أخطاء رابعة
الحلقة الخامسة من فقرة "عن الثورة" الأسبوعية ضمن برنامج "مصر النهارده"، تستضيف:
د. عطية عدلان - أستاذ الفقه الإسلامي
د. عمرو عادل - رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري
أ. محمد إلهامي - باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
وتناولت الحلقة موضوع الاعتصامات…
د. عطية عدلان - أستاذ الفقه الإسلامي
د. عمرو عادل - رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري
أ. محمد إلهامي - باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
وتناولت الحلقة موضوع الاعتصامات…
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
مع ذكرى #رابعة تجدد الحديث مرة أخرى عن موضوع السلمية والمقـا ومة.
إن مجرد تكرار السجال بعد سبع سنوات من المحرقة لهو دليل على استمرار الحيرة والتيه، كما أنه دليل على أن الدروس المهمة مهما كانت واضحة لا يمكن أن نتعلمها إذا لم يكن لدينا الاستعداد للتعلم!
كما قال تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية)
وكما قال تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة، وكلَّمَهم الموتى، وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلا، ما كانوا ليؤمنوا)
وقد كان جديرا بمحرقة رابعة العظيمة، التي تمثل في الوجدان الإسلامي كله مثل ما تمثله 11 سبتمبر في وجدان الغرب والأمريكان، كان جديرا بها أن تطوي صفحة السلمية وتفتح صفحة البحث عن الحلول الأخرى أيا ما كانت!
وهل من دليل على انتهاء هذه الخرافة من أن صاحبها يُحاكم بتهمة الإرهاب، وحُكِم عليه بجملة من أحكام الإعدام؟!
وصاحبها هذا، أقصد الدكتور محمد بديع فك الله أسره، هو رأس أكبر جماعة إسلامية في الوقت الحاضر في عموم العالم العربي وربما الإسلامي، ولو كان الذي تحت يده من الشعبية والنفوذ تحت يد زعيم آخر لم يكن لينافسه على حكم مصر أحد! بل ولا حتى ليفكر في منافسته!
هذا الرجل الواسع الشعبية الذي تفديه نفوس مئات الآلاف -لو شاء- أُخِذ من بيته بغير خدش واحد أصاب آخذيه.. فهل رأى الزمان زعيما يقود مئات الآلاف من الناس -من ورائهم الملايين- يأخذه عدوه من عقر داره دون أن يُخدش بخدش؟!
وقبل أن تعمل العقول على استبطان النوايا، فها أنذا أستبق عمل هذه العقول "الذكية الألمعية" لأقول: غرض هذه السطور القادمة هو طي صفحة السلمية، لأنها بكل بساطة ووضوح وسيلة فاشلة لم تُحل قضية ولم تُرجع حقا ولم تحرك ساكنا ولم تُسَكِّن متحركا.
وليس معنى هذا هو التسويق أو التحريض على العنف، العنف الأعمى الذي تمثله حركات مثل داعش، فلا سلميتنا أقوى من الرصاص، ولا الرصاص أقوى من الصواريخ.. ولكن المطلوب هو ما يتضافر فيه العقل والساعد، السياسة والحرب، اللسان والسنان..
فلتهدأ عقول "الأذكياء" قليلا، وليعلموا أن حديث المقاومة في زمن الضعف والاستضعاف ليس حديث تهور ولا مجازفة ولا مغامرة، ولا هو خارج من نظر سطحي ولا هبَّة عاطفية.. لتهدأ عقولهم ولنتأمل قليلا..
إن المتأمل في تاريخ حركات المقاومة، أو ما تسميه العلوم الأمنية الغربية "التمرد"، سيجد أن الأمر على خلاف ما تسوقه لنا جماعة السلمية، من أنه لم يحدث أبدا أن انتصرت حركة على دولة.. وأن مواجهة كهذا هي مواجهة خاسرة حتما دون تفكير.
هذه النتيجة التي يبشرنا بها السلميون لم يقل بها أحد غيرهم، بل وهم أنفسهم لم يقولوها بناء على بحث واستقصاء، وفتِّش كيف شئت في أوراقهم ومقالاتهم ولقاءاتهم التلفازية، فلن تجد بعد ذلك شيئا إلا دعاوى تفتقر للدليل.
حسنا، فماذا يقول الآخرون؟.. هل لديكم أنتم أرقاما تقول بأن ثمة حركات انتصرت على دول؟!
جميل.. سنترك إجابة هذا السؤال لمن خاضوا هذا الملف وبحثوه..
وسيأتي على رأس أولئك المخابرات الأمريكية، صاحبة أوسع استقصاء لتاريخ حركات "التمرد" ونتائجها.. ففي دليل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتحليل التمرد الصادر عام 2012؛ والذي ترجمه إلى العربية الأخ والصديق العزيز Ahmed Mawlana، نجد هذه الأرقام:
- وقع ما لا يقل عن 130 تمرداً مسلحاً منذ الحرب العالمية الثانية، ولا يزال هناك ما لا يقل عن أربع وعشرين تمرداً مستمراً حتى أواخر عام 2011
- متوسط استمرار هذه التمردات أكثر من 21 عاماً.
- انتهت 36% منها بانتصار المتمردين بعد متوسط زمني 10 سنوات
- انتهت 36% بانتصار الحكومة بعد متوسط زمني 12 سنة
- انتهت 28% بنتائج متباينة، لأن المتحاربين توصلوا إلى تسويات تطلبت من الجميع تنازلات مهمة. وبلغ متوسط استمرار التمردات في هذه الصورة قرابة 8 سنوات
رابط ترجمة دليل تحليل التمرد: https://t.me/bnaawa3y/177
وبهذا ترى أن أقوى مؤسسة في العالم في رصد واستقصاء وتحليل الموضوع خرجت بنتيجة تقول: احتمال انتصار "التمرد" على النظام يساوي احتمال انتصار النظام على "التمرد".. أو أن ينتهي الأمر إلى حلول وسط.
السؤال هنا: هل يستطيع أصحابنا السلميون أن يخبرونا بحركات سلمية بحتة، اقتصر عملها على المظاهرات والاعتصامات والكتابة والخطابة بدون دعم خارجي ولا انشقاق عسكري داخلي، استطاعت تغيير نظام ديكتاتوري؟!
من جهة أخرى، وقعت بالأمس أمامي ورقة استراتيجية كتبها عمر عاشور -باحث أمني معروف، خصوصا لمن يشاهد الجزيرة ولمن يتابع أعمال معهد الدوحة أو المركز العربي التابعين لعزمي بشارة- يوجز فيها طبيعة الأوراق التي قدمت لمؤتمر "من السلام إلى السلاح"، وهو مؤتمر عقده المركز العربي التابع لعزمي بشارة لكن أوراقه لم تصدر بعد في كتاب -على حد علمي- وذكرت هذه الورقة إحصاءات أخرى.. مختصرها كالآتي:
- من بين 268 مجموعة مسلحة، مارست نشاطها بين 1986 - 2006:
- 20 (أي 7%) مجموعة هزمت عسكريا.
إن مجرد تكرار السجال بعد سبع سنوات من المحرقة لهو دليل على استمرار الحيرة والتيه، كما أنه دليل على أن الدروس المهمة مهما كانت واضحة لا يمكن أن نتعلمها إذا لم يكن لدينا الاستعداد للتعلم!
كما قال تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية)
وكما قال تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة، وكلَّمَهم الموتى، وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلا، ما كانوا ليؤمنوا)
وقد كان جديرا بمحرقة رابعة العظيمة، التي تمثل في الوجدان الإسلامي كله مثل ما تمثله 11 سبتمبر في وجدان الغرب والأمريكان، كان جديرا بها أن تطوي صفحة السلمية وتفتح صفحة البحث عن الحلول الأخرى أيا ما كانت!
وهل من دليل على انتهاء هذه الخرافة من أن صاحبها يُحاكم بتهمة الإرهاب، وحُكِم عليه بجملة من أحكام الإعدام؟!
وصاحبها هذا، أقصد الدكتور محمد بديع فك الله أسره، هو رأس أكبر جماعة إسلامية في الوقت الحاضر في عموم العالم العربي وربما الإسلامي، ولو كان الذي تحت يده من الشعبية والنفوذ تحت يد زعيم آخر لم يكن لينافسه على حكم مصر أحد! بل ولا حتى ليفكر في منافسته!
هذا الرجل الواسع الشعبية الذي تفديه نفوس مئات الآلاف -لو شاء- أُخِذ من بيته بغير خدش واحد أصاب آخذيه.. فهل رأى الزمان زعيما يقود مئات الآلاف من الناس -من ورائهم الملايين- يأخذه عدوه من عقر داره دون أن يُخدش بخدش؟!
وقبل أن تعمل العقول على استبطان النوايا، فها أنذا أستبق عمل هذه العقول "الذكية الألمعية" لأقول: غرض هذه السطور القادمة هو طي صفحة السلمية، لأنها بكل بساطة ووضوح وسيلة فاشلة لم تُحل قضية ولم تُرجع حقا ولم تحرك ساكنا ولم تُسَكِّن متحركا.
وليس معنى هذا هو التسويق أو التحريض على العنف، العنف الأعمى الذي تمثله حركات مثل داعش، فلا سلميتنا أقوى من الرصاص، ولا الرصاص أقوى من الصواريخ.. ولكن المطلوب هو ما يتضافر فيه العقل والساعد، السياسة والحرب، اللسان والسنان..
فلتهدأ عقول "الأذكياء" قليلا، وليعلموا أن حديث المقاومة في زمن الضعف والاستضعاف ليس حديث تهور ولا مجازفة ولا مغامرة، ولا هو خارج من نظر سطحي ولا هبَّة عاطفية.. لتهدأ عقولهم ولنتأمل قليلا..
إن المتأمل في تاريخ حركات المقاومة، أو ما تسميه العلوم الأمنية الغربية "التمرد"، سيجد أن الأمر على خلاف ما تسوقه لنا جماعة السلمية، من أنه لم يحدث أبدا أن انتصرت حركة على دولة.. وأن مواجهة كهذا هي مواجهة خاسرة حتما دون تفكير.
هذه النتيجة التي يبشرنا بها السلميون لم يقل بها أحد غيرهم، بل وهم أنفسهم لم يقولوها بناء على بحث واستقصاء، وفتِّش كيف شئت في أوراقهم ومقالاتهم ولقاءاتهم التلفازية، فلن تجد بعد ذلك شيئا إلا دعاوى تفتقر للدليل.
حسنا، فماذا يقول الآخرون؟.. هل لديكم أنتم أرقاما تقول بأن ثمة حركات انتصرت على دول؟!
جميل.. سنترك إجابة هذا السؤال لمن خاضوا هذا الملف وبحثوه..
وسيأتي على رأس أولئك المخابرات الأمريكية، صاحبة أوسع استقصاء لتاريخ حركات "التمرد" ونتائجها.. ففي دليل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتحليل التمرد الصادر عام 2012؛ والذي ترجمه إلى العربية الأخ والصديق العزيز Ahmed Mawlana، نجد هذه الأرقام:
- وقع ما لا يقل عن 130 تمرداً مسلحاً منذ الحرب العالمية الثانية، ولا يزال هناك ما لا يقل عن أربع وعشرين تمرداً مستمراً حتى أواخر عام 2011
- متوسط استمرار هذه التمردات أكثر من 21 عاماً.
- انتهت 36% منها بانتصار المتمردين بعد متوسط زمني 10 سنوات
- انتهت 36% بانتصار الحكومة بعد متوسط زمني 12 سنة
- انتهت 28% بنتائج متباينة، لأن المتحاربين توصلوا إلى تسويات تطلبت من الجميع تنازلات مهمة. وبلغ متوسط استمرار التمردات في هذه الصورة قرابة 8 سنوات
رابط ترجمة دليل تحليل التمرد: https://t.me/bnaawa3y/177
وبهذا ترى أن أقوى مؤسسة في العالم في رصد واستقصاء وتحليل الموضوع خرجت بنتيجة تقول: احتمال انتصار "التمرد" على النظام يساوي احتمال انتصار النظام على "التمرد".. أو أن ينتهي الأمر إلى حلول وسط.
السؤال هنا: هل يستطيع أصحابنا السلميون أن يخبرونا بحركات سلمية بحتة، اقتصر عملها على المظاهرات والاعتصامات والكتابة والخطابة بدون دعم خارجي ولا انشقاق عسكري داخلي، استطاعت تغيير نظام ديكتاتوري؟!
من جهة أخرى، وقعت بالأمس أمامي ورقة استراتيجية كتبها عمر عاشور -باحث أمني معروف، خصوصا لمن يشاهد الجزيرة ولمن يتابع أعمال معهد الدوحة أو المركز العربي التابعين لعزمي بشارة- يوجز فيها طبيعة الأوراق التي قدمت لمؤتمر "من السلام إلى السلاح"، وهو مؤتمر عقده المركز العربي التابع لعزمي بشارة لكن أوراقه لم تصدر بعد في كتاب -على حد علمي- وذكرت هذه الورقة إحصاءات أخرى.. مختصرها كالآتي:
- من بين 268 مجموعة مسلحة، مارست نشاطها بين 1986 - 2006:
- 20 (أي 7%) مجموعة هزمت عسكريا.
Telegram
بناء الوعي
في عام 2012 نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحديثا لدليل تحليل التمرد الصادر عام 1980، كي يساعد المحللين والمختصين في تحليل وتقييم واستشراف مستقبل التمردات التي تقع ضمن دوائر اهتماماتهم، مما يساعدهم على تقديم توصيات بشأن كيفية مكافحتها.
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
- 107 (أي 40%) جماعة جرى تفكيكيها بأعمال الشرطة والاستخبارات، وأغلب هذه المجموعات مجموعات صغيرة (أقل من 200 مسلح) أما المجموعات الأكبر (خصوصا ما يزيد عن 1000 مسلح) فقد تحولت إلى العمل السياسي والسلمي
- 114 (أي 43%) جماعة التحقت بالعمل السياسي السلمي الدستوري كأحزاب سياسية أو جماعات سلمية مدنية.
أي أن أغلب هذه الحالات وصلت إلى الحلول الوسط، حيث تنازل النظام الحاكم وأعطى للحركة "المتمردة" من المزايا والضمانات ما طمأنها إلى إمكانية الوصول لأهدافها عبر العمل السياسي والاجتماعي المدني.
بينما انتصاره -أي النظام- الحاسم بالوسائل العسكرية كان نادرا.. وانتصاره بوسائل الاستخبارات والاختراق الأمني نجح في المجموعات الصغيرة وليس في الجماعات الكبرى.. والجماعات الكبرى هنا هي التي تشمل 1000 مقاتل فما فوق.
وأشارت نفس الورقة -أقصد ورقة عمر عاشور- إلى إحصائية أخرى مبنية على قواعد بيانات أصغر تقول: من أصل 133 جماعة مسلّحة حاربت ضد أنظمة شتى (بين 1990 - 2009) تحول 54.8% إلى أحزاب سياسية في نحو 50 بلدا.
رابط الورقة: https://bit.ly/3fZySvW
وهذه النتائج التي وصلت إليها الورقة الأخيرة تذكرنا مرة أخرى بنتائج بحث راند الذي كان بعنوان "كيف تنتهي الجماعات الإرهابية".. حيث كانت خلاصة النتائج على هذا النحو:
- الحركات "الإرهابية" ينتهي أغلبها (43%) بالتسوية السياسية بينها وبين الحكومة حيث يجري احتواؤها ضمن عملية سياسية انتقالية.
- ينتهي (40%) منها بالاختراق الأمني المخابراتي المعلوماتي الذي يؤدي إلى اكتشاف قياداتها ومفاصلها الرئيسية ومن ثم اغتيالها أو اعتقالها، وهو مجهود لا يصلح للقيام به الأجهزة الأجنبية بل يُلقى على عاتق الأجهزة المحلية الأكثر معرفة بالبيئة الداخلية.
- ينتهي (10%) منها بتحقق أهدافها
- ينتهي (7% فقط) بهزيمتها عسكريا.
وهذا ما يعطي التوصية بأن المكافحة العسكرية هي أقل الوسائل نجاحا في القضاء على المجموعات "الإرهابية"، فيما يتعاظم العمل حول "الإصلاح السياسي" ثم "العمل الأمني الاستخباري".
ولاحظ واضعو التقرير أيضا نتائج أخرى من أهمها:
1.أن التنظيمات الدينية هي الأطول عمرا.
2.أن التنظيمات الكبيرة أقدر على الصمود والبقاء والانتصار من التنظيمات الصغرى
3.التنظيمات التي اشتركت في "تمرد" لا تنتهي بسهولة.
وتلك النتائج الثلاثة الأخيرة نستخلص منها أمورا في غاية الأهمية والخطورة، وهي على الترتيب:
1.أهمية الدين وأنه أقوى وأرسخ من سائر الأيديولوجيات النضالية، فما من حركة كفاح إلا واعتنقت فكرة، ومع هذا فقد كانت الحركات الدينية أطول نفسا وأقوى صمودا.
2.أهيمة الإعداد وضرورته، فالحركة التي تستطيع أن تكتسب أفرادا أكثر تعبر عن قدرة استيعابية وتشغيلية، ومن ثم ينعكس هذا على نتائج المعركة.
3.القدرة على تثوير الناس والمجتمع والانضمام إلى لحظتهم الثورية يمثل انتقالة فارقة في تاريخ أي حركة.
رابط تقرير راند: https://bit.ly/3gTtWdo
رابط مقال متعلق بالتقرير: https://bit.ly/30ZC8n3
يمكن الوقوف طويلا مع كل هذه المصادر، وما فيها يستحق التأمل والدراسة، ولكن الغرض الأهم الذي من أجله كتبت هذه السطور هو أن انهزام حركة المـقا ومة ليست حتما محتوما وحقيقة كونية.. بل الواقع الأكثر حضورا عبر هذه الأرقام يشهد بوضوح أن الجماعات الكبرى المتجذرة شعبيا والتي تمتلك عقائد دينية قوية وعددا كبيرا من الكوادر والشباب تستعصي على الإنهاء والهزيمة.
والأرجح في ظل هذا الوضع أن تنجح الحركة الكبرى في هدفها أو أن تصل إلى حلول وسط تكون به جزءا من معادلة الحكم والسلطة.
وهي إذا لم تنجح ولم تصل إلى حلول وسط، فإن السبب الأكبر في هزيمتها ليست قوة الأنظمة العسكرية القتالية، بل قدراته الاستخبارية التي يتمكن بها من كشف خريطة الحركة ومعرفة مفاصلها وشخصياتها المؤثرة فيسدد ضربته كأنما يقوم بعملية جراحية دقيقة بواسطة المشرط (والتعبير لديفيد بتريوس: وهو من نجوم مكافحة "التمرد" وله دليل طويل وقد ترجمه أيضا أحمد مولانا على هذا الرابط: https://t.me/AhmedMawlana/719 )
بقيت كلمة أخيرة مؤلمة لا بد من قولها:
لقد اضطررنا في الاستدلال على ما نقول إلى أن نأتي به من أقوال الأمريكان والغربيين والباحثين المستشرقين -وإن كانوا عربا في الأصل- وما ذلك إلا لأن كلام هؤلاء أصدق عند كثيرين وأوقع في نفوسهم من لو أن قد جئنا بدلائلنا من القرآن أو السنة أو أقوال العلماء أو سير زعماء المسلمين في حركات التحرر الإسلامية..
فعسى أن يبلغنا الله زمانا نرى فيه أن أولى الكلام بالتصديق والتأثير هو كلامه وكلام نبيه وكلام عباده الصالحين.
- 114 (أي 43%) جماعة التحقت بالعمل السياسي السلمي الدستوري كأحزاب سياسية أو جماعات سلمية مدنية.
أي أن أغلب هذه الحالات وصلت إلى الحلول الوسط، حيث تنازل النظام الحاكم وأعطى للحركة "المتمردة" من المزايا والضمانات ما طمأنها إلى إمكانية الوصول لأهدافها عبر العمل السياسي والاجتماعي المدني.
بينما انتصاره -أي النظام- الحاسم بالوسائل العسكرية كان نادرا.. وانتصاره بوسائل الاستخبارات والاختراق الأمني نجح في المجموعات الصغيرة وليس في الجماعات الكبرى.. والجماعات الكبرى هنا هي التي تشمل 1000 مقاتل فما فوق.
وأشارت نفس الورقة -أقصد ورقة عمر عاشور- إلى إحصائية أخرى مبنية على قواعد بيانات أصغر تقول: من أصل 133 جماعة مسلّحة حاربت ضد أنظمة شتى (بين 1990 - 2009) تحول 54.8% إلى أحزاب سياسية في نحو 50 بلدا.
رابط الورقة: https://bit.ly/3fZySvW
وهذه النتائج التي وصلت إليها الورقة الأخيرة تذكرنا مرة أخرى بنتائج بحث راند الذي كان بعنوان "كيف تنتهي الجماعات الإرهابية".. حيث كانت خلاصة النتائج على هذا النحو:
- الحركات "الإرهابية" ينتهي أغلبها (43%) بالتسوية السياسية بينها وبين الحكومة حيث يجري احتواؤها ضمن عملية سياسية انتقالية.
- ينتهي (40%) منها بالاختراق الأمني المخابراتي المعلوماتي الذي يؤدي إلى اكتشاف قياداتها ومفاصلها الرئيسية ومن ثم اغتيالها أو اعتقالها، وهو مجهود لا يصلح للقيام به الأجهزة الأجنبية بل يُلقى على عاتق الأجهزة المحلية الأكثر معرفة بالبيئة الداخلية.
- ينتهي (10%) منها بتحقق أهدافها
- ينتهي (7% فقط) بهزيمتها عسكريا.
وهذا ما يعطي التوصية بأن المكافحة العسكرية هي أقل الوسائل نجاحا في القضاء على المجموعات "الإرهابية"، فيما يتعاظم العمل حول "الإصلاح السياسي" ثم "العمل الأمني الاستخباري".
ولاحظ واضعو التقرير أيضا نتائج أخرى من أهمها:
1.أن التنظيمات الدينية هي الأطول عمرا.
2.أن التنظيمات الكبيرة أقدر على الصمود والبقاء والانتصار من التنظيمات الصغرى
3.التنظيمات التي اشتركت في "تمرد" لا تنتهي بسهولة.
وتلك النتائج الثلاثة الأخيرة نستخلص منها أمورا في غاية الأهمية والخطورة، وهي على الترتيب:
1.أهمية الدين وأنه أقوى وأرسخ من سائر الأيديولوجيات النضالية، فما من حركة كفاح إلا واعتنقت فكرة، ومع هذا فقد كانت الحركات الدينية أطول نفسا وأقوى صمودا.
2.أهيمة الإعداد وضرورته، فالحركة التي تستطيع أن تكتسب أفرادا أكثر تعبر عن قدرة استيعابية وتشغيلية، ومن ثم ينعكس هذا على نتائج المعركة.
3.القدرة على تثوير الناس والمجتمع والانضمام إلى لحظتهم الثورية يمثل انتقالة فارقة في تاريخ أي حركة.
رابط تقرير راند: https://bit.ly/3gTtWdo
رابط مقال متعلق بالتقرير: https://bit.ly/30ZC8n3
يمكن الوقوف طويلا مع كل هذه المصادر، وما فيها يستحق التأمل والدراسة، ولكن الغرض الأهم الذي من أجله كتبت هذه السطور هو أن انهزام حركة المـقا ومة ليست حتما محتوما وحقيقة كونية.. بل الواقع الأكثر حضورا عبر هذه الأرقام يشهد بوضوح أن الجماعات الكبرى المتجذرة شعبيا والتي تمتلك عقائد دينية قوية وعددا كبيرا من الكوادر والشباب تستعصي على الإنهاء والهزيمة.
والأرجح في ظل هذا الوضع أن تنجح الحركة الكبرى في هدفها أو أن تصل إلى حلول وسط تكون به جزءا من معادلة الحكم والسلطة.
وهي إذا لم تنجح ولم تصل إلى حلول وسط، فإن السبب الأكبر في هزيمتها ليست قوة الأنظمة العسكرية القتالية، بل قدراته الاستخبارية التي يتمكن بها من كشف خريطة الحركة ومعرفة مفاصلها وشخصياتها المؤثرة فيسدد ضربته كأنما يقوم بعملية جراحية دقيقة بواسطة المشرط (والتعبير لديفيد بتريوس: وهو من نجوم مكافحة "التمرد" وله دليل طويل وقد ترجمه أيضا أحمد مولانا على هذا الرابط: https://t.me/AhmedMawlana/719 )
بقيت كلمة أخيرة مؤلمة لا بد من قولها:
لقد اضطررنا في الاستدلال على ما نقول إلى أن نأتي به من أقوال الأمريكان والغربيين والباحثين المستشرقين -وإن كانوا عربا في الأصل- وما ذلك إلا لأن كلام هؤلاء أصدق عند كثيرين وأوقع في نفوسهم من لو أن قد جئنا بدلائلنا من القرآن أو السنة أو أقوال العلماء أو سير زعماء المسلمين في حركات التحرر الإسلامية..
فعسى أن يبلغنا الله زمانا نرى فيه أن أولى الكلام بالتصديق والتأثير هو كلامه وكلام نبيه وكلام عباده الصالحين.
Forwarded from قناة: محمد إلهامي
أسوأ ما في إحياء ذكرى #رابعة منشورات تسب الناس وتحقرهم.. مع كامل تفهمي لمن كتبها..
ذاك أن عموم الناس مفعول به.. فالقاتل الذي أطلق الرصاص بيد أطلق بالأخرى الأكاذيب والشائعات.. والإنسان حقا ضعيف.. مثلما لا يصمد الجسد أمام سيل الرصاص لا يصمد العقل أمام سيل الأكاذيب!
ولو تأملت لرأيت أن الرصاص لا يخترق الجسد إلا إن تسلح بالدروع والواقي.. ومثله الشائعات والأكاذيب لا تسقط إلا أمام عقول وقلوب محصنة بالدين والفطرة..
وإن الذي توهم أن الأجساد العارية تنتصر على الرصاص توهم معها أن عقول الناس تصمد أمام الأكاذيب والتحريض.. في الأولى كي لا يقال عنه إرهابي وفي الأخرى كي لا يقال عنه لا يحترم حرية التعبير..
فذبح وتشفى فيه الناس ثم قبل عنه ما حاول أن يفلت منه..
فجلس متعجبا مذهولا يوهم نفسه بالنصر ويشتم الناس!!
فيا عجبا يشتم الناس ولم تنتصر ثورة إلا بهم.. ويحلم بانتصار ثورة سلمية تحترم الدولة وتحافظ على المؤسسات!!
أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون؟!
ذاك أن عموم الناس مفعول به.. فالقاتل الذي أطلق الرصاص بيد أطلق بالأخرى الأكاذيب والشائعات.. والإنسان حقا ضعيف.. مثلما لا يصمد الجسد أمام سيل الرصاص لا يصمد العقل أمام سيل الأكاذيب!
ولو تأملت لرأيت أن الرصاص لا يخترق الجسد إلا إن تسلح بالدروع والواقي.. ومثله الشائعات والأكاذيب لا تسقط إلا أمام عقول وقلوب محصنة بالدين والفطرة..
وإن الذي توهم أن الأجساد العارية تنتصر على الرصاص توهم معها أن عقول الناس تصمد أمام الأكاذيب والتحريض.. في الأولى كي لا يقال عنه إرهابي وفي الأخرى كي لا يقال عنه لا يحترم حرية التعبير..
فذبح وتشفى فيه الناس ثم قبل عنه ما حاول أن يفلت منه..
فجلس متعجبا مذهولا يوهم نفسه بالنصر ويشتم الناس!!
فيا عجبا يشتم الناس ولم تنتصر ثورة إلا بهم.. ويحلم بانتصار ثورة سلمية تحترم الدولة وتحافظ على المؤسسات!!
أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون؟!