قناة: محمد إلهامي
96.2K subscribers
2.03K photos
121 videos
99 files
3.19K links
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
Download Telegram
مسلسل خيانة فلسطين عبر مائة عام (الجزء الثاني) | محمد إلهامي

- متى بدأت أول محاولات السلام مع إسرائيل؟
- لماذا قبلت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية؟
- كيف قلب الحسم العسكري في غزة ميزان المعركة مع الصهيونية؟
- ما أبرز الخلاصات التي نستفيدها من حروب غزة الخمسة؟
- هل أخطأت الحركة الخضراء في استثمار الربيع العربي؟

https://youtu.be/E_s_v8BBVvM
Forwarded from أحمد مولانا
التيار الإسلامي في العالم العربي واسع ومتنوع، ومن أسوأ ما يصيبه أن يصل لمواقع التوجيه والإدارة فيه أشخاص يتسمون بالجهل والغباء. منذ فترة قريبة أوضحت لأحد الأشخاص من جنسية عربية عدم ملائمة التعاون في عمل مع شخص آخر له ارتباطات معلنة مع اللوبي الصهيوني "إيباك" في واشنطن، فأعطاني محاضرة في إحسان الظن وعدم جواز إلقاء الاتهامات على الآخرين، ولم ينظر فيما وضعته بين يديه من أدلة موثقة، وتيقنت أن بعض البشر ضُرب عليهم باب من الغباء المستحكم، لكن الكارثة حين يشارك هؤلاء في صنع قرار بينما يفهمون الواقع على خلاف ما هو عليه.
نزولا على رأي بعض الأحباب، صنعت قائمة من المرئيات المتعلقة بقضية فلسطين وبيت المقدس، وتاريخها الحديث والمعاصر.

تجدونه على هذا الرابط | https://www.youtube.com/playlist?list=PLnpknmCXt_N519ePs26pl6jBIDsZGvDeb
لأهلنا وأحبابنا في سلطنة عمان، تجدون هذين الكتابين في "دار الأصول العلمية" في 3L7
Forwarded from أحمد قنيطة
أبي قضى شهيداً بإذن الله..

قدّر الله أن يُصاب والدي بجلطة دماغية قبل 7 سنوات أقعدته تماماً عن الحركة، وأصبح من يومها طريح الفراش، وتقلبت حالته الصحية على فترات بين تحسُّن وتدهُور.

طيلة تلك السنوات كنت وإخوتي وأخواتي وعلى رأسنا أمي الحبيبة الصابرة ملازمين تماماً لوالدي ليلاً ونهاراً، نقسّم أيام الأسبوع بيننا للسهر على راحته ليلاً، والاهتمام بشؤونه نهاراً..

في آخر عامين استقرت حالة والدي إلى حد كبير مع ضبط علاجه وغذائه بشكل خاص، ومع استمرار تلقيه العلاج الطبيعي منذ الأيام الأولى لمرضه، واستمرار عرضه على الأطباء المختصين.

منذ بدأت حرب الإبادة على غزة وبدأ الحصار الوحشي المشدد على مدينة غزة وشمالها، بدأت الحالة الصحية لوالدي بالتدهور، في ظل حرب التجويع والتعطيش التي يشنها العدو النازي على المنطقة الشمالية للقطاع.

ومع اشتداد وطأة الحصار وحرب التجويع ازدادت الحالة الصحية لوالدي سوءاً في ظل عدم القدرة على توفير الأدوية والعلاجات الخاصة، وعدم القدرة على الحصول على الطعام اللازم لحالته، وصولاً إلى انعدام القدرة على الحصول على أي نوع من أنواع الأطعمة، إلا ما ندر.

ارتقى والدي شهيداً "بإذن الله" بسيف الحصار والتجويع صابراً محتسباً، شأنه شأن الكثييير من كبار السن الذين يُقتلون ظلماً وقهراً بسيف التجويع والحصار، بينما يقف ملياري مسلم متفرجين على قتلنا وجوعنا وحصارنا!

اللهم إنا نشكو إليك ظلم اليهود وخذلان المسلمين..

اللهم فرج عن شعبنا في غزة ما هم فيه، اللهم اجبر كسرهم، وتولَّ أمرهم، وأحسن خلاصهم، واحقن دماءهم، وأطعم جائعهم، واكسُ عريانهم، ودفّئ بدف رحمتك برد أجسادهم وقلوبهم.

اللهم لا يُهزم جندك، ولا يُخلف وعدك، ولا أله غيرك.


T.me/a2qanita1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تأملوا يا ناس..

تأملوا عدد الأسوار والحواجز والجدران التي وضعت بين أهل مصر وإخوانهم أهل غزة..

تأملوا أن كل هذا قد بُني بأموال أهل مصر الفقراء المحتاجين، وبناه شبابهم وأبناؤهم العُمّال والمجندين والمهندسين.

هذه الأسوار والجدران هي التي تصنع المجاعة وتصنع المذبحة، ويُحرم بها أهل غزة من الطعام والشراب والدواء والعلاج، ويحرمون بها من حقهم الطبيعي في السلاح والذخيرة.

هل تصدق أن هذه الحواجز ليست موجودة بين مصر وإسرائيل.. ألا يخبرك هذا بشيء؟!

بل، هل تصدق أن هذه الطبقات الكثيرة من الجدران ليست موجودة بين غزة وبين إسرائيل.. ألا يخبرك هذا بأشياء؟!!

هذا مشهد ساطع لامع يشهد بأن احتلال السيسي أشد وأثقل من احتلال الصهاينة!

أشد على أهل غزة، وأشد على أهل مصر..

درس عظيم: كيف تذبح شعبا بيد أهله وإخوانه وبأموالهم.. وتحبسهم ليفترسهم عدوهم!

درس عظيم: كل هذه الجدران مع غزة.. ولا جدار واحد مثلها مع إسرائيل.. هنا تفهم معنى "الأمن القومي المصري" كما هو في ذهن الاحتلال العسكري فعلا.

ألا لعن الله من يدافع عن السيسي ونظام السيسي!!

والله إن احتلال السيسي لأشد من احتلال الصهاينة، ولكن الناس لا يشعرون.
إن الذي نراه في غزة مع عجز الناس عن إيقافه أو التخفيف منه يدلنا على أننا نعاني من أمراض مستعصية متمكنة، وهذه لحظة يجب التوقف أمامها مليا وطويلا..

لقد حان الوقت واشتدت الحاجة إلى علماء ربانيين، يخرجون من جزئيات المسائل إلى كلياتها، ومن فروعها إلى أصولها، ومن تهويمات المشابهة بينها وبين ما كان في الحال القديم إلى الحقائق المخفية تحت أطنان الزيف والتزيين..

من ذلك مثلا:

- النظر إلى الدولة في صيغتها المعاصرة باعتبارها سجن يقيد الناس، ويسيطر على كل حياتهم، ويتدخل في أدق شؤونهم: زواجهم وطلاقهم وتعليمهم وثقافتهم وأموالهم وأملاكهم وحتى حركتهم في الشارع.. ويمنعهم عن أدنى انفعال فطري مع إخوانهم المذبوحين؛ فيمنعهم على النجدة والنصرة وعن التبرع والتطوع وحتى عن الكلام والملام.

- النظر إلى النقود باعتبارها صكوك استعباد وقيود لصالح الدولة ومن ورائها نظام عالمي، فإنها مجرد أوراق أصدرتها الدولة واكتنزت مقابلها الذهب والفضة، ثم لا تزال تنقص قيمة الورق حتى تنهار، ولا يستطيع الإنسان استرداد أمواله ولا الحفاظ على قيمة مجهوده.. لتذهب حقيقة الثروة إلى رجال الدولة فينفقونها على قصورهم وشهواتهم وملذاتهم، وإلى أسيادهم من طابعي ورقة الدولار ليزيدوا بها من تسلحهم وتضخم قوتهم فينعكس هذا مزيدا على سيطرتهم علينا واحتلالهم إيانا.

- النظر إلى الجيوش وأجهزة الأمن المسماة بالوطنية باعتبارها حاميات أجنبية في بلادنا: فإنها أجنبية في مناهجها وقيمها وتدريبها وتسليحها ومهماتها وحروبها، وفي طريقة تصورها وفلسفتها للعدول والصديق.. تدل على هذا حقائق واقعهم وتاريخ حروبهم وطبيعة أخلاقهم وسلوكهم تجاه العدو، وسلوكهم في المقابل تجاه الناس.

- النظر إلى أجهزة الإعلام المعاصرة لا باعتبارهم مبتدعة، بل باعتبارهم زنادقة من شر الزنادقة، ينشرون الانحلال الأخلاقي والإباحية والإلحاد والأفكار المسمومة المناقضة لأصول الدين، والطاعنة في أحكامه وفي رموزه: النبي والصحابة والتابعين وأئمة الفقه والحديث وأهل العلم والزهد والصلاح من الأولين والآخرين.

والحديث هنا عن الجمع والراية والمعسكر لا عن أفراد الناس.. حتى لا يدخل جاهل أو غافل مماحك.

هذه المعاقد الكبرى التي تسيطر على حياتنا: السياسة والقوة والمال والإعلام.. ستجلب وراءها سيولا من مسائل الأصول والفروع فيها وفي غيرها..

واستمرار الجهل والغفلة بها سيجلب لنا في كل حين أمثالا لا متناهية من غزة وأشباه غزة.. إن هذه المحارق التي نراها ولا نملك أن نتحرك إزاءها لتثبت لنا أن الجرح عميق وأن الفساد شديد وأن الداء متمكن.

ولا يتوقف الأمر هاهنا على العلماء وحدهم، وإن كانوا هم قاطرة الحركة، ولكنه يشمل كل مسلم بما يمكن أن يفعله..

وقد ينطق العالِم بالحق فيدفع ثمنه، ثم لا يجد من الإعلاميين -المسلمين!!- من يوصله وينشره، وقد لا يجد من أهل المال من يدعمه ويُثبِّته أو حتى ينفق على أهله من بعده إذا مات أو سجن لأجل كلمة الحق... إلخ!

ليس العلماء وحدهم من يُطالَبون بخرق السقوف وإلقاء أنفسهم في الحتوف، ثم يجلس الناس للفرجة عليهم.. كل إنسان يعرف -بطبيعة مكانه وقدراته وموهبته- ماذا يجب عليه أن يفعل، وأي سقوف يجب عليه أن يخرقها أو يمسها.. {وكلكم آتيه يوم القيامة فردا}.

لحظة المذابح التي نراها الآن، وهذه المشاهد التي لا نطيق رؤيتها ولا نتحمل سماعها (فكيف بمن يعانيها؟!!!!!) كافية ليشعر بالعار كل من قصَّر في مواجهة الطغاة الذين يحبسون الآن أمة مليارية عن إنقاذ إخوانهم المذبوحين أمامهم!!
Forwarded from أحمد مولانا
أزمة المعيشة في أغلب دول الخليج أنها تشبه بدرجة كبيرة نمط الاستعباد، تعمل وتأكل وتشرب دون أن تنطق بكلمة في الشأن العام المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ويا ويلك إن أبديت اعتراضا على سياسات سمو الأمير أو الملك المفدى، وبالتالي يفقد المرء أحد أبرز مقومات الإنسان، والمتمثلة في أن يكون له رأي يصرح به ويعمل من أجله.
‏هل ترى ما يفعله ‎#السيسي_عدو_الله من تجويع الغزاويين وحصارهم، بل ومن تجويع المصريين وتعطيشهم وحصارهم أيضا؟!

وبسببه نكب الليبيون بحفتر، والسودان بالبرهان وحميدتي، وعربدت إسرائيل في غاز المتوسط، وله سهم عظيم غير مباشر في نكبة ثورات الشام واليمن وتونس..

فضلا عن المصالح التي فاتت والتي لا تقدر بثمن ولا يستدركها الزمن، وفضلا عن آثار أخرى وتوابع ولوازم كثيرة لا تحصى..

يجب أن تعرف أن عدو الله هذا لم يتمكن ولم يستتب له الأمر إلا لأن جماعة من المغفلين والجبناء والخونة تركوا مقاومته في أول الأمر، بعضهم كان مخدوعا فيه، وبعضهم طمع في وعوده، وبعضهم آمن بالسلمية، وبعضهم آمن بمؤسسات الدولة، وبعضهم آمن بأن الغرب لن يسمح بكذا وكذا، وبعضهم آمن أن ثمن الذل أهون وأخف من ثمن الكرامة!!

قلة قليلة كانت ترى هذا المصير بكل وضوح، لكن تآمر عليها الجميع.

إن كان أحد ينوي أن يستفيد من التاريخ، فلا تترك طاغية يتمكن، مهما تكن التكاليف.. فالطاغية هو الشر الأعظم، وهو المفسدة الأكبر، وهو الضرر الأخطر.

وتابع معي مسيرة الأيام لترى كيف أن الثمن الذي سيدفعه المصريون والمسلمون حتى يتخلصوا من السيسي ويعالجوا آثار حقبته سيكون أعلى وأعلى وأفدح وأفظع حتى من ضحايا الحرب الأهلية التي هي أكبر مخاوف الذين آثروا تركه يتمكن من أجل تجنبها.. والأيام بيننا!!
لا يمكن فهم عملية إنزال المساعدات من الجو إلى غزة، إلا في ظل أن النظام الأردني وسيده الإسرائيلي يستشعرون بعض الخطر عليه.. لذا سمحوا بهذه المسرحية السخيفة!!

كأن الصهاينة الذين يملكون المعابر لا يملكون سيطرة تامة على الجوّ!

ثم يقولون بأن مصر ستشارك في الإنزال الجوي! وهذا والله أسخف شيء يكون.. كي يساهم بالإنزال الجوي من يملك معبرا بريا؟!!!

استحمار الشعوب يصل إلى مراحل خيالية!! مراحل لم يصل إليها بال من قال يوما:

كمُطْعِمة الأيتام من كدّ فرجها .. لكِ الويل، لا تزني ولا تتصدقي

يا أيها الخونة، افتحوا معبر رفح، وأوقفوا الجسر البري والبحري عن الصهاينة.. وتوقفوا عن الإنزال الجوي!!

فإن كان لديكم ذرة من دين أو عروبة أو إنسانية، فغضوا الطرف عن المقاومة وأهلها فستنتهي المشاكل كلها من تلقاء نفسها!!

فإذا كنتم تعرفون شيئا عن الكرامة والشرف، فلا أقول: ادعموا أهل فلسطين ومقاومتها -فإن هذا أبعد من خيالكم في أحلامكم- ولكن: لا تحبسوا الأمة عن فلسطين، ولا تحبسوا فلسطين عن الأمة.. وساعتها سيكون لهم سعر في سوق السياسة، وسيأتيكم أسيادكم الصهاينة صاغرين!!
ذكرني هذا الرسم قول حسان بن ثابت:

أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها .. أن لستُ هاجيها إلا بما فيها
قبيلة ألأم الأحياء أكرمها .. وأغدر الناس بالجيران وافيها
تبلى عظامهمو إذا همو دفنوا .. تحت التراب ولا تبلى مخازيها
لم يزل المسؤولون -السابقون والقائمون- والصحافيون الغربيون يجوسون خلال ديارنا العربية، يلتقون "أصدقاءهم" من الحكام والمسؤولين العرب. ثم يرجعون إلى بلادهم فيكتبون لشعوبهم "بعض" ما وجدوه في قصور الحكم في بلادنا.

ومما تكرر قوله في مقالات عدة، ليس أولها مقال دينيس روس (بتاريخ 27 أكتوبر 2023)، ولا آخرها مقال روبرت ساتلوف (بتاريخ 23 فبراير 2024).. أن الأنظمة العربية تؤيد وتدعم إسرائيل في حربها على غزة، وأنها تتمنى -مثلها مثل إسرائيل- إبادة حماس!

إذن، وخلال خمسة أشهر من إعصار الدم المنهمر في غزة، لم يتغير موقف الأنظمة العربية!

هل هذا خبر جديد؟!

بالتأكيد: لا.. كل مهتم بملف القضية يعرفون أنها أنظمة خائنة وعميلة.. بالمعنى الحرفي الحقيقي الذي يخلو تماما من أي مبالغات أو مجازات أو بلاغيات الكُتّاب وأصحاب الأقلام.

وإذن: فلماذا تكرر على مسامعنا ما صار معروفا؟

الجواب: لأن كثيرا من الناس ما زالوا غير مصدقين ولا غير متصورين أن هذه هي الحقيقة.. بعضهم لأنه قد تراكم في رأسه وقلبه ميراث طويل من التعليم الفاسد والإعلام المسموم والثقافة الزائفة.

وبعضهم لا يريد أن يصدق لأن تصديقه لهذا الأمر سيكلفه الكثير من الأمور.. وهذا أمر عسير جدا جدا، لأنه يضرب تصورات الكثير من الناس في مقتل، ويضرب معها طريقة حياتهم وتفكيرهم وخططهم، وكل شيء.

فالعالِم بالشرع سينقلب تصوره تماما، حين ينتقل التكييف الشرعي في واقعنا هذا من أننا محكومين مقهورين تحت حاكم مسلم جائر، إلى أننا محكومين بخونة عملاء يوالون الصهاينة والصليبيين ويعملون معهم بكل طاقتهم لضرب الأمة ودينها ومقدساتها.

إن هذا يغير تماما من طريقة تفكيره وفهمه للواقع وتصوره للأمور، وهو يؤثر كذلك على فتاواه وطريقته في الحياة.

ومثله في هذا قادة الحركات الإسلامية أنفسهم، والدعاة، وصولا حتى إلى مؤثري مواقع التواصل.. لأن تحليل الأمور وتفسيرها، هو ما يفرض وسائل الإصلاح والتغيير.

ويشمل هذا سائر الناس، سواء المندرجين في هيكلية هذه النظم أو غيرهم، بداية من الوزير (لو ظننا أن فيهم بعض من لا زال في نفسه خير ودين) وحتى الجندي والخفير!

إن تصور كل واحد منهم أنه جزء من نظام وطني، حتى لو كان ضعيفا ومغلوبا، يخالف تماما تصوره أنه جزء من نظام خائن جرى تشكيله وتوظيفه لخدمة الصهاينة والأمريكان، وهذا النظام يعمل بكفاءة في تحقيق هذا الهدف.

بل حتى "الذباب الإلكتروني" الذين هم أحط خلق الله نفسا وأوضعهم قدرا وأحقرهم طبعا، قد يوجد فيهم المغفل الجهول، الذي يظن أنه يؤدي خدمة وطنية، أو أنه يسترزق ليعيش.. والنفس بارعة في الحيل والمراوغة والتبرير لصاحبها.. فحتى الخائن الجاسوس الصريح يصنع لنفسه مبرراته التي تجعل خيانته عملا شريفا، أو على الأقل: عملا هو مضطر إليه.

بل خذ هذه الطرفة الذائعة الشهيرة؛ قيل لأحدهم: زوجتك تنام مع الكهربائي. فقال: لا كهربائي ولا بيفهم في الكهربا!!

ما أشبهها بالوزير المسؤول حين سُئل: أنتم تصدرون الخضروات والفواكه إلى إسرائيل. فقال: خضروات فقط!!

حيلة نفسية بارعة في الهروب من الفضيحة!!

وحقيقة، لا أدري ماذا يمكن أن تكون حجة أحدهم أمام الله، ونحن في عصرنا هذا..

إن الخيانة الآن لا تحتاج إلى تحليل ولا تفسير، فلسنا نستخلصها مما نراه.. بل يخبرنا بها أعداؤنا بأنفسهم، ليس في التسريبات، بل في المقالات المنشورة والمترجمة!!

فهؤلاء المسؤولين هم الذين يكتبون مقالاتهم، يكتبونها لشعوبهم هم، ثم هم ينشرونها، وأحيانا ينشرونها مترجمة إلى لغتنا.. إنهم مطمئنون تماما إلى أن "أصدقاءهم" المسؤولين العرب، لن يعترضوا، وحتى إذا اعترضوا.. فلا قيمة لاعتراضهم!!

فيا ويل من أقام الله عليه كل هذه الحجج.. ثم لم يزل يخدع نفسه أو يخدع الناس، يستحب العمى على الهدى، ثم يسوق رعيته الذين يستمعون إليه في غير سبيل الهدى والرشاد!!

يا ويله!!.. يا ويله!!
رئيس يبحث عن "هبرة"، وملك يبحث عن "لقطة"!!

عصر العار الكبير!!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في ذكرى رحيل المفكر الإسلامي د. محمد عمارة (28 فبراير 2020م).. يمكن أن نحكي أشياء كثيرة من حسناته رحمه الله

لكن أبرز حسناته فيما أرى هي قوة وقوفه ضد الكنيسة في مصر، وزعيمها شنودة، والذي كان خطًا أحمر لا يُمَسّ، وبلغت قوته أن كانت الدولة المصرية تسلم إليه النساء اللاتي أسلمن مرة أخرى، فيختفين من الوجود!

كان د. عمارة الوحيد من المشايخ المعروفين، والوحيد ممن لهم منصب ديني رسمي، والوحيد من المحسوبين على المفكرين الإسلاميين المستقلين.. كان الوحيد من بين هذه الدوائر الثلاث الذي شنَّ هجوما قويا على الكنيسة وسياستها ورأسها، واتهمه بأنه يصنع الفتنة الطائفية في مصر.

وكانت بقية المعركة مع الكنيسة يقودها مشايخ وشباب غير معروفين ولا لهم منصب رسمي، ويأتي في طليعتهم الشيخ رفاعي سرور رحمه الله، وأخوينا حسام أبو البخاري وخالد حربي فك الله أسرهما، وآخرين صاروا الآن بين طريد من مصر، وبين مجبر على السكوت.. لا أسميهم، يعرفهم المتابعون، كي لا يصيبهم ضرر!

وأما بقية المعروفين من المشايخ فهم بين ذي منصب رسمي كمشايخ الأزهر ومجمع البحوث ممن إذا لم ينافقوا الكنيسة لم يصدوها، أو بين محسوبين على جماعات سياسية، وهذه الجماعات تحب أن تنأى بنفسها عن أي اشتباك مع الكنيسة لتدفع عن نفسها تهمة الطائفية وتستكمل تقديم صورتها كإسلام معتدل، أو مفكرين مستقلين يقدمون أنفسهم كحضاريين ومعتدلين فإما جبنوا عن مواجهة الكنيسة أو فضَّلوا عدم الدخول في هذا الاشتباك.

الجيل الذي نشأ بعد يناير، لا يعرف الدهاء الذي كان يتمتع به شنودة، ولا السطوة التي كانت تتمتع بها الدولة فكريا.. تواضروس هذا لا يقارن بشنودة، ونظام السيسي مع كل شراسته لم يصنع لنفسه الشرعية الشعبية الفكرية التي كانت قد استقرت أيام مبارك.. لقد قامت ثورة يناير بدور عظيم عظيم عظيم في كسر صورة البابا وصورة الدولة، وهو الكسر الذي يحاول السيسي وتواضروس ترميمه حتى الآن، ولم ينجحوا في إعادة ذلك كما كان!

في ذلك الوقت كان مقتل مئات المسلمين في مصر لا يساوي مقتل عشرة من المسيحيين، في الحادث الأول تقدم التعازي والتعويضات الرسمية مع بعض الأسف والتحزن، أما في الحادث الثاني فتقوم المناحة وتنصب سرادق العزاء وتتشح القنوات بالسواد، ولا يصير في البلد حديث إلا عن الإرهاب والأقباط المضطهدين!

ما كان يستطيع أحد -إلا الأقوياء الشجعان- أن يتكلم في أن الكنيسة تشعل الفتنة الطائفية، وأنها حقا مستقلة عن الدولة، وأموالها المتدفقة عليها لا تخضع لرقابة الدولة، والكنائس والأديرة هي مجمعات زراعية وصناعية وبعضها قلاع حربية، وكثير من هذه الأديرة أكلت مساحات من أرض الدولة ولم تحرك الدولة ساكنا، أو تحركت ثم عادة مهزومة، بل الكنائس نفسها تبنى بالمخالفة للقانونو وتغض الدولة الطرف عن ذلك!

كل هذه الأمور لم يكن يكتب فيها أحد إلا الشجعان الأقوياء من غير الرسميين وغير المعروفين، ومن يتعرضون للمخاطرة.. ولم يتجرأ عليها واحد ممن في طبقة ودائرة الدكتور محمد عمارة رحمه الله!

كان يكفي للإعلامي أن يسأل أي شيخ أو سياسي أو إسلامي: هل معنى كلامك هذا أن البابا شنودة مسؤول عن الفتنة الطائفية في مصر؟ ليتراجع الشيخ مذعورا مرعوبا من فوره.

أما د. عمارة فلا.. حاولت مذيعة الجزيرة مرة إحراجه بهذا السؤال، فقال بكل قوة: نعم نعم نعم.. البابا شنودة مسؤول عن إشعال الفتنة الطائفية في مصر.. ولأن الإجابة صادمة جدا وغير متوقعة، ارتعبت المذيعة التي أفلت منها السياق، وسارعت بإنهاء الحوار!!

كذلك لم يتجرأ أحد على إدانة الانقلاب العسكري من القاهرة ومن منصبه هذا في مجمع البحوث ورئاسة تحرير مجلة الأزهر إلا محمد عمارة.

رحم الله د. عمارة، وعوضنا خيرا منه.

**هامش توضيح الواضحات:

1. معركة د. عمارة مع الكنيسة هي برأيي أجل معاركه، لأنها معركة وقت ومعركة سياسة.. ولا ينقص هذا من معاركه القوية الأخرى ضد العلمانيين والشيوعيين وبقية الفئات المنحلة والمفسدة.

2. الثناء على موقف د. عمارة لا ينتقص من آخرين، لم يكونوا رسميين، قاموا في معركة الكنيسة بنصيب أكبر مثل جلال كشك ود. محمد عباس ومجلة المختار الإسلامي وغيرهم.. وأما ما كان يكتبه عادل حمودة ومصطفى بكري وأحيانا إبراهيم عيسى، فلم يكن إلا بإذن من الدولة التي حاولت مواجهة نفوذ شنودة المتصاعد بمنافقيها وكلابها الإعلاميين فكانوا أحيانا يفتحون الملفات لزجر البابا والضغط عليه!