Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
🔴 العدد الجديد من مجلة أنصار النبي ﷺ
يسعدنا أن نقدم لكم العدد (20) من المجلة الشهرية أنصار النبي ﷺ، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
🟢 للتحميل:
1- رابط أرشيف: ia601806.us.archive.org/27/items/ansar20/ansar20.pdf
٢- أو رابط تليجرام: t.me/ansarmagazine/1399
يسعدنا أن نقدم لكم العدد (20) من المجلة الشهرية أنصار النبي ﷺ، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
🟢 للتحميل:
1- رابط أرشيف: ia601806.us.archive.org/27/items/ansar20/ansar20.pdf
٢- أو رابط تليجرام: t.me/ansarmagazine/1399
Forwarded from مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
مشهد جوي لمدينة رفح اقصى الحدود الفلسطينية مع مصر حيث تظهر خيام النازحين الفلسطينيين الذين فروا من مدن قطاع غزة.
مأساة تتكرر في زمن الحضارة الوهمية، والرقي الأخلاقي الكاذب المزعوم.
مأساة تتكرر في زمن الحضارة الوهمية، والرقي الأخلاقي الكاذب المزعوم.
رحم الله الإعلامية المصرية كاريمان حمزة، الإعلامية الوحيدة المحجبة التي كانت تظهر في عصر مبارك، حيث كان التليفزيون محرما على المحجبات تماما!
وقبل عشرين سنة تقريبا قرأت مذكراتها "لله يا زمري" فإذا هي تحكي عجائب وغرائب وطرائف عن معاناتها مع الإعلام المصري.. ذكرت أنها اقترحت على إدارة التليفزيون تقديم برنامج عن العشرة المبشرين بالجنة! فاقترح عليها المدير ألا يكون العشرة جميعا من الماضي، وقدم فكرة أن تجعل منهم رئيس الوزراء ووزير الإعلام وبعض المسؤولين!!
وقبل عشرين سنة تقريبا قرأت مذكراتها "لله يا زمري" فإذا هي تحكي عجائب وغرائب وطرائف عن معاناتها مع الإعلام المصري.. ذكرت أنها اقترحت على إدارة التليفزيون تقديم برنامج عن العشرة المبشرين بالجنة! فاقترح عليها المدير ألا يكون العشرة جميعا من الماضي، وقدم فكرة أن تجعل منهم رئيس الوزراء ووزير الإعلام وبعض المسؤولين!!
خير ما يختم به المسلم حياته شهادة في سبيل الله، تصيبه على يد أعداء الله، في معركة مشتعلة حول مسرى رسول الله!!
والموت غاية كل حي.. وكل الناس ستموت..
{ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون}
وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها"
وقد قال شاعر لنفسه:
أقول لها وقد طارت شعاعا .. من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنكِ لو سألتِ بقاء يوم .. على الأجل الذي لكِ لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا .. فما نيل الخلود بمستطاعِ
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم .. وتسلمه المنون إلى انقطاعِ
رحم الله القائد الشيخ صالح العاروري.. اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
فإذا شهيد في المسيرة قد مضى .. والثأر في أعماقه لم يشتفِ
لحق الأباة بركبه وتنافسوا .. والكل حبٌّ في الإله له وفي
فعلى خطى الأبطال من شهدائنا .. تمضي المواكب والزحوف ونقتفي
فإذا الليالي أظلمت من حولنا .. كنا الشموس ولم نغب أو نختفي
والموت غاية كل حي.. وكل الناس ستموت..
{ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون}
وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها"
وقد قال شاعر لنفسه:
أقول لها وقد طارت شعاعا .. من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنكِ لو سألتِ بقاء يوم .. على الأجل الذي لكِ لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا .. فما نيل الخلود بمستطاعِ
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم .. وتسلمه المنون إلى انقطاعِ
رحم الله القائد الشيخ صالح العاروري.. اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
فإذا شهيد في المسيرة قد مضى .. والثأر في أعماقه لم يشتفِ
لحق الأباة بركبه وتنافسوا .. والكل حبٌّ في الإله له وفي
فعلى خطى الأبطال من شهدائنا .. تمضي المواكب والزحوف ونقتفي
فإذا الليالي أظلمت من حولنا .. كنا الشموس ولم نغب أو نختفي
Forwarded from القول الحسن ٢
محاولة لفهم العموم والتغيير:
منذ عشرات السنين ونحن أمام نفس الخطاب: أين صلاح الأمة الديني ليحدث التغيير في جوانبها السياسية خاصة؟
كل خطيب يقف ليتكلم مقرعا الأمة أنها لم تؤد الفرائض عليها ليصلح الله حال حكامها أو يستبدلهم بصالحين، وأوضاعها الكلية من نصر على عدوها، ودائما يعلق الجرس في رقبة عموم الناس..
فمرة يقول المتكلم: أين امتلاء المساجد في صلاة الفجر؟ أو أين القائمون للصلاة في جوف الليل؟، وهكذا دوما يعلق التغيير الكلي على هذا الجانب وعلى عموم الأمة.
منذ عشرات السنين والخطاب موجه للعموم من المسلمين، والدعاة يشتغلون على عموم المسلمين ليكثر العلم والصلاح والعبادة والتزام الشرع، والحال هو الحال دون تغيير في ما نطلب تغييره: حكام يحكمون بالشريعة، وديار تعز، وبلاد تعود من أيدي الغاصبين اليهود، وتغيير في مستوى العموم.
لماذا؟
ولماذا يعود كل متكلم إلى العموم من المسلمين: ماذا فعلتم أنتم أمام الحوادث والنوازل؟
فهل هذا خطاب صحيح؟!
كونه خطابا صحيحا في توجيه المسلمين لصلاحهم وعودتهم إلى الله وتغيير نمط حياتهم الشخصي فهذا نعم، لكن كونه خطابا لتغيير ما بنا؛ فهذا ما يمكن النقاش فيه وتصحيحه.
مفتاح القضية كتبته مرارا -كما أفهمه- وهو أن ما يصلح مفتاحا لتغيير ما في الأمة هو السلطة، فهذه الجموع وهذا العموم من الأمة تسير في نمط حياتها بحسب ما تريده وتسمح به السلطة التي تملك زمام الحكم والسلطان، حتى الدين الذي يمارس هو الدين المأذون به، لا الخارج عن رضاها وما تأذن به، فلذلك حين تتصارع إرادة الداعي والمربي مع إرادة السلطة تنجح السلطة إذا كانت مساحة الصراع حول العموم، وأما أن ينتصر الداعي فذلك إذا كانت مساحة الصراع هو النخبة؛ فيجب التفريق بين المساحتين والحقلين، وسيرة الأنبياء دالة على ذلك منهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فثلاثة عشر عاما من الدعوة في مكة لم يلتحق مسلما إلا النخبة، وعددهم لا يزيد عن مئة إنسان، ولكن من خلال السلطة وبسط ظلالها ضد الخصوم دخل الناس أعظم في الهداية، وحين سقط العدو الكبير في الجزيرة قريش دخل الناس في دين الله أفواجا.
الأنبياء دون السلطة آمن معهم القليل، ولم يتحقق النصر للأنبياء إلا بقواصم ضد عدوهم يصطلمون فيها دمارا بفعل عمل سماوي رباني.
يجب التوقف عن خض الماء ليستخرج اللبن أو الشيرج؛ فلو جلستم ألف سنة تخضون في العموم لِتَصنعوا مجتمعا متدينا فلن تنجحوا إلا في الجانب التي تأذن به السلطة فقط، وأما ما لم تأذن به فسيستجيب نخبة فقط، هم أتباع الأنبياء في كل زمن ودعوة.
مفهوم التربية الذي تنشدونه من عموم الأمة وهم يسيطر على عقولنا، ومفهوم الإعداد من خلال مظلة الجاهلية وهمٌ أكبر من السابق، فلن يستجيب إلا النخبة فقط وهم مستعدون لدفع ثمن معارضة السلطة، وأما غيرهم فحالهم كتوزين الضفادع، فأنت حين تحضر ضفدعا وتضعه في كفة الميزان، فحين تعود لتحضر آخر يكون الأول قد قفز وذهب.
لا أمنع من خطاب الوعظ في زماننا، ولكن أمنع حصول ما في الأذهان من تغيير شعبي عام بهذا الخطاب ما دامت السلطة الجاهلية تمنع حصول هذا التغيير في داخلها.
سيبقى العموم يتعاملون مع البنوك الربوية، وحين تسمح السلطة بالبنوك الإسلامية يذهب إليها كثيرون، وحين تسمح السلطة بصلاة الجماعة تذهب الجموع، ولو أغلقت السلطة المساجد لن يقاوم العموم هذا القرار بل النخبة فقط، وإذا بقي الصراع من غير مقاومة مسلحة فستنتصر السلطة وتذهب النخبة إلى الأخدود.
فتوقفوا عن هذا الخطاب الذي يحمل القضية عمن لم يحملها طوال تاريخ البشرية، ولا تتوقفوا عن مسلك الوعظ الديني الذي يبقي منفذا لإخراج الناس من مساحة المعصية التي تأذن بها السلطة الجاهلية إلى مساحة الدين الذي تسمح به السلطة الجاهلية، وأما تغيير الواقع فهذه مسألته تتعلق بالنخبة التي تقاوم الجاهلية في أس وجودها، وحين تحصل الفرص التي تتحقق من حماقة الجاهلية وإضلال الله لها فيكون اضطراب الجاهلية في جانب الأمن فيحصل التغيير.
كل واحد يظن أنه اكتشف أن ثغرة المشكلة تكمن في أن الأمة نائمة، وأنها مخدرة وعليه أن يخرجها من النوم والتخدير بتوجيه الخطاب لها هو مخطئ، وأنا أتكلم هنا عن مسؤولية التغيير على مساحة الواقع الذي تخالف فيه السلطة الشرع، مع كونها جاهلية في أصلها، وسبب خطئه أن هذا ليس من سنن التغيير الذي علمته من القرآن.
منذ عشرات السنين ونحن أمام نفس الخطاب: أين صلاح الأمة الديني ليحدث التغيير في جوانبها السياسية خاصة؟
كل خطيب يقف ليتكلم مقرعا الأمة أنها لم تؤد الفرائض عليها ليصلح الله حال حكامها أو يستبدلهم بصالحين، وأوضاعها الكلية من نصر على عدوها، ودائما يعلق الجرس في رقبة عموم الناس..
فمرة يقول المتكلم: أين امتلاء المساجد في صلاة الفجر؟ أو أين القائمون للصلاة في جوف الليل؟، وهكذا دوما يعلق التغيير الكلي على هذا الجانب وعلى عموم الأمة.
منذ عشرات السنين والخطاب موجه للعموم من المسلمين، والدعاة يشتغلون على عموم المسلمين ليكثر العلم والصلاح والعبادة والتزام الشرع، والحال هو الحال دون تغيير في ما نطلب تغييره: حكام يحكمون بالشريعة، وديار تعز، وبلاد تعود من أيدي الغاصبين اليهود، وتغيير في مستوى العموم.
لماذا؟
ولماذا يعود كل متكلم إلى العموم من المسلمين: ماذا فعلتم أنتم أمام الحوادث والنوازل؟
فهل هذا خطاب صحيح؟!
كونه خطابا صحيحا في توجيه المسلمين لصلاحهم وعودتهم إلى الله وتغيير نمط حياتهم الشخصي فهذا نعم، لكن كونه خطابا لتغيير ما بنا؛ فهذا ما يمكن النقاش فيه وتصحيحه.
مفتاح القضية كتبته مرارا -كما أفهمه- وهو أن ما يصلح مفتاحا لتغيير ما في الأمة هو السلطة، فهذه الجموع وهذا العموم من الأمة تسير في نمط حياتها بحسب ما تريده وتسمح به السلطة التي تملك زمام الحكم والسلطان، حتى الدين الذي يمارس هو الدين المأذون به، لا الخارج عن رضاها وما تأذن به، فلذلك حين تتصارع إرادة الداعي والمربي مع إرادة السلطة تنجح السلطة إذا كانت مساحة الصراع حول العموم، وأما أن ينتصر الداعي فذلك إذا كانت مساحة الصراع هو النخبة؛ فيجب التفريق بين المساحتين والحقلين، وسيرة الأنبياء دالة على ذلك منهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فثلاثة عشر عاما من الدعوة في مكة لم يلتحق مسلما إلا النخبة، وعددهم لا يزيد عن مئة إنسان، ولكن من خلال السلطة وبسط ظلالها ضد الخصوم دخل الناس أعظم في الهداية، وحين سقط العدو الكبير في الجزيرة قريش دخل الناس في دين الله أفواجا.
الأنبياء دون السلطة آمن معهم القليل، ولم يتحقق النصر للأنبياء إلا بقواصم ضد عدوهم يصطلمون فيها دمارا بفعل عمل سماوي رباني.
يجب التوقف عن خض الماء ليستخرج اللبن أو الشيرج؛ فلو جلستم ألف سنة تخضون في العموم لِتَصنعوا مجتمعا متدينا فلن تنجحوا إلا في الجانب التي تأذن به السلطة فقط، وأما ما لم تأذن به فسيستجيب نخبة فقط، هم أتباع الأنبياء في كل زمن ودعوة.
مفهوم التربية الذي تنشدونه من عموم الأمة وهم يسيطر على عقولنا، ومفهوم الإعداد من خلال مظلة الجاهلية وهمٌ أكبر من السابق، فلن يستجيب إلا النخبة فقط وهم مستعدون لدفع ثمن معارضة السلطة، وأما غيرهم فحالهم كتوزين الضفادع، فأنت حين تحضر ضفدعا وتضعه في كفة الميزان، فحين تعود لتحضر آخر يكون الأول قد قفز وذهب.
لا أمنع من خطاب الوعظ في زماننا، ولكن أمنع حصول ما في الأذهان من تغيير شعبي عام بهذا الخطاب ما دامت السلطة الجاهلية تمنع حصول هذا التغيير في داخلها.
سيبقى العموم يتعاملون مع البنوك الربوية، وحين تسمح السلطة بالبنوك الإسلامية يذهب إليها كثيرون، وحين تسمح السلطة بصلاة الجماعة تذهب الجموع، ولو أغلقت السلطة المساجد لن يقاوم العموم هذا القرار بل النخبة فقط، وإذا بقي الصراع من غير مقاومة مسلحة فستنتصر السلطة وتذهب النخبة إلى الأخدود.
فتوقفوا عن هذا الخطاب الذي يحمل القضية عمن لم يحملها طوال تاريخ البشرية، ولا تتوقفوا عن مسلك الوعظ الديني الذي يبقي منفذا لإخراج الناس من مساحة المعصية التي تأذن بها السلطة الجاهلية إلى مساحة الدين الذي تسمح به السلطة الجاهلية، وأما تغيير الواقع فهذه مسألته تتعلق بالنخبة التي تقاوم الجاهلية في أس وجودها، وحين تحصل الفرص التي تتحقق من حماقة الجاهلية وإضلال الله لها فيكون اضطراب الجاهلية في جانب الأمن فيحصل التغيير.
كل واحد يظن أنه اكتشف أن ثغرة المشكلة تكمن في أن الأمة نائمة، وأنها مخدرة وعليه أن يخرجها من النوم والتخدير بتوجيه الخطاب لها هو مخطئ، وأنا أتكلم هنا عن مسؤولية التغيير على مساحة الواقع الذي تخالف فيه السلطة الشرع، مع كونها جاهلية في أصلها، وسبب خطئه أن هذا ليس من سنن التغيير الذي علمته من القرآن.
في أقبية أجهزة الأمن تمارس على المعتقل لعبة المحقق الطيب والمحقق الشرير، هذا يحاول أخذ المعلومة بالرغبة، وهذا بالرهبة، كلاهما يمهد لعمل الآخر ويكمله.
وهكذا يجري على صورة أوسع، نظام السيسي يعلق وساطته بعد اغتيال العاروري!! ووالله لإسرائيل كلها أهون وأقل خطرا وإجراما من النظام الخائن.. ولكنه يمثل في هذه اللحظة دور المحقق الطيب.
ولو صح ما يقال من أن العاروري كان على وشك السفر إلى مصر، وأنه كان على تواصل معهم قبيل اغتياله، فالراجح أنهم شركاء في هذا الاغتيال، وما هذا عليهم ببعيد!
نصف شهداء غزة ماتوا لا بسبب إسرائيل بل بسبب #السيسي_عدو_الله ورجاله، فقد ماتوا من النزف وتأخر العلاج ومنع الدواء وما يفاقمه الجوع والبرد على الجرحى والمرضى!
أقسم بالله العظيم أن أشد خيباتنا ونكباتنا وهزائمنا في عصرنا الحديث هذا أننا لا نقدر خطورة هذه الأنظمة الحاكمة ومصائبها وأضرارها..
ألا ترى كيف نسي الناس وكيف مر عليهم بسهولة أن السيسي هجر أهل رفح ومسح قريتهم وأذل أهل سيناء، وهو ما تجهد إسرائيل لتفعله، وتعاني أن هذا لا يمر بسهولة، وما هذا إلا لأنها عدو صريح واضح، لا يستطيع أن يخادع الناس بشعارات الإرهاب والأمن القومي ومصلحة الوطن!!
لو أنه يستقر في ضمير الناس أن هذه أنظمة احتلال، عدوة للشعب والأمة، ما استطاعوا تنفيذ كثير من جرائمهم، ولا كثير من خيانتهم، كما استطاعوها تحت قناع الوطنية!
هل لو كان في كل هذه الأنظمة نظام وطني أو عربي أو مسلم حقا، أكان العاروري يلجأ إلى حزب مسلح في بلد ضعيف وممزق، لا يجد غيره ملجأ؟!!
إن في كل تفصيل من كل مشهد عار وشنار يرتد على هذه الأنظمة المجرمة التي استباحت دماءنا، وجعلت استباحة دمائنا أسهل من شرب الماء!!
وهكذا يجري على صورة أوسع، نظام السيسي يعلق وساطته بعد اغتيال العاروري!! ووالله لإسرائيل كلها أهون وأقل خطرا وإجراما من النظام الخائن.. ولكنه يمثل في هذه اللحظة دور المحقق الطيب.
ولو صح ما يقال من أن العاروري كان على وشك السفر إلى مصر، وأنه كان على تواصل معهم قبيل اغتياله، فالراجح أنهم شركاء في هذا الاغتيال، وما هذا عليهم ببعيد!
نصف شهداء غزة ماتوا لا بسبب إسرائيل بل بسبب #السيسي_عدو_الله ورجاله، فقد ماتوا من النزف وتأخر العلاج ومنع الدواء وما يفاقمه الجوع والبرد على الجرحى والمرضى!
أقسم بالله العظيم أن أشد خيباتنا ونكباتنا وهزائمنا في عصرنا الحديث هذا أننا لا نقدر خطورة هذه الأنظمة الحاكمة ومصائبها وأضرارها..
ألا ترى كيف نسي الناس وكيف مر عليهم بسهولة أن السيسي هجر أهل رفح ومسح قريتهم وأذل أهل سيناء، وهو ما تجهد إسرائيل لتفعله، وتعاني أن هذا لا يمر بسهولة، وما هذا إلا لأنها عدو صريح واضح، لا يستطيع أن يخادع الناس بشعارات الإرهاب والأمن القومي ومصلحة الوطن!!
لو أنه يستقر في ضمير الناس أن هذه أنظمة احتلال، عدوة للشعب والأمة، ما استطاعوا تنفيذ كثير من جرائمهم، ولا كثير من خيانتهم، كما استطاعوها تحت قناع الوطنية!
هل لو كان في كل هذه الأنظمة نظام وطني أو عربي أو مسلم حقا، أكان العاروري يلجأ إلى حزب مسلح في بلد ضعيف وممزق، لا يجد غيره ملجأ؟!!
إن في كل تفصيل من كل مشهد عار وشنار يرتد على هذه الأنظمة المجرمة التي استباحت دماءنا، وجعلت استباحة دمائنا أسهل من شرب الماء!!
من جميل المعاني ما صاغه الشيخ القرضاوي رحمه الله في هذه الأبيات:
لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح
وصناعة الأبطال علم في التراث له اتضاح
لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة ورق تَذَرِّيه الرياح
من خان حي على الصلاة، يخون حي على الكفاح
وقد وقع لبْسٌ لدى بعض الأفاضل أرجو أن أوضحه هنا..
حين أكتب وأطيل وأكرر، أو حين أنقل وأنشر، في أن المعركة الحقيقية هي معركة السلطة، وأنه لا يمكن إحداث تغيير حقيقي في أوضاع أي أمة إلا بإصلاح السلطة.. فإن هذا يكون توضيحا لحقيقة بديهية وقاطعة جرى تغييمها وتشويشها طويلا على يد الأكثرين، بمن في ذلك اتجاهات إسلامية -مصنوعة أو مخترقة أو مهزومة- تريد أن تلتمس لنفسها طريقا سهلا، فإذا هي تزور على الناس دينهم وتزور على نفسها وعليهم حقائق الكون والتاريخ.
كم من طاقات إسلامية هلكت في أودية يقول لهم أصحابها: الحل في تعلم العقيدة، أو في التربية والتزكية، أو في طلب العلم الشرعي..
وبعض هذا حق..
ولكن الذي دخل إليهم وعاش معهم خاض في متاهة كلامية يصارع فيها المعتزلة والجبرية والقدرية والمعطلة، أو في متاهة فقهية وحديثية فكان الذي يصنع مذهبا جديدا أو يقيم للأمة علما جديدا في الجرح والتعديل، أو انتهى إلى حالة روحية شخصية أو جماعية لا أثر لها في الواقع..
أو بالأحرى: كان أثرها الواقعي العملي هو ما استفادته الأنظمة منهم في توظيفهم لصالحها..
فكانوا في النهاية وعلى الحقيقة وبغض النظر عن فهمهم وإدراكهم: طاقة جديدة وقوية في يد الصهاينة والصليبيين.. أو في أحسن الأحوال: طاقة سلبية ومعطلة لتحرر الأمة واستقلالها..
ولهذا تشوشت وتشوهت وغامت وغابت حقيقة من أقوى وأسطع حقائق الدين والدنيا والتاريخ والاجتماع: السلطة هي العامل الأهم والأقوى والأشد في التغيير.. والناس على دين ملوكهم!
هذا ما قد يجعل الكتابة في توضيح هذا المعنى الغائم الغائب ضرورة قصوى وواجبا من أولى واجبات الوقت.
ولكن هذا كله لا يعني إهمال الإعداد الذي يجب أن يتحلى به الخائضون لهذه المعركة.. الإعداد الذي سيحتوي حتما ولا بد على التزكية الروحية والوعي الفكري والقوة العلمية والتماسك الأخوي والترابط الاجتماعي مع الحاضنة... إلخ!.. فضلا عن الإعداد البدني والعسكري والأمني، وسائر ما هو معروف ومطلوب لكل معركة، وكل هذا تحدده طبيعة المكان والزمان والحالة.
ولهذا فإن الذي يقول لك: اتق الله، وابتعد عن المعاصي والذنوب، وجاهد نفسك، واحرص على قيام الليل.. يوزن قوله هذا ضمن مجمل كلامه.. فبعضهم يقوله لك وهو يريد صرفك عن المعركة كلها.. وبعضهم يقوله وهو يريد إعدادك للمعركة نفسها.. فلا يستوي هذا وصاحبه وإن تشابه كلامهما أو حتى تطابق.
فأما الأول فهو يلبس الحق بالباطل، وأما الثاني فهو يُجَلِّي لك صورة الحق كلها.
وها أنت ترى بنفسك في ظل طوفان الأقصى.. كم من الناس يكره إسرائيل ويؤمن بضرورة إنهاء الاحتلال؟!.. لكن كم منهم صمد وثبت وثابر طويلا طويلا في إعداد نفسه وأرضه وعدته ورجاله لكي يتمكن من أن ينفذ شيئا مثل طوفان الأقصى؟!!
هذا الإبداع الذي تراه اليوم في غزة هو حصيلة هذا الإعداد الطويل الهادئ الساكن الصموت الصبور.. أسراب تحفر الأنفاق وقتما كان الناس نياما أو لاهين أو يفكرون في تجارتهم ودرجاتهم العلمية ومستقبلهم الوظيفي!
ساعات طويلة مضت في قيام الليل وفي تزكية القلب وفي جهاد النفس وفي تطويع الجسد، لم نكن نعرفها ولا نشعر بها.. هذه هي التي نرى ثمرتها في الشهيد الساجد، والقاصف بالذراع الواحد، والناطق حين الكرب "خذ من دمائنا حتى ترضى"!!
تلك مقامات الإيمان التي ننظر الآن إلى آثارها.. صًنِعت في صيام الصيف وفي محاريب الليل وفي كف النفس عن الشهوات وفي مقاومة الكسل وفي الصبر الطويل الطويل الطويل على الطاعات وعلى العمل.. العمل الذي يبدو في لحظتها بل وبعد سنوات من المداومة عليه أنه بلا أثر ولا ثمر!!
هذا النفق الذي نشاهده الآن كم هلكت فيه نفوس وأموال ومجهودات لا نعرفها.. وهذا البطل الذي يخرج منه خارقا حارقا يتقدم حتى الدبابة فيضع عليها العبوة كأنه أسطورة من الأساطير هو ثمرة خطوات من التزكية والتربية والتصفية لا نعرفها.. وهذه العبوة التي تطيح بالدبابة هي ثمرة عقول وأيادي وحسابات ومخاطرات في التهريب والتصنيع لا نعرفها.
القصد والخلاصة: إننا حين نشير ونكرر إلى أهمية معركة السلطة لا نحذف ولا نهمل أهمية معركة الإعداد النفسي والتربوي والبدني... إلخ!
وإنما نحن في زمن لطالما سادت فيه أكذوبة "كما تكونوا يولى عليكم"، لا يراد بذلك إلا صرف الناس عن الطريق الأصيل الواضح الجلي، وعن الحل الوحيد الحقيقي.. فكان لزاما أن يُقال: بل الناس على دين ملوكهم، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وإن ما يهدم الدين هو حكم الأئمة المضلين.
لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح
وصناعة الأبطال علم في التراث له اتضاح
لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة ورق تَذَرِّيه الرياح
من خان حي على الصلاة، يخون حي على الكفاح
وقد وقع لبْسٌ لدى بعض الأفاضل أرجو أن أوضحه هنا..
حين أكتب وأطيل وأكرر، أو حين أنقل وأنشر، في أن المعركة الحقيقية هي معركة السلطة، وأنه لا يمكن إحداث تغيير حقيقي في أوضاع أي أمة إلا بإصلاح السلطة.. فإن هذا يكون توضيحا لحقيقة بديهية وقاطعة جرى تغييمها وتشويشها طويلا على يد الأكثرين، بمن في ذلك اتجاهات إسلامية -مصنوعة أو مخترقة أو مهزومة- تريد أن تلتمس لنفسها طريقا سهلا، فإذا هي تزور على الناس دينهم وتزور على نفسها وعليهم حقائق الكون والتاريخ.
كم من طاقات إسلامية هلكت في أودية يقول لهم أصحابها: الحل في تعلم العقيدة، أو في التربية والتزكية، أو في طلب العلم الشرعي..
وبعض هذا حق..
ولكن الذي دخل إليهم وعاش معهم خاض في متاهة كلامية يصارع فيها المعتزلة والجبرية والقدرية والمعطلة، أو في متاهة فقهية وحديثية فكان الذي يصنع مذهبا جديدا أو يقيم للأمة علما جديدا في الجرح والتعديل، أو انتهى إلى حالة روحية شخصية أو جماعية لا أثر لها في الواقع..
أو بالأحرى: كان أثرها الواقعي العملي هو ما استفادته الأنظمة منهم في توظيفهم لصالحها..
فكانوا في النهاية وعلى الحقيقة وبغض النظر عن فهمهم وإدراكهم: طاقة جديدة وقوية في يد الصهاينة والصليبيين.. أو في أحسن الأحوال: طاقة سلبية ومعطلة لتحرر الأمة واستقلالها..
ولهذا تشوشت وتشوهت وغامت وغابت حقيقة من أقوى وأسطع حقائق الدين والدنيا والتاريخ والاجتماع: السلطة هي العامل الأهم والأقوى والأشد في التغيير.. والناس على دين ملوكهم!
هذا ما قد يجعل الكتابة في توضيح هذا المعنى الغائم الغائب ضرورة قصوى وواجبا من أولى واجبات الوقت.
ولكن هذا كله لا يعني إهمال الإعداد الذي يجب أن يتحلى به الخائضون لهذه المعركة.. الإعداد الذي سيحتوي حتما ولا بد على التزكية الروحية والوعي الفكري والقوة العلمية والتماسك الأخوي والترابط الاجتماعي مع الحاضنة... إلخ!.. فضلا عن الإعداد البدني والعسكري والأمني، وسائر ما هو معروف ومطلوب لكل معركة، وكل هذا تحدده طبيعة المكان والزمان والحالة.
ولهذا فإن الذي يقول لك: اتق الله، وابتعد عن المعاصي والذنوب، وجاهد نفسك، واحرص على قيام الليل.. يوزن قوله هذا ضمن مجمل كلامه.. فبعضهم يقوله لك وهو يريد صرفك عن المعركة كلها.. وبعضهم يقوله وهو يريد إعدادك للمعركة نفسها.. فلا يستوي هذا وصاحبه وإن تشابه كلامهما أو حتى تطابق.
فأما الأول فهو يلبس الحق بالباطل، وأما الثاني فهو يُجَلِّي لك صورة الحق كلها.
وها أنت ترى بنفسك في ظل طوفان الأقصى.. كم من الناس يكره إسرائيل ويؤمن بضرورة إنهاء الاحتلال؟!.. لكن كم منهم صمد وثبت وثابر طويلا طويلا في إعداد نفسه وأرضه وعدته ورجاله لكي يتمكن من أن ينفذ شيئا مثل طوفان الأقصى؟!!
هذا الإبداع الذي تراه اليوم في غزة هو حصيلة هذا الإعداد الطويل الهادئ الساكن الصموت الصبور.. أسراب تحفر الأنفاق وقتما كان الناس نياما أو لاهين أو يفكرون في تجارتهم ودرجاتهم العلمية ومستقبلهم الوظيفي!
ساعات طويلة مضت في قيام الليل وفي تزكية القلب وفي جهاد النفس وفي تطويع الجسد، لم نكن نعرفها ولا نشعر بها.. هذه هي التي نرى ثمرتها في الشهيد الساجد، والقاصف بالذراع الواحد، والناطق حين الكرب "خذ من دمائنا حتى ترضى"!!
تلك مقامات الإيمان التي ننظر الآن إلى آثارها.. صًنِعت في صيام الصيف وفي محاريب الليل وفي كف النفس عن الشهوات وفي مقاومة الكسل وفي الصبر الطويل الطويل الطويل على الطاعات وعلى العمل.. العمل الذي يبدو في لحظتها بل وبعد سنوات من المداومة عليه أنه بلا أثر ولا ثمر!!
هذا النفق الذي نشاهده الآن كم هلكت فيه نفوس وأموال ومجهودات لا نعرفها.. وهذا البطل الذي يخرج منه خارقا حارقا يتقدم حتى الدبابة فيضع عليها العبوة كأنه أسطورة من الأساطير هو ثمرة خطوات من التزكية والتربية والتصفية لا نعرفها.. وهذه العبوة التي تطيح بالدبابة هي ثمرة عقول وأيادي وحسابات ومخاطرات في التهريب والتصنيع لا نعرفها.
القصد والخلاصة: إننا حين نشير ونكرر إلى أهمية معركة السلطة لا نحذف ولا نهمل أهمية معركة الإعداد النفسي والتربوي والبدني... إلخ!
وإنما نحن في زمن لطالما سادت فيه أكذوبة "كما تكونوا يولى عليكم"، لا يراد بذلك إلا صرف الناس عن الطريق الأصيل الواضح الجلي، وعن الحل الوحيد الحقيقي.. فكان لزاما أن يُقال: بل الناس على دين ملوكهم، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وإن ما يهدم الدين هو حكم الأئمة المضلين.
فإذا عُلِم هذا كان مُنَظِّمًا وموجها ومُرَشِّدًا لمسارات التزكية والتربية والعلم والإعداد.. ولم يكن هذا بديلا عن ذلك.
Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
🔷 مقال " لماذا نحتاج أن ندافع عن غزة؟ .. وكيف نتخلص من العجز؟"
🖊 بقلم المهندس/ محمد إلهامي (رئيس التحرير) ، وذلك ضمن #العدد_العشرون من #مجلة_أنصار_النبي
➖➖➖➖➖➖
عند صدور هذا العدد من المجلة ستكون الحرب على غزة قد ناهزت التسعين يوماً، وقد رأينا فيها من طوفان المشاهد في كل اتجاه، طوفان الإجرام والتوحش والظلم، وطوفان الدم والألم والمرارة، وطوفان الخزي والعار والخذلان والذلة، وطوفان العزة والمقاومة والبسالة والتحدي! ولكل قوم طوفانهم! ويوم القيامة يرى كل واحدٍ منهم طوفانه على نوعيْن فحسب: طوفان من الحسنات أو طوفان من السيئات!
وفي هذه السطور أريد أن أتحدث عن الطوفان الذي يشملنا نحن، وهو طوفان الضعف والعجز، وكيف يمكن أن نتخلص منه!
من المؤسف أن كثيراً من الناس يستسلمون لهذا العجز، ولا يفكرون في أن يرفعوه عن أنفسهم، ويحسبون أنهم إذا عجزوا فقد برئوا من المسؤولية.. فإلى هؤلاء نتكلم!
-----------------------------
🔷 لقراءة المقال كاملاً 👇:
https://t.me/ansarmagazine/1411
#أنصار_النبي #طوفان_الأقصى
#فلسطين_تنتصر #غزة_مقبرة_الدبابات
🖊 بقلم المهندس/ محمد إلهامي (رئيس التحرير) ، وذلك ضمن #العدد_العشرون من #مجلة_أنصار_النبي
➖➖➖➖➖➖
عند صدور هذا العدد من المجلة ستكون الحرب على غزة قد ناهزت التسعين يوماً، وقد رأينا فيها من طوفان المشاهد في كل اتجاه، طوفان الإجرام والتوحش والظلم، وطوفان الدم والألم والمرارة، وطوفان الخزي والعار والخذلان والذلة، وطوفان العزة والمقاومة والبسالة والتحدي! ولكل قوم طوفانهم! ويوم القيامة يرى كل واحدٍ منهم طوفانه على نوعيْن فحسب: طوفان من الحسنات أو طوفان من السيئات!
وفي هذه السطور أريد أن أتحدث عن الطوفان الذي يشملنا نحن، وهو طوفان الضعف والعجز، وكيف يمكن أن نتخلص منه!
من المؤسف أن كثيراً من الناس يستسلمون لهذا العجز، ولا يفكرون في أن يرفعوه عن أنفسهم، ويحسبون أنهم إذا عجزوا فقد برئوا من المسؤولية.. فإلى هؤلاء نتكلم!
-----------------------------
🔷 لقراءة المقال كاملاً 👇:
https://t.me/ansarmagazine/1411
#أنصار_النبي #طوفان_الأقصى
#فلسطين_تنتصر #غزة_مقبرة_الدبابات
مقال م. محمد إلهامي - العدد 20.pdf
1.2 MB
لماذا نحتاج أن ندافع عن غزة، وكيف نتخلص من العجز
بسم الله..
نستأنف الليلة، بعد انقطاع، مجالس السيرة النبوية.. وقد أنشأت مجموعة خاصة لمن يحضرون مجالس السيرة بحيث نضع فيها إشعارات التوقف أو الاستئناف إن طرأت ظروف قاهرة.
مع الاعتذار الشديد لمن حضر ولم يبلغه أني اعتذرت عن المجلس في الأسبوعين الماضيين.
وهذا رابط المجموعة | https://t.me/+mYTTJFkoftsyMWU8
وهذا مكان المسجد | https://maps.app.goo.gl/U3EqD54Z6UVgXnkX9
نستأنف الليلة، بعد انقطاع، مجالس السيرة النبوية.. وقد أنشأت مجموعة خاصة لمن يحضرون مجالس السيرة بحيث نضع فيها إشعارات التوقف أو الاستئناف إن طرأت ظروف قاهرة.
مع الاعتذار الشديد لمن حضر ولم يبلغه أني اعتذرت عن المجلس في الأسبوعين الماضيين.
وهذا رابط المجموعة | https://t.me/+mYTTJFkoftsyMWU8
وهذا مكان المسجد | https://maps.app.goo.gl/U3EqD54Z6UVgXnkX9
هل تصدقون -يا ناس- أننا في زمن الاحتلال الإنجليزي، كانت الحكومة المصرية تملك أن تفتح معسكرات للمتطوعين للقتال في فلسطين، وكانت المعسكرات في جامعة القاهرة، وكانت تعلن أنها ستتولى جمع السلاح، وفي ذلك الوقت كانت اللجنة العربية العليا بقيادة أمين الحسيني لها مقرات في القاهرة والمحافظات؟!!
صحيحٌ أن كثيرا مما فعلته الحكومة آنذاك كان تمثيلا وتهريجا، ثم ما لبثت أن انقلبت على المتطوعين واعتقلتهم وسجنتهم في معتقلات سيناء.. ولكن، ومع ذلك، هل تتصورون هذا الفارق الضخم بين حالنا تحت الاحتلال الإنجليزي الأجنبي، وحالنا تحت الاحتلال العسكري "الوطني"؟!!
انتقلنا من أنه كان باستطاعتنا جمع السلاح وتدريب المقاتلين وإدخال المتطوعين.. إلى درجة أننا نعجز عن إدخال الماء والغذاء والدواء إلى غزة التي تذبح أمامنا ذبحا في كل دقيقة؟!!
أي الاحتلاليْن أشد وطأة وأثقل يدا وأشنع إجراما؟!!
إن الدرس الأعظم من مأساة غزة أن يعرف العرب والمسلمون أنهم حقيقة تحت الاحتلال.. احتلال أثقل من احتلال الصهاينة.. احتلال مغلف بالوطنية والدستور والقانون ومؤسسات الدولة... إلى آخر هذه الأوثان التي تكبل أفكارنا وتكبل مشاعرنا وتكبل حركتنا، وتشوش علينا تصوراتنا وتذبحنا في صميم وعينا..
متى نؤمن أننا تحت احتلال يجب أن نتحرر منه حتى نكون قد أمسكنا بأول الطريق الصحيح؟!!
متى نعرف أن عبد الفتاح السيسي وبشار وبن زايد وبن سلمان وعبد الله وعباس هم أشد خطرا وضررا من نتنياهو وبايدن وبوتين؟!!!
يا رب اكتب لنا تحررا قريبا.. نكاد نموت من قهر العجز وذل الأسر!!
صحيحٌ أن كثيرا مما فعلته الحكومة آنذاك كان تمثيلا وتهريجا، ثم ما لبثت أن انقلبت على المتطوعين واعتقلتهم وسجنتهم في معتقلات سيناء.. ولكن، ومع ذلك، هل تتصورون هذا الفارق الضخم بين حالنا تحت الاحتلال الإنجليزي الأجنبي، وحالنا تحت الاحتلال العسكري "الوطني"؟!!
انتقلنا من أنه كان باستطاعتنا جمع السلاح وتدريب المقاتلين وإدخال المتطوعين.. إلى درجة أننا نعجز عن إدخال الماء والغذاء والدواء إلى غزة التي تذبح أمامنا ذبحا في كل دقيقة؟!!
أي الاحتلاليْن أشد وطأة وأثقل يدا وأشنع إجراما؟!!
إن الدرس الأعظم من مأساة غزة أن يعرف العرب والمسلمون أنهم حقيقة تحت الاحتلال.. احتلال أثقل من احتلال الصهاينة.. احتلال مغلف بالوطنية والدستور والقانون ومؤسسات الدولة... إلى آخر هذه الأوثان التي تكبل أفكارنا وتكبل مشاعرنا وتكبل حركتنا، وتشوش علينا تصوراتنا وتذبحنا في صميم وعينا..
متى نؤمن أننا تحت احتلال يجب أن نتحرر منه حتى نكون قد أمسكنا بأول الطريق الصحيح؟!!
متى نعرف أن عبد الفتاح السيسي وبشار وبن زايد وبن سلمان وعبد الله وعباس هم أشد خطرا وضررا من نتنياهو وبايدن وبوتين؟!!!
يا رب اكتب لنا تحررا قريبا.. نكاد نموت من قهر العجز وذل الأسر!!
ما من مسلم إلا وأغلى أمانيه الآن أن تنتهي الحرب في غزة هذه اللحظة.. وتلك أمنيتي لا ريب.. هذا حين أبصر الأمر بعيني وقلبي ومشاعري..
ولكنني أعرف بالعقل وبمنطق التاريخ وطبائع الناس أن لو استمرت هذه الحرب في غزة فستكون حتما في صالح المسلمين.
لقد أشعلت هذه الحرب في الكثير من الناس بركان وعي، وبثت فيهم روح عمل.. ولا شك أن الكثيرين بدؤوا يستيقظون بعد غفلة ويعملون بعد خمول.. وثمرات هذا كله تحتاج وقتا للظهور.
إن مسيل الماء يصنع مع الوقت أخدودا ونهرا.. لا يصنعها عند جريانه أول مرة.. فهذا الماء الذي يبدو أول أمره مسكوبا وضائعا، وهذه الأرض التي تبدو عصية وصلبة عليه، ينتهي الحال بها محفورة وغائضة تحت صفحة الماء.
وإذا لم تصدقني، فصدِّق عدوك.. ألا ترى أنهم لا يحرصون على شيء منذ أول الحرب حرصهم على "ألا تتوسع الحرب"!!.. إنهم يحاولون أن يقبضوا على زمام القتل لكي لا ينفلت منهم الأمر في مكان ثان أو ثالث أو رابع.
وفي بلاد الطغيان التي تحيط بالأرض المقدسة المباركة لا ريب أن هناك من يعمل، ولكن طبع الطغيان لا يسمح لا بظهور هذا العمل ولا برصده.. وتلك شقوة الطغيان! يكسرون الأمة ويراقبونها ثم تنبعث من حيث لا يشعرون، ويأتيهم الله من حيث لم يحستبوا.
الوقت في صالحنا على المدى الأطول.. وإن أسيادنا في غزة يخبروننا بأنهم طليعة أمة أسطورية لا تنتهي ولا تنحني ولا تنثني ولا تركع!!
ومن يدري.. لعل الله يقويهم ويمدهم ويثبتهم.. حتى يستكمل مجهولون آخرون -لا نعرفهم، الله يعرفهم- عدة عمل يغيثونهم به، فيكون فتحا لا للأرض المقدسة وحدها بل للأمة كلها.
معركة غزة ليست كغيرها من الثورات العربية.. إنها معركة الحق فيها واضح، والعدو فيها واضح، والمقدسات فيها واضحة.. فلا يُخشى أنها إذا طالت انصرفت عنها القلوب أو تشوشت فيها العقول كما قد يحصل في معاركنا مع الأنظمة الطاغية.. بل كلما طالت كثر مقاتلوها ومجاهدوها وأبطالها. وتمحص رجالها وازداد وهج الحق من الباطل فيها.
وأما ألم القتل والجرح والمرض والبرد والحصار والخذلان.. فكل هذا مأجور موفور عند الله.. والله يبتلي أحبابه حتى إن أشد الناس بلاء هم الأنبياء.. ثم إن الله يجزي كل مبتلى بغير حساب، حتى يتمنى أهل العافية في الآخرة أن لو كانوا قد أصيبوا وقُرِّضوا بالمقاريض، لكثرة ما يرون من أجر الصابرين.
مهما تمنينا المصلحة العاجلة التي نراها ومهما كان سعينا في تحصيلها، فلا بد أن نبصر مع ذلك حكمة الله التي تتجلى في الأمور، الحكمة التي تعلو على حساباتنا وأبصارنا وقلوبنا، الحكمة التي لا تعجل بعجلتنا.. سبحانه! هو الحكيم الخبير.
ولكنني أعرف بالعقل وبمنطق التاريخ وطبائع الناس أن لو استمرت هذه الحرب في غزة فستكون حتما في صالح المسلمين.
لقد أشعلت هذه الحرب في الكثير من الناس بركان وعي، وبثت فيهم روح عمل.. ولا شك أن الكثيرين بدؤوا يستيقظون بعد غفلة ويعملون بعد خمول.. وثمرات هذا كله تحتاج وقتا للظهور.
إن مسيل الماء يصنع مع الوقت أخدودا ونهرا.. لا يصنعها عند جريانه أول مرة.. فهذا الماء الذي يبدو أول أمره مسكوبا وضائعا، وهذه الأرض التي تبدو عصية وصلبة عليه، ينتهي الحال بها محفورة وغائضة تحت صفحة الماء.
وإذا لم تصدقني، فصدِّق عدوك.. ألا ترى أنهم لا يحرصون على شيء منذ أول الحرب حرصهم على "ألا تتوسع الحرب"!!.. إنهم يحاولون أن يقبضوا على زمام القتل لكي لا ينفلت منهم الأمر في مكان ثان أو ثالث أو رابع.
وفي بلاد الطغيان التي تحيط بالأرض المقدسة المباركة لا ريب أن هناك من يعمل، ولكن طبع الطغيان لا يسمح لا بظهور هذا العمل ولا برصده.. وتلك شقوة الطغيان! يكسرون الأمة ويراقبونها ثم تنبعث من حيث لا يشعرون، ويأتيهم الله من حيث لم يحستبوا.
الوقت في صالحنا على المدى الأطول.. وإن أسيادنا في غزة يخبروننا بأنهم طليعة أمة أسطورية لا تنتهي ولا تنحني ولا تنثني ولا تركع!!
ومن يدري.. لعل الله يقويهم ويمدهم ويثبتهم.. حتى يستكمل مجهولون آخرون -لا نعرفهم، الله يعرفهم- عدة عمل يغيثونهم به، فيكون فتحا لا للأرض المقدسة وحدها بل للأمة كلها.
معركة غزة ليست كغيرها من الثورات العربية.. إنها معركة الحق فيها واضح، والعدو فيها واضح، والمقدسات فيها واضحة.. فلا يُخشى أنها إذا طالت انصرفت عنها القلوب أو تشوشت فيها العقول كما قد يحصل في معاركنا مع الأنظمة الطاغية.. بل كلما طالت كثر مقاتلوها ومجاهدوها وأبطالها. وتمحص رجالها وازداد وهج الحق من الباطل فيها.
وأما ألم القتل والجرح والمرض والبرد والحصار والخذلان.. فكل هذا مأجور موفور عند الله.. والله يبتلي أحبابه حتى إن أشد الناس بلاء هم الأنبياء.. ثم إن الله يجزي كل مبتلى بغير حساب، حتى يتمنى أهل العافية في الآخرة أن لو كانوا قد أصيبوا وقُرِّضوا بالمقاريض، لكثرة ما يرون من أجر الصابرين.
مهما تمنينا المصلحة العاجلة التي نراها ومهما كان سعينا في تحصيلها، فلا بد أن نبصر مع ذلك حكمة الله التي تتجلى في الأمور، الحكمة التي تعلو على حساباتنا وأبصارنا وقلوبنا، الحكمة التي لا تعجل بعجلتنا.. سبحانه! هو الحكيم الخبير.
كلما خطا المرء خطوة في المعرفة أدرك باليقين والطمأنينة أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن معجزته العظمى هي القرآن الكريم.. وهي أليق معجزة بالنبي الخاتم والرسالة الأخيرة.
القرآن هو (الكلام) الذي سيعيش أجيالا كثيرة وطويلة، يصحح في كل جيل أفكاره وأوهامه، يحق الحق الأصيل ويذكر به ويثبته، ويبطل سائر أنواع الباطل التي تتولد فيه وتتسرب إليه وتلوثه!
ما من معجزة أخرى غير معجزة (الكلمة) كان يمكنها أن تستمر عبر الأجيال.. فكل معجزة هي بنت عصرها، وموجهة للقوم في زمانها ومكانها، تُعجزهم وتشهدهم على صدق نبيهم.
أما القرآن الكريم فمعجزة عجيبة خالدة، يرى فيها كل قوم علاجا للمشكلات التي ولدت في زمانهم، ويكتشف فيها الناس أمورا لم تخطر على بال سابقيهم.
إن الحضور الطاغي لليهود في القرآن الكريم معجزة بحد ذاته.. كلما حاولت قهر دماغي وخيالي ومعارفي كلها لأعيش قبل قرون ماضية، رأيتني مندهشا من هذا الحضور الطاغي لقوم ضعفاء لا بروز لهم، لا دولة لهم، لا سلطان لهم.. إن قصارى ما بلغه اليهود من نفوذ وسلطان أن كانوا وزراء أو صيارفة أو أطباء للسلاطين والوزراء.
حشد الآيات الذين نقرؤه الآن فنفهم بها معركة عصرنا كيف تراه كان يمرُّ على أسلافنا عبر أكثر من ألف سنة، ولم تكن لديهم "مسألة يهودية"؟!!
إنه شبيه تماما بمعجزة القرآن اللغوية والبلاغية التي لا يكاد يشعر بها أهل عصرنا، لضعف ذائقتهم اللغوية، ولكنها كانت زلزالا جبارا يتحطم أمامه الفصحاء حتى ليخرون ساجدين وهم لا يشعرون.
وشبيه بالمسألة اليهودية مسألة الطغيان والظلم والفرعونية.. نحن أكثر العصور شعورا بامتلاء القرآن بقصة فرعون وموسى.. لما نعانيه من حجم الطغيان الفظيع ومن أشباه الفراعين في حياتنا..
ما كان الناس في العصور الماضية، قبل زمن الدولة الحديثة وما أتاحته من قدرة جهنمية للسلطة يعانون ظلما شبيها بالفرعونية.. ما كان يخطر بخيال المسلمين عبر أكثر من ألف سنة أن حاكما كان يستطيع إحصاء الأولاد وإصدار أمر قتلهم وحشد آلاف السحرة في يوم واحد وأن يأمر وزيره ببناء بنيان شاهق يتطاول في السماء..
نحن الآن أكثر شعورا بهذه الفرعونية مع عصر الإحصاء والتسجيل والبيانات الضخمة والقدرة على معالجتها، ومع قدرة السلطة على إصدار البطاقات وجوازات السفر والتحكم في الأموال والشهادات والتصاريح!!
هذان مثالان فحسب (اليهود، والفرعونية) يثبتان كيف أن القرآن يخاطب أهل كل عصر بما ينبثق في عصرهما من المشكلات، فكأنه نزل لكل عصر خصوصا.
وكلما ازداد المرء خطوة في المعرفة رأى في زوايا الآيات وفي تضاعيف السور معاني مشرقة ما كان ليفهمها لولا أنه حاز هذه الخطوة المعرفية.
وكل هذا الحشد العظيم من الأفكار والمعاني وضع في عبارة وصياغات يسيرة واضحة، حتى ليفهمها كل امرئ بحسب ما أوتي من العلم والفهم!!
معجزة تزداد إشراقا ووضوحا وسطوعا في كل يوم..
إذا كنتَ شعرتَ بهذا، فاذكر في التعليقات آية تنبهت لها وتشعر أنها قد أشرقت في نفسك في ظلال طوفان الأقصى.
القرآن هو (الكلام) الذي سيعيش أجيالا كثيرة وطويلة، يصحح في كل جيل أفكاره وأوهامه، يحق الحق الأصيل ويذكر به ويثبته، ويبطل سائر أنواع الباطل التي تتولد فيه وتتسرب إليه وتلوثه!
ما من معجزة أخرى غير معجزة (الكلمة) كان يمكنها أن تستمر عبر الأجيال.. فكل معجزة هي بنت عصرها، وموجهة للقوم في زمانها ومكانها، تُعجزهم وتشهدهم على صدق نبيهم.
أما القرآن الكريم فمعجزة عجيبة خالدة، يرى فيها كل قوم علاجا للمشكلات التي ولدت في زمانهم، ويكتشف فيها الناس أمورا لم تخطر على بال سابقيهم.
إن الحضور الطاغي لليهود في القرآن الكريم معجزة بحد ذاته.. كلما حاولت قهر دماغي وخيالي ومعارفي كلها لأعيش قبل قرون ماضية، رأيتني مندهشا من هذا الحضور الطاغي لقوم ضعفاء لا بروز لهم، لا دولة لهم، لا سلطان لهم.. إن قصارى ما بلغه اليهود من نفوذ وسلطان أن كانوا وزراء أو صيارفة أو أطباء للسلاطين والوزراء.
حشد الآيات الذين نقرؤه الآن فنفهم بها معركة عصرنا كيف تراه كان يمرُّ على أسلافنا عبر أكثر من ألف سنة، ولم تكن لديهم "مسألة يهودية"؟!!
إنه شبيه تماما بمعجزة القرآن اللغوية والبلاغية التي لا يكاد يشعر بها أهل عصرنا، لضعف ذائقتهم اللغوية، ولكنها كانت زلزالا جبارا يتحطم أمامه الفصحاء حتى ليخرون ساجدين وهم لا يشعرون.
وشبيه بالمسألة اليهودية مسألة الطغيان والظلم والفرعونية.. نحن أكثر العصور شعورا بامتلاء القرآن بقصة فرعون وموسى.. لما نعانيه من حجم الطغيان الفظيع ومن أشباه الفراعين في حياتنا..
ما كان الناس في العصور الماضية، قبل زمن الدولة الحديثة وما أتاحته من قدرة جهنمية للسلطة يعانون ظلما شبيها بالفرعونية.. ما كان يخطر بخيال المسلمين عبر أكثر من ألف سنة أن حاكما كان يستطيع إحصاء الأولاد وإصدار أمر قتلهم وحشد آلاف السحرة في يوم واحد وأن يأمر وزيره ببناء بنيان شاهق يتطاول في السماء..
نحن الآن أكثر شعورا بهذه الفرعونية مع عصر الإحصاء والتسجيل والبيانات الضخمة والقدرة على معالجتها، ومع قدرة السلطة على إصدار البطاقات وجوازات السفر والتحكم في الأموال والشهادات والتصاريح!!
هذان مثالان فحسب (اليهود، والفرعونية) يثبتان كيف أن القرآن يخاطب أهل كل عصر بما ينبثق في عصرهما من المشكلات، فكأنه نزل لكل عصر خصوصا.
وكلما ازداد المرء خطوة في المعرفة رأى في زوايا الآيات وفي تضاعيف السور معاني مشرقة ما كان ليفهمها لولا أنه حاز هذه الخطوة المعرفية.
وكل هذا الحشد العظيم من الأفكار والمعاني وضع في عبارة وصياغات يسيرة واضحة، حتى ليفهمها كل امرئ بحسب ما أوتي من العلم والفهم!!
معجزة تزداد إشراقا ووضوحا وسطوعا في كل يوم..
إذا كنتَ شعرتَ بهذا، فاذكر في التعليقات آية تنبهت لها وتشعر أنها قد أشرقت في نفسك في ظلال طوفان الأقصى.
السيرة النبوية | 10. خريطة واضحة لتسهيل حفظ السيرة وفهمها
- أول ما نزل على النبي ﷺ "اقرأ".. ومع ذلك لم يتعلم القراءة.. كيف نفسر هذا؟
- لماذا لم يكن كافيا إنزال الكتاب على الناس؟ لماذا يرسل الله رسولا؟
- ماذا نستفيد من بعثة النبي عند الأربعين من عمره؟
- أيهما فوق الآخر: العلم أم العقل؟ المعرفة أم العبقرية؟
- هذه العداوة، لو نجا منها أحد لنجا رسول الله ﷺ.. ما هي؟
https://youtu.be/gn-6H7HJO1c
- أول ما نزل على النبي ﷺ "اقرأ".. ومع ذلك لم يتعلم القراءة.. كيف نفسر هذا؟
- لماذا لم يكن كافيا إنزال الكتاب على الناس؟ لماذا يرسل الله رسولا؟
- ماذا نستفيد من بعثة النبي عند الأربعين من عمره؟
- أيهما فوق الآخر: العلم أم العقل؟ المعرفة أم العبقرية؟
- هذه العداوة، لو نجا منها أحد لنجا رسول الله ﷺ.. ما هي؟
https://youtu.be/gn-6H7HJO1c
بعد الذي يحصل في غزة، يجب أن نتشكك في كل شيء يأتينا من هذا الغرب.. كل شيء.. قيمهم زائفة، أفكارهم مسمومة، قلوبهم صخرية، نفوسهم سوداء!
إن الذين صنعوا نظاما عالميا يتحمل كل هذا القتل ويستطيع تبريره وتزييفه ليسوا إلا شياطين مجرمة تأكل الأشلاء وتشرب الدماء، وتغطي ذلك كله بقناع براق!
إن الذين صنعوا نظاما عالميا يتحمل كل هذا القتل ويستطيع تبريره وتزييفه ليسوا إلا شياطين مجرمة تأكل الأشلاء وتشرب الدماء، وتغطي ذلك كله بقناع براق!
Forwarded from القول الحسن ٢
حقيقة الصورة:
ليت الحياة تتسع للفراغ، وليت اختيارك لشيء يمنعك من اختيار ضده فتسلم من كل المطروح إلا ما أردته، فالواقع يفرض عليك أحد اختيارين أو أحد الاختيارات، ولا يعفيك من كل اختيار، ولقد كان هذا من أمر يوسف عليه السلام: إما المعصية وإما السجن، فلم يكن هناك اختيار العافية من كل وجه: عافية الترك للمعصية وعافية عدم السجن، بل إما هذه المعصية وإما السجن.
هكذا تضعك الدنيا في أقدارها وحكمها.
الذين يتكلمون عن الجهاد كمخرب للأوطان وقاتل لفلذات الأكباد ومزيل للنعم يضعونه كخيار مقابل العافية والسلامة من كل وجه، فيبدو لك الجهاد مؤلما وضده العافية والسلامة في الدين والدنيا، وليت ما يقولونه صحيح ليصح حكمهم ولو من جهة الدنيا على الجهاد، إذ يهجر ويترك.
هذه قسمة غير صحيحة ولا عادلة.
الحقيقة إما اختيار الجهاد مع آلامه وقسوته من موت وخراب وهجر وإما المعصية، فالطاغوت العالمي والقطري يريد منك ترك دينك، ولذلك يمسح الآيات من كتب الدراسة، ويمنع الخطباء الذين يعلمون عقيدة الولاء والبراء، ويسجن كل من عارض إدخال اليهود خلل الديار والرؤوس، ولذلك الخيار الذي يقابل الجهاد هو أسوأ كثيرا من مجرد معصية؛ بل هو: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر}، فحينها إما خراب دنياك أو خراب دينك، لا توسط بينهما.
والصورة التي يجب أن يقع بينها المقارنة هي الصورة التالية:
- فساد في الدين والتوحيد، وفساد في القيم، وتهتك وانحلال من كل وجه، ودخول الشيطان في ولدك وأهلك وعملك وعقلك.
- وإما فساد دنياك من خراب بيت وقتل حبيب وزوال نعمة ظاهرة.
وليست الصورة بين دين محفوظ مع عافية ونعمة وبين جهاد وخراب دنيا؛ فتُقَدَّم العافية على البلاء، فهذه صورة لا يتسع لها مشهد الحياة، بل هي من خيالات الشر والشيطان ليحزن الذين آمنوا إن رأوا خراب دنياهم حين يعلن الجهاد، وهي صورة يقدمها مشايخ البهتان ليكره الناس الجهاد والقتال في سبيل الله.
فعرض صورة الخراب مع الجهاد بهذا التجريد مراده بغض أعظم ما يحقق الخير لأمتنا ويزيل عنها الذلة والمهانة، وهو الجهاد، لئلا تصحو الأمة، ولئلا تحاول السعي لواجباتها في الحياة.
الذين يبغضّون الجهاد للأمة بعرض صور البلاء المرافق له في حياتنا إنما ينفذون مراد الشيطان وجنده حتى لا تنهض الأمة لمهماتها، والجواب على هؤلاء هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ويقذف في قلوبكم الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت، فالذين يخرجون من تلعب الشيطان وجنوده خاصة من الإنس هو من أحب الآخرة وترك حب الدنيا.
الله يقول: {لن يضروكم إلا أذى}؛ فما يصيب الأمة من الجهاد هو مجرد أذى؛ إن سلمت لهم عقائدهم وتوحيدهم وطاعتهم.
ليت الحياة تتسع للفراغ، وليت اختيارك لشيء يمنعك من اختيار ضده فتسلم من كل المطروح إلا ما أردته، فالواقع يفرض عليك أحد اختيارين أو أحد الاختيارات، ولا يعفيك من كل اختيار، ولقد كان هذا من أمر يوسف عليه السلام: إما المعصية وإما السجن، فلم يكن هناك اختيار العافية من كل وجه: عافية الترك للمعصية وعافية عدم السجن، بل إما هذه المعصية وإما السجن.
هكذا تضعك الدنيا في أقدارها وحكمها.
الذين يتكلمون عن الجهاد كمخرب للأوطان وقاتل لفلذات الأكباد ومزيل للنعم يضعونه كخيار مقابل العافية والسلامة من كل وجه، فيبدو لك الجهاد مؤلما وضده العافية والسلامة في الدين والدنيا، وليت ما يقولونه صحيح ليصح حكمهم ولو من جهة الدنيا على الجهاد، إذ يهجر ويترك.
هذه قسمة غير صحيحة ولا عادلة.
الحقيقة إما اختيار الجهاد مع آلامه وقسوته من موت وخراب وهجر وإما المعصية، فالطاغوت العالمي والقطري يريد منك ترك دينك، ولذلك يمسح الآيات من كتب الدراسة، ويمنع الخطباء الذين يعلمون عقيدة الولاء والبراء، ويسجن كل من عارض إدخال اليهود خلل الديار والرؤوس، ولذلك الخيار الذي يقابل الجهاد هو أسوأ كثيرا من مجرد معصية؛ بل هو: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر}، فحينها إما خراب دنياك أو خراب دينك، لا توسط بينهما.
والصورة التي يجب أن يقع بينها المقارنة هي الصورة التالية:
- فساد في الدين والتوحيد، وفساد في القيم، وتهتك وانحلال من كل وجه، ودخول الشيطان في ولدك وأهلك وعملك وعقلك.
- وإما فساد دنياك من خراب بيت وقتل حبيب وزوال نعمة ظاهرة.
وليست الصورة بين دين محفوظ مع عافية ونعمة وبين جهاد وخراب دنيا؛ فتُقَدَّم العافية على البلاء، فهذه صورة لا يتسع لها مشهد الحياة، بل هي من خيالات الشر والشيطان ليحزن الذين آمنوا إن رأوا خراب دنياهم حين يعلن الجهاد، وهي صورة يقدمها مشايخ البهتان ليكره الناس الجهاد والقتال في سبيل الله.
فعرض صورة الخراب مع الجهاد بهذا التجريد مراده بغض أعظم ما يحقق الخير لأمتنا ويزيل عنها الذلة والمهانة، وهو الجهاد، لئلا تصحو الأمة، ولئلا تحاول السعي لواجباتها في الحياة.
الذين يبغضّون الجهاد للأمة بعرض صور البلاء المرافق له في حياتنا إنما ينفذون مراد الشيطان وجنده حتى لا تنهض الأمة لمهماتها، والجواب على هؤلاء هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ويقذف في قلوبكم الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت، فالذين يخرجون من تلعب الشيطان وجنوده خاصة من الإنس هو من أحب الآخرة وترك حب الدنيا.
الله يقول: {لن يضروكم إلا أذى}؛ فما يصيب الأمة من الجهاد هو مجرد أذى؛ إن سلمت لهم عقائدهم وتوحيدهم وطاعتهم.
Forwarded from القول الحسن ٢
الجهاد يدوم بشرط قدرته على إقناع المحيط به بصحتة وصدق أهله، ويخسر الجهاد وأهله بعدم تبني المجتمع له ولقضيته.
وشر الأمور على الجهاد أن يسقط أهل الجهاد في المعاصي فتظهر صورتهم فاسدين مفسدين؛ فتذوي شجرتهم، وبقليل من هبات الريح يسقطون ويذهبون.
لعل ما نراه من الشر والبلاء في غزة، ثم يَبقى المجاهدون صابرون: يعطيك صدق هذه المقالة.
لقد سقطت دول كبيرة بقصف لم يزد عن عشرين يوما، وذلك لفراغ المقاتل من عقيدة تصنعه وإيمان يمده، ولتخلي المجتمع عن القيادة وعدم استعدادهم التضحية من أجل شعاراته.
وشر الأمور على الجهاد أن يسقط أهل الجهاد في المعاصي فتظهر صورتهم فاسدين مفسدين؛ فتذوي شجرتهم، وبقليل من هبات الريح يسقطون ويذهبون.
لعل ما نراه من الشر والبلاء في غزة، ثم يَبقى المجاهدون صابرون: يعطيك صدق هذه المقالة.
لقد سقطت دول كبيرة بقصف لم يزد عن عشرين يوما، وذلك لفراغ المقاتل من عقيدة تصنعه وإيمان يمده، ولتخلي المجتمع عن القيادة وعدم استعدادهم التضحية من أجل شعاراته.
"فهذا القرآن لا يدرك أسراره قاعد، ولا يعلم مدلولاته إلا إنسان يؤمن به ويتحرك به في وجه الجاهلية"
سيد قطب
سيد قطب