Forwarded from مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
وصلتني هذه الرسالة من غ..زّة الآن
من الصديقة الأديبة والأخت الفاضلة أمل أبو عاصي Amal Asy
......
السلام عليكم ورحمة الله
كيف حالكم شاعرنا
هذه رسالتي الأخيرة
لو رأيت نشرها أكون شاكرة
لو رحلنا اطووا صفحتنا للأبد
مزقوا فلسـ.طين من كراسة ذاكرتكم، فليس لكم بها حاجة
أخبروا أصدقاءكم أنه كان هناك أمل، ثم انطفأ.
واصلوا حياتكم كأنا لم نكن، العبوا، اشربوا، كلوا، تنزهوا، احتفلوا، تزينوا، غنوا، ارقصوا، افعلوا كل شيء.
لكن إياكم أن تنظروا إلى مراياكم، لأنكم لو فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم، وأشلاءنا بأيديكم، وصراخنا في ملامحكم، وأصواتنا دخانًا ينقش خارطة فلسـ.طين على صدوركم.
حين نرحل؛ مزقوا كتب التاريخ، ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعبٌ قا.وم خمسة وسبعين عامًا دون أن يفقد الأمل، قبل أن يقتله الأمل.
حين نرحل؛ أحر.قوا الجغرافيا، إياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين، تعلقت قلوبهم بنا حبًّا، ولم يفهموا أن من الحب ما قتل، لا تخبروهم أن حدودًا وضعها المحتلُّ، وأمركم أن تحرسوها، هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم، والسيف الذي غُرز في ظهرِ ماردِهم، والحفرة التي دُفنوا فيها.
إياكم أن تخبروهم أنكم انشغلتم بإنجازاتكم العظيمة، فصنعتم أكبر صحن تبولة، وأعظم طنجرة مقلوبة، وأفخم منسف باللحم، وألذ طبق كشري، وأروع موسمٍ فنيٍّ للرقص والغناء بينما كانوا يبادون وحدهم.
احتفلوا كثيرًا، فلن يظهر عويل ولا بكاء ولا جر.ائم مروعة على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم.
نظِّموا حفل عشاء كبير، ولا تنسوا كاتشاب دما.ئنا، ولا فلفل قهرنا، ولا عصير دموعنا، ولا مونامور صراخنا.
لقد زال همكم الكبير، وإلى الأبد.
أمل أبو عاصي اليازجي
غزة 1/11/2023
من صفحة الشاعر انس الدغيم
نرجو النشر
من الصديقة الأديبة والأخت الفاضلة أمل أبو عاصي Amal Asy
......
السلام عليكم ورحمة الله
كيف حالكم شاعرنا
هذه رسالتي الأخيرة
لو رأيت نشرها أكون شاكرة
لو رحلنا اطووا صفحتنا للأبد
مزقوا فلسـ.طين من كراسة ذاكرتكم، فليس لكم بها حاجة
أخبروا أصدقاءكم أنه كان هناك أمل، ثم انطفأ.
واصلوا حياتكم كأنا لم نكن، العبوا، اشربوا، كلوا، تنزهوا، احتفلوا، تزينوا، غنوا، ارقصوا، افعلوا كل شيء.
لكن إياكم أن تنظروا إلى مراياكم، لأنكم لو فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم، وأشلاءنا بأيديكم، وصراخنا في ملامحكم، وأصواتنا دخانًا ينقش خارطة فلسـ.طين على صدوركم.
حين نرحل؛ مزقوا كتب التاريخ، ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعبٌ قا.وم خمسة وسبعين عامًا دون أن يفقد الأمل، قبل أن يقتله الأمل.
حين نرحل؛ أحر.قوا الجغرافيا، إياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين، تعلقت قلوبهم بنا حبًّا، ولم يفهموا أن من الحب ما قتل، لا تخبروهم أن حدودًا وضعها المحتلُّ، وأمركم أن تحرسوها، هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم، والسيف الذي غُرز في ظهرِ ماردِهم، والحفرة التي دُفنوا فيها.
إياكم أن تخبروهم أنكم انشغلتم بإنجازاتكم العظيمة، فصنعتم أكبر صحن تبولة، وأعظم طنجرة مقلوبة، وأفخم منسف باللحم، وألذ طبق كشري، وأروع موسمٍ فنيٍّ للرقص والغناء بينما كانوا يبادون وحدهم.
احتفلوا كثيرًا، فلن يظهر عويل ولا بكاء ولا جر.ائم مروعة على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم.
نظِّموا حفل عشاء كبير، ولا تنسوا كاتشاب دما.ئنا، ولا فلفل قهرنا، ولا عصير دموعنا، ولا مونامور صراخنا.
لقد زال همكم الكبير، وإلى الأبد.
أمل أبو عاصي اليازجي
غزة 1/11/2023
من صفحة الشاعر انس الدغيم
نرجو النشر
طوفان الواجبات.. وواجبات الطوفان
مقالي في العدد الأخير من مجلة "أنصار النبي ﷺ".. وهو الذي اجتهدت أن أجيب فيه عن سؤال الساعة: ماذا نفعل لنصرة إخوتنا في غزة؟
النص طويل قليلا.. وقد لا تناسبه مواقع التواصل.. فمن أراد قراءة النص، فهذا رابط المدونة:
https://melhamy.blogspot.com/2023/11/blog-post.html
ومن أراد قراءته في ملف مصور، فهذه نسخة منه
https://t.me/melhamy/7363
ومن شاء الاطلاع على العدد الأخير من مجلة أنصار النبي ﷺ، فهذا رابط العدد
http://ia601707.us.archive.org/32/items/ansar18_202311/ansar18.pdf
مقالي في العدد الأخير من مجلة "أنصار النبي ﷺ".. وهو الذي اجتهدت أن أجيب فيه عن سؤال الساعة: ماذا نفعل لنصرة إخوتنا في غزة؟
النص طويل قليلا.. وقد لا تناسبه مواقع التواصل.. فمن أراد قراءة النص، فهذا رابط المدونة:
https://melhamy.blogspot.com/2023/11/blog-post.html
ومن أراد قراءته في ملف مصور، فهذه نسخة منه
https://t.me/melhamy/7363
ومن شاء الاطلاع على العدد الأخير من مجلة أنصار النبي ﷺ، فهذا رابط العدد
http://ia601707.us.archive.org/32/items/ansar18_202311/ansar18.pdf
هل تعلم لماذا كان أهل بدر أعظم الناس أجرا؟!
معركة صغيرة محدودة جرت في الطرف الغربي للجزيرة العربية، ما كان لأي نشرة إخبارية أن تنتبه إليها في وقتها، وما كان لأي مؤرخ أن يتوقف عندها في ذلك الوقت!
لكن ميزانها في السماء، ثم ميزانها في التاريخ بعد ذلك كان أعظم الميزان..
لقد كانت تلك هي المعركة التي حفظت نواة الإسلام، قلب الدولة الإسلامية، المعركة التي أعلنت ولادة قوة إقليمية في الحجاز يمكنه أن يقاتل وأن ينتصر!
تلك المعركة التي لو كانت قد انتهت بالهزيمة لانتهى شأن الإسلام كله.. وهو المعنى الذي يظهر في دعاء النبي وضراعته لربه "اللهم إن تهلك هذه العصابة (الجماعة) فلن تعبد بعد اليوم"!
كل ما فتحه الإسلام بعد ذلك كان ثمرة من ثمار هذه المعركة.. وكل هذا النور الذي أشرق على العالمين إنما كان أصله ذلك الانتصار الأول!
هل تعلم: لماذا لن يبلغ أحدٌ أن يُحَصِّل أجر الصحابة؟
لأن كل أجور هؤلاء الناس في ميزان الصحابة أصلا.. فسائر المسلمين من أهل مصر ثم من ورائهم من بلاد المغرب والأندلس إنما هم في ميزان جيش الفتح الذي قاده عمرو بن العاص!
وسائر أهل الشام والعراق ومن وراءهم من أهل القوقاز وفارس وبلاد الترك إنما هم في ميزان جيوش الفتح التي قادها خالد وسعد وأبو عبيدة!
فهؤلاء الذين أصلوا النور إلى سائر هذه الشعوب هم أصل الخير، وفي ميزانهم حسنات سائر من اهتدى بسببهم!
وقد اختار الله لنا في عصور الضعف هذه مقاما من مقامات الصحابة ودرجة من درجات الفاتحين الكبار..
أنتَ تعلم بغير شك أن إسرائيل قد وُلِدت وهي تحلم أن تمتد من النيل إلى الفرات.. يضعون هذا في عَلَمِهم ويكتبونه في كتبهم وينحتونه شعارا على مبانيهم ومؤسساتهم!
وأما الآن، فإسرائيل تتخوف على نفسها من الفناء والتلاشي، وتعيش رعبا وسؤالا وجوديا عن أصل بقاء الدولة واستمرارها!
كيف تحول الحلم الكبير إلى هذا الشعور المريع؟!
ما كان ذلك إلا بهذه الدماء الغزيرة الغزيرة الغزيرة التي سالت وهي تقاوم هذا الجنون المجنون، وهذه الشراسة الشرسة، وهذا الحميم المحموم الذي تقذفه آلة الحرب الإسرائيلية، ومن ورائها آلة الحرب الصليبية!!
أنتَ تعلم أيضا أن إسرائيل وُلِدت وهي تحلم أن تدمر المسجد الأقصى وتقيم الهيكل في مكانه!!
لماذا هي الآن بعد أن ثلاثة أرباع القرن لم تستطع أن تفعل هذا؟! وصار غاية ما تفعل بعد هذه السنين أن تسمح باقتحامات محسوبة ومدروسة تجسّ بها نبض الواقع وتستشعر بها مدى سهولة الموضوع؟!
ما حصل هذا إلا بالمواكب العنيدة من المجاهدين الباسلين الفدائيين، الصابرين الصامدين العاملين الباذلين، الذين واصلوا الليل بالنهار حفرا في صخرة المستحيل، وغرسا في صحراء العجز، ولملمة في أشلاء الإمكانيات المتناثرة!!
هؤلاء الذين حفظوا الأقصى أن يُهْدَم، ومنعوا الهيكل أن يُبْنَى، ووقفوا حائط صد أسطوري أمام استعادة الصهاينة للقاهرة وعمان ودمشق وبيروت والرياض والمدينة المنورة وخيبر!!
هؤلاء الذين قد اصطفاهم الله بهذه المقامات الخالدة، وهذه الوقفات العظمى.. فاختار منهم الشهداء والجرحى، يبتليهم ويبتلينا معهم بالألم والمشقة، ثم يجزيهم عن هذا خير الجزاء وأوفاه وأجزله وأطيبه!
لو كُشِف للناس حجاب الغيب والآخرة لاختاروا الواقع راضين مرضيين!
لو أننا أصبحنا يوما وقد هُدِم الأقصى وبُنِي الهيكل لتمنى نصف المسلمين على الأقل (مليار من البشر) أن لو كانوا قد ماتوا وقُتِلوا ولم يُهدَم الأقصى!
ولو قد أصبحنا يوما وقد بلغت دولة الصهاينة مدينة نبينا -صلى الله عليه وسلم- فهدمت قبره وبعثت من جديد منازل بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع، لتمنى ثلاثة أرباع المسلمين على الأقل (مليارا ونصف المليار من البشر) أن لو كانوا قد ماتوا ولم يهدم قبر النبي ولم يصل هؤلاء إلى مدينته المنورة!
ولو قد أصبحنا وحامت طائرات الصهاينة فوق الكعبة تدكها أو تهدد بذلك، لتمنى المسلمون جميعا أن لو ماتوا قبل أن يشهدوا هذا وليحولوا دونه!!
أولئك الذين يموتون الآن هم اصطفاء الله من بين كل هذه الملايين.. هم صفوته من خلقه.. بهم يحفظ دينه وأمته، وبهم يقيم الحجة علينا وعلى الناس أجمعين!!
تتقطع قلوبنا وتسيل عيوننا عليهم، ولكننا لو مددنا البصر والتفكير قليلا لرأيناهم خطوط الدفاع الأولى عن الأقصى والمسرى وعن الأزهر الشريف وعن المدينة المنورة وعن البيت الحرام..
تتقطع قلوبنا الآن من الألم والضعف، وهو أهون من أن تتقطع قلوبنا من الألم والضعف ومن الحسرة والنكبة فوقهما حين نرى الشاشات تنقل لنا سقوط قبة الصخرة، وانهيار الجامع القبلي ونسف القباب والمآذن والصحن الشريف!!
نحن الآن نصيب منهم ويصيبون منا، ومع ذلك نردعهم ونوقفهم ونحطم أحلامهم ومخططاتهم، ونحفظ لأنفسنا بلادنا وعواصمنا ومقدساتنا المشرفة في بيت المقدس ومكة والمدينة.. ولولا ذلك، لكنا نموت من القهر والحسرة والألم والبكاء بلا فائدة ولا ثمرة!!
فأيهما خير لنا؟ وأيهما خير لأهلنا وإخواننا في غزة؟!
معركة صغيرة محدودة جرت في الطرف الغربي للجزيرة العربية، ما كان لأي نشرة إخبارية أن تنتبه إليها في وقتها، وما كان لأي مؤرخ أن يتوقف عندها في ذلك الوقت!
لكن ميزانها في السماء، ثم ميزانها في التاريخ بعد ذلك كان أعظم الميزان..
لقد كانت تلك هي المعركة التي حفظت نواة الإسلام، قلب الدولة الإسلامية، المعركة التي أعلنت ولادة قوة إقليمية في الحجاز يمكنه أن يقاتل وأن ينتصر!
تلك المعركة التي لو كانت قد انتهت بالهزيمة لانتهى شأن الإسلام كله.. وهو المعنى الذي يظهر في دعاء النبي وضراعته لربه "اللهم إن تهلك هذه العصابة (الجماعة) فلن تعبد بعد اليوم"!
كل ما فتحه الإسلام بعد ذلك كان ثمرة من ثمار هذه المعركة.. وكل هذا النور الذي أشرق على العالمين إنما كان أصله ذلك الانتصار الأول!
هل تعلم: لماذا لن يبلغ أحدٌ أن يُحَصِّل أجر الصحابة؟
لأن كل أجور هؤلاء الناس في ميزان الصحابة أصلا.. فسائر المسلمين من أهل مصر ثم من ورائهم من بلاد المغرب والأندلس إنما هم في ميزان جيش الفتح الذي قاده عمرو بن العاص!
وسائر أهل الشام والعراق ومن وراءهم من أهل القوقاز وفارس وبلاد الترك إنما هم في ميزان جيوش الفتح التي قادها خالد وسعد وأبو عبيدة!
فهؤلاء الذين أصلوا النور إلى سائر هذه الشعوب هم أصل الخير، وفي ميزانهم حسنات سائر من اهتدى بسببهم!
وقد اختار الله لنا في عصور الضعف هذه مقاما من مقامات الصحابة ودرجة من درجات الفاتحين الكبار..
أنتَ تعلم بغير شك أن إسرائيل قد وُلِدت وهي تحلم أن تمتد من النيل إلى الفرات.. يضعون هذا في عَلَمِهم ويكتبونه في كتبهم وينحتونه شعارا على مبانيهم ومؤسساتهم!
وأما الآن، فإسرائيل تتخوف على نفسها من الفناء والتلاشي، وتعيش رعبا وسؤالا وجوديا عن أصل بقاء الدولة واستمرارها!
كيف تحول الحلم الكبير إلى هذا الشعور المريع؟!
ما كان ذلك إلا بهذه الدماء الغزيرة الغزيرة الغزيرة التي سالت وهي تقاوم هذا الجنون المجنون، وهذه الشراسة الشرسة، وهذا الحميم المحموم الذي تقذفه آلة الحرب الإسرائيلية، ومن ورائها آلة الحرب الصليبية!!
أنتَ تعلم أيضا أن إسرائيل وُلِدت وهي تحلم أن تدمر المسجد الأقصى وتقيم الهيكل في مكانه!!
لماذا هي الآن بعد أن ثلاثة أرباع القرن لم تستطع أن تفعل هذا؟! وصار غاية ما تفعل بعد هذه السنين أن تسمح باقتحامات محسوبة ومدروسة تجسّ بها نبض الواقع وتستشعر بها مدى سهولة الموضوع؟!
ما حصل هذا إلا بالمواكب العنيدة من المجاهدين الباسلين الفدائيين، الصابرين الصامدين العاملين الباذلين، الذين واصلوا الليل بالنهار حفرا في صخرة المستحيل، وغرسا في صحراء العجز، ولملمة في أشلاء الإمكانيات المتناثرة!!
هؤلاء الذين حفظوا الأقصى أن يُهْدَم، ومنعوا الهيكل أن يُبْنَى، ووقفوا حائط صد أسطوري أمام استعادة الصهاينة للقاهرة وعمان ودمشق وبيروت والرياض والمدينة المنورة وخيبر!!
هؤلاء الذين قد اصطفاهم الله بهذه المقامات الخالدة، وهذه الوقفات العظمى.. فاختار منهم الشهداء والجرحى، يبتليهم ويبتلينا معهم بالألم والمشقة، ثم يجزيهم عن هذا خير الجزاء وأوفاه وأجزله وأطيبه!
لو كُشِف للناس حجاب الغيب والآخرة لاختاروا الواقع راضين مرضيين!
لو أننا أصبحنا يوما وقد هُدِم الأقصى وبُنِي الهيكل لتمنى نصف المسلمين على الأقل (مليار من البشر) أن لو كانوا قد ماتوا وقُتِلوا ولم يُهدَم الأقصى!
ولو قد أصبحنا يوما وقد بلغت دولة الصهاينة مدينة نبينا -صلى الله عليه وسلم- فهدمت قبره وبعثت من جديد منازل بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع، لتمنى ثلاثة أرباع المسلمين على الأقل (مليارا ونصف المليار من البشر) أن لو كانوا قد ماتوا ولم يهدم قبر النبي ولم يصل هؤلاء إلى مدينته المنورة!
ولو قد أصبحنا وحامت طائرات الصهاينة فوق الكعبة تدكها أو تهدد بذلك، لتمنى المسلمون جميعا أن لو ماتوا قبل أن يشهدوا هذا وليحولوا دونه!!
أولئك الذين يموتون الآن هم اصطفاء الله من بين كل هذه الملايين.. هم صفوته من خلقه.. بهم يحفظ دينه وأمته، وبهم يقيم الحجة علينا وعلى الناس أجمعين!!
تتقطع قلوبنا وتسيل عيوننا عليهم، ولكننا لو مددنا البصر والتفكير قليلا لرأيناهم خطوط الدفاع الأولى عن الأقصى والمسرى وعن الأزهر الشريف وعن المدينة المنورة وعن البيت الحرام..
تتقطع قلوبنا الآن من الألم والضعف، وهو أهون من أن تتقطع قلوبنا من الألم والضعف ومن الحسرة والنكبة فوقهما حين نرى الشاشات تنقل لنا سقوط قبة الصخرة، وانهيار الجامع القبلي ونسف القباب والمآذن والصحن الشريف!!
نحن الآن نصيب منهم ويصيبون منا، ومع ذلك نردعهم ونوقفهم ونحطم أحلامهم ومخططاتهم، ونحفظ لأنفسنا بلادنا وعواصمنا ومقدساتنا المشرفة في بيت المقدس ومكة والمدينة.. ولولا ذلك، لكنا نموت من القهر والحسرة والألم والبكاء بلا فائدة ولا ثمرة!!
فأيهما خير لنا؟ وأيهما خير لأهلنا وإخواننا في غزة؟!
لو قد مددنا البصر والتفكر لتمنينا جميعا أن نكون في مكانهم وأن يصطفينا الله في معركتهم كما اصطفاهم.. ثم لسعينا بكل سبيل نحو إغاثتهم وإمدادهم وتوسيع نطاق المعركة لإنقاذهم ودعمهم، ولانطلقنا نحاول أن نضرب في أي مكان وفي كل مكان، كل رأس وكل هدف وكل عدو يحاصرهم ويتآمر عليهم.
إن هذا الموكب الممتد من الشهداء والمصابين يقومون الآن في عصرنا مقام الصحابة الفاتحين.. فالأولون أوصلوا النور إلى العالمين، وهؤلاء يمنعون الشرور ويحولون دون الانهيار ويحفظون على المسلمين دينهم وإيمانهم وبلادهم وعواصمهم ومقدساتهم!
أجرٌ عظيم فوق الخيال لا يعرفه ولا يقدره لهم إلا رب العالمين.. علام الغيوب!
تلك هي المقامات الباقية على طول الزمان، بل الباقية بعد انتهاء الزمان.. فبها يجازي الله أهلها يوم القيامة أحسن الجزاء وأوفاه!
وهذا هو شأن عظمتهم في الدنيا.. فلو قد كشف عنا الحجاب ورأينا ما هم فيه من نعيم الآخرة ومسارح الجنان وفنون اللذات.. لتمنينا أن نكون مكانهم!
وقد أخبرنا نبينا أنه ما من مسلم دخل الجنة ويتمنى أن يرجع منها إلى الدنيا إلا الشهيد.. فهو وحده الذي يتمنى أن يعود ليُقتل من جديد، لما يرى من الكرامة والنعيم.
لقد طلقنا زمان الهزيمة الذي قال فيه شاعرهم:
قد استرد السبايا كل منهزم .. لم يبق في أسرها إلا سبايانا
وما رأيت سياط الظلم دامية .. إلا رأيت عليها لحم قتلانا
وما نموت على حد الظبا أنفا .. حتى لقد خجلت منا منايانا
بل الآن ننشد:
فإذا شهيد في المسيرة قد مضى .. والثأر في أعماقه لم يشتفِ
لحق الأباة بركبه وتنافسوا .. والكل -حب في الإله- له وفي
فعلى خطى الأبطال من شهدائنا .. تمضي المواكب والزحوف ونقتفي
فإذا الليالي أظلمت من حولنا .. كنا الشموس ولم نغب أو نختفي
إن هذا الموكب الممتد من الشهداء والمصابين يقومون الآن في عصرنا مقام الصحابة الفاتحين.. فالأولون أوصلوا النور إلى العالمين، وهؤلاء يمنعون الشرور ويحولون دون الانهيار ويحفظون على المسلمين دينهم وإيمانهم وبلادهم وعواصمهم ومقدساتهم!
أجرٌ عظيم فوق الخيال لا يعرفه ولا يقدره لهم إلا رب العالمين.. علام الغيوب!
تلك هي المقامات الباقية على طول الزمان، بل الباقية بعد انتهاء الزمان.. فبها يجازي الله أهلها يوم القيامة أحسن الجزاء وأوفاه!
وهذا هو شأن عظمتهم في الدنيا.. فلو قد كشف عنا الحجاب ورأينا ما هم فيه من نعيم الآخرة ومسارح الجنان وفنون اللذات.. لتمنينا أن نكون مكانهم!
وقد أخبرنا نبينا أنه ما من مسلم دخل الجنة ويتمنى أن يرجع منها إلى الدنيا إلا الشهيد.. فهو وحده الذي يتمنى أن يعود ليُقتل من جديد، لما يرى من الكرامة والنعيم.
لقد طلقنا زمان الهزيمة الذي قال فيه شاعرهم:
قد استرد السبايا كل منهزم .. لم يبق في أسرها إلا سبايانا
وما رأيت سياط الظلم دامية .. إلا رأيت عليها لحم قتلانا
وما نموت على حد الظبا أنفا .. حتى لقد خجلت منا منايانا
بل الآن ننشد:
فإذا شهيد في المسيرة قد مضى .. والثأر في أعماقه لم يشتفِ
لحق الأباة بركبه وتنافسوا .. والكل -حب في الإله- له وفي
فعلى خطى الأبطال من شهدائنا .. تمضي المواكب والزحوف ونقتفي
فإذا الليالي أظلمت من حولنا .. كنا الشموس ولم نغب أو نختفي
في سطرٍ منزوٍ لا يكاد يُلْتَفَت إليه من مذكرات الحاج أمين الحسيني، يروي أنه اعتصم بالمسجد الأقصى حين كان مُطاردًا مطلوبا للسلطات الإنجليزية التي كانت تحتل فلسطين، ولأن المسجد الأقصى ذا قدسية دينية فقد بقيت القوات الإنجليزية تحاصر أسوار القدس تحاصر المسجد الأقصى دون أن تقتحمه، وظل هذا الوضع لثلاثة أشهر.. ثم تفتقت العقلية الإنجليزية عن حل آخر؛ جاءوا بقوة عسكرية من مسلمي الهند (التابعين للجيش الإنجليزي) لاقتحام الأقصى والقبض على الحسيني ومن معه من المجاهدين.
https://aja.ws/pbpsxy
في حال الحجب، هذا رابط بديل، وفيه النص الكامل للمقال:
https://melhamy.blogspot.com/2023/11/blog-post_6.html
https://aja.ws/pbpsxy
في حال الحجب، هذا رابط بديل، وفيه النص الكامل للمقال:
https://melhamy.blogspot.com/2023/11/blog-post_6.html
الجزيرة
هل أتاك نبأ الكتيبة المسلمة التي كادت تقتحم الأقصى؟
المحتل الأجنبي لا تنقصه العداوة ولا الإجرام إلا أنه يتورع عن انتهاك المقدسات خشية أن يكون انتهاكه هذا مثيرا لمشاعر الشعوب..
سأغسل عني العار بالسيف جالبا .. عليّ قضاء الله ما كان جالبا
فإن تهدموا بالغدر داري فإنها .. تراثُ كريمٍ لا يبالي العواقبا
إذا همَّ لم تردع عزيمة همِّه .. ولم يأتِ ما يأتي من الأمر هائبا
إذا همَّ ألقى بين عينيْه عزمه .. ونَكَّب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يسْتَشِر في رأيه غير نفسه .. ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا
فإن تهدموا بالغدر داري فإنها .. تراثُ كريمٍ لا يبالي العواقبا
إذا همَّ لم تردع عزيمة همِّه .. ولم يأتِ ما يأتي من الأمر هائبا
إذا همَّ ألقى بين عينيْه عزمه .. ونَكَّب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يسْتَشِر في رأيه غير نفسه .. ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا
تثبت التجربة أن الأحداث خير مُعَلِّم..
والله إن الحدث ليأتي فإذا الفكرة التي كنا ننحت الصخر في توصيلها دهرا تبدو -في ظل الحدث- واضحة كأنها الشمس!
والله إن الحدث يأتي فإذا الفكرة التي كنا ننحت الصخر في حربها تبدو -في ظل الحداث المواتي- كأنها تتبخر رمادا!
وفي القرآن الكريم دليل على هذا، كقوله تعالى {وإذا مسَّكم الضرُّ في البحر ضلَّ من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البرّ أعرضتم، وكان الإنسان كفورا}
ولقد والله جلستُ مع أناس ما كنتُ أجرؤ على أن أقول ما في نفسي وأحاول التمهيد والتهيئة له بالمقدمات والمداخل، ثم ننصرف فلا نتفق، وفي النفوس ما فيها!
فإذا جاء الحدث رأيتُه يسبق ما كنتُ أقول، ويريد أن يحملني معه على ما أحسبه أنا من الغلو!
أكتب هذه المقدمة لأني أريد أن أقول شيئا عظيم الأهمية..
إن الأفكار التي نحملها الآن، أو التي تكشفت لبعضنا الآن، في ظل الواقعة الكاشفة #طوفان_الأقصى يجب أن تبقى حية واضحة نابضة، لا نحتاج بعد زمان إلى إعادة مناقشتها أو إلى الاختلاف حولها من جديد!!
وكما جاء في الآية المذكورة، فإن الضلال والشر كامن فيما يمكن أن نسميه "النسيان"، أو "تجاوز التجربة".. كهذا الذي تذكر الله عند الشدة والغرق، فلما نجا إلى البر نسي وأعرض..
والخاسر في هذا هو نحن.. فنحن الذين ندفع الثمن.. اسمع إلى قول الله تعالى {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}.. والآن، اقرأها بقلبك في الآية كلها:
{هو الذي يسيركم في البحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان، وظنوا أنهم أُحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين *
فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق. يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم. متاع الحياة الدنيا}
نحن الخاسرون إذا نسينا، وإذا مرت بنا التجارب فعدنا بعدها كأن لم تكن..
الآن، أريد أن أقول بوضوح:
نحن الآن في مأساة غزة نرى ونشعر بأقسى وأقصى شعور ماذا يعني أن يحكمنا الخونة.. غزة تذبح ذبحا، ومشاهدها تنقل على الهواء مباشرة، ولا يستطيع شعب مصر ولا شعب الأردن أن يدخلوا إلى غزة قشة، ولا أن يرفعوا عنها قنبلة، بل ولا يسمح النظام المصري بدخول مصريين من غزة إلى مصر إلا بإذن الصهاينة..
نحن الآن نشعر -لسنا نعرف فحسب- معنى أن تكون جيوشنا بلا فائدة ولا قيمة لنا.. بل كل فائدتها وقيمتها هي لعدونا.. أسلحة مكدسة وصفقات خيالية ومزايا ورواتب هائلة.. كلها دفعناها من أموالنا ودمائنا.. ثم ها هي تحرس العدو وتكبل الناس.. جيوش صُنِعت لقتلنا وحصار إخواننا وتنفيذ سياسة عدونا!
نحن الآن نحس ونلمس ونكتوي معنى أن تُذِلَّ إسرائيل كل المجال المحيط بها، بل كيف يتآمرون معها على إخواننا ويحثونها على سرعة القضاء على المقاومة!!
الخلاصة.. هذا الشعور الذي نلمسه بالدماء الآن، ونتذوق طعمه بالدماء، ويملأ صدورنا وقلوبنا قهرا.. يجب ألا ننساه أبدا.. يجب ألا نستهين بشأن الحكم والسياسة والسلطة.. ولا أن نستهين بالأراذل الأسافل الأوساخ الذين يؤيدون حكم هؤلاء المجرمين الطغاة الخونة.. أولئك الذين سيدعون إلى انتخابهم أو إلى مبايعتهم أو إلى الحفاظ على عروشهم.
وهذا الكلام يشمل حركة حماس نفسها، وقياداتها التي تستسهل مجاملة الخونة بداية من عباس وانتهاء بالسيسي.. ولقد شهدتُ أحدهم يذكر السيسي مرة فيراه "ديكتاتورا وطنيا" ويدعو بعض معارضيه إلى التماس المصالحة معه!!
إن تلميع الخونة والعملاء ندفع ثمنه من الدماء.. فالخونة لا يؤثر فيهم التلميع بل يستغلونه.. وهذه الضفة الغربية ثم الدول العربية كلها، ما نفعت مجاملة الخونة فيها شيئا.. بل كانت هذه المجاملات من أدوات الخونة لترسيخ سلطتهم، وفوقها جرعة كبيرة من تشويه الوعي.
حتى حركة حماس نفسها يجب أن تراجع سياسة المجاملة التي درجت عليها، ولتعد تقييمها، ولتنظر: من استفاد منها أكثر من الآخر.
إن المشاعر ستهدأ، تلك طبيعة البشر.. سواء ستهدأ لهدوء وتيرة الحرب، أو ستهدأ بفعل التعود عليها.. ولكن الضلالة والشر هو في نسيان التجربة والغفلة عن الحقائق المكتشفة!!
إن بقاء الأنظمة الخائنة هو بقاؤنا جميعا في العجز والقهر والذلة والتخلف، هو البقاء دائما في وضع المذبوح والمقتول والمقصوف والمشرد، هو الخسارة الفادحة التي دفعناها في حروب سابقة، وفي هذه الحرب، وفي الحروب القادمة كذلك.
لنتخيل كيف كان سيحدث لو كانت غزة تخوض هذه الحرب وحولها أنظمة وطنية مخلصة للعروبة والإسلام!! لنتخيل ثم لنتبيَّن حجم الفارق الضخم والتحول المهول!!
ثم لنُخَزِّن هذا التصور وهذا الشعور في الذاكرة، ذاكرة العقل وذاكرة القلب معا.. ولنحرص على بقاء هذا الشعور حيا.. لكي نعرف حجم الجريمة والخيانة التي سيرتكبها جميع من يساند هذه الأنظمة ولو بكلمة!
والله إن الحدث ليأتي فإذا الفكرة التي كنا ننحت الصخر في توصيلها دهرا تبدو -في ظل الحدث- واضحة كأنها الشمس!
والله إن الحدث يأتي فإذا الفكرة التي كنا ننحت الصخر في حربها تبدو -في ظل الحداث المواتي- كأنها تتبخر رمادا!
وفي القرآن الكريم دليل على هذا، كقوله تعالى {وإذا مسَّكم الضرُّ في البحر ضلَّ من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البرّ أعرضتم، وكان الإنسان كفورا}
ولقد والله جلستُ مع أناس ما كنتُ أجرؤ على أن أقول ما في نفسي وأحاول التمهيد والتهيئة له بالمقدمات والمداخل، ثم ننصرف فلا نتفق، وفي النفوس ما فيها!
فإذا جاء الحدث رأيتُه يسبق ما كنتُ أقول، ويريد أن يحملني معه على ما أحسبه أنا من الغلو!
أكتب هذه المقدمة لأني أريد أن أقول شيئا عظيم الأهمية..
إن الأفكار التي نحملها الآن، أو التي تكشفت لبعضنا الآن، في ظل الواقعة الكاشفة #طوفان_الأقصى يجب أن تبقى حية واضحة نابضة، لا نحتاج بعد زمان إلى إعادة مناقشتها أو إلى الاختلاف حولها من جديد!!
وكما جاء في الآية المذكورة، فإن الضلال والشر كامن فيما يمكن أن نسميه "النسيان"، أو "تجاوز التجربة".. كهذا الذي تذكر الله عند الشدة والغرق، فلما نجا إلى البر نسي وأعرض..
والخاسر في هذا هو نحن.. فنحن الذين ندفع الثمن.. اسمع إلى قول الله تعالى {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}.. والآن، اقرأها بقلبك في الآية كلها:
{هو الذي يسيركم في البحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان، وظنوا أنهم أُحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين *
فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق. يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم. متاع الحياة الدنيا}
نحن الخاسرون إذا نسينا، وإذا مرت بنا التجارب فعدنا بعدها كأن لم تكن..
الآن، أريد أن أقول بوضوح:
نحن الآن في مأساة غزة نرى ونشعر بأقسى وأقصى شعور ماذا يعني أن يحكمنا الخونة.. غزة تذبح ذبحا، ومشاهدها تنقل على الهواء مباشرة، ولا يستطيع شعب مصر ولا شعب الأردن أن يدخلوا إلى غزة قشة، ولا أن يرفعوا عنها قنبلة، بل ولا يسمح النظام المصري بدخول مصريين من غزة إلى مصر إلا بإذن الصهاينة..
نحن الآن نشعر -لسنا نعرف فحسب- معنى أن تكون جيوشنا بلا فائدة ولا قيمة لنا.. بل كل فائدتها وقيمتها هي لعدونا.. أسلحة مكدسة وصفقات خيالية ومزايا ورواتب هائلة.. كلها دفعناها من أموالنا ودمائنا.. ثم ها هي تحرس العدو وتكبل الناس.. جيوش صُنِعت لقتلنا وحصار إخواننا وتنفيذ سياسة عدونا!
نحن الآن نحس ونلمس ونكتوي معنى أن تُذِلَّ إسرائيل كل المجال المحيط بها، بل كيف يتآمرون معها على إخواننا ويحثونها على سرعة القضاء على المقاومة!!
الخلاصة.. هذا الشعور الذي نلمسه بالدماء الآن، ونتذوق طعمه بالدماء، ويملأ صدورنا وقلوبنا قهرا.. يجب ألا ننساه أبدا.. يجب ألا نستهين بشأن الحكم والسياسة والسلطة.. ولا أن نستهين بالأراذل الأسافل الأوساخ الذين يؤيدون حكم هؤلاء المجرمين الطغاة الخونة.. أولئك الذين سيدعون إلى انتخابهم أو إلى مبايعتهم أو إلى الحفاظ على عروشهم.
وهذا الكلام يشمل حركة حماس نفسها، وقياداتها التي تستسهل مجاملة الخونة بداية من عباس وانتهاء بالسيسي.. ولقد شهدتُ أحدهم يذكر السيسي مرة فيراه "ديكتاتورا وطنيا" ويدعو بعض معارضيه إلى التماس المصالحة معه!!
إن تلميع الخونة والعملاء ندفع ثمنه من الدماء.. فالخونة لا يؤثر فيهم التلميع بل يستغلونه.. وهذه الضفة الغربية ثم الدول العربية كلها، ما نفعت مجاملة الخونة فيها شيئا.. بل كانت هذه المجاملات من أدوات الخونة لترسيخ سلطتهم، وفوقها جرعة كبيرة من تشويه الوعي.
حتى حركة حماس نفسها يجب أن تراجع سياسة المجاملة التي درجت عليها، ولتعد تقييمها، ولتنظر: من استفاد منها أكثر من الآخر.
إن المشاعر ستهدأ، تلك طبيعة البشر.. سواء ستهدأ لهدوء وتيرة الحرب، أو ستهدأ بفعل التعود عليها.. ولكن الضلالة والشر هو في نسيان التجربة والغفلة عن الحقائق المكتشفة!!
إن بقاء الأنظمة الخائنة هو بقاؤنا جميعا في العجز والقهر والذلة والتخلف، هو البقاء دائما في وضع المذبوح والمقتول والمقصوف والمشرد، هو الخسارة الفادحة التي دفعناها في حروب سابقة، وفي هذه الحرب، وفي الحروب القادمة كذلك.
لنتخيل كيف كان سيحدث لو كانت غزة تخوض هذه الحرب وحولها أنظمة وطنية مخلصة للعروبة والإسلام!! لنتخيل ثم لنتبيَّن حجم الفارق الضخم والتحول المهول!!
ثم لنُخَزِّن هذا التصور وهذا الشعور في الذاكرة، ذاكرة العقل وذاكرة القلب معا.. ولنحرص على بقاء هذا الشعور حيا.. لكي نعرف حجم الجريمة والخيانة التي سيرتكبها جميع من يساند هذه الأنظمة ولو بكلمة!