قناة: محمد إلهامي
96.2K subscribers
2.03K photos
120 videos
99 files
3.19K links
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
Download Telegram
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
واحدة من أكثر الأفكار التي تبدو لي حقيقة ناصعة كالشمس، ومع ذلك أجد صعوبة في توصيلها، ويستغربها الكثيرون إذا قلتُها هي:

هذه النظم الحاكمة في بلادنا العربية مجرد واجهات للاحتلال الأجنبي، وأنها لا تبقى مسيطرة إلا بهذا الدعم الأجنبي الكامل لها، وإذا تهددت، انهمرت إليها وسائل الدعم الأجنبي من خبراء أمنيين وعسكريين ومن مبعوثين سياسيين، وإذا أخفق هؤلاء جميعا فإن الدول الغربية تنزل بجيوشها لكي تحول دون سقوط الأنظمة التابعة لها.

حدث هذا لأول مرة في الثورة العرابية، حيث نزلت قوات الاحتلال الإنجليزي لتحول دون نجاح الثورة المصرية وإسقاط نظام أسرة محمد علي، وظلت سبعين سنة في مصر، حتى خرجت تحت ضغط الأمريكان الذين كانوا قد صنَّعوا النظام العسكري الحالي.. ولا يزال يحدث ذات الأمر حتى لحظتنا هذه، والثورة السورية خير شاهد ودليل!

فمع أن نظام بشار يزعم أنه نظام مقاومة ومعاداة لإسرائيل، فقد سمحت إسرائيل والأمريكان بكل الدعم للحيلولة دون سقوطه، سمحوا له بإدخال المقاتلين الشيعة من كل العالم، ولما عجزوا سمحوا بدخول الجيش الإيراني.

(وتأمل في هذه اللحظة الخطيرة: فرغم كل العداء الإيراني - الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن اتفاقهم على بقاء بشار كان موضع اتفاق اقتربت به القوات الإيرانية من حدود إسرائيل دون أن تُمَسّ.. فلما تحقق لهم بقاء النظام عادت إسرائيل تقصف القوات الإيرانية في سوريا، دون أي رد من إيران).

ولما عجز الجيش الإيراني سمحوا بنزول الجيش الروسي.. ولو عجز الروس لجاء الأمريكان بأنفسهم!!

لهذا، فإن العلامة الحقيقة على نجاح أي ثورة في عالمنا العربي هو نزول قوات الاحتلال!!

ورغم أن هذه الحقيقة قد عاشتها أوطاننا تاريخا وواقعا، وهو تاريخ وواقع ندفع ثمنه بالأرواح والدماء، إلا أن حجم الصدمة الكبير يجعل الكثيرين يفزعون إلى الإنكار، ربما خوفا من ضخامة المعركة، أو حفاظا على المكاسب الوقتية، فإن هذه الحقيقة لا يسمح بتردادها في وسائل الإعلام، وهي موضع اتفاق بين الأنظمة العربية وإن اختلفت في ملفات أخرى.. فلهذا يسكت عنها حتى المقتنع بها حفاظا على مكاسبه ومصالحه المباشرة.

فماذا يكون الثمن المدفوع؟

الثمن أن ينشأ جيل جديد مرة أخرى يحسب أن هذه الأنظمة، أنظمة وطنية حقيقية، وأن مشكلتها مع الشعوب هي مشكلة فساد أو مشكلة فروق في التوقيت أو مشكلة اختلاف في وسائل النهوض... إلى آخره، وليست مشكلة خيانة وعمالة وحرب على الدين والناس والأخلاق والموارد.. وتعيش هذه الخدعة زمنا طويلا حتى يذوق الجيل المخدوع نفس ما ذاقه الجيل السابق المذبوح! ولربما استفاد من الدرس، ولكن: ربما فاتته الفرصة أيضا.. ونظل في الدائرة السوداء المغلقة!!

جدَّد هذه الأحزان مرة أخرى، ما ينشره الأخ الصديق الباحث أحمد مولانا، من مذكرات نتنياهو.. فقد جاءت فيها هذه العبارة الكاشفة الفاضحة، يقول نتنياهو:

"لقد أكدت له أن بقاء المملكة الأردنية الهاشمية بمثابة مصلحة حيوية لإسرائيل، ولو اقتضى الأمر، فسننزل بجيوشنا للحيلولة دون سقوطها"

وهكذا لم يعد الأمر مجرد تاريخ نقرؤه بعد فوات الوقت، بل صار واقعا نقرؤه في مذكرات الساسة!! ليس الساسة السابقين الذين انقضت مهماتهم ويخبروننا بتجاربهم، بل الساسة الذين لا زالوا على رأس عملهم حتى اللحظة!

لقد بلغ العجز منا مبلغا يجعل العدو لا يستحيي أن يكشف لنا عملاءه دون تردد، وبالعبارات الصريحة المتجردة من كل أسلوب تلميحي أو غلاف دبلوماسي!

وبلغت الذلة والفجاجة بـ "زعمائنا" العرب أن يُنشر هذا عنهم، وهم لا اعتراض ولا استحياء ولا شعور بالمهانة.. نوع صفيق وضيع من العمالة لا يأبه فيه السيد بفضح عبده أمام من يرونه ملكا!!

فهل يا ترى سنُخْدَع من جديد؟

وما جزاء الذين يخدعوننا، وهم من أنفسنا، ويحاولون الترويج بأن هذه أنظمة وطنية تعمل لصالح الناس والبلد؟!!
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
كثير من الدماء التي تسفك اليوم هي نتيجة لتقاعس أحدهم يوم أنشئت إسرائيل!

وكثير من الدماء التي ستسفك غدا ستكون نتيجة تقاعس أحدنا في معركته هذا اليوم!

سنفاجأ يوم القيامة بأن التقصير الذي وقع منا في معركة ما قد ترتبت عليه خسائر فادحة لأجيال وأجيال قادمة، مثلما نشعر نحن اليوم بالوطأة الشديدة والتكلفة الفادحة التي ورثناها من أجيالٍ راحلة تركت لنا ميراثا ثقيلا من الطغيان والاحتلال والهيمنة الصهيوصليبية علينا.

الكلمة، الدرهم، الجهد.. (وكل إنسان أدرى بوسعه وطاقته وإمكانياته!) هي وسيلتنا للنجاة يوم القيامة.. وللنجاة أيضا من لعنات أبنائنا وأحفادنا.

إننا بجهدنا الآن ننقذ أنفسنا من عذاب الله، وننقذ أبناءنا من عذاب الصهاينة والمحتلين والطغاة والمجرمين في الدنيا قبل الآخرة!
مع كل هذا الفجور والدموية والسحق الشنيع، فإن السؤال الذي ينفجر في ذهن كل مخلص ومهموم، بل في ذهن كل إنسان: ألا يستطيع أحد إيقاف إسرائيل؟

يؤسفني أن أخبرك أن هذا ليس هو السؤال الصحيح. السؤال الصحيح هو: هل يرغب أحد في إيقاف إسرائيل؟!

إذا أنت أخرجت نفسك من شعور المسلمين، وحاولت أن تنظر إلى الأمر بعيون رجال نظام عربي، سترى الأمر على نحو مختلف تماما!

لئن كانت كتائب القسام قد سددت إلى إسرائيل صفعة مدوية وأوقعت بها فضيحة تاريخية.. فنفس هذه الصفعة قد تلقتها الأنظمة العربية مضاعفة عشر مرات على الأقل!

لقد أثبت هؤلاء القساميون بالحقيقة والواقع أن الجيوش العربية مجرد عصابات مرتزقة تشرب أموالنا ودماءنا وتأكل لحومنا وعظامنا بلا أدنى فائدة.

أولئك المسلحون بتسليح خفيف، والمحبوسون في حصار خانق، منذ 16 عاما، الذين لما حوصروا حفروا الأنفاق، فلما هدمت الأنفاق بحثوا تحت الأرض وفي جوف البحر حتى استخرجوا مواسير المستوطنات المهجورة وذخائر سفينة غارقة منذ الحرب العالمية الأولى، ليصنعوا منها أجسام الصواريخ والقذائف!!

إذا كان هؤلاء في كل هذا الحصار، وبهذه الإمكانيات الضئيلة استطاعوا أن يقتحموا عِرض الجيش الإسرائيلي ويجعلوا منه أضحوكة.. فكيف هي الآن صورة هذه الجيوش ذات الميزانيات المليارية وصفقات التسليح الخيالية والأكوام المتكومة من الذخائر والأسلحة والعتاد والرجال؟!!

صدقني: حين تنظر إلى الأمر من وجهة نظر سياسي عربي، سترى أن أمنيته الكبرى الآن هي أن تنهار حماس وتسحق القسام وتسيل الدماء الغزية أنهارا، ليكون ذلك كله عبرة للجميع.. لكي ينتهي هذا القطاع المعضلة الذي ينتج لهم حين فضيحة لا تصيب إسرائيل بقدر ما تصيبهم أضعافا مضاعفة!

يتذكر الجميع رواية العميان الذين تآمروا لكي يقتلعوا العين الوحيدة لهذا الأعور، ليكونوا سواء.. أو رواية العاهرات اللاتي اجتمعن لإيقاع الطاهرة الوحيدة بقريتهن في الفاحشة لأن مجرد وجودها يفضحهن!

هذا حال الأنظمة مع حركات المقاومة، ومع تجارب التحرر.. ولهذا فما إن تلمع تجربة تحرر في أي مكان إلا كانوا في طليعة دافنيها، من الشام إلى العراق إلى أفغانستان إلى الصومال إلى المغرب العربي!

غزة الآن تدفع ثمن الضعف العام للأمة.. مثلما يدفعه الآن معها أهل الشام، ومن قبلهم دفعه أهل العراق وأفغانستان والتركستان والأراكان وغيرهم وغيرهم!

وما من حل إلا إذا تأملنا وعملنا بقول الله تعالى {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}، وقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}
نحن في معركة أحزاب حقيقية؛ نقاتل العدو الصهيوني وبريطانيا والولايات المتحدة وذيولهم في المنطقة.

والظن الكريم بالله أن يشتتهم ويفرق جمعهم ويحبط كيدهم وينصرنا عليهم كما نصر نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته من قبل.
وقفة في بشائر #طوفان_الأقصى

هذا الطوفان الدموي الذي تقترفه إسرائيل في غزة دليلٌ على قوة الصدمة، فالثور الهائج الذي طُعِن من حيث لا يحتسب طعنة غزيّة ماجدة يحاول أن يبحث عن أي "مشهد" يستردّ به كرامته المسكوبة المبعثرة!

هذا الهياج الفوضوي هو بحد ذاته نوعٌ من البشرى، فالضربات العمياء لا تغير كثيرا من موازين القوى.. ولكن، ومع كل الألم الذي يقع علينا، أحب أن ألفت النظر إلى بعض ما يمثل نقاط قوة لنا ونقاط ضعف لدى العدو:

أولا: الجبهة الداخلية المعرضة للانهيار لدى العدو، وذلك بسبب:

1- الصدمة النفسية المروعة من هذا الاجتياح، وهي الصدمة التي تصيب العسكريين والسياسيين على حد سواء.

2- العدد الكبير من القتلى العسكريين، وكلهم من فرقة غزة، الذين هم خبراء هذا الملف.. فخسارتهم بحد ذاتها خسارة فادحة، ثم إن خسارتهم في أثناء حرب مع غزة هي خسارة مضاعفة.

3- العدد الكبير ممن يحملون جنسية أخرى بخلاف الجنسية الإسرائيلية، وهو ما يجعل بديل الهروب والانسحاب والهجرة قريبا ومتاحا وممكنا.

4- الحالة الديمقراطية القوية التي تتمتع بها إسرائيل، ومهما كان الموقف الآن من الديمقراطية، ففي الواقع أنها في لحظات الحروب تكون عيبا قاتلا.. وما لم تكن القيادة قوية جدا فإن الحالة الديمقراطية تشلُّها. ومن يتابع الإعلام الإسرائيلي يجد مجتمعا منقسما بشدة تجاه التصرف الصحيح في شأن غزة، وهو الانقسام الذي سيزداد ويتشعب كلما طالت المعركة.

5- المجتمع الإسرائيلي نفسه، المنقسم على نفسه، والحافل بالمشكلات البينية، فمن لم يكن مؤمنا بالله وبقوله تعالى {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}، فليقرأ بعض الدراسات المنشورة والوثائقيات عن هذا المجتمع الذي يظهر كجسد واحد، بينما هو مشدود بالكثير من الروابط الطبية والرُّقع التجميلية.

يجب أن نتذكر دائما أن الحروب الإسرائيلية كانت سريعة وخاطفة طوال تاريخها، بل إن سعد الشاذلي بنى خطة أكتوبر كلها على أن المجتمع الإسرائيلي لا يطيق الحرب الطويلة اقتصاديا واجتماعيا..

ولو قارنا الآن بين المجتمع الإسرائيلي قبل خمسين سنة، وبينه الآن، فالعوامل الأساسية تدفع باتجاه إلى أن المجتمع الآن أضعف بكثير مما كان عليه:

أ. فالمجتمع الإسرائيلي صورة من المجتمع الغربي الذي تنهشة الفردانية والشهوانية والإباحية بأضعاف مما كان قبل نصف قرن، وهذا يضعف إرادة الحرب وعناصرها.

ب. والمجتمع الإسرائيلي الآن هو الجيل الثالث والرابع، بينما الذين حاربوا في 1973 كانوا بقية الجيل الأول والثاني.. ومن حقائق الاجتماع أن الأجيال التالية التي نشأت في الاستقرار والتمكن أضعف بكثير من أجيال المؤسسين.

ثانيا: الحالة غير المواتية إقليميا، رغم ما يظهر من سعادة الجميع ودعمهم بهذا الانتقام الإسرائيلي، وذلك بسبب:

6- الثورات التي لم تضع أوزارها بعد، والتي ما زال طيفها يداعب خيال الشعوب عند كل حدث، وإذا كانت حركة الشعوب العربية تنتقل سريعا بالعدوى، فالقضية الفلسطينية من أكثر ما يثير هذه المشاعر، فاشتعال الشوارع أمر غير مضمون، وهو أيضا غير مأمون.

7- ما زالت أنظمة الثورة المضادة تعاني من عدم الاستقرار والتمكن، لا سيما نظام #السيسي في مصر، وهي قلب العالم الإسلامي وحجر الزاوية في قضية غزة وفلسطين. والشعب المصري لديه كل الأسباب التي ترشحه لانتفاضة جديدة، بل في داخل نظام السيسي أجنحة تستعلن بالوقوف ضده. ومثل هذه الأوضاع لا يُضمن اشتعالها مع أية شرارة. أو حتى إذا أصابَ أحدَهم شيء من يقظة ضمير أو نشوة طموح!

8- الضربة التي تعرض لها مشروع التطبيع بحرب 7 أكتوبر 2023، مما سيحمل الجميع على التباطؤ أو التأجيل لخطوات سريعة وعلنية في هذا المسار.. ومع كثرة الدماء سيزداد الحرج والقلق في أروقة هذه الأنظمة في استئناف هذا المسار "علانية".

9- انعدام البديل لمن يرث الحكم في غزة، فلا دحلان صار يملك أن يكون بديلا، ولا عباس يستطيع أن يطأ غزة بقدمه، ولا السيسي بقادر على أن يعيد نظام الإدارة المصرية في غزة.. وهذا كله يجعل المشكلة العويصة قائمة في الوصول إلى حل في غزة. وفي اللحظة التي يُفقد فيها تحديد الهدف الاستراتيجي تنتهي الحرب بلا كثير تغيير في معادلة الحرب.. ويخرج الأقوى فاشلا ومهزوما مع أنه سفك الكثير من الدماء، تماما مثلما حدث للأمريكان والتحالف الدولي في أفغانستان.

كذلك فإن نقاش البديل يثير مشكلات في صف الحلفاء، بين الحلول نفسها، وبين البدلاء الذين ينفذون هذه الحلول.. وهذا أمر كلما طال تفسخت التحالفات.

لهذا كله، فمن مصلحة أنظمة الإقليم انتهاء الحرب سريعا، حتى لو أنهم تمنوا أن تزول حماس بالكلية!

ثالثا: الحالة غير المواتية دوليا لاستمرار الحرب، وهنا 3 أسئلة:

10- هل يريد الأمريكان أو يقبلون اشتعال حرب جديدة في الشرق الأوسط؟
الإجابة كما تبدو حتى الآن: لا. ولهذا تشدد التصريحات الأمريكية منذ اللحظة الأولى على "ألا يحاول أحد استغلال هذه الأوضاع".. بل إن مواقف متقدمة لروسيا والصين في هذا الملف حتى الآن، تثير مزيدا من المشكلات، وترشح الملف لتدخلات جديدة..

فإذا كان الأمريكان، كما كان يبدو، تريد أن تهدئ من ملف الشرق الأوسط زمنا لتعالج مشكلة الصين.. فليس من مصلحتهم الآن اشتعال الشرق الأوسط من جديد، خصوصا مع الوضع الهش القابل للاشتعال في عدد من بلدان الشرق الأوسط.

لو صدقت هذه القراءة فسيكون الأمريكان من أنصار نهاية سريعة للحرب، لكن يظل السؤال: كيف تكون النهاية التي تحفظ كرامة الجيش الإسرائيلي المسفوكة؟ وتعيد حماس إلى مربع أقل وأضعف مما كانت عليه يوم 6 أكتوبر 2023م.

11- هل تتحمل أوروبا حربا أخرى إلى جوار حرب أوكرانيا؟ تبدو الإجابة أيضا: لا. وهنا -إن صدقت هذه القراءة أيضا- فسيكون العمل على سرعة إنهاء الحرب.

12- إلى أي مدى يمكن أن يحاول الروس والصينيون الدخول على خط هذه الحرب، حتى لو من قبيل المناكفة وطرح بدائل جديدة؟

إن مجرد حصول المنافسة والبدائل في قضية كهذه، سيكون مزعجا للأمريكان والإسرائيليين والأوروبيين، وهذا سيساهم أيضا في سرعة إنهاء الحرب.

والخلاصة المقصودة:

في هذه الحرب، رغم كل الألم والدموية التي تصبغ وجه غزة، ورغم قوافل الشهداء ومواكبهم الممتدة والمتزاحمة، ففيها من البشائر وعناصر الأمل ما يحمل كل مسلم على أن يقوي فيها نفسه وأهله، ويدعم بما استطاع صمودهم وجهادهم وبذلهم وتضحياتهم، ويقوم بما وسعته طاقته وإمكاناته من كفاح بالنفس وبالمال وباللسان.. بالفكرة والإعلام والعلاقات والمجهود!!

كلما صمد أهل غزة، وكلما تحركت الشعوب العربية، كان الفرج أقرب وكان النصر أرسخ وأثبت.

{كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، إن الله قوي عزيز}
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}
Forwarded from أحمد قنيطة
بسم الله الرحمن الرحيم

"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون" [آل عمران:169-170]

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراق زوجتي وأبنائي وأصهاري لمحزون، ولكن لا أقول إلا ما يرضي ربي "إنا لله وإن إليه راجعون".

بلغني قبل قليل خبر استشهاد زوجتي العزيزة الحبيبة "أم عبيدة" وأبنائي الأحبة كافة (رهف، عبيدة، ريما)، ووالد زوجتي الحبيب الكريم الأديب الأريب د. عمر صالح فروانه، وزوجته العزيزة الكريمة، ومعظم أبناء العائلة، بقصف صهيوني غادر على منزلهم.

وإن ما يسلي القلب ويهوّن المصاب أنهم ارتقوا في معركة الدفاع عن الإسلام ضد قوى الكفر والشر الذين اجتمعوا لاستئصال هذا الدين "خابوا خسروا"، ثم إنهم قضوا في معركة الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء، فيا لسعادتهم وكرامتهم.

أحتسبهم عند الله في عليين، وأسأل الله أن يجمعني بهم بصحبة حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض، ثابتاً صابراً محتسباً.

لقد حزنا وذرفنا الدموع على أهلنا وأحبابنا وفلذات أكبادنا، لكن العدو لن يرى منا لحظة ضعفٍ أو انكسار أو جزع، فنحن ثابتون صابرون محتسبون متوكلون على الله.

والنصر قريبٌ قريبٌ بعون الله تعالى.
النصر فوق الرؤوس ينتظر أن يأذن الله بتنزّله على عباده المؤمنين، إنما النصر صبر ساعة.

"سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" وسنفرح بإذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا، وستعلو راية الإسلام عالية خفاقة في ربوع العالمين.

إنا لله وإنا إليه راجعون
حسبنا الله ونعم

أخوكم/ أحمد سمير قنيطة "أبوعبيدة"
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الخاتمة الحسنى

مجاهد، مقبل، لقن الشهادة عند آخر عهده بالدنيا!!
ليس من أحد أرحم بالعباد من الله! وما من أحد أعدل فيهم من الله!

ولكن الحياة الدنيا متضخمة في أذهاننا وضمائرنا بحيث لا يمكن إلا لفئة نادرة من أقوياء الإيمان أن تتصور أنها لا تساوي ولا حتى غمسة واحدة في الآخرة!

الإيمان فارق في تصوراتنا للحياة: لذاتها ومصائبها معًا.. المؤمن حقا من يرى أن كل لذة وكل مصيبة إنما هي أمور تافهة بالنسبة إلى الجنة والنار!

الإيمان فارق في فهمنا لأحداث الحياة، في قراءتنا لأنواع الموت!

ولذلك فإن أعظم المؤمنين إيمانا هم أقدرهم على تغيير الواقع، وكان أعظم البشر تأثيرا في هذه الحياة هو أعظمهم إيمانا.. محمد صلى الله عليه وسلم.

هو القائل يشبه علاقته بالدنيا: ما أنا إلا كراكب استظل بظل شجرة، ثم راح وتركها!

وهو الذي لما خُيِّر بين الملك والبقاء في الدنيا وبين لقاء الله، فاختار لقاء الله!

وهو الذي ربى رجالا يتوقون إلى الشهادة في سبيل الله، فكانوا فاتحي الدنيا ومغيري وجه التاريخ!

ولا يزال أحفاد محمد -صلى الله عليه وسلم- يكتبون الأساطير، ويصمدون حيث يكون الصمود أسطورة ومعجزة! يقاتلون بأظافرهم الوحش المدجج بالعتاد فيسحبونه من عليائه حتى يمرغونه في الطين!

أولئك الذين تفجروا إيمانا حتى صغرت الدنيا في أعينهم، فهان عليهم كل عظيم، ولان لهم كل حديد، وسهل عليهم كل صعب، وانصاع لهم كل عزيز!

على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين العظيم العظائم

لا يقوى على كتابة هذه الملاحم إلا من آمن بأن الله ربه، وأنه أرحم به من الأم بولدها، وأن ابتلاءه اصطفاء، ودواءه علاج، وشدته تمحيص، وأوامره رحمة.. فماذا تفعل الشدة في عزم من رأى فيها رحمة جاءته ممن هو أرحم به من أمه؟!

فليتك تحلو والحياة مريرة .. وليتك ترضى والأنام غضاب
إذا صح منك الود فالكل هين .. وكل الذي فوق التراب تراب

ماذا يفعل الموت في يقين من آمن أنه اختيار من هو أرحم به من أمه؟!

إن لله عبادا فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها، فلما علموا .. أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة، واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

ماذا تفعل الحوادث الكبار إذا تنزلت على قلب يسمع قول ربه:

{ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}

{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}

{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}

{وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين}

{قالوا: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا، وهم لا يُفتنون؟ * ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا، وليعلمن الكاذبين}

إنما هي الزلازل التي نتبين فيها نفوسنا، ويُختبر فيها إيماننا، ويظهر لنا بها الطريق!

فاللهم اجعلنا من عبادك المخلِصين المخلَصين.
.. والحرٌّ ممتحن بأبناء الزنا!
Forwarded from أحمد قنيطة
صدَقَتْ فَسَبقتْ ❤️❤️
استشهدوا جميعاً صابرين محتسبين، يشكون إلى الله تعالى ظلم الكافرين وخذلان المسلمين!!

نيالكم الجنة يا حبايبي..
وتأكدوا تماماً أن الله تعالى لن يخذل دماءكم الطاهرة وأجسادكم المتناثرة، فهو ربٌ رحيمٌ كريمٌ حفيظ، ولن يضيّع تضحايتكم وتصحيات أبناء شعبنا الصابر المحتسب.

النصر قريبٌ قريب.. الفوز والنجاة لمن سلك طريق العزة والكرامة والمجد، أما من خذل إخوانه وتركهم لقمة سائغة للظالمين والكفرة المجرمين، فليراجع إيمانه، ولينفض الغبار عن قلبه، وليتحرك نصرةً لدينه ولمقدساته، بل نصرةً لنفسه، فدين الله غالبٌ لا محالة، والسعيد من كان له سهمٌ في هذه المعركة المشرفة.

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً على ما قدر وقضى.

سنتألم قليلاً ونثأر كثيراً بعون الله.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون"


T.me/a2qanita1
الأخبار -غير المؤكدة حتى اللحظة- عن فتح معبر رفح أخرجت الذباب المنافق، كل نظامٍ خرج ذبابه يزعم أنها بفضل زعيمه المفدى!!

لو كان غاية ما يفعله زعماؤكم استطاعتهم فتح معبر بعد 10 أيام من بحر الدم، لكفى بذلك دليلا على ضآلتهم وتفاهتهم في ميزان السياسة!!
الزنازين، التي تسمى أوطانا، أنواع:

فثمة زنازين يتخوف سكانها من الكتابة، وثمة زنازين سكانها يكتبون لكن يتخوفون من التظاهر، وثمة زنازين أهلها يتظاهرون.. وهذا هو غاية المتاح!

فإن مددت يدًا لإخوانك المذبوحين، فما هي إلا لحظات لتسكن الزنازين الحقيقية، وعندها ترى الحقيقة الكبرى!
أفضل وأخصر درس في العقيدة!!

تعلم العقيدة في أقل من دقيقتين!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إن نسيتم أذى العدو هلكتم .. فتواصوا بالذكر جيلا فجيلا
واحملوا الحقد في الجوانح حتى .. يجد الحقد إلى السيوف سبيلا
أولئك الذين قصَّروا في مقاومة انقلاب #السيسي، وغدروا بمن قاوموه، وأطفؤوا النبضة الإخوانية الأخيرة التي قادها الشهيد محمد كمال.. أولئك؛ ترى هل يشعرون الآن بحجم الخيانة التي خانوها لله ورسوله والمؤمنين؟!

الإجابة: لا يشعرون.. وبعضهم الآن يهلك نفسه في التزلف والنفاق المجاني لأعداء الله في مصر والسعودية، عساه يظفر بتصالح مهين!!

ترى، ما الفارق بينهم الآن وبين محمود عباس في فلسطين؟!
صوت أبي عبيدة إحدى لذات الدنيا..

أدامه الله فخرا وعزًّا.. ناطقا باسم الأحرار الشرفاء الكرام!
هذا الوقوف المذل المهين للشاحنات الكثيرة عند رفح في انتظار الإذن الإسرائيلي، لا يدل إلا على أمريْن لا ثالث لهما:

1. إما أن حكام هذه الأنظمة العربية عاجزون تافهون لا كلمة لهم ولا قيمة ولا شأن أمام إسرائيل!

2. أو أنهم خونة عملاء متآمرون، وهم ككل عميل وطنيته في لسانه وخيانته في أفعاله!

والسؤال الآن: أيًّا كانوا: عملاء أو عجزة.. هل يمكن أن يؤيدهم من عنده ذرة من عقل أو شرف أو إحساس؟!

إن لم يكن إسقاط هذه الأنظمة لأنها خائنة، فلتسقط لأنها عاجزة تافهة لا قيمة لها، تضخمت وسمنت وتورمت بأموالنا ومواردنا، ثم لم تفعل شيئا!

كلاب حراسة انتفخت واستغلظت، لم تنهش إلا أصحابها، ثم بقيت ساكنة تئن وتنوح وتهزهز أذيالها حين جاء اللص!!!

إذا تجسد الذل حدثا، فهو هذا المشهد: طابور الشاحنات الذي ينتظر إذن إسرائيل!!
حين يموت أهل غزة من نقص الدواء وتلوث الماء وشح الغذاء وانعدام الوقود ونفاد المستلزمات الطبية.. فعندها لا تكون إسرائيل وحدها هي القاتلة!

لا.. لا.. الحقيقة الساطعة أن الدول العربية، وبالذات مصر التي تملك معبر رفح هي الشريك الأساسي والرئيس في هذا القتل!

كل الدول التي اقترفت جريمة التطبيع زعمت أنها إنما تقترف هذه الجريمة لتكون لها يد عند إسرائيل فتساهم بهذا في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.. الآن لحظة حقيقة صخرية صلدة صادمة: لم يفعلوا ذلك إلا خسة وخيانة ونذالة!

بل ذلك أشد الخسة والخيانة والنذالة..

النظام المصري منذ عدو الله مبارك وحتى عدو الله السيسي لم يستجب أبدا لكل اقتراحات الفلسطينيين بربط الكهرباء في غزة بالكهرباء في مصر، ولا بجعل معبر رفح هو معبر إمداد الأغذية والأدوية والمستلزمات.. النظام المصري له فصول مخزية وفاضحة في الإصرار على إدخال كل هذا عبر المعبر الذي تسيطر عليه إسرائيل..

هذا الإصرار لا يرتكبه نظام وطني مهما كان كافرا، لأن ربط الغاز والوقود والكهرباء والسلع مع غزة فيه فوائد اقتصادية مهمة لمصر، بالمنظور المادي الاقتصادي العلماني البحت، المنظور المتجرد من كل قيمة أخلاقية وإنسانية ودينية.. ولكن النظام المصري لا هو وطني ولا هو عروبي ولا هو مسلم.

أهل غزة لا يموتون الآن بالنار الإسرائيلية وحدها.. يموتون بالخنق الذي يتولاه النظام المصري.. وبالدعم السياسي والإعلامي الذي تتولاه بقية الدول العربية.

وهذا يعني أيضا: أن كل من كان يستطيع مقاومة هذه الأنظمة العربية، فقصَّر في ذلك، فهو شريك في الجريمة التي تحل بالناس في بلده، وبالناس في غزة الآن!!

كل من ساهم في تمكين نظام السيسي هو الآن شريك في هذه المذابح.. هذه حقيقة أخرى يجب أن نواجه بها أنفسنا.. لقد كانت مصر في لحظة ذهبية حقا أيام الثورة وأيام مرسي وفي سنتي ما بعد الانقلاب أيضا.

وكل هؤلاء، وغيرهم، يجب أن يعملوا الآن بكل ما استطاعوا في سبيل تغيير هذا الواقع الذي ساهموا فيه.. هذا إن كنا صادقين حقا في مشاعرنا تجاه غزة وأهلها، وتجاه الأقصى وقضيته.

وذات الكلام يقال عن كل من ساهم في تثبيت نظام عباس في الضفة، ونظام عبد الله في الأردن، وكل نظام مؤثر في هذه المنطقة!

الساحات التي كان ينبغي أن تنتفض، لم تستطع أن تنتفض حتى الآن، لشدة الوطأة وثقل القيد الذي ترزح تحته بفضل هذه الأنظمة التي تمكنت واشتدت وسيطرت على مفاصل البلاد ورقاب العباد.

كل إنسان أدرى وأعلم بما يستطيع، وبما يمكنه أن يفعل.. لكن المهم الآن ألا نفقد هذه الحقائق وألا ننساها، فإن نسيانها يذهب بالطاقات والمجهودات إلى السراب ويتيه بها في دروب المخادعات والمناورات!