٢٢ نوفمبر ٢٠١٣
إننا ندفع ثمنا فادحا وكبيرا في مقاومة أعداء الله #العسكر.. ووالله الذي لا إله إلا هو، إن قطرة دم شهيد بل إن دمعة أم حزينة لهي أغلى منهم ومن أسيادهم ومن عبيدهم جميعا.
ولكن الجنة غالية.. والعزة غالية.. والتحرر من الأعداء غالٍ..
ووالله لو توقف الناس عن مقاومة الانقلاب لسالت دماؤهم أنهارا وبحارا على مدى نصف قرن آخر.. ثم سيدفعون كالذي ندفع اليوم من دمائنا.
إن الغفلة التي عاشتها الحركات الإسلامية تجعل الثمن أفدح.. فالدماء توقظ الوعي، وطالما لم نكن ممن يتعظ بغيره فإننا لا محالة نتعظ بأنفسنا وما يحدث لنا.
إن اللحظة التي أراد فيها الإخوان حقن الدماء في الخمسينات أورثتنا بحور الدماء في عهد العسكر عبر ستين سنة، وما زال الأمر مستمرا.
نحن والله لا خيار لنا.
نحن نقاوم أسافل الناس وأراذلهم، نقاوم من يعمل لصالح عدو الأمة ويقتل أبناءها ويشرب دماءها وأموالها وأعراضها وينجس تاريخها وحاضرها ومستقبلها.
هؤلاء لا مجال معهم للتراجع أو التهدئة أو الانسحاب.. لأنهم بلا عهد ولا شرف ولا أمانة..
إن الثمن غال لأن سكوتنا طال وغفلتنا طالت.. وكلما كان الاستبداد أكثر ترسخا كلما كان خلعه أكثر كلفة.. ولكنه ثمن مدفوع على كل حال.
ثمن مدفوع سواء بذلناه مُقْدِمين، أو انسحبنا فدفعناه مُدْبِرين..
وفي الإقدام تعتنق الأمة معاني الشجاعة والعزة والكرامة والفداء والتضحية.. والشهادة في سبيل الله!
أما في الإدبار فسندفع ذات الثمن وأكبر منه ولكن بطعم الذل والقهر والمرارة والعجز..
وفي هذه الحالة سيلجأ كثيرون للكفر والردة، والعمالة والخيانة، والنفاق والتلون، وتحريف الدين وإرضاء المجرمين، وكل ذلك للنجاة من الثمن.. لكنه سيُدفع في نهاية الأمر.
اللهم ثبتنا.. اللهم ثبتنا.. اللهم ثبتنا
اللهم أيدنا.. اللهم أيدنا.. اللهم أيدنا
اللهم اجعل يقيننا فيما عندك أقوى من يقيننا بما في أيدينا وما تراه عيوننا.
اللهم لا نصر إلا نصرك.. ولا عز إلا عزك.. ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم قد اجتمع علينا الشرق والغرب، ولا إله لنا إلا أنت.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا.
إننا ندفع ثمنا فادحا وكبيرا في مقاومة أعداء الله #العسكر.. ووالله الذي لا إله إلا هو، إن قطرة دم شهيد بل إن دمعة أم حزينة لهي أغلى منهم ومن أسيادهم ومن عبيدهم جميعا.
ولكن الجنة غالية.. والعزة غالية.. والتحرر من الأعداء غالٍ..
ووالله لو توقف الناس عن مقاومة الانقلاب لسالت دماؤهم أنهارا وبحارا على مدى نصف قرن آخر.. ثم سيدفعون كالذي ندفع اليوم من دمائنا.
إن الغفلة التي عاشتها الحركات الإسلامية تجعل الثمن أفدح.. فالدماء توقظ الوعي، وطالما لم نكن ممن يتعظ بغيره فإننا لا محالة نتعظ بأنفسنا وما يحدث لنا.
إن اللحظة التي أراد فيها الإخوان حقن الدماء في الخمسينات أورثتنا بحور الدماء في عهد العسكر عبر ستين سنة، وما زال الأمر مستمرا.
نحن والله لا خيار لنا.
نحن نقاوم أسافل الناس وأراذلهم، نقاوم من يعمل لصالح عدو الأمة ويقتل أبناءها ويشرب دماءها وأموالها وأعراضها وينجس تاريخها وحاضرها ومستقبلها.
هؤلاء لا مجال معهم للتراجع أو التهدئة أو الانسحاب.. لأنهم بلا عهد ولا شرف ولا أمانة..
إن الثمن غال لأن سكوتنا طال وغفلتنا طالت.. وكلما كان الاستبداد أكثر ترسخا كلما كان خلعه أكثر كلفة.. ولكنه ثمن مدفوع على كل حال.
ثمن مدفوع سواء بذلناه مُقْدِمين، أو انسحبنا فدفعناه مُدْبِرين..
وفي الإقدام تعتنق الأمة معاني الشجاعة والعزة والكرامة والفداء والتضحية.. والشهادة في سبيل الله!
أما في الإدبار فسندفع ذات الثمن وأكبر منه ولكن بطعم الذل والقهر والمرارة والعجز..
وفي هذه الحالة سيلجأ كثيرون للكفر والردة، والعمالة والخيانة، والنفاق والتلون، وتحريف الدين وإرضاء المجرمين، وكل ذلك للنجاة من الثمن.. لكنه سيُدفع في نهاية الأمر.
اللهم ثبتنا.. اللهم ثبتنا.. اللهم ثبتنا
اللهم أيدنا.. اللهم أيدنا.. اللهم أيدنا
اللهم اجعل يقيننا فيما عندك أقوى من يقيننا بما في أيدينا وما تراه عيوننا.
اللهم لا نصر إلا نصرك.. ولا عز إلا عزك.. ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم قد اجتمع علينا الشرق والغرب، ولا إله لنا إلا أنت.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا.
Forwarded from مجلة كلمة حق
ولِيَعلم الذين نافقوا
د. عبد العزيز الطريفي (فك الله أسره)*
https://www.facebook.com/Klmtuhaq/posts/460516774474194?__tn__=K-R
(حمل العدد الجديد bit.ly/2qpOkdn حمل هدية العدد bit.ly/2PyJngG)
د. عبد العزيز الطريفي (فك الله أسره)*
https://www.facebook.com/Klmtuhaq/posts/460516774474194?__tn__=K-R
(حمل العدد الجديد bit.ly/2qpOkdn حمل هدية العدد bit.ly/2PyJngG)
أتمنى..
أن تصدر مجلة شهرية، إلكترونية طبعا، تقتصر فقط على نشر مقال وتراث العلماء الأسرى.. أتصورها كالآتي:
. مقال في التفسير منقول من التفسير والبيان لأحكام القرآن للطريفي
. مقال في الحديث منقول من كتابات سليمان العلوان
. مقال في السيرة
. مقال في التاريخ منقول من موسى الشريف
. مقالات في الفكر منقولة من سفر الحوالي وإبراهيم السكران ووليد الهويريني
. مقال في الدعوة وطريف المعاني منقول من سلمان العودة وعلي العمري
. مقال في السياسة وشؤون الواقع من الشيخ حازم أبو إسماعيل
. مقال في الفقه والأصول من الدكتور صلاح سلطان
وفيه قسم الفتاوى الجرئية الشجاعة للعلماء الأسرى
وفيه قسم لمن يتحدث عنهم من تلاميذهم فيسرد بعض أخلاقهم وخفايا أمورهم وسيرهم مع مشايخهم وأقرانهم وتلاميذهم
وتظل هذه المجلة صوت العلماء ما داموا أسرى، وتذكيرا بهم، وتشنيعا على آسريهم، وإحياءً لتراثهم وتعريفا به..
مجلة لا تدخل في مضايق الخلافات، فلا تفرق بين سلفي وإخواني وجهادي، ولا بين سلفي وأشعري وماتريدي، ولا بين مصري وعربي وعراقي وحجازي، ولا بين عربي وعجمي.. بل يهمها أن تخوض معركة الأمة الآن التي هي على الإسلام نفسه، على أصوله وأسسه وثوابته الكبرى.
نعم، يحتاج الأمر أموالا، ويحتاج قبلهم رجالا.. يحتاج أموالا لئلا ينقطع، ويحتاج رجالا تسهر وتعمل وتنقب وتراجع وتصمم وتنشر وتوزع..
ولوددت والله لو كانت لي طاقة وقدرة لفعلتها، ولكني الآن ولمدى متوسط عاجز عن هذا لظروف خاصة.. فمن لها؟!
أن تصدر مجلة شهرية، إلكترونية طبعا، تقتصر فقط على نشر مقال وتراث العلماء الأسرى.. أتصورها كالآتي:
. مقال في التفسير منقول من التفسير والبيان لأحكام القرآن للطريفي
. مقال في الحديث منقول من كتابات سليمان العلوان
. مقال في السيرة
. مقال في التاريخ منقول من موسى الشريف
. مقالات في الفكر منقولة من سفر الحوالي وإبراهيم السكران ووليد الهويريني
. مقال في الدعوة وطريف المعاني منقول من سلمان العودة وعلي العمري
. مقال في السياسة وشؤون الواقع من الشيخ حازم أبو إسماعيل
. مقال في الفقه والأصول من الدكتور صلاح سلطان
وفيه قسم الفتاوى الجرئية الشجاعة للعلماء الأسرى
وفيه قسم لمن يتحدث عنهم من تلاميذهم فيسرد بعض أخلاقهم وخفايا أمورهم وسيرهم مع مشايخهم وأقرانهم وتلاميذهم
وتظل هذه المجلة صوت العلماء ما داموا أسرى، وتذكيرا بهم، وتشنيعا على آسريهم، وإحياءً لتراثهم وتعريفا به..
مجلة لا تدخل في مضايق الخلافات، فلا تفرق بين سلفي وإخواني وجهادي، ولا بين سلفي وأشعري وماتريدي، ولا بين مصري وعربي وعراقي وحجازي، ولا بين عربي وعجمي.. بل يهمها أن تخوض معركة الأمة الآن التي هي على الإسلام نفسه، على أصوله وأسسه وثوابته الكبرى.
نعم، يحتاج الأمر أموالا، ويحتاج قبلهم رجالا.. يحتاج أموالا لئلا ينقطع، ويحتاج رجالا تسهر وتعمل وتنقب وتراجع وتصمم وتنشر وتوزع..
ولوددت والله لو كانت لي طاقة وقدرة لفعلتها، ولكني الآن ولمدى متوسط عاجز عن هذا لظروف خاصة.. فمن لها؟!
إذا كان #ترمب يتحدث عن #السعودية فيقول: لولاها لكانت #إسرائيل في ورطة كبيرة وقد تزول. فكيف يمكن أن يُقال عن دور #مصر في إسناد وحماية إسرائيل؟!
السعودية التي لا هي دولة طوق (قبل تيران وصنافير طبعا) ولا لها علاقات معلنة وتطبيع مع إسرائيل، ولا لها جيش قامت بدور لولاه لربما زالت إسرائيل.. فكيف يا ترى فعلت مصر؟!!!!
السعودية التي لا هي دولة طوق (قبل تيران وصنافير طبعا) ولا لها علاقات معلنة وتطبيع مع إسرائيل، ولا لها جيش قامت بدور لولاه لربما زالت إسرائيل.. فكيف يا ترى فعلت مصر؟!!!!
٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
الجهاد والحضارة
يحلم الإنسان بالراحة والسعادة..
ولذا فهو يجتهد في تحصيل أسبابها، يسعى إلى المال لأن ذلك هو ما سيوفر له السفر، والجلوس على المقعد الوثير في المنزل الفسيح المطل على حمام السباحة، حين يأتي له الخادم بكوب العصير اللذيذ..
يحلم الإنسان -الأسمى نفسا- ألا يكون له أعداء، فيعيش في سلام نفسي مع كل الناس، حتى لو كانت الخلافات حتمية لأسباب كثيرة، فهو يتمنى أن تدار هذه الخلافات بما لا ينقلها لمرحلة العداء والمشاكسات وأخلاق الغدر والخيانة..
يحلم الإنسان -الأسمى أكثر- ألا يكون بين الناس صراعات تدور لأن أحدهم أناني أراد الاستئثار بالثروة أو بالسلطة بينما يعيش الآخر فقير أو ذليلا، ويتمنى أن تتخلص النفوس من الأنانية والأثرة وأن تكون أكثر رحمة وشفقة وإيثارا..
يحلم الإنسان -الأسمى أكثر وأكثر- ألا يكون في العالم حروب ونزاعات ومعارك على الأراضي والموارد، ويزعجه أن بعض البشر لا يتردد في ارتكاب مذابح هائلة وحروبا مدمرة تهلك فيها آلاف وملايين النفوس من أجل تحسين موقع نفوذه وسطوته على العالم أو لحيازة موارد أخرى من مزارع وسواحل وآبار نفط ومواد خام..
***
لكن المثير للتأمل أن كل هؤلاء البشر لم يحقق واحد منهم حلمه، رغم نبل نفوسهم ومثالية أحلامهم وروعة أفكارهم..
فالذي كان يحلم بالسعادة في الغنى لم يجدها، وهو حتى وإن جلس على الكرسي الوثير أمام حمام السباحة وأخذ في ارتشاف العصير المثلج فإنه لم يحقق ذلك الشعور الذي ظن أن سيغزوه حين تخيل هذا المشهد.. شعور الرضا والراحة!
فلقد كان في تلك اللحظة يخوض الصراع العقلي النفسي الطويل في تدبير الصفقة القادمة، والنجاة من الشريك المنافس، وتسديد ضربة للخصم، وكيفية إدارة العلاقة مع فلان الذي هو مضطر للتعامل معه ولكن لا يتحمل طباعه.. كان الرجل غارقا في التفكير القلق حول تثبيت ما حصل عليه ثم إنمائه وتوسيعه ثم الحفاظ عليه من المنافسين والخصوم.
هذا هو مصير أبسط الأحلام "السعادة الشخصية".. أما أحلام السلام النفسي مع الناس، والجنة الوطنية، والجنة الأرضية، فهي لم تتحقق أبدا.. وكل من حلموا ماتوا على طريق "الكفاح" دون أن يروا آثار حلمهم.
ثمرة التاريخ أنه يحكم على الأفكار.. فمهما بدت الفكرة نبيلة وأخلاقية ومتماسكة منطقيا فهذا لا يعني للأسف أنها صالحة للتطبيق، الواقع مختلف..
وبالنظر إلى التاريخ نجد أنه وباستقصاء الحروب المعروفة منذ بدء تاريخ البشرية حتى 1945م، ظهر أنه: نشبت 34531 حربا خلال 5560 سنة، بمعدل 6.2 حرب كل عام، وخلال 185 جيلا لم ينعم بسلم مؤقت إلا عشرة أجيال فقط !!
يمكن للإنسان أن يحلم بعصر تنتهي فيه الحروب ويسود السلام، لكن واقعه الصغير لم يسعفه أبدا، كما أن التاريخ الطويل يثبت أنه مجرد إنسان.. يحلم!!
***
أين تكمن المشكلة إذن؟
تكمن -ببساطة- في هذا "التصور المادي" للحياة، التصور الذي يريد أن يرى الجنة على الأرض، التصور الذي بحث منذ قديم الزمان عن "المدينة الفاضلة".. التصور الذي لا يريد أن يؤمن بأن الدنيا "دار ممر، لا دار مقرّ"..
وهذه ليست دروشة (وإن من آثار المادية التي اجتاحت عالمنا في عصور الاستعمار وما بعده أن تعتبر كل كلمة دينية في مقال فكري أو سياسي نوعا من الدروشة والسطحية) وإنما هي النتيجة التي ينتهي إليها حتى التفكير المادي.. هل تعلم أن نماذج المدينة الفاضلة التي تصورها الفلاسفة والمفكرون عبر التاريخ إنما تنتهي إلى أن تكون مجتمعات عسكرية صارمة؟!!
في كتابها المهم "المدينة الفاضلة عبر التاريخ"، تقول الباحثة الإيطالية، ماري لويزا برنيري -بعد رحلتها في بحث كل تصورات المدينة الفاضلة- بأن هذا يعود لعدد من الأسباب أهمها أن الفلاسفة بدلا من أن يحاولوا "اكتشاف قوانين الطبيعة فضَّلوا أن يخترعوها"، فلذلك رسموا في أذهانهم صورة للإنسان "المنشود" لتفكيره وطباعه وسلوكه، وللنظام "المنشود" سياسته واقتصاده واجتماعه، فأسسوا بذلك لـ "نظام ساكن ونهائي"، وما دام كذلك فهو لا يسمح حتى لمواطني المدينة الفاضلة بالكفاح لجعله أفضل من هذا!
ومن المعروف أن كل تصورات المدينة الفاضلة فشلت، سواء منها ما سعى إلى تطبيق نفسه أو ذلك الذي بدأ في الخيال وانتهى فيه.
نحتاج إذن أن نفهم أن الجنة ليست على هذه الأرض! ونفهم بأن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنها كفاح لا استقرار، وعمل لا سكون!
أليس من المثير للتأمل أن الإنسان الذي حقق الغنى وجلس على الكرسي الوثير أمام حمام السباحة إذا سُئل عن سعادته لم يذكر هذه الجلسة بل طفق يتحدث عن "كفاحه" حتى وصل هنا؟
أليس من المدهش أن لحظات الفخر للأمم هي التي كانت فيها "تكافح، تحارب، تناضل" في سبيل "بناء" المجد لا فيما وصلت إليه الآن من "مجد" فعلي؟ ثم أليس لكل أمة حتى وهي في لحظة المجد كفاح آخر لتحقق به مجدا آخر؟!
لماذا تعظم الأمم جميعا شأن أبطالها المحاربين؟!
الجهاد والحضارة
يحلم الإنسان بالراحة والسعادة..
ولذا فهو يجتهد في تحصيل أسبابها، يسعى إلى المال لأن ذلك هو ما سيوفر له السفر، والجلوس على المقعد الوثير في المنزل الفسيح المطل على حمام السباحة، حين يأتي له الخادم بكوب العصير اللذيذ..
يحلم الإنسان -الأسمى نفسا- ألا يكون له أعداء، فيعيش في سلام نفسي مع كل الناس، حتى لو كانت الخلافات حتمية لأسباب كثيرة، فهو يتمنى أن تدار هذه الخلافات بما لا ينقلها لمرحلة العداء والمشاكسات وأخلاق الغدر والخيانة..
يحلم الإنسان -الأسمى أكثر- ألا يكون بين الناس صراعات تدور لأن أحدهم أناني أراد الاستئثار بالثروة أو بالسلطة بينما يعيش الآخر فقير أو ذليلا، ويتمنى أن تتخلص النفوس من الأنانية والأثرة وأن تكون أكثر رحمة وشفقة وإيثارا..
يحلم الإنسان -الأسمى أكثر وأكثر- ألا يكون في العالم حروب ونزاعات ومعارك على الأراضي والموارد، ويزعجه أن بعض البشر لا يتردد في ارتكاب مذابح هائلة وحروبا مدمرة تهلك فيها آلاف وملايين النفوس من أجل تحسين موقع نفوذه وسطوته على العالم أو لحيازة موارد أخرى من مزارع وسواحل وآبار نفط ومواد خام..
***
لكن المثير للتأمل أن كل هؤلاء البشر لم يحقق واحد منهم حلمه، رغم نبل نفوسهم ومثالية أحلامهم وروعة أفكارهم..
فالذي كان يحلم بالسعادة في الغنى لم يجدها، وهو حتى وإن جلس على الكرسي الوثير أمام حمام السباحة وأخذ في ارتشاف العصير المثلج فإنه لم يحقق ذلك الشعور الذي ظن أن سيغزوه حين تخيل هذا المشهد.. شعور الرضا والراحة!
فلقد كان في تلك اللحظة يخوض الصراع العقلي النفسي الطويل في تدبير الصفقة القادمة، والنجاة من الشريك المنافس، وتسديد ضربة للخصم، وكيفية إدارة العلاقة مع فلان الذي هو مضطر للتعامل معه ولكن لا يتحمل طباعه.. كان الرجل غارقا في التفكير القلق حول تثبيت ما حصل عليه ثم إنمائه وتوسيعه ثم الحفاظ عليه من المنافسين والخصوم.
هذا هو مصير أبسط الأحلام "السعادة الشخصية".. أما أحلام السلام النفسي مع الناس، والجنة الوطنية، والجنة الأرضية، فهي لم تتحقق أبدا.. وكل من حلموا ماتوا على طريق "الكفاح" دون أن يروا آثار حلمهم.
ثمرة التاريخ أنه يحكم على الأفكار.. فمهما بدت الفكرة نبيلة وأخلاقية ومتماسكة منطقيا فهذا لا يعني للأسف أنها صالحة للتطبيق، الواقع مختلف..
وبالنظر إلى التاريخ نجد أنه وباستقصاء الحروب المعروفة منذ بدء تاريخ البشرية حتى 1945م، ظهر أنه: نشبت 34531 حربا خلال 5560 سنة، بمعدل 6.2 حرب كل عام، وخلال 185 جيلا لم ينعم بسلم مؤقت إلا عشرة أجيال فقط !!
يمكن للإنسان أن يحلم بعصر تنتهي فيه الحروب ويسود السلام، لكن واقعه الصغير لم يسعفه أبدا، كما أن التاريخ الطويل يثبت أنه مجرد إنسان.. يحلم!!
***
أين تكمن المشكلة إذن؟
تكمن -ببساطة- في هذا "التصور المادي" للحياة، التصور الذي يريد أن يرى الجنة على الأرض، التصور الذي بحث منذ قديم الزمان عن "المدينة الفاضلة".. التصور الذي لا يريد أن يؤمن بأن الدنيا "دار ممر، لا دار مقرّ"..
وهذه ليست دروشة (وإن من آثار المادية التي اجتاحت عالمنا في عصور الاستعمار وما بعده أن تعتبر كل كلمة دينية في مقال فكري أو سياسي نوعا من الدروشة والسطحية) وإنما هي النتيجة التي ينتهي إليها حتى التفكير المادي.. هل تعلم أن نماذج المدينة الفاضلة التي تصورها الفلاسفة والمفكرون عبر التاريخ إنما تنتهي إلى أن تكون مجتمعات عسكرية صارمة؟!!
في كتابها المهم "المدينة الفاضلة عبر التاريخ"، تقول الباحثة الإيطالية، ماري لويزا برنيري -بعد رحلتها في بحث كل تصورات المدينة الفاضلة- بأن هذا يعود لعدد من الأسباب أهمها أن الفلاسفة بدلا من أن يحاولوا "اكتشاف قوانين الطبيعة فضَّلوا أن يخترعوها"، فلذلك رسموا في أذهانهم صورة للإنسان "المنشود" لتفكيره وطباعه وسلوكه، وللنظام "المنشود" سياسته واقتصاده واجتماعه، فأسسوا بذلك لـ "نظام ساكن ونهائي"، وما دام كذلك فهو لا يسمح حتى لمواطني المدينة الفاضلة بالكفاح لجعله أفضل من هذا!
ومن المعروف أن كل تصورات المدينة الفاضلة فشلت، سواء منها ما سعى إلى تطبيق نفسه أو ذلك الذي بدأ في الخيال وانتهى فيه.
نحتاج إذن أن نفهم أن الجنة ليست على هذه الأرض! ونفهم بأن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنها كفاح لا استقرار، وعمل لا سكون!
أليس من المثير للتأمل أن الإنسان الذي حقق الغنى وجلس على الكرسي الوثير أمام حمام السباحة إذا سُئل عن سعادته لم يذكر هذه الجلسة بل طفق يتحدث عن "كفاحه" حتى وصل هنا؟
أليس من المدهش أن لحظات الفخر للأمم هي التي كانت فيها "تكافح، تحارب، تناضل" في سبيل "بناء" المجد لا فيما وصلت إليه الآن من "مجد" فعلي؟ ثم أليس لكل أمة حتى وهي في لحظة المجد كفاح آخر لتحقق به مجدا آخر؟!
لماذا تعظم الأمم جميعا شأن أبطالها المحاربين؟!
لا بأس أن ترى أن كل هذا كان خطئا، وأن البشرية ينبغي أن تفكر بطريقة أخرى وتسلك طريقا آخر.. لا بأس، إن لم يقنعك التاريخ الطويل فيمكنك أن تفني عمرك في محاولة أخرى!!!
ونعم، سيُفني الماديون أعمارهم في محاولة ومحاولات أخرى، فمن متلازمات الفكر المادي الاعتقاد بأنه كما تطور القرد إلى إنسان فإنه من المأمول أن يتطور الإنسان إلى "كائن أفضل".. وأن التاريخ ليس إلا خط الزمن الماضي لكنه لا يؤشر أبدا إلى "حقيقة وجودية" (أو: سنة كونية).
الفارق بين الماديين وأهل الدين لا يمكن ردمه..
***
وحيث وصلنا إلى نقطة أن السعادة في العمل لا في الخمول، وأن المجد في الكفاح لا في الرفاهية، وأن الدنيا بطبيعتها ليست الجنة المنشودة ولن تكون (لقد خلقنا الإنسان في كبد).. فإنه ينبغي علينا أن نفكر في طريق آخر:
هنا سيأتي الدين!
الدين يطرح تصورا عن أصل الإنسان، ما ينبغي عليه أن يفعل، جزاؤه الذي سيلقاه في الحياة الأخرى وليس على هذه الدنيا.
ولذلك، فبينما يتصور الماديون أن البشرية تحتاج (وتسير في طريق) أن تكتشف السبيل لإقامة الجنة على الأرض، يرى أهل الدين أن البشرية تعيش صراعا دائما بين "الحق" و"الباطل"، وأن اتباع الحق كفيل بإصلاح البشرية وتحقيق النهضة والرخاء والراحة والسعادة والرفاه المادي لكن المعركة مع الباطل تستلزم الكفاح الدائب الطويل!
أهل الدين يرون من يسقط في طريق الكفاح فهو في أسمى المنازل في الدنيا والآخرة (نموذج الشهيد)، بينما يحتم الفكر المادي اعتبار من يسقط "خسارة" في الطريق، وإن تعظيم من سقطوا في طريق الكفاح هو في عمقه أثر ديني لا مادي وقِيَمي لا عملي، فبالمقياس المادي: هذا أتعب نفسه في كفاح ولم يصل إلى الغاية، وما هو تعريف الخسائر إن لم يكن هذا التعريف؟!!
يذكرنا هنتنجتون في كتابه الشهير بقاعدة من قواعد التاريخ "الحضارات الكبرى قامت على الأديان"، لعل هذا يفسر لك لماذا نجحت الأديان "في الدنيا" رغم أنها تتطلع إلى الآخرة بينما فشلت المادية في الدنيا رغم أن الدنيا كل قضيتها (وفشلت في الآخرة طبعا).
وبنظرة عابرة سريعة سنكتشف أن الدول التي ليس لها "دين، فكرة، رسالة... إلخ" تعيش على هامش الحياة مهما كانت متقدمة ماديا وصناعيا واقتصاديا، وهي إن برزت يوما على سطح الحياة فلا تلبث أن تنتهي قبل أن تُكْمِل القرن أو نصف القرن، وهذا زمن لا يُقاس في عمر الحضارات.
***
فإذا وصلنا إلى أن السعادة هي ذاتها رحلة الكفاح والجهاد، وأن السعيد حقا هو صاحب الكفاح والجهاد، وأن مشهد الراحة الأخير هذا ليس إلا "ثمرة سعيدة" لرحلة جهاد طويلة..
وإذا وصلنا إلى أن الأمم التي لا رسالة لها تجاهد من أجلها، هي في أحسن الأحوال أمم تابعة لا وزن لها، وغالبا ما تكون ذليلة لا رأي لها، وكثيرا ما تكون مقهورة من غيرها أو مرشحة لأن تكون مقهورة..
إذا وصلنا هنا، علمنا أن الجهاد سر الحياة، وأنه لا حضارة بلا جهاد.
http://melhamy.blogspot.com/2013/11/blog-post_25.html
ونعم، سيُفني الماديون أعمارهم في محاولة ومحاولات أخرى، فمن متلازمات الفكر المادي الاعتقاد بأنه كما تطور القرد إلى إنسان فإنه من المأمول أن يتطور الإنسان إلى "كائن أفضل".. وأن التاريخ ليس إلا خط الزمن الماضي لكنه لا يؤشر أبدا إلى "حقيقة وجودية" (أو: سنة كونية).
الفارق بين الماديين وأهل الدين لا يمكن ردمه..
***
وحيث وصلنا إلى نقطة أن السعادة في العمل لا في الخمول، وأن المجد في الكفاح لا في الرفاهية، وأن الدنيا بطبيعتها ليست الجنة المنشودة ولن تكون (لقد خلقنا الإنسان في كبد).. فإنه ينبغي علينا أن نفكر في طريق آخر:
هنا سيأتي الدين!
الدين يطرح تصورا عن أصل الإنسان، ما ينبغي عليه أن يفعل، جزاؤه الذي سيلقاه في الحياة الأخرى وليس على هذه الدنيا.
ولذلك، فبينما يتصور الماديون أن البشرية تحتاج (وتسير في طريق) أن تكتشف السبيل لإقامة الجنة على الأرض، يرى أهل الدين أن البشرية تعيش صراعا دائما بين "الحق" و"الباطل"، وأن اتباع الحق كفيل بإصلاح البشرية وتحقيق النهضة والرخاء والراحة والسعادة والرفاه المادي لكن المعركة مع الباطل تستلزم الكفاح الدائب الطويل!
أهل الدين يرون من يسقط في طريق الكفاح فهو في أسمى المنازل في الدنيا والآخرة (نموذج الشهيد)، بينما يحتم الفكر المادي اعتبار من يسقط "خسارة" في الطريق، وإن تعظيم من سقطوا في طريق الكفاح هو في عمقه أثر ديني لا مادي وقِيَمي لا عملي، فبالمقياس المادي: هذا أتعب نفسه في كفاح ولم يصل إلى الغاية، وما هو تعريف الخسائر إن لم يكن هذا التعريف؟!!
يذكرنا هنتنجتون في كتابه الشهير بقاعدة من قواعد التاريخ "الحضارات الكبرى قامت على الأديان"، لعل هذا يفسر لك لماذا نجحت الأديان "في الدنيا" رغم أنها تتطلع إلى الآخرة بينما فشلت المادية في الدنيا رغم أن الدنيا كل قضيتها (وفشلت في الآخرة طبعا).
وبنظرة عابرة سريعة سنكتشف أن الدول التي ليس لها "دين، فكرة، رسالة... إلخ" تعيش على هامش الحياة مهما كانت متقدمة ماديا وصناعيا واقتصاديا، وهي إن برزت يوما على سطح الحياة فلا تلبث أن تنتهي قبل أن تُكْمِل القرن أو نصف القرن، وهذا زمن لا يُقاس في عمر الحضارات.
***
فإذا وصلنا إلى أن السعادة هي ذاتها رحلة الكفاح والجهاد، وأن السعيد حقا هو صاحب الكفاح والجهاد، وأن مشهد الراحة الأخير هذا ليس إلا "ثمرة سعيدة" لرحلة جهاد طويلة..
وإذا وصلنا إلى أن الأمم التي لا رسالة لها تجاهد من أجلها، هي في أحسن الأحوال أمم تابعة لا وزن لها، وغالبا ما تكون ذليلة لا رأي لها، وكثيرا ما تكون مقهورة من غيرها أو مرشحة لأن تكون مقهورة..
إذا وصلنا هنا، علمنا أن الجهاد سر الحياة، وأنه لا حضارة بلا جهاد.
http://melhamy.blogspot.com/2013/11/blog-post_25.html
Blogspot
الجهاد والحضارة
يحلم الإنسان بالراحة والسعادة.. ولذا فهو يجتهد في تحصيل أسبابها، يسعى إلى المال لأن ذلك هو ما سيوفر له السفر، والجلوس على المقعد ا...
٢٥ نوفمبر ٢٠١٥
قبل أيام، طالعني التايم لاين بأخ من المغرب العربي نشر أغنية لأم كلثوم، ثم ذكر قبلها ما معناه:
"هذه كوكب الشرق وسيدة الأجيال وآية الذوق .... إلخ هذه الأوصاف" ثم ذكر بأن ظهور داعش كان إنما لأن شبابنا لم يستمع لأم كلثوم التي تعلي من الذوق والشعور والفن و.... إلخ!
[طبعا داعش في قاموس الأخ هي عنوان على الجهاد بشكل عام]
والحقيقة، شدتني كلماته جدا، ففتحت الأغنية لأرى ماذا فيها يمكن أن يفعل كل هذا.. وساعتها فوجئت بأنها تغني قصيدة شوقي "سلوا قلبي"!
حيث أن ثقافتي ضعيفة في الأغاني فكانت تلك هي المرة الأولى التي أعلم فيها أن أم كلثوم غنت هذه القصيدة.. كدت لم أصدق، خصوصا وقد جاء في القصيدة أبيات رائعة لأمير الشعراء، لكنها أبيات تحث وتحض على الجهاد، وقد تصلح تفسيرا ممتازا لإعلامي مصري لو أراد أن يقول "أم كلثوم هي السبب في ظهور داعش"!!
لقد تحدث شوقي في قصيدته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فوصفه بهذه الأبيات:
وكان بيانه للهدي سُبْلاً .. وكانت خيله للحق غابا
وعلَّمنا بناء المجد حتى .. أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
فما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال .. إذا الإقدام كان لهم ركابا
وهي -كما ترى- أبيات عالية في مدح الجهاد والمجاهدين، وهي تقر بأن إمرة الأرض تؤخذ اغتصابا، وأن بناء المجد لا يقوم إلا بالمغالبة والمجاهدة، وأن الناس لا ينهضون إلى المعالي إلا بالإقدام!
ولا أنكر أني دهشت حقا لما علمت أن هذه الأبيات غنتها أم كلثوم، إذ هذه الأبيات ضد ما تريده كل دولة من شعبها وكل مستبد من رعاياه.. بل هي أبيات ترسم طريق النهوض!
ولو أن من سمعوا أم كلثوم وعوْا ما سمعوه منها لما نزل بنا من البلاء ما نراه.. وهذا لو أنهم لم يفقهوا مثل هذه المعاني من القرآن والسنة وتاريخ الأمم.
هذه الأبيات تلخص فعلا قصة بناء الأمم وصعودها!
ولو شاء "داعشي" أن يحاجج ذلك الأخ المعجب بغناء أم كلثوم لقال له: إننا لم نعمل إلا بما فيها!!
قبل أيام، طالعني التايم لاين بأخ من المغرب العربي نشر أغنية لأم كلثوم، ثم ذكر قبلها ما معناه:
"هذه كوكب الشرق وسيدة الأجيال وآية الذوق .... إلخ هذه الأوصاف" ثم ذكر بأن ظهور داعش كان إنما لأن شبابنا لم يستمع لأم كلثوم التي تعلي من الذوق والشعور والفن و.... إلخ!
[طبعا داعش في قاموس الأخ هي عنوان على الجهاد بشكل عام]
والحقيقة، شدتني كلماته جدا، ففتحت الأغنية لأرى ماذا فيها يمكن أن يفعل كل هذا.. وساعتها فوجئت بأنها تغني قصيدة شوقي "سلوا قلبي"!
حيث أن ثقافتي ضعيفة في الأغاني فكانت تلك هي المرة الأولى التي أعلم فيها أن أم كلثوم غنت هذه القصيدة.. كدت لم أصدق، خصوصا وقد جاء في القصيدة أبيات رائعة لأمير الشعراء، لكنها أبيات تحث وتحض على الجهاد، وقد تصلح تفسيرا ممتازا لإعلامي مصري لو أراد أن يقول "أم كلثوم هي السبب في ظهور داعش"!!
لقد تحدث شوقي في قصيدته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فوصفه بهذه الأبيات:
وكان بيانه للهدي سُبْلاً .. وكانت خيله للحق غابا
وعلَّمنا بناء المجد حتى .. أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
فما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال .. إذا الإقدام كان لهم ركابا
وهي -كما ترى- أبيات عالية في مدح الجهاد والمجاهدين، وهي تقر بأن إمرة الأرض تؤخذ اغتصابا، وأن بناء المجد لا يقوم إلا بالمغالبة والمجاهدة، وأن الناس لا ينهضون إلى المعالي إلا بالإقدام!
ولا أنكر أني دهشت حقا لما علمت أن هذه الأبيات غنتها أم كلثوم، إذ هذه الأبيات ضد ما تريده كل دولة من شعبها وكل مستبد من رعاياه.. بل هي أبيات ترسم طريق النهوض!
ولو أن من سمعوا أم كلثوم وعوْا ما سمعوه منها لما نزل بنا من البلاء ما نراه.. وهذا لو أنهم لم يفقهوا مثل هذه المعاني من القرآن والسنة وتاريخ الأمم.
هذه الأبيات تلخص فعلا قصة بناء الأمم وصعودها!
ولو شاء "داعشي" أن يحاجج ذلك الأخ المعجب بغناء أم كلثوم لقال له: إننا لم نعمل إلا بما فيها!!
٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
سقوط بعد سقوط، وسفول تحت سفول، أن تنافق صغيرا لم يبلغ بعد أن يكون كبيرا، ثم أن تنافقه بشتم الذين لم ينافقوا من بيده الأموال والمناصب..
الحمد لله الذي اطلع على القلوب.
سقوط بعد سقوط، وسفول تحت سفول، أن تنافق صغيرا لم يبلغ بعد أن يكون كبيرا، ثم أن تنافقه بشتم الذين لم ينافقوا من بيده الأموال والمناصب..
الحمد لله الذي اطلع على القلوب.
٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
في قول الله تعالى (ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك) معنى لطيف:
وهو أن الصحابة قوم كرام ذووا مروءة ونفوس سليمة، فلئن جاءهم الحق على رجل فظ غليظ لم يتحملوا فظاظته وغلظته فانفضوا عنه.. إذ الفظ الغليظ لا يبق معه إلا العبيد الأذلاء ناكسوا الرؤوس المتشربون حب الدونية، فأولئك ينبت فيهم النفاق والتملق ويسري بينهم الاستخذاء والسفول.. فذلك شأن الطغاة مع أتباعهم وحاشيتهم.
والطاغية قد يملك كرسي العرش في بلد أو حتى كرسي المدرس في مسجد صغير.
فإذا رأيتَ فظًّا غليظا سيئ الخلق حديد اللسان فاعلم أن الذين حوله مرضى وسفلة!
في قول الله تعالى (ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك) معنى لطيف:
وهو أن الصحابة قوم كرام ذووا مروءة ونفوس سليمة، فلئن جاءهم الحق على رجل فظ غليظ لم يتحملوا فظاظته وغلظته فانفضوا عنه.. إذ الفظ الغليظ لا يبق معه إلا العبيد الأذلاء ناكسوا الرؤوس المتشربون حب الدونية، فأولئك ينبت فيهم النفاق والتملق ويسري بينهم الاستخذاء والسفول.. فذلك شأن الطغاة مع أتباعهم وحاشيتهم.
والطاغية قد يملك كرسي العرش في بلد أو حتى كرسي المدرس في مسجد صغير.
فإذا رأيتَ فظًّا غليظا سيئ الخلق حديد اللسان فاعلم أن الذين حوله مرضى وسفلة!
٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
رحم الله ابن خلدون.. فسَّر ضعف شأن الإسلام بتحول تعليمه إلى "سلطنة قهر" من الشيخ في الكُتَّاب للتلاميذ، مما أفسد بأسهم وأنشأ فيهم الذلة.. وقد كان رسول الله يعلمهم الإسلام وهو حريص على عزة نفوسهم!
يقول:
"ونجد أيضا الذين يُعانون الأحكام (السلطة) وملكتها من لدن مَرْبَاهم في التأديب والتعليم في الصنائع والعلوم والديانات ينقص ذلك من بأسهم كثيرا ولا يكادون يدفعون عن أنفسهم عادية بوجه من الوجوه، وهذا شأن طلبة العلم المنتحلين للقراءة والأخذ عن المشايخ والأئمة الممارسين للتعليم والتأديب في مجالس الوقار والهيبة، فيهم هذه الاحوال وذهابها بالمنعة والبأس".
ويردُّ ابن خلدون عن تساؤل: فلماذا إذن لم يذهب بأس الصحابة رغم أنهم تأدبوا وتعلموا الدين وأخذوا العلم عن النبي؟ فيقول: لأنهم لم يأخذوا الدين كما يأخذه الناس بالتأديب والتعليم الذي هو مهنة وصنعة، بل تلقوه وهم أحرار النفس مقبلون عليه متحركون إليه فلم تنكسر نفوسهم، أو بتعبيره "كان وازعهم فيه من أنفسهم لما تُلِي عليهم من الترغيب والترهيب، ولم يكن بتعليم صناعي ولا تأديب تعليمي إنما هي أحكام الدين وآدابه المتلقاة نقلا، يأخذون أنفسهم بها بما رسخ فيهم من عقائد الإيمان والتصديق، فلم تزل سَوْرَة بأسهم مستحكمة كما كانت ولم تخدشها أظفار التأديب والحكم".
بأبي وأمي يا رسول الله!
رحم الله ابن خلدون.. فسَّر ضعف شأن الإسلام بتحول تعليمه إلى "سلطنة قهر" من الشيخ في الكُتَّاب للتلاميذ، مما أفسد بأسهم وأنشأ فيهم الذلة.. وقد كان رسول الله يعلمهم الإسلام وهو حريص على عزة نفوسهم!
يقول:
"ونجد أيضا الذين يُعانون الأحكام (السلطة) وملكتها من لدن مَرْبَاهم في التأديب والتعليم في الصنائع والعلوم والديانات ينقص ذلك من بأسهم كثيرا ولا يكادون يدفعون عن أنفسهم عادية بوجه من الوجوه، وهذا شأن طلبة العلم المنتحلين للقراءة والأخذ عن المشايخ والأئمة الممارسين للتعليم والتأديب في مجالس الوقار والهيبة، فيهم هذه الاحوال وذهابها بالمنعة والبأس".
ويردُّ ابن خلدون عن تساؤل: فلماذا إذن لم يذهب بأس الصحابة رغم أنهم تأدبوا وتعلموا الدين وأخذوا العلم عن النبي؟ فيقول: لأنهم لم يأخذوا الدين كما يأخذه الناس بالتأديب والتعليم الذي هو مهنة وصنعة، بل تلقوه وهم أحرار النفس مقبلون عليه متحركون إليه فلم تنكسر نفوسهم، أو بتعبيره "كان وازعهم فيه من أنفسهم لما تُلِي عليهم من الترغيب والترهيب، ولم يكن بتعليم صناعي ولا تأديب تعليمي إنما هي أحكام الدين وآدابه المتلقاة نقلا، يأخذون أنفسهم بها بما رسخ فيهم من عقائد الإيمان والتصديق، فلم تزل سَوْرَة بأسهم مستحكمة كما كانت ولم تخدشها أظفار التأديب والحكم".
بأبي وأمي يا رسول الله!
٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
قبل نحو 12 عاما كنت أتابع صحيفة الكرامة التي كانت قد صدرت حديثا عن حزب الكرامة "تحت التأسيس" لحمدين صباحي.. كانت بدايتها قوية في المعارضة آنذاك (2005 وما حولها)، وكانت تنشر مذكرات حسين أحمد أمين على حلقات.
لا أدري لم لم تجمع حلقاته في كتاب واحد فيما بعد، على أني أذكر منها فقرة واحدة.. تلك هي حين استكتبه مكرم محمد أحمد (حسين أمين وصف مكرم محمد أحمد بالمتلون والمنافق وصاحب الحاسة القوية في معرفة هوى النظام والاستجابة لها، لكن الصحيفة لم تصرح بالاسم)، وكان في وقت تحارب الدولة فيه الجماعات الإسلامية، وكان حسين أمين واحدا من ألمع النخب العلمانية التي تقوم بدور المدفعية السافلة ضد الإسلاميين مع فرج فودة وسعيد العشماوي ونور فرحات وغيرهم.
المهم، يروي حسين أمين أن طارق البشري لما عرف بما حصل قال له: ستستعملك الدولة ضد الإسلاميين، ثم ستستعملك في نفاقها، فإما أن تقبل وإما أن تلقى ككمِّ مهمل على قارعة الطريق. اعترف حسين أمين في مذكراته بأن رؤية طارق البشري قد صحت وأنه صار كما مهملا.
اندفعت تلك الذكرى إلى ذهني قبل قليل حين كنت اقرأ حوارا صحفيا لجلال أمين (شقيق حسين أحمد أمين، والمفكر الاقتصادي المعروف)، وفي الحوار ذكر جلال أمين تلك الفقرة:
"دعنى أذكرك بالدكتور نصر حامد أبوزيد الذى استقبلته هولندا فى منتصف التسعينيات بعد هجوم المجتمع عليه لكتاباته الجدلية فى الإسلام، ثم قابلته هناك، وظننت أنه سيكون سعيدا بحرية الكتابة فى هولندا، ثم فاجأنى بأنه حزين، لأنه اكتشف أن هولندا استقبلته ليس دعما له، لكن لاستغلاله فى تشويه الإسلام أمام مسلمى هولندا الذين كانوا فى تزايد فى تلك الفترة"
الطريف هنا أن طارق البشري نفسه -رغم نزاهته ورصانته وخبرته التاريخية- استعمله العسكر أنفسهم فيما أرادوا بعد نحو ربع القرن من نصيحته.. استفاد منه الإعلام العلماني في مسائل تسريع انتقال الحكم من المدنيين إلى العسكر فكان يرفض (لأنه مخالف للإعلان الدستوري.. الذي لطالما انتهكه العسكر ولم تعد له حرمة) ثم في التعليق على قرارات مرسي وكان دائما يعترض عليها ويراها تغولا، ثم في مواجهة قانون السلطة القضائية الذي لوح به الإخوان تلويحا فكتب البشري مقالا طويلا عريضا يؤصل فيه لكون البرلمان كسلطة تشريعية يتغول على السلطة القضائية.. حتى إذا ما تم الانقلاب عاد البشري كما مهملا لا يلتفت له أحد ولا يحرص أحد على سماع رأيه.
بإمكان المرء أن يسرد كثيرا من الأسماء والمواقف التي ظن فيها المثقف أو المفكر أو الإعلامي أن دعم جهة ما له إنما هو مجرد تقدير لفكره.. بينما كان هو أولى من يعرف أنه بطبيعة الحال مستعمل في مشروع، وأن عالم الدول والسياسة لا يحتفظ بالأخلاق النقية.. وأنه ينبغي أن يستعد للحظة الفراق متجنبا أن يكون في أي لحظة أداة استعمال لمآلات أخرى..
نفس ما يقال هنا يُقال الآن بشأن ما يجري في مصر.. ثمة تيار من المغفلين استعملهم العسكر في الانقلاب وهم يحسبون أنهم يشعلون ثورة على حكم الإخوان! وهو بخلاف تيار الخونة الذين حركهم العداء للإسلام أو للإخوان دون أن يبصروا مواقع أقدامهم.
وهو نفس ما يُقال الآن بعد حادثة سيناء..
لنفرض أن تنظيم الدولة (ولاية سيناء) هو من قام بها، بل ولنفرض أنه قام بها يقينا وعقيدة دون اختراق أو توجيه من طرف أمني.. فماذا نستنتج؟!
هل نستنتج أن مصر تحارب الإرهاب؟
هل نستنتج أن مقاومة العسكر تساوي الإرهاب؟
هل نسحب ما وقع في تلك الحادثة التي استنكرها الجميع (حتى جماعة جند الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة في سيناء استنكرتها في بيان واضح) على سائر أطياف مقاومة الحكم العسكري في مصر؟
لينظر "المثقفون" أين تنزل كلماتهم؟ أين يضعون أقدامهم؟ ما مآل مواقفهم؟ من المستفيد من تصريحاتهم وبياناتهم وأقوالهم؟
محاولات تزييف الحقائق لن تضر إلا صورتهم هم.. الآن أو غدا أو بعد غد حين يفتش الناس في التاريخ.. وفي كل الأحوال حين يلقون الله تعالى فيحاسبهم لا على الصدق والكذب، بل على هدفهم ونيتهم من قول الصدق نفسه (ليسأل الصادقين عن صدقهم)، فكم يُقال الصدق ويراد به الوقيعة، وكم من كلمة حق أريد بها باطل كما فقه علي رضي الله عنه.
استهداف المدنيين العزل أمر لم يفعله إلا العسكر أنفسهم -وسط تطبيل مثقفيهم وإعلامهم- وفئات من الغلاة يتبرأ منها ويحاربها كل صاحب دين وإيمان.. بل ساحات الجهاد نفسها تشهد حربا ضروسا بين الفصائل الجهادية وفصائل الخوارج أولئك!
والغلو أمر لا يمكن فصله -دائما- عن طبيعة البيئة التي صنعته، وهي في حالتنا هذه النظام العسكري العلماني المتوحش الذي لم يتردد في صناعة المذابح.. فللعسكر أنفسهم النصيب الكبير من هجرة الكثيرين إلى الغلو.
يريد العسكر الآن، في ظل حادثة شاذة لم يقع في مصر قبلها مثلها، أن يصم جميع من يقاومونه بالإرهاب ويعمم عليهم جميعا تلك الحادثة.. والمصيبة أن بعض كلام "المثقفين" المحسوبين على الثورة تصب في نفس الهدف..
قبل نحو 12 عاما كنت أتابع صحيفة الكرامة التي كانت قد صدرت حديثا عن حزب الكرامة "تحت التأسيس" لحمدين صباحي.. كانت بدايتها قوية في المعارضة آنذاك (2005 وما حولها)، وكانت تنشر مذكرات حسين أحمد أمين على حلقات.
لا أدري لم لم تجمع حلقاته في كتاب واحد فيما بعد، على أني أذكر منها فقرة واحدة.. تلك هي حين استكتبه مكرم محمد أحمد (حسين أمين وصف مكرم محمد أحمد بالمتلون والمنافق وصاحب الحاسة القوية في معرفة هوى النظام والاستجابة لها، لكن الصحيفة لم تصرح بالاسم)، وكان في وقت تحارب الدولة فيه الجماعات الإسلامية، وكان حسين أمين واحدا من ألمع النخب العلمانية التي تقوم بدور المدفعية السافلة ضد الإسلاميين مع فرج فودة وسعيد العشماوي ونور فرحات وغيرهم.
المهم، يروي حسين أمين أن طارق البشري لما عرف بما حصل قال له: ستستعملك الدولة ضد الإسلاميين، ثم ستستعملك في نفاقها، فإما أن تقبل وإما أن تلقى ككمِّ مهمل على قارعة الطريق. اعترف حسين أمين في مذكراته بأن رؤية طارق البشري قد صحت وأنه صار كما مهملا.
اندفعت تلك الذكرى إلى ذهني قبل قليل حين كنت اقرأ حوارا صحفيا لجلال أمين (شقيق حسين أحمد أمين، والمفكر الاقتصادي المعروف)، وفي الحوار ذكر جلال أمين تلك الفقرة:
"دعنى أذكرك بالدكتور نصر حامد أبوزيد الذى استقبلته هولندا فى منتصف التسعينيات بعد هجوم المجتمع عليه لكتاباته الجدلية فى الإسلام، ثم قابلته هناك، وظننت أنه سيكون سعيدا بحرية الكتابة فى هولندا، ثم فاجأنى بأنه حزين، لأنه اكتشف أن هولندا استقبلته ليس دعما له، لكن لاستغلاله فى تشويه الإسلام أمام مسلمى هولندا الذين كانوا فى تزايد فى تلك الفترة"
الطريف هنا أن طارق البشري نفسه -رغم نزاهته ورصانته وخبرته التاريخية- استعمله العسكر أنفسهم فيما أرادوا بعد نحو ربع القرن من نصيحته.. استفاد منه الإعلام العلماني في مسائل تسريع انتقال الحكم من المدنيين إلى العسكر فكان يرفض (لأنه مخالف للإعلان الدستوري.. الذي لطالما انتهكه العسكر ولم تعد له حرمة) ثم في التعليق على قرارات مرسي وكان دائما يعترض عليها ويراها تغولا، ثم في مواجهة قانون السلطة القضائية الذي لوح به الإخوان تلويحا فكتب البشري مقالا طويلا عريضا يؤصل فيه لكون البرلمان كسلطة تشريعية يتغول على السلطة القضائية.. حتى إذا ما تم الانقلاب عاد البشري كما مهملا لا يلتفت له أحد ولا يحرص أحد على سماع رأيه.
بإمكان المرء أن يسرد كثيرا من الأسماء والمواقف التي ظن فيها المثقف أو المفكر أو الإعلامي أن دعم جهة ما له إنما هو مجرد تقدير لفكره.. بينما كان هو أولى من يعرف أنه بطبيعة الحال مستعمل في مشروع، وأن عالم الدول والسياسة لا يحتفظ بالأخلاق النقية.. وأنه ينبغي أن يستعد للحظة الفراق متجنبا أن يكون في أي لحظة أداة استعمال لمآلات أخرى..
نفس ما يقال هنا يُقال الآن بشأن ما يجري في مصر.. ثمة تيار من المغفلين استعملهم العسكر في الانقلاب وهم يحسبون أنهم يشعلون ثورة على حكم الإخوان! وهو بخلاف تيار الخونة الذين حركهم العداء للإسلام أو للإخوان دون أن يبصروا مواقع أقدامهم.
وهو نفس ما يُقال الآن بعد حادثة سيناء..
لنفرض أن تنظيم الدولة (ولاية سيناء) هو من قام بها، بل ولنفرض أنه قام بها يقينا وعقيدة دون اختراق أو توجيه من طرف أمني.. فماذا نستنتج؟!
هل نستنتج أن مصر تحارب الإرهاب؟
هل نستنتج أن مقاومة العسكر تساوي الإرهاب؟
هل نسحب ما وقع في تلك الحادثة التي استنكرها الجميع (حتى جماعة جند الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة في سيناء استنكرتها في بيان واضح) على سائر أطياف مقاومة الحكم العسكري في مصر؟
لينظر "المثقفون" أين تنزل كلماتهم؟ أين يضعون أقدامهم؟ ما مآل مواقفهم؟ من المستفيد من تصريحاتهم وبياناتهم وأقوالهم؟
محاولات تزييف الحقائق لن تضر إلا صورتهم هم.. الآن أو غدا أو بعد غد حين يفتش الناس في التاريخ.. وفي كل الأحوال حين يلقون الله تعالى فيحاسبهم لا على الصدق والكذب، بل على هدفهم ونيتهم من قول الصدق نفسه (ليسأل الصادقين عن صدقهم)، فكم يُقال الصدق ويراد به الوقيعة، وكم من كلمة حق أريد بها باطل كما فقه علي رضي الله عنه.
استهداف المدنيين العزل أمر لم يفعله إلا العسكر أنفسهم -وسط تطبيل مثقفيهم وإعلامهم- وفئات من الغلاة يتبرأ منها ويحاربها كل صاحب دين وإيمان.. بل ساحات الجهاد نفسها تشهد حربا ضروسا بين الفصائل الجهادية وفصائل الخوارج أولئك!
والغلو أمر لا يمكن فصله -دائما- عن طبيعة البيئة التي صنعته، وهي في حالتنا هذه النظام العسكري العلماني المتوحش الذي لم يتردد في صناعة المذابح.. فللعسكر أنفسهم النصيب الكبير من هجرة الكثيرين إلى الغلو.
يريد العسكر الآن، في ظل حادثة شاذة لم يقع في مصر قبلها مثلها، أن يصم جميع من يقاومونه بالإرهاب ويعمم عليهم جميعا تلك الحادثة.. والمصيبة أن بعض كلام "المثقفين" المحسوبين على الثورة تصب في نفس الهدف..
وحين يبلغ العسكر أهدافهم، يعود أولئك كما مهملا ملقى على قارعة الطريق.. أو حتى ملقى في زنزانة.. ولعلها نفس الزنزانة التي يقبع فيها الذي هتف بأعلى صوته "سلميتنا أقوى من الرصاص"!!
فتكتمل سردية العبث.. سردية مثقف تائه لا يعرف ماذا يقول ولا متى يقول ولا إلى أي هدف تُستعمل مقالته؟!
فتكتمل سردية العبث.. سردية مثقف تائه لا يعرف ماذا يقول ولا متى يقول ولا إلى أي هدف تُستعمل مقالته؟!
كتب قبل 4 سنوات! والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
لم يبق من خلاف بيننا وبين المعجبين بالغنوشي أو التجربة التونسية إلا أن تذوق تونس لهيب أسواط العلمانيين من جديد.. سيحدث وسنرى!
https://www.facebook.com/mohammad.elhamy/posts/10152432803016615
٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
لم يبق من خلاف بيننا وبين المعجبين بالغنوشي أو التجربة التونسية إلا أن تذوق تونس لهيب أسواط العلمانيين من جديد.. سيحدث وسنرى!
https://www.facebook.com/mohammad.elhamy/posts/10152432803016615
Facebook
محمد إلهامي
لم يبق من خلاف بيننا وبين المعجبين بالغنوشي أو التجربة التونسية إلا أن تذوق تونس لهيب أسواط العلمانيين من جديد.. سيحدث وسنرى!
٢٦ نوفمبر ٢٠١٣
من أعاجيب أهل الباطل أنهم عبدوا عجلا صنعوه بأيديهم، وبعدها بفترة قالوا لنبيهم "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"
انظر كيف يتلاعب الشيطان بالعقول
من أعاجيب أهل الباطل أنهم عبدوا عجلا صنعوه بأيديهم، وبعدها بفترة قالوا لنبيهم "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"
انظر كيف يتلاعب الشيطان بالعقول
٢٦ نوفمبر ٢٠١٣
المعركة صفرية ووجودية من كلا الطرفين (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودون في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) #قرآن
المعركة صفرية ووجودية من كلا الطرفين (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودون في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) #قرآن
٢٧ نوفمبر ٢٠١٦
قال تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت)
آية عجيبة.. تُعرِّف الإنسان جهله وضعفه واحتياجه لله.. وفي ذات الوقت تعطيه الأمل في الكسب، ثم تمنعه الركون إلى الدنيا بذكر الموت..
سبحان من جعل كلامه مكنوزا بالمعاني، تفيض في كل وقت بجديد غير مسبوق، لا يُملُّ منه، ولا يفقد بريقه وأثره!
قال تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت)
آية عجيبة.. تُعرِّف الإنسان جهله وضعفه واحتياجه لله.. وفي ذات الوقت تعطيه الأمل في الكسب، ثم تمنعه الركون إلى الدنيا بذكر الموت..
سبحان من جعل كلامه مكنوزا بالمعاني، تفيض في كل وقت بجديد غير مسبوق، لا يُملُّ منه، ولا يفقد بريقه وأثره!
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
حدثني أستاذ دكتور كان يدرس في أمريكا لحظة اندلاع الثورة الإيرانية والتي تطورت إلى احتجاز البعثة الأمريكية في السفارة.. يقول: كان الجميع يستنكر الوحشية واللا إنسانية والتطرف والتعصب الإيراني الذي يحتجز بشرا في سفارة ولا يسمح لهم بالحرية.. سأله أمريكي يوما: هل ترضى عن هذا؟ فرد عليه صاحبنا: لكن لماذا فعلوا ذلك؟.. هنا صعق الأمريكي كأنه يسمع شيئا عجبا!.. إن الضغط الإعلامي والتحليلات المتدفقة تجيب عن كل الأسئلة إلا هذا السؤال المنطقي البديهي التلقائي: ترى لماذا فعلوا هذا؟
نفس المسألة هنا والآن.. يردد الكثيرون كلمة "مش أحسن من سوريا والعراق" كالعلكة ليل نهار.. ويتفننون في إثبات أن الرضا بحكم السيسي هو الواجب الوطني الذي يجنبنا مصير سوريا والعراق.. ويتجنبون جميعا السؤال التلقائي الطبيعي البديهي: من الذي صنع بسوريا والعراق كل هذا الدمار؟ّ!
هل هم الشعوب؟ الثوار؟ الحركات الإسلامية؟ تنظيم القاعدة أو حتى داعش؟!!!!
إن الحقيقة التي لا شك فيها مثقال ذرة ولا للحظة أن كل هذا الدمار الهائل إنما صنعه الاحتلال الأجنبي مباشرة.. أو صنعه أمثال السيسي أنفسهم: القذافي وبشار!
ثم ما الذي يجعلنا نصل إلى سوريا والعراق إن كان السيسي قائدا وطنيا وإنسانيا وهو يعلن بنفسه "لو الناس مش عايزاني مش محتاجين تنزلوا مظاهرات.. أمشي لوحدي بلا تردد".. ما الذي يجعلنا نصل إلى سوريا والعراق أصلا؟!
مجرد طرح هذه الفكرة "أحسن من سوريا والعراق" هو دليل على أن طبيعة الحكام هي الوحشية الهائلة التي لا ترحم ولا تفكر في رحمة، والتي لا تتردد في تدمير الأوطان كلها وإهلاك الملايين وعشرات الملايين مقابل الكرسي.. السيسي وبشار والقذافي وأمثالهم لديهم كامل الاستعداد أن يحكموا الأوطان الخراب على أن يعيشوا كبشر عاديين في أوطان عامرة.
والاستسلام لأمثال هؤلاء لا يصل بالأوطان إلى أن تكون مثل ألمانيا أو اليابان.. بل ولا حتى يحفظها على ما فيها من أشباه العمران.. بل هو يسوقها ويقودها نحو الخراب والدمار والاحتلال.. فالطاغية خراب في كل حال.. لكنه خراب مستعجل حين يثور الناس (مع احتمال انتصارهم) وخراب بطيئ حين يستسلم الناس مع تسليمهم في نهاية الأمر لنفس الاحتلال والدمار.
حتى داعش التي تُسوق الآن كأنها الشيطان نفسه.. وفي داعش من الانحراف والخلل والفجور ما ليس هذا موضع بيانه.. لكن حتى داعش لا تبلغ جرائمها كلها واحدا على الألف أو على المليون من الجرائم التي ارتكبها حاكم عربي واحد فقط!!!
بل إن داعش نفسها ذنب من ذنوبهم، وجريمة من جرائمهم.. فلولا أولئك المجرمون ما انتعش الغلو ولا تغذى ولا تضخم ولا صار بيئة جاذبة للشباب الفوار بالانتقام.
حدثني أستاذ دكتور كان يدرس في أمريكا لحظة اندلاع الثورة الإيرانية والتي تطورت إلى احتجاز البعثة الأمريكية في السفارة.. يقول: كان الجميع يستنكر الوحشية واللا إنسانية والتطرف والتعصب الإيراني الذي يحتجز بشرا في سفارة ولا يسمح لهم بالحرية.. سأله أمريكي يوما: هل ترضى عن هذا؟ فرد عليه صاحبنا: لكن لماذا فعلوا ذلك؟.. هنا صعق الأمريكي كأنه يسمع شيئا عجبا!.. إن الضغط الإعلامي والتحليلات المتدفقة تجيب عن كل الأسئلة إلا هذا السؤال المنطقي البديهي التلقائي: ترى لماذا فعلوا هذا؟
نفس المسألة هنا والآن.. يردد الكثيرون كلمة "مش أحسن من سوريا والعراق" كالعلكة ليل نهار.. ويتفننون في إثبات أن الرضا بحكم السيسي هو الواجب الوطني الذي يجنبنا مصير سوريا والعراق.. ويتجنبون جميعا السؤال التلقائي الطبيعي البديهي: من الذي صنع بسوريا والعراق كل هذا الدمار؟ّ!
هل هم الشعوب؟ الثوار؟ الحركات الإسلامية؟ تنظيم القاعدة أو حتى داعش؟!!!!
إن الحقيقة التي لا شك فيها مثقال ذرة ولا للحظة أن كل هذا الدمار الهائل إنما صنعه الاحتلال الأجنبي مباشرة.. أو صنعه أمثال السيسي أنفسهم: القذافي وبشار!
ثم ما الذي يجعلنا نصل إلى سوريا والعراق إن كان السيسي قائدا وطنيا وإنسانيا وهو يعلن بنفسه "لو الناس مش عايزاني مش محتاجين تنزلوا مظاهرات.. أمشي لوحدي بلا تردد".. ما الذي يجعلنا نصل إلى سوريا والعراق أصلا؟!
مجرد طرح هذه الفكرة "أحسن من سوريا والعراق" هو دليل على أن طبيعة الحكام هي الوحشية الهائلة التي لا ترحم ولا تفكر في رحمة، والتي لا تتردد في تدمير الأوطان كلها وإهلاك الملايين وعشرات الملايين مقابل الكرسي.. السيسي وبشار والقذافي وأمثالهم لديهم كامل الاستعداد أن يحكموا الأوطان الخراب على أن يعيشوا كبشر عاديين في أوطان عامرة.
والاستسلام لأمثال هؤلاء لا يصل بالأوطان إلى أن تكون مثل ألمانيا أو اليابان.. بل ولا حتى يحفظها على ما فيها من أشباه العمران.. بل هو يسوقها ويقودها نحو الخراب والدمار والاحتلال.. فالطاغية خراب في كل حال.. لكنه خراب مستعجل حين يثور الناس (مع احتمال انتصارهم) وخراب بطيئ حين يستسلم الناس مع تسليمهم في نهاية الأمر لنفس الاحتلال والدمار.
حتى داعش التي تُسوق الآن كأنها الشيطان نفسه.. وفي داعش من الانحراف والخلل والفجور ما ليس هذا موضع بيانه.. لكن حتى داعش لا تبلغ جرائمها كلها واحدا على الألف أو على المليون من الجرائم التي ارتكبها حاكم عربي واحد فقط!!!
بل إن داعش نفسها ذنب من ذنوبهم، وجريمة من جرائمهم.. فلولا أولئك المجرمون ما انتعش الغلو ولا تغذى ولا تضخم ولا صار بيئة جاذبة للشباب الفوار بالانتقام.
لا حلَّ في هذه الدنيا إلا أن نؤمن أنها دار ابتلاء وشقاء، وأن نتسلح بهذا نفسيا.. انتظار الراحة والسعادة والهناءة كانتظار سراب..
مشكلتنا أننا لم نترب على كتاب ربنا وسنة نبينا، كان الرافد القوي في تربيتنا لقصص وحكايات ومسلسلات تبشرنا بلحظة سعادة في نهاية الطريق، ونحن لا نزال نحاول الوصول إلى هذه النقطة التي يبدو لنا في كل مرة أنها ليست كما تخيلنا وإنما هي مرحلة أخرى من عناء جديد..
لو تربينا على القرآن والسنة لوجدنا كل آية وحديث تنطقان تصريحا وتلميحا بأن هذه الحياة رحلة معاناة..
ربما لهذا كان للمسلم في كل وقت وحال ذكر، إذ لو تأملنا في معاني هذا الذكر لوجدناه يغرس فينا ويذكرنا بالآخرة..
ترى متى نتخلص من هذا الرافد الفاسد في تربيتنا وتكويننا لنتأهل نفسيا وروحيا لمواجهة هذه المشقات والمضرات، لا يصدمنا خذلان حبيب ولا يُقعدنا بُعد المسير، ولا يهزمنا أذى الناس؟!
اللهم أنت المستعان..
مشكلتنا أننا لم نترب على كتاب ربنا وسنة نبينا، كان الرافد القوي في تربيتنا لقصص وحكايات ومسلسلات تبشرنا بلحظة سعادة في نهاية الطريق، ونحن لا نزال نحاول الوصول إلى هذه النقطة التي يبدو لنا في كل مرة أنها ليست كما تخيلنا وإنما هي مرحلة أخرى من عناء جديد..
لو تربينا على القرآن والسنة لوجدنا كل آية وحديث تنطقان تصريحا وتلميحا بأن هذه الحياة رحلة معاناة..
ربما لهذا كان للمسلم في كل وقت وحال ذكر، إذ لو تأملنا في معاني هذا الذكر لوجدناه يغرس فينا ويذكرنا بالآخرة..
ترى متى نتخلص من هذا الرافد الفاسد في تربيتنا وتكويننا لنتأهل نفسيا وروحيا لمواجهة هذه المشقات والمضرات، لا يصدمنا خذلان حبيب ولا يُقعدنا بُعد المسير، ولا يهزمنا أذى الناس؟!
اللهم أنت المستعان..
كلما جاءت مصيبة -ومصائبنا غزيرة- استفزتني لأكتب عنها لم ألبث إلا قليلا حتى أراها وقعت بفعل هؤلاء الحكام العملاء المجرمين.
إن سب وشتم وتحقير أولئك الحكام أقل أقل الواجب وأضعف أضعف الإيمان، وليس من جهاد أعظم من الجهاد في إسقاطهم وإزالة أنظمتهم.. بل إن تسليط الكلام عليهم والعمل ضدهم هو نصرة لكل قضايا المسلمين في كل مكان، فكأن هذا العمل هو باب لكل الأعمال، وكأنه يغني عن كل ما سواه من حديث الاستعطاف والمناصرة والإغاثة!
ماذا كان يمكن أن يفعل الاحتلال في مصر أكثر مما فعله السيسي، ولقد جربنا والله احتلال الفرنسيين والإنجليز فكان احتلال العسكر منذ عبد الناصر حتى السيسي أبشع منه وأسوأ وأشد.
ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي لليمن أكثر مما فعله ابن سلمان فيه؟! بل ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي في السعودية نفسها أكثر مما فعله آل سعود فيهم: رفعوا حقيرهم ووضعوا شريفهم وأفقروا أهلهم وقهروهم وأذلوهم.. ثم أقعدوا الصليبيين في ديارهم، ثم هاهم الصليبيون أنفسهم يحدثوننا عن دورهم في حماية إسرائيل فيوفرون علينا عناء إثبات الجرائم واستجلاب الأدلة!
ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي في سوريا أكثر مما فعله حافظ الأسد وولده؟!
اللهم اشف صدورنا برؤية مقاتِل هؤلاء وذلهم وخزيهم.. فهو والله شفاء لكل هذه الأمة!
إن سب وشتم وتحقير أولئك الحكام أقل أقل الواجب وأضعف أضعف الإيمان، وليس من جهاد أعظم من الجهاد في إسقاطهم وإزالة أنظمتهم.. بل إن تسليط الكلام عليهم والعمل ضدهم هو نصرة لكل قضايا المسلمين في كل مكان، فكأن هذا العمل هو باب لكل الأعمال، وكأنه يغني عن كل ما سواه من حديث الاستعطاف والمناصرة والإغاثة!
ماذا كان يمكن أن يفعل الاحتلال في مصر أكثر مما فعله السيسي، ولقد جربنا والله احتلال الفرنسيين والإنجليز فكان احتلال العسكر منذ عبد الناصر حتى السيسي أبشع منه وأسوأ وأشد.
ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي لليمن أكثر مما فعله ابن سلمان فيه؟! بل ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي في السعودية نفسها أكثر مما فعله آل سعود فيهم: رفعوا حقيرهم ووضعوا شريفهم وأفقروا أهلهم وقهروهم وأذلوهم.. ثم أقعدوا الصليبيين في ديارهم، ثم هاهم الصليبيون أنفسهم يحدثوننا عن دورهم في حماية إسرائيل فيوفرون علينا عناء إثبات الجرائم واستجلاب الأدلة!
ماذا كان يمكن أن يفعل احتلال أجنبي في سوريا أكثر مما فعله حافظ الأسد وولده؟!
اللهم اشف صدورنا برؤية مقاتِل هؤلاء وذلهم وخزيهم.. فهو والله شفاء لكل هذه الأمة!