Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
🔴 العدد الجديد من مجلة (أنصار النبي ﷺ)
يسعدنا أن نقدم لكم العدد (الثالث عشر) من المجلة الشهرية (أنصار النبي ﷺ)، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
للتحميل:
◀️ رابط أرشيف: ia902602.us.archive.org/29/items/ansar13/ansar13.pdf
◀️ رابط تليجرام: t.me/ansarmagazine/379
يسعدنا أن نقدم لكم العدد (الثالث عشر) من المجلة الشهرية (أنصار النبي ﷺ)، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.
للتحميل:
◀️ رابط أرشيف: ia902602.us.archive.org/29/items/ansar13/ansar13.pdf
◀️ رابط تليجرام: t.me/ansarmagazine/379
الطبيعة الجغرافية لأوروبا أنتجت أمما معزولة، الأمم كوّنت دولا، فمعنى الدولة عندهم هو ذاته معنى الأمة!
خلاف الحال عندنا، أمتنا واحدة، حدودنا صنعها الاحتلال، خط الحدود قسم القبيلة الواحدة والقرية الواحدة!
لئن تعاركت الأنظمة فلا يجوز أن تشرب الشعوب هذه العداوة ولا أن تنتجها أبدا!
لا مصلحة لأهل المغرب في معاداة أهل الجزائر، ولا العكس.. ولا مصلحة لأهل مصر في معاداة أهل السودان ولا العكس، ولا أهل الشام والعراق والجزيرة العربية واليمن... وهكذا!
سائر هذه العداوات هي عداوات مصالح، عداوات أنظمة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وحرامٌ على المظلوم المقهور تحت نظام ما أن يعادي المظلوم المقهور تحت النظام الآخر.. وكلاهما في الهم والغم والقهر واحد!!
خلاف الحال عندنا، أمتنا واحدة، حدودنا صنعها الاحتلال، خط الحدود قسم القبيلة الواحدة والقرية الواحدة!
لئن تعاركت الأنظمة فلا يجوز أن تشرب الشعوب هذه العداوة ولا أن تنتجها أبدا!
لا مصلحة لأهل المغرب في معاداة أهل الجزائر، ولا العكس.. ولا مصلحة لأهل مصر في معاداة أهل السودان ولا العكس، ولا أهل الشام والعراق والجزيرة العربية واليمن... وهكذا!
سائر هذه العداوات هي عداوات مصالح، عداوات أنظمة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وحرامٌ على المظلوم المقهور تحت نظام ما أن يعادي المظلوم المقهور تحت النظام الآخر.. وكلاهما في الهم والغم والقهر واحد!!
تعليقات عمرو أديب وإبراهيم عيسى على الأحداث تفيد أن نظام #السيسي_عدو_الله يريد العودة إلى نهج مبارك -أحرقه الله في قبره- حيث تمثل الكلاب المنافقة دور المعارضة، ويمثل السفاح دور من يسمح بحرية التعبير!!
ترى هل تنجح نفس الخطة من جديد؟! هل ينخدع الناس مرة أخرى بهؤلاء الأقذار؟!
ترى هل تنجح نفس الخطة من جديد؟! هل ينخدع الناس مرة أخرى بهؤلاء الأقذار؟!
- لماذا تبدو نتائج الانتخابات التركية غير مبشرة في مسيرة المشروع التركي؟
- ما تفسير تراجع أردوغان في مناطق عرفت بأنها معاقل للإسلاميين؟
- كيف يمكن أن تنعكس علاقات التقارب بين تركيا وبين مصر وسوريا على المصريين والسوريين؟
- هل يقتصر دور العلماء على التأييد والمساندة دون التقويم والتصحيح والمراقبة؟
- ماذا نتوقع لتركيا والعالم العربي بعد فوز أردوغان؟
هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها كلا من:
د. أحمد موفق زيدان | الإعلامي المعروف بشبكة الجزيرة
محمد إلهامي | الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
ضمن الندوة التي نظمها مركز الشيخ علي الغرياني للكتاب، أدار الندوة | مصطفى البدري
https://youtu.be/y_1BrY01W1k
- ما تفسير تراجع أردوغان في مناطق عرفت بأنها معاقل للإسلاميين؟
- كيف يمكن أن تنعكس علاقات التقارب بين تركيا وبين مصر وسوريا على المصريين والسوريين؟
- هل يقتصر دور العلماء على التأييد والمساندة دون التقويم والتصحيح والمراقبة؟
- ماذا نتوقع لتركيا والعالم العربي بعد فوز أردوغان؟
هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها كلا من:
د. أحمد موفق زيدان | الإعلامي المعروف بشبكة الجزيرة
محمد إلهامي | الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
ضمن الندوة التي نظمها مركز الشيخ علي الغرياني للكتاب، أدار الندوة | مصطفى البدري
https://youtu.be/y_1BrY01W1k
YouTube
وقفة مع نتائج الانتخابات التركية، وماذا بعد هذا الفوز
- لماذا تبدو نتائج الانتخابات التركية غير مبشرة في مسيرة المشروع التركي؟
- ما تفسير تراجع أردوغان في مناطق عرفت بأنها معاقل للإسلاميين؟
- كيف يمكن أن تنعكس علاقات التقارب بين تركيا وبين مصر وسوريا على المصريين والسوريين؟
- هل يقتصر دور العلماء على التأييد…
- ما تفسير تراجع أردوغان في مناطق عرفت بأنها معاقل للإسلاميين؟
- كيف يمكن أن تنعكس علاقات التقارب بين تركيا وبين مصر وسوريا على المصريين والسوريين؟
- هل يقتصر دور العلماء على التأييد…
#الشهيد_البطل #فخر_العرب_الحقيقي محمد صلاح.. دليل جديد على أن النظام الذي يحكمنا نظام خائن ليس منا.. الشعب يحتفي به ويفخر، والنظام الفاجر كلاب #السيسي_عدو_الله يطمس ذكره ويقبض على أقاربه!!
ويشاء ربك أن يكون اسمه "محمد صلاح" ليتذكر الناس دوما معنى البطولة الحقيقية، ولتتفجر المقارنة في وجه الجميع بين رجليْن يحملان الاسم نفسه!!
وقديما قال الشاعر:
ضدان إذا اجتمعا حَسُنا .. والضدّ يُظْهِر حسنَه الضدُّ
#جندي_مصري
#فخر_العرب_الحقيقي
#الشهيد_البطل
وقديما قال الشاعر:
ضدان إذا اجتمعا حَسُنا .. والضدّ يُظْهِر حسنَه الضدُّ
#جندي_مصري
#فخر_العرب_الحقيقي
#الشهيد_البطل
هذه طرفة.. أكتبها وأنا ضاحك ومتبسم ومتأمل.. فاقرأها وأنتَ كذلك لتحسن فهمها!
في موضوع "محمد صلاح" الأخير، أبدع الناس في التحايل على قوانين التواصل الاجتماعي لئلا يُحظَروا..
لا بأس بذلك..
البأس عندي في الذي كان مثاليا قبل أسبوعين، لا يقبل من أردوغان أي تنازل أو مراوغات وهو يحكم دولة، ورضي لنفسه أن يراوغ ويناور ولا يقول الحق صريحا حفاظا على حسابه على الفيسبوك :)
قريبا -فيما يبدو- سأُجَنّ من أولئك العمليين في حياتهم، المثاليين في تقييم الناس.. المَرِنِين في صغائر أمورهم، المتصلبين في عظائم أمور العاملين!!
من يخبرك حاله أنه يستحيل أن يصنع مشروعا حقيقيا، لا، بل يخبرك حاله أنه لن يقبل أن يقوم أمامه مشروع، فإن استطاع هدمه، وإلا ظل يشير إلى نقائصه وثغراته!!
صبحكم الله بالخير..
(وقبل أن أمضي، ها أنا أقسم بالله أني لا أقصد بهذا المنشور أحدا بعينه)
في موضوع "محمد صلاح" الأخير، أبدع الناس في التحايل على قوانين التواصل الاجتماعي لئلا يُحظَروا..
لا بأس بذلك..
البأس عندي في الذي كان مثاليا قبل أسبوعين، لا يقبل من أردوغان أي تنازل أو مراوغات وهو يحكم دولة، ورضي لنفسه أن يراوغ ويناور ولا يقول الحق صريحا حفاظا على حسابه على الفيسبوك :)
قريبا -فيما يبدو- سأُجَنّ من أولئك العمليين في حياتهم، المثاليين في تقييم الناس.. المَرِنِين في صغائر أمورهم، المتصلبين في عظائم أمور العاملين!!
من يخبرك حاله أنه يستحيل أن يصنع مشروعا حقيقيا، لا، بل يخبرك حاله أنه لن يقبل أن يقوم أمامه مشروع، فإن استطاع هدمه، وإلا ظل يشير إلى نقائصه وثغراته!!
صبحكم الله بالخير..
(وقبل أن أمضي، ها أنا أقسم بالله أني لا أقصد بهذا المنشور أحدا بعينه)
منذ بدأت مشوار القراءة في الفكر الإسلامي بزغ لي اسم كتاب "الإسلام وأصول الحكم - علي عبد الرازق"، ولأننا كنا في الصعيد العميق حيث لا تصل الكتب لم نصل إليه، حتى نزل يوما كهدية مجانية مع مجلة ما (لا أذكر اسمها الآن).
لا أنكر أني تهيبتُ قراءته، فهذا الكتاب الذي ردَّ عليه جمهرة من العلماء، وأثار ضجة كبرى لا بد أن يكون ثقيلا.. فكانت الصدمة الأولى حين رأيت حجمه الصغير!!
لا بأس.. ترى الرجل النحيف فتزدريه .. وفي أثوابه أسد هصور
ولعل خير الكلام ما قلّ ودلّ!
فلما قرأته، كانت الصدمة الحقيقية.. الكتاب فعلا تافه! وأحسن ما فيه لغته التي هي نفسها لغة ركيكة بالنسبة إلى عصره! وتفاهته هذه وصف مجرد محايد لا علاقة له بالموقف من المضمون!
هذا الكتاب، بالنسبة إلى زمنه، هو بالنسبة إلى زماننا مثل مقطع تيك توك سخيف أو منشور فيسبوك لزج!!
لكن، متى كانت الأمور تجري بالقيمة الذاتية؟!
ألا ترى إلى أحمد موسى ولميس الحديدي ونشأت الديهي.. كيف صاروا من أكابر الإعلاميين؟!!
السرُّ يكمن في القوة الدافعة التي تستطيع أن ترفع الوضيع وأن تحط الرفيع!
وهذا الكتاب، كما قال أستاذنا جلال كشك رحمه الله، كانت قيمته في أن عمة أزهرية كتبتْه، فهو شهادة زور على علماء الإسلام لا غير.. وإن المكتوب في رفض فكرة الحكم في الإسلام على يد علمانيين ومستشرقين كان أقوى منه بكثير بكثير بكثير.
شبيه من هذا حين سرق طه حسين فكرة مرجليوث عن الشعر الجاهلي، جميع من حضر الواقعة يعرف أنها سرقة، لكن مرجليوث نفسه شهد لطه حسين أنه جاء بالجديد الأصيل.. لماذا؟! لأن هذه الفكرة حين تصدر من العربي الأزهري تكون أكبر أثرا ومصداقية منها حين تصدر عن المستشرق التنصيري!!
وكانت صدمة.. لم تزدها الأيام إلا رسوخا..
وكانت خطوة في مشوار يزيدني كل يوم يقينا في أن الحقيقة مهما كانت ساطعة لو تسلطت عليها السهام لصارت شكا، وأن الوهم مهما كان خرافة لو تسلطت عليه الأضواء لصار حقا..
ولا ينجو الإنسان في هذه الحياة، إلا إذا كان تمسك وتماسك واحتاط لعقله وأعطى لنفسه الفرصة ليتأمل الفكرة والواقع، ويقاوم التيار الذي يغمره ويوجهه.
وهذا هو قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا}
وهذه الآية هي خلاصة سورة سبأ.. سأضع لك في التعليقات مقالا عن ذلك!
لا أنكر أني تهيبتُ قراءته، فهذا الكتاب الذي ردَّ عليه جمهرة من العلماء، وأثار ضجة كبرى لا بد أن يكون ثقيلا.. فكانت الصدمة الأولى حين رأيت حجمه الصغير!!
لا بأس.. ترى الرجل النحيف فتزدريه .. وفي أثوابه أسد هصور
ولعل خير الكلام ما قلّ ودلّ!
فلما قرأته، كانت الصدمة الحقيقية.. الكتاب فعلا تافه! وأحسن ما فيه لغته التي هي نفسها لغة ركيكة بالنسبة إلى عصره! وتفاهته هذه وصف مجرد محايد لا علاقة له بالموقف من المضمون!
هذا الكتاب، بالنسبة إلى زمنه، هو بالنسبة إلى زماننا مثل مقطع تيك توك سخيف أو منشور فيسبوك لزج!!
لكن، متى كانت الأمور تجري بالقيمة الذاتية؟!
ألا ترى إلى أحمد موسى ولميس الحديدي ونشأت الديهي.. كيف صاروا من أكابر الإعلاميين؟!!
السرُّ يكمن في القوة الدافعة التي تستطيع أن ترفع الوضيع وأن تحط الرفيع!
وهذا الكتاب، كما قال أستاذنا جلال كشك رحمه الله، كانت قيمته في أن عمة أزهرية كتبتْه، فهو شهادة زور على علماء الإسلام لا غير.. وإن المكتوب في رفض فكرة الحكم في الإسلام على يد علمانيين ومستشرقين كان أقوى منه بكثير بكثير بكثير.
شبيه من هذا حين سرق طه حسين فكرة مرجليوث عن الشعر الجاهلي، جميع من حضر الواقعة يعرف أنها سرقة، لكن مرجليوث نفسه شهد لطه حسين أنه جاء بالجديد الأصيل.. لماذا؟! لأن هذه الفكرة حين تصدر من العربي الأزهري تكون أكبر أثرا ومصداقية منها حين تصدر عن المستشرق التنصيري!!
وكانت صدمة.. لم تزدها الأيام إلا رسوخا..
وكانت خطوة في مشوار يزيدني كل يوم يقينا في أن الحقيقة مهما كانت ساطعة لو تسلطت عليها السهام لصارت شكا، وأن الوهم مهما كان خرافة لو تسلطت عليه الأضواء لصار حقا..
ولا ينجو الإنسان في هذه الحياة، إلا إذا كان تمسك وتماسك واحتاط لعقله وأعطى لنفسه الفرصة ليتأمل الفكرة والواقع، ويقاوم التيار الذي يغمره ويوجهه.
وهذا هو قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا}
وهذه الآية هي خلاصة سورة سبأ.. سأضع لك في التعليقات مقالا عن ذلك!
قناة: محمد إلهامي
منذ بدأت مشوار القراءة في الفكر الإسلامي بزغ لي اسم كتاب "الإسلام وأصول الحكم - علي عبد الرازق"، ولأننا كنا في الصعيد العميق حيث لا تصل الكتب لم نصل إليه، حتى نزل يوما كهدية مجانية مع مجلة ما (لا أذكر اسمها الآن). لا أنكر أني تهيبتُ قراءته، فهذا الكتاب الذي…
Blogspot
جولة في علم النفس والاجتماع من سورة سبأ
منذ أكثر من سنة، أجدني كلما مررتُ بسورة سبأ منجذبا بقوة إلى أن هذه السورة تحفل بالإشارات والمعاني التي نطلق عليها الآن "علم الاجتماع السي...
من خذلان الله وخزيه لحسني مبارك أنه اختار جمال ليكون وريثه، شخصية جمال لا ترشحه ليكون رئيسا بأي معنى! ففي طبع جمال كِبْرٌ وعجرفة واغتراب عن الناس لم تفلح كل مجهودات مبارك في تجميلها وتسويقه للناس.
الطريف هنا أن مأساة جمال ومأساة مبارك نفسه كانت تزداد بسبب الابن الأكبر: علاء مبارك.. فمهما أبغضنا هذا الطاغية ابن الطاغية الذي كان ينهب مال الناس بلا حساب، فإنه يتمتع فعلا بذكاء اجتماعي، وله موهبة في التقاط المواقف الشعبية، والدخول على خط الأحداث.. كان هذا يحدث في أيام مبارك نفسه!
فمكالمة هاتفية من علاء مبارك، لوسيلة إعلامية، في حدث يشغل الناس، كانت ترفع رصيده الشعبي بما لا تفعله كل مجهودات دولة مبارك لتلميع جمال.. ومن المؤكد أن لو حاول مبارك توريث علاء لكان الوضع مختلفا تماما.
وحتى بعد الثورة، وبعد انقلاب السيسي، يستطيع علاء مبارك من خلال حسابه اليتيم على تويتر أن يشغل المجالس ويكون حديث الناس، ويتخذ من المواقف ما يداعب به طبيعة الشعب المصري والشعوب العربية.
لو لم يكن علاء ابن حسني مبارك لكان يكون مرشحا شعبيا قويا للرئاسة.. لكن بنوته لمبارك التي رفعته قديما وجعلت له اسما وثروة ونفوذا، هي ذاتها التي تثقله الآن وتجعله يجر خلفه تاريخا مخزيا لأبيه.
انظر موقفه الأخير هذا، كتب تعزية في الشهيد محمد صلاح.. فأمطره الناس -ومنهم الصحافي الصهيوني إيدي كوهين- بالتعليقات التي تذكره بما فعله أبوه حين قتلوا الجندي المصري سليمان خاطر في سجنه، فاضطر علاء أن يكذب ويخترع قصة زائفة عن الجندي البطل القديم: سليمان خاطر.. فزاد هذا في سخرية الناس منه وفضحهم لكذبه!
يتعرض علاء مبارك لنفس الحرج حين تحدث حوادث القطارات، فيكتب تعزية للمصريين، فيذكره الناس بحوادث القطارات والعبارات أيام أبيه، فيضطر لأن يسكت.. ثم يأتي السيسي فيبرر لنفسه بأن هذا الخراب إنما هو ميراث مبارك، فيضطر علاء للكلام من جديد.. وهكذا!
ويتحدث الناس الآن عن الغرض من اشتباك علاء مبارك بالحالة السياسية، وهو الذي جمع المليارات من أيام أبيه ويستطيع أن يحيا بعيدا بلا صعوبات! ولماذا يعرض نفسه للناس ويتعرض لهم، فيذهب أحيانا للصلاة في الحسين أو للجلوس على مقهى أو للعزاء في ميت... إلخ!
هل ينوي أن يترشح للرئاسة؟
ربما.. لا سيما وأنه لو حصلت في مصر انتخابات شبه نزيهة، وترشح أمام السيسي كلب أجرب، لفاز الكلب بالرئاسة دون أدنى شك!!
لو حصل هذا فالمؤكد أن الناس سينسون لمبارك ولابنه كل الجرائم، لأنهم يريدون النجاة من هذا الجحيم القائم بالفعل، ولن يعدم الناس استخراج التبريرات والأعذار لعلاء وجمال ومبارك نفسه.. حتى من يوقن منهم أن السيسي نفسه مجرد ثمرة نتنة وعفنة لنظام مبارك.. وأن عمالة السيسي لإسرائيل ليست إلا امتدادا للخط المستقيم الذي حفره السادات ورسخه مبارك.. ولقد كان مبارك حقا "الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"!
ولئن عرف الناس اسما مثل سليمان خاطر، فإن الذين قُتِلوا تحت التعذيب لصالح عيون إسرائيل كثيرون لا يُعرف عددهم! وهذا ليس تاريخا بعيدا بل بعض ضحاياه لا زالوا أحياء هم وأهلوهم!!
ولكن كل هذا وغيره سيُنسى إذا أتيحت فرصة حقيقية لعلاء مبارك لكي يزيح السيسي.. فالعقبة عمليا ليست في الشعب، بل فيمن يملك القرار في الخارج.. وكما قال أستاذنا جلال كشك رحمه الله "يد الأمريكان فوق أيديهم".. فلئن اقتنع الأمريكان أن السيسي سوف يثير الفوضى فلربما فكروا في استبداله استبدالا سلسا مريحا يحفظ النظام، وإلا فإن كلبا مثل السيسي ليس من السهل أن تجد عميلا مثله: شراسة على أهله وإخلاصا لأسياده وسرعة في تنفيذ المخططات بلا تردد ولا توقف!!
والطريق إلى إقناع الأمريكان يمر عبر عواصم عديدة، والأمريكان أيضا يحبون أن يشاهدوا المباراة قبل أن يقرروا ماذا يفعلون..
وها نحن نشاهدها معهم.. إلا أن يخرج من صفوفنا بطل غير متوقع مثل سليمان خاطر ومحمد صلاح ولكن في مكان آخر، رجل مثل خالد الإسلامبولي ورفاقه.. فعندئذ يمكن أن تشارك الشعوب -ولو قليلا- في صناعة المشهد القادم.
الطريف هنا أن مأساة جمال ومأساة مبارك نفسه كانت تزداد بسبب الابن الأكبر: علاء مبارك.. فمهما أبغضنا هذا الطاغية ابن الطاغية الذي كان ينهب مال الناس بلا حساب، فإنه يتمتع فعلا بذكاء اجتماعي، وله موهبة في التقاط المواقف الشعبية، والدخول على خط الأحداث.. كان هذا يحدث في أيام مبارك نفسه!
فمكالمة هاتفية من علاء مبارك، لوسيلة إعلامية، في حدث يشغل الناس، كانت ترفع رصيده الشعبي بما لا تفعله كل مجهودات دولة مبارك لتلميع جمال.. ومن المؤكد أن لو حاول مبارك توريث علاء لكان الوضع مختلفا تماما.
وحتى بعد الثورة، وبعد انقلاب السيسي، يستطيع علاء مبارك من خلال حسابه اليتيم على تويتر أن يشغل المجالس ويكون حديث الناس، ويتخذ من المواقف ما يداعب به طبيعة الشعب المصري والشعوب العربية.
لو لم يكن علاء ابن حسني مبارك لكان يكون مرشحا شعبيا قويا للرئاسة.. لكن بنوته لمبارك التي رفعته قديما وجعلت له اسما وثروة ونفوذا، هي ذاتها التي تثقله الآن وتجعله يجر خلفه تاريخا مخزيا لأبيه.
انظر موقفه الأخير هذا، كتب تعزية في الشهيد محمد صلاح.. فأمطره الناس -ومنهم الصحافي الصهيوني إيدي كوهين- بالتعليقات التي تذكره بما فعله أبوه حين قتلوا الجندي المصري سليمان خاطر في سجنه، فاضطر علاء أن يكذب ويخترع قصة زائفة عن الجندي البطل القديم: سليمان خاطر.. فزاد هذا في سخرية الناس منه وفضحهم لكذبه!
يتعرض علاء مبارك لنفس الحرج حين تحدث حوادث القطارات، فيكتب تعزية للمصريين، فيذكره الناس بحوادث القطارات والعبارات أيام أبيه، فيضطر لأن يسكت.. ثم يأتي السيسي فيبرر لنفسه بأن هذا الخراب إنما هو ميراث مبارك، فيضطر علاء للكلام من جديد.. وهكذا!
ويتحدث الناس الآن عن الغرض من اشتباك علاء مبارك بالحالة السياسية، وهو الذي جمع المليارات من أيام أبيه ويستطيع أن يحيا بعيدا بلا صعوبات! ولماذا يعرض نفسه للناس ويتعرض لهم، فيذهب أحيانا للصلاة في الحسين أو للجلوس على مقهى أو للعزاء في ميت... إلخ!
هل ينوي أن يترشح للرئاسة؟
ربما.. لا سيما وأنه لو حصلت في مصر انتخابات شبه نزيهة، وترشح أمام السيسي كلب أجرب، لفاز الكلب بالرئاسة دون أدنى شك!!
لو حصل هذا فالمؤكد أن الناس سينسون لمبارك ولابنه كل الجرائم، لأنهم يريدون النجاة من هذا الجحيم القائم بالفعل، ولن يعدم الناس استخراج التبريرات والأعذار لعلاء وجمال ومبارك نفسه.. حتى من يوقن منهم أن السيسي نفسه مجرد ثمرة نتنة وعفنة لنظام مبارك.. وأن عمالة السيسي لإسرائيل ليست إلا امتدادا للخط المستقيم الذي حفره السادات ورسخه مبارك.. ولقد كان مبارك حقا "الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"!
ولئن عرف الناس اسما مثل سليمان خاطر، فإن الذين قُتِلوا تحت التعذيب لصالح عيون إسرائيل كثيرون لا يُعرف عددهم! وهذا ليس تاريخا بعيدا بل بعض ضحاياه لا زالوا أحياء هم وأهلوهم!!
ولكن كل هذا وغيره سيُنسى إذا أتيحت فرصة حقيقية لعلاء مبارك لكي يزيح السيسي.. فالعقبة عمليا ليست في الشعب، بل فيمن يملك القرار في الخارج.. وكما قال أستاذنا جلال كشك رحمه الله "يد الأمريكان فوق أيديهم".. فلئن اقتنع الأمريكان أن السيسي سوف يثير الفوضى فلربما فكروا في استبداله استبدالا سلسا مريحا يحفظ النظام، وإلا فإن كلبا مثل السيسي ليس من السهل أن تجد عميلا مثله: شراسة على أهله وإخلاصا لأسياده وسرعة في تنفيذ المخططات بلا تردد ولا توقف!!
والطريق إلى إقناع الأمريكان يمر عبر عواصم عديدة، والأمريكان أيضا يحبون أن يشاهدوا المباراة قبل أن يقرروا ماذا يفعلون..
وها نحن نشاهدها معهم.. إلا أن يخرج من صفوفنا بطل غير متوقع مثل سليمان خاطر ومحمد صلاح ولكن في مكان آخر، رجل مثل خالد الإسلامبولي ورفاقه.. فعندئذ يمكن أن تشارك الشعوب -ولو قليلا- في صناعة المشهد القادم.
في خضم الحديث الكثير عن الصلاة المطلسمة وغيرها من الأدعية المخترعة..
أريد أن أنتهز هذه الفرصة لأشير إلى موضوع آخر، يُحَسِّن من فهمنا للتاريخ والشخصيات التاريخية.. وقد صار هذا الهدف بمثابة الغاية عندي!
الانطباع السائد في المدرسة السلفية والمتأثرين بها هو الطعن في جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، واتهامهم بالغلو في العقلانية.. هذا مع أن هذه الشخصيات هم بمثابة رؤوس المدرسة السلفية وباعثوها ومجددوها لدى العلمانيين والمستشرقين وبعض الأزهريين كذلك.
يستدل السلفيون بما لدى هؤلاء الثلاثة من عقلانية وتأويل وبقايا صوفية -يزيد هذا أو ينقص- ويستدل العلمانيون والمستشرقون بما لدى هؤلاء من تجاوز للتقليد المذهبي واستنكار للعادات المستقرة في الأزهر، ومحاربة شرسة للاستكانة الصوفية وما يجري في الموالد والأضرحة والتعلق بالغيبيات والاستناد على الرؤى والأحلام والكشف ونحوه!
ويستغرب السلفي إذا عرف أن محمد عبده ورشيد رضا أول من بعثا تراث ابن تيمية في عصر الطباعة، وشغفا بنشره! وإذا عرف أنهما كانا مؤيديْن للحركة الوهابية، باعتبارها حركة إصلاحية تزيل أوهام القرون المتأخرة وأثقالها.
كما يستغرب العلماني والمستشرق إذا عرف ما لدى هؤلاء الثلاثة من المنزع الصوفي!
[للاطلاع على هذا المنزع الذي سيستنكره السلفي والعلماني معا، انظر: تاريخ الأستاذ الإمام، و"المنار والأزهر" كلاهما لرشيد رضا.. في الأول ترجم لشيخيه، وفي الثاني ترجم لنفسه وذكر بعضا من كراماته]
والذي أريد قوله بوضوح في هذا المنشور: أن الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا كانوا يكافحون واقعا هيمنت عليه صورة التقليد المذهبي الصارم حتى وقعت المعاداة بين أهلها، وصورة التصوف الحافل بأمور الطلاسم والرؤى والكشوف والاستكانة العملية والابتعاد عن مكافحة الباطل المهيمن في زمن الاحتلال والعلمنة.
واستحضار الواقع الذي كانوا فيه مهم ومؤثر في فهمنا لطبيعة الكفاح العظيم الذي كافحوه، ومؤثر في فهم ما ندَّ عنهم من الأخطاء في بعض ما قالوه وفعلوه.. وإن كانوا في الجملة من عظماء المسلمين وأعلامهم، وأخطاؤهم مغمورة في بحر فضائلهم.
هذه قناعتي إلى لحظة كتابة هذه السطور.
لقد كان اشتداد الحركة الوهابية وهيمنتها على المجال الإسلامي في العقود التالية لهؤلاء الأعلام من الأمور التي جعلت عموم هذه الحالة الإسلامية نافرة من هؤلاء الثلاثة لما بقي فيهم من ميراث التصوف أو من غلو في العقلانية.. إذ لم تعرف الحالة الإسلامية مدى الثقل الديني الموروث.
[إذا أردت المزيد من هذا الثقل، فانظر -سوى كتابات هؤلاء الثلاثة- كتب التراجم الصوفية، أو كتب تراجم القرنيْن الثاني عشر والثالث عشر الهجري.. فإنها حافلة بالغرائب والخرافات]
كما كان اشتداد الهيمنة العلمانية وهيمنتها على المجال الفكري في العقود التالية لهؤلاء الأعلام من الأمور التي جعلت عموم الحالة الفكرية غير الإسلامية نافرة من هؤلاء الثلاثة لأنهم لم يسيروا في المسار الطبيعي -المظنون عندهم- من التفلت إلى الإسلام، بل على العكس، كان رشيد رضا أكثر سلفية من شيخه محمد عبده، والذي كان أيضا أكثر سلفية من شيخه الأفغاني.
سيخرج لي الآن تعليق ظريف من آخر مدرجات التواصل الاجتماعي: يعني عايز تقول إيه؟
سيدي المواطن: عد إلى مقعدك في المدرجات.. إنما هي ثرثرة واحد مهتم بالتاريخ، ومهتم بإنضاج عقول أبناء الإسلام والحركة الإسلامية، لفهم ما يبدو معقدا أو متناقضا، ولزيادة الإعذار وحسن الظن فيمن غلبت حسناته على سيئاته!
وأما سيدي المواطن الذي يخرج لي أيضا ليطالب بالمزيد والتفصيل.. فهذا سأترك له بعض الروابط.. مع أنه يعرف أنني أعرف أنه لن يقرأ كل هذا :)
التصوف لدى زعماء الإصلاح في مصر
https://bit.ly/2Sb2JIR
رشيد رضا.. ملتقى الأبحر
https://melhamy.blogspot.com/2022/08/blog-post.html
مذكرات رشيد رضا
https://youtu.be/a4gXbQKwe7c
أريد أن أنتهز هذه الفرصة لأشير إلى موضوع آخر، يُحَسِّن من فهمنا للتاريخ والشخصيات التاريخية.. وقد صار هذا الهدف بمثابة الغاية عندي!
الانطباع السائد في المدرسة السلفية والمتأثرين بها هو الطعن في جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، واتهامهم بالغلو في العقلانية.. هذا مع أن هذه الشخصيات هم بمثابة رؤوس المدرسة السلفية وباعثوها ومجددوها لدى العلمانيين والمستشرقين وبعض الأزهريين كذلك.
يستدل السلفيون بما لدى هؤلاء الثلاثة من عقلانية وتأويل وبقايا صوفية -يزيد هذا أو ينقص- ويستدل العلمانيون والمستشرقون بما لدى هؤلاء من تجاوز للتقليد المذهبي واستنكار للعادات المستقرة في الأزهر، ومحاربة شرسة للاستكانة الصوفية وما يجري في الموالد والأضرحة والتعلق بالغيبيات والاستناد على الرؤى والأحلام والكشف ونحوه!
ويستغرب السلفي إذا عرف أن محمد عبده ورشيد رضا أول من بعثا تراث ابن تيمية في عصر الطباعة، وشغفا بنشره! وإذا عرف أنهما كانا مؤيديْن للحركة الوهابية، باعتبارها حركة إصلاحية تزيل أوهام القرون المتأخرة وأثقالها.
كما يستغرب العلماني والمستشرق إذا عرف ما لدى هؤلاء الثلاثة من المنزع الصوفي!
[للاطلاع على هذا المنزع الذي سيستنكره السلفي والعلماني معا، انظر: تاريخ الأستاذ الإمام، و"المنار والأزهر" كلاهما لرشيد رضا.. في الأول ترجم لشيخيه، وفي الثاني ترجم لنفسه وذكر بعضا من كراماته]
والذي أريد قوله بوضوح في هذا المنشور: أن الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا كانوا يكافحون واقعا هيمنت عليه صورة التقليد المذهبي الصارم حتى وقعت المعاداة بين أهلها، وصورة التصوف الحافل بأمور الطلاسم والرؤى والكشوف والاستكانة العملية والابتعاد عن مكافحة الباطل المهيمن في زمن الاحتلال والعلمنة.
واستحضار الواقع الذي كانوا فيه مهم ومؤثر في فهمنا لطبيعة الكفاح العظيم الذي كافحوه، ومؤثر في فهم ما ندَّ عنهم من الأخطاء في بعض ما قالوه وفعلوه.. وإن كانوا في الجملة من عظماء المسلمين وأعلامهم، وأخطاؤهم مغمورة في بحر فضائلهم.
هذه قناعتي إلى لحظة كتابة هذه السطور.
لقد كان اشتداد الحركة الوهابية وهيمنتها على المجال الإسلامي في العقود التالية لهؤلاء الأعلام من الأمور التي جعلت عموم هذه الحالة الإسلامية نافرة من هؤلاء الثلاثة لما بقي فيهم من ميراث التصوف أو من غلو في العقلانية.. إذ لم تعرف الحالة الإسلامية مدى الثقل الديني الموروث.
[إذا أردت المزيد من هذا الثقل، فانظر -سوى كتابات هؤلاء الثلاثة- كتب التراجم الصوفية، أو كتب تراجم القرنيْن الثاني عشر والثالث عشر الهجري.. فإنها حافلة بالغرائب والخرافات]
كما كان اشتداد الهيمنة العلمانية وهيمنتها على المجال الفكري في العقود التالية لهؤلاء الأعلام من الأمور التي جعلت عموم الحالة الفكرية غير الإسلامية نافرة من هؤلاء الثلاثة لأنهم لم يسيروا في المسار الطبيعي -المظنون عندهم- من التفلت إلى الإسلام، بل على العكس، كان رشيد رضا أكثر سلفية من شيخه محمد عبده، والذي كان أيضا أكثر سلفية من شيخه الأفغاني.
سيخرج لي الآن تعليق ظريف من آخر مدرجات التواصل الاجتماعي: يعني عايز تقول إيه؟
سيدي المواطن: عد إلى مقعدك في المدرجات.. إنما هي ثرثرة واحد مهتم بالتاريخ، ومهتم بإنضاج عقول أبناء الإسلام والحركة الإسلامية، لفهم ما يبدو معقدا أو متناقضا، ولزيادة الإعذار وحسن الظن فيمن غلبت حسناته على سيئاته!
وأما سيدي المواطن الذي يخرج لي أيضا ليطالب بالمزيد والتفصيل.. فهذا سأترك له بعض الروابط.. مع أنه يعرف أنني أعرف أنه لن يقرأ كل هذا :)
التصوف لدى زعماء الإصلاح في مصر
https://bit.ly/2Sb2JIR
رشيد رضا.. ملتقى الأبحر
https://melhamy.blogspot.com/2022/08/blog-post.html
مذكرات رشيد رضا
https://youtu.be/a4gXbQKwe7c
إلى أحبابنا في #قطر وزوار #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب32
ثلاثة من كتب أخيكم، تجدونها لدى "دار الأصول العلمية" - جناح H2-110
في أروقة التاريخ (5 مجلدات)
رحلة الخلافة العباسية (3 مجلدات)
السلطان عبد الحميد الثاني في الذاكرة العربية (مجلدان - تحرير)
ثلاثة من كتب أخيكم، تجدونها لدى "دار الأصول العلمية" - جناح H2-110
في أروقة التاريخ (5 مجلدات)
رحلة الخلافة العباسية (3 مجلدات)
السلطان عبد الحميد الثاني في الذاكرة العربية (مجلدان - تحرير)
من التآليف البديعة التي لو نهض لها باحثٌ جادٌّ لكان لها سوق، تأليف في: التعليقات المختصرة للجبرتي في تاريخه.. فالجبرتي أستاذ عظيم في التعقيب والتعليق على الأمور بالعبارة الوجيزة غاية الوجازة!
ولو أوتي هذا الباحث حسا صحافيا، وقلما رائقا، لجاء الكتاب في قمته!
وكان الأستاذ الكبير جلال كشك قد مسَّ هذا الأمر في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر"، لكن تاريخ الجبرتي أوسع من فترة الحملة الفرنسية، فضلا عن أن جلال كشك لم يتقصد تتبع الجبرتي بل جاءه هذا عرضًا.. فبقي إذن أن يكون هذا الأمر مقصودا لذاته، ثم أن يكون مستغرقا لتاريخ الجبرتي كله قبل وبعد الحملة!
ولو أوتي هذا الباحث حسا صحافيا، وقلما رائقا، لجاء الكتاب في قمته!
وكان الأستاذ الكبير جلال كشك قد مسَّ هذا الأمر في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر"، لكن تاريخ الجبرتي أوسع من فترة الحملة الفرنسية، فضلا عن أن جلال كشك لم يتقصد تتبع الجبرتي بل جاءه هذا عرضًا.. فبقي إذن أن يكون هذا الأمر مقصودا لذاته، ثم أن يكون مستغرقا لتاريخ الجبرتي كله قبل وبعد الحملة!
من عجائب ما رأيته في الأيام الأخيرة، امرأة نسوية، نشرت ملخصا لكتاب مترجم، خلاصة الكتاب كالآتي:
لا فارق بين الذكر والأنثى، أو بالأحرى: الفروق بينهما طفيفة للغاية، ولكن مؤامرة ذكورية قديمة وعميقة عززت هذا الفارق الطفيف للغاية حتى جعلته كبيرا، لأنها تريد أن تستغل ذلك استغلالا سلطويا تحكميا في الأنثى.
طبعا هذا التخريف لا يُقال بهذا الوضوح، بل تُسكب عليه ألفاظ العلم والخلايا والموصلات العصبية وبحوث العلماء وكشوف الدراسات والكلمات الفخمة التي تغر البسطاء والجاهلين.
ما من شك في أن النسوية بابٌ إلى الإلحاد..
ولكن كثيرا ما يظهر لي أن الفكر النسوي أكثر غباء وتهافتا من الإلحاد نفسه، ذلك أن الإله غيب، والدار الآخرة غيب، وبدء الخلق غيب.. وأما الذكر والأنثى فحاضرٌ واقعٌ شاهدٌ قائمٌ!
فالعقل الذي يتقبل أن الذكر والأنثى نوع واحد، يمكن ببساطة تجاوز الفروق بينهما، والعبور من الذكر إلى الأنثى أو العكس.. هذا العقل الذي يتقبل حقيقة مناقضة لواقع يُدرك بالحواس الخمسة، ثم بسائر المشاعر والمعاني الكامنة وراء الحواس الخمسة.. هذا العقل هو عقل متهافت يمكنه أن يتقبل أي خرافة ببساطة وسهولة!
جديرٌ بالذكر أن هذه "النسوية" التي نشرت خلاصة هذه الترجمة، أقامت دورة في الأردن، فكان على الراغب في حضورها أن يجيب على سؤال النوع: ذكر، أنثى، نوع آخر، لا أفضل التصريح!!
كان يفترض بـ "التقدم العلمي" أن يكشف لنا المجهول مما لا نعرف، فإذا به يعيد تشكيكنا في أخص خصائصنا: الذكورة والأنوثة! ما هذا إلا لأنه تحت هيمنة "الجاهلية".. ولذلك قال تعالى {لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضلّ}
نعم، هم أضل من الأنعام.. فإن البهائم لا تتشكك في ذكورتها وأنوثتها، بل تمارس حياتها وفق هذه الطبيعة بتلقائية وفطرية غريزية مرتاحة!
إن الفارق الواضح بين الذكر والأنثى هو حقيقة أشد قوة من حقيقة أن 1 + 1 = 2..
يكفي فقط أن نتأمل في هذه القدرة على الإنجاب التي هي معجزة كاملة، تمارسها المرأة، ويقف دونها كل الرجال!!
ومن كان في شكٍّ من قوة هذا الفارق، فهو في شكٍّ من نفسه! وينبغي لمن يشك في نفسه إلى هذا الحد أن ينزل عن موقع التعليم والتوجيه وإعطاء الدورات للناس.
لأول مرة، يبدو الإلحاد فكرة لها حظٌّ من النظر والاعتبار إذا قورنت بفكرة أن لا فارق بين الذكر والأنثى!!
لا فارق بين الذكر والأنثى، أو بالأحرى: الفروق بينهما طفيفة للغاية، ولكن مؤامرة ذكورية قديمة وعميقة عززت هذا الفارق الطفيف للغاية حتى جعلته كبيرا، لأنها تريد أن تستغل ذلك استغلالا سلطويا تحكميا في الأنثى.
طبعا هذا التخريف لا يُقال بهذا الوضوح، بل تُسكب عليه ألفاظ العلم والخلايا والموصلات العصبية وبحوث العلماء وكشوف الدراسات والكلمات الفخمة التي تغر البسطاء والجاهلين.
ما من شك في أن النسوية بابٌ إلى الإلحاد..
ولكن كثيرا ما يظهر لي أن الفكر النسوي أكثر غباء وتهافتا من الإلحاد نفسه، ذلك أن الإله غيب، والدار الآخرة غيب، وبدء الخلق غيب.. وأما الذكر والأنثى فحاضرٌ واقعٌ شاهدٌ قائمٌ!
فالعقل الذي يتقبل أن الذكر والأنثى نوع واحد، يمكن ببساطة تجاوز الفروق بينهما، والعبور من الذكر إلى الأنثى أو العكس.. هذا العقل الذي يتقبل حقيقة مناقضة لواقع يُدرك بالحواس الخمسة، ثم بسائر المشاعر والمعاني الكامنة وراء الحواس الخمسة.. هذا العقل هو عقل متهافت يمكنه أن يتقبل أي خرافة ببساطة وسهولة!
جديرٌ بالذكر أن هذه "النسوية" التي نشرت خلاصة هذه الترجمة، أقامت دورة في الأردن، فكان على الراغب في حضورها أن يجيب على سؤال النوع: ذكر، أنثى، نوع آخر، لا أفضل التصريح!!
كان يفترض بـ "التقدم العلمي" أن يكشف لنا المجهول مما لا نعرف، فإذا به يعيد تشكيكنا في أخص خصائصنا: الذكورة والأنوثة! ما هذا إلا لأنه تحت هيمنة "الجاهلية".. ولذلك قال تعالى {لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضلّ}
نعم، هم أضل من الأنعام.. فإن البهائم لا تتشكك في ذكورتها وأنوثتها، بل تمارس حياتها وفق هذه الطبيعة بتلقائية وفطرية غريزية مرتاحة!
إن الفارق الواضح بين الذكر والأنثى هو حقيقة أشد قوة من حقيقة أن 1 + 1 = 2..
يكفي فقط أن نتأمل في هذه القدرة على الإنجاب التي هي معجزة كاملة، تمارسها المرأة، ويقف دونها كل الرجال!!
ومن كان في شكٍّ من قوة هذا الفارق، فهو في شكٍّ من نفسه! وينبغي لمن يشك في نفسه إلى هذا الحد أن ينزل عن موقع التعليم والتوجيه وإعطاء الدورات للناس.
لأول مرة، يبدو الإلحاد فكرة لها حظٌّ من النظر والاعتبار إذا قورنت بفكرة أن لا فارق بين الذكر والأنثى!!
قبل بضع سنين ظهر مقطع فيديو في شوارع لندن عام (1900م)، أي قبل ربع وقرن الربع تقريبا، وكان المدهش فيه: أن نساء لندن كنَّ محجبات، بما يشبه الذي نسميه في مصر "الخمار"، أو حتى "الملاءة".
إذن، هكذا كانت لندن، التي يستطيع الآن أي شباب أن يحصل مجانا على جولة في جسد أي امرأة، بما في ذلك أدق تفاصيلها الخاصة جدا.. وهو يرى، وهي ترى، والحكومة ترى، والمجتمع يرى، أن هذا هو التحضر والمدنية والثقافة والرقي.. والحرية!!
كيف انتقلت لندن من هذا المشهد إلى مشهدٍ "يناضِل" فيه عمدتها لحفظ حقوق المتحولين والمنحلين والخارجين عن الفطرة؟.. هذا سؤالٌ نتركه الآن لمؤرخي الإنجليز.
لكن الذي يشغلنا نحن أن هذه النقلة في بلادنا جرت بطريقة أخرى.. سأحكيها لك في قصة..
ربما لم تسمع من قبل عن رجل اسمه رشدي سعيد..
هذا الرجل، سيدي القارئ، كان من الرواد المصريين في مجال الجيولوجيا والتعدين، وتولى رئاسة مؤسسة التعدين في زمن عبد الناصر والسادات، وكان برلمانيا، وله مذكرات جميلة صدرت بعنوان "رحلة عمر"، اشترتيها قديما ضمن إصدارات مكتبة الأسرة.
من أطرف ما في هذه المذكرات أنني اكتشفت فيها لأول مرة، أن البعثات النسائية في مصر بدأت منذ عام 1925م، حيث بدأت مصر في إرسال بناتها المراهقات واللاتي هن في أول الشباب إلى البلاد الأوروبية منذ ذلك الوقت.. كان من ضمن الدفعة الأولى أخت رشدي سعيد.. وكانت في السادسة عشرة من عمرها.
تذكر أن الحكومة التي اتخذت هذا القرار هي حكومة الوفد بزعامة سعد زغلول، وهي أول حكومة تشكلت كنتيجة لثورة 1919..
لكن: ماذا كانت ستدرس الفتاة في إنجلترا؟!
الإجابة: كانت ستدرس الرسم!!
(تأمل هنا في طبيعة ما حصل، حكومة "وطنية" متشكلة في أعقاب ثورة، همّها الاستقلال والتحرر، ومحاولة ردم فجوة التخلف بين مصر وإنجلترا.. تتخذ قرارًا بإيفاد الفتيات المصريات إلى لندن، ومنهن صاحبتنا هذه التي ستدرس الرسم في معهد للفن التشكيلي)!!
أطرف ما في القصة لم يأتِ بعد..
ذلك أن رشدي سعيد كان مفتخرا جدا بأن أخته كانت في أول بعثة دراسية لفتيات مصريات إلى الخارج، ووضع لنا صورة جريدة المصور التي امتلأ غلافها بصورة الفتيات.
كان يفتخر بذلك على من؟ على أصدقائه الإنجليز والأمريكان!! ذلك أن إرسال فتيات في هذا السن إلى دولة أخرى للدراسة لم يكن مقبولا لا في إنجلترا ولا في أمريكا!!
أي أن الإنجليز والأمريكان أنفسهم لم يكونوا يقبلون بمستوى "التغريب، الانحلال، التهاون" الذي صار إليه صنائعهم في مصر!
وهذه قصة أخرى تعرف منها أن العميل يتفوق في أحيان كثيرة على الأصيل!
لكن القصة لا تنتهي عند من خرجوا من مصر.. لقد جاء إلينا في مصر عدد كبير من الأجانب، وكان مجيئهم هذا مما أثار ارتباكا واشتباكا اجتماعيا خطيرا..
لزكي مبارك، الأديب المصري المعروف، مقال يلخص فيه طبيعة هذا الوضع، نشره في جريدة البلاغ، 28 فبراير 1936.. ولهذا المقال قصة!
وقعت مناظرة في الأزهر بين طالبيْن يُمَثِّلان اتجاهيْن للطلبة؛ حول موضوع الأنشطة الاجتماعية في الأزهر.. وفي ذلك الوقت كان الأزهر قد تحول بالفعل إلى جامعة ولها كليات على النمط الحديث قبل سبع سنوات من لحظتنا هذه (أي عام 1929ه).
فثمة اتجاه يريد أن يكون للأزهر فرقه الأدبية وفرقه الرياضية ومسرحه وفريقه التمثيلي وحتى فريقه الموسيقي، فهذا كله من النشاط الاجتماعي الذي ينشط صحة الطلاب وينير أذهانهم ويروِّح عن أنفسهم.. إلخ!
في هذا السياق كتب زكي مبارك مقاله هذا الذي هو من أوجز ما كُتب في وصف التحول الاجتماعي الذي حصل للأزهر والأزهريين، فكان مما قال في ذلك:
"الأزهريين يشعرون بالعزلة عن المجتمع، وهو شعور غريب أوحاه إليهم ما في الحواضر من انقلابات اجتماعية لا يعرفها الأزهريون"
وطفق يذكر أن غالبية الأزهريين من الأرياف والأنحاء، وهم ما زالوا على تقاليدهم، وضرب لذلك مثلا معبرا عن تأثير الجامعة والأساتذة الأجانب (المستشرقين) فيها، وكيف أخرجوا جيلا جديدا.. قال زكي مبارك:
"وفي كل كلية جملة من الأساتذة الأجانب الذين يمثلون أذواق رومة ولندن وباريس. وهؤلاء الأساتذة الأجانب يوحون إلى تلاميذهم حب التمدن الحديث.
والآن يمكن القول بأن الطالب في الجامعة المصرية له عادات وتقاليد لا يعرفها الطالب في الجامعة الأزهرية، فالطالب في الجامعة المصرية لا يؤذيه أبدا أن يذهب إلى حفلة رقص، ولا يضايقه أن يلمح بادرة من الخلاعة في مشهد من مشاهد التمثيل، ولا يستغرب أن يذهب إلى منزل أحد الأساتذة فيرى زوجته في غرفة الاستقبال.
كل هذا في التمدن الحديث مقبول، وهو أيضا من أنواع النشاط الاجتماعي، فهل يصح في ذهن طالب أزهري أن يذهب إلى حفلة رقص، أو يصفق لمشهد خليع، أو يقابل زوجة أحد الأساتذة، فيقبل يدها وفقا لتقاليد العرف الحديث؟"
إذن، هكذا كانت لندن، التي يستطيع الآن أي شباب أن يحصل مجانا على جولة في جسد أي امرأة، بما في ذلك أدق تفاصيلها الخاصة جدا.. وهو يرى، وهي ترى، والحكومة ترى، والمجتمع يرى، أن هذا هو التحضر والمدنية والثقافة والرقي.. والحرية!!
كيف انتقلت لندن من هذا المشهد إلى مشهدٍ "يناضِل" فيه عمدتها لحفظ حقوق المتحولين والمنحلين والخارجين عن الفطرة؟.. هذا سؤالٌ نتركه الآن لمؤرخي الإنجليز.
لكن الذي يشغلنا نحن أن هذه النقلة في بلادنا جرت بطريقة أخرى.. سأحكيها لك في قصة..
ربما لم تسمع من قبل عن رجل اسمه رشدي سعيد..
هذا الرجل، سيدي القارئ، كان من الرواد المصريين في مجال الجيولوجيا والتعدين، وتولى رئاسة مؤسسة التعدين في زمن عبد الناصر والسادات، وكان برلمانيا، وله مذكرات جميلة صدرت بعنوان "رحلة عمر"، اشترتيها قديما ضمن إصدارات مكتبة الأسرة.
من أطرف ما في هذه المذكرات أنني اكتشفت فيها لأول مرة، أن البعثات النسائية في مصر بدأت منذ عام 1925م، حيث بدأت مصر في إرسال بناتها المراهقات واللاتي هن في أول الشباب إلى البلاد الأوروبية منذ ذلك الوقت.. كان من ضمن الدفعة الأولى أخت رشدي سعيد.. وكانت في السادسة عشرة من عمرها.
تذكر أن الحكومة التي اتخذت هذا القرار هي حكومة الوفد بزعامة سعد زغلول، وهي أول حكومة تشكلت كنتيجة لثورة 1919..
لكن: ماذا كانت ستدرس الفتاة في إنجلترا؟!
الإجابة: كانت ستدرس الرسم!!
(تأمل هنا في طبيعة ما حصل، حكومة "وطنية" متشكلة في أعقاب ثورة، همّها الاستقلال والتحرر، ومحاولة ردم فجوة التخلف بين مصر وإنجلترا.. تتخذ قرارًا بإيفاد الفتيات المصريات إلى لندن، ومنهن صاحبتنا هذه التي ستدرس الرسم في معهد للفن التشكيلي)!!
أطرف ما في القصة لم يأتِ بعد..
ذلك أن رشدي سعيد كان مفتخرا جدا بأن أخته كانت في أول بعثة دراسية لفتيات مصريات إلى الخارج، ووضع لنا صورة جريدة المصور التي امتلأ غلافها بصورة الفتيات.
كان يفتخر بذلك على من؟ على أصدقائه الإنجليز والأمريكان!! ذلك أن إرسال فتيات في هذا السن إلى دولة أخرى للدراسة لم يكن مقبولا لا في إنجلترا ولا في أمريكا!!
أي أن الإنجليز والأمريكان أنفسهم لم يكونوا يقبلون بمستوى "التغريب، الانحلال، التهاون" الذي صار إليه صنائعهم في مصر!
وهذه قصة أخرى تعرف منها أن العميل يتفوق في أحيان كثيرة على الأصيل!
لكن القصة لا تنتهي عند من خرجوا من مصر.. لقد جاء إلينا في مصر عدد كبير من الأجانب، وكان مجيئهم هذا مما أثار ارتباكا واشتباكا اجتماعيا خطيرا..
لزكي مبارك، الأديب المصري المعروف، مقال يلخص فيه طبيعة هذا الوضع، نشره في جريدة البلاغ، 28 فبراير 1936.. ولهذا المقال قصة!
وقعت مناظرة في الأزهر بين طالبيْن يُمَثِّلان اتجاهيْن للطلبة؛ حول موضوع الأنشطة الاجتماعية في الأزهر.. وفي ذلك الوقت كان الأزهر قد تحول بالفعل إلى جامعة ولها كليات على النمط الحديث قبل سبع سنوات من لحظتنا هذه (أي عام 1929ه).
فثمة اتجاه يريد أن يكون للأزهر فرقه الأدبية وفرقه الرياضية ومسرحه وفريقه التمثيلي وحتى فريقه الموسيقي، فهذا كله من النشاط الاجتماعي الذي ينشط صحة الطلاب وينير أذهانهم ويروِّح عن أنفسهم.. إلخ!
في هذا السياق كتب زكي مبارك مقاله هذا الذي هو من أوجز ما كُتب في وصف التحول الاجتماعي الذي حصل للأزهر والأزهريين، فكان مما قال في ذلك:
"الأزهريين يشعرون بالعزلة عن المجتمع، وهو شعور غريب أوحاه إليهم ما في الحواضر من انقلابات اجتماعية لا يعرفها الأزهريون"
وطفق يذكر أن غالبية الأزهريين من الأرياف والأنحاء، وهم ما زالوا على تقاليدهم، وضرب لذلك مثلا معبرا عن تأثير الجامعة والأساتذة الأجانب (المستشرقين) فيها، وكيف أخرجوا جيلا جديدا.. قال زكي مبارك:
"وفي كل كلية جملة من الأساتذة الأجانب الذين يمثلون أذواق رومة ولندن وباريس. وهؤلاء الأساتذة الأجانب يوحون إلى تلاميذهم حب التمدن الحديث.
والآن يمكن القول بأن الطالب في الجامعة المصرية له عادات وتقاليد لا يعرفها الطالب في الجامعة الأزهرية، فالطالب في الجامعة المصرية لا يؤذيه أبدا أن يذهب إلى حفلة رقص، ولا يضايقه أن يلمح بادرة من الخلاعة في مشهد من مشاهد التمثيل، ولا يستغرب أن يذهب إلى منزل أحد الأساتذة فيرى زوجته في غرفة الاستقبال.
كل هذا في التمدن الحديث مقبول، وهو أيضا من أنواع النشاط الاجتماعي، فهل يصح في ذهن طالب أزهري أن يذهب إلى حفلة رقص، أو يصفق لمشهد خليع، أو يقابل زوجة أحد الأساتذة، فيقبل يدها وفقا لتقاليد العرف الحديث؟"