قناة: محمد إلهامي
96.3K subscribers
2.04K photos
121 videos
99 files
3.19K links
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
Download Telegram
تعوّد أحد المؤلفين أن يثبت في مقدمته هذه العبارة!!

وقد أدهشني والله، وصرتُ لا أعرف هل هذا من الصدق مع النفس والاعتراف بالذنب! أم هو من الجرأة على الذنب والمجاهرة به!

علم ذلك عند ربي، خالق النفوس وباريها.. ولكن لا تنقضي عجائب الناس!
كان علماؤنا يقولون: الفتنة إذا أقبلت أبصرها العلماء، وإذا أدبرت أبصرها كل الناس!

نحن الآن في زمن معكوس: الفتنة في أولها يبصرها كل الناس، وفي آخرها يبصرها المفكرون والفلاسفة الكبار!!

لكني أفهم تماما أن تجربة تونس يجب أن تؤرق عزمي بشارة أكثر من غيرها، لسبب بسيط، أن الغنوشي سار على خطى عزمي بشارة حرفيا، وتنازل عن الدين تماما في سبيل الوطنية والديمقراطية والتوافق والشراكة و... و... إلخ الخرافات التي كم أطال بشارة في وعظنا بها، وكم أطال في تحليل الإخفاق بناء عليها في مصر وليبيا وغيرها.

الآن فشلت خطة بشارة نفسه، وإذا بالديمقراطية لا يؤمن بها العلمانيون مهما خلع الإسلامي دينه لهم وألقاه تحت أقدامهم لينعموا عليه بالتوافق وإنجاح التجربة!!

يا له من موقف محرج لعزمي وفريقه!!

وصدق القائل:

أعمى يقود بصيرا لا أبا لكمو .. قد ضل من كانت العميان تهديه!
Forwarded from البوسطجي
⭕️ سلسلة #في_أروقة_رمضان 👈 معاني رمضان بأقلام المستشرقين (توماس أرنولد) ✍️ محمد إلهامي
⬅️ للإشتراك في قناتنا (البوسطجي) ليصلك كل جديد https://t.me/PoostEgy
"الأوقاف كسائر الأموال، لا تُحْمَى بالشروط تُشْتَرط، إنما الحماية الحقيقية بالعدالة والعلم في القضاة، والنزاهة في الولاة، فإن تحققت فلا موجب للاحتياط، وإن لم تتحقق فلا يُغني احتياط"

الشيخ محمد أبو زهرة

أزمة أي أمة أو دولة أو حضارة، لا تكون في النصوص، بقدر ما تكون في النفوس، وفي طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يُوَزِّع القوة بين السلطة والمجتمع.

وقد لفتت هذه العبارة نظري، لقرب العهد بنقاش مع بعض الأصدقاء حول مسألة "الدستور والقانون"، وكيف أن أطيافا من "المعارضة" السياسية وكذلك من "المفكرين" في عالمنا الإسلامي، ينصب تنظيرهم على أن جوهر المشكلة في الدستور والقانون، يحسبون أن الإشكال في كون الدساتير معيبة!

حتى لقد أخبرنا صديق سوري أن نص الدستور الذي يقترحه نظام الأسد أفضل من نص الدستور الذي تقترحه بعض المعارضة، فالأول يتمسك بعروبة سورية والإسلام بينما الثاني يتخلى عن كل ذلك سعيا منه لتوحيد أطياف المعارضة.

حقيقة الإشكال هنا هو في الظن بأن الدستور يساوي شيئا، والواقع أن الدستور العلماني إذا كان يقوم على تنفيذه متدين فإن النتيجة ستكون خيرا من الدستور الإسلامي إذا كان يقوم على تنفيذه علماني!

هذه العبارة التي في صدر هذا المنشور هي للشيخ محمد أبو زهرة، كان يُعَلِّق بها على مناورات السلاطين الفاسدين في الاستيلاء على الأوقاف، وكيف كانوا يحتاجون إلى المناورة وشهود الزور وقضاة فاسدين لكي ينفذوا من نصٍّ في المذهب الحنبلي ليتمكنوا من الاستيلاء على وقفٍ ما. ثم كيف كان الفقهاء يحاولون سد هذا الباب بوضع المزيد من الشروط التي تضبط مسألة استبدال الوقف، الذي هو مدخل أولئك الفاسدين للاستيلاء على الوقف!

بطبيعة الآن، نحن الآن في وضع مختلف تماما، نحن في زمن نُحِّيت فيه الشريعة تماما، وصار التشريع بيد السلطة، وصار القضاة والمُشَرِّعون هم أبناء الدولة وصنائع السلطة، وليسوا سلطة موازية كما هو الحال في النظام الإسلامي.. وبالتالي لم يعد الحاكم اليوم محتاجا إلى مناورات، هو فقط يصدر القرار أو القانون أو يغير نص الدستور فيصير الذي كان حراما بالأمس حلالا اليوم، ويصير الذي كان حلالا بالأمس حراما اليوم!!

إن تركيبة النظام السياسي في الدولة الحديثة تجعل "الدولة" هي الإله الذي له حق السيادة، ومنه تخرج سائر السلطات، وله تخضع سائر القوى الاجتماعية، وهو الذي ينفرد باحتكار العنف والإجبار!

وبهذه الطريقة فإن الفساد الذي يتغلف بالقانون لا يمكن مقاومته، كما أن إرهاب الدولة المتسلح بالدستور هو الإجرام الأعظم الذي يصير مقبولا لأنه يتمتع بالمشروعية.. فالخلاصة أن الدولة هي العصابة التي استطاعت الاستيلاء على السلطة، فصار إجرامها وفسادها هو الدستور والقانون.. وبالطبع فقد صارت مصالحها هي مصلحة الدولة، وأعداؤها هم أعداء الدولة، وأذرعها هي مؤسسات الدولة، وأمنها هو الأمن القومي للدولة... إلخ!

لهذا كله، فإنه بقدر ما استطاع كل مجتمع أن يدير أموره في غياب هذه الدولة بقدر ما كان أقدر على التحرر وأقدر على المقاومة وأقدر على تعديل الميزان وإصلاح فساد هذه الدولة.

كيف يكون ذلك؟

هذا بالتأكيد عملٌ تهلك فيه العقول.. ولكن بعض الخواطر والأفكار كتبتها هنا:

https://melhamy.blogspot.com/2017/11/blog-post_23.html
https://melhamy.blogspot.com/2020/06/blog-post.html
Forwarded from البوسطجي
⭕️ سلسلة #في_أروقة_رمضان 👈 معاني رمضان بأقلام المستشرقين (جاك ريسلر) ✍️ محمد إلهامي
⬅️ للإشتراك في قناتنا (البوسطجي) ليصلك كل جديد https://t.me/PoostEgy
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
بمناسبة انفجار #الانتماء المفاجئ الذي ضرب #مصر، أحب أن أشير إلى أمريْن:

الأول:

الانتماء الذي تُحَرِّكه، وتثيره مجموعة من المؤثرات البصرية والسمعية، هو انتماء رخيص وحقير وتافه، عزيزي المواطن، والانتماء الذي تبعثه في نفسك حفلةٌ وزينة وزخارف انتماء رخيص وحقير وتافه.. والدليل على ذلك، أنه بعد أيام لا أكثر سيزول أثر هذا الفخر، ليعود إلى مكانه على هامش الحياة!

ترى كم واحدا ممن ملأ الدنيا -هذيْن اليوميْن- فخرا وافختارا بالفراعنة والمومياوات كان حريصا في كل أسبوع -أو حتى كل شهر- أن يذهب إلى معبد فرعوني أو متحف؟!

كم واحدا منهم له شغف حقيقي يمارسه ويحرص عليه، يتابع فيه آثار الفراعنة: أوانيهم ونقودهم وأزياءهم ونقوشهم؟!

كم واحدا إذا سُئِل عن نمط حياتهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي استطاع أن يذكر إجابة واضحة؟!

أظن الإجابة معروفة..

وبهذا تكتشف -عزيزي المواطن- أن انتماءك للفراعنة مجرد كلام فارغ ووهم خادع، وأسوأ من ذلك أن يكون انتماؤك مجرد لُعبة يُحَرِّكها الفرعون الحاكم أمامك، فيثير انتماءك كما يثير بائع الألعاب لُعاب الأطفال!!

أليس حقيرا أن يكون انتماؤك بيد الحاكم، يقيم لك حفلة كي يثيره فيك، فإذا بهذه الحفلة تقلبك من ساخط على الأوضاع الحقيرة التي تعيش فيها إلى مفتخر بعظمة البلد وبعظمة قائدها الحكيم؟!!

أليس حقيرا أن يكون انتماؤك مثل جرعة المخدرات التي يُعطيك إياها السيد الرئيس لكي يملك بها نفسك وروحك، ويجعلك جنديا منبهرا به، تشعر بالفخر بينما يرتكب هو فيك أنواع الجرائم، أو حتى يستعملك أنت بنفسك لترتكب في غيرك أنواع الجرائم؟!!!

أليس حقيرا هذا الانتماء الذي يستطيع أن يُخَدِّر فيك مشاعر الإنسان، ويُحيلك إلى مسخ؟!

ألم تر في هذا الموكب الفخم الفاخر صورة وردت عليك في القرآن يوما:

{وقال موسى: ربنا إنك آتيتَ فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا، ربنا ليُضِلّوا عن سبيلك. ربنا اطمس على أموالهم، واشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}

{ونادى فرعون في قومه: أليس لي ملك مصر، وهذه الأنهار تجري من تحتي، أفلا تبصرون؟}

{فَحَشَر فنادى، فقال: أنا ربكم الأعلى}

{وفرعون ذو الأوتاد * الذين طَغَوْا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد}

الأمر الثاني:

ثمة صحافي فرنسي مشهور عند من المتابعين، اسمه آلان جريش، وكان رئيس تحرير لصحيفة لوموند ديبلوماتيك..

هذا الصحافي وُلِد في القاهرة، لأب قبطي كاثوليكي، وأم يهودية، ونشأ في مصر، وتعلم في مدارسها، وكان يسكن في محيط ميدان التحرير -يوم أن كان مركز العاصمة، أو بالأحرى مركز الوجود الأجنبي في مصر- ونشأ بين أقرانه المصريين من المسلمين والمسيحيين واليهود.

آلان جريش، يسجل في كتابه "الإسلام والجمهورية والعالم" هذه العبارة التي أحب لك أن تتأمّل فيها:

"رغم حملي الجنسية المصرية، لم أشعر أنني مصري أبدا. وإلى اليوم، وخلافا للكثيرين من أصدقائي الذين غادروا البلاد العربية في ذلك الوقت، لا أشعر بأي حنين. لا أتمايل لأغاني أم كلثوم، ولا أدخن النارجيلة، ولا أندفع لرؤية الأفلام أو لقراءة كل الروايات العربية. أشعر أنني فرنسي، وأفتخر بذلك، وباختياري لهذه الجنسية. أنا مثالٌ للاندماج، لست منحدرا من "دم فرنسي"، لكنني أرى نفسي بشكل كامل في النموذج الجمهوري"

السؤال الآن: ما رأيك في هذا الرجل: خائنٌ لبلده أم هو رجل اختار لنفسه؟!

السؤال الآخر: كم واحدا ممن انبثق فيهم الانتماء المصري الفرعوني في هذيْن اليوميْن يحب أن يكون فرنسيا مرموقا مثل آلان جريش؟!

السؤال الأخطر: هل الانتماء الذي يجب أن تفخر به، انتماء لم تختره؟ أم هو الانتماء الذي تملك أن تختاره بعقلك وروحك؟!