( بوح )
10.9K subscribers
953 photos
190 videos
4 files
707 links
في رحاب الأفكار والمفاهيم ندق جرس الذكرى ونصنع مباهج التغيير .
Download Telegram
سألته يوماً فقلت له : الذي يختم كل أسبوع ويشعر بأنه يحتاج النظر في المصحف عدداً من المرات هل تتوقع أن يحين زمان لا يحتاج فيه إلى العودة لمصحفه ؟ فقال لي : بنسبة (٩٨٪) ثم دارت الأيام فإذا بالحقيقة كما قال.
(التكرار وكثرة المراجعة وإدمان النظر وملاحقة النقص وتحويله إلى صلاة النافلة وقيام الليل مؤذن بالأفراح.
قال لي : جربت كل اللذات على اختلافها فلم أجد لذة تقارب تلك الختمة الأسبوعية التي لا أحتاج فيها النظر إلى مصحف، ثم تنهّد قليلاً وقال مجرد تصوّري أن أدخل قبري وفي جوفي كتاب الله تعالى، وأقف بين يدي الله تعالى يوم القيامة ويكرمني الله تعالى أن أكون في زُمَرِ من يقال له (يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتّل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) حكاية تحتاج أن أبقى عمري كله في تصوّر مباهجها)
قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾.

‏ولا أخطر من الزهد البارد على صاحبه في مثل هذا المعنى، وكم من جهات كانت تتوق إلى أصحاب رايات يملكون كل شيء، وهي ثغورهم على وجه الخصوص، ثم تأخروا عنها فتعطلت تلك الفروض الكفائية وأثم الجميع.

‏[ فصول من الحياة، ص٢٨٠، ⁦ @Malfala7i⁩ ]
(أورادك العبادية)
سواء كانت أذكار الصباح والمساء، أو تلاوة من كتاب الله، أو نوافل من الصلاة،أو صدقة من الصدقات،أو زيارة رحم،أو حتى كلمة طيبة ورسالة إيجابية تحلّق حولها ورابط عليها واجعلها جزءاً من يومك،وتدرّب على ألا تتخلى عنها مهما كانت ظروفك،وسترى من النعيم في قلبك ومشاعرك والتوفيق في حياتك، والصحة والعافية في بدنك مالم يكن لك على بال.
رأيت الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى في جامعه بعنيزه لايسمح لبشر أن يقاطعه مطلقاً وهو يردد أوراده بعد السلام من الصلاة، ويرفع صوته بها وما يزال على تلك الحال حتى يفرغ منها، وجرّبت زماناً من عمري لا أقوم من مكاني حتى آتي بأذكار الصباح والمساء، وإذا تساهلت وقمت عنها لأي عارض كانت عرضة للنسيان أو النقص أو خلل بقية الأوقات، ومن فقهك أن تتدرّب ألا تقوم من مقعد صلاتك حتى تفرغ منها.
واحدة من مشكلاتنا أننا في غمرة الحياة وطول الزمان وكثرة المتغيرات ننسى أولئك الذين وقفوا معنا يوماً من الزمان، ودفعوا لنا مشاعرهم، وبذلوا لنا من أوقاتهم، وشاركونا أفراحنا، أو وقفوا معنا في حوادث الزمان، ومن حق هؤلاء علينا أن نشركهم في دعائنا، ونصنع لهم وفاء مقابلاً، ونتشبّث بهم ما بقي الزمان، وما الحياة لولا هؤلاء ؟! وفي مثل هؤلاء قال الأول:
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع .
من فضل الله تعالى علىّ ونعمته وكرمه ومنّه أنني لا أعلم أحداً من الناس أسدى إلىّ معروفاً ولو كان بسيطاً ثم مات إلا وهو شريكي في دعائي من ليلة وفاته لا أتخلّف عن الدعاء له في وتر ، أو ساعة جمعة، أو على الصفا في وقت عمرة، ولبعضهم سنوات، وهذا قليل للذين طوُقوا أعناقنا بجميلهم يوماً من الزمان!
هل تخيلت لحظة وقوفك أمام إشارة مرور طويلة الانتظار وأوشك المكان الذي تريد أن تصل إليه على الإقفال ؟! هي ذات اللحظة التي ينبغي أن نتعامل بها مع الدنيا، وذات الموقف الذي ينبغي أن يصحبنا ونحن ندير مشاريعنا الشخصية، وإذا كانت التسبيحة تغرس لك نخلة في الجنة فالمشاريع الكبرى تصنع لك الحياة.
عبّر صلى الله عليه وسلم للتعامل مع الدنيا تعبيراً دقيقاً حين قال لابن عمر (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وفقه ابن عمر رضي الله عنه هذا المعنى فقال (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح) وحياتك في الدنيا كالعامل الذي تعاقدت معه لينجز لك عملاً وهو يجهد يومه كله وأنت تلاحقه في كل مرة : أنجز، تأخرت، متى تنتهي؟ ولن تفقه ما يقال لك حتى ترى موازين الحساب وتنتظر رجحان إحدى الكفتين.
كلما رأيتُ شيخاً كبيراً قعد به الزمن في آخر عمره..
‏أدركتُ كم هي حاجتنا لاستثمار أيام الشباب.

‏[ بوح المشاعر، ص٩٩، ⁦ @Malfala7i⁩ ]
إن صاحب القرآن تلاوة وحفظا وتدبرا واستشفاء من أكثر الناس عافية وألذهم عيشا وأعظمهم أنسا وألطفهم نفسا وأقواهم معرفة ووعيا وأقربهم للحياة، ولا أعرف شيئا يداني هذا المعنى أو يقاربه البتة، وفرق بين ما يقال، وبين ما يجري تجربة وواقعا وتطبيقا.

‏[ القرآن وصناعة الدهشة، ص٢٣، ⁦ @Malfala7i⁩ ]
﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.
مدهشة تلك الأسر التي لا يكاد يغيب أبناؤها عن المساجد في كل صلاة ولا فرق عند تلك الأسر بين أيام الدوام والإجازات، وإذا أدركنا الغاية التي خلقنا لأجلها والآخرة التي سنقف فيها بين يدي الله تعالى تجلّت هذه الحقيقة في مثل هذه الصور، ووا أسفاه على أسر أشبه ما تكون بالجثث الموتى تنام وتستيقظ، وأعظم أركان الإسلام في آخر سلّم الأولويات والاهتمامات.
ثمة أشخاص تخالطهم فتتعلّم منهم عظمة الصلاة في نفوسهم ووضوح رؤيتهم ونضالهم على أولوياتهم فإذا أذن المؤذن أوقف اجتماعه بك، وقطع كل صلاته بالعوارض لأجلها، وأقبل على أدهش قضية في الدنيا كلها، وأناس تعود مريضاً من لقائك بهم لما ترى من التهاون فيها والتأخر في وقتها والتساهل في جماعتها،ومن هاتت عليه صلاته فلا مفروح به في شيء.
كلما رأيت ضياعاً في البيوت وتهاوناً في تعظيم شعائر الله تعالى وفوضى في الأولويات وضياعاً لأعظم القيم والأهداف تذكرت وصيته صلى الله عليه وسلم للأزواج (فاظفر بذات الدين تربت يداك) !
إذا أردت أن تعرف الفرق فانظر لبيتين : الأول يجل أبناؤه الصلاة،ومتفوقون في حلق التحفيظ، ومنظرهم مدهش نظافة وخلقاً وانتظاماً في مدارسهم، وبيوت متخلفة عن المساجد، ولا علاقة لها بحلق التحفيظ، ومناظر الأبناء في المدارس تقتل فيك كل صور الجمال.
تقدم لوظيفة فطلبوا منه سيرته الذاتية فكتب فيها كل شيء ، ونسي أن يكتب (ما زلت متخلفاً عن صلاة الجماعة من سنوات، ولم أنتظم فيها بعد)
فإن نجح من خلال تلك السيرة فسيكون السطر الذي نسيه هو الذي سيناقش فيه في أول لقاء له بين يدي ربه في عرصات القيامة، فليكن ذلك منه على بال.
كان يدعوني لجلسة الشاي في مساء كل أسبوع ويتعاهدتي في الأيام البيض برسالة عن القمر ولياليه ومباهجه وأنا أمنّيه أنني سأخرج معه قريباً وفاته أنني أطارد واحداً من أبهج مشاريعي وأبذل له خمسة عشر ساعة في كل يوم، وعثر علىّ هذا المساء في مناسبة اجتماعية واقتادني من الطريق إلى استراحته تاركاً ذلك المشروع وما بقي من أهدافه اليومية، وما تصنع بأصدقاء الروح في عرض الطريق!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه وجهة نظر صديقي للعاكفين على مشاريعهم!!
صديقي البارحة كثيراً ما قال لي ليلة واحدة توقف فيها أهدافك لا تؤثر على مشروعك،، وفطرت اليوم مع أحد العمال وكان يحاول جاهداً أن آكل كل ما جاء به وحين اعتذرت منه بلطف قال لي لك أن تتجاوز اليوم في وجبتك ثم تعود لنظامك،وزميلك يحاول بكل ما يملك أن يكسر عاداتك لتسافر معه للخارج مرة واحدة، وكل يحاول أن يغريك بالتمرد على عاداتك وقناعاتك، وفي المقابل تشتهي من يحرّضك على بناء عادة جديدة،أو التمسك بقيمة مؤثرة، أو التحلّق حول فكرة ملهمة فلا تكاد تجد من يغريك بالجمال.
تذكّر في كل مرة أن ابتساماتك الجميلة ومواقفك الإيجابية، وعطاءاتك الكثيرة لن تضيع يوماً من الدهر،ستظل بلسماً للجروح، وملهماً للأرواح، وضوءاً يدفع عنا ظلام الليل ومشكلات الدهر وملمات الزمان، وتطل بنا في ذات الوقت على مباهج الفجر ومشاهد الجمال ومفاتن الربيع،وستبقى ياصديقي ذكرى مدهشة ما بقيت بنا الأيام ، وعند الله لك أوفر الجزاء !
واشوقاه للذين يكفكفون دمعك ، ويمسحون جراحك، ويداون كدر الأيام من قلبك وروحك!