منصور الحذيفي
3K subscribers
217 photos
24 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
العقل من طبيعته أن ينزع إلى الاستقلال بنفسه، والقلب من طبيعته أن ينزع إلى الاندماج مع غيره..
‏فإذا أحببتَ حُجِبَ من عقلك بمقدار حبك.. وأصبح الحاكم على أفعالك وأقوالك: المَيل لا التفكُّر.
هذا من حيث الأصل، ولكن العاقل لديه من التجربة والخبرة ما يُضعفُ مِن سَورةِ الحب، ويبصّره بالحقائق، ويعينه على التوازن في أحكامه.
عُد طبيعياً ولو مرة واحدة في الأسبوع، أو في الشهر، وذلك بأن تنزل إلى وادٍ، أو تتسلق جبلاً، أو تمشي حافياً في الصحراء وأنت تشاهد شروق الشمس أو غروبها.. لا تحبس نفسك في مدينتك ثم تشتكي.. اخرج من دنيا الإسمنت 😁
من أعظم ما يربّي القرآن قارئَه عليه: أن يجعل ما يرزقه الله من الدنيا في يده لا في قلبه، وأن يجعلها على اسمها (دنيا) فلا تأخذ منه كل اهتمامه، ولا تذهب نفسه حسراتٍ على ما يفوته منها، وبذلك ترى أهلَ القرآن سعداء، مهما قلَّ حظهم من حطام الدنيا، لأنهم يرونها على حقيقتها، ولأن ما يعطيهم القرآن من البصيرة والرضا والاشتياق إلى ما عند الله تعالى= يجعلهم في نعيمٍ روحيٍّ دائم..

﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ۝ لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين﴾..

﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾..

بفضل الله: أي بالقرآن العظيم..

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصّتُه.
التواضع يُقرِّب الكريم، ويُغرِي بالإساءةِ اللئيم.
ما أطول أحزان من تعلّقَ ببشَر!
حتى لا تؤذي مشاعرك: لا تعوِّل كثيراً على ما تجده من ترحاب وحفاوة من بعض البشر في بدايات التعارف، فما أسرع ما يملُّ منك ويألف قربك وينسحب! الذين يتعاملون بمشاعر أصيلة صادقة أقل بكثير ممن يتعاملون بمشاعر سطحية لا تلبث أن تتلاشى ويظهر زيفها مع مرور الأيام.
لاحظت أن من أعصى الأخطاء اللغوية على التصحيح: الخطأ في لفظة (التواجد)؛ إذ يُقصد بها في الغالب معنى الوجود والحضور.. والصحيح أنها من (الوجْد) الذي من معانيه: الحزن، والحب.. فالتواجد: تفاعلٌ من الوجد.. وهذا المعنى نادراً ما يُقصَد.
‏ما أكثر ما يقع هذا الخطأ من كثير من القراء بل من المثقفين الذين لا عناية لهم كبيرةً باللغة.
بعد أن يمضي بك العمر شيئاً، وتتقلب بك الأحوال، ويعضّك العسرُ، ويلوي ذراعك القهر، ستعلم أن حاجتك إلى القوة النفسية أكبر بأضعاف كثيرة من حاجتك إلى القوة البدنية.. وأن الصلابة ألصق بالباطن منها بالظاهر، وأن أقوى الناس هو المتمسك بمبادئه، وأن القوة الحقيقية هي التي تؤدي عملها في صمتٍ ودأب، وأن مستقر القوة وأساسها في الأعماق، لا السطح.
إياك أن تمَلّ من محاربة الملل؛ فإنه آفةُ الهِمم العالية، ومَهلَكة الأعمال النافعة.
قصص الأنبياء في القرآن ذُكرَت كثيراً جداً، لحِكَمٍ منها ما أشار إليه قوله تعالى:
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدِه)..
فلا تغفل عن هذا الملحظ وأنت تقرؤها.. فإن معالجاتها وتناولاتها لهموم المسلم ومشكلاته: عميقة ناجعة..
وإنك لتجد فيها مع الاهتداء: السلوى والعزاء.
لاحظت أن بعض الناس في منصات التواصل يكتبون في السياسة وكأنهم من أكبر المحللين السياسيين في العالم، ويجزمون في أمور يتوقف فيها كبار المحللين.. وإذا دقّقتَ في تحليلاتهم وجدت أنهم يجعلون أمانيهم توقعات، ويفسرون كل حدث بما يخدم تطلعاتهم الحزبية الضيقة.
من نظر إلى كثرة الباطل ربما زهِدَ في نشر الحق والخير، واعتقدَ أن الغلبة للباطل بسبب كثرته، وربما يقول: ماذا عسى أن يكون أثري أمام هذا الكَمّ المتعاظم من الباطل؟! والحق أن ذرةً واحدةً من الحق تغلب أكواماً من الباطل، ولقد قال الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو المؤيَّدُ المسَدَّد من ربه: (إن عليك إلا البلاغ).
يصح أن نسمي رحلة الإنسان على وجه هذه الأرض: رحلة البحث عن الأُنس!
‏كلنا نبحث عمن يؤنسنا وعما يؤنسنا..
‏وربما تَشحُّ علينا الحياة بذلك في كثير من الأحيان، ولكن من جعل أُنسَه بالله تعالى فلن يستوحش ما عاش، وهو بعد الممات أعظم أُنساً وسروراً برحمة الله.
وقوفك طويلاً بباب المعنى المتعسِّر يُيسِّر لك الولوج إليه وحسن التعبير عنه.. فلا تيأس -أيها الكاتب- ولا تستسلم!
كل حنانٍ وعَطفٍ تمنحه لغيرك تشعر في ذات اللحظة أنك تمنح نفسك أضعافَه! أجل، إنما يُعطي الشيءَ مَن يملِكه، وإن كل شعورٍ إنساني رفيع لا يفيض على الآخرين حتى تمتلئ به النفس!
يجد المؤمن بهجةَ الانتصار على النفس والشيطان عند غض البصر عن المحرَّمات، وله أثرٌ عظيم في زيادة الإيمان، وذوقِ حلاوته، وزيادة نور البصيرة، وفي ترويض النفس على الطاعة، وتفرُّغ القلب للعبادات وتلُذِّذه بها، مع ما فيه من الأجر والثواب.
لا يوجد صاحبٌ يؤنِسُ صاحبَه كما يؤنس القرآن صاحبَه.
من أندر ما ترى من الناس: مَن يبقى عند الاختلاف رجلاً ذا مروءة وشهامة ونُبل مع من يختلف معهم.. لا يفجر في الخصومة، ولا يتنكّر لسالف الودّ، ولا يُعميه حبُّ الظفر عما لإخوانه من حق..
‏هذا حقه -والله- أن يُرفع فوق الرؤوس، وأن يُعَضّ على صحبته بالنواجذ.
‏ورحم الله الشافعي الذي قال عنه يونس الصدفي:
‏"ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإنْ لم نتفق في مسألة؟".
ولأني إنسان، كومةٌ من مشاعر، فما من لحظةٍ رائعةٍ عشتها قربَ أحبابي إلا ندمتُ عند انقضائها على أني لم أعِشها كما ينبغي، ولم أوفِّهِم حقَّهم كما يليق!
كثيراً ما نُعامل بعض البشر كما نُعامل نَومَةَ العصر: نَرميها بالجنون ولا نستطيع الاستغناء عنها!