منصور الحذيفي
2.44K subscribers
199 photos
22 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
منصور الحذيفي
Photo
تعليقي على القصة:

صدق علماؤنا الربانيون إذ قالوا:
الأدب قبل العلم..
إي وربي.. الأدب قبل العلم

والتقوى تُعلِّم المسلم الأدب والتواضع وإنزال الناس منازلهم..

كان لابن باز -رحمه الله- أخلاق الكبار، ومن أجلى خصاله: السماحة والتواضع والتفاني في خدمة المسلمين والرحمة بهم..
وقد بلغَتني قصةٌ أخرى له رحمه الله، أنه حين كان قاضياً، كان أحدُ الكُتّاب العاملين معه غاضباً لأمر ما، لعله من ضغط العمل ونحوه، فأمره الشيخ بأمر من أمور العمل، فغضب ورمى الأوراق التي في يده على الشيخ وخرج.. ثم إنه بعدها ظلّ خائفاً يترقب ردَّ الشيخ، وكان يتوقع أن يفصله الشيخ من عمله، لأنه صاحب كلمةٍ مسموعة ويستطيع ذلك، فجاء الشيخ للعمل، وطلب الكاتب وجلس بجواره، فأمسك الشيخ بيد الكاتب وقال: سامحنا يا فلان، عطّلناك وأشغلناك وأخَّرناك عن أهلك..
فسبحان من وهبه هذه الأخلاق الرفيعة، وهذه السماحة والنفس الكبيرة..

أسأل الله أن يجمعنا بالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني -رحمهم الله- وعلمائنا الكرام في جنات ونهر، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
من دقيقِ الأدب الذي له أثرٌ جميلٌ في النفوس إذا قرأ المرء كتابةً لغيره، أو سمع منه حديثاً، وكانت لديه فائدة يودّ أن يضيفها، أن يجعل للكاتب أو المتحدث اعتبارَه فيشير -قبل ذكر إضافته- إلى إحسانه، ويشيد به، أو يشكره مثلا على الإفادة..
لا أن يعمَد إلى تعقيبه وإضافته مباشرةً، خاصة إذا كان هذا ديدنه، فقد يدل هذا على بعض الخلائق المستترة فيه، التي من أجلاها الأثرة.. وهي هنا: حب الاستئثار بالحديث والفائدة، وإظهار ما لديه من العلم أو الرأي، ولعلك وقفتَ على مثل ذلك، ورأيتَ أن بعض الناس يترقّب بشوقٍ متى تنتهي من حديثك ليُضيف ما لديه من تعقيب! بل قد لا ينتبه لما قلت، وقد لا يستطيع الصبر حتى تُنهي حديثك فيقاطعك، وكل همِّه أن يقول هو فيُسمَع! وهذا العمل مع ما فيه من قلة الأدب، فإن فيه أيضاً رائحةَ لؤمٍ وضَعةِ نفس!
في قراءة القرآن وفي كل قراءة نافعة وعملٍ صالح، إذا كان شغلك لا يسمح لك إلا بالقليل من الوقت فاقرأ واعمَل ولو قليلا.. ولو دقيقة أو أقل أو أكثر، بحسب ما يتيسر، فقد يُبارَك لك في هذا القليل، كما أنك بذلك تحافظ على ارتباطك وتجديدِ عهدك بالقراءة والعمل النافع.. وهذا النهج، مع الاستمرار عليه في الزمن الطويل، سيجعل القليل كثيراً، ويبني في نفسك ما قد لا تتصوره من الأثر الطيب، وإن النية الصالحة لتُكثِّر القليل وتُباركه، فاحرص عليها.. وكل هذا داخلٌ تحت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ".
من أبشع وأفظع المناظر التي تراها في أمة الإسلام في هذا الزمان، منظر الناس الذين يدعون عند قبر، ويطوفون به، ويسألون صاحبه الذي بلِيَ في قبره ما لا يقدر عليه إلا الله..
كلما كان نظرنا للأمور بعيداً عن النظر الشرعي والميزان الإلهي كنا أبعد عن النصر والتمكين، وعما يسمى (الشهود الحضاري)، كيف تنتصر أمة أخلَّت بأعظم أمر قامت عليه السموات والأرض ألا وهو التوحيد، شهادة ألّا إله إلا الله؟!
كثير من المسلمين اليوم يرون التخلف عن الحضارة أعظم مصيبة، ولا يرون في دعاء أصحاب القبور أي مشكلة!!
اللهم ردنا والمسلمين إليك رداً جميلا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كنت أستمع للشيخ المنشاوي رحمه الله، وأصبو لأن أراه وهو يصدح بكلام الله.. حتى رأيت له (الفيديو) الذي منه هذا المقطع، فرأيت الشيخ وهو ينفعل بقراءته، ويعيش القرآن بروحه وملامحه وجوارحه.. فكان هذا أول مقطع أراه فيه يقرأ القرآن، ثم رأيت له بعد ذلك مقطعاً آخر..
وأنا لا أعرف المقامات ولا أميل لمعرفتها، ولكني أرى أن أجمل تلاواته -رحمه الله- هي ما كان على هذا المقام الحزين المَهيب الذي بدأ به في هذا المقطع.. وإن كان غيَّر المقام بعد ذلك..
وأنا لا أعدِلُ بالمنشاوي أحداً من القراء، على فضلهم وجمال تلاواتهم رحمهم الله، وأراه نسيج وحده..
وهذه مسألة ذوقية بحتة، والعقلاء لا يتجادلون فيما كان مرجعه الذوق 😅

اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم واجعله ربيع قلوبنا

وارحم عبدك محمد صديق المنشاوي وارفع منزلته واجزه عنا وعن المسلمين خير الجزاء
ليوبولد فايس.. محمد أسد

هذا الرجل إذا كنت لا تعرف قصته، فإني أنصحك بالتعرف عليه، اقرأ إن شئت كتابه (الطريق إلى مكة) الذي ترجمه رفعت السيد علي، وله ترجمة أخرى لعفيف البعلبكي وهي التي قرأت، وهي ترجمة رفيعة رائعة، وجعل عنوانه (الطريق إلى الإسلام)..

هذا الرجل -ذو الأصل اليهودي- بدأ حياته في مرحلة الشباب برحلة إلى فلسطين ومصر وسورية مراسلاً لصحف أوروبية، يكتب عن مشاهداته، ويعبر عن الثقافة العربية والحياة العربية تعبيرَ العاشق لها، المفتون بها، خاصة في وجهها البدوي الحُرّ الساذَج، ثم أسلم وجاب الجزيرة العربية وأحسن أيَّما إحسان في وصف صحاريها ومجاهلها، وذكر قصة ضياعه فيها، ومشارفته على الهلاك عطشاً، كما جابَ العالم الإسلامي كله، والتقى المجاهد عمر المختار في ليبيا، في الشهور الأخيرة لجهاده، وقد سلك إليه أخوف المسالك، وخاض المهالك، فكاد يُقتَل وهو يعبر متخفياً مع أدِلّائه من مصر إلى ليبيا، بين أرتال القوات الإيطالية التي أحكمت سيطرتها على مناطق شاسعة هناك، من ضمنها الحدود المصرية الليبية، بل لقد قُتِل بعضُ من كان معه في تلك المغامرة الشجاعة..
ووصف لقاءه بالمختار، ووصف المختارَ نفسَه أبرعَ وصف.

وكان مفكرا عميقا، وصاحب إشراقات إيمانية رائعة، وله انتقادات لحال المسلمين، ورؤىً يبثها في كتابه آنفِ الذكر، وفي غيره من كتبه..
وكان ممثلا لباكستان في الأمم المتحدة.. مدافعاً عن الإسلام في أوروبا بكتاباته ولقاءاته..
وله لقاءات مترجَمة تجدها على (اليوتيوب)..
وقد أسلفتُ لك القول أني لم أقرأ ترجمةَ رفعت السيد علي.. وإن كنت رأيت الأستاذ الناقد الذوّاق حسين بافقيه نشر صورتها في قناته على (تيلجرام) وقال في إثرها:

(هذا عَمَلٌ جامِعٌ؛ لأنَّه يَجْمَعُ أنواعًا أدبيَّةً شتَّى:

هو سِيرةٌ ذاتيَّةٌ لأنَّه يطوي بين صفحاتِهِ سيرةَ إنسانٍ اسمُهُ ليوبولد فايس [محمَّد أسد]،

وهو رحلةٌ لضرْبِهِ في الأرضِ،

وهو روايةٌ لاشتمالِهِ عَلَى ما نرجوهُ مِنْ صنعةِ الرِّوايةِ،

وهو نَصٌّ أدبيٌّ في الذُّرَى مِنَ النُّصُوصِ الأدبيَّةِ،

وهو، كذلك، كِتابٌ فلسفيٌّ، تأمُّلِيٌّ..

هلْ أُبالِغُ حِينَ أقولُ: إنَّهُ كُلُّ ذلكَ وأكثرُ مِنْ ذلك؟!).

**
وفي الصورة 👇🏻 ترى نموذجاً واحداً مما وصف به المختار يُشير إلى شيء من براعته، ويُشَوِّقُك إلى المزيد منها، حين تقرأ كتابه وتعيش معه في رحلاته التي صاغها بأسلوب فني لذيذ.

وإني -وأنا أكتب عن هذا الكتاب هذه السطور- لأُحدِّث نفسي بإعادة قراءته، وأتوق لأَن أعيش معه تلك السعادة مرةً أخرى، وأرى أنه يستحق ذلك بجدارة! فاللهم وفِّق ويسِّر وأعِن.
https://ia903104.us.archive.org/10/items/ktp2019-bskn9479/ktp2019-bskn9479.pdf

الطريق إلى الإسلام pdf- محمد أسد
ترجمة عفيف البعلبكي
تَعَلَّقْنا بالدنيا وهي على هذه الحال من الكدَر والكبَد، فكيف لو خلُصَت من الشقاء، وصفَت من كل عناء؟!
من رحمة الله ولُطفه ألّا يفتح علينا من الدنيا ما يجعلنا نركن إليها كل الرُّكون، ونرضى بها.. أن جَبلَها على ما يُعيننا على شيءٍ من البغض لها والنُّفور منها، لتأخذ وزنها الصحيح ومقدارها المناسب في قلوبنا، أو تُقاربه على الأقل.
أنتِ في حزنك أشبه شيءٍ بالغروب: فيه من الروعة والجمال بقدر ما فيه من حزن!
بعد السَّبْحِ الطويل في النهار، والانشغال المضني، يأنس الإنسان في الليل بفسحةٍ من الوقت وعزلةٍ عن الناس تمكّنه من النظر إلى قلبه، وتفقُّد روحه!
الوَلوع بالقراءة، حين يأخذ الكتاب ويفتحُ دَفَّتَيه، لا يفتح كتاباً فقط، إنه يفتح عالَمًا من النشوة والإحساس الغني بالوجود وغرابته.. يُوقد شُعلةً من النور تسطع أمام ناظرَيه وتضيء له الزوايا المظلمة في وعيه ليُبصر الحقائق وينتبه لما حوله من جمال، يَلقى بستاناً من الأُنس يحتضن فؤاده المشتاق.. وأتصور أن القراءةُ لا تُؤتي أكُلَها ضِعفَين ولا تمنح القارئ أثمن عطاياها حتى يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من الحب واللذة والتعلق.
من الملاحظ أن كثيراً من الناس إذا جاء يحكي قصةً مضحكة أو ما يسمى في الاصطلاح العامي (نكتة) فإنه يحكيها بالعامية.. ولو حكاها بالفصحى لذهب كثير من قبولها وحلاوتها وتأثيرها في الناس.. رأيتُ هذا من حسابات تكتب باللغة الفصيحة، حتى إذا أوردت (نكتةً) فإنها تجنح إلى العامية.. وهذا يُحِسُّه الإنسان من نفسه إذا تحدَّث أو كتب فإنه لا يستسيغ أن يأتي ب(النكتة) الشعبية إلا بثوبها الشعبي المألوف، دون أن يُلبسها ألفاظاً من غير جنسها ولا بيئتها التي نشأت وترعرعت فيها! أما طرائف الكتب فلا نجد غضاضةً في إيرادها باللغة الفصيحة التي كُتبت بها؛ لأنها جاءت من خارج هذا السياق الشعبي..

وقد أشار الجاحظ إلى ذلك مبرِّراً لبعض ما يورده بالعامية لهذا الغرض، من الطرائف الشائعة بين الناس في عصره.

وهذا ليس قُصوراً في الفصحى، وإنما يعود الأمر لاعتياد الناس على العامية، والتصاقها بتفاصيل حياتهم، فإذا سمعوا (نُكتةً) فصيحة رأَوا فيها تكلُّفاً، وكأنهم خرجوا إلى مستوى أعلى من اللغة هو أليَق بما يسمعونه من المواعظ وخُطب الجمعة ونحو ذلك، لا بالهزل والسخرية والضحك.

يقول أحمد أمين -رحمه الله- في كتابه (فيض الخاطر):

"ونلاحظ أن اللغة العامية أحيى؛ لأنها تُستعمل في البيوت وفي الشوارع، وفي الأحاديث العادية، وهذه أمور تُكسبها حياةً وقوة، وهي ألطف في النكت، فإذا حولت النكتة العامية إلى لغة فصحى سمجت، كما تنبّهَ إلى ذلك الجاحظ من قبل".
صارت قاعدتي في كثير من الأعمال: اِبدأ وسوف يتيسر العمل، وسوف تنفتح لك دروبٌ لإكماله، ربما لم تكن على بالك عند البدء..
جربت ذلك في الكتابة، وفيما سواها من الأعمال..
لا تؤجل عملاً إذا كنت تستطيع أن تخطوَ فيه ولو خطوةً واحدة.
تَعجَبُ كيف رضي لنفسه أن يكون في ذلك الحضيض.. وربما تُشفِق عليه، وتتمنى له الخير وتودُّ لو أنه يرتفع ويُقلِع عما هو فيه.. لكنه في حقيقة الأمر محجوبٌ عن نفسه..
‏وما أكثر ما يتمادى الإنسان حتى يصل إلى هذه المرحلة البعيدة: (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)..

‏نعوذ بالله من ذلك.
في ساعة الإجابة.. لا تنسَ إخوانك المستضعفين من الدعاء..

وادعُ لنا بظهر الغيب.. ولك بمثل

وتذكَّر أن الدعاء من أعظم العبادات..
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه".

أسأل الله بفضله وكرمه أن يجيب دعواتنا ويوفقنا لما يحب ويرضى.
كثير من الخواطر التي أكتبها تأتيني وأنا في السيارة أنتقل من مكان لآخر.. فإذا ما سافرتُ أو خرجت في رحلة قريبةٍ أو بعيدة كانت الخواطر أغزر، وربما أجود.. وقد كان بعضُ الكُتّاب رحّالةً يجوب البلدان لا لشيء إلا ليكتب، وليجد ما يحرّك أفكاره وعواطفه ويُذكي أحاسيسَه فيدفعه للكتابة..

‏ولا يخفى عليك ما للمشي أيضاً من أثرٍ في ذلك.

‏المثل الشعبي يقول: في الحركة بركة..

‏وكثيرا ما يكون الإلهام ابن الرحيل والانتقال.
كم يسرني أن يشتهر أمثال الأديب الأريب حمود الصاهود⁩ وأن نرى له هذا التأثير الكبير في تحبيب الأدب إلى عموم الناس وإشاعة الشعر العربي الفصيح وجعله نهراً عذباً يجري بين الناس ويسقي جميع الحقول ولا يقتصر على فئة معينة أو يكون حكراً على النخبة.. وقَلَّ من الأدباء من يرتقي إلى هذا الأثر الطيب.
أسأل الله أن يزيده توفيقاً وسداداً ويبارك فيه.
العقل من طبيعته أن ينزع إلى الاستقلال بنفسه، والقلب من طبيعته أن ينزع إلى الاندماج مع غيره..
‏فإذا أحببتَ حُجِبَ من عقلك بمقدار حبك.. وأصبح الحاكم على أفعالك وأقوالك: المَيل لا التفكُّر.
هذا من حيث الأصل، ولكن العاقل لديه من التجربة والخبرة ما يُضعفُ مِن سَورةِ الحب، ويبصّره بالحقائق، ويعينه على التوازن في أحكامه.