منصور الحذيفي
3K subscribers
217 photos
24 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:

"وأنا كالإنكليز، أشربُ الشّاي في الصّباح وفي الأصيل وفي الليل، لا أنتهي منه حتى أعود إليه".

**

قلت:

لا تُكثِري اللومَ في شايٍ شُغِفتُ بهِ
فإنَّ لي قدوةً فيه ولي سلَفا

وليس يُقصيهِ قَيظٌ في مَفازتِنا
فإنْ أظَلَّ الشِّتا زِدنا بهِ كَلَفا
من السفاهة وضعف العقل وهبوط الهمة أن يركب الإنسان كل موجة، ويعصف به كل جديد، ويُولَع بتقليد الآخرين ومتابعة أخبارهم، خاصةً إذا كانوا من التافهين.
وهذا من أكثر أدواء هذا العصر انتشاراً.
وليكثر الواحد منا من الدعاء النبوي: (اللهم ألهِمني رشدي، وقِنِيْ شرَّ نفسي).
اللهم ارفع هممَنا ووفقنا لما ينفعنا وألهِمنا رشدنا وقِنا شرَّ أنفسنا.
بعض الناس إذا رأى عالماً أو داعيةً في نعمة وخير ورزق من الله استكثرَ ذلك عليه دون غيره.. وراح يطلب عيوبه ويستنقصه ويتساءل عن الزهد ونحو ذلك، فكأن معنى الزهد عنده هو الفقر، فمن لم يكن من العلماء والدعاة فقيراً فليس بزاهد! مع أن كثيراً من الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا من أثرى الناس!
هذا الجهل المركب مع شيء من الحسد الخفي، والبغي على الخلق، كل ذلك قد يزينه الشيطان فيظهره في صورة الغيرة على الدين والعلم أو على أهل الدين والعلم!

(قل من حرَّمَ زينة الله التي أخرجَ لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصةً يومَ القيامة..).
والمعنى: أن هذه الطيبات والأرزاق التي أباحها الله للمؤمن ولغيره في الحياة الدنيا= لا تُعطى يومَ القيامة إلا للمؤمنين، فهي خالصة لهم هناك..

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه:
"(يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً)، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: (يا عمرُو،‍ نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالح)".
في كل حالاتك: فِرّ إلى الله..
ليس الفرار إلى الله محدوداً بحالٍ، ولا زمان ولا مكان..
بل ينبغي أن يكون ملازماً لقلب المؤمن لا ينفك عنه، وإن غفل، وإن نسي، فسرعان ما يعود ويتذكر ويتعلق برحمة الله وينطرح بين يديه مناجياً، وعليه أن يبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته جل وعلا.
ولْنلهَج دائما بالدعاء النبوي العظيم:
(يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عين).
اكتب.. وازرع بكلماتك أملاً في القلوب، أو اجعلها ضِماداً لجريحٍ يائس، وآنِس بها وحشةَ الغريب النائي، وربِّتْ بها على كتفِ الحزين العاثر، المهم ألّا تصمت ما دمتَ قادراً على بذلِ كلمةٍ في سبيل الخير.
الحمد لله..

كلمة عظيمة يلهج بها السعداءُ حقاً..
‏من قالها من قلبه أفاضت عليه: رضاً وطمأنينة وانشراحاً، مع ما فيها من شعور بمنة الله واعتراف بفضله في كل حال.
منصور الحذيفي pinned «الحمد لله.. كلمة عظيمة يلهج بها السعداءُ حقاً.. ‏من قالها من قلبه أفاضت عليه: رضاً وطمأنينة وانشراحاً، مع ما فيها من شعور بمنة الله واعتراف بفضله في كل حال.»
عيون كثيرٍ من العقلاء ترمق طالبَ العلم، وتنتبه إلى جانب الخُلُقِ والأدب فيه قبل علمه، فإذا رأته موفورَ الأدب، زكيَّ الخُلُق أرعَته سمعَها، وأخذَت عنه، وإذا رأته خلافَ ذلك استدبرَته، وربما فضَّلَت عليه قليلَ الأدب من الجهلة، لأنها ترى له عذراً بجهله، وترى الحجةَ قائمةً على هذا بعلمه.
كثير من الخطر يكمن في طريق الشاب المستقيم حين يرى أن عليه أن يصلح كل الناس، ويغيِّر حال الأمة، حين تتقّد عاطفتُه أكثر مما يتّقِد علمُه وبصيرته، حين يتيه عن دائرة تأثيره، ومجال قدرته، ويطلب المُحال، فيَعجز، فتعظُمُ خيباته، فإما أن ينكسر، ويرتكس، وإما أن يكون مع الغُلاة الذين يكفِّرون المسلمين ويحاربونهم..
‏والمعصوم من ذلك من وفقه الله للعلم النافع وصحبة العلماء الربانيين ممن يُحسِن إرشاده، ويدُلُّه على ثغره، ويُبصِّره شرورَ نفسه، وشرورَ شياطين الإنس والجن.
أنا لا أطلب منك ألّا تتأذّى من كل ما يؤذيك، كل ما أرجوه من نفسي ومنك أن نتعافى سريعاً، ومهما بدا لك الأمر صعباً فإني أبشرك أنه مما يُكتسَب بالمِران والتمرُّس، وسيتحسّن أداؤك شيئاً فشيئاً.. المهم ألّا تسمح للإساءة أن تهدمك، أو تُضعِفك، أو يتعمّق أثرها فيك.. العالَم مليء بالمنغصات والمشكلات، لكن الله -جل وعلا- منحنا القدرة والقوة على تجاوزها بعونه ومدده.
ادعوا لإخوانكم في غزة فإنهم في كرب عظيم
نسأل الله أن يفرج عنهم بلطفه ورحمته
مَن تكبَّرَ فإنما أبدى لك حقارةَ نفسه، ولا يكون انتفاخ الطبل وصوته إلا على قدر الفراغ الذي داخله!
من أخطر عيوب الإنسان أنه لا يرى عيوب نفسه!
إذا كتبَ كاتبٌ عن حزنه فاعلم أنه -في الغالب- لا يكتب ليبحث عن تعاطف أحد، أو ليشكوَ إلى أحد.. إنما يكتب لأنه كاتبٌ يجد في البوح سعادته وعزاءه، وقد يمرُّ قارئٌ ما بذات المشاعر، فيجد فيما يكتبه سلوةَ المشاركة وأُنسَها..
وشأن الكاتب أن يتلمس آلامَ البشر فيصفها، وقد يُحسِن وصفَ كثيرٍ من المشاعر برهافةِ حسِّه، ولو لم يكن ذلك الوصف وليدَ المعاناة والتجربة.
يا صديقي داوِ قلبَك بالاستماع إلى كلامِ ربك..
فكثيراً ما نجد من الاستماع ما لا نجده من مجرد التلاوة..
وقد قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه:
(إنِّي أحبُّ أن أسمعَه من غيري..).
لو كنت مسؤولاً وقادراً على أن يحبني كل الناس وألّا أخسر قلبَ واحدٍ منهم= لحزنتُ جدا لأن بعضهم لا يحبّني! لو كان في وسعي أن أبلُغَ كل ما أريد، وأحقق كلَّ نجاحٍ أصبو إليه، وألّا أُخفق في شيء= لأكل الحزن قلبي ولأتى عليّ في سنوات معدودات.. لكني أقف في لحظات اليقظة محتجاً أمامَ قلبي، فأقول له: لماذا علي أن أستسلم أمام إخفاقاتي، هل الحزن تلقائيٌّ إلى هذه الدرجة، بحيث لا يكون لي يدٌ في مدافعته ومقاومته؟ لماذا أحزن على أمر من الواضح جدا أنه لا يد لي في حصوله أو فَواته، أليس في ضعفي وقلة حيلتي ما يجعلني سعيداً بما حققت، سعيداً بما بذلتُ فيه وسعي فلم أظفر به؟!

إن الإخفاق الذي على الإنسان أن يحاذره هو أن يترك كل أبواب الحزن مُشرَعةً على قلبه، فيحمّل قلبَه ما لا طاقةَ له به، فيُحزنه أشدَّ الحزن إعراض هذا، وبُغض ذاك، وتُحزنه الهمومُ اليومية وما أكثرها، وتُحزنه المقارنات بحال فلان وفلان، وغير ذلك مما لا ينتهي من أسباب الحزن، سواء كانت صغيرةً أو كبيرة، حتى لا يبقى فيه طاقة لتحمّل ما هو أكبر، ولا يستطيع الصمود أمام المعوقات في طريق أهدافه الدنيوية والأخروية، ويرضى بالكفاف وبما هو دونَ الكفاف من الآمال والطموحات..

هذا، وإن من أسباب اتّزان الإنسان وهناءة عيشه أن يدّخِر مشاعرَه العزيزة لدواعيها الحقيقية، ولا يجعلها نَهباً لكل حادث، ولا يبتذلها فيما لا يستحق، وأن يُضيِّق -قدرَ استطاعته- منافذَ التأثير فيها، حتى مشاعر الفرح عليه ألّا يبالغ فيها، فغالباً من يبالغ في أفراحه يبالغ في أحزانه ويوسِّع دائرة انكساراته.. والتجربة تُؤكد أن التحكّم في مشاعرنا -على ما قد يبدو عليه من صعوبة- هو مما يلين ويسهل بالتدرُّب وبطول المِراس مع الاستعانة بالله تعالى واللَّجَأِ إليه، والقربِ منه، وجَعْل رضاه فوقَ كلِّ رضا، وسخطه فوقَ كل سخط.
(وتَوكَّل على الله وكفى بالله وكيلا).
في الصداقة نوعُ حرية، إذا تساقَطَتْ بينك وبين صديقك الحجُب، فأنت تسافر في روحه وفكره، وتستروح إلى حديثه ومفاكهته، فكأنما تنشط من عِقال همك، وتنطلق من قيد نفسك، ثم تعود من لقائه متجدِّداً، مُقتبِساً من نور جذوته، مستقياً من مَعينه، وكلما زادَ حظُّ صديقك من العلم والفضل والنقاء زادَك لقاؤه خيرًا واغتباطاً وانشراحا.
من أجمل ما تمنحك القراءة: أنها تجعلك تَعجَب، وتَطرَب.. وتُحيي فيك حِسَّ الدهشة والاستغراب، وتحفِّز لديك فضيلةَ البحث والتساؤل المثمِر..
‏ونتيجة ذلك: أن تستفيد وتتجدَّد وتسعَد.
من أبغض وأثقل العبارات: (مع احترامي لك لكن…)..

لستَ بحاجة إلى إعلان احترامك عند كل نقد.. لأن النقد لا ينافي الاحترام.. وهذا أمرٌ بدهيّ.
وباستطاعتك أن تُبدي نقدك وتُلبسه أجمل وألطف الأثواب، وتجعله هو نفسه يفيض احتراماً وتقديراً دون أن تنُصّ على ذلك في كل مرة بهذه العبارة التي عافَتها النفوس.. والتي يكاد أثرها يكون نقيضاً لمعناها الحرفي!

وإن أبيتَ إلا إعلان الاحترام عند كل نقد فابحث عن عبارة أخرى غير هذه العبارة، وما أوسع لغتنا البهية البليغة، وما أكثر البدائل فيها!
مَثَل:

"لا تختبر عمقَ النهر بكلتا القدمين"

‏أي: دائما احرص على أن يكون لك طريق رجعة.. لا تندفع في كل الأمور بكل ما لديك من قوة، ادَّخِر بعض أوراقك الرابحة حتى يحين أوانها!
الصادقون الصادقون، إذا هُديتَ إليهم فإياك أن تبرحَ رَبعَهم، فإنهم ذُخر الدنيا والآخرة.