منصور الحذيفي
3K subscribers
217 photos
24 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
https://ia903104.us.archive.org/10/items/ktp2019-bskn9479/ktp2019-bskn9479.pdf

الطريق إلى الإسلام pdf- محمد أسد
ترجمة عفيف البعلبكي
تَعَلَّقْنا بالدنيا وهي على هذه الحال من الكدَر والكبَد، فكيف لو خلُصَت من الشقاء، وصفَت من كل عناء؟!
من رحمة الله ولُطفه ألّا يفتح علينا من الدنيا ما يجعلنا نركن إليها كل الرُّكون، ونرضى بها.. أن جَبلَها على ما يُعيننا على شيءٍ من البغض لها والنُّفور منها، لتأخذ وزنها الصحيح ومقدارها المناسب في قلوبنا، أو تُقاربه على الأقل.
أنتِ في حزنك أشبه شيءٍ بالغروب: فيه من الروعة والجمال بقدر ما فيه من حزن!
بعد السَّبْحِ الطويل في النهار، والانشغال المضني، يأنس الإنسان في الليل بفسحةٍ من الوقت وعزلةٍ عن الناس تمكّنه من النظر إلى قلبه، وتفقُّد روحه!
الوَلوع بالقراءة، حين يأخذ الكتاب ويفتحُ دَفَّتَيه، لا يفتح كتاباً فقط، إنه يفتح عالَمًا من النشوة والإحساس الغني بالوجود وغرابته.. يُوقد شُعلةً من النور تسطع أمام ناظرَيه وتضيء له الزوايا المظلمة في وعيه ليُبصر الحقائق وينتبه لما حوله من جمال، يَلقى بستاناً من الأُنس يحتضن فؤاده المشتاق.. وأتصور أن القراءةُ لا تُؤتي أكُلَها ضِعفَين ولا تمنح القارئ أثمن عطاياها حتى يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من الحب واللذة والتعلق.
من الملاحظ أن كثيراً من الناس إذا جاء يحكي قصةً مضحكة أو ما يسمى في الاصطلاح العامي (نكتة) فإنه يحكيها بالعامية.. ولو حكاها بالفصحى لذهب كثير من قبولها وحلاوتها وتأثيرها في الناس.. رأيتُ هذا من حسابات تكتب باللغة الفصيحة، حتى إذا أوردت (نكتةً) فإنها تجنح إلى العامية.. وهذا يُحِسُّه الإنسان من نفسه إذا تحدَّث أو كتب فإنه لا يستسيغ أن يأتي ب(النكتة) الشعبية إلا بثوبها الشعبي المألوف، دون أن يُلبسها ألفاظاً من غير جنسها ولا بيئتها التي نشأت وترعرعت فيها! أما طرائف الكتب فلا نجد غضاضةً في إيرادها باللغة الفصيحة التي كُتبت بها؛ لأنها جاءت من خارج هذا السياق الشعبي..

وقد أشار الجاحظ إلى ذلك مبرِّراً لبعض ما يورده بالعامية لهذا الغرض، من الطرائف الشائعة بين الناس في عصره.

وهذا ليس قُصوراً في الفصحى، وإنما يعود الأمر لاعتياد الناس على العامية، والتصاقها بتفاصيل حياتهم، فإذا سمعوا (نُكتةً) فصيحة رأَوا فيها تكلُّفاً، وكأنهم خرجوا إلى مستوى أعلى من اللغة هو أليَق بما يسمعونه من المواعظ وخُطب الجمعة ونحو ذلك، لا بالهزل والسخرية والضحك.

يقول أحمد أمين -رحمه الله- في كتابه (فيض الخاطر):

"ونلاحظ أن اللغة العامية أحيى؛ لأنها تُستعمل في البيوت وفي الشوارع، وفي الأحاديث العادية، وهذه أمور تُكسبها حياةً وقوة، وهي ألطف في النكت، فإذا حولت النكتة العامية إلى لغة فصحى سمجت، كما تنبّهَ إلى ذلك الجاحظ من قبل".
صارت قاعدتي في كثير من الأعمال: اِبدأ وسوف يتيسر العمل، وسوف تنفتح لك دروبٌ لإكماله، ربما لم تكن على بالك عند البدء..
جربت ذلك في الكتابة، وفيما سواها من الأعمال..
لا تؤجل عملاً إذا كنت تستطيع أن تخطوَ فيه ولو خطوةً واحدة.
تَعجَبُ كيف رضي لنفسه أن يكون في ذلك الحضيض.. وربما تُشفِق عليه، وتتمنى له الخير وتودُّ لو أنه يرتفع ويُقلِع عما هو فيه.. لكنه في حقيقة الأمر محجوبٌ عن نفسه..
‏وما أكثر ما يتمادى الإنسان حتى يصل إلى هذه المرحلة البعيدة: (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)..

‏نعوذ بالله من ذلك.
في ساعة الإجابة.. لا تنسَ إخوانك المستضعفين من الدعاء..

وادعُ لنا بظهر الغيب.. ولك بمثل

وتذكَّر أن الدعاء من أعظم العبادات..
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه".

أسأل الله بفضله وكرمه أن يجيب دعواتنا ويوفقنا لما يحب ويرضى.
كثير من الخواطر التي أكتبها تأتيني وأنا في السيارة أنتقل من مكان لآخر.. فإذا ما سافرتُ أو خرجت في رحلة قريبةٍ أو بعيدة كانت الخواطر أغزر، وربما أجود.. وقد كان بعضُ الكُتّاب رحّالةً يجوب البلدان لا لشيء إلا ليكتب، وليجد ما يحرّك أفكاره وعواطفه ويُذكي أحاسيسَه فيدفعه للكتابة..

‏ولا يخفى عليك ما للمشي أيضاً من أثرٍ في ذلك.

‏المثل الشعبي يقول: في الحركة بركة..

‏وكثيرا ما يكون الإلهام ابن الرحيل والانتقال.
كم يسرني أن يشتهر أمثال الأديب الأريب حمود الصاهود⁩ وأن نرى له هذا التأثير الكبير في تحبيب الأدب إلى عموم الناس وإشاعة الشعر العربي الفصيح وجعله نهراً عذباً يجري بين الناس ويسقي جميع الحقول ولا يقتصر على فئة معينة أو يكون حكراً على النخبة.. وقَلَّ من الأدباء من يرتقي إلى هذا الأثر الطيب.
أسأل الله أن يزيده توفيقاً وسداداً ويبارك فيه.
العقل من طبيعته أن ينزع إلى الاستقلال بنفسه، والقلب من طبيعته أن ينزع إلى الاندماج مع غيره..
‏فإذا أحببتَ حُجِبَ من عقلك بمقدار حبك.. وأصبح الحاكم على أفعالك وأقوالك: المَيل لا التفكُّر.
هذا من حيث الأصل، ولكن العاقل لديه من التجربة والخبرة ما يُضعفُ مِن سَورةِ الحب، ويبصّره بالحقائق، ويعينه على التوازن في أحكامه.
عُد طبيعياً ولو مرة واحدة في الأسبوع، أو في الشهر، وذلك بأن تنزل إلى وادٍ، أو تتسلق جبلاً، أو تمشي حافياً في الصحراء وأنت تشاهد شروق الشمس أو غروبها.. لا تحبس نفسك في مدينتك ثم تشتكي.. اخرج من دنيا الإسمنت 😁
من أعظم ما يربّي القرآن قارئَه عليه: أن يجعل ما يرزقه الله من الدنيا في يده لا في قلبه، وأن يجعلها على اسمها (دنيا) فلا تأخذ منه كل اهتمامه، ولا تذهب نفسه حسراتٍ على ما يفوته منها، وبذلك ترى أهلَ القرآن سعداء، مهما قلَّ حظهم من حطام الدنيا، لأنهم يرونها على حقيقتها، ولأن ما يعطيهم القرآن من البصيرة والرضا والاشتياق إلى ما عند الله تعالى= يجعلهم في نعيمٍ روحيٍّ دائم..

﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ۝ لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين﴾..

﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾..

بفضل الله: أي بالقرآن العظيم..

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصّتُه.
التواضع يُقرِّب الكريم، ويُغرِي بالإساءةِ اللئيم.
ما أطول أحزان من تعلّقَ ببشَر!
حتى لا تؤذي مشاعرك: لا تعوِّل كثيراً على ما تجده من ترحاب وحفاوة من بعض البشر في بدايات التعارف، فما أسرع ما يملُّ منك ويألف قربك وينسحب! الذين يتعاملون بمشاعر أصيلة صادقة أقل بكثير ممن يتعاملون بمشاعر سطحية لا تلبث أن تتلاشى ويظهر زيفها مع مرور الأيام.
لاحظت أن من أعصى الأخطاء اللغوية على التصحيح: الخطأ في لفظة (التواجد)؛ إذ يُقصد بها في الغالب معنى الوجود والحضور.. والصحيح أنها من (الوجْد) الذي من معانيه: الحزن، والحب.. فالتواجد: تفاعلٌ من الوجد.. وهذا المعنى نادراً ما يُقصَد.
‏ما أكثر ما يقع هذا الخطأ من كثير من القراء بل من المثقفين الذين لا عناية لهم كبيرةً باللغة.
بعد أن يمضي بك العمر شيئاً، وتتقلب بك الأحوال، ويعضّك العسرُ، ويلوي ذراعك القهر، ستعلم أن حاجتك إلى القوة النفسية أكبر بأضعاف كثيرة من حاجتك إلى القوة البدنية.. وأن الصلابة ألصق بالباطن منها بالظاهر، وأن أقوى الناس هو المتمسك بمبادئه، وأن القوة الحقيقية هي التي تؤدي عملها في صمتٍ ودأب، وأن مستقر القوة وأساسها في الأعماق، لا السطح.
إياك أن تمَلّ من محاربة الملل؛ فإنه آفةُ الهِمم العالية، ومَهلَكة الأعمال النافعة.