منصور الحذيفي
3K subscribers
217 photos
24 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
مسكينة، بلغ منها الجهل والنقص وفُقدان الثقة بالذات إلى درجةٍ تظن فيها أنّها لا تُحقِّق أنوثتها إلا بالتشبُّه بالرجل..
النسوية في حقيقتها "تُرشد" المرأة وتبين لها كيف تكون رجلا رغماً عن جسدها وطبيعتها الأنثوية..
تُحارب الأنوثة بدعوى تحقيق الأنوثة!
وهذا من العجب العُجاب..
في حقيقة الأمر: المسألة تكامُل أدوار، لا سباق مضمار!
ولكنّ كلَّ نِحلةٍ تُخالفُ أمرَ الله فإن الله تعالى كثيراً ما يُظهر عاقبةَ أمرِها وسوءَ مُنقَلَبِها في الدنيا قبل الآخرة.. ليعتبر الإنسان وليعلم حكمةَ الشارع العظيمة في شرعه وهداياته:
(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)؟!
حتى معاني الرجولة والكرامة والحرية والغَيرة على الأعراض والحُرمات يجب أن نُذكِّر أنفسنا بها، ونجدد العهد معها، فإن كثيراً مما نراه من الفساد في الخلائق والتردّي في الطِّباع قد يتسلل إلى نفوسنا دون إحساسٍ منا.. وما أحفل الشعر بهذه المعاني العالية..
ومن أعظم وأبلغ ما رأيت من الأبيات في ذلك: أبيات القاضي الأديب علي بن عبدالعزيز الجرجاني رحمه الله، فإنه لمّا لِيمَ على عزلته كتبَ هذه الأبيات النفيسة العذبة الفائضة بالإباء وعزة النفس وصونها عما يدنسها من خسيس المطامع والطباع، قال رحمه الله:

يقولونَ لِي : فيكَ انقباضٌ وإنَّما
رَأوْا رجلاً عن موقفِ الذُّلِّ أحجما

أرى الناسَ مَنْ داناهُم هانَ عندَهُمْ
وَمَنْ أكْرَمَتْهُ عزةُ النفسِ أكْرِما

وَلَمْ أقْضِ حَقَّ العِلْمِ إنْ كانَ كُلَّما
بدا طمعٌ صَيَّرْتُهُ [3] لِيَ سُلَّما

إذا قيلَ : هذا مَوْرِدٌ ، قُلْتُ : قَدْ أرِى
وَلكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّما

وَلَمْ أبْتَذِلْ في خِدْمَةِ العلمِ مُهجَتِي
لأخْدِمَ مَنْ لاقيتُ ، لكنْ لأُخْدَما

أأشقَى بِهِ غَرْساً ، وَأجنيهِ ذِلَّةً ؟ !
إذاً ، فاتِّباعُ الجَهْلِ قَدْ كانَ أحْزَما

وَلوْ أنَّ أهْلَ العِلمِ صانُوهُ صانهُمْ
وَلَوْ عظَّموه في النفوس لَعُظِّما

ولكن أهـانوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا
مُحَيَّاهُ بالأطماعِ حتى تَجَهَّما

وشاعر هذه القصيدة هو "القاضي أبو الحسن ،علي بن عبد العزيز الجرجاني ، قاضي الريَّ المتوفى سنة 392 هـ ، وكان عالماً ، أقرَّ له الناس بالتفرد ، وكان إلى ذلك شاعراً محسناً ، وناقداً دقيقاً ، وكتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) من أشهر كتب النقد في الأدب العربي ، وهو مطبوع".
للاستزادة من معاني الأبيات وتحليلها إليك رابط مقالة للأستاذ ماجد بن محمد الجهني من موقع (صيد الفوائد) وهذا الموقع غني حقاً بالفوائد التي أحسنَ كُتّابه في صيدها أيَّما إحسان!

http://saaid.org/arabic/majed/46.htm
أيها الصاحب القديم، سأكتفي بما كان من الأشواق، بعد كل محاولات اللقاء، الله يعلم أني ما أبغضتك على نأيك وتجافيك، سأحتفظ بتلك المشاعر والذكريات في مكان عزيز من نفسي، في شغاف قلبي، والسلام..
يعظم انتماء أفراد الأسرة لها كلما صنعوا لبعضهم ذكرياتٍ سعيدة، وكلما تعاملوا فيما بينهم بالحب والرفق والإحسان.
والانتماء له ثمرته المهمة جدا في حسن التربية والتأثير في الأولاد وفي تقديرهم لوالديهم، وضعف الانتماء للأسرة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
في الكتابة..
أُسَرُّ حين أُنهي المكتوب وأُلقي بثقله عن صدري..
ولكني كثيراً ما أعيد النظر فيه فلا يرضيني..
ويُتعبني الشعور بأن هنالك لفظة أفضل من هذه اللفظة، وجملة أبلغ من هذه الجملة.. لم أصِل إليها بعدُ..
ولكني بدأت أستروح أكثر إلى العفوية، وإلى قبول ما تأتي به النفس، دون كثير تدقيق وتمحيص..
ولا أريد التخلص التام من هذا القلق، قلق الإتقان، لأني أُعلّق عليه آمالَ الترقي والتطور والتصحيح..
علي فقط أن أجعل مخالبه أقل حِدّةً!
لا أرتاح للمُدِلّ بنفسه.. الذي يرى لها كل الحق في التقديم والتبجيل، وتصدُّر المجالس، ونباهة الذكر.. الذي يثني على نفسه بكل وسيلة، ومن ذلك: المدح غير المباشر.. والصدع بالأمجاد والمآثر الشخصية دون أدنى حياء..
ويزيد بُغضي لهذا الفعل إذا صدر من طالب علمٍ شرعي..
فإن العلم الشرعي من أعظم ما يهذب النفس، ويربيها على التواضع وترك العُجب، ويتوعّدها أشد الوعيد إذا كان غرضها دنيوياً.
بعض الثقة تُودي بصاحبها..
حتى في ثقتك بأقوالك وأفعالك: افتح بابَ شك.. واحتفِظ لنفسك بخطِّ رجعة.
والله إن هذا الحديث لَيهزّ قلب من يتأمله ويقف على معانيه حقَّ الوقوف!

الأحداث الجليلة العظيمة في السماء، هي الأحداث العادية في تصوُّر أهلِ الأرض.. هي تلك الأحداث التي يمرّ بها كثيرٌ من الناس دون أن يأبه لها..!

تستحق الذكر في السماء، في الملأ الأعلى، بذكرك لله في هذه الأرض..

ومن الذي يذكرك ويباهي بك؟

رب العالمين جلّ جلاله!!

لا إله إلا الله.
إذا كان الإنسان متهالكاً على الباطل، منغمساً فيه، فإن الحق قد يجرحه ويُحرجه، فيتململ منه، ليس لأن الحق جارحٌ أو مُحرِج في ذاته، لكن لأن هذا الإنسان سادرٌ في غيِّه، متعلقٌ بباطله، مُتلَبِّسٌ به.. والحق يمنعه من ذلك..
وكثير مِن ردّ النصح والوعظ بل الاعتداء على الناصح يعود سببه لهذا..
كما أن كثيراً من هؤلاء يكون في بدايته مجادلاً لأهل الحق، يحتج عليهم بالمتشابهات من الكتاب والسنة، ويترك مُحكَمات النصوص؛ لأنها تهدم شبهاته ومنهجه، ثم تنتهي به الحال إلى معاداة الحق بصراحة ووضوح، أو بمخاتلة والتواء.. وهذه الأخيرة هي حال المنافقين.. أعاذني الله وإياك من ذلك.
منصور الحذيفي
Photo
تعليقي على القصة:

صدق علماؤنا الربانيون إذ قالوا:
الأدب قبل العلم..
إي وربي.. الأدب قبل العلم

والتقوى تُعلِّم المسلم الأدب والتواضع وإنزال الناس منازلهم..

كان لابن باز -رحمه الله- أخلاق الكبار، ومن أجلى خصاله: السماحة والتواضع والتفاني في خدمة المسلمين والرحمة بهم..
وقد بلغَتني قصةٌ أخرى له رحمه الله، أنه حين كان قاضياً، كان أحدُ الكُتّاب العاملين معه غاضباً لأمر ما، لعله من ضغط العمل ونحوه، فأمره الشيخ بأمر من أمور العمل، فغضب ورمى الأوراق التي في يده على الشيخ وخرج.. ثم إنه بعدها ظلّ خائفاً يترقب ردَّ الشيخ، وكان يتوقع أن يفصله الشيخ من عمله، لأنه صاحب كلمةٍ مسموعة ويستطيع ذلك، فجاء الشيخ للعمل، وطلب الكاتب وجلس بجواره، فأمسك الشيخ بيد الكاتب وقال: سامحنا يا فلان، عطّلناك وأشغلناك وأخَّرناك عن أهلك..
فسبحان من وهبه هذه الأخلاق الرفيعة، وهذه السماحة والنفس الكبيرة..

أسأل الله أن يجمعنا بالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني -رحمهم الله- وعلمائنا الكرام في جنات ونهر، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
من دقيقِ الأدب الذي له أثرٌ جميلٌ في النفوس إذا قرأ المرء كتابةً لغيره، أو سمع منه حديثاً، وكانت لديه فائدة يودّ أن يضيفها، أن يجعل للكاتب أو المتحدث اعتبارَه فيشير -قبل ذكر إضافته- إلى إحسانه، ويشيد به، أو يشكره مثلا على الإفادة..
لا أن يعمَد إلى تعقيبه وإضافته مباشرةً، خاصة إذا كان هذا ديدنه، فقد يدل هذا على بعض الخلائق المستترة فيه، التي من أجلاها الأثرة.. وهي هنا: حب الاستئثار بالحديث والفائدة، وإظهار ما لديه من العلم أو الرأي، ولعلك وقفتَ على مثل ذلك، ورأيتَ أن بعض الناس يترقّب بشوقٍ متى تنتهي من حديثك ليُضيف ما لديه من تعقيب! بل قد لا ينتبه لما قلت، وقد لا يستطيع الصبر حتى تُنهي حديثك فيقاطعك، وكل همِّه أن يقول هو فيُسمَع! وهذا العمل مع ما فيه من قلة الأدب، فإن فيه أيضاً رائحةَ لؤمٍ وضَعةِ نفس!
في قراءة القرآن وفي كل قراءة نافعة وعملٍ صالح، إذا كان شغلك لا يسمح لك إلا بالقليل من الوقت فاقرأ واعمَل ولو قليلا.. ولو دقيقة أو أقل أو أكثر، بحسب ما يتيسر، فقد يُبارَك لك في هذا القليل، كما أنك بذلك تحافظ على ارتباطك وتجديدِ عهدك بالقراءة والعمل النافع.. وهذا النهج، مع الاستمرار عليه في الزمن الطويل، سيجعل القليل كثيراً، ويبني في نفسك ما قد لا تتصوره من الأثر الطيب، وإن النية الصالحة لتُكثِّر القليل وتُباركه، فاحرص عليها.. وكل هذا داخلٌ تحت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ".