أن تكونَ البصيرةُ لديك في دوامِ النظر والتطلع إلى المعنى، رافضةً رفضا عنيفا تسمية الأُمور والأحداث المارة عليها عبثا، أو اعتباطا، لا معنى لها ولا هندسة فيها ولا مقصدَ! وتعتبرهُ ضربا من الخيانة أن يُنظر للشيءِ قبل انبلاج معناه وحين احتِجابِ مقصده، فيُترجم من غيابهما العبث!

لا شيء تسلمُ به نفسك كإيمانك بالجدوى.

#في_تشخيص_الدواء
#جدوى

هناك دائما سقف معين لما يمكن تعلمه من مرافقة الأنذال وشراذم القوم، أو من النظر إلى أحوالهم ومتابعتهم والاهتمام بهم. وذلك أن تتعلم كيف يكون هذا النذل نذلا، والهمل هملاً، ولم؟ فاذا ألممت وأحطت بلغت سقفك، وانقلب السقف جزءا من أرضية لك جديدة تطؤها. لا شيء تحتها يرفعك بعدها، ولا علم ينفعك بعده. وإن تركته عندها وأهملته فقد أفلحت، واذا علقت نظرك به تتسلى فتنت.
بالمقابل، فإن لا حد لما تفيده وتتعلمه من ذوي المروءة.

اذا صاحبت الأول كُفَّ طمعك فيما عنده، وان كانت الدنيا عنده. واذا صاحبت الثاني لا تتركه وان كان أفرغ الناس يدا.

#في_تشخيص_الدواء

اعرف ابتداءً حالَ معرفةِ النّفسِ بالنفسِ وذلك بعرفانك نفسكَ، حق المعرفة. وحسبك. فإنه يلي ذلك أن تدلك معرفة العارف بنفسهِ عليهِ. ويدلك جهل الجاهل بنفسهِ عليه.

#في_تشخيص_الدواء
الصورة؛ درب التبانة في سماء تونس بعدسة مكرم الأرنؤوط

أحيانا يكونُ كل اجتهاد المرءِ في حفظِ سلامة نفسه أن يدرك الحقائق المُجرّدةَ الكامنة بداخله. فلا يزحزحها -عبثًا- ولا يتجاهلها خوفا. مدركًا أنها أثقلُ من خفته، وأثبتُ من تقلبه. وأن يمدّ إليها بدل ذلك قنواتَ فهمهِ ومسالكَ إرادتهِ فتصدر منها كل ساكنة إذا سكن وكلُّ سابحةٍ متحركة إذا سعى. ويكون منها منبعُ عملهِ وقولِهِ.

#في_تشخيص_الدواء