يقولُ الرافعي :
«إن العبودية للحب الصّحيح هي مبدأُ العبودية الصحيحة لله»

واستعمال كلمة مبدأ هنا يحملُ معنيينِ إثنينِ

الأول هو أنها 'بداية' العبودية الصحيحة لله والثاني أنها تعلّم وتنقل 'قيم الحبّ الصحيح ومبادئه'، فكأنّ الإنسان يتعرف على ربه من خلال تفاعلاته مع البشر ومع الأحبة، فإذا تعلم حب الغير الصحيح واختبر أخلاقه رَكنَ لحب الله وعرفه واذا صادق بصدق عرف الصدق مع الله..

ولعل المقالة الأعمَّ في هذا الاتجاه القولُ بأن علاقة الإنسانِ بالآخرِ إذا كان الإنسانُ ناظرا والآخرُ كل ما كان منظورا أكانَ هذا الآخرُ نفْسَ الإنسان ذاتها يُنظرُ إليها أو كان مفهوما مُجرّدا خارجا عنه أو جمادا أو نباتا أو حيوانا أو بشرا.. جودةُ وعمقُ واستمراريةُ هذه العلاقة بين النَّاظر والمنظور تحدد نوع علاقته بالله، فإما تبني جسورها وإما تدكها دكا. قدرةُ الناظرِ على التِماسِ نور الله في جل مخلوقاتهِ دونما استثناء هي جوهرُ الحكاية، فمن رأى النور مرة فإليهِ سبيلُهُ.

#أرأيت

إِنَّمَا يجد الْمَشَقَّة فِي ترك المألوفات والعوائد من تَركهَا لغيرالله فَأَمّا من تَركهَا صَادِقا مخلصا من قلبه لله فانه لَا يجد فِي تَركهَا مشقة إِلَّا فِي أوّل وهلة ليُمتحن أصادق هُوَ فِي تَركهَا أم كَاذِب فإن صَبر على تِلْكَ الْمَشَقَّة قَلِيلا استحالت لَذَّة.

| ابن القيّم

#في_استنطاق_الداء
#سنن

إذا شُوهِدتْ في عينيكَ خائنةُ خيبتكَ سيقولون؛ أخطأت حينما وثقتَ، إياك والوثوقَ بأحدٍ!

أقولُ: لا تطعهم، واعلم أنَّ الثِّقةَ صنيعةُ الإيمانِ، إن وُضِعَتْ في أهلها كانت استخراجا للطيِّبِ من الثمارِ. وهي فيمن هُم دونَها حصادُ الخيبةِ.

والثقةُ يا ولدي قرضٌ حسنٌ تقرضُهُ للعارفينَ، من يعلمون جيدا ماذا هم فاعلون..

ألا ترى أن الرجل لا يضع ثقته إلا في نجارٍ يتقن صنعته، أو تاجرٍ أمينٍ، ولا يركبُ القارب إلا برفقة بحارٍ ماهر. وقد يجدُّ في بحثه عن هؤلاء فلا يجدهم، فيعدل عما نوى؟

إذا وثقتَ بأحدهم فاعلم أنك تضع ثقتك في قلبٍ وعقلٍ مّا، ومعنى ذلك أنك تثق في صناعة هذا القلبِ ذاته وصناعة هذا العقلِ ذاته. وتلمسُ الإحسانَ في ما يصنعانِهِ. فانظُر ماذا ترى؟

ولعلك تثق في قلب أحدهم، لكن لا تثق في عقله، لأن صناعة عقله ليست بجودة صناعة قلبه، والعكسُ صحيحٌ. وقد تثق في صنعة بعينها ولا تثق في بقية الصنائع، إذا علمت أنه أتقنها ولم يحسن في غيرِها كما أحسن فيها..

شخص واحدٌ غالبا أغفلُ من أن يَعلم كُلَّ ما يصنعُ، ولذا لا يجوز أن يوثَق في كلِّ ما يصنع. لكن في الحالات الخاصة جدا، الجميلة جدا، الاستثنائية جدا، ستصادفُ أهل الثقة، الذين يعلمون قدرًا لا بأس بهِ مما يصنعون، تراهم يصنعون ما يصنعونهُ بحب، وإن لم يتيسر لهم العلمُ لم يطغوا بجهلهم واعترفوا بأنهم لا يعلمونَ فأجازوا لهم الثقة في الأولى والاحترامَ، والثقةَ من باب الإيمان بهم في الثانية.. إذا وثقتَ بهم وجدت أنك قد آمنتَ! و معهم تأمنُ!

قومٌ أحسنوا صنعة عقولهم وقلوبهم إحسانا دقيقا فطاب معشرهم، وأُمن جانبهم، فحُقت لهم الثِّقة وطابت معهم ثمارًا.

#أدب
#سنن

Forever and a day
إلى الأبدِ وغدِهِ

#مترجم #لحون

ألستَ تتساءلُ أحيانا كم من بذرة في الترابِ كانت لتنْبتَ شيئا عظيمًا، ولو بعد حينٍ! لوما وئدها نفادُ صبرك؟

#في_استنطاق_الداء

ومع شهور عصيبة للوباء كان يؤذَّن فيها من بيوت الله "صلوا في رحالكم"، أتى موسم الحج فتخيّلتُ مؤذناً لا نراه لكنني أسمعه، يقول: "حجوا في رحالكم"، وقد تساوى الجميع هذه المرة، مَن يملكون التكلفة ومَن لا يملكونها، مَن يقيمون هناك ومن يعيشون في آخر الدنيا، من يحجون كل عام ومن يأملون في الحج مرةً واحدةً قبل أن يموتوا خلال الخمسين عاماً القادمة.
..
وأسمع الأرض والسماء وما بينهما، كلٌّ ينادي "لبيك اللهم لبيك"، وينادي بعد كل تلبيةٍ مؤذنٌ يقول "حجوا في رحالكم"، فنعمد إلى ركنٍ من البيت، ليس البيت العتيق، لكنه بيتٌ تخر فيه الجباه لله، فهو بيت الله، ونصعد إلى سجادة الصلاة، ليست عرفات، لكنها مقام صعودٍ لله، في قمةٍ أعلى من الجبل نفسه، وندعو، ونرفع أيادينا، ونحن بثيابٍ ليست ثوب الإحرام، لكنها ثياب تصح فيها الصلاة، فكأنها إحرام... "

| يوسف الدموكي
__________________________
https://arabicpost.me/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/middle_east/2020/07/29/%d8%ad%d9%8f%d8%ac%d9%88%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%b1%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%85/

حركةٌ يتلوها سُكونٌ،
تتبَعُها حركةٌ يتلوها سكونٌ:

أما الأولى فهِجرةُ الحُبِّ نحوَ محرابِ القلبِ ليتَّخذهُ سكنًا.
والثانيةُ طوافُ العقلِ استعدادًا لتَسكُنَهُ الأفكارُ العظيمة!

ببساطة، إذا ما سكنَ الحُبُّ قلبكَ تهيأَ عقلُكَ ليكونَ عُشّ الأفكارِ العاليةِ.

#سنن

،
لبيك يا ربُّ من ذنبٍ ومن إفكِ
لبيك وحدَك معبودا بلا شِركِ

لبيك من زينةِ الدنيا وزُخرفِها
لبيك من إمرةِ السلطانِ والمُلْكِ

لبيك من عَرَضٍ أمسكتُه طمَعًا
لبيك فاشهد لقلبي اليوم بالتَّرْكِ

تركتُ خلقَك في شكٍّ على مِلَلٍ
وجئتُ في مِلَّةٍ تخلو من الشَّكِّ

لبيك مُستحيِيًا في خَجْلَةٍ ذرَفَتْ
عيناي ما ليس مِن وَجْدٍ بمُنفَكِّ

لبيك في سِترك المسدولِ من جُنَحٍ
أُعيذُه بك يا ربي من الهَتكِ

كأنَّ العيدَ محطّةُ الزَّمانِ، فيهِ يتوقف كل شيء وفيهِ يتّصلُ

والأعيادُ أجسامٌ زمنيةٌ مادتها الذاكرةُ والتذكارُ، سخرها الله لعبادهِ فلا ينسونَ ما كانَ وما سيكونُ.. وكواكبٌ مكتملةُ المعاني تعرج إليها أرواحنا السابحةُ في سماءِ العمرِ. نمرُّ بها مرورنا بمحطاتِ التوقفِ والتفكر والتذكرِ.

وهذا عيدُ إبراهيم.
وما أنزل الله على إبراهيم وعيدُ المعاني التي سبَّح في فلكِها فكرُ إبراهيم. تتخذُ أنفسنا فيه قبلتها المعتادة وتنذُرُ الفرحَ والحمد لربها. وتُلبِّي له النداء والطلبَ..
اللهم فألحقنا بالصالحين كما أُلحقتنا بذكرى الصالحين. وارض عنا كما رضيت لنا هذا الدين.

كل عام وأنتم بخير 🌷🌱
#أرأيت

صلاةٌ على نور شمعة، وفي مهبِّ نسمة، وذاكرة عائدة من ذات سجود في جامع الزيتونة ذي الجمال جعلتني أوقِنُ أن من إحسان العبادات وتعظيم الشعائر وتقوى القلوبِ إيجادُ هندسةٍ تليقُ بجمال عبادتك، وجلالها، وهدوئها ونورها.

وتماما كهندسة المساجد، أول هندسة صلاتك هي في اختيار مكانها، وركنها، وتزيين تفاصيلها بما يليقُ ويحلو للعابد والمعبود!

#فتوح_رمضان
#أدب
#آية

البلوك والقطيعة .. عامّة النّاس لا يعرفون إلّا معناها السّلبيّ، وأقلّ منهم من يعرف ثمّ إن عرف يفهم معانيها الإيجابيّة من إعراض عن الجاهلين والسّفهاء وعدم إذالة العلم ونحوها ..
لكنّ نادرين جدّا من النّاس من يفهمون أنّ هذه أحيانا قد تكون هي الوسيلة الأخيرة لحفظ وُدٍّ في طريقه للتّحوّل إلى بغض، لكنّ أكثر النّاس لا يعونه، ولا يفهمونه.
ولعلّ المحافظة على ذلك القدر من الودّ والاحترام الّذين لا يمكن حفظهما إلّا بالقطيعة يكونان سبب عودة الودّ في ما بعد حين يصحو ضمير أو يفهم من ليس في وقته ذاك يقدر أن يفهم أو تستبين البيضاء الّتي لا يعاندها إلّا مكابر ... إلى آخر ما يمكن أن يكون من أمور ..
والقلوب بين أصبعين من أصابع الرّحمن.

ربّ يسّر وأعن!

لا أصلحُ #قُدوةً لأحد، ولا لقيادة أحد، ولخصوصِيِّةِ وضعي وسياقي وتركيبِ شخصي دورٌ كبير في صياغتي لقِيَمِي.

وفكرةُ أن أحدهم يبني علاقته بي على أساس الإعجاب مرهقة..

فلا تجعلني أمامك، واجعلني بجانبك.
ولا تجعلني قالبا جميلا، بل شيئا مفهومًا معقولاً..

#هكذا_تحدثت
#من؟
#هِيَ

الخطيرُ في أن تصبح قدوة أحدهم الحية أمام عينيهِ، هو أنه قد يستغني عن ضميرِهِ هو، فينحيه جانبًا ويُغيّبه. وينصبك أنتَ صنما مكانه! لا يغني أحدٌ أحدا عن ضميرهِ، لا يغني أحد أحدا عن نفسه..

#في_استنطاق_الداء

" عشرةُ آلاف غدٍ، خرجت من عُمري البارحة.
ومازلتُ أقولُ غدًا ..

#مقتبس

هذه قناةٌ أحبها، ستجدون بها قولا عربيا جميلا متزنا وتراجم عالية الجودة، شامخةَ الفكر من أهلِ الشغف.

t.me/torigemat

من بواعثِ سعادةِ الإنسان وحوافظِ كرامته أن يُسمحَ ويُأذن لهُ بركنٍ صغيرٍ شديد يأوي إليه، موصدةٌ أبوابه دونَ البشرِ إلاهُ. تنصهرُ جدرانهُ في جدرانِ فؤاده فيذوبَ الضيِّقُ في اللامحدودِ. يجلس فيه خاشعا، يرمم تعبه، ويصفو فيه فكرهُ ويترك العنانَ فيه لسابحاتِ خياله وعادياتِ خافقهِ يرسلها على سجيتها في فضاءاتِ الروح الواسعة فلا يحدها أفق ولا تجمَعها سماء..

#لحون