‏«ليس ساعةٌ مِن ساعاتِ الدنيا إلا وهي
مَعروضةٌ على العبد يوم القيامة ، يومًا
فيَوم، وساعةً فساعة.
ولا تمر ساعةٌ لم يَذكَرِ اللهَ فِيها إلا تقطّعَتْ نفسُهُ عليها حسرات!
فكيف بمن مَرّتْ به ساعةٌ مع
ساعة، ويومٌ مع يوم، وليلةٌ مع ليلة،
وهو لم يَذكُر ربّه؟!»

-الإمام الأوزاعي رحمه الله.

وأوصيكَ قبل أن يطويني الغياب،

ألا تذَر مُحبًّا لكَ يفقِد اتزانه وجميلَ عَقلهِ في حُبِّك.

واسمَحْ أن يهيمَ بك عشقا وهو في نورِ عقلِهِ ووَضَحِ يقظته.. بل واذكر لهُ أسبابَ حبك إياهُ بتفصيلِ عبدٍ صابرٍ محِبٍّ للحبِّ، عارفٍ بجلال فنونه، ولمّح للإتقانِ الذي فيها فيضيئك كما يضيئه، وصُغْ بوْحَك تسبيحك وتسبيحهُ لخالقِ الحبّ، ولا تغرِه بلاسببية الشعورِ فيُحْجَب من أن يرى حكمةَ اللّٰه في اجتماعكما معجِزة مُفصَّلة مُيسَّرة لحسّهِ، مُثبِّتةً لقلبهِ؛ فلأن يحب المرءُ في كامل قوته وادراكه لما هو فيهِ من الحُبِّ فهذا يعززُ الرباط ويمتنه، ويزيدُه صدقا فوق صدقهِ ونورا على نورِهِ ويكفيه ويُغنيهِ التلون بألوان الباطلِ الخادعة ذات الأطياف المتضاربة والمواقف السينمائية المكررة، والتقليد الأعمى والفانتازيا المستهلكة والإغراء الشائن والحيل الفكرية الركيكة. وهو ضمان أن يكون حبه ذاك منيرا دائما في ذاكرته، ولو غابَ، أو كُتِمَ، أو حُبِسَ وكُنَّ.

كذا فالقلبُ إذا أحبَّ عبدَ، وإذا عبدَ اتقى وإذا اتَّقى عظَّم عبادته فعظُم الحبُّ فيهِ. واقتبس نورهُ إلا من نور الحقِّ، باقيًا من بقاءه، ساطعا من سُطوعهِ، بيِّنًا من بيانهِ، في ظواهر الأمور وبواطنها.

ثم إياكَ والعبثَ بقلبه: تضخم فيه الشوق تارة وتغلب عليه أمرهُ أخرى لتملأ نقصًا في نفسك. تأدب في حبك.

وخاطب عقله، واطرقهُ -بابا- ثم اُدخلهُ لدارِ قلبه حتى يكون المُقامُ ثابتا لا يتحولُ.

#أدب
#جدوى

- الحقُّ أحقُّ أن يُتَّبَع.

.. وإذا أحبَبْتٙ شيئا:
لا تنشغل بامتِلاكِــهِ
بقدرِ انشغالك باستِحقاقه..
فإن أنتَ كُنتَ حقيقا بهِ، حٙقَّقْتٙ الغايٙة التي وُضِعَت في وُجودك مِنْ حُبِّهِ، فإمّا اغْتنيتَ عنهُ وإمّا امتلكْتَهُ أبدًا ..

#جدوى #أدب
٠٤-٠٢-٢٠١٧

قيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن "من جهل شيئا عاداه"؟
قال: نعم؛ في موضعين، قوله سبحانه: ﴿بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله﴾
وقوله تعالى: ﴿وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم﴾ .

#في_استنطاق_الداء
#مقتبس

لم يكن يوسف عليه السّلام يوما ببئر ولم يكن يوما بسجن. كان ملكا يتصرّف وييسّر مرور النّاس من سمان إلى عجاف وكان ملَكاً بعين النّسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ. قبل ذلك أظهرت الرّؤيا وهو طفلٌ أنَّه ملك تسجد له كواكب مع شمس وقمر. فهو ملك بالقوّة ومرّ بالبئر والسّجن مرورا اقتضاه التحوّل من قوّة إلى فعل. جوهر أمره أنّه ملك مَلك وعرضه ما مرّ به من عسر. نحن لا ننظر عندما نتدبّر قصّته هكذا. نحن نراه وقد تحوّل من بئر الى سجن إلى قصر مُلك. الجدلُ في حكايته ليس جدل زمن ولا هو جدلُ من إلى وإنّما هو جدل جوهر وعرض أو هو جدلُ باطن وظاهر.

قدر الإنسان أن يتجوهر أي أن يستوي نهاية المطاف على جوهره ويسقط عنه ظاهره ولكنّ حقيقته، بعين من خلقه وسوّاه ويراه ويسمعه، مرتبطة بجوهريّته التي يتحرّك نحوها ضرورة لا عرضيّته التي ستسقط عنه حتمًا.

قد يكون وليّ من أولياء الله بحانة وقد يكونُ شيطانٌ رجيم إماما بمسجد يؤمّ الخلق للصّلاة. تَجَوْهُرُ من بالحانة يأخذه إلى الصّلاح وتجوهر الإمام يأخذه إلى لعنات الشياطين.
هذا لا يعني أنّ كلّ مرتادِ حانات وليّ ولا يعني أنّ كلّ إمام رجيم. هذا يعني أنّ الحقيقة جوهريّة، لا هي عرضيّة ولا هي زمنيّة ولا يُنفذ إليها بأيّ حال من الأحوال. نهايةً، هي مُستحيلة عندما يتعلّق الأمر بتقييم الإنسان والحكم عليه. مع هذا لا تحضر بين النّاس منظومة كما تحضر منظومة الحكم بالخيريّة والصّلاح والشرّ والفساد. من ناحية هذا ضروري ليستقيم الإجتماع وتتثبّت التصنيفات والمقامات. هو من ناحية أخرى لا يستقيم من زاوية الحقيقة واليقين. قد تبدو الأمور كما أبسطها هنا عادية وبسيطة وليس الأمر كذلك. هي معقّدة جدّا لجهة الخلاصات النظرية والتصوّرية ولجهة الإستتباعات خصوصا عندما يتعلّق السياق بتجربة التديّن وهندسته. استمعت أمس الى سورة يوسف بصوت الطبلاوي رحمه الله (...) قلت في نفسي: لماذا هذه السورة هي أحسن القصص بتقرير القرآن؟ أرى أنّها كذلك، من دون أن أجزم أو أختزل، لأنّها عكس القصص: تخبر بداية عمّا يجب أن يكون نهاية. الرّؤيا التي فهمها يعقوب كشفا واخبارا ربّانِيَّيْنِ ترسم النهاية ولم يكن هناك بئر بعدُ وهي نهاية لا تُفسّر بالبئر إذ النهاية وهي في الآن نفسه البداية هي التي تفسّر البئر كما تفسّر زليخة وتفسّر السّجن والسّمان والعجاف. القصص لا ينبني هكذا، القصص حركة بين بداية ونهاية والقصص انتصار للزّمن واقرار بسلطانه. القصّة أحسن القصص بحساب الله وعينه ولكنّها بأعيننا، على الأقلّ لجهة المنطق الذي يسكننا قصّة مفارقة، لا تقول ببداية ونهاية بل إنّها تقول أنّ الزّمن وهم. هو وهم ولكنّه ورطتنا الكبرى. لم يكن يوسف بسجنه. كان ملكا وهو بسجنه. كلّ الأمر أنّنا لا نرى فنبصر تاجه البهيّ الجوهري الذي لم يفارقه يوما. لم يفقد يعقوب يوما البصر وهو البصير وإنّما غاب البصر لتحضر البصيرة فهي وحدها ضامنة للرّؤية الرّؤية. أعتقد أنّنا سنضحك كثيرا عندما نغادر هذا العالم. لا شيء فيه يستحقّ منّا حيرة أو احساسا بضيق وحسرة. مع ذلك تذهب النّفس حسرات ويضيق الصّدر وتزيد الحيرة. لو يهبنا الله بعض بعض عينه نملك العالم وما حوى. نزهدُ فيه وذلك شرط مُلكه ونفهمه والمرء مالك ما يفهم.

| منصر هذيلي
#مقتبس
#أرأيت

ما يكتُبُه العقلُ الذي آنس بالفِكرِ الإيمانَ أهمُّ معرفيا من حيثُ القيمة.
وما يكتبه العقلُ الذي مايزال يبحثُ عن إيمانه، وعن نفسه، وعن قيمه، وعن الحقيقة، مهمّ كذلك، لكن من حيث التجربة.

#أرأيت
#جدوى

وأقولُ آنستُ بالفِكرِ الإيمانَ
كما آنس المُبصِرُ باللّيْلِ نارًا

#لحون
#كواليس_اللفظ

لا تجعل حُلْمَ الرأس الذي هو أداةُ الخيال سبباً في عذاب الحواس التي هي أدواتُ الواقعِ.

| الرافعـي، رسائل الأحزان
#في_تشخيص_الدواء
#أرأيت
#سنن

أرسل بصركَ فوقَ رأسك:
لعلَّ السماءَ تكونُ البراح الذي ينقصك بشدَّة وتفقده بألمٍ إذا ما ضاقت دونكَ الأرض. قد تكون ذاك القدْرَ المثاليَّ من الاتِّساع الذي يوازِنُ قلبكَ على حبلِ الشّعورِ بالكفافِ.

#لحون

أكلُّ شَيءٍ هنا تَلقَاهُ تُدمِنُهُ!
تَمضِي حَيَاتُكَ بَينَ الطُّعمِ والنَّدَمِ.

#عماد_الدين_علي

جنّة الأرض تحت الماء
🐠🐟~
" ولكُم فيها جَمَالٌ حينَ تُريحونَ وحين تسرَحون "

"يُحبهم ويُحبونه" قد سبقَ حُبُّه لهم حبهم له، فأصل حبهم له حبهُ لهم، ولا يحبونه إلا في حالِ سبق حُبُّهُ حُبَّهم له!

هكذا هو اللّٰه: منهُ كلُّ شيء، حتى الحبُّ الذي هو إليهِ.
وإليه كلُّ شيء طوعًا وكرهًا.

#سنن

إهداء:

لكل المُتعلمين في جميعِ أصقاع الأرض،
لم يُخبرنا أحدٌ أنَّ العشق كان أعسَرَ الحِرفِ إتقانًا.

| إليف شافاق، الفتى المتيم والمعلم
#أدب
#مترجم

غالبًا ما يكونُ مآلُ المواجهة أهمّ من مآلِ الهُروبِ.

واجه.
كن شجاعا.

#في_تشخيص_الدواء