قال الراغب «العبوديّة إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها لأنّها غايةُ التّذلُّل»
ويقولُ ابن القيم :
«التعبُّدُ آخر مراتبِ الحُبِّ، يقال: عَـبَّدَهُ الحبُّ وتيّمهُ إذا ملكه، وذلك لمحبوبه»
ويزيدُ بيانًا بقوله :
«كمال العبودية تابع لكمال المحبة،
وكمالُ المحبّة، تابعٌ لكمال المحبوب في نفسه.. والله سبحانه له الكمال المطلق التامّ في كُلِّ وجهٍ ولا يعتريه توهم نقصٍ أصلا ومنْ يكونُ هذا شأنُهُ، فإن القلوب لا يكونُ شيء أحبّ إليها منهُ! (ما دامت فطرتها وعقولها سليمة) .. فلا محالة أن محبته توجب عبوديته وطاعته..»

إذ العبادة، إعلان للحب ولا يمكن أن يعبد المرءُ ربه حق العبادة إلاّ أن يُحبّهُ أوّلاً
وكلما ارتقى في معراج الحُبِّ
اطمأنّ في محراب العبوديّة.

يقولُ الرافعي :
«إن العبودية للحب الصّحيح هي *مبدأُ* العبودية الصحيحة لله»

واستعمال كلمة مبدأ هنا يحملُ معنيينِ إثنينِ

الأول هو أنها 'بداية' العبودية الصحيحة لله والثاني أنها تعلّم وتنقل 'قيم الحبّ الصحيح ومبادئه'، فكأنّ الإنسان يتعرف على ربه من خلال تفاعلاته مع البشر ومع الأحبة، فإذا تعلم حب الغير الصحيح واختبره رَكنَ لحب الله وعرفه واذا صادق بصدق عرف الصدق مع الله..

#أدب #سنن #سامي_عامري

”أحِينَ علِمتَ حظك من وِدادي
‏وَلَم تَجهل محَلّكَ من فُؤادِي

‏وَقادَنِي الهَوى فانقَدتُ طوعًا
‏وما مَكنتُ غَيرَكَ مِن قِيَادِي

‏رضيتَ ليَ السّقامَ لباس جسمٍ
‏كَحَلتُ الطَّرفَ منهُ بِالسُّهَادِ

‏| ابن زيدون
#شعر #شكوى

يظلُّ الصِّدقُ -يا صاحبي- ما بيننا وُجُودًا مُجرَّدًا،
خَلقًا نسجتهُ يدُ اللّٰه من الغيبِ: روحًا من أمر ربّي.
فكرةً تلتصقُ بوعيِ جمعٍ من البشرِ،
يظلُّ للبشرِ مفهومًا.

حتى إذا استنشقهُ هؤلاءِ نَفَسًا، وأكرموهُ على عُقولِهم ضيفًا وأجَـلُّوهُ في قلوبِهم نبضًا فباتَ عملاً وقولا،
أُخـْرِجَ من خِصْبِ الوُجودِ صداقَةً.
ونـبَـتَ..
شجرة طيّبة من تربة طيبة،
تَذبلُ إذا أُهْمِلت وتنتعشُ إذا سُقِيتْ. ترتوي وتجفُّ، تمتنُّ وتشكو!

فبعد أن كان روحًا هائمةً بلا هيكلٍ، وكان يطوفُ ما بين العقول والقلوب
طوافَ الهواء!
صُيِّرَ خلقًا آخر ينبض بالحياة،
وصارت الصّداقة هيكلَهُ وجسدهُ.
..
الصدقُ يا صاحبي رُوحُ تلك الشجرة،
شجرة دينك ودنياك،
فإذا أكرمتها صارت لكـ ظِلاًّ وإذا عققتها انجرفت الأرض تحت قدميك..

#سنن #أرأيت #صدق

«الوارِدُ المُنتظرُ، لا يُعَوَّلُ عليهِ»

____ محيي الدين ابن عربـي

في قلبِ مدينة تونس العتيقة، زيتونةٌ،
كما لم تروا الزّيتون من قبلُ. انبنتْ معها أعمدة أعرق الجوامع تاريخا وأقدم المدارس في البلاد.. والتفّت حولها الحياةُ مدينة كاملة تامّة جمالها محفوظ داخل دورها كالدُّرِّ المصونِ.
تُجاورُ أحد جدران جامعِ الزيتونة، جنوبًا، نخلةٌ،
توسّطت صحنَ بناءٍ عتيقٍ صغير مشفوعٍ بممرات مغطات تحت الأقواس على جهاته الأربع.. وتحتها ميضاة للمصلين وغرف يذكر فيها اسم الله، ويدرّسُ فيها ما تيسر من علومه.. تلك هي مدرسة النخلة جارة الزيتونة.

#معمار #من_وحي_صورة

فما رسالة الإسلام؟

إنها رسالة تدعو إلى نفسِها بِنفسها.. يكادُ زيتها يضيء ولم تمسسْهُ نار.. رسالة نزيهة القصد، مجردة من كل غرض.
إنها ليست رسالة العُلُوّ والاستعباد، ولا رسالة الطغيان والفساد:
إنها رسالة النور والإيمان والعدل والإحسان. ورسالة الفطرة السليمة، والأخلاق الكريمة، والسياسة الحكيمة.."

محمد عبد الله دراز | نظرات في الإسلام
#مقتبس #أرأيت

مهما بلغ الحقُّ من الحرف تبياناً، و من الواقع برهانا.
فإنه لا يمسُّ قَدرَ الإنسانِ ولا يحفر فيه أثره إلا إذا اخترق روحه، من بعد عقله إختراقاً.
و ذاك ليس بطريق العقل فقط، و ليس بطريق القناعة فقط، بل هو طريقُ الإيمانِ.

#جدوى #سنن

••
You know who you are.
You know who you're not.
The first is Home.
The second is alienation.
••
تعلمُ جيِّدًا من تكونُ أنتَ.
وتعلمُ جيِّدًا ما ليسَ أنتَ.
الأولى وطنٌ.
والثانيةُ إغتِرابٌ.

#لحون #مترجم

لا يأتي الحبّ من أول نظرة وإنما يأتي النظرُ مع أول حبٍّ

| يوسف الدموكي
#أرأيت

إذا تسنّى لك يوما أن تراني كما أرى نفسي:
كالتوقِ البائس، والشوقِ اليائس الذي لا يرتوي أبدا لكلِّ حالاتِ الوجود الحبيسة في بحرِ الإحتمال
لا كالحالةِ الناتجة عن خياراتها اللحظِـيَّـةِ، صارمةِ الحتمِيَّــةِ..
كبساطة في الآخرِ لا كغموضٍ فيه..
عندها فقط ستكونُ من نفسي كنفسي.
••
If you're ever to view me as me; more as the helpless eagerness to all possibilities than as the resulting choices.
More as simplicity, than as mystery.
Only then you'll be me to me.

#ترجمة #مترجم #لحون #هوية

أحبك بقدر كل إحتراقٍ مررتَ به،
يا من يضوعُ طيبًا كعود النّد إذا احترق!

#لحون_القلب

رسم نادر بالألوان المائية لشارل لالمان
يبرز صومعة اندثرت لجامع سيدي البشير الواقع في الجهة الجنوبية من مدينة تونس العتيقة..
المشهد يعود للنصف الثاني من القرن التاسع عشر.

متعةُ التعلُّمِ.
متعةٌ صافية نورانيّةُ المنبت،
أصيلة مُتأصلة في ابن آدم،

كفُضولٍ على حاله الأولى،
حديث عهدٍ بربِّه: فاضل.

إذ أنها إذا استمرّت نابضةً، بذات الدّهشةِ، أو بدهشةٍ تزدادُ عمقًا واتساعا كلما نهل أحدهم من بحور العلم، دليلٌ على أن النّفسَ
وفيّةٌ لصورةِ خلقِها الأصيلة
قد بقيت عل حالِ الفِطرة.
ولم يمسسْها ضيقُ البشرِ بسوءٍ.

ظلّت تعلمُ أن "الواسع" اسمُ الله الحَسَنُ
وأنها في بحثِها عن براحٍ إنما تنْشدُ الله فيما تنشدُ:
تذكرُه باسمهِ،
تطلبه وتناجيهِ وتشتاقه.
وفي ضفرها بهذا البراحِ تكريمٌ لها بوصْلٍ آخر مع الذات الجليلة.
كموتٍ صغيرٍ، ترجع فيه لخالقها.
كمتنٍ جديد من مُتونِ الذِّكرِ.
كامتثالٍ آخر لـِ " إقرأ " الموحاة.
هي ترى خلال ذلك كله قبسًا من نوره،
مُسخّرًا يتوضّحُ تحتهُ إسمه "الجَمِيلُ".

تلك هي نشوةُ أن تعلَمَ وأن تتعلّم التي زُرعت زرعًا وانطبعت في الوجدان والعقل ولم تنفكَّ عن بشرٍ.

#جدوى #سنن #معنى
#أرأيت

أأهلي وناسي تَنزِلُــــــون بي أغْرابا
الروحُ إذ تُنشِدُ انتظرت منكُم جَوابًا

#لحون_القلب #شكوى
________________________
https://www.youtube.com/watch?v=z4wLM_H0SSw&fbclid=IwAR3LnMGESrB1eVF_OHcvCGPW9GIADlbYCggB2dq-XpGL88zKazVLXIpKjN8