من مدحَ رجُلاً بما ليسَ فيهِ فقد بالغَ في هجائهِ.

| ابن حِبّان
#أدب

ومَشَى الزمنُ بينهما يُقِيمُ سُدودًا وأسوارًا من السِّنين وأحداثِها، وكما كَبُرا وامتَدَّا من أيَّامِ العُمر، كَبُرَتِ السماءُ التي تُظِلُّهُما وتَرَامَتْ آفاقُها، واستَحالَتْ الأيَّامُ الصغيرةُ الأولى أشباحًا ضامِرَةً لا تَكادُ تبينُ من دِقَّتِها وخَفائِها..

[إلى أين (١) || جمهرة المقالات]

خلق الإنسان لينسى ثم يذكر، ولذا يحدُثُ أن أجوبة الأسئلة التي تطرحُها اليوم كانت بحوزتك في يومٍ يسبقُهُ.

#جدوى

إن كانَ وجهي فتِيًّا في ملامحِهِ
فللفؤادِ وأحلامي تجاعيدُ.

| حذيفة العرجي
#شعر

لا تُفتَعلُ الحقيقةُ. لا تُصنعُ وليْست شيئًا ينتجه البشر، لهذا فإنه لا معنى في أن يحمل أحدُنا همّ الحقيقةِ صِناعةً، أو أن يسعى إليها خلقًا، فيكون فِعلُهُ عنها اختلاقًا، لا معنى لكل ذلك.

كلُّ المعنى في أن تنظُرَ إليها نظركَ إلى شيءٍ قائم بذاتهِ، قويٍّ، واضحٍ بنفسهِ، أقدمُ منك وأرسخُ، وإن كان غائبًا أو غَيْبًا أو ضيفًا مجهولاً.. أن تراها كما هي، شيءٌ متحرك بذاته، يقبل ويُدبرُ بمزاجٍ خاص به، أو هو مقبلٌ مُدبر معا، بحيلة من داخل المقبل المدبر، فيكفيكَ معها وعندها أن تكون مُسلِّمًا. أن تسلم قيادك وتقبل الحقيقة، وتحمل هما واحدا: هو همُّ قَبولها متى أتتكَ!

#سنن

https://arabi21.com/story/1561991/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D9%84%D8%A9?fbclid=IwAR1qEBwpnjmLFLK9TpJ4PPiAMeQ9SP9SR6k5TXP1Av7QjoM2TirfsMs9Vcw

برأيي مقالة مهمة في سياق آخر احداث يراها العالم

الكتابة ارتقاءٌ من العمومية إلى الخصوصية، تحقيق لما هو كامنٌ في العقل، وتحديدٌ لما هو غائم، تثبيت لما هو هائم. بل هي بحثٌ عن المجهول من خبايا النفس، ومعرفة بما هو ضائع في تضاعيف الذات.

لست أعرف بالضبط ما أنا أفكر فيه، ربما لذلك شَرعتُ في كتابته.

بذلك يتحول "الذاتي" إلى "موضوعي" (يتحول من "العالم2" إلى "العالم3" بلُغة كارل بوبر) فتتمَلَّكُه الذات بعد أن كان يتَمَلَّكُها! وتتناوله بالاستعاب والهضم والمراجعة والتصويب، وربما تحوله، بالمران والتكرار، إلى كيانها وبِنيَتِها، فيصير نسيجاً من أنسجتها، وعضواً من أعضائها، عضواً جاهزاً للاستعمال طوع إرادتها وتحت إمرتِها ورهن إشارتها.

عادل مصطفى محمد | من مقدمته لكتاب "التأملات" ص20
#ماركوس_أوريليوس

هذا هو زمننا. تدافع فيه فلسطين عن نفسها فتوشك أن تباد، وتحذر لبنان، فيهددها طغاة العالم إذا ما تدخلت، وتتدخل اليمن فتقصف، وحتى مصر، فإما غلق المعبر وإما اقتسام جزء من أرضها. هذا هو زمننا، وهذا هو الواقع الذي ينبغي أن نتعامل معه. لا أحد يقول بعد اليوم، إن العرب في 48 أو 67 أو 23 قد عجزوا عن صد كيان لا يزيد حجمه عن ولاية جزائرية. العرب فريسة لذئب دولي ضخم عابر للقارات، أدواته كثيرة، وموارده ضخمة، وقاعدته يعجن رأيها العام كيفما يشاء.
إن أسوأ ما في هذا العدوان، كونه ليس دينيا، ولا إيديولوجيا، ولا ثقافيا، ولا ماديا أساسه التنافس وتضارب المصالح. إنه عدوان قائم على اللامبالاة التي يتعامل بها المرء مع الحشرات. أسف عابر، وربما نوع من التقزز بعد الدعس.
يجب علينا أيضا أن نتوقف عن الحديث مع هذا الذئب، لأنه لا يفهم إلا العواء، ولأنه لن يتوقف عن النظر إلينا كفريسة إلا، ربما، حين يصبح هو نفسه الفريسة.

| فاروق الفرشيشي
#مقتبس

ما تزالُ بداخلنا أماكن قصيةٌ وحدائقُ سريةٌ. ما تزال أرزاقنا من الفردوسِ الدنيوية سالمة يسكُنُها الوردُ والشذى. وينحدِرُ منها نداء خفيّ، وينبعثُ إليها حنين قويٌّ: نحن ننتمي إليها وهي أحسنُ من يعرفنا.

إلى طرقٍ مشتهاةٍ، وسعيٍ نهواهُ، وزمنٍ حيٍّ يحيينا وينفضُ عن أجسادنا الرمادَ.

ما يزالُ الشغف ذاتهُ فينا قاعدًا، جافيناهُ وتنائينا عنه فآنسَ نفسه، وآنسنا في الزمن المتقطع المسترقِ من الزمن. مايزالُ منتظرا منا الالتفات والعودة ليزهر الدربُ مجددا، صبورا كالأرض تتوقعُ المطر، خصْبا مُباركًا كما عهدناهُ. مايزال لنا وفيّا، جميلا كما هو. جديرًا بالعودة كما كان دائما، حقا بالاشتياقِ الذي استوطننا إليه ولهفتنا عليه واشتهاءنا لجلوسٍ آمن في مجالسه، مع من وما نحبُّ. ما تزالُ السبيل إليه منقوشةً فينا، موثقةً لا تنطمسُ ولا تلثم، ما تزال لنا، خطوُها لأقدامنا، ومسافاتها لسيرنَا ومنتهاها لقرارِة أعيننا.

#لحون

'I understand that. Mon cher, It is Heroism.
My dear fellow, you are a hero!"

" أتفهّم هذا يا عزيزي، أنها البطولة.
آه يا رفيقي الغالي أنت بطل. "

في واحد من حواراته الأوجز و الأبلغ يصور لنا تولستوي البطولة الحقة. الطريف أن من يعترف بالبطولة لنظيره هو بيليبين ذلك المثال الصارخ عن البرغماتية والعقلانية والفردانية.
و على من يسبغ البطولة؟
على الضابط الشاب، المتقد بأخلاقيات النبالة وإرث العائلة وقيم الفروسية- في زمن المدافع والرماة- الأمير أندرو.
معنى البطولة، هو أن تعزم عندما يفتر الجميع، ان تغرّب متى شرّقوا.
البطولة فعل مفارق للعقل والمنطق والتاريخ والحسابات. البطولة هي الخروج عن المألوف، هي الحلم وقد صار حقيقة.
هي فكرة رومانسية، وردية، منذورة للرثاء و لرفع القبعات على شاهد قبر نقشت عليك:
يا أنتَ، كنت بطلا"

| أمين الحرشاني
#مقتبس

بمرور التجارِبِ تفهم أنّ الأصل في الأشياءِ المُقبِلة عليكَ أنها لا تأتي على مقاسك، هي تأتي بالملامحِ المحددة من اليد الناسجة الصانعة.. وبقدرِ إحسانِ هذه اليدِ لما تصنعُ.

لهذا ودائمًا لا بُد أن تكونَ مُحسِنًا ما استطعتَ، ثم مُنصِفًا ما تيسَّر لكَ ذلكَ. لتجسرَ تلك الهوّة التي تكبر كل يومٍ ما بينَ المعطي والمُعطَى، وتستدرِكَ وعيك المتفاقم باتساعها والفزع الناتج عنهُ، وتكونَ أنتَ حُجّتكَ - إذا ما تهاوت الحجج- عندَ نفسِكَ، ودليلك على اللّٰهِ إذا ما تصاغرَ الدالونَ.

#في_تشخيص_الدواء

والفهمُ: صناعةٌ للمعنى. لكنها ليست صناعةً مستقلة بذاتها: تحكمها الرغبة في انتاج أيما كان الصانع يرغب باستهلاكه. بل هي صناعة تتصل ذاتها بذواتِ الأشياء. ومثلُ هذا الإتصال وحدهُ ما يكونُ حبّا. فهي عملُ عقلٍ مهتدٍ وفؤاد مبصرٍ في خامات الوجودِ، وخواصها وطبائعها، للسمو بها وتحسينها والارتقاء بها. والمعنى المستخرج هو المعنى الموجود فعلا، الساري حقًّا، المكتفي بذاته. هو دائما المعنى الحقيقيّ لا المعنى المُسقط أو المُتوهم.

#سنن
#أدب
#أرأيت

شتانَ ما بينَ مُحِبٍّ لأُنسٍ، ومحبٍّ لإنسانٍ
| إسلام النادي

من صحبكَ لِذاتك فعوِّل عليْهِ.
| ابن عربي

احترام الآخر له مستويات، أرفعها ما يقوم على تقييم موضوعيّ للآخر وإدراك لخصالٍ جديرة بالاحترام. طبعا ليس الكل قادرا على هذا، هناك من لا يستطيع رؤية شيء بالعالم إلا قياسا بانتفاعه ولا يفهم قيمةً لانسانٍ إلا بحصوله على حاجة منه. هذه ليست أنانية وحسب، بل إفقارا هائلا في إدراكنا للآخرين.
| بلال عوني

وما صحبتك من خوفٍ ومن طمعٍ
بل الشمائلُ والأخلاقُ تُصطَحَبُ
| البحتري

أحب من يحبني للسبب الصحيح، وأنزعج ممن يحبني للسبب الخطأ!
| عارف حجاوي

إذا ما وجدنا الشيءَ عِلَّةَ نفسهِ
فذاكَ وجودٌ ليسَ يفنى على الأبدْ

وإما وجدناه لشيءٍ خلافَهُ
فإعدامه في عدمنا ما له وجد
| ابن حزم الأندلسي

أستبقي من الصحب من فيهِ إحياء هذا المعنى، فهو أهل لي وأنا أهلٌ لهُ، وأطلق كل من أرى فيه تهافُت نقيضه.

#أدب

" إن المحب والراغب الواثق الراجي هو الذي يبذل نفسه ويصبر على عناء حاجته، أما الكاره أو الخائف فإنه يدبر ويعرض ويبذل أقل الجهد، وينسحب من الساحة ما أمكن، وهو ما نشهده صفة غالبة على أبناء أمتنا ؛ فدون خطاب الحب ومشاعر الود وحس الأمن فإنه لا مجال للحديث عن التربية الناجحة والأداء المتميز ؛ لأن الحب الصحيح هو مادتها الأساسية التي تبنى عليها كل الجهود التربوية اللازمة للإصلاح والتغيير. ولذلك يجب أن نبث الوعي للأزواج، وأن نهيئهم لفهم أدوارهم الإيجابية، وبناء علاقتهم على التواد والتراحم فيما بينهم أولاً إذا ما أرادوا أن تكون من صفات أبنائهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والبيت المفكك المهدم المبني على الازدراء والتنازع والتربص والكراهية هو محضن لا يؤمل منه أن يحسن تربية صغاره، وأن يوفر لهم البيئة التي تنمي في نفوسهم ووجدانهم معاني الخير والبذل والمبادرة والإبداع. بل إن مثل هذه البيئة هي المرتع الخصب للكراهية والأحقاد والشر والفساد الذي يسوق إلى الانحراف والجريمة والحقد على المجتمع ".

🖋️ عبدالحميد أبو سليمان | أزمة الإرادة والوجدان المسلم 📖

لعل ارتسامًا في صورٍ قديمةٍ نراهُ على وجوهِنا يُذكرنا أنَّ قُلوبنا نذرتْ للوُجودِ ابتسامًا.

ما كان من الدهشةِ أمام تعقيد العالمِ، من الحبورِ الذي هدهدَ الطفولة، من الشمسِ التي اشتدَّت بعنايتها العظامُ. ذاك الحبُّ وكلُّ الابتساماتِ الماضيةِ التي سابقت هذا الزمنَ فسبقتهُ، هي في الحقيقة ذخيرةٌ لهذه الأيام.

#لحون
#أرأيت

مُختارات بمناسبة #اليوم_العالمي_للحجاب :

أنى كان ديدنُ المكانِ ظُهورًا:
كل ظاهرٍ فيه سُلطان متوجٌ، وكلُّ ظُهورٍ عرشٌ ينتظرُ جالسا. لم يكن للروحِ فيه -وهي من بواطنِ الأمور- مقامُ بيانٍ إلا من وراءِ حجابٍ، فإن لم تَحتجب لم تُرَ. وإن لم تجعل لها غشاءً يلفها لم تُقصدْ. وهذه سُننُ الرؤية تتقلب ما بين الظاهر والباطن منذ الأزل.

#أرأيت
#سنن

الحجابُ لا ينحصِرُ في كونه قطعة قماشٍ.
هو سماءٌ زاخرة بأنجم المعاني، وأفقٌ واسعٌ جميل بادٍ لكل عين تجيلُ البصرَ بحثا عن البصيرة.
أن يكون الحجابُ اصطفاءً دينيا وشيئا منَ الدِّينِ يحملُ الكثيرَ من المعاني والجزيلَ من الدلالة..
أن يكون الحجابُ "عبادة" في منظومة قيمية متكاملة المقاصد مترابطة الأطراف.
ما من جديد في هذا. هي عناوينٌ ترددت علينا مرارا ونعلمها جميعا جيدا.

إلا أن ما كان دينًا للمرءِ، فهو فِكرٌ كأحسنِ ما يكونُ الفكرُ وهو جدوى وتقوى، وهو بمثابةِ فلسفة حياة كاملة. ليست فلسفةَ لباسٍ، أو معاييرا لاختيار اللباس وحسب..

إن مبدأ "الحجْبِ" في فرض الحجابِ له خُصوصِيَّةٌ مُميّزة وهي أن تحجُب مادية الشيءِ -ما استطعت!- وتُطلِقَ روحهُ: لأنك إذا ما استغرقت في مادّيته اشتكت روحهُ!

هو أن تحجب عنك ما تعلمُ أنه يجذبك، أو كان ذا سلطة على حواسك وإدراكك، ولا تمْلِكُهُ. والحالُ أنه إذا ما تبدى لك كان بمثابة حقلٍ من فخاخ الحسرةِ لعقلك، وأن عقلك عاجلا أم آجلا واقعٌ في إحداها، عالق بين تلافيفها وتفاصيلها فيختل بذلك توازنه وتعتل صحته ويعجز أن يحسن فيها وفي نفسه.

ولهذا السبب قابلَ فرضُ الاحتجاب عند المرأة فرض غضّ النظر عند الرجل. والأصل واحدٌ والمقصدُ الربانيُّ نفسه.

قد يكون المحجوب فكرة.
قد يكونُ كلماتً.
قد يكون شخصا.
أو مساحة من البدن.
أو صورة، أو نصًّا، أو شعورًا، أو أمنية!

قد يكون ذكرى بعيدة المنال، أو طللا من الأطلال..

أن يكون الحجابُ عبادةً بمقاصد العبادة، يفترضُ أن يكون المحجوب هو الذي "إن رأيت في حجبه عافية للنفس وطمأنينة في الصدرِ وتقربا إلى الحقِّ، فعلتهُ."
فإن كان لك في فعل الحجبِ مثقالُ ذرة خيرٍ جازَ لك أن تعبد به الله.
إذ أنهُ وجَبَ عليك: وُجُوب ما أوجبهُ اللّٰه من باب العبادة "بمجرّد أن يكونَ فيهِ تزكية للنفس".

#أرأيت #جدوى #أدب

المرأة العُطل هي التي لا تلبسُ الزينة ولا المجوهرات وإذا عطَلت المرأة جسدها فقد نزعت عنه الزينة والإكسسوارات.

الحيوان العُطل هو الذي لا رسنَ لهُ، فليسَ ينقاد.

الكلمة لافتة لأنك تجدُ معانٍ إضافية لها تبدو إيحاءً بموقف قـيميٍّ داخل اللغة من مسألة تخص الزينة والحليّ والمجوهرات، ومن دون القفز لاستنتاجات كبرى ولا حتى صغرى فارتباط العطل في الحيوان بغياب الرسن وفي الإنسان بالتحرر من الزينة يستحق التأمل ويستحق ربما تحية للمرأة العاطلة وللنساء العاطلات.

Awni Bilal | تأملات في تاريخ العطالة

https://soundcloud.com/user-168627799-640014490/1a-1