بعضُ الكلِمات ألغامٌ كامنة، مما لا شك فيه. وبعضها الآخر أدقُّ وألطفُ وأخفى.. هي كالمساميرِ الصغيرة والشضايا الحادة، تتعثّرُ في تضاريس الشقوق وتنغرسُ في التصدعاتِ وتكمُنُ هناك وفيّةً لا تبارِحُ رسمَها إلى حين مرورِ أولِ مِطرقة.

#أرأيت

قَالُوٓا أَءِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ  ۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهٰذَآ أَخِى  ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَآ  ۖ إِنَّهُۥ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

يوسف: 90
#آية

من لم يدركني بأحدِ اثنينِ: بعقلهِ أو صِدقِهِ، فحظُّه من نفسي قليلٌ.

#لحون

يتحدثُ ذو القرنينِ عن عِلمٍ أخذَهُ وصنعة أتقنها وهي تشكيلُ المعدنِ فيقولُ { ما مكَّنِّي فيهِ ربي خيرٌ }.

#آية

يا بني احتمل، فإن الاحتمال قبر المعايب!

‏ابن الشجري

“It is, of course, always nice to be praised, but it’s ever so much nicer to be understood.”

-Hannah Arendt

تحدثُ الأشياءُ من تلقاءِ نفسها، بشروطها وسننها، وهذا عظيم!
وتكفُّ بمجردِ أن يحاول المرءُ إحداثها بشروطه هو. وهذه تتمةُ العظمة.

#سنن

باسمِ الحبِّ لا غير، تصبحُ إمكانية استبدال الأشياءِ بأُخرى غير مطروحة.

#لحون_القلب

إن أدنى المُفترضِ في الذاتيّة أن يصقل الإنسانُ بقوّته معدنه، وأدنى المنتظر منها أن يتمكن بنفسهِ من التحكم في نفسهِ.

#جدوى

Friendship doesn't need another feeling.

الصّداقةُ لذاتِها تُقصدُ.

#مترجم

الإحساس بالمسار حاجة وجودية، لذلك كانت القصة ولذلك كانت الكلمة في البدء.

سهوتُ وغرني أملي
وقد قصرتُ في عملي

ومنزلة خلقتُ لها،
جعلْتُ لغيرها شُغُلي

| أبو نواس
#شعر

هناك عاداتٌ لا واعية، وردود فعل لا أعلم أين اكتسبتها، ولا متى تسربت وانحبست بداخلي لتطفو على السطح دون سابق إنذارٍ متى آن لها الخروج. عادات كدروع المحاربين، تلفني في مواقف الخطرِ والفجأة الخاطفة وتلف قلبي فلا يمسهُ روعٌ ولا يلتاث بسوءٍ، توقضُ عقلي فيكتسب صفاءً طارئا عجيبا. وأعلم جيدا أنني لم أرثها عن أحد لأنني لم أرها في أحد من أهلي وخاصتي من قبلُ، على الأقل ليس بصيغتها التي تكونت عندي. لا أملك إلا أن أحمد الله عليها وأسأله أن يبارك فيها ويسلم بها سري كما سلم جهري. ويطهر بها ولها فؤادي ويرزقني إحسانا في الفعل والقول.

#حديث_الزمن

يحدث أحيانًا أن يكون أشدّ ما يحتاج إليه المرء كي ينسلخ عن هاوية السلبية والعيش بلباس الرجل الهُزْأة الذي لا يترجّح إلا بين السخرية والتهكم، فيسترجع شيئًا من الجِدّ والإيجابية في حياته — هو أن يرجع ببصره إلى حياته يوم أن كان طفلًا (نفترضه طفلًا صحيحًا سليمًا) فيُعيدَ إلى الحياة شيئًا من ما كوَّن شخصية هذا الطفل وعرّفها، فيستذكر أنه كان حينها غارقًا في الجدّيّة في صِغَار الأمور وعِظَامها، وأنّ رغباته وغرائزه —مع أننا قد ندعوها لا واعية— كانت شيئًا يتوقف عليها مصير حياته، فإما أن يجد إليها رضاءً وإما أن يُدوّيَ بصوته الآفاق، وأنه عندما أكَلَ كان يستقبل طعامه كأنه آخر ما سيتذوقه في حياته فلم يحتمل الأمر المزاح، وأنه عندما أحَبَّ مَثَلًا كان حبَّهُ جدّيًّا وعَزُومًا فلا يقبل فيه إلا حيازة موضوع حبِّه حيازةً تامّة مانِعَة، وأنه عندما كَرِهَ كان كرهه لا يرعوي عن إيذاء موضوع كرهه بل وإزهاق حياته وتحطيمه، وأنه عندما لَعبَ في شيء ما كان يستغرقه موضوع لعبه استغراقًا تامًّا فلا يكاد يُحسّ بما حوله، وأنه إنْ واجهته مشكلة وَجَد جسده بأكمله مدفوعًا إلى حلها أو قهرها، وأنه متى اعترضه عارض ما كان يصدّه ولا يرمي به في أوحال الهزيمة والرغبة في الكفّ عن الحياة... وما إلى ذلك من الأمثلة.

خُسْرَان جِدّية العيش في حياة الرّاشدين من أعراض ذُبُول ومَوَات غرائزهم الصحيحة التي كانت في طفولتهم تقول «نعم» للحياة، وكانت تعرف حوائج أجسادهم والمهمّ الخطير من مسائل حياتهم. والحقّ أن ظنّ الراشد أنه تعالى عن مرحلة الطفولة وصار عاقلًا وعارفًا بمجاري الحياة ومصايرها، فيستخفّ بما كان عليه من اندفاع وحيوية وسذاجة أيام طفولته، لا يكون رُشْدًا بحقّ في أحيان كثيرة بقدْر ما هو إعلانٌ عن قُربه من الذبول وافتقاده دافع الحياة الذي كان ينبض فيه يوم كان صبيًّا، فتكون حقيقته ميْتًا ظُنّ أنه من الأحياء.

للأصدقاء التونسيين في القناة: مبارك عليكم انطلاق بودكاست تونسي بهذه الجودة في منصة الساوندكلاود!

https://soundcloud.app.goo.gl/UTr2A

«عَجَبًا يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى،
وَسِواكَ يَبعَـثُهُ الغَـرامُ فَيَنطِقُ!».
—حافظ إبراهيم.

«وما مُنِعت دارٌ ولا عزّ أهلها،
من الناس إلّا بالقَنا والقنابلِ».
— الطرمّاح.

«أوجَعوا فيهِ المُنى لمّا تمنّى،
كادَ أنْ يَبكي؛ فَغطّى عينَهُ عَنهمْ وغنّى».
—ساري العتيبي.

«قد كانَ يمنعُني الحياءُ من البُكا،
فاليومَ يَمنعُهُ البُكا أن يمنَعا».
— أبو الطيب المتنبي.

— الصورة من فلم: [Puparia].

وأوصيكَ قبل أن يطويني الغياب،

ألا تذَر مُحبًّا لكَ يفقِد اتزانه وجميلَ عَقلهِ في حُبِّك.

واسمَحْ أن يهيمَ بك عشقا وهو في نورِ عقلِهِ ووَضَحِ يقظته.. بل واذكر لهُ أسبابَ حبك إياهُ بتفصيلِ عبدٍ صابرٍ محِبٍّ للحبِّ، عارفٍ بجلال فنونه، ولمّح للإتقانِ الذي فيها فيضيئك كما يضيئه، وصُغْ بوْحَك تسبيحك وتسبيحهُ لخالقِ الحبّ، ولا تغرِه بلاسببية الشعورِ فيُحْجَب من أن يرى حكمةَ اللّٰه في اجتماعكما معجِزة مُفصَّلة مُيسَّرة لحسّهِ، مُثبِّتةً لقلبهِ؛ فلأن يحب المرءُ في كامل قوته وادراكه لما هو فيهِ من الحُبِّ فهذا يعززُ الرباط ويمتنه، ويزيدُه صدقا فوق صدقهِ ونورا على نورِهِ ويكفيه ويُغنيهِ التلون بألوان الباطلِ الخادعة ذات الأطياف المتضاربة والمواقف السينمائية المكررة، والتقليد الأعمى والفانتازيا المستهلكة والإغراء الشائن والحيل الفكرية الركيكة. وهو ضمان أن يكون حبه ذاك منيرا دائما في ذاكرته، ولو غابَ، أو كُتِمَ، أو حُبِسَ وكُنَّ.

كذا فالقلبُ إذا أحبَّ عبدَ، وإذا عبدَ اتقى وإذا اتَّقى عظَّم عبادته فعظُم الحبُّ فيهِ. واقتبس نورهُ إلا من نور الحقِّ، باقيًا من بقاءه، ساطعا من سُطوعهِ، بيِّنًا من بيانهِ، في ظواهر الأمور وبواطنها.

ثم إياكَ والعبثَ بقلبه: تضخم فيه الشوق تارة وتغلب عليه أمرهُ أخرى لتملأ نقصًا في نفسك. تأدب في حبك.

وخاطب عقله، واطرقهُ -بابا- ثم اُدخلهُ لدارِ قلبه حتى يكون المُقامُ ثابتا لا يتحولُ.

#أدب
#جدوى

" غُلامٌ.. يقالُ لهُ إبراهيمُ "

عندما يتزوج أحدكم أو تختار إحداكن لا تنسوا تخيّل أسوأ الاحتمالات كما تُساقُون بتخيّل أجملها، لأن الإنسان يعرف لونا من السعادة لا يتم إلا بالنظر إلى بريق أعين المُحب، ويكون له من الإنجازات والأعمال ما تتمه نظرة فخر أو يهدمه برودُ الرَّفيق، ثم إنه قد يُصاب بابتلاءات يجعله بعضها في أشد حالاته ضعفا وحاجة فيكون نوع من يجاوره ويطّلع على ضعفه وينكشف له سرّه مؤثرا بشدة على صبره وثباته وتعافِيه..

وقد عرفت من الأزواج من لامسَ أحدهم جمر ابتلاءٍ مما لو ألقي بالعين العذبة لجفّفها ثم لا تكاد ترى أثره على وجهه ولا تجد في عينيه انعكاسَه؛ بل تُكذِّبُ من يُخبرك به إذ يُخبرُك حالُه بنقيضه، ومنهم من تعرض لشيء من الابتلاء مما يحصل لأكثر الناس فكانت الجمرة في يدٍ خابَ فيها أملُ المواساة والتربيت على الكتف فكانتَ معولَ تفتيتٍ للكبد؛ فانقلب الجواد المفعم بالحياة كسيرا متهالكا وصارت الزهرة الفوّاحة عودا يابسا مثيرا للشفقة..

وإذ لا يتيسر لكل زهرة أن تغيّر تربتَها ولا يتيسر لكل جواد أن يبدلّ مضماره؛ فإن كثيرا من التريث والتعقّل والاستشارة والاستخارة وتخيّل أسوأ الاحتمالات مع أجملِها متيسّرٌ الآن لزهرة لم تُغرس وجواد لم يرتبط بعد.